قصة نزل المفقودين ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم صبحي المصري

قصة نزل المفقودين كاملة بقلم صبحي المصري


 "نُزل المفقودين"


كل القصة بدأت لما مجموعة من أصحابي قرروا نطلع رحلة تخييم في منطقة جبلية منعزلة اسمها "وادي السراب".

مكان مش مشهور، بس الناس الكبيرة في السن كانت بتحذرنا:


"ماتقربوش للوادي... اللي بينزل فيه مابيرجعش."


طبعًا إحنا ضحكنا وقتها، واعتبرناها خرافات.


وصلنا للوادي قبل المغرب. الجو كان غريب، الهوا ناشف، والجبال عاملة زي جدران ضخمة سادة، كأننا محبوسين.

لقينا مكان شكله مهجور، عبارة عن مبنى قديم مكون من دورين، مكتوب على بابه بلوحة خشب مكسورة:


> "نُزل السراب - مغلق"


بس الباب كان مفتوح.


الفضول غلبنا... دخلنا.


المكان كله تراب، وروايح رطوبة خانقة... والسلالم بتصرصر تحت رجلينا.


دخلنا قاعة استقبال مهجورة فيها كراسي مكسورة وساعة حائط وقفة عقاربها على الساعة 2:17.


وأول ما قربنا من الكاونتر...

لقينا دفتر تسجيل قديم جداً، مكتوب فيه أسامي...

الغريب؟ إن آخر اسمين كانوا شبيهين لاسمين مننا!


اتجمدنا مكاننا.


نور الكشافات بدأ يضعف، كأن المكان بيبلع الضو.


قررنا نطلع الدور اللي فوق.

الدرج كان مكسور نصه... بس إحنا طلعنا بحذر.


في الدور العلوي... لقينا أبواب كتير، كل باب مكتوب عليه رقم.


أول لما فتحنا أول باب... لقينا غرفة نوم عادية، بس السرير متسخ، والملايات مقطعة، وعلى الحيطة متعلقة صورة جماعية.


بس وجوه الناس في الصورة كانت مشوشة.


فجأة الباب اتقفل لوحده!

والصوت الوحيد اللي كنا سامعينه كان صوت خطوات حد بيجري برا الغرف.


صديقي "كريم" قال:


"لازم نمشي... دلوقتي!"


رحنا على السلم... لقيناه مش موجود!

مكان السلم كان فيه بس جدار طيني ملبس.


بدأنا نصرخ لبعض... كل واحد فينا كان بيشوف انعكاسه في المراية مكسور أو مبتسم بشكل مرعب.


واحدة من صحباتنا "ندى" اختفت. حرفيًا، لحظة كانت جنبنا، اللحظة التانية مافيش!

نسمع صوتها بتنادي من وراء الجدران:


"ساعدوني... ساعدوني!"


بس مافيش طريقة نعرف منين جاي الصوت.


حاولنا ندور عليها بكل الغرف، وفي آخر غرفة لقينا حاجة مكتوبة بالدم على الحيطة:


> "لن تخرجوا إلا إذا تركتم واحد منكم."


كنا متجمدين.

مين اللي لازم نسيبه؟!


في عز الحيرة... الباب الرئيسي للنُزل فتح لوحده، والنور الطبيعي دخل.


لكن في اللحظة دي... "كريم" وقع على الأرض وبدأ جسمه يتشنج.


بصينا عليه...

وشفنا وشه بيتحول لملامح حد تاني، كأنه بيتبدل مع كيان تاني مش بشري!


جريْنا بأقصى سرعة ناحية الباب المفتوح...

ولما خرجنا برة النُزل، لفينا ورانا...

مافيش أي مبنى!

كأن النُزل ماكانش موجود أصلا!


من يومها...

ولا حد مننا شاف "كريم" تاني.

ولا حتى أثر ليه، ولا لعربيتنا اللي كانت واقفة بره.


الناس قالت إننا كنا بنتوهم... بس إحنا متأكدين:

في أماكن في العالم ده... مصممة علشان تبتلع الناس للأبد.


جاهز؟ نكمل القصة من اللحظة اللي خرجنا فيها من الوادي، وأقولك اللي حصل بالتفصيل المرعب:


---


تكملة قصة "نُزل المفقودين"


بعد ما خرجنا نجري بره النُزل اللي اختفى فجأة، حسينا إننا مش بنرجع لطريقنا.

الأرض كانت بتتكرر حوالينا!

نفس الصخرة، نفس الشجرة، نفس العلامة اللي على الطريق الترابي.

بدأنا ندور حوالين نفسنا، وحسينا إن فيه حد بيتحرك ورانا في الظلام.


ندى، اللي كنا فاكرينها اختفت، ظهرت قدامنا فجأة!

لكن لما قربنا منها، لاحظنا حاجة مخيفة:


عنيها كانت سودة بالكامل.

وشها شاحب كأنها طلعت من قبر.


قالت بصوت مش صوتها:


"ليه رجعتوا؟ كان لازم تفضلوا..."


جرينا من قدامها، نسمع ضحكاتها ورا ضهرنا، ضحكات بتترنح في الهوا.


في الطريق لمحنا واحد شيخ كبير في السن، واقف تحت شجرة قديمة، ماسك عصاية طويلة وعليه جلباب رمادي.


لما قربنا منه، رفع عصايته ناحية ندى، وقرا آيات بصوت جهوري...

ندى بدأت تصرخ، وجسمها يتحرك بطريقة مش طبيعية، زي اللي بيتلوي!


الشيخ قال:


"إنتو مشيتوا على أرض ملعونة... كل واحد منكم عليه أثر. لازم التطهير."


أخذنا معاه على خيمته اللي كانت منصوبة مش بعيد، وعمل لكل واحد فينا رُقية كاملة بمية مقروء عليها.


كل ما كان يقرا علينا، كنا نحس بتقل رهيب بيتشال من على ضهرنا.


بس كانت في مشكلة...


لما جه دور كريم...

مكانش موجود.


اختفى.


الشيخ قال بنبرة حزينة:


"اللي خدوه، خلاص... مش هيرجع زي الأول."


حكالي الشيخ إن النُزل ده كان زمان ملجأ للهاربين والمفقودين، بس اتحول مع الزمن لبؤرة للسحر الأسود، والأرواح اللي ماتت فيه بتسحب أي حد يقرب علشان تحبس روحه جوا.


من يومها...

رجعنا بيوتنا، بس كنا مختلفين.


في اللي بقى بيصحى يصرخ بالليل، وفي اللي بيشوف كوابيس متكررة، وفي اللي حس إنه مش عايش حياته عادي تاني.


أما عن كريم؟

بعد شهور، جالنا خبر إنه ظهر في مدينة تانية...

لكن اللي شافوه، قالوا إنه مش بيتكلم، وعنيه فاضية كأنه جسد من غير روح.

انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا
تعليقات



×