![]() |
اسكريبت اخر مره كامل
خطيبي وعدَّني إن دي هتكون آخر مره وأننا خلاص هنبقَى مع بعض وهنتجوِّز؛
مكنتش مصدَّقه في الأول..
وده لأني،
لأني بصراحة كنت متضَّايقة جدًا في الفترة الأخيرة بسبب كدبـ.ـه المستمر عليَّا،
وفعلًا بعد ما شفت رسالته دي لما رد عليَّا بعدها وقال إنه بيتكلم بجد.. وأنا نفسي إتأكدت أنه بيتكلم بجد رديت عليه وقولت :
- مصدقاك.. وأنا موافقة!!
= أنا مقدرش أكـ.ـدب عليكِ مهما حصل وإنتِ عارفه كده ولا إيه ؟!
- عارفه.. وعارفه إنك بتحبني..
= طول عمري!
بعدها قفلت التليفون وحطيته في جيبي،
ولسه بدوَّر العربية.. لقيت في عـ.ـطل، نزلت من العربية وبدأت أشوف إيه السبب، الطريق ده مهجـ.ـور زي ما أنا عارفة،
هفضل لوحدي كده؟!
لا هستنى يمكن يعدِّي حد.. ولسه بقفل شنطة العربية.. حسِّيت بإيد بتتحط على كتفي، إتخضيت وفجأة لفيِّت بسرعة متوترة عشان أشوف شخص واقف ورايا وأول ما شفته قال بكل هدوء :
- محتاجة مساعدة ؟!
= أ.. أنا.. بصراحة اه.. العربية عطـ.ـلت مني فجأة..
- ولا يهمِك أنا هساعدِك..
= شكرًا حقيقي..
- لا متشكرنيش دلوقتي..
رُحت ولسه بفتح باب العربية..
حسِّيت بشئ على رقبـ.ـتي، شئ بارد وكأنه.. كأنها حديـ.ـدة بتلمع لما النور إنعكس عليها.. كـ.. كانت سكـ.ـينه، إتسمَّرت في مكاني،
مصدومة، حاسَّة برجفة في جميع أنحاء جسـ.ـمي، حسِّيت ببروده شديدة فجأة..
قولت بعدها بصوت متوتِّر وفي رجفة واضحة في حروفي :
- ا.. اللي إنت عايزة هديهـ.ـولَك.. بـ.. بس أرجوك متإذنـ.ـيش.. أرجوك!!
= مسمعش صوت!!
- ...
حاولت إني أهدى،
وفجأة جت عربية تانية في الطريق، تقريبًا لمحتنا، لـ.. لمحته وهو بيهـ.ـددني.. ملحقش يخفي السكـ.ـينة، ولما بص ناحية العربية اللي كان نور مصـ.ـابيحها الأماميه البيضـ.ـه شديدة جدًا،
حسِّيت إن رؤيته مبقتش واضحة.. ضربـ.ـته بكل قوة على مشط رجـ.ـله برجـ.ـلي.. إتألـ.ـم، طبيعي..
بدأت أبعد عنه وأنا بقول لصاحب العربية إنه يساعدني،
بشاورله بأيدي، وأخيرًا وقف، جريت ناحيته، خبَّطت على إزاز العربية، بدأ الشخص التاني يجري ناحيتي مره تانية، ولما فتحلي صاحب العربية الشباك، فهَّمته بسرعة، وفتحت الباب وركبت معاه،
طلبت منه يطلع بالعربية وينقـ.ـذني منه،
رغم أنه كان عايز ينزل ويضـ.ـربه، رفضت وأنا بصـ.ـرَّخ وبقوله إنه معاه سكـ.ـينه والأفضل إننا نمشي بسرعة من هنا دلوقتي،
وفعلًا طلع بعد ما الجو كله بقا فيه توتُّر رهـ.ـيب،
مكنش قرار صح، بس رُحنا بيته، دخلت وكنت خايفة وهو قفل الباب وبدأ يهدِّيني وقالي مقلقش على عربيتي، كان وشي مخـ.ـطوف من الخوف اللي سيطر عليَّا،
كنت طول الوقت..
بعـ.ـيَّط،
وهو كان بيحاول يطمِّني، قولتله شوية وهتِّصـ.ـل بخطيبي يجي ياخدني،
وبدأ يسألني عنه وهنتجوِّز إمتى كمحاولة منه إني أنسى وأهدى..
طول الوقت كنت مركزه في التليفون..
وشوية وقال إنه هيدخل المطبخ يعملِّي فنجان قهوة.. كان مُصمم إنه يقدِّملي حاجة، كـ.. كان عايش لوحده وبيته قديم مع الأسف،
كنت مستغربة..
قُمت ووقفت قدَّام الشباك.. كنت مستنيه.. شفت عربيتي تحت البيت..
جريت ناحية الباب وفتحته بكل هدوء بدون ما يحسِّ وهو في المطبخ،
فعلًا محسِّش بيَّا..
لما فتحت الباب كـ.. كان هو الشخص اللي كان بيجري ورايا وعايز يقتـ.ـلني واللي هو خطيبي في الأساس واللي دائمًا بخطـ.ـط معاه ولقيته بيقول بهدوء وهو بيهمِسـ.ـلي :
- هو فين ؟!
= جوَّه.. أدخل بسرعة وخلَّـ.ـص عليه.. زي ما إتفقنا دي آخر مره وهنتجوِّز بقا!
- أكيد.. وعـ.ـد يا حبيبتي!
= أستنى.. بس ده بيته مفيهوش أي حاجة هنسـ.ـرق إيه ونقـ.ـتله ليه بقا؟!
- ما إحنا مش جايين نسـ.ـرقة هو..
= أمال هنعمل إيه ؟!
دخل بعدها وقفل الباب،
كان هو ده شغلـ.ـنا أنا وخطيبي، أنا بستـ.ـدرج الناس، ونروح بيتهم نسـ.ـرقهم ونقـ.ـتلهم وندفـ.ـنهم فيه.. بس أنا تعبـ.ـت، نفسي أعيش، عايزة أتغيَّر وأخيرًا النهاردة آخر مره،
واللي جوَّه..
هيكون آخر ضحـ.ـيه،
قفلنا الباب، وفضلت واقفة قدَّامه، مستنيه جوابه وأنا بهمِس وفجأة لقيت في أيد بتتحط على بوقـ.ـي، المصـ.ـدر من ورايا، بتكتـ.ـم أنفاسي كـ.. كان صوته.. الشخص اللي ساعدني ولقيته بيقولِّي
"إحنا مش هنسـ.ـرق.. إحنا هنقـ.ـتل بس النهاردة"
وفجأة حقـ.ـنّي بشئ خلاَّني أقع على الأرض وكأني مشـ.ـلوله ومش قادرة أتحرَّك، وخطيبي إبتسملي إبتسامة ساذجـ.ـه مرعبـ.ـه أ.. أنا عارفاها.. عارفاها كويس.. إبتسامة كان دايمًا بيبتسمها لضـ.ـحاياه،
عيوني تلقائي بدأت تنزِّل دموعها من خوفي ومن اللي هيحصل فيَّا..
وقرَّب أكتر مني خطيبي وقال؛
"معلش بقا.. أنا كان لازم أشوف شريـ.ـك جديد ليَّا ولقيته وإتفقنا عليكِ المره دي.. بصراحة أنا عمري ما هفكَّر إني أوقف الشغل ده وهستمر فيه أنا وصديقي الجديد.. بس أنا مكدبتـ.ـش عليكِ.. أنا وعدتِك أنها هتكون آخر مره.. وفعلًا دي آخر مره ليكِ في الحياة".