![]() |
رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل العاشر بقلم هند سعد
ـ بقولك إيه يا زينب كفاياكي بنات، علاء نفسه في ولد..
ـ يا حماتي يعني هي بتجيبوا باختيارها، ده فضل ونعمة من ربنا هنقوله لأ، ثم الحمد لله أنا راضي..
ـ بس برضه إنت راجل وعاوز عصبك يمد، البنات بتروح تعمر في اراضي تانية لكن الصبيان عزوة ليك..
ـ يا حماتي الله يجازيكي خير، أنا لما اتجوزت زينب، لمؤاخذة يا زينب يا حبيبتي، ماكنتش حاطت أمل في الخلفة من أصله، ف ألف حمد وشكر ليك يا رب، أنا المهم عندي زينب تقوم بالسلامة..
كنت ببصله بفخر واعتزاز، ماكنتش محتاجة أرد، هو بيحميني حتى من ألسنة الناس، لبست الـ ٣ بنات عشان هييجوا معانا المستشفى..
ندهني..
ـ يا ست زينب يا مراتي..
ـ يا عيون الست وقلب الست، أؤمر يا بشمهندس..
ضحكنا إحنا الاتنين، لإن دي جملتنا المشتركة لما بنحب نناغش بعض..
ـ البنات لبسوا؟
ـ اه يا ابو مسك، بس ياسمين وسارة بيعيطوا، خايفين عليا يا سيدي..
ـ متشيليش هم يا زينب، هتطلعي من العمليات هتلاقيني مستنيكي زي كل مرة..
ـ أنا مبحملش هم للدنيا وإنت موجود، ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك أبدًا..
باس راسي وكان واقف مدمع..
ـ مالك بس، هي أول مرة، دي رابع مرة..
ـ احضنيني يا زينب، أنا خايف..
حضنته وبدأ يهدى..
ـ الله، الله يا سي بابا، خير، عيني عينك كده..
ـ يا زينب، إمتى مسك كبرت كده؟
ـ اسم الله عليك دي عندها ١٢ سنة، قربت تبقى عروسة، بس والنبي يلا لأحسن هولد هنا..
شال الشنطة والبنات كانوا قدامنا لحد ما وصلنا للعربية..
وصلنا مستشفى الماترينتيه، كانت الدنيا ليل..
قابلتنا دكتورة لطيفة..
ـ إزيك يا مدام زينب، إزيك يا باشمهندس علاء..
ـ الحمد لله..
قاطعت ردودهم ومجاملاتهم لإن الوجع كان أصعب من تحملي..
فاضت المستشفى بالصراخ، الدكتورة حطتني على سرير الطوارئ تكشف وتشوف هل الرحم مستعد ولا لسه، والحمد لله كنت مستعدة..
أخدوني على كرسي متحرك، ودخلوني اوضة غيروا لي هدومي بسرعة ودخلت غرفة العمليات..
ـ يلا يا زينب ساعدينا..
كنت بصرخ لاخر طاقتي، ارتاح وارجع اصرخ تاني، لحد ما الحمد لله سمعت صوت بكاء طفل صغير..
ـ بنت ولا ولد يا دكتور..
الممرضة مسحت لي العرق، كنت بتنفس ببطء
ـ بنت زي القمر يا زينب..
ـ الحمد لله كل اللي يجيبوا ربنا كويس..
ـ زينب محتاجينك تساعدينا كمان لإن في بيبي تاني..
كنت بصرخ واتنفس زي ما بيقولوا لي لحد ما حسيت روحي بتروح..
كنت سمعاهم حواليا..
ـ النبض كام؟ كملي جميلك يا زينب، حطوا لها جهاز التنفس، شكلنا هنفتح كيصري، هاتوا جهاز الانعاش..
فضلت أربع أيام مش في الدنيا، لكن أنا سامعة كل حاجة بتدور حواليا، سمعتهم بيقولوا إني جبت محمد وسناء..
البنات كانوا بييجوا يزوروني يعيطوا فأبوهم يطلعهم عشان ميضغطوش عليا..
لحد ما هو بين لي ضعفه..
ـ أول مرة يا زينب حسك يغيب عني كل ده، معقول زهقتي مني؟
البيت وحش من غيرك، الولاد محتاجينك، وأنا.. أنا محتاج لك وإنتي عارفة إني محتاس من غيرك، زراري اتقطع يرضيكي الباشمهندس حبيبك يمشي كده مبهدل؟ أنا بعرف أخيط بس لا يا زينب مفتقد حواديتنا لما بتمسكي الإبرة، طب قومي وخاصميني براحتك، هسيبك تغلبيني في لعبة الأتاري، يا زينب حبيبك تعبان..
فضلت يومين كمان في الغيبوبة لحد ما فوقت، بس المرة دي مش في نفس صحتي، عندي كهرباء على المخ، مش بتحمل اتعرض لضغط فبتجيلي حالة اقع من طولي ويفضل جسمي كله ينتفض..
فاتت سنين، كل واحدة فيهم كبرت قدامي، ومحمد وسناء بقوا ٧ سنين، وما زلت بحمد ربنا على اليوم اللي رجعت فيه من الموت.
الليلة يوم خطوبة مسك، بنتي الكبيرة، دي حبيبة أبوها ونور عينه، بيغير عليها بطريقة متتوصفش..
أصلًا حازم خطيبها عمل البدع عشان يوافق بيه، مع إنه قبل الخطوبة كان بيعز حازم المهندس المتدرب الجديد، بس أهو فجأة كرهوا وبقى بيعتبره الحرامي اللي جاي يسرق جوهرته الثمينة..
ـ قومي يا زينب لما نشوف ابن الكلب ده مش ناوي يجيبها لبر ليه، رقص سلو قال، ويحط إيده على بنتي ليه، متمسكنيش يا زينب..
ـ يا راجل يا غيور، ما ده حال الدنيا ناس بتسلم ناس يا علاء..
ـ أنا مسلمتش لسه بنتي لحد، الخطوبة دي تعارف بين اهلين يا نتفق يا نختلف وإن شاء الله هنختلف وترجع لي بنتي حبيبتي..
كنت يومها مسكاه بالعافية ليبوظ اليوم للبنت..
بعد ما روحنا البيت، حازم جه يوصلها البيت، فوقفت معاه على الباب تسلم عليه قبل ما يمشي..
ـ يا مسك، اقفلي الباب وادخلي عشان أبوكي شايط على الاخر..
قلت لها ف ودانها..
جه شافها واقفة..
ـ طب إيه يا ابني مش فضلت تزن على الخطوبة، وفضحتني في أي موقع أروحه تخلي الناس تكلمني، وخليتك تخطبها، خلاص بقى يا ابني مش قصة هي، بيتنا دي تدخله يوم كتب الكتاب ده باعتبار صبرت عليك ووصلت له، وبكرة مفيش أجازات، الاقيك بكرة في الموقع الساعة ٦ الصبح.
أنا والبنات كنا بنضحك عليه من ورا الباب اللي قفله في وش خطيب بنتنا..
لما بص لنا سكتنا خالص، دخل اوضتنا وقفل عليه..
ـ أنا داخلة اشوف أبوكم ماله، ناموا عشان الوقت اتأخر، وإنتي يا ست مسك، امسحي وشك ونامي عشان في كلية بكرة..
دخلت الأوضه لقيته واقف في البلكونة ومغمض عينيه..
ـ فاكر أول أغنية غنتها لي أول ما دخلت بيتنا..
ـ فاكر يا زوزو..
ـ الحب حلو يا باشمهندس؟
ـ الحب جميل يا زينب..
ـ طب مستكتر على مسك وحازم يعيشوا ده ليه؟
اخد شهيق طويل..
فتح عيونه وبص لي..
ـ علشان الدنيا دي مش شبه دنيتنا يا زينب، خايف عليها، مسك دي نور عيني، بنت خام وجميلة، طبعها لين زيك يا زينب، لا تعرف الخبث ولا اللوع، خايف عليها من كسرة القلب..
طبطبت عليه..
ـ مش إنت بتقول حازم جدع وكويس؟
ـ اه يا زينب، بس مش شبهنا، واد خفيف كده، مش شبهي..
ـ ده على أساس إنك تقيل؟
ـ طبعا يا زينب أومال..
قالها ورفع حاجبه الشمال..
ـ اديها خطوبة اتفقنا تمام، متفقناش خلاص يا ابو محمد بقى، البنت زعلانة ومتضايقة عليك..
ـ طب هي صاحية دلوقتي؟
ـ الصباح رباح يا ابو محمد، كلك نظر يعني..
ـ هشرب سيجارة وهقفل البلكونة وجاية لك يا زوزو، متناميش يا أم العيال..
مشيت قصاده بدلع مفتعل😉
مكنتش عارفة إن الليلة دي هتكون بداية لحاجة أكبر من مجرد غيرة أب على بنته…
