![]() |
اسكريبت داعم من الفراغ كامل بقلم حور حمدان
كنت قاعدة بتابع المتابعات اللي زادت بشكل ملحوظ، وكان عندي شعور غريب بالسعادة. من ساعتين كنت لسه 30 ألف، لكن دلوقتي 95 ألف! مش عارفة إزاي ده حصل، بس كانت معجزة بالنسبة لي. كنت مبسوطة قوي. فتحت البوست اللي كنت نزلته قبل ما الصفحة توصل للـ95 ألف، وكان فيه طلب لشخص يمسك الصفحة معايا. ولقيت كومنت شد انتباهي من شخص مش معروف، فقررت أكلمه.
قلت له:
حضرتك كنت كاتب كومنت إنك عاوز تمسك الصفحة معايا، صح؟
رد عليَّ جواب صدمني وشل تفكيري:
أيوة، أنا. فتحتها أساسًا بدليل إن صفحتك زادت 65 ألف متابع ولسه.
رديت عليه مستغربة:
إزاي يعني فتحتها وانت مش عارف الباسورد؟ بتخرف ولا إيه؟
قال لي:
فتحتها بطريقتي، وأنا بتكلم جد مش بخرف.
انت مين؟
بعت لي صورة كانت مفاجأة، وما كنتش أتوقعها. كانت صورة شخص عجوز جدًا، بس مش دي المشكلة. المشكلة كانت في عيونه. كانت صفرا جدًا وفيها دايرة سودة صغيرة، مش زي عيون أي شخص طبيعي.
بعدها، بعت لي مسج غريب:
أنا دا غالب.
قلت له بسرعة:
أعوذ بالله.
قال لي:
إيه شوفتي عفريت؟
وبعدين ضاف: إيه رأيك يا عمري؟
حاولت أتصرف طبيعي، لكن شعور الغرابة مش قادر أهرب منه. ما كنتش عارفة أعمل إيه، فكرت في إنه يكون مجرد شخص بيهزر أو واحد مش سوي، لكن الصورة كانت واضحة وصادمة. كان فيه حاجة مش مظبوطة، حاجة مش مفهومة.
رديت عليه بسرعة:
أنت بتتكلم جد؟ ده مش طبيعي، عيونك مش زي عيون البشر.
قال لي:
انتِ ما شفتيش حاجة لسه.
كنت حاسة إن الأرض بتلف تحت رجليا. كان فيه حاجة غريبة في صوته، زي همسات باردة مش واضحة.
قلت له وأنا قلبي بيدق:
إزاي يعني؟ إيه اللي مش طبيعي؟
قال لي:
هقولك لما تقابلي، بس مش هتصدقيني. لو حابة تعرفي أكتر، لازم تيجي عندي.
رديت وأنا مش قادرة أخفي خوفي:
مستحيل! أنا مش جايه عندك ولا هقابلك.
قال لي بسرعة:
مش هتضري، بس ده هيوضح لك كل حاجة.
وقبل ما أقدر أرد، بعت لي مسج تاني. كان نصه غريب ومخيف في نفس الوقت:
أنا مش زي باقي البشر، أنا بعيش في مكان تاني، وعيوني دي جزء من قدرتي.
وبعدين أضاف:
لو عايزة تعرفي أكتر، تعالي في المكان ده اللي هقولك عليه. هتشوفي الحقيقة.
حسيت بجسمى بيترجف، وكان في نفسي حاجة بتقول لي مش لازم أصدقه، بس في حاجة في كلامه كانت بتشدني. جالي إحساس غريب إنه مش مجرد شخص عادي، ده حاجة تانية مش بشر. فكرت في الطريقة اللي بيكلم بيها، في صورته، وفي الجو اللي حواليه. ممكن يكون عفريت زي ما قال، لكن أنا مش قادرة أتخيل ده.
رديت عليه في آخر لحظة وأنا بكتب بحروف مرتعشة:
أنا مش هجي. لو انت عايز حاجة مني، تبعتلي دلوقتي تفسرلي ده كله.
لكن الرد اللي جه في ثواني كان شيء غريب:
هتندمي، لأن الحقيقة هتظهر قريب.