رواية تاج الوعد ( كاملة جميع الفصول ) بقلم هاجر احمد

 

رواية تاج الوعد كامله جميع الفصول بقلم هاجر احمد 

-في ساكِن جديد سكن في الشقة اللي قصادنا 
رديت بهدوء-طب وأنا مالي بتقوليلي ليه 
-عشان تاخدي بالك بعد كدة وأنتِ بتسقي الزرع 
قومت من على الكرسي وأنا بقولها: 
-تمام هاخُد بالي 
عصبت-تاج بطلي البرود ده بقىٰ
رُحت بوستها من خدها
-حقك عليا يا مُهرة 
-مش بعرف أزعل منك للأسف
-هتتعشي؟
-لا مليش نفس هروح أنام.
قولت بتوتر-مُهرة فكري في الموضوع تاني
قالت بنرفزة-قولت مليون مش هوافق غير لما أطمن عليكِ يا تاج الأول
-يا مُهرة
قاطعتني-أبدًا يا تاج
روحت حضتنها وبوستها من خدها
-خلاص يا مُهرتي مش هتكلم تاني 
-تصبحي على خير 
-وأنتِ من أهل الجنة يا حبيبي. 

مُهرة راحت نامت، وأنا خت كوباية النسكافيه ولبست الأسدال قبل ما أطلع البلكونة عشان الساكِن الجديد اللي حرفيًا مش وقته إنه يجي دلوقتِ. 
سقيت الزرع بعد ما حطيت كوباية النسكافيه علىٰ الترابيزة 
عيوني جت علىٰ اللي قاعد في البلكونة اللي قصادي كان لابس قميص أسود بنطلون أسود كان شكله جميل كدة، وكان ماسك كتاب في إيده كان مُندمج في الكتاب جدًا
 عيونه جت في يعني للحظة إبتسم إبتسامة متلقش أبدًا علىٰ شخصيتة بعت عيوني بسرعة قبل ما النظرات تطول أكتر من كدة وخت كوباية النسكافيه ودخلت تاني لأني مش هعرف آخد راحتي في وجوده. 

-تاج أنتِ صاحية؟ 
-أيوة يا مُهرة تعالي 
فتحت الباب ودخلت، كُنت قاعدة علىٰ المكتب وبرسم شيء عشوائي فـ لقتني برسمه بدون ملامح لوجهة معرفش ليه 
-مش قولتِ هتنامي
-مجليش
-مين القمر ده؟ 
بصيت للرسمة كان هو بقميصة الأسود والكتاب اللي حبيت يكون أسود كأنه بيشبهه. 
إتوترت لما مُهرة سألتني معرفتش أقولها إيه 
-عادي رسمة وجت في بالي 
-اممم هحاول أصدق
نغزتها في إيدها
-لا صدقي يختي 
-آه يا غِلسة.. مش قاعدة يعني في رُكنك إنهردة! 
رديت عليها وأنا بلم الأقلام من على المكتب 
-الساكِن الجديد اللي قولتي عليه قاعد في البلكونة فَـمختش راحتي في دخلت، وشكلي مش هعرف أقعد تاني أصلًا.
باست راسي-معلش إن شاءلله يكون جار مؤقت، كام يوم ويمشي.  
رفعت راسي لفوق وأنا بدعي إنه يكون جار مؤقت. 
بقالنا أكتر من خمس سنين ساكنين أنا ومُهرة في العمارة دي، وفي الخمس سنين دول مسمعتش ولا شوفت حد بيتخانق في الشارع ده عمومًا مش بس العُمارة، عشان كدة عارضتها لما قالت تعالي نسكن قُرب عليتنا، هناك دوشة وانا بحب الهدوء، فَـفكرة ساكِن جديد تخيلك تتخيل إنه ممكن يكون شخص مُزعج، كفاية بسببه مش هعرف أقعد في رُكني الخاص المُحبب لقلبي، فـهوَ كدة في قمة الازعاج بجد. 

فتحت عنيا بإزعاج من ضوء الشمس، حطيت المخدة علىٰ وشي
-اقفلي يا مُهرة الشباك ده بقىٰ 
شالت المخدة من علىٰ وشي
-قومي يا كسولة الساعة١٠كفاية نوم 
-شوية وهقوم 
- قومي يا تاج ورانا جاحات كتير نعملها 
شدتني من إيدي-يلا بقىٰ
-حاضر حاضر قايمة 
قومت اتوضيت وصليت الضحىٰ وبعدين طلعتلها
كانت قاعدة علىٰ الرُكنة ومُندمجة في التليفون لدرجة إنها مختدش بالها إن قعدت جمبها 
-اللي واخد عقلك أوي كدة لدرجة إنك مُندمجة في التليفون 
قالت وهيَ لسه عيونها عليه
-تعالي بصي كدة 
خت من التليفون-وريني 
كان فستان طويل مصنوع من التول لونه من فوق ونزال أبيض لحد الوسط ومن تحت أزرق غامق وفيه لمعة ، كان شكلة واو بجد، وكان فيه لمعة بسيطة تهبل. 
-واو بجد شكلة واو 
خدت مني التليفون-فعلًا بجد عجبك؟ 
-ده يهبل يا مُهرة 
-هجبهولك علىٰ فكرة 
ضحكت بهدوء-بطلي هبل بقىٰ 
بصتلي بإبتسامة جميلة تشبها 
-هجبهولك بجد مش بهزر 
-وإيه المُناسبة بقىٰ؟ 
ردت بهدوء-هتحضري بيه فرح عمار
كشرت-ومين قال إني رايحة! 
-أنا قولت
وقفت-وأنا مُستحيل أروح الفرح ده 
-هتروحي يا تاج
عليت صوتي-أنا مستحيل أروح يا مهرة أنتِ فاهمة مش هروح 
مسكت إيدي وقعدتني جمبها 
-هتروحي أولًا عشان تبيني ليه إنه مبقاش فارقلك وإنك عايشة حياتك من غيره عادي وإنه مش محور الكون، وثانيًا عشان عمتك عزمتنا قبلها بشهر ومينعفش نرفض عيب 
-روحي أنتِ لو عاوزة، أنا مش هروح مش عاوزة اشوف حد منهم خالص كفاية اللي حصلنا منهم. 
سألتني فجأة-لسه بتحبيه
رديت بتيه-مش عارفة 
-عشان كدة بقولك نروح، أول ما عينك تيجي عليه هتحسي إذا كنتي بتحبيه لسه ولا لا 
-إزاي؟ 
-يعني لما إحنا بنشوف الأشخاص اللي بنحبهم بنحس بدقة في قلبنا غريبة كدة يمكن دقة سعادة توتر، وتحسي بطنك وجعتك بجد يعني 
قالت آخر جملة وهي بتضحك 
حطيت إيدي علىٰ كتفها 
-طيب ولو مش بحبو؟ 
رفعت أكتافها-بسيطة مش هتحسي بشيء أصلًا. 
-تمام اتفقنا هنروح الفرح يا مُهرة

عمار حُب طفولتي كان أقرب شخص ليا صديق الطفولة والاعدادية، صديق دروس الثانوي 
كنا كل شيء بنعمله مع بعض
في يوم اعترف ليا بحبه فرحت؟.. جدًا أكيد لازم أفرح وأطير من الفرحة.. اتخطبنا سنة بعدها حصلت مشاكل وفي الآخر أكتشف بسبب المشاكِل دي إنه بيحب واحدة 
أنا إنسانة مبحش أتقارن بحد يا أنا يا مافيش، عشان كِدة نهيت كل شيء بهدوء رغم العاصفة اللي كانت جوة قلبي 
صعب حب طفولتك، مُراهقتك يتنسي، بس ماما دايمًا كانت بتقولي الأيام بتنسي يا سديم، كان سعتها عُمري ١٧سنة وعُمر مُهرة٢٠ مقعدناش معاها كتير وربنا افتكرها. 
بابا توفىٰ وأنا عندي سنتين 
مليش حد غير مُهرة،أختي وصحبتي وأقرب الناس لقلبي، عدينا حاجات كتير مع بعض، من حُزن وفرح مأساة، حاجات كتير ماحدش كان جمبنا فيها ولا حتىٰ إللي المفروض أسمهم"عيلتي"ماعدا عمو أحمد
كان الوحيد واقف جمبنا ودعمنا جدًا في خطوة إننا نبعد عن جو العيلة 

مُهرة في مرة قالتلي، خروج بعض الناس من حياتك مش يَعني نهايتها، هيَ نهاية الجُزء إللي بيتعلق بيهم، زي كدة الأكل ليه مُدة صلاحية،لو فضلت مُصر إنك تأكلها هتبقىٰ شيء مؤذي وسام ليك. 
عمار بالنسبة ليّا صلاحيتا إنتهت مِن حياتي وللأبد، 
منا مش هفضل أبكي علىٰ الأطلال وهوَ بيتجوز يعني. 

نِزلت السوبر ماركِ آجيب شوية طلبات لسهرة الليل وكدة بما إن حنان ورحمة صُحابي جايين إنهردة، 
كانت الساعة ٥ المغرب، جبت التسالي وشوية طلبات كانت ناقصة في البيت، وانا راجعة البيت لقيت عربية آيس كريم رُحت جبت واحدة أتسلىٰ بيها وأنا ماشية. 
دخلت بوابة العُمارة وماخدش بالي إن في حد قُدامي بسبب الآيس كريم المَلهيه فِيه وخبطت في حد أو بالأحرة حيطة باين 
-مِش تاخدي بالك! 
كان الآيس كريم وقع عليه بدون قصدك وبهدل قميصة حرفيًا 
قولت بتوتر:- أنا آسفة بجد ماكنش قصدي 
حاسة إن شوفت الوش ده، فين ياربي فين يا تاج
آه أفتكرت. 
-أنتَ الساكِن الجديد هِنا صح؟ 
ضم حواجبة لبعض-أيوة!، أنا شفتك قبل كدة؟ 
-أنا.. أنا يعني ساكنة في الشقة اللي قُصادك
خبط علىٰ دماغة-آه افتكرتك شوفتك إمبارح بالليل أيوة 
في إيه يا سِت الحجة ما كفاية كلام مع حد غريب بقىٰ، مش يمكن حرامي، حرامي ومش مغطي وشه ليه زي ما بنشوفهم في المُسلسلات. 
طيب مش يمكن تاجر أعضاء ومُتنكر عادي و وارد 
-أنا ظابط 
فوقت علىٰ صوتة 
-أنتَ سمعت؟ 
إبتسم-للأسف آه 
حسيت بإحراج كبير وشوفولي مكان أتخبىٰ فيه بسُرعة 
-بعدين أنتَ إيه اللي جايبك في عُمارتنا مش أنتَ عُمارتك هناك 
-هو أنتِ منهم 
اتعصبت-قصدك إيه يا حضرت؟ 
ضحك، هو أنا كلامي بيضحك أوي كدة يا كوكو 
يتي على الضحكة الحلوةدي، ياربي توب علينا من الأفكار الزفت دي يارب. 
بص علىٰ الشنط اللي في إيدي- عزماني إنهردة أكيد 
كشرت-وأنا أعزمك بصفتك إيه إن شاءلله كنت خطيبي ولا مِن أهلي 
-ولا ده ولا ده بس يمكن أكون 
-غتت 
سبته طلعت السلم وأنا طالعة سمعته بيقول
-هستناكِ إنهردة مع كوباية النسكافيه 
ضحكت معرفش لِيه حسيت بدقة غريبة في قلبي 
ده مُستحيل يكون ظابط أكيد بيضحك عليّا، يا أكيد بيضحك عليّا ملهاش تاني يا جماعة 
مافيش ظابط لطيف كدة كلهم بشوفهم مكشرين كدة ودايمًا حواجبهم ضامة لبعض 
أكمني هبلة تتضحك عليّا بكلمتين يا اسمك إيه يعني؟ 

الساعة ٨والبنات جُم، مهرة كانت عند وحده صحبتها فكنا إحنان التلاتة بس 
-قوليلي يا بنات إيه موصفات فتىٰ أحلامكُم
كان سؤال من رحمة 
سبت كوباية النسكافيه من إيدي وحطيت إيدي على دماغها
-رحمة أنتِ كوسية إنهردة يا قلبي؟ 
ردت حنان-شكلها اتجننت ولا إيه 
-بسألكُم بجد 
قولنا في صوت واحد أنا وحنان 
-يكون حنين 
-أووه! 
بصينا لبعض وضحكنا، أنا وحنان بنشبه بعض جدًا 
في كُل حاجة حرفيًا، بنكره نفس الأشياء، مش بنحب نقعد في تجمعات فيها الأشخاص اللي هُما نفسهم مش بنحبهم أنا وهي، بس الشيء الجَميل في حنان، آنها حنونة زي إسمها كدة بالظبط، بتعرف تواسي، تطمن، تنصح، بتعرف تحضن وقد إيه حضنها دافي وجميل مثلها. 
رحمة بقىٰ دي مش شبهنا خالص هادية بس في اللحظة بتجيها حالة من الجنون وأحيانًا الجفاف العاطفي 
أعمرنا مش قد بعض، مش شبه بعض، لكننا مكملين بعض، وحرفيًا هُما صُحاب في الحُزن قبل الفرح، صُحاب المصايب وكل شيء حلو وجَميل. 
ومِن كُل قلبي بدعيلهم ربنا يسعدهم ويريح قلبيهم ويحقووا كُ اللي يتمنوه آمين.
خلصت السهرة،وضبت مكان ما قعدنا وعملت كوباية نسكافيه دخلت البلكونة اسقي الزرع
كانت مُهرة جت من برة ونامت.
لقيته قاعد في البلكونة 
-كأنه اتأخرتي أوي؟
كنت نسياه خالص بجد قعدتني مع البنات كأننا في عالم تاني بنقفل الموبيلات ونقعد نحكي وبس.
-وأنتَ مُهتم إتأخرت ولا متأخرتش ليه؟
شاور علىٰ الزرع-أكيد عشان الزرع يعني كان عطشان يا حرام 
-يا حرام،دمك تقيل اوي علىٰ فكرة  
كنت هدخل وقفني
-استني طيب
-همم
نبس-نتعرف؟ 
إبتسمت وقولت لنفسي ليه لا
-نتعرف.
قال ببسمة جميلة تشبهة
-أنا رعد عندي ٢٦ طبعًا تعرفي إني ظابط
-وأنا تاج عندي ٢٢ إنسانة عادية جدًا في كلية تجارة 
رفعت كتافي بمعنى بس
ضحك بهدوء، ويا عيني على اللذاءة والطعامة 
-حاسس كأننا رايحين نقدم على بطاقة
-تصدق صح.. بتحب الكتب؟ 
-بحبها أوي
قولت بعفوية-الله وأنا برضو بحبها وبحب الرسم جدًا وكمان النسكافيه بموت فيه، تعرف كل حاجة بحبها بتروح مني ما عدا هُما لسه باقيين. 
-زي إيه راح منك
كنت هنطق بس حطيت إيدي على بؤي
-أوبس.. مش زي حد 
قال بهدوء-لو حابة تحكي أنا موجود. 
سألته-لو عاوزة أعرف إن خلاص مبقتش بحب الشخص ده أعمل إيه لما أشوفه
نبس بهدوء جميل يشبه 
-متحسيش بحاجة حرفيًا كأنه شخص غريب، والمطلوب منك إنك تبصيلة بضحكة هادية، يمكن هتحسي برعشة في جسمك، جايز دة طبيعي لأنه كان في يوم بينكم علاقة، بس دة مش معناه أبدًا إنك لسه بتحبيه، وأنتِ إيه اللي هيجمعك بشخص مبقاش موجود
قولت بسخرية-فرحة يوم الخميس ولازم أروح، عشان أثبت إنه مبقاش فرقلي
سأل-قريبك؟ 
-إبن عمي
-تاج أنتِ مش مطلوب منك تثبتي ليهم دة، أنتِ مطلوب منك تثبتي لنفسك والباقي مش مهم. 
-معاك حق
-تصبحي على خير يا جارتي
ابتسمت-وأنتَ من أهله يا جاري
دخلت جوا أوضتي قعدت على السرير، للحظة فكرت في كلامة، هو معاه حق أنا مش مطلوب مني أثبت لحد حاجة، مهو سنتين كفاية يخلوني أنساه، مافيش حد باقي لحد، كلما بشر وبننسى مع مرور الأيام. 
 
إنهردة الخميس فرح عمار. 
لبست الدريس اللي كان هدية من مُهرة حطيت ميكب خفيف جدًا، وخرجت الصالة أستناها
طلعت من الأوضة، بصتلها بإنبهار علىٰ فتسانها الوردي السادة رغم كدة كان شكلها يهبل 
-آووف علىٰ الجمال هنرجع بـ١٥ عريس إنهردة
-احترمي نفسك يا بنت 
مِسكت إيدها ولفيتها 
-شكلك روعة يا مُهرة بجد آللهم بارك، ده هفضل محوطاكِ الليلة كُلها 
ضحكت-طب يلا عشان منتأخرش 
بيت العيلة بعيد عننا نُص ساعة تقريبًا
 نزلنا ولقينا عربية قدام العمارة 
-أوباه مين آسر! 
-يا أهلًا بـألبرينسس تاج
ضحكت وبصيت علىٰ مُهرة
-والله مافي برينسس هنا غير مُهرة هِنا
نزلت راسها بكسوف
ضربتها في كتفها بخفة وهمست ليها 
-بتتكسفي يا كوكو 
رد آسر وهو عيونة عليها-يلا عشان منتأخرش عليهم 
آسر يبقىٰ إبن عمي وأقرب شخص لينا من العيلة كلها بعتبره آخويا الكبير اللي عُمره ما سابنا وقت الشِدة 
آسر بيحب مُهرة مِن زمان، بس مُهرة خايفة تُدخل في علاقة دلوقتِ عاوزة تتطمن عليا الأول، هي كدة بتظلم نفسها عارفة والله، حاولت أقنعها كتير إني هكون بخير وبالعكس هكون مبسوطه إنها اتجوزت الشخص اللي بتحبه، بس في كل نقاس بخرج خسرانة، وآسر يا حرام صابر لحد دلوقتِ بجد ربنا يعينه عليها 
بص عليها مِن مراية العربية بحُزن ورجع بصلي وقال:- امتىٰ هتحن علينا بقىٰ 
-والله يا آسر لو بإيدي كنت جوزتهالك دلوقتِ
بصتلي بتحذير بمعنى اسكتي، حطيت إيدي على بؤي
-خلاص سكتت ومش هتكلم. 

وصلنا مكان الفرح العيلة كلها كانت نظراتها علينا إحنا التلاتة وإحنا داخلين، عيني جت على الكوشة اللي فيها العرسان، وزي ما قالت مُهرة ورعد محستش بأي شي خالص لا وجع بطن ولا حُزن بالعكس شفتهم قد إيه شكلم جميل مع بعض وعمار مبسوط معاها 
عيني جت في عينة للحظة إبتسم أنا رحت ناحيتهم عشان أبارك ليهم وأنا على وشي إبتسامة هادية، حسيت بأيد مسكتني من دراعي لقيتة مُهرة 
-رايحة فين
نبست بهدوء-أبارك للعرسان يا مهرة مالك
ضمت حواجبها لبعض-تاج! 
حطيت إيدي على كتفها-مش حاسة بأي حُزن يا مُهرة صدقيني بل بالعكس مبسوطة ليه من جوايا كأنه أخويا
ابتسمت-يبقى كدة اطمنت روحي يا تاج البنات
رُحت ناحيتهم
-مُبارك يا عمار، مُبارك يا سلمى
حضتنها وباركت ليهم، ومشيت ناحية ترابيزة العيلة

-امتى الجميل هيحن يا أمي ويجمعنا بيت وسقف واحد. 
قولت بضحك-يا حرام يا آسر انتَ ناقص تشحت والله 
كلهم ضحكوا عليه ومُهرة نزلت راسها بإزعاج
اتكلمت مامة آسر وهي موجهة نظراتها لمهرة
-وافقي يا مُهرة الواد هيخلل جمبي والله 
كلهم فضلوا يزنوا عليها عشان توافق على الغلبان دة يا عيني
مسكت إيديها وضميتها
-أنا هكون بخير طول ما أنتِ مبسوطه مع اللي بتحبيه يا مُهرة يا صدقيني، أنا هفرح لفرحك
نزلت راسها
ضغطت على إيديها بهدوء
-بلاش تفكير كتير صدقيني أنا هكون بخير,مش أنتِ كنت بتقوليلي أنا يهمني سعادتك يا تاج،وأنا هكون أسعد حد في الكون لما أشوفك جمب اللي بحبيه يا مُهرة، وكفاية حُب مرات عمو ليكِ
عيونها لمع فيها الدموع-أنا بحبك أوي يا تاج، بحمد ربنا من كل قلبي إن عندي أخت زيك، حنينة. 
بصت على آسر وقالت-أنا مواقة نتجوز يا آسر. 
آسر بقى عامل زي الطفل الصغير اللي آخيرًا لقى مامة وفضل ينطط بفرح
-يحيى العدل آخيرًا
جه عمو أحد من واره وضربه على قفاه
-بس يا أهبل، عمال تتنطط زي العيل الصغير عيب يا راجل
قومت سلمت عليه، خدني جوة حضنة
-بنت الغالي
-حبيبي يا عمو 
حضن مُهرة
-بنتي قبل ما تكوني مرات إبني، او زعلك في يوم تعالي قوليلي وأنا هقطعلك رقبتة
دخلت جوا حضنة أكتر
-أنا بحبك أوي يا عمو
-بنت طب إحترمي إن مراته قاعدة
ضحكت بخبث وهي بضمة ليها أكتر
-معلش يا مرات عمو بقىٰ، بس دة حبيبي

"مافيش إنسان ملوش بديل
مافيش فُرصة تُعتبر نهاية كل الفرص
كل نهاية هِيَ بداية كُل شيء جديد". 

حطيت إيدي على السور الموجود وأنا ببص للبحر قد أوسع وجميل من قريب لكن تبص ليه من بعيد تحس إن قد إيه هو مُخيف سواد السما مع سوداه بيدك هالة من الخوف كدة، زي بعض الأسخاص تخاف تقرب منهم ليئذوك بس لما تقرب تكتشف قد إيه هما لطاف 
-عَمي يا بَياع الوَرد، قولي الوَرد بَيش. 
فوقت من تأملي للبحر على صوت 
بصيتلة بإستغراب-رعد بتعمل إيه هنا؟ 
قال بنفس الإستغراب
-أنتِ اللي بتعملي إيه هنا يا جارتي
-لأنه فرح ابن عمي مثلًا
-هو؟ 
هزيت راسي بمعنى أيوة
-حسيتي بإيه
رفعت راسي للسما
-حسيت بالفرح، بجد فرحتلة جدًا تعرف
-أحب أعرف
عيوني كانت مثبتة على السما
-يمكن أنا أصلًا عمري ما حبيته، يمكن تعود بس من أكتر، طفولتي كلها معاه، فترة مراهقتي، عشان كدة كنت فاكرة نفسي بحبه، لكن السنتين اللي بعتهم أثبتولي إنه مجرد إبن عم وبس.
ابتسم بخبث
-طب مش بيوحيلك إن دي إشارة مثلًا
-إشارة لـ إيه
-إني أقولك تتجوزيني 
بصيتلة بزهول- أنتَ بتقول إيه
قرب مني وهمس-بقولك تقبلي أكونلك سُلطان وتكوني تاجي
-وهتقدر تاحفظ على تاجك يا سُلطان؟ 
إبتسم بحب-هشيلك جوا قلبي 

تعليقات



×