![]() |
اسكريبت وجدت ضالتي ب عيناك كامل بقلم الست نور
- أنت مش عارف بتكلم مين؟
- بكلم مين يعني؟
- أنا من عيلة تقيلة في البلد.
- ده بأمارة أي؟
- بأمارة إن خالتي لوحدها 100 كيلو.
كنت في القسم علشان أخدت مخالفة لأني خبطت عربية ظابط بس ويادوبك دشدشدتهاله من ورا هي الدنيا جرا فيها أي يعني؟ للدرجادي الناس بقت قفوشة!
- نعمل معاها أي يا فندم؟
- مشوها.
- بالسهولة دي؟
- دمها خفيف والله ضحكتني.
- حضرتك بتتكلم جد؟
- أومال هقف أهزر معاك يعني؟
- أمرك يا فندم.
لقيته بيميل ناحيتي وبيبصلي بـ شر:
- صحيح عيلتك تقيلة؟
- اوووه مقولكش يعني خالتي 100 وخالي 120 وعمي لائق بدنيًا بيلعب في الـ 90 ...
- ده اللائق عندكم؟
- أها أومال أنت فاكر أي؟
- ده يا بخت الأطرش والله.
- نعم!
- أومال أنتِ طالعة لمين؟
- لائقة بدنيًا يعني؟
- لأ أنتِ محتاجة تغذية الصراحة.
- الله يكرم أصلك يا محترم.
- قوليلي بس هم بياكلوا أكلك ولا أي؟
- لأ اتفضل اسجنني متهزرش معايا يا باشا الهزار البايخ ده.
- بهزر يا شبح أي مبتهزرش.
- طب أنت عارف؟
عدل ضهره وقعد جنبي وهو محافظ على المسافة بيننا بمقدار كرسي فاضي بيننا وبَصلي:
- وآدي قعدة أحب أعرف منك يستي
- عودي طالع لبابا.
- نحيف؟
- سمبتيك يا ملافظ السعد.
- عندك حق يقطعني.
- قوم بقى أي؟ أهل ماما يزعلوا إزاي وإزاي البنت متطلعش زينا؟
- ده ربنا نجدها نوسة يا شيخة.
- يقوم عيلة بابا توافق عيلة ماما ونبقى أنا وبابا المنبوذين في العيلتين.
- طب وماما أي محلها من الإعراب؟
سكتت والحماس والشغف والرغي الكتير بدون فاصل وكل ده فجأة وقف وبصت بحزن:
- فارقتنا.
- ماتت؟
- لأ فارقتنا.
- ليه؟
- علشان تحافظ على لياقتها.
- بتتكلمي جد؟
- أها والله حلمها الموديلنج من زمان ونجحت فيه والشهرة سرقتها مننا فـ بساطة بابا وعيلتنا اللي وزنها مش مثالي ومسئولية طفلة وبيت بقوا عائق قدامها فـ رمتنا ورا ضهرها وحاليًا هي عندها براند للأزياء وبتعمل عروض كتير معروفة.
الحياة طلع فيها أصعب من إني أعيش من غير أهل، وإن اللي أهله يفارقوه بالموت أهون بكتير من اللي يفارقوه بالغياب وهم بيرموه ورا ضهرهم كأنه لعبة ولما زهقوا منها رموها، الحياة طلعت قاسية و آخدة من كل شخص فينا حد عزيز.
- أنا آسف.
- هو أنت اللي سبتني؟
- لو مكانها عمري ما أسيبك.
- ليه؟
- عمري ما أفرّط في حتة مني، ما بالك لو بنتي؟ ده أنا آكل أي حد بسناني لو فكر يقربلها.
- طب أنت عارف؟
بَصتلي برجاء إني أسألها وكأنها عايزة تحكي بس في آنٍ واحد اللي قدامها يحثها على الكلام لأجل متبقاش تقيلة عليه بكلامها وإن هو اللي عنده الرغبة يسمعها.
- أحب أعرف منك.
- هي عمرها ما قالتلي آسفة زيك.
- ...
- عمرها ما جت واعتذرت، الغريب حس بوجعي وهو ميعرفش تفاصيل وهي اللي سبب وجعي عمرها ما حست بيه، عيلتنا لما بيزعلوا بياكلوا أنا لما بزعل بخاصم الأكل وكأني بعاقب نفسي على حاجة ماليش يد فيها.
اتنهدت وهي بترجع بضهرها على الكرسي في الشارع وأنا احترمت وجعها لأن السكوت في حرم الوجع أدب -فجأة لمحتها- دمعة هربت من عينيها ونزلت على خدها وعلى أثرها هي هربت من مكانها خافت تكشف ضعفها قدام شخص غريب.
- استني رايحة فين؟
- محتاجة أبقى لوحدي.
- وعربيتي يا هانم؟
- مالها؟
- مين هيصلحها؟
- هات الكارت بتاعك هبعتلك حد يصلحها.
- لأ أنا اللي محتاج رقمك علشان أحدد معاكِ ميعاد تصلحيهالي فيه معلش يعني دي فلوس ناس مش فلوس حرام.
- أنت مش كنت سامحت؟
- ورجعت حسيت قلبي لسة مسامحش.
- عندك حق.
- في أي؟
- حتى لو أنت سامحت فأنا عمري ما هسامح نفسي إني كنت سبب أذى لحد.
- أنتِ مش شبهها!
كانت بتقول جملتها على أساس إني مش فاهم إنها بتحاول متكونش النسخة اللي طلعت لقيت عليها والدتها، فـ لما رميتلها الكلمة سابتلي رقمها على تليفوني واختفت ولاح طيفها بعيد عني، ولو كان تصليح عربيتي هيجمعني بيها كمان مرة يبقى أنا هعمل ده.
- بقولك يا دكتورنا.
- قول يا حظابط.
- هو المصفوع من عائلته ممكن يتعافى؟
- على حسب الصفعة.
- مبهزرش يا أحمد.
- بكلمك جد والله على حسب الوجع اللي سابوه وقدرة الشخص ده على تجاوز الأذى.
- تجاوز! دي اتطست في نظرها وخبطت عربيتي تقولّي تجاوز! دي بتتجاوز حاجة واحدة بس هي المرور.
أحمد ضحك على كلامي لدرجة عينيه دمعت من الضحك وبصلي وهو مش مصدق مين دي اللي عرفتها بالسرعة دي ولحقت خبطتلي عربيتي، وفي الحقيقة أنا حظابط المصفوع منها.
- احكيلي احكيلي والله ووقعت يا ولااا يا إسلام.
- مش أنا اللي وقعت ده عربيتي يعيني.
- مهو بتبتدي بالعربية بعدها صاحب العربية!
قال آخر جملة وعلى أثرها غمزلي فبصتله كده وأنا بضحك:
- تصدق وتآمن بأي؟ هتصدق إن شاء الله.
- لا إله إلا الله
- أنا غلطان إني جيتلك.
- مانت اللي بتحكيلي فيلم هندي يعم.
- هندي! أنت دكتور نفسي أنت؟ ده أنت جلاد ياد يا أحمد.
- تعالى يا بيبي أديك استشارة.
- هأوأوأوأو قال استشارة قال، ده تشميع العيادة على يدي.
قعد يضحك وأنا خرجت من عنده وأنا مش عارف هروح فين بس محتار وخلاص عدا أسبوع والنهاردة يوم أجازتي فـ طلبت أوبر واتصلت بيها.
- فينك؟
- أي فينك دي؟ أنت مين أصلًا؟
- مش ناوية تصلحي العربية ولا رجعتي في كلامك؟
- أممم قول كده بقى، كان المفروض أعرفك أول ما شوفت حظابط على تروكولر.
- خدتي بالك من النجمة والسيف؟
- خطيررة.
- الله يجبر بخاطرك يارب.
- ويخليلك عيالك يارب.
- آمين يارب، بقولك.
- قول.
- هبعتلك العنوان تنزلي فيه وإلا هطلبك في مركز الشرطة.
- ما تاخد حقك كاش وتريح نفسك وتريحني.
- لأ أنا أحب أستلم عربيتي فابريكا معلش وأشوفها وهي بتتلحم وهي بتتدهن وبترجع عروسة.
- عروسة!
- عندك اعتراض؟
- أها مبعتش اللوكيشن.
- استلمي يستي.
على واتساب بعتلها لوكيشن كافيه رايق وسط البلد على روف في مكان أوبن إير عينك والسماء والنجوم، مكان حلاوته في بساطته وتسرح بخيالك مع صوت الست أُم كُلثوم وكوباية قهوة.
- ناوي ترميني من عالسطوح ولا أي؟
- ومين يصلحلي العربية لما أرميكِ وأدخل السجن؟
- عندك حق وجهة نظر برضو.
- قهوة ولا؟
- ولا ...
- زي؟
- نسكافيه.
- عيوني.
طلبت ليها النسكافيه ولحين ما كان بيجهز على نار هادية كان قلبي لا على حامي ولا بارد، ومش عارف أفتح معاها الكلام إزاي فـ لقيتني بسكت والغريبة إن تقريبًا ده هو اللي هي كانت محتاجاه فمرضتش أحرمها من لحظة السكينة دي فـ بدوري سكت كتير قبل ما أقطع السكوت وأسيبها تقع في بؤرة ظلام متطلعش منها:
- بتخافي من أي؟
- مش هبقى ببالغ لو قولتلك مبخافش من حاجة، أصل أي أسوأ من كده ممكن يحصلّي؟
- لسة الحياة فيها حاجات حلوة تتعاش.
- مانا عايشة.
- ده بأمارة إنك بتسرحي كتير وعينك زايغة في اللاشيء!
اتنهدت وهي بترجع بضهرها وبتبص للفراغ تاني بس المرة دي مبتعديش الثوان وهي بتسحب نظرها وعينيها تتواصل مع عيني وترد على سؤالي:
- ببقى تايهة فـ عيني تلقائي بتسرح في الفراغ وهمومي ومشاكلي.
- بتبقي مستنية أي؟
- حد يخطف عيني ميسبنيش لدماغي؛ لأن بيبقى غصب عني بسرح في همومي ومشاكلي، وكل ما تزيد مشاكلي يزيد سرحاني.
لقاء بيجدده لقاء لدرجة إن يوم أجازتي مبقيتش بقضيه غير معاها والساعتين اللي بشوفها فيهم بيعيشوني باقي الأسبوع على أمل اللُقا.
- هتيجي معايا ولا أروح لوحدي؟
- أنتِ عارفة إني مش هسيبك تروحي لوحدك بس أنا مش شايف فيه فايدة من المرواح.
- محتاجة أشوفها، غصب عني محتاجة أسألها ليه بدل مانا هتجنن والعمر ده كله بحاول أديها مبررات وأقول أكيد في يوم هتيجي بس مبتجيش.
- شششـ خلاص اهدي لو ده هيريحك هوديكِ ليها اهدي خدي نفسك واحدة واحدة.
بدأت ألاحظ عليها تعبها أكتر وضعف جسمها ونفسيتها اللي متشوهة بسبب فعل والدتها ونفسها اللي بينقطع لما تدخل في حالة بُكا خلوني أحس إني مُلزم بيها ومسئول عنها.
- طلعت أجمل من الصور.
- أول مرة تشوفيها؟
- كنت بتابعها عالسوشيال ميديا بس عمري ما قابلتها.
- كأنها أنتِ بـ عُمر الأربعينات.
- تصدق أنا حسيت كده، شكرًا إنها طلعت منك، كنت حاسة إني ببالغ لما بقول لنفسي إني بشبهها كتير.
كانت سعيدة وبتبصلها بـ فخر وكأنها مسابتهاش قبل كده ولا كانت سبب في وجعها العمر ده كله، رقيقة وقلبها بيور يشبهها، إزاي واحدة في رِقتها تحمل أذى العمر ده كله؟
- سرحان في أي؟
- فيكِ.
- نعم!
- قصدي إنك مبسوطة.
- طلعت ناجحة بجد، شايف الناس دي كلها جاية علشانها هي بس.
- تيجي نباركلها على نجاح الـ fashion show بتاعها زي باقي الناس؟
- لا لا إحنا هنمشي.
- استني بس ...
بالفعل هربت من المكان زي عادتها وعقبال ما جريت وراها ألحقها كانت أخدت تاكسي ومشيت فـ جتلي فكرة ورجعت لـ عرض الأزياء وأنا عندي نية أعرف إجابة السؤال اللي جينا علشانه من الأساس.
"ليــه؟ ليه سابتها العمر ده كله ومسألتش عن بنتها؟"
- مشيتي ليه؟
- خوفت من المواجهة.
- طب أنتِ كويسة؟
- أنا آسفة ليك.
- ده ليه؟
- دخلتك في مشاكلي وصراعاتي النفسية وحاجات ملكش يد فيها وفوق ده أخدتك هناك على العرض وسيبتك ومشيت بدون حتى ما أديكِ فرصة تتكلم، وأنت أكيد دلوقتي بتقول أنا أي وداني مع المجنونة دي؟
- طب افتحي الباب وقوليلي ده جوا علشان الجيران ميفتكروش إني حرامي لسمح الله.
- ليه أنت فين؟
- على باب بيتك.
- بتهزر صح؟
- لأ والله بتكلم جد حتى بصي.
مكملش الجملة وسمعت صوت جرس الباب فـ جريت علشان أفتح وأخليه يمشي قبل ما بابا يصحى بس للأسف بابا سبقني.
- أنت مين؟
- أنا ....
- أنا رُقية يا أبو نور.
رجلي اتجمدت مكانها ومقدرتش أتحرك وأنا واقفة في نص الصالة وإسلام واقف عالباب وعينه في عيني وماما بتتخطاه وتدخل وبتبصلي بلهفة وبتقول:
- إزيك يا نور.
- أنتِ أي جابك بيتي بعد السنين دي كلها؟
- أنا جاية لبنتي أكيد مش هاجي نفس البيت اللي رميتني من بابه وطردتني في نص الليل من عشرين سنة.
بابا بَصلي ووشه قلب ألوان وحاول يداري ويغطي كلامها بعصبيته وزعقيه ولكن ماما وقفت قدامه وواجهته بكل قوة معرفش إزاي جابتها بس يظهر إن ما خُفي كان أعظم.
- أنت أي؟ أنت أب أنت؟ إزاي أنت بالأنانية دي اللي تخليك تكذب على بنتك العمر ده كله وتطلعني وحشة في نظرها، بقى أنا بعتها؟ أنا رميتها؟ أنا مسألتش فيها! ده أنا دموعي نشفت من البُكا وأنا بترجاك تخليني أقابلها وأشوفها وأنت بتهددني وبتبعدني عنها بالغصب والإكراه والقوة لو نفع.
كلام كتير كان أقوى من استيعابي، لكن الأهم إني طلعت عايشة في كذبة العمر ده كله واللي كنت بتعافى بيه وفاكرة إن ماليش غيره طلع هو سبب وجعي وإنه يبعد أم عن بنتها، لو في إيدي أتمنى حاجة كنت اتمنيت أموت ولا إني أقف بينهم الوقفة دي.
- نووور !
- بنتي!
بنيجي الدنيا وإحنا قلبنا أبيض، حلمنا السكينة والأمان وتاجهم السعادة وراحة البال، بإرادة القدر ونَفس بشرية مؤذية بنقتل سعادتنا بإيدينا ونسلب الراحة والسكينة من أعزّ ما نملك.
- بنتي لو جرالها حاجة عمري ما هسامحك أنت فاهم؟
- بنتك؟ بنتك اللي اخترتي شغلك على حسابها؟
- حسابها ولا حسابك؟ غيرتك الخنيقة وقتلك لطموحي وأنت عايزني مخرجش من بين أربع حيطان هم السبب في كل اللي وصلنا ليه، أنت السبب في كل اللي وصلناله بسبب أنانيتك مع إن كان ممكن تحافظ عليا وعلى بنتك بدون كل اللي عملته ده.
عتابهم طال لحد ما كل واحد فيهم اتهد وقعد على جنب، حيله اتهد لأنه اكتشف إنه مش بس ظلم نفسه ده ظلم بنت بريئة زيها عيبها الوحيد إن قلبها كان جميل لدرجة إنه متحملش الوجع.
- هي من أمتى وعندها القلب يا دكتور؟
- هي مولودة بيه ومتابعة معايا من زمان وسبق وقولتلها عضلة قلبك مش هتتحمل أي صدمات أو وجع.
- طيب أقدر أشوفها؟
- صعب.
- بس مش مستحيل صح؟
- خمس دقايق بس متتأخرش.
- صدقني مش محتاج غيرهم.
كانت بتعشق السكوت لأن يروحي عليها لو اتكلمت فبتدخل في تشنجات ممكن تروح فيها، عمرها ما اشتكت وكانت بتقابل وجعها بالسرحان كنت بحاول أسحبه منها كتير بس المرة دي غابت عن عيني وأنا اللي سرحان في اللاشيء بفكر فيها.
- كنت فاكر إني جبل معنديش اللي أخاف عليه أخسره، طلع فيه ووقعتك دي قدامي كسرتني وهَدت حيلي.
- ....
- حقك على عيني أنا متزعليش نفسك وكل اللي اتكسر يتصلح وأنا جبتلك ماما يا نور علشان تجاوبك على سؤالك تقومي تقعي وتوقعي قلبي معاكِ؟ طب أنتِ عارفة؟
- ....
- بقيت بتكلم شبهك وبستنى اللي قدامي يديني مساحة أتكلم وأحب أحس إنه حابب يسمعني، دلوقتي أنتِ بتسمعيني وأنا اللي بتكلم بس لأول مرة أتمنى ترجعي تتكلمي وأنا أسمع ... أسمعك وبس.
بدأت تفوق بس رفضت تقابل حد فينا ووافقت تعمل عمليتها وطول حجزها في المستشفى وهي بتتجنبني لحد ما دخلت ليها غصب:
- بتتجاهليني ليه؟ أنا عملتلك أي وذنبي أي في اللي حصل؟
- ذنبك إني بقيت مكشوفة قدامك بعيوبي ومشاكلي وتعبي، مينفعش تفضل شفقة.
- ومين قالك إن فيه حاجة هتتغير؟
- كله بيتغير مفيش حاجة بتفضل على حالها حتى قلبي مش هيفضل على حاله وهنا هيتشوه، هل هتستحمل تشوفني مشوهة؟
كانت بتتكلم بعصبية وهي بتشاور عند مكان قلبها فجبت طرحة وداريت كتفها بيه وأنا بطمنها:
- أنتِ لو اتعريتي تتغطي بيا مش تتكسفي مني، وكلك بعيوبك بتعبك تخصيني.
- يعني أي؟
- تقبلي تتجوزيني؟
كانت بتلف وتدور حوالين فستان وحيد في قاعة كبيرة وأقل ما يُقال عنه إنه تُحفةة فنيةة وفُستان أميرات في بساطته ورقته ميستاهلش غير إنه يبقى بتاعها ومِلكها.
- فضلت عمري كله منتظرة أشوفك أحلى عروسة، فستان عملت منه ديزاين واحد وقطعة واحدة لأجل عيونك بس يعمرري أنتِ.
- لأجلي أنا؟
كانت بتبكي ومامتها بتقولها إنها عملتلها الفستان ده مخصوص ليها وحلمت بيها عروسة وبصتلي قبل ما أشجعها تترمي في حضنها وتذوب جبال الكراهية وسوء التفاهم اللي بينهم.
- فين وكيل العروسة؟
- نادولي بابا.
كان واقف بعيد فناديت عليه في المايك:
- بابا أنت فين؟
جه جري وأنا بقف وبترمي في حضنه وهو بيعيط وبكل عبارات الأسف اعتذرلي وهو ندمان.
- محدش هيسلمني لإسلام غيرك.
- معنديش أغلى منها فتبقى في عينك.
- متقلقش يا عمي أمانتك في قلبي.
- واثق من ده.
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، مُبارك أنتوا دلوقتي زوج وزوجة"
- أنا آسف.
- ياااه متأخر أوي.
- من وقت ما نور اتحجزت في المستشفى وعملت عمليتها وتجهيزات الفرح كله كان وقت خلاني أتأكد إني لا حبيت ولا هحب حد غيرك.
- زمان كنت خايفة لأنك هددتني ببنتي ودلوقتي أنا اتطمنت عليها فلو هتقبلني بشغلي وحياتي ...
- موافق.
- سيبني أفكر.
- والله!
- ميحقليش يعني؟
ضحك:
- يحقلك ونص طبعًا.
شاركته الضحك ورجعنا بصينا لنور بنتنا هي وإسلام جوزها وهم بيرقصوا سوا والسعادة بتغمرهم.
- سرحانة في أي؟
- المرة دي تايهة.
- في أي؟
- في دي عيون.
ابتسم وهو بيسألني:
- مالها عيوني؟
- لقيت وجهتي فيهم، اتضحتلي الرؤية من خلالهم، رجعتلي روحي وحياتي بسببهم، اوعى الدنيا تظلم في عيونك وقتها الرؤية هتنحجب عني.
بحركة مَلكية وتصرف رجولي بحت كان بيحط إيد ورا ضهره والتانية بيلففني بيها كذا مرة ورا بعض وأنا شبه الفراشة بفستان أميرات، علشان يحاوطني من وسطي قبل ما أدوخ ويرجع يسألني:
- شايفة أي في عيوني؟
- لمعة، لمعة تشبه ...
- لمعة حب صادقة، عمرها ما اتوجدت مع حد غيرك، لكل عين ضيّ وأنتِ كنتِ ضيّ عيون إسلام.
"وَجدت ضَالتي بـ عَيناكِ، وضـيّ عَينايّ كان له من اسمك نصيبٌ، أنتِ نورٌ أنرتي عَينايّ وحياتي"💗 الست نور
#الست_نور