رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الثلاثون 30 بقلم نداء على

 




رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الثلاثون



ولا تسطر روعة البدايات نهايتها بل تخطها تدابير القدر وامواج العمر التي تظهر الحقيقة فلا تغرق في بحور العسل الكاذبة وعليك بالترقب والحذر حتى يأتيك اليقين.

بقى ثابتاً وكل ما حوله يدور مهرولاً، لم يحرك ساكناً وكأن تلك السيارة التي اطاحت بزوجته صدمته هو أولا، عقله عاجز عن اللحاق بركب الواقع وقلبه يخشى أن يغدو وحيدا من جديد.

اقترب أحد الأطباء متحدثاً إليه بالإنجليزية قائلاً

نود موافقتك على إجراء جراحة عاجلة، وقد نضطر إلى التخلي عن الجنين.

رفع لؤي بصره إلى الطبيب قائلاً بصوت مختنق، يحتضنه فضول ودهشة

ماذا تقصد، هل زوجتي حامل.

تعاطف معه الطبيب كثيراً فحدثه بهدوء وتفهم

أجل، وقد تفقده أثناء الجراحة فحالتها حرجة

لم يتردد لؤي والتقط من بين يدي الطبيب تلك الأوراق يوقعها في صمت، ناوله إياها من جديد قائلاً

عليك الاهتمام بزوجتي أولا، لا أريد سواها

ابتسم الطبيب بعملية وغادر مسرعاً وعاد لؤي إلى مقعده الفارغ يبتسم بيأس فعلى ما يبدو أن حياته تسير عكس ما يتمنى.

رفع رأسه ناظراً ناحية الصوت المنادي باسمه، عقد حاجبيه عندما ظهر على مقربة منه والده ومن خلفه سهيلة تجر قدميه بوهن ويزيد إلى جوارها يساعدها على الصمود

قطع المسافة بينهم وأسرع نحو والده قائلاً

حضرتك قولتلهم ليه، أنا بلغت أنت علشان كنت محتاج اتكلم مع حد

يسري ببرود

غصب عني والله، انت عارفني لما بزعل مبقدرش اخبي وبعدين مسيرهم يعرفوا، ازاحه عن دربه قائلاً

خليني اخد نفسي واقعد أرتاح، يزيد هد حيلي بيجري كأنه في سباق واحنا وراه لحد ما قطع نفسنا

انتحبت سهيلة قاذلة بصوت يكاد أن يخبو من فرط ألمه

كمان مش عاوزنا نعرف، عاوز تخبي عني ان بنتي هتروح مني، بقى هي دي الأمانة يا لؤي

امتعض وجه لؤي بينما نكس لؤي رأسه بندم رغم أنه لم يقصر في حقها لكنه شاعر بالذنب، همس إليها يزيد

كل شيء بأمر الله، هو في ايده إيه يعمله، ادعيلها تقوم بالسلامة

يسري : كلام مظبوط يا أخويا، قال أمانة قال، كأن ابني السبب في اللي حصلها، راعي كلامك شوية يا سهيلة

لؤي :خلاص يا بابا، هي خايفة على بنتها وده حقها، انا مش زعلان

أسند يسري رأسه إلى الحائط من خلفه يدعي التعب والجهد بينما بداخله سعادة لا توصف.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

خبر ايه ياواد يارحيم، نسيت خالتك يا حزين، ولا تكونش ميادة البومة موصيك متسألش

اجابها بهدوء

لاه والله يا خالة حياة، بس خطوبة سهيلة اختي اليومين دول ومشغولين، ان شاء الله أول ما تعدي الخطوبه على خير هتلاجيني عندك

حياة : وااه، هتتخطب لمين، حد نعرفه ولا واحد من بلاد برة؟!

رحيم : وكيل نيابة، وأبوه راچل أعمال معروف

حياة : ماشالله، فالحة كيه أمها.

رحيم بهدوء : خالي سعد أخباره ايه؟

حياة : والله صحته في النازل يا جلب خالتك، الله يسامحهم عياله هملوه لحاله وياريته خابر مطرحهم كان جلبه ارتاح.

قالتها حياة بمكر علها تصل الى شيء يدلها على مكان آثر وشام لكن رحيم تحدث إليها بحرص قائلاً

ربنا يردهم ان شاء الله ويطمنا عليهم.

حياة بحزن مصطنع : يارب ياحبيبي، بس المهم ياواد انت متاخدنيش في دوكة وتتهرب كيه كل مرة، أنا هستناك السبوع الچاي عالغدا، عمك حامد مسافر بكره وهيرچع كمان كام يوم وهو نفسه يشوفك ويجعد معاك حاكم هو بيعزك جوي، وشهد كمان واچعة راسي كل يوم تسأل عنك، اتوحشتك جوي

ادعى هو قدوم أحدهم فمد يده نحو الطاولة الموضوعة أمامه وطرق بقوة قائلاً

مين هيخبط؟

تحدث إلى حياة قائلاً

هشوف مين هيخبط يا خالة واكلمك تاني، سلمي على خالي وچوز عمتي وان شاء الله أحاول اچيلكم السبوع الچاي.

نفخ بغيظ بعد انتهائه من تلك المحادثة الثقيلة على قلبه هامساً

والله يا خالة لولا انك كيه ما هيجولوا شبه أمي الله يرحمها ما كنت هجدر اتحمل لسانك ده واصل، في حد في الدنيا كلها يكره ماما ميادة، سبحان الله حاچة

غريبة.

أغمض عيناه فجأة بعدما لاح بمخيلته ابتسامتها، وضع يده فوق صدره وكأنه يخبره ألا ينبض هكذا، تنهد مرارا هامساً

خبر ايه يا رنا، هنرچع للوچع من تاني ليه، لا انتِ نصيبي ولا هتكوني ملكي.

ابتلع ريقه بحزن عندما تذكر تلك الصدفة التي جمعتهما منذ أيام مضت وعلى أثرها تجدد بداخله رماد احياه الحنين إليه فبات نيراناً مشتعلة تتوهج بألم.

تتبعتها عيناه رغماً عنه فقد اشتاق إليها وكأنه أسير يهفو إلى نسيم الحرية، نهر قلبه الخانع وهمَ بالهرب لكنها استشعرت وجوده بالقرب منها وان كان بعيداً عن مرمى البصر فقد سكن الفؤاد منذ سنوات

هرولت إليه بخطوات متلهفة وتحدثت بصوت عاشق رغم الهجر

رحيم! وحشتني اوي!

منح روحه العطشة نظرة متفحصة وتنفسها بداخله فهدأت دقات الفؤاد قليلاً ثم ما لبث أن تذكر خطبتها لآخر، فتبدلت ملامحه واجابها بصوت قاسي

كيفك يا أستاذة ، اخبارك ايه؟

ابتسمت هي ببراءة قائلة

أنا عايشة قدامك أهو، بمثل اني سعيدة علشان اقدر اكمل، لكن مش قادرة

رحيم بقسوة : مهواش چديد عليكي التمثيل، أني اكتر واحد خابر انك ممثلة شاطرة جوي، في يومين كنتي ناسية كل شيء ومخطوبة كمان.

نظرت إليه بلوم ورجاء قائلة

انت عارف انه كان غصب عني، وعارف اني بحبك

أشار إليها محذراً ان تستمر فيما تقول ونهرها قائلاً بعدما تذكر عهده مع والدها وتعهده له بالا يلتقي بها وألا يمنحها أملا في العودة

انتِ خابرة ان رحيم السياف مستحيل يسمح لنفسه بالخيانة، وكلامنا دلوك خيانة للراجل اللي انتُ شايله اسمه، مفيش حاچة اسمها حب، كله كدب ولعب عيال وراح لحاله، ياريت مرة تانية لما تشوفيني تعملي نفسك متعرفنيش يا رنا ، كيه ما اني هعمل بالظبط.

تركها واقفه بمحلها تنتحب في صمت وهمس إلى نفسه

سلام يا وچع العمر اللي چاي

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

همس إليها بأعين لامعة تتحدث بصدق عن مدى سعادته قائلاً

بسم الله ماشاء الله، انتِ چميلة جوي يا سهيلة، وچذابة بشكل غريب، كانك بتسحري اللي يبصلك.

ابتسمت بخجل وتوتر قائلة

وبعدين معاك، انت مش واخد بالك من بابا واخواتي بيبصوا علينا ازاي؟

ابتسم بثقة قائلاً

الصراحة معذورين، انتِ بالنسبة لهم فاكهة البيت، بس هانت ان شاء الله كلها كام شهر ونكتب الكتاب وبعدها..

أشارت إليه قائلة بترقب

كام شهر ليه، مش قولنا سنة

اقترب قليلاً هامساً

سنة إيه بس، الحمد لله أنا چاهز وكل حاچة تمام وانتِ شايفة الحصار المفروض علينا، ممنوع خروچ، ممنوع نجعد لحالنا، تفتكري هجدر اصبر المدة دي، إلا إذا كان الاعتراض لأسباب تانية

نظرت إليه بخجل هامسة

يعني، نفهم بعض ونتعرف أكتر

حدق بها وتنهد بقوة

كلام والله بنجوله عالفاضي، خابرة انتِ احنا بنشوف في شغلنا حاچات غريبة بتأكد إن الإنسان مبيظهرش غير وجت الشدة، ساعة الخلاف والزعل، معدن الناس عامل كيه الدهب فيه الأصلي وفيه المزيف، وعموماً اللي تحبيه هيحصل، كلامي مچرد فكرة وأمنية وفي الاخر رأيك انتِ الأهم.

قاطع حديثهما اقتراب جواد الذي ادعى السعادة من أجل ابنة خاله وبداخله جنون وتمرد، يدفعه شيطانه لأخذها بعيداً دون اكتراث لأحد ويعيقه ندمه فهو الوحيد الملام، تحدث إلى سفيان ببغض التقطه سفيان بفطنته قائلاً

مبروك يا عريس.

ابتسم سفيان بمجاملة قائلاً

تسلم، يا... التفت إلى سهيلة قائلاً

معلش فكريني بالإسم يا ليلا، أنا لسه معرفتش العيلة كلياتها

تحدث جواد بغيظ

چواد السياف، ابن عمتها وابن خالها، اسمي صعب يتنسى وإن شاء الله هتشوفني كَتير واكده صعب تنساه، احتفظ بوجهها الباسم وحدثها بلهجة عاتبة

مبروك يا بت خالي، ربنا يتمم بخير.

سهيلة : متشكرة يا چواد، عجبالك

تركهما وغادر وكلاهما ينظر إلى الآخر بترقب، أشار إليها سفيان بالعودة إلى مقعدهما قائلاً

تعالي نجعد، الواد ابن خالك ده شكله غشيم جوي، ده اخواتك بالنسبة ليه ملايكة هترفرف.

قهقت سهيلة قائلة

انت مفيش حد عاچبك ولا إيه يا فندم، على فكرة بجى أنا وچواد وكل اخواته متربيين سوا، عشان اكده يمكن تحسه غيران عليا، يعني زي رحيم ورائد

حرك حاجبه الأيسر قائلاً بصوت رخيم

تمام، هنشوف حكاية اخواتك الواعرين ديه بعدين خلينا نركز دلوك لو أنا غفلتهم وخطفتك يحصل حاچة

اجابته بثقة ودلال

مفيش حد يجدر يخطف بنت نوح السياف

ابتسم هو مؤكدا قولها

بصراحة كلام مظبوط، نوح بيه عنده هيبة وشخصية ملهاش مثيل.

توافد الكثير من الحضور وعلت الأصوات في كل مكان، اقتربت مجموعة من الفتيات فتهلل وجه سهيلة فرحة بمجيئهن قائلة

صحباتي وصلوا، استنى هعرفك عليهم.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

شايفة ابن السياف، مهملش نفر في مصر معزموش على خطوبة بنته ومحاولش حتى بالكدب يبعتلي دعوة، باع العشرة في لحظة

نظرت إليه زوجته بغيظ قائلة

استغفر الله العظيم واتوب اليه، بذمتك انت طبيعي

رمقها بحدة وتحذير قائلاً

وبعدهالك انتِ التانية، خبر ايه يام رنا، لسانك طول جوي معايا

تأففت بضيق قائلة

ولا لساني طول ولا نيلة، انت اللي أفعالك تجنن العاقل، واحد كان معتبرك أخوه وفجأة اتحولت ناحيته وهنته وقللت منه هو وابنه، منتظر منه ايه؟!

استمر في رعونته وعناده قائلاً

خايف على بنتي، لا عيب ولا حرام

صاحت هي وقد فاض بها

وهو خايف على ابنه ومقهور منك، انت مشكلتك ملهاش حل، انت من اكرم الناس اللي ممكن الإنسان يقابلهم، طموح وذكي وزوج حنين لكن للأسف غلاط يا حسن، في لحظة ممكن تقول كلمة تنسف بيها كل ده، والمصيبة الأكبر انك عنيد وبتكابر ياريتك بتعترف بغلطك.

اقتربت منه قائلة

لما تجرح إنسان وتفكر من وجهة نظرك انك اتسببتله في خدش بسيط وهيطيب بمرور الوقت لازم تتأكد بنفسك إنك مأذتوش لأن احتمال جرحك ده يكون مميت، مش كل الكلام يتقال ولا كل الإهانات بتتنسي.

كانت رنا تسترق السمع إلى الجدال الحاد بين والديها وقلبها يئن ألما، يعتصر فؤادها بقسوة كلما ذكر أحدهم اسم رحيم، وكم ظنت فيما مضى أن اسمه رحمة له ولها ولم تعتقد أن هيامها به ماهو إلا غصة ستبقى عالقة بأيامها القادمة بعدما خلت منه. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

تسللت إلى الخارج بحذر دون أن يشعر بها شقيقها، عزمت أمرها على الهرب والزواج بمن توهمت به طوقاً للنجاة، سوف تبدأ حياة جديدة بعيداً عن الخوف والهرب وبمرور الوقت سيرضخ شقيقها هكذا ظنت هي.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم

تعليقات



×