رواية الشيطان حينما يعشق الفصل الخاتمة بقلم سارة علي


 رواية الشيطان حينما يعشق الفصل الخاتمة

بعد مرور سبع سنوات 
في فيلا واسعه وراقيه للغايه كان واقفا يتابع عمل الموظفين وهم يجهزون الطعام وينقلونه الى الحديقه ...
كان يتأكد من ترتيب كل شيء على اكمل وجه ...
هبطت رغد درجات السلم وهي ترتدي فستان اسود طويل وقد رفعت شعرها بالكامل الى الاعلى ... تقدمت من دارين الجالسه في صالة الجلوس وبجانبها لبنى يتحدثان في مواضيع مختلفه وسألتهم بجديه :
" اين سيف ....؟ "
" الصغير ام الكبير ....؟"
قالتها لبنى ممازحه لتضحك رغد بخفه بينما اجابتها دارين بجديه :
" في الخارج ... يتابع الموظفين ..."
" يا الهي انه لا يمل من التدقيق في جميع الأمور ..."
قالتها رغد بملل لتؤكد دارين :
" الا تعرفينه ... اخبرته ان كل شيء جاهز ومرتب لكنه مصر ان يتابع كل شيء بنفسه ...."
تقدمت رغد الى حديقه لتجد سيف واقفا يتابعهم ... احتضنته من الخلف وهي تقول بحب :
" حبيبي ماذا تفعل ....؟"
رفع سيف احد حاجبيه وهو يقول بنبرة ساخره :
" الا تعرفين ماذا افعل ...؟"
ادارته ناحيتها لتقابل وجهه وتقول بحب :
" اشتقت اليك ...."
" انا معك طوال الوقت ...."
"ومع هذا اشتاق لك ..."
قالتها وهي تعدل من رباطه ثم تمتمت بإعجاب :
"تبدو أنيقا للغايه ...."
"طوال عمري وانا انيق ..."
ضربته على كتفه بخفه وهي تقول :
" مغرور ..."
دلفا الأثنان الى الداخل ليقول سيف موجها حديثه الى دارين :
" اين سيف يا دارين ...؟"
اجابته بهدوء :
" انه يرتدي بذلته ...رفض ان أساعده في اي شيء ..."
" لقد بات كبيرا ويعتمد على نفسه ..."
قالتها رغد بجديه لتقول دارين :
" معك حق ...."
" وأين سيلا و مايا يا رغد ....؟"
" تركتهما في الاعلى يلعبان سويا بعد ان ارتديا فساتينهما ...."
ما ان اكملت رغد كلامها حتى هبط سيف الصغير ويتبعه أخواته سيلا و مايا ...
اقترب سيف من أباه والذي ضمه بقوه وهو يقول :
" اليوم عيد ميلادك ... لقد أتممت العاشره يا بطل ...."
ابتسم سيف وهو يقول :
" هل هديتي جاهزة ...؟ "
" بالتأكيد ..."
قالها سيف ثم اقتربت منه سيلا التي تبلغ من العمر سبع سنوات فقبلها من وجنتيها ثم تبعتها مايا والتي لم يتجاوز عمرها العامين فحملها وقبلها من وجنتيها ...
نهضت دارين من مكانها وهي تقول بسعاده :
" سوف أذهب وارى ان انتهى الطباخون من تجهيز الكعكه ..."
" خذيني معك ..."
قالتها رغد وهي تتجه مع دارين ... استطاعت رغد خلال السنوات السابقه ان تكون صداقه قويه مع دارين غدارين بطبعها الطيب استطاعت ان تُمحي اي مجال للغيره من جهة رغد خصوصا عندما تأكدت رغد من ان دارين لم تعد تفكر في سيف نهائيا وان كل ما يهمها ابنها فقط فباتت تحبها كثيرا واعتادت عليها وحتى حينما يهتم سيف بها او يحدثها فإنها لا تغار منهما بتاتا ... اما دارين فقد بنت حياتها من جديد فعندما سافروا الى فرنسا وافقت دارين على العيش مع سيف ورغد ولبنى حتى لا تحرم ابنها من أباه ... كان كل ما يهمها ان تظل بجانب ابنها الوحيد ... استطاعت خلال السنوات ان تعتني بابنها جيدا كما انها درست الماجستير في مجال الصيدله واستطاعت ان تفتح صيدلية خاصه بها حتى علاقتها بسيف باتت جيده فسيف بات يعتبرها في مقام اخته لبنى بل انه يستشيرها في العديد من الأمور ويطلب مساعدتها فهو يعرف مدى رجاحة عقلها وهدوئها اما رغد فقد احبتها دارين كثيرا خصوصا عندما رأت كم هي شخصيه مشاغبه ولطيفه ...
*************************************
في فيلا اخرى تقع الى جانب الفيلا التي يمكث بها سيف كان واقفا يعدل من رباط بذلته الرمادية ... ما ان تأكد من تعديل هندامه حتى وضع القليل من عطره .... كانت هي وافقه تتابعه بحنق شديد .... واضعه ذراعيها حول خصرها ... وتزم شفتيها بعبوس شديد...
التفت نحوها وهو يرتدي سترته ثم اقترب منها وهو يقول بجديه :
" ما بك ...؟ لما انت واجمه هكذا ...؟"
"ابنك ... "
" ما به ...؟"
" هذه ليست بطريقة يا قصي ... انا لا استطيع السيطرة عليه نهائيا ... يجب ان يسمع كلامي ويخاف مني ... انه لا يضع حساب لأي منا ..."
" حبيبتي لا داعي لتضخيم المواضيع من فضلك ..."
" انا لا أضخم المواضيع ... انا أتصرف بما هو صحيح ..."
قاطعها بملل :
" افعلي ما تشائين يارا ... انا مللت من هذه المواضيع ... كل يوم مشكله جديده بسبب جواد ..."
قال كلماته الاخيره وخرج من غرفته متجها الى صالة الجلوس ليجد والدته جالسه هناك فاقترب منها سائلا اياها :
" هل انت جاهزه اني للذهاب الى هناك ...؟"
اجابته :
" نعم جاهزه ... انتظركم اصلا ..."
صاح على يارا والأولاد ليهبط جواد وقد ارتدى قميصه البني ونفذ ما يريد ... تتبعاه كلا من اختيه التوأم سهر وسمر ذاتا الأربعة أعوام  ... ترتديان فساتين زهريه قصيره ...
هبطت يارا بعدهما فذهب الجميع متجهين الى فيلا سيف من اجل حظور العيد ميلاد ...
**************************************
اكملت نورا ارتداء ملابسها ثم خرجت من غرفتها تبحث عن معتز ... ذهبت باتجاه غرفة ابنتها الصغيره لتجده هناك كما توقعت ... كان يلاعبها كما اعتاد ان يفعل ...
وقفت تتابعه من بعيد وهو يلاعبها ... كان معتز يدلل ابنته الصغيره بشكل مبالغ فيه ... ابنته التي أنجبتها بعد اربع أعوام من زواجهما ... لقد عاش معتز هواجس كثيره بسبب عدم حملها لثلاثة أعوام ظنا منه انه عقاب على ما فعله بالماضي ... وحتى بعد انجابه لزينه ظل يعاني من هذه الهواجس ...
اقتربت منه وهي تقول بابتسامه دافئة :
" انا جاهزه ...."
نهض من مكانه بعد ان حمل ابنته وتقدم امامها قائلا :
" هيا بنا اذا لنذهب ... فقد تاأخرنا كثيرا ..."

************************************
اقترب منها قائلا بجديه :
" هيا تمارا لنذهب ..."
زمت شفتيها بضجر وهي تقول :
" هل من الضروري ان اذهب معك الى هناك..."
" ماذا تقولين تمارا ...؟ بالتأكيد يجب ان تأتي ... لن أكرر نفس الحديث في كل مره نقرر بها الاجتماع مع اخي وعائلته ..."
" انت تعرف انني لا اتفق مع اخيك وزوجته نهائيا ..."
رفع حازم عينيه الى السماء بنفاذ صبر ثم تحدث بجديه قائلا :
" طلبت منك للمره آلاف ان تنسي الماضي ... لقد حدث ما حدث وانتهينا .... انسي الماضي يا تمارا ... سيف اخي وعم أبني ... علاقتي به قويه وسوف تظل قويه ..."
زفرت انفاسها حنقا ثم نهضت من مكانها وهي تقول :
" اين كرم ...؟"
" في الداخل ... "
ثم صاح مناديا عليه ليأتي كرم ذو السبعة أعوام ... ذهبت تمارا على مضغ مع حازم وكرم ....
**************************************
كان الجميع مجتمعين في مكان واحد يتحدثون في شتى الأمور ...
مندمجين سويا في أحاديثهم ... 
تحدث سيف موجها حديثه الى قصي :
" من كان يصدق اننا سنجلس هكذا في يوم من الايام نحتفل بعيدميلاد ابني سويا ..."
" معك حق ... السنوات مرت بسرعة البرق وتغيرت فيها أمور كثيره ...."
عاد قصي بذاكرته الى الخلف وهو يتذكر كيف حاول رشاد الصاوي الايقاع بهم ... ذكريات كثيره تدفقت الى عقله ... مجيء ادهم الى المركب بمركب اخر جهزه على الفور وانقاذه لهم ... ادهم الذي مهما فعلوا لن يوفوا أفضاله في حقهم ... لقد أنقذهم من الموت الحتمي ... 
آفاق من ذكرياته على صوت سيف الصغير وهو يقترب منه قائلا بجديه :
" خالي قصي ... ابعد جواد عن مايا انه يحملها ويرفض ان يقترب اي احد منها ...."
قال كلماته تلك وهو يشير الى جواد الذي وقف في منتصف الصاله يحمل مايا بين يديه وهو يردد بنبرة حازمه :
" لا احد يتدخل في مايا ... انها لي وانا لن اسمح لأحد ان يلمسها او يقترب منها ..."
" انها اختي يا هذا ..."
قالها سيف الصغير بإصرار بينما نهض سيف الاب وهو يقول بحزم مصطنع :
" اترك ابنتي يا جواد ..."
" كلا لن اتركها ... سوف اخذها معي الى المنزل ..."
اندهش الجميع مما قاله بينما قالت رغد بحزن مصطنع :
" لا احد سوف يأخذ ابنتي مني ..."
" بلى انا سوف أتزوجها يا عمتي ..."
شهق الجميع بصدمه بينما قهقه سيف عاليا وهو يقول بمزاح :
" هذا ما كان ينقصني ان أزوج ابنتي لابنة قصي العمري ..."
تطلع قصي بصدمه الى ابنه من حديثه هذا واصراره على الصغيره ... هو متعلق بها للغايه ويلاعبها طوال الوقت ... المشكله انه يرفض ان يقترب اي احد منها او يلمسها ... انه لا يتصرف حتى مع أخواته هكذا ...
في هذ الأثناء رن هاتف رغد برساله ففتحه على الفور لتجده مجموعة صور ارسلتها كريستين من شهر عسلها مع اسد ... اسد اللذي عاد اليهم بعد ثلاثة سنوات من اختفائه ... ليكتشفوا انه تاب خلال السنوات تلك بعد هروبه من الشرطه ... وقرر ان يغير من نفسه ... ساعده ادهم في السفر الى فرنسا وهناك التقى بكريستين اللتي أحبته منذ اول مره رأته بها وبالرغم من رفضه لها الا انها كانت مصره عليه لتناله اخيرا بعد أربعة أعوام من المحاولات المستمرة لايقاعه...
رن جرس الباب ففتحته الخادمه ليدلف كلا من رامي وليان الى الداخل ...
" لقد تأخرتما كثيرا ..."
قالها سيف بنبرة معاتبه ليجيبه رامي بأسف :
" نعتذر منكم كثيرا كان لدينا موعد مع الطبيبه ..."
" ولد ام بنت ..."
قالتها رغد بحماس لتجيبها ليان بسعاده :
" بنت ..."
" رائع ... ماذا ستسميانها ...؟"
هز رامي رأسه بتفكير وفعلت ليان المثل حينما تحدث سيف الصغير قائلا بسرعه :
"هانيا ...."
" هانيا ...!!!"
قالها رامي بتعجب ليردف سيف :
" نعم انه اسم صديقتي في المدرسه ...."
" هانيا رائع ... أحببته ..."
قالتها ليان بابتسامه ليقول رامي :
" كما تريدين لنسميها هانيا اذا ...."
ابتسم سيف الصغير بسعاده وهو يتذكر زميلته بالدراسه هانيا التي تعجبه بشده ولكنها ترفض النظر اليه او التحدث معه ... 
************************************************************************************
في الجانب الاخر من الكرة الارضيه ...
وفِي احد المصانع المتهالكة ... كانت تجلس على كرسي يداها مقيدتان من الخلف ...عيناها معصوبتان بقطعة من القماش ... فمها مكمم هو الاخر ... دموعها تغطي وجهها الأحمر من شدة البكاء ... شعرت بوقع من الأقدام تقترب منها ... ارتجف جسدها بالكامل وهي تشعر بأنامل رجوليه تتحرك على وجهها ... شهقت بقوة وهي تشعر بيده تزيل قطعة القماش من فوق عينيها ... ارتدت الى الخلف لا إراديا وهي تراه امامها ... بوجهه الرجولي وملامحه الخشنه التي تقطر غضبا وكرها ...
بدأ يسير من حولها بخطوات واثقه ارعبتها بشده ... توقف قليلا ثم انحنى بوجهه ناحيتها وهو يقول بصوته االرجولي الذي بث الرعب في نفسها :
" ريا سامي الجمال ... طالبة في كلية الطب ... في التاسعة عشر من عمرك ... انت صغيره للغايه ... بالتأكيد انت مدللة والديك وقلباهما يحترق مثل النار عليكِ  ...وهذا هو المطلوب يا صغيرة ..."

كانت تنظر اليها بنظرات يملؤها الخوف والوهن ...بينما ابتسم هو بسخريه من منظرها هذا الذي يشبه منظر فأر مذعور ....ثم قرب وجهه من وجهها مثبتا عينه الناريتين في عينيها الدامعتين قائلا بصوته الشرس المتوعد :
" ريا الجمال ..."
صمت لوهله ثم اكمل :
" اهلا بكِ في جحيمي ...."

تمت بحمد الله 
تعليقات



×