رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل التاسع 9 بقلم هند سعد



 رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل التاسع بقلم هند سعد 

ـ وافقتي يا زينب، للمرة التانية تتجوزي غيري؟

ـ إنت مش ضحية يا حسن، كنت فين طول الفترة اللي فاتت؟ كام جواب اتبعت لك إني انفصلت وإني عايشة بطريقة صعبة؟ ها رد متهربش..

نفسي كان طالع مقطوع كإن الحياة بتروح مني، وجسمي كان بيترعش، كنت مستقوية بس من جوايا في بركان غضب وعدم تسامح..

عيون حسن اتغيروا، ما بقيتش أشوفني فيهم، عارفة إن حبه ليا منتهاش، لكن هو كمان كان شايف اللي ناقصني ماكنش شايف زينب بتاعة زمان! 

ماكنش عارف يبرر لي قسوته هو كمان عليا.. 

ـ إنتي مصبرتيش عليا، أنا كنت ناوي أعمل حاجة بس إنتي استعجلتي.. 

ضحكت باستهزاء ولفيت راسي الناحية التانية.. 

ـ مصبرتش! جايز، حجتك خايبة، مفيش راجل في الدنيا بيبقى عاوز ست بعينها وحاجة تمنعه، إنتوا الرجالة غيرنا ليكم حرية الاختيار وإنتوا اللي قادرين تاخدوا أو لأ، لكن أنا ست مغلوبة على أمرها يا حسن، فبلاش تبرر بكلام ملهوش اعتبار ولا هيجيب نتيجة، أنا فرحي بكرة، خد واجبك وامشي زي ما جيت غريب، امشي غريب بس المرة دي عارف عني كل حاجة. 

 سيبته ورايا واقف، قلبي مبقاش حمل وعود، ما بقيتش زينب أم ضفاير.. 

شبعت كذب وقسوة.. 

رجعت أكمل حنتي، والحنانة خالتي زيزي رسمت لي حنة وقالت لي انام بدري عشان بكرة وهي بتحط لي المكياج ما يكونش وشي باهت.. 

يوم فرحي.. 

ده أسعد يوم في حياتي، لبست فستان للمرة التانية بس كنت فرحانة بيه، كإنه متصمم عشاني أنا بس، خالتي زيزي حطت لي مكياج ناعم، ولبستني طرحة طويلة عشان تناسب فخامة ذوق فستاني اللي جابهولي الباشمهندس من دار أزياء ديدي المشهورة في حي الرمل الراقي، عطرتني ببرفان ليالي الحلمية اللي جابهولي برضه معاه من هناك حسب ترشيح الخواجاية كريستين.. 

كان شبه أوي فستان الأميرة ديانا، لكن الباشمهندس علاء ماكنش الأمير تشارليز، معرفش ليه أول ما شوفته جاي ناحيتي ياخدني من إيد أخويا ياسين..

 ابتسمت وحسيت بروحي بتجري ناحيته، كان قلبي بينبض ببطء، الحبايب بيرموا علينا الورد وهو بيضحك بخجل، أخدني من إيدي.. 

ـ هتتجوزيني خلاص يا بسكويته؟ 

كنت مكسوفة وف نفس الوقت فرحانة، اديته الموافقة بعيوني السود.. 

ـ أنا أسعد إنسان في الكون، إنتي الجميلة وأنا الوحش اللي ماكنش لطيف ولا محبوب غير لما شافك.. 

ـ إنت سيد الناس يا باشمهندس علاء.. 

ـ يا بختي يا ست زينب، النهاردة أخدت نايبي من حلاوة الدنيا.. 

ضحكنا سوا لحد ما صحابه شدوه من جمبي على الكوشة عشان يرقصوه "السمسمية" حسب أصوله.

كلمت المصور يصوره وهو بيضحك كتير، لإني ماكنتش عاوزة أنسى شكل ضحكته. 

كتبنا الكتاب ولأول مرة أنطق الموافقة بحماسة من غير ما يهمني غمز ولمز العزال! 

روحت البيت وأول حاجة عملتها فتحت البلكونة المطلة على البحر، وسندت بإيدي على الترابزين، رفعت راسي وغمضت عيني اتنفس..

جه وقف جمبي.. 

ـ لو كنت أعرف إنك جايزتي في الأخر ماكنتش زعلت على أي حاجة قبلك.. 

قالها ولمس إيدي.. 

مسكني من إيديا الاتنين، فتحت عيوني.. 

ـ كنت بحلم أقعد معاكي في البلكونة بتاعة بيتنا وأغني لك " لا عشقت قبلك ولا بعدك، ولا قلت لك إني بهواك، وكان عزايا إني بقابلك، واكلمك وأقعد ويااااك" والنهاردة اتحقق حلمي..

ـ صوتك حلو يا باشمهندس..

ـ أوعدك من اللحظة دي مفيش أي حاجة هتزعلك من ناحيتي، وهحاول ابعد عنك أي حاجة تتعبك، اتحمليني شويتين.. أنا ساعات ببقى عصبي لو مشربتش قهوتي في ميعادها بس هغير من نفسي عشانك، الصبح مش بحب أتكلم غير لما أخد دش وافطر وأصلي، امممم وبصراحة كده يا ست زينب.. 

كان ماسك راسه من ورا ومكسوف.. 

ـ أنا بشخر وأنا نايم، لما ازعجك عرفيني وهنام برا.. 

ضحكت.. 

ـ معنديش مشكلة، أنا هتعود مع الوقت، لكن متسبنيش أنام على مخدتي لوحدي.. 

ـ يا كرم ربنا الواسع.. 

ـ اممممم ومتقوليش يا ست زينب أنا زينب وبس.. 

ـ إنتي البسكويتة اللي في حياتي.. 

قرب مني، فغمضت عيني وجسمي فضل يترعش.. 

طبطب على إيدي وحسيت بحاجة بتتشال من على راسي، اتاريه شالي الطرحة لإنها كانت طويلة وتقيلة.. 

ـ أنا عمري ما اغصبك على حاجة يا زينب، أنا كفاية عليا إنك مونساني وقدامي، ودايمًا هكون مستنيكي تحني على الغلبان وتبلي ريقه.. 

ـ تحب تتعشى؟

ـ يا ريت، غيري هدومك على مهلك، أنا هاخد هدومي واطلع برا اغير، وهستناكي في المطبخ.. 

ـ هتستناكي في المطبخ! اشمعنا؟ 

ـ عشان أساعدك يا زينب.. 

ـ اللي تشوفه.. 

أخد هدومه، سابني في الأوضة محتاسة، مش عارفة افتح سوستة الفستان، ناديت عليه، فين لما سمعني لقاني بحاول أوصل لسوستة الفستان.. 

دير وشه الناحية التانية.. 

ـ نعم يا زينب.. 

ـ مش عارفة افتح سوستة الفستان، ممكن تفتحها لي؟

قولتها وروحت وقفت بضهري قصاده عشان أشيل من عليه الحرج..

سوستة الفستان واصلة لأخر ضهري!

كان بيفتحها ببطء شديد، كنت شايفه انعكاس لهفته في المراية اللي جمبي! 

حط إيديه على كتفي وزاح الفستان فانفلت.. 

مش عارفة لحظتها كنت حباه ومتقبلاه وده شجعه..

بعدها لقيته لف وشه تاني وطالع من الأوضة، مسكت إيده و..... 😉 

نسينا العشا خالص!

قلبي كان بيدق مش خوف، حب للحياة الجديدة اللي دخلتها بإرادتي.

الفصل العاشر من هنا


stories
stories
تعليقات