اسكريبت تلفون بابا القديم (كامل) بقلم رين


اسكريبت تلفون بابا القديم كامل بقلم رين 


الرسالة دي لمَّا شُفتها يومي كله من بعدها إتغيَّر وإتوتَّرت جدًا لأنها كانت من طليقـ.ـي؛


أنا إتَّطلقت من سنتين،

وطبعًا لأنه كان بيخونِّـ.ـي ولأنه شخص غريب ومش طبيعي بسبب تصرفاته وعصبـ.ـيته،

بنتنا هتعيش معايا أنا ورغم أنه خسـ.ـر القضـ.ـيه والبنت هتعيش معايا أنا،

كان عنده يومين بس في الأسبوع يشوف بنته فيهم.. يوم الجمعة والسبت من كل أسبوع..


وافقت،

وفعلًا بقاله سنتين دلوقتي على نفس الوضع ده، بيشوف بنته يومين بس في الأسبوع لكن النهاردة..

النهارده غير أي يوم،

بالنسبة ليَّا أنا وهو.. خلاص محدش فينا هيقدر يشوفها النهاردة نهائي،

أنا متأكدة أنه مش هيقدر يشوفها زيِّي،

لأني بكل بساطة معرفش هي فين دلوقتي..


عشان كده لما شُفت رسالته مقدرتش أرد عليه،

فضلت قدَّامه مِبلِّمة فكرت وفكرت.. وملقتش غير رد واحد بس وقتها يمكن يكسِّـ.ـبني شوية وقت فرديت عليه وقولت بعد ما سيطرت على الرجفه اللي كانت في صوابعي :


- ممكن متقدرش تشوفها النهاردة..


= ليه بقا؟! إشمعنا يعني حصل إيه ؟!


- لـ.. لأني أنا وهي في بيت جدها.. كانت نفسها تقضِّـ.ـي يوم معايا فيه لأن جدها وحـ.ـشها جدًا من بعد ما مـ.ـات..


= وليه النهاردة ما كنتوا رُحتوا في أي يوم في الأسبوع إشمعنا في اليومين اللي بشوف بنتي فيهم!!


- هتتعوض تاني.. بنتك مش هتِّطير.. أنا مضطَّره أقفل عندي شغل!!


= ألو!!


- ...


قفلت المـ.ـكالمة معاه بسرعة،

وأنا قاعدة في عربيتي قدَّام مدرسة بنتي كنت مستنياها.. لما عرفت أنها خرجت بس محدش يعرف هي راحت فين.. سألت كل الناس عنهم محدش عارف، فاهمة بفكَّر أعمل إيه،

لا طبعًا،

مش هقدر أقول لجوزي لأنه لو عرف هيشوفها فرصة ذهـ.ـبية إنه يرفـ.ـع قضـ.ـيه تانية بسبب إهمـ.ـالي ويكسب حضانة البنت،

أنفـ.ـاسي الغير منتظمه وخوفي سيطروا عليَّا، كنت حاسَّة إني بمـ.ـوت بالبطئ.. وجوزي عمَّال يتصل بيَّا.. كـ.ـنسلت عليه مره ورا التانية.. وإتسمَّرت أيدي لما شفت رقم تاني بيتصل.. بيتصل من تليفـ.ـون أرضي، غريبة.. حسِّيت إحسـ.ـاس غريب، ولقيت نفسي برُد بسرعة وبقول :


- أ.. ألو!!


= *صوت واحد بيتنفس*


- أ.. ألو!!


= *صوت خـ.ـشن ومبحـ.ـوح* الساعة 9 تكوني في العنوان اللي هقولهولِك ومعاكِ المبـ.ـلغ الفلاني لو عايزة بنتك ترجعلك.. ولما توصلي في المعاد ومعاكِ الامـ.ـانه هقولك هنسلِم ونستلم إزاي.. كلمتك من رقمي الأرضـ.ـي عشان يبقى صعب شوية تعرفي مكاني..


- إ.. إنت مين؟! وعايز إيه من بنتي بقولك؟!! طـ.. طب بص هدِّيك اللي إنت عايزة بس متقرَّبش من بنتي.. أرجوك!!


= حركِ عربيتِك من قدَّام المدرسة يلَّا وبطَّلي تسألي الناس عشان محدش هيعرف مكانها.. لأنها معايا.. جهزي نفسك يلَّا آخرك تسعة وخمسه بعدها لا هتشوفيني ولا هتشوفي بنتك لآخر عمرك..


- حـ.. حاضر.. أرجوك مش تإذيـ.ـها.. أرجوك!!


= والأهم.. تيجي لوحدك!!


- حـ.. حاضر.. بس عايزة أسمع صوت بنتي.. أرجوك!! ألو!!


= ...


رنِّيت تاني عليه،

تاني وتالت ورابع.. مردش عليا، كنت مرعـ.ـوبه، مش عارفه أعمل إيه ولا أتصرَّف إزاي وقتها..

طلعت بعربيتي على بيت بابا، وده لأني كنت خايفه يكون طليقـ.ـي بيراقبـ.ـني ويكتشف أي شئ.. ولو قرر يعرف مكاني أو حتى جالي البيت وهيلاقيني فيه هيتطَّمن ومش هيشـ.ـك فيَّا حتى لو هيشوفنا من بعيد.. عشان كده أول ما دخلت وحطيت شنطة الفـ.ـلوس وفيها المبـ.ـلغ اللي طلبه مني نوَّرت الأوضة كلها،

عشان طول ما نور الشبَّاك مفتوح طليقـ.ـي هيعرف إني في البيت وأكيد بنته موجوده في بيت جدها.. وأتمنى إنه يسمع الكلام المره دي وميطلعش ويخبَّط على الباب لأني وقتها مش عارفه هعمل إيه..


مش مهم،

دلوقتي المهم بنتي.. الساعة دلوقتي 7:37 دقيقة.. مستنيه.. مستنيه إتصاله.. قاعده وملازمه تليفوني ودقَّات قلبي أعلى من أنفاسي المتوترة..

لكن حظي دايمًا أنا عارفاه.. عمره ما حالفني.. عرفت لما سمعت صوت لأول مره خوَّفني.. صوت بطـ.ـاريه تليفوني اللي فصل شحن،

مبقتش عارفه أعمل إيه وقتها..

هـ.. هو المفروض يتصل بيَّا دلوقتي أعمل إيه؟! مش معايا شاحن حتى، سألت الجيران وأخيرًا لقيت واحد،

خدته،

حطيت تليفوني في الشحن، بـ.. بس فيَّش الحيطة كلهم بايظين.. البيت قديم وأنا كل مره بنسى أصلَّحـ.ـهم.. سيبته في الحيطه وأنا بفكر وفجأة عيني جت على التليفون الأرضي الأسود اللي في بيت بابا..

اللي كان في أفلام زمان ده.. عارفينه؟!

اللي كل ما تضغـ.ـط رقم تستنى عشان يلف ويرجع تاني،


قولت فرصة،

يمكن يكون شغَّال، لحد ما ألاقي حل للتليفون.. أ.. أنا فاكرة رقمه كان مميـ.ـز.. بيبدأ بـ 11 وكام رقم تاني..


وصلت للتليفون.. ضغطـ.ـت 1 ولما لفّ ورجع تاني ضغطـ.ـت 1 تاني وبعدها وقف.. متحرَّكش تاني حاولت بس مش راضي يلـ.ـف أكتر من كده وكأنه علَّق لأنه قديم..


سمعت بعدها صوت.. صوت حد بيرد بس الصوت غريب.. ولا هو راجل ولا ست.. مش عارفه أحدده، في كام صوت تاني، مع هدوء وصوت قـ.ـطر وفجأة سمعتها بتقول :


- أ.. أنا وصلت.. إنت فين؟!


= ...


- أ.. ألو!!


= ...


فضلت ساكته وأنا مش فاهمة أيه اللي بيحصل..

عشان أسمع بعدها شئ خلَّى جسمـ.ـي يتنـ.ـفض :


- إنت مش بترد عليَّا ليه؟!


= ...


- * صوت خطوات حد وفجأة صـ.ـراخ عالي جدًا*


قُمت من مكاني.. وفضلت ساكته مش بتكلم وأنا ماسكه سمـ.ـاعة التليفون بأيدي الإتنين وفجأة سمعت صوت حد بيتكلم.. سمعته بس كان بعيد وكأنه بيتكلم مع حد تاني وبيقول :


"ألو يا فندم.. حصل وكله تمام.. رميتـ.ـها.. محسَّتش بيَّا وأنا واقف وراها ودلوقتي هخلص من تليفونها.."


بعدين سمعت صوت حد بيتنفس في التليفون وفجأة الخط إتقفل.


مـ.. مين ده؟! .. ولا مين دي؟!

وليه قتـ.ـلها؟!!

فضلت في مكاني مش فاهمه عشان يجيلي إتصال..

كـ.. كان تليفوني.. فتح وأخيرًا شـ.ـحن.. كـ.. كان هو اللي خطـ.ـف بنتي، سألني عن الفـ.ـلوس وبعتلي الموقـ.ـع اللي هنتقابل فيه وقالي أسيب الفلـ.ـوس فين،


الموقـ.ـع كان غريب، بس وافقت.. أي حاجة عشان بنتي..

وقفت على رصيف رقم 7 في محطـ.ـة القطـ.ـر زي ما قالِّي.. الرصيف ده فاضي تقريبًا ومفيهوش حد غيري.. عرفت ليه إختاره..

إستنيته.. ولسه مش شفته.. وفجأة إتَّصل عليَّا المره دي من رقم عادي مش تليفون أرضـ.ـي ولما رديت قولت :


- أ.. أنا وصلت.. إنت فين؟!


= وأنا كمان وصلت..


= إ.. إنت فين؟!


- ...


= مش بترد عليَّا ليه؟!!


وفجأة سمعت خطوات جايَّة من ورايا..

وصوت القطـ.ـر اللي كان بيقرَّب مني ومين الرصيف اللي أنا واقفه عليه..

عشان أحس بشيء مرعـ.ـب ومخيف وفجأة لفيِّت عشان أشوف واحد ورايا كان بيحاول أنه يزقِّني بكل قوة وهو جاي ناحيتي.. بعدِّت بسرعه من قدَّامه عشان يقع هو قدَّام القطـ.ـر ويمـ.ـوت..


وقعت في مكاني في صدمة وأنا بفكر في المكالمة..

كـ.. كانت أنا ؟! مـ.. مستحيل؟! إزاي ؟! إتلمّوا الناس عليه وأنا في مكاني بتفرَّج وبحاول أستوعب اللي بيحصل عشان أفتكر كلام بابا لما كان بيقولي لما مره سألته إزاي كان في حاجات بيعرفها حتى أنه عرف مـ.ـوت أمي قبل ما يحصل ولما سألته في يوم رد عليا وقالِّي بابتسامة عمري ما قدرت أنساها 

"إتَّصلت على نفسي في يوم تاني.."


كتنت صغرة وقتها فضحكت وبعدين سألته تاني وقولت

"بابا ده مش هزار.. يعني إتَّصلت على نفسك إزاي ؟"


شاورلي بإيده على التليفون الأسود ده وقتها وقالِّي 

"إتَّصلت كل يوم على نفسي في يوم جديد.. لأني كنت خايف أمك تسيبني وتمشي.. فكنت بتأكد كل يوم من خوفي لأنها كانت مريضـ.ـه وفعلًا ماتـ.ـت وسابتني وسابتك ليَّا"


دلوقتي بس فهمت كلامه،

وقت ما كنت مفكراه بيهزر معايا.. كـ.. كان بيتكلم بكل جدِّيه؟! طلَّعت تليفوني وكان التاريخ النهاردة 11 أبريل.. وكانت الصدفة أن الراجل رقمة بيبدأ بنفس الرقمين 11 زي التاريخ،

إتصلت بنفسي النهارده وعرفت،

فضلت في صدمة طول اليوم اللي في آخره قدرت أنقذ نفسي فيه لكني مقدرتش أنقذ بنتي..


وفضلت طول اليوم في مكاني

قاعدة قدَّام التليفون..

إتَّصلت ببكرا وبعده وبعده وبعده.. مفيش رد.. مفيش أمل..

بس موقفتش ولا لحظة.. محتاجة أمل واحد..

وفجأة إتَّصلت بيوم 18 أبريل.. والمره دي رد عليا حد.. صوته صغير وهادي.. مش قادرة أحدده حسِّيت إنه صوت بنتي، ورغم أن الصوت مستحيل أقدر أعرفه بس أنا حسِّيت إنها بنتي وقلب الأم بيحس.. سمعتها بتقول :


- أ.. ألو..


= أ.. ألو.. إنتِ بنت؟!


- ا.. اه.. 


= إنتِ فين دلوقتي ؟!


- أنا في البيت..


= و.. ومين اللي كان خاطـ.ـفِك يا حبيبتي؟!


- بابا.. بابا كان واخدني من ماما.. 


= يـ.. يعني هـ.. هو اللي كان خاطفـ.ـك؟!


- ا.. اه..


= يعني إنتِ ف بيت مامتك دلوقتي؟!

 

- اه.. بس هي مش موجوده.. أنا قاعدة مع خالتي!!


= هـ.. هي مين اللي مش موجودة؟!


- مـ.. ماما..


= أُمال ماما فين؟!


- مـ.. ماما بابا قـ..


وفجأة وقعِت من أيدي سمـ.ـاعة التليفون لما حد مسكني من بـ.ـوقي وكتـ.ـم أنفاسـ.ـي وقعت من على الكرسي على الأرض ولما شـ.. شفته.. كان طلـ.ـيقي بدأ يخنـ.ـقني بكل قـ.ـوة، حـ.. حاولت أبعده عني مقدرتش،

بدأ يضغـ.ـط..

على نفسي أكتر وأكتر ولأول مره فهمت حاجة من المستقبل قبل ما أسمعها قدرت أسمع باقي حروف آخر كلمة من غير ما أسمعها وهي تكملة حروف الكلمة..

"قتـ.ـلها"..


آخر حاجة شفتها هي عيونه الي كلها كـ.ـره وهو بيخلَّص عليَّا وينتقـ.ـم مني عشان كان دايمًا عايز بنته بأي طريقة مني ولكنه فشـ.ـل مره تانيه..

فهمت،

دلوقتي بس فهمت الحقيقة،


وهي..

مهما عرفت المستقبل، ومهما حاولت أنـ.ـقذ نفسي.. مش هقدر أهـ.ـرب حتى لو غيري قدر وعرف أشياء من المستقبل واللي ممكن تكون صدف مش أكتر أنها حصلت.. يارتني ما عرفت أي حاجة وفضلت زي ما أنا..

ياريتني،

بـ.. بس أنا كان عندي طلب واحد قبل ما أمـ.ـوت؛

كان نفسي أسمع صوت بنتي في الحقيقة لأنه كان متغيَّر جدًا في التليفون كـ.. كان نفسي أسمعه.. لأنه وحشني جدًا.

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا


تعليقات



×