اسكريبت ليس من البشر (كامله جميع الفصول) بقلم حور حمدان


اسكريبت ليس من البشر الفصل الاول بقلم حور حمدان 

ممكن؟

ممكن إيه؟

ممكن تسمعني؟

أه، قولي، اتفضلي، سامعك.

ممكن تقولي إنت إيه جابك هنا؟ وبتعمل إيه؟

جاي أطلب إيدك.

هتعمل إيه بإيدي؟!

هاكلها؟! هو إيه اللي هعمله بإيدك؟ إنتي كمان!


طب ممكن تمشي بجد؟

للأسف، ماينفعش.

ليه ماينفعش؟

عشان أنا هنا... دي بلدي، عيلتي كانت هنا، أهلي كانوا هنا... إنتو اللي أخدتوا مكاننا، مش العكس.


بصيت له لأول مرة بانتباه... كلامه كان مرعب. سألته وأنا مش فاهمة:

إزاي إحنا أخدنا مكانكم؟! مش فاهمة.

لف وشه للنحية التانية وقال بهدوء:

مش مهم.

رجع بصلي وابتسم... بس ابتسامته كانت غريبة، ونور الصالون بدأ يضعف، وقال:

هتوافقي تتجوزيني؟


وبعدين؟

هاخدك بعيد... بعيد عنهم، بعيد عن العالم الوحش ده خالص.

هتوديني فين؟

مش كنتي دايمًا تقولي إن العالم ده وحش؟ وإنك نفسك تعيشي في مكان فاضي؟

بصيت له بتركيز وقلبي دق بسرعة:

عرفت منين إني قلت كده؟! إنت مين؟!


سكت شوية وبعدين قال:

مش مهم تعرفي أنا مين... المهم إني بحبك. يا توافقيني، يا الناس اللي برا دول مش هتشوفيهم تاني. عمومًا، أنا همشي... هستنى ردك بكرة.


قمت من مكاني، وبصيت له جامد، وقلت له بهدوء:

مش موافقة... واتفضل اطلع برة.


لفيت وشي بعيد، بس لما رجعت ببص عليه... اختفى.

اختفى!

اتصدمت... قلبي كان هيقف. خرجت بسرعة على بابا وماما، لقيتهم واقفين على الباب. بصيت لهم باستغراب، وهما قفلوا الباب ودخلوا وقالولي:

ها، إيه رأيك؟ ميترفضش، صح؟

قلت لهم بصدمة:

ميترفضش إيه؟! هو اختفى! راح فين؟!


ماما بصت لي باستغراب وقالت:

اختفى إزاي يا بنتي؟! ده خرج من الصالون، سلّم علينا ومشي عادي... هيطير يعني؟


فضلت واقفة مصدومة، عيني بتلف في المكان كأني بدوّر على أثره... أي حاجة تثبت إنه كان هنا فعلاً، بس الصالون كان فاضي، مفيهوش ريحة وجوده حتى.


مستحيل... أنا مش مجنونة... أنا شُفته، سمعته، كلّمتُه...


دخلت أوضتي وأنا مش قادرة ألتقط نفسي، دماغي بتلف، وإيدي بتترعش، وحسيت إني هنهار. قفلت الباب ورايا ووقفت قدام المراية... وقلبي وق


اتجمدت مكاني. قربت بإيدي ألمس الإزاز، بس مفيش حاجة... مفيش انعكاس، ولا حتى ظلي. لمّا لمحت كلمة مكتوبة بخط رفيع في ركن المراية:


”اختيارك هيحدّد مصيرك“


اتنفست بصعوبة، وقريت الجملة كذا مرة، وأنا مش فاهمة حاجة. حسيت بحاجة بردة بتعدّي من جنبي، لفّيت بسرعة، مفيش حد!


رجعت للمراية، كانت الكلمة اختفت.


نمت بالعافية، أو يمكن ما نمتش خالص... لكن تاني يوم، صحيت على صوت خبط على باب الشقة.

بابا فتح، وأنا طلّيت من ورا الحيطة... ولقيته واقف.


هو.


بس المرة دي كان شكله مختلف... هدومه قديمة، تراب على وشه، وعنيه حمرا... مش زي ما شفته أول مرة.


قالي بصوت واضح:

فكرتي؟


مقدرتش أرد.

بابا سألني:

تعرفيه؟

هزّيت راسي بنفي، بس هو دخل بنفسه وقال:

هي وافقت وو

الفصل الثاني من هنا


تعليقات



×