قصة البيت الى مابيتباعش كاملة بقلم صبحي المصري
:"البيت اللي مابيتباعش"
في أطراف مدينة طنطا، كان في بيت قديم مهجور، كل اللي حاولوا يسكنوا فيه... حصلهم حاجات غريبة، وحكاياتهم كانت بتخلص إما بالجنون، أو بالاختفاء الغامض.
البيت معروض للبيع من سنين، بس محدش قدر يكمل فيه أسبوع.
**
"مروان"، شاب مغامر، سمع عن البيت بالصدفة لما كان بيدور على بيت رخيص يتجوزه فيه.
راح وقابل صاحب البيت، راجل كبير في السن، عينه مليانة خوف، وقاله وهو بيهمس:
"لو عايز النصيحة... ابعد عن البيت ده."
لكن مروان ضحك، وفكر إنها مجرد خرافات زي أي بيت قديم.
**
اشترى البيت، ونقل أغراضه، وقرر يقضي أول ليلة هناك.
من أول ساعة وهو قاعد في الصالة، حس إن الجو أبرد بكتير من بره، رغم إن الشبابيك مقفولة.
الهدوء كان خانق…
لحد ما سمع صوت خطوات فوق السلم…
بس البيت كله فاضي!
**
طلع يتحقق…
كل ما يطلع درجة، يحس كأن في حد بيجري فوقه، وصوت خطواته بيبعد.
**
وصل للدور اللي فوق…
لقى باب أوضة مقفول بمفتاح قديم متعلق في الباب.
لف المفتاح ببطء…
ولما فتح الباب، شم ريحة عفن كأن المكان مقفول بقاله سنين.
**
جوه الأوضة…
كانت في مراية كبيرة، مغطاة بملاءة بيضا متربة.
**
بفضول غريب، شد الملاءة…
وظهرت المراية…
لكنه اتجمد مكانه لما شاف نفسه فيها... مش لوحده.
ورا ضهره، ظهر ظل أسود طويل… مافيش ملامح… بس بيتنفس بصوت عالي... جدا.
**
اتلفت وراه بسرعة...
ماكانش فيه حد!
بس لما بص تاني في المراية...
لقى الظل بيقرب منه، ومسافة بينه وبين الظل بتقل بسرعة.
**
مرعوب، جري برا الأوضة وقفل الباب وراه، بس الباب اتفتح تاني لوحده، بصوت صرير مرعب.
**
نزل يجري، حاول يفتح باب البيت علشان يهرب...
الباب مش بيفتح.
المفتاح بيلف بس الباب كأنه ملحوم بالحيط.
**
وابتدى يسمع همسات…
صوت ستات بتبكي، وأطفال بيضحكوا ضحكة باردة، ورجالة بتهمس بكلام مش مفهوم.
**
فضل طول الليل قاعد جنب الباب، حاضن ركبته، عينه متسمرة على السلم، خايف يغمض عينه.
**
مع أول ضوء للفجر، الباب اتفتح لوحده.
**
خرج مروان يركض من البيت، وهو مش مصدق إنه عايش.
**
بس اللي حصل بعدها كان الأغرب…
كل ما يبص في المرايات بعد كده، يشوف حد واقف وراه.
وساعات كان يحس إن أنفاسه مش بتطلع من صدره هو، كأن في حد بيشاركه في جسمه.
ولحد النهاردة…
مروان سايب كل المرايات في بيته مغطاة، وعايش في رعب… مستني اليوم اللي الظل الأسود يقرب أكتر... وياخده.
مروان بعد ما خرج من البيت، قرر إنه ميقربش منه تاني، لكن الرعب مافارقهوش...
كل ليلة، كان يحس إن في حد واقف على باب أوضته،
والمرايات كلها كانت بتعكس مشاهد غريبة:
ست لابسة فستان فرح، غرقان دم، وعينها مكسورة ناحية واحدة، وطفل صغير بيبكي وهو ماسك دمية محروقة.
**
لما حالته النفسية انهارت، نصحه واحد صاحبه إنه يروح لشيخ معروف في طنطا، اسمه "الشيخ رضا"، راجل كبير في السن، مشهور بإنه بيحارب أعمال السحر والسحر السفلي تحديدًا.
**
مروان لما راح للشيخ، الشيخ ما إن لمح وشه، قاله:
"إنت متلبس، وفي كيان مربوط بيك بسبب لعنة قديمة. البيت اللي دخلته معمول فيه عمل أسود… دموي."
مروان اتجمد، وسأل الشيخ:
"إيه اللي حصل في البيت ده بالظبط؟!"
**
الشيخ رضي يحكي:
"من خمسين سنة، حصلت جريمة قتل بشعة جوا البيت...
ست كانت بتحب واحد من طرف واحد، ولما رفضها، عملت سحر علشان تربطه بيها.
لكن السحر انفلت منها، وقلب على دم...
اتقتلت هي والراجل، والبيت اتحبس فيه دمهم وسحرهم.
ومن يومها، أي حد يدخل البيت… بيكون جزء من اللعنة."
**
مروان حس برعشة في جسمه، خصوصًا لما الشيخ قاله:
"وإنت فتحت باب الغرفة اللي كان السحر مربوط فيها... كده إنت فتحت الباب على نفسك."
**
الشيخ قرر يبدأ رحلة فك اللعنة.
جهز مروان، وطلب منه يرجع معاه للبيت.
**
لما دخلوا البيت بالليل، الجو كان متجمد، ريحة الدم والعفن ماليه المكان. كأن الهوا هرب من البيت
الشيخ قعد وشغل بخور و ابتدى يقرأ آيات قرآنية بصوت عالي، والمكان كله بدأ يهتز كأنه في زلزال.
**
وفجأة…
ظهرت الست...
روحها الشبحية، وشها مشوه، ودم بيغرق فستانها الأبيض.
صرخت صرخة تخترق الأذن:
"مش هسيبه! مش هسيبه!"
**
الشيخ ما خافش، وفضل يكمل الرقية.
مروان وقع على الأرض، وهو حاسس إن روحه بتتسحب من جسمه.
**
بدأت الكيانات الغريبة تتجمع…
الطفل اللي كان بيبكي ظهر، ومعاه كائنات سودا ملامحها مش واضحة، بتحوم حوالين مروان.
**
الشيخ صرخ بملى صوته:
"باسم الله، وبحق من خلق الأرواح! انقطعوا وانصرفوا!"
**
حصل انفجار ضوء أبيض في وسط الأوضة.
الكيانات بدأت تصرخ وتتلاشى، زي الدخان اللي بيتحرق.
الست الشبحية وقعت على الأرض، وفضلت تبكي، لحد ما اختفت.
**
بعد صراع استمر ساعتين كاملين…
سكنت الرياح…
البيت كله بقى هادي، كأن مافيش حاجة حصلت.
**
الشيخ قرب من مروان وقالله وهو بيبتسم بتعب:
"انتهت اللعنة.
بس تذكر، مافيش بيت بيتحمل دماء مسفوكة بالسحر... غير لما يتطهر بآيات ربنا."
**
مروان خرج من البيت، لأول مرة وهو حاسس إنه خفيف، كأن جبل تشال من فوق صدره.
قرر بعدها يبيع البيت لجهة وقفية، تتحول الأرض لمسجد، علشان يتطهر المكان كله.
ومن يومها، البيت اللي كان مصدر رعب… بقى منارة نور.
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا