![]() |
رواية يامسافر وحدك وفايتني الفصل الحادي عشر بقلم هند سعد
ـ تعالى يا زينب ننزل نشم شوية هوا، العيال وحشوني أوي يا زينت، اتخنقت يا زينب من الهدوء ده..
ـ إخص عليك يا باشمهندس، يعني أنا القاعدة معايا تخنق..؟
ـ اسم الله عليكي يا حبيبتي، مقصدش، كانوا عاملين دوشة وهيصة، دلوقتي مبقاش فاضل غيرنا تاني..
اتقمصت، من عشمي وحبي، اديته ضهري وقومت أطلع من الأوضة..
ـ تعالي يا زينب يا مراتي يا حلوة، محقوق لك، بس مقصدتش وحياتك عندي، حد يزعل من حبيبُه؟
أنا قلبي رهن أمره، جوزي، حبيب عينيا.. وحبيب السنين.
ـ والله إنت راجل بكاش، بس أنا بحبك..
باس إيدي وحطها بين كفوفه، بص لي بحنية كإنه بيحفظ ملامحي..
ـ أنا كده يا زينب كملت رسالتي..
قاطعته..
جسمي اترج من مكانه، معرفش ليه قلبي انقبض، كإن الكون زحم فجأة..
ـ ما تبصليش كده، هو إنت عشان جالك شوية تعب في صدرك هتقول كلام مالوش لازمة، قوم يلا مش كنت عاوز تتمشى..
ـ هتقدري تسنديني يا زينب؟
قعدت قصاده على السرير وميلت بجسمي وقربت منه، بوسته من راسه..
ـ أسندك عمري كله..
كنت أقصدها، والله أقصدها عن طيب خاطر، أنا لو يطلب عمري اديهوله وأنا مبتسمة وراضية..
ـ يا حبيبتي يا زينب..
ـ عارف يا حبيبي، أنا عيالي روحي فيهم بس إنت كل حاجة في حياتي، إنت الهوا اللي بتنفسه، أنا من يوم ما أخدتني وأنا عمري لا شيلت هم ولا فكرت في حاجة، إنت بتعمل كل حاجة، لدرجة إني مش بشغل بالي بحاجة واللي هو علاء هيصلح، علاء هيحلها، علاء هيعملي، علاء هيسوي لي، أنا اتعودت ارمي نفسي عليك، فـ جه الوقت اللي تشوف طرح زرعتك فيا..
ـ يا زينب أنا مسافر خلاص..
ضربته على كتفه بالراحة..
ـ مسافر رايح فين يا أستاذ ولا زينب كبرت خلاص وعاوز تتجوز عليا؟
ضحك لحد ما فضل يكح ومسك صدره..
ـ يا راجل يا عجوز كلمتين يخلوك عاوز تسلم نمر، أنا هقوم أطلع لك الهدوم وننزل..
مسك إيدي..
ـ خليكي بصالي كده، سبيني أشبع منك..
ـ وماله يا حبيبي، بس خايفة أكون عاملة حمل عليك..
ـ يا ريت، ده أنا نفسي أنول الرضا، ما تجيبي بوسة يا ست زينب يا حلوة..
ـ بوسة واحدة؟ قولي عشرة..
طبعت بوسه على خده..
وقومت أطلع هدوم ليه وليا، ساعدته يلبس، زررت له القميص، وقفلي سوسة الفستان، لبسته الشوز وربط لي الكوتشي..
قعدته على طرف السرير ورشيت له مايه وجبت الكريم بتاع شعره وسرحت له الشعر والشنب، عدلت حجابي..
ـ لسه حلوة أنا؟
ـ لسه زي ما شوفتك في بلكونتي زي الحرامية سرقة..
ـ اتعلمت الكلام حلو فين؟
ـ منك يا زينب يا مراتي..
ـ طب قولي هنروح فين بقى؟ ومين اللي هيسوق ولا اتصل بمحمد ابننا زمانه جه من الشغل وفي بيته؟
ـ هناخد عربية مخصوص، من البرنامج اللي لسه نازل ده يا زينب اسمه أوبر باين..
ـ من عينيا، بس إحنا رايحين فين؟
ـ حطي لوكيشين مسك بنتنا..
ـ ما بلاش كوكي، لسه والدة وإنت مش بتحب الدوشة!!
ـ يلا يا زينب، ما توجعيش قلبي..
ـ اللي تشوفه..
على طول جالنا الكابتن، نزلنا في الاسانسير..
أول ما شاف البحر من على بُعد..
ـ ياااه يا زينب وحشني الشارع، المرض ده وحش أوي، كان مكتفني فوق..
ـ هات إيدك يا باشمهندس، اسند عليا..
ـ أنا حاسس إني بقيت كويس، هاتي إنتي إيدك اانجچك، أنا الراجل يا زوزو..
ضحكنا سوا وركبنا العربية، طول الطريق باصص للطريق، كنت سامعه صوته نفسه المتقطع، يا ريتني أنا يا علاء يا حبيبي..
لما وصلنا نبه على الكابتن يستنانا..
أول ما شاف مسك اترمي في حضنها وفضل يملس على شعرها، طلع ظرف وادهولها..
ـ طب ادخل يا بابا..
ـ مفيش وقت يا حبيبة أبوكي، يا دوب ألف على إخواتك..
جه حازم جوزها..
ـ تعالى يا عمي أدخل، حتى ارتاح من الطريق..
مِسك إيده..
ـ مسك دي حتة من روحي، إياك تزعلها..
ـ في عيني يا عمي، والله ما بزعلها..
طبطب على كتفه وقاله " عارفك ابن أصول"
نزلنا..
وصف للكابتن بيت بنتنا ياسمين وسارة، لإنهم أخدين إخوات، فساكنين في عمارة واحدة..
خبط على ياسمين وقالها تنده على سارة وجوزها..
طلع لكل بنت الظرف بتاعها..
سألته ياسمين..
ـ فلوس إيه دي يا بابا؟
ـ كنت شايل فلوس على جنب كده لوقت عوزة والحمد لله محتاجتهاش، فقلت أقسمها عليكم..
قالت له سارة..
ـ بس إحنا مش محتاجين فلوس يا بابا، كفاية دخلتك علينا..
ـ إنتوا عاوزين توجعوا قلبي ليه، اسمعوا الكلام، أنا مابقيتش صغير..
بص للأرض وحط إيده على صدره، كإنه بيجاول يخبي حاجة..
ـ حاضر يا بابا اللي تشوفه..
قالوها في صوت واحد وهما بيبصوا لبعض مستغربين..
ـ يلا يا زينب..
طبطبت عليهم وشاورت لهم يعدوا الموقف..
وهو طالع من الباب..
ـ ياسمين خلي بالك من ماما، وإخواتك، إنتي أكتر حد بيخلي عقله يحل الأمور..
ـ هو في إيه يا بابا؟
ـ مفيش يا بنتي بوصيكي على ماما وإخواتك..
ـ حاضر يا بابا..
ـ يلا يا زينب وابقي كملي كلامك مع سارة في التليفون..
ـ حاضر، جاية أهو..
نزلنا من العمارة وكنا قريبين من محطة الرمل..
ـ تعالي نقعد على الكورنيش شوية يا زينب..
قعدنا باصين للبحر، كان سرحان وكإنه في دنيا تانية، عدت بنت من بتوع الفل البلدي..
ـ اشتري مني يا بيه، ربنا يخليها لك..
ـ اسمك إيه يا حلوة؟
ـ اسمي أميرة..
ـ اسمك حلو خالص يا أميرة..
ـ مش بتذاكري ليه يا أميرة؟ مش إحنا في أيام امتحانات؟
ـ مقدرش اذاكر غير لما أجيب يومية الفل كل ليلة..
ـ فاضل معاكي قد إيه؟
ـ فاضل ١٥ عقد، لسه بدري أوي يا بيه..
ـ لو هاخد اللي معاكي تديهوملي بكام؟
ـ ب ٣٠٠ وعشانك إنت ب ٢٥٠..
ـ خدي ٦٠٠ جنيه وكده يبقوا اليومين وذاكري كويس..
ـ ربنا يخليك يا استاذ، ويخليها لك..
ـ ادعي قولي.. يا رب ما يحرمني منها يا اميرة..
البنت فرحت، طبطب عليها ومشيت مبسوطة..
ـ إنت كويس يا علاء؟
ـ اه يا حبيبتي، أنا مبسوط أوي أوي، كل يوم نخرج ونقعد قصاد البحر..
ـ يكفي إنك تؤمر وأنا أنفذ..
ضمني من كتفي ناحيته..
ـ جبت الفل ده عشان محدش يلبسه غيرك على الكورنيش كله، عارفك بتحبي الفل..
ـ أنا بحبك إنت وبس..
حضنت الفل كانت ريحته زي الحبيب بالظبط، جميلة ونقية وهادية..
ـ أنا يا زينب مبسوط أوي، عملت كل عليا صح؟
ـ وأكتر كمان..
ـ الحمد لله، وكفى بها نعمة، مبسوطة إنك اتجوزتيني؟
ـ مبسوطة بس، أا طايرة من الفرحة، عارف، أنا حبيتك من أول ما سمعت صوتك، بيني وبينك لما قالوا لي عليك، قلت بس ده راجل كبير، يا إما معاق يا إما عنده عيال وعاوزني اربيهومله، بس لما سمعت كلامك، وبصيت لك، حسيت إن اللي شوفته، قبل ما تشوفك عينيا عمر ضايع، يحسبوه إزاي عليا؟ ولما اتجوزنا ومعاملتك ليا وتقديرك وحنيتك خلتني أفهم ليه ربنا حطني في كل الحاجات الصعبة اللي فاتت، كان ربنا شايلي الأحسن، كان شايلك ليا، إنت عوض الأيام الصعبة، أنا بحمد ربنا عليك كل دقيقة وكل ثانية، ولو العمر ينعاد هختار يحصل بكل حذافيره بس أفوز بيك تاني.
ـ احضنيني يا زينب، حبيبك تعبان..
ميل على كتفي، خدته في حضني..
ـ تحب نروح بيتنا؟
ـ خليني في حضنك..
كنت ضماه كأنه كنز خايفة حد يسرقه مني..
ـ يا ست زينب؟
ـ نعم يا باشمهندس..
سكت شوية، وبص لي بعينين فيهم نور غريب..
ـ كنتي أجمل حاجة حصلت لي، هفضل مستنيكي هناك زي ما استنيتك في الدنيا..
ـ هناك فين؟
ـ متشغليش بالك، اللي مزعلني إني هسيبك لوحدك وأنا لسه مشبعتش منك يا زينب..
ـ طب ما تيجي نروح بيتنا، زمان الناس بيقولوا بصو العواجيز دول مع إني لسه صغننة إنت بس اللي عجوز..
إيده اللي كانت حضناني، وقعت على صخر الكورنيش، قلبي اتوجع، حسيت إنه بيتخلع مني..
ـ يلا يا علاء نروح..
مردش عليا..
ـ يا علاء..
حطيت راسي على قلبه، وعينيا اللي نسيت البكا انهمرت كالشلال، كإنها بتودع العمر اللي كان..
ـ يلا يا باشمهندس روحني البيت، أنا من غيرك ماليش طريق.. علاء خدني معاك يا حبيبي، ماتسبنيش أكمل من غيرك، قوم يا حبيبي.
الفصل الثاني عشر والاخير من هنا
