اسكريب الورده الحمراء كامل بقلم شهيره عبد الحميد


اسكريبت الورده الحمراء كامل 

أنا زي بنات كتير من كتر ما شوفت قصاد عيني تجارب فاشلة في كل العلاقات بقا عندي هاجس بيقولي "مش انتي أم العريف الـ هتقدري تفتحي بيت كويس، أهو كلهم اطلقوا وعن قصص حب دامت سنين". 


صحابي الـ قعدوا بالعشر سنين حب منذ نعومة اظافرهم انفصلوا...!

قرايبي الـ اختاروا عرسانهم بمواصفات قياسية انفصلوا...!

والـ منهم متجوزين بيشتكوا من بشاعة الحياة وأنهم مكملين بس علشان عيالهم!


كان طبيعي اتعقد وأحط في بالي نسبة ٩٩% إني في يوم هكون مجرد فرد جديد انضم لقايمة المتاعيس وبحكي قصتي في بوست مجهول الهوية على أحد الجروبات الاجتماعية علشان الاقي حل. 


مابقتش عارفة أختار إزاي ؟!


اختار الـ حالته المادية كويسة علشان مشتكيش من غلاء الأسعار وهم المرتب والأزمات.


ولا اختار الـ شكله حلو ومهتم بالچيم وملوش في القهاوي علشان افتخر بيه كوجهة اجتماعية قصاد صحباتي!


ولا اختار شخص قوي وسليط ومحدش بيقدر عليه علشان يقدر يحميني وقت المشاكل وميبقاش في نظري ضعيف واحس إني من غير سند. 


ولا اختار الراجل الكوميدي الـ مبيحسبهاش وعايشها بالجنان كده علشان حياتي تكون خفيفة مفيهاش تعقيدات كتير!


ولا انتظر لما يجيلي دكتور كده ولا مهندس نص حياتهم بتكون في الشغل واهو ده بقا هضمن أنه معندوش وقت يخوني ولا عنده وقت ليا اصلًا. 


سنين من عمري بتمر وانا بفكر مليون مرة في أي شخص بيتقدم لخطبتي ومن مخاوفي برفضهم قبل ما أعرف عنهم حتى أي تفاصيل...!


وفي يوم رجعت من شغلي لقيت ماما متغيرة وشكلها عصبي جدًا، ولما حاولت أفهم السبب لقيتها بتقولي "اقعدي قدامي هنا وهسألك سؤال لو كدبتي فيه هعرف، ووقتها رد فعلي عليكي هيكون صعب". 


اتوترت جدًا،

أنا عارفة طريقة ماما كويس لما بيكون في مصيبة


رديت بخوف "قولي.. حصل ايه". 


كانت عيونها ثابتة في عيني وده موترني اكتر، وسألتني "انتي في حد في حياتك من ورايا؟؟". 


من خوفي رديت بأرتباك وقولتلها "مــ... معرفش". 


نظرتها كانت بتزيد حدة وصوتها بيعلى عن طبيعته وقالت "يعني إيه ماتعرفيش؟ يعني في حد؟". 


حاول ألحق نفسي وقولتلها "لا والله ما قصدي كده.. اقصد معرفش يعني إذا في حد بيحبني وكده ولا لأ.. لكن أنا مكلمتش حد ولا اعرف حاجة.. هو حصل إيه لكل ده انا مش فاهمة واعصابي باظت كفايا ضغط الشغل عليا". 


ماما بدأت ترتاح وقالتلي "طب طالما مفيش حد في حياتك أنتي بترفضي كل العرسان دول على أساس إيه ؟؟ أنتي عايزة توقفي حالك يعني ولا ايه بالظبط عايزة افهم". 


ماما مستحيل تفهم الـ جوايا، مش هتفهم يعني إيه أنا بحاول اتأخر لأن كل الـ حواليا نصيبهم كان وحش واطفوا بدري أوي.. بحاول على قد ما اقدر استمتع بحياتي واعيش من غير جروح وتعب نفسي قبل الجسدي. 


رديت بخوف وقولتلها "اعتبريني معقدة.. ثم أنا مش كبيرة للدرجادي علشان اتجوز، خليها تيجي بترتيب ربنا". 


كنت عارفة أن كلامي مش منطقي، وان ماما هتنفعل اكتر وقالتلي "عقد دي لما تدخلي في علاقات فاشلة، انتي حتى مدخلتيش ولا جربتي فمتوهميش نفسك انك متعقدة، وأنا خلاص صبرت عليكي كتير، والشخص الـ كل سنة يتقدملك وابعتله الرفض أنا من كتر ماهو متمسك بيكي كنت ابتديت اشك أنه يعرفك، والمرادي يا شهيرة ملكيش أعذار هيتقدملك وهتشوفيه غصب عنك وشغل أنا لسه صغيرة ده خلاص مش هقبله تاني، أنا زي كل الامهات عايزة افرح واطمن عليكي وكفايا عليا التعب الـ أنا فيه". 


اتاكدت إني المرادي مش هقدر اهرب زي كل مرة،

واني مضطرة اقعد مع الشخص الـ اول مرة أسمع عنه ده،

معرفش جايب منين طولة بال يتقدملي كل سنة ولحد دلوقتي مخطبش ولا شاف حاله..!


يوم الجمعة كنت قاعدة في البيت زي النحلة بلف حوالين نفسي من التوتر وبكلم صحابي على جروب الواتساب وبشرحلهم غضبي من الموضوع وقد ايه امي حطاني في موقف بايخ جدًا. 


كلهم كانوا بيصبروني وبيقولولي اني لازم أعتاد الزيارات من النوع ده علشان اقدر اختار شريك حياتي ويكونلي رأي في سبب الرفض كافي. 


كنت في اوضتي جهزت ولبست فستان مركون بطلت أخرج بيه علشان موضته قديمة، 

معرفش ليه كنت بتعمد اعمل كل حاجة سلبية في اليوم ده ؟؟


سمعت صوته وهو داخل الشقة وبيسلم على ماما وصوته واطي مش واصلي غير بسيط اوي. 


أعصابي بدأت ترتعش وبعد شوية دخلتلي ماما وهي جيبالي صنية العصير وبتقولي "خدي دي قدميها بشكل شيك وحلو، واديله هو أول كوباية هااا ".


وسابتني وخرجت وانا بسأل نفسي "عصير إيه الـ اقدمه؟؟ وليه ياخد اول كوباية أصلًا! أنا مالي بشغل الجواري ده ". 


وتعمدت إني أخرج من غير الصينية تحت نظرات ماما الـ قربت تقوم تضربني قصاده. 


قعدنا سوا شوية وبدأت اتكلم بكل تبجح بدون ما أحس بـ أي حرج وانا بدور فيه على أي عيب يشفعلي ارفضه لما يمشي. 


المشكلة أنه كان شخص عادي جدًا، 

مش مبهر، ومش منفر. 


قاعد بيتكلم ببساطة وعيونه اغلب الوقت مش مركزة عليا وبيتكلم بشكل لبق يدل أنه مثقف ومحترم. 


كنت بتعمد أسكت واسيبه يفتح كلام، وفي خلال ما هو بيتكلم عن حياته وشغله إلخ... افتكرت كلمة ماما لما قالتلي ده كل سنة بيتقدملك!

وسألته "هو صحيح يا كابتن مسلم انت اتقدمتلي كذا مرة قبل كده ؟".

هز راسه بخجل وقالي "اه الحقيقة كتيرررر". 


_طب ليه مخطبتش كل المدة دي، أنا المفروض جوازة صالونات يعني لو متمتش شوف غيرها. 


بدأ يهز رجله ويتوتر وقالي وهو بيتنهد "بصي أنا عندي كلام كتير مش وقته، بس انتي بالنسبة لي مش صالونات خالص". 


حسيت أنه شخص غريب!

القعدة معاه حلوة برغم الوش المصطنع الـ لبساه.

وأنه مريح وسهل كده مش مخضوضة منه، والكلام معاه بيجي لوحده ورا بعضه مبيخلصش زي قعدات كتير بيكون مختصرها عاملة ايه؟ يارب دايمًا...


في نهاية المقابلة وقف يسلم علينا قبل ما يمشي، وقبل ما يتحرك قالي قصاد ماما "على فكرة فستانك انتي وماما حلو وبسيط، وده دليل انكم ناس ملكوش في الشكليات وانبسطت جدًا بوجودي معاكم". 


بعد ما نزل ماما وقفت تقولي "شوفتييي، شوفتي الواد ذوق إزاي ولسانه حلو، وقالي فستاني حلو". 


بكلمة واحدة قدر يخلينا كلنا مبسوطين،

كان ذوق لدرجة أنه ماحبش يمدحني أنا بس، وعرف يكسب ماما في صفه. 


فتحت تليفوني لما دخلت اوضتي ولقيت حوالي ٣٥٠ رسالة من صحابي في الجروب منتظرين يعرفوا النتيجة، وعلى عكس ما توقعت لقيت نفسي بقولهم "شكلي هتدبس يولاد.. حاسة اني مرتاحة... مش عارفة.. هصلي استخارة وأشوف بس عمومًا هو كويس". 


صحابي حذروني وقالولي وقتها لو هيحصل خطوبة خليها قراية فاتحة وحاولي الفترة دي تكتشفي عنه كل حاجة وتطلبي منه حاجات علشان تتأكدي أنه مش بخيل ومش هيستخسر فيكي وشوية نصايح حربوقية من الـ هي. 


يوم واتنين وتلاتة ولقيت نفسي مرتاحة وبقول لماما"أنا موافقة.. لكن هتكون قراية فاتحة على الضيق كده ومحدش هيعرف لحد ما نتعرف اكتر ونحدد هنكمل ولا إيه". 


سعادة ماما مقدرش اشرحها،

وبعد أسبوع واحد بس قرينا الفاتحة. 


وبعد التدخل في تفاصيل حياته عرفت حاجات كتير أوي، 

منها مثلًا أن مُرتبه يادوبك للمعيشة بل هيشوف شغل اضافي علشان المسؤولية بتزيد. 


وأنه عمره ما راح چيم علشان عنده الغضروف وجسمه بيتخن من أقل شوية اكل. 


وأنه ممكن يهمل في هيئته ولبسه في حين أنه يسدد جمعياته والأقساط الـ عليه. 


كان صريح لدرجة غريبة كأنه كتاب مفتوح،

خلاني قدرت اعترفله وقتها اني عصبية جدًا ونبرة صوتي عالية لو حد عصبني. 

وان خلقي ضيق مليش في اهتمامات البنات والضوافر والبريسينج وكل التريندات الـ بيطلعوا بيها. 

واني بحب الأكل جدًا لكن مش غاوية دخول مطبخ.

وان ماما بتزعقلي علشان اروق اوضتي وانظمها. 


حسيت وقتها أنه قدر يخليني أظهر كل جوانب العيوب فيا بكل سهولة كأني بقول لنفسي "ماهو مش شاروخان يعني عادي لما يعرف عيوبك". 


بس اكتشفت مع الوقت أنه بيقابل كل عيب فيا بأنه بيحوله لميزة فخور بيها..؟!


وفي يوم حصلت مشكلة كبيرة في الشغل عندي ولقيته باعتلي رسالة "يا صاحبي رد عليا أنا في مقام خطيبك بردو". 


رديت بأنفعال وقولتله "اكيد لو عندي وقت كنت رديت، أنا الدنيا خربانة عندي ومش هتحمل تاني أي ضغط بجد". 


عمل مشاهدة على الكلام وغاب كام دقيقة، 

كنت متأكدة أنه هيتخانق معايا ومش هيتقبل اسلوبي لحد ما لقيت رسالة منه فيها صورة وردة وبيقولي "خدي دي اصالحك بيها من كل شئ زعلك في الدنيا واقولك امسحيها فيا ومتزعليش.. ممكن؟؟". 


لما بكون متعصبة بكون حاسة بضغط الدم ضارب في دماغي وفي حالة بشعة، لكن لما شوفت رسالته ابتديت أحس أن أعصابي بترتاح وبتهدا، 


شوفت قد إيه أنا كنت وحشة ومش المفترض اكلمه بالشكل ده حتى لو عندي ضغط ومشاكل. 


وسألته "انت جبت الوردة دي منين؟". 

رد وقالي "سيبت المكتب ونزلت قطفتهالك من تحت، اجبهالك معايا في الخطوبة؟". 


ضحكت وقولتله "اه هاتها.. وبلاش بوكيه الورد مُكلف على الفاضي وأحنا عايزين نوفر علشان مستقبلنا". 


محاولتش لحظة انفذ مع مسلم أي خطة اتقالت من صحابي لأن كل واحدة فيهم كانت بتتكلم عن تجربتها، وقررت يكونلي تجربة اعيشها بطريقتي أنا مش بطريقتهم. 


اكتشفت أن أهم ما في العلاقات أن الراجل يكون الاكثر حماسًا من البنت علشان على قدر عطاءه واحترامه يلاقي منها كل الـ يرضيه. 


وعرفت أن الراجل ابو كرش الطيب الـ بيبادلني حب الاكل ومشاركة أرقام الدليفري احلى بكتير من ابو شوفان وبيض ني ع الريق. 


وان الأزمات المادية حلوة طول ماحنا راضيين ومش حاسيين بأكتئاب واحنا بناكل اورديحي سوا. 


وان أعظم صفة بين أي اتنين بتخلي بينهم حب من نوع نادر أنهم يتقبلوا عيوب بعض وميفلتروش الجانب الاسود فيهم ويظهروه بكل ايراحية علشان ميتصدموش بعد الجواز. 


لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×