رواية خلف قضبان القلوب الفصل التاسع 9 بقلم ميمي عوالى

  

رواية خلف قضبان القلوب الفصل التاسع بقلم ميمي عوالى


مريم : ماتنساش انها لو بنت عمى انا و يونس ، الا انها بالنسبة لزكريا تبقى بنت عمه و بنت خالته كمان 😏
حاتم : مش ناسى ، بس مش للدرجة دى ، و ما اعتقدش ابدا ان لو ماجى كانت فضلت موجودة انها كانت هتقبل الكلام ده 
مريم بسخرية : ماجى دى مجرد مسخ 
حاتم : بس ماتنسيش انها ماشية فى ضلك 
مريم : ده لانها ماكانش قدامها غيرى عشان تقدر تتعرف على الوسط بتاعنا ، و لانها وقت ما اتجوزت زكريا كانت لسه طالعة من الحوارى بشوكها ، و اهى دلوقتى مابتلبسش غير اغلى و ارقى براندات و ما بتتعاملش و لا بتصاحب غير اغنى اغنياء البلد اللى فاكرينها مأصلة زينا
حاتم : تفتكرى هتعمل ايه مع زكريا لما يروح لها 
مريم : و لا هتقدر تعمل حاجة ، و حتى لو حاولت تعمل حاجة ، زكريا مش هيسمح لها ، ما انت عارف
حاتم : طب مش يمكن تجرى على مجدى ابوها تشتكى له 
مريم : وارد طبعا ، بس هيعمل لها ايه يعنى 
ليسود الصمت لفترة وجيزة قبل ان يقول حاتم مرة اخرى : طب و يونس
مريم : ماله يونس
حاتم : ايه .. ما اخدتيش بالك سوزان بتعمل معاه ايه ، اللى يشوفها و هى بتتعامل معاه يقول واقعة فى حبه 
مريم بتفكير : هى بس ممكن عشان غابت عن مصر فترة طويلة .. فتلاقيها مشتاقة للكل بزيادة ، خصوصا انها طول عمرها ماشية تدلدق قى حنية للكل 
حاتم : طب و ايه بقى حكاية النانى اللى مقعدينها وسطيهم على طول دى ، الموضوع بقى اوفر و اللا انا متهيالى
مريم بضيق : اهى دى بقى اكتر حاجة تصايق فى اللى حصل النهاردة ، خصوصا انى متأكدة ان الفستان اللى كانت لابساه ده .. هو نفس الفستان اللى زكريا كان جايبهولى ، يعنى ماما بتتعامل معاها زى عادتها ، اى حد تشوفه تعتبره من العيلة و تكبش و تديله
حاتم بدهشة : اومال ليه قلتى لماجى …
مريم بابتسامة ساخرة : ما هو مش كل مرة هبقى انا اللى عاملة مشكلة مع زكريا ، فقلت اسيب الطلعة المرة دى لماجى ، بس الحقيقة خيبت املى ، سابت الليلة كلها و جريت على بيتها زى العبيطة ، كان نفسى ترجع لاصلها بس خمس دقايق و تجيب اللى اسمها زهرة دى من شعرها 
حاتم : طب ليه
مريم : ما اعرفش ، بس كل ما بشوفها بتنرفز و ماببقاش قادرة ابص فى وشها بسبب الشبه اللى بينها و بين مراة يونس ، زى زكريا بالظبط .. كل ما بشوفه بينرفزنى كده من غير سبب
حاتم : بمناسبة زكريا .. كان فى فكرة كده جت فى دماغى بخصوص صفقة اللحوم اللى رفض اننا نتعاقد عليها 
مريم باهتمام : فكرة ايه دى 
حاتم : مجدى مطاوع 
مريم : ماله
حاتم : يجيب هو الصفقة باسمه و احنا ندخل معاه شراكه
مريم بانتباه : ايوة يا حبيبى .. بس مجدى مابيشتغلش فى اللحوم
حاتم : بس لو عرف الربح اللى جاى من وراها اكيد هيفكر يشتغل فيها ، ده ان ما فكرش انه يحتكر السوق من اساسه
مريم : عندك حق ، من يوم ما عرفناه و هو طماع 
حاتم : طب ايه
مريم بتفكير : نجرب ، مش هنخسر حاجة 
حاتم : طب و ماجى 
مريم ضاحكة بمكر : ماجى دى صاحبتى و حبيبتى ، هى دى فيها كلام برضة 😏
حاتم : بكرة تتصلى بيها و تدعميها ، و تعرفيها مصلحتها اللى تايهة عنها 😏
اما زكريا .. فقد اصرت عليه فاطمة ان يعود لمنزله و يتحدث مع ماجى بهدوء ، فهو حتى و ان اصر على الانفصال ، الا انه من الاولى ان يتم انفصالهما بطريقة متحضرة من اجل ابنائهما
و عندما وصل الى المنزل .. استمع الى موسيقى شرقية بصوت صاخب ، لينظر حوله بذهول و هو يرى الارض مغطاه بشظا..يا الزجاج بكل مكان ليجد بعض الابواب و المرايا مهشمة تماما ، و ما ان حاول التقدم ببعض الحذر .. شاهد ماجى تتراقص بوسط المنزل على الموسيقى الصاخبة بملابس لا تصلح الا لغرف النوم ، فتقدم من جهاز الموسيقى و اغلقه بجمود ، لتلتفت له ماجى متفاجئة من وجوده و من فعلته و تقول باعتراض : بتطفى المزيكا ليه
زكريا و هو يشير الى الفوضى التى تعم المكان : ايه المنظر اللى انا شايفه ده ، انتى عملتى ايه 
ماجى بعنجهية : ماهو كان لازم اخرج عصبيتى فى حاجة ، احمد ربنا انها جت على اد شوية المرايات و الازاز دول بس
زكريا باعتراض : و هو ربنا قال لنا اننا نخرب الدنيا بالشكل ده ، ثم اشار الى هيئتها قائلا : ثم  انتى ازاى تقفى ترقصى بمنظرك ده كده فى الليفنج ، افرضى كان الولاد معايا دلوقتى و شافوكى بالشكل ده .. كنتى هتعملى ايه
ماجى و هى تجلس على الاريكة : و فيها ايه يعنى لو شافونى 
زكريا : ازاى يعنى فيها ايه ، انتى مش شايفة لبسك ، ازاى تظهرى قدامهم بلبسك ده
ماجى : عادى ، ثم هم فين ، انت سيبتهم هناك و اللا ايه
زكريا : ايوة .. ماما لقتهم بيناموا قالتلى سيبهم معايا لبكرة ، و انا كمان قلت فرصة لانى محتاج اقعد اتكلم معاكى بعيد عنهم 
ماجى بابتسامة ماكرة : و هو انت يعنى عشان تقعد معايا لازم تفضى البيت ، ايه وحشتك للدرجة دى 
زكريا باحتقار : ماتخليش دماغك تروح لبعيد ، و روحى البسى حاجة عليكى على ما اغير هدومى 
ماجى بضيق : هو انت ليه دايما بتتعامل معايا بالطريقة دى ، ده انت فضلت تتفرج على اللى حصل عند مامتك من غير ماتحاول حتى تحسن موقفك ، ازاى تدينى فضلات اختك ، ازاى تدينى حاجة هى رفضتها عشان ماعجبتهاش ، خليتنى لما جيت من كتر نرفزتى قطعته خمسميت حتة
زكريا : اولا .. الفستان ده .. مش هو اللى مريم رفضته
ماجى : بس مريم قالت …
زكريا : مريم تقول اللى تقوله ، المهم الحقيقة ايه
ماجى : طب ليه سيبتها تحرجنى بالشكل ده 
زكريا بحدة : لانى كنت متنرفز من تصرفاتك و عدم سمعانك للكلام ، و اللا نسيتى انتى عملتى ايه النهاردة
ماجى بانكار : انا ما عملتش حاجة 
زكريا : ماعملتيش حاجة ، لما تكسرى كلامى تبقى ماعملتيش حاجة ، لما تقفلى باب أوضة عليكى و معاكى راجل غريب يقعد يلعب فى شعرك و فى وشك تبقى ماعملتيش حاجة
ماجى : بلاش تخلف بقى 
زكريا : تخلف يا بنت المعلم مجدى 
ماجى بامتعاض : مجدى بية ، كلمة معلم دى كانت زمان و انتهت و عمرها ما هترجع تانى 
زكريا : طول عمرك و انتى عاوزة تتبرى من اصلك و تطلعى من توبك ، لدرجة انك طلعتى من جلدك كمان ، يوم ما وافقت انى اتجوزك بعد التهد..يد القذر اللى ابوكى هدده لابويا ، قلت مش مشكلة ، و ايه يعنى ، حتى لو ماكملتش تعليمها .. بس هتبقى بنت بلد ، بت جدعة و بمية راجل زى ما بنشوف فى الافلام ، حتى لما لقيتك ماشية فى ضل مريم و بتقلديها فى كل كلمة و حركة .. قلت عادى ، بتحاول تندمج فى مجتمع جوزها و تتعرف على عاداته و حكاياته و هتضيف لنفسها 
لكن لقيتك بدل ما تتعلمى و تستفيدى من اللى حواليكى .. بتخيبى 
ماجى : انا بخيب
زكريا : و خيبة كبيرة اوى ، خسرتى نفسك القديمة كلها ، و بقيتى عبارة عن مسخ لا شكل و لا لون 
لا نافعة زوجة و لا نافعة ام ، تقدرى تقوليلى تعرفى ايه عن ولادك ، انا اقول لك .. و لا حاجة ، ده انتى ما بتستحمليش النانى تاخد يوم اجازة و تسيبهملك 
و اديكى اهو .. اخدتيهم عند ماما كام ساعة .. جريتى و رميتيهم لزهرة بحجة انك هتشرفى على الحفلة ، بس يا ترى اشرافك كان اخباره ايه 
يا ترى عرفتى تشرفى كويس و انتى قاعدة فى حضن الكوافير بتاعك 
ماجى : ايه قاعدة فى حضنه دى ، ماتختار الفاظك
زكريا : بلاش .. اختاريلى انتى لفظ تانى لو لقيتى 
ماجى : اسمها بيعمل شغله ، و عادى ، و كل الستات و البنات بيعملوا كده
زكريا باستنكار : انتى عاوزة تفهمينى انك اما كنتى فى الحارة كنتى بتعملى كده
ماجى بغضب : مش كل شوية هتقعد تعايرنى انى متربية فى حارة 
زكريا : اعايرك ازاى و انتى للاسف ام ولادى 
ماجى : للاسف
زكريا : طبعا للاسف .. لانى لا راضى عنك و لا عن عمايلك و لا حتى عن طريقتك فى التعامل مع اللى حواليكى 
ماجى بتحذير : بلاش تدى الامور اكتر من حجمها يا زكريا ، لاننا لو اتكلمنا عن الرضا و عدمه ، هتلاقي ان انا اللى مش راضية عنك و بالاوى كمان ، و اللا انت مش واخد بالك انت بتعمل ايه و اللا نسيت
ليجلس زكريا و هو يقول بهدوء : الحقيقة مش واخد بالى .. ياريت تفكرينى 
ماجى : نسيت انك ما بتحضرش معايا اى مناسبة بابى بيعملها و بتسيبنى لوحدى قدام الكل ، حتى لما بنتعزم على غدا و اللا عشا و يكون اخواتى متجمعين بترفض انك تيجى معايا ، و كمان مابتخليش الولاد ييجوا معايا ، حتى لما وافقت اخيرا انى اروح معاهم فى مراسى ، صممت و حلفت عليا ان الولاد و النانى بتاعتهم يجيلهم اكل مخصوص بعيد عنهم بفلوسك انت ، لدرجة انك احرجتنى بعمايلك دى ، و مابقيتش عارفة اودى وشى فين من بابى 
زكريا بسخرية : بابى 
ماجى بتحدى : ايوة بابى 
زكريا : طب احب اقول لك انى ما بحضرش الحفلات دى بسبب ان معظم الناس اللى بتبقى موجودة علاقاتهم مشبوهة ، و لو تفتكرى انى حذرتك قبل كده انك تحضريها و انتى اللى بتخالفى كلامى و بتحضريها و اللا مش واخدة بالك
ماجى : هو اى واحد مش مولود و فى بقه معلقة دهب تبقى فلوسه مشبوهة 
زكريا : اكيد مش كلهم ، بس هسالك سؤال يا ماجى هانم يا بنت مجدى بك مطاوع ، تقدرى تقوليلى ثروة السيد الوالد اللى نزلت عليه من السما دى مصدرها ايه 
ماجى بلجلجة : تجارة 
زكريا : ابوكى طول عمره قهوجى ابا عن جد ، تبقى تجارة ايه دى اللى فى ظرف سنة خلته مالتى مليونير
ماجى : كل واحد و شطارته
زكريا : كل واحد و شطارته برضة ، و اللا كل واحد و تجارته
ماجى : تقصد ايه 
زكريا : اقصد انى عارف كويس اوى مصدر فلوس ابوكى ، اللى لو كنت اعرفها قبل ما اتجوزك .. كنت لا يمكن ابدا اوافق على جوازى منك
ماجى : و ايه بقى مصدر فلوسه دى 
زكريا بتحدى : البير اللى لقيتوه تحت بيتكم يا ماجدة ، و اللى طلع مش اكتر من سرداب مليان اثا..ر ، و اللى خلى ابوكى اشترى كل البيوت اللى حواليكم و خلاها و قفلها لحد ما طلع كل اللى تحتها ، اقول كمان و اللا كفاية كده
ماجى بصدمة : انت جيبت الكلام ده منين 
زكريا ضاحكا : حبايب ابوكى كتير و الحقيقة كلهم فى الخدمة من غير حتى ماتطلبى 
ثم استدرك قائلا : و لما امنع ولادى ياكلوا من مال ابوكى فده لانى مش عاوز قرش حرام ينزل بطنهم ، حتى النانى بتاعتهم اللى امانة فى رقبتنا .. بخاف اتحاسب على لقمتها لو كلت حاجة من عندهم
ماجى : طب و انا 
زكريا : انتى عارفة ان فلوس ابوكى مصدرها مش حلال و راضية و مبسوطة و متنعمة ، و زعلتى و اعتراضى لما حاولت امنعك ، يبقى اتحملى نتيجة تصرفاتك ، لكن ولادى لا .. انتى فاهمة 
ماجى بغل : انت زودتها اوى ، انت فاكر نفسك مين 
زكريا : ولا حاجة 
متجى : انت فعلا ولا حاجة ، و انا زهقت منك و من العيشة معاك ، و عشان كده .. طلقنى يا زكريا
زكريا بذهول :  انتى بتتكلمى بجد ، انتى عاوزانى اطلقك
ماجى : ايوة ، انا مابقيتش متحملاك و لا متحملة العيشة معاك ، و بعد اللى انت قلته ده جيبت اخرى ، فياريت كل واحد فينا يروح لحاله
زكريا بترصد : طب و الولاد ، هنعمل معاهم ايه
لتنظر له ماجى بصمت و كأنها تقلب الامور برأسها ، ثم قالت : طالما بقى انت شايف ان بابى عيشته و فلوسه حرام .. يبقى خلى بقى الولاد معاك ، على الاقل تضمن انك تعيشهم فى الحلال 😏
فى ظهيرة اليوم التالى و بمنزل مجدى مطاوع .. كانت ماجى تجلس ببعض الجمود امام ابيها الذى كان يقول : نفسى اعرف مين ابن الهرمة اللى راح فتش سرى قدامه بالشكل ده 
ماجى : مش حكاية فتش سر بس يا بابى ، زكريا قاللى قبل كده ان معاه اوراق ممكن تأذيك 
مجدى بذهول : اوراق ايه دى 
ماجى : ما اعرفش ، بس قاللى فيما معناه كده ان لو ابوكى حب يعيد الحركة اللى عملها مع ابويا من تانى مش هسكت ، و كمان قاللى ان الورق اللى معاه لو طلعه ممكن تاخد اعدا.. م
مجدى بغضب : ايه الكلام الفارغ ده 
ماجى : انا قلت اعرفك اللى قاله عشان تاخد بالك ، و ما تحاولش تحتك بيه قبل ما نعرف اللى وراه
مجدى : طب و انتى هتطلقى و تسيبيله عيالك كده بصحيح 
ماجى : خليه يشربهم بقى و يورينى هيعمل معاهم ايه
مجدى : انتى هبلة يا بت ، هو يعنى هيغلب ، اكيد هيلاقيله ستين صرفة و هيجيب لهم بدل الدادة عشرة ، و بعدين يعنى يا ماجدة .. انتى فعلا رامية عيالك على الدادة بتاعتهم ، ده توتو و ايدو مابيطلبوش منك بق ماية
ماجى بامتعاض : قلتلك مليون مرة بلاش اسم توتو ده 
مجدى بامتعاض مماثل : مانا الصراحة مابعرفش انطق الاسم المجعلص اللى انتى مسمياهولها ده
ماجى : تولين يا بابى .. اسمها تولين ، ثم هو احنا بندى النانى بتاعتهم الفلوس اللى بتاخدها دى كلها عشان فى الاخر انا اللى اجيبلهم الماية ، اومال هى بتاخد كل الفلوس دى على ايه
مجدى : قصره .. هتسيبيهمله
ماجى : ايوة .. انا لسه صغيرة و عاوزة اشوف الدنيا اللى كنت فاكرة انى هشوفها معاه ، مش عاوزة اشيل هم حاجة و لا مسئولية حد 
اول ما هيطلقنى رسمى .. هسافر و هلف الدنيا ، و يمكن اتجوز حد يستاهلنى و يقدرنى 
ثم اكملت بجمود : حد مايبقاش عارف اصلى و يرجع يعايرنى بيه بعد كده ، يتجوزنى على انى ماجى هانم مطاوع و يفضل يتعامل معايا العمر كله على انى ماجى هانم مطاوع
مجدى : يعنى لما اخته و جوزها ييجوا اقوللهم انك مصممة على الطلاق
ماجى بدهشة : و ايه اللى هيجيب مريم و جوزها هنا
مجدى : جوز اخته كلمنى الصبح و قاللى انه عاوز ييجى يشرب معايا القهوة هو و مراته ، فقلت اكيد جايين عشان يصلحوكى على جوزك
ماجى بتفكير : مريم و جوزها يصلحونى على زكريا ، ده لا يمكن ابدا ، ثم مريم بالذات علاقتها بزكريا مش اد كده ، و خصوصا كمان بعد الصفقة اللى كانوا عاوزين يعملوها و زكريا ما رضيش و رفضها
مجدى : اشمعنى يعنى
ماجى : زكريا رفض صفقة بملايين لمجرد ان احتمال يبقى فيها شبهة حرام 🫤 ، و مريم و جوزها كانوا مصممين عليها و كانوا هيفر.. قعوا من الغيظ لما زكريا رفضها و كمان اخوه يونس وقف معاه ، و كمان ما يتهياليش انهم لحقوا يعرفوا حاجة
مجدى : اومال تفتكرى جايين ليه
ماجى : مش عارفة .. يا خبر بفلوس .. اخر النهار هيبقى ببلاش
اما بمنزل يونس .. فكانت زهرة تجلس بصحبة همس و صغيرى زكريا بالحديقة و هى تتابعهم اثناء لعبهم بالصلصال وسط سعادة همس بصحبة ابناء عمها معها من الامس و هو الشئ الذى لم يحدث من قبل على الاطلاق 
لتلاحظ زهرة ان تولين تتعامل بحذر مع كل سئ حولها و كأنها تخاف ان تلوث يديها بما تلهو به ، فقالت لها زهرة بفضول : مالك يا تولين .. انتى مش حابة تلعبى بالصلصال زى همس و اياد
تولين بتردد : لأ حابة ، بس خايفة الصلصال يبوظ هدومى و مامى تزعقلى زى المرة اللى فاتت
زهرة و هى تحاول تذكر شئ ما : هو انتى فستانك المرة اللى فاتت حصل له حاجة .. انا مش فاكرة
تولين بنفى : لأ ماحصلهوش حاجة ، بس مامى قالت ان اللعب ده بتاع الولاد ال … 
لتصمت تولين و هى تراقب رد فعل همس ، فقالت زهرة بابتسامة عذبة و كأنها استوعبت مالم تنطق به تولين : كل الولاد بيلعبوا بالصلصال ده ، بس المهم يكون بيحبه ، يعنى لو بتحبيه هتقدرى تطلعى منه حاجات جميلة تفرحى و تنبسطى بيها ، بس لو مش حابة .. مش هتعرفى تطلعى منه اى حاجة خالص .. مهما كانت بسيطة او صغيرة
تولين : بس انا خايفة هدومى يحصل لها حاجة 
لتنهض زهرة و تقول : طب ايه رأيك لو تيجى معايا جوة البسك حاجة على هدومك عشان مايحصللهاش حاجة و تقدرى تلعبى مع همس و اياد براحتك
تولين : هو ينفع 
زهرة : تعالى ندخل و نشوف 
ثم قالت لهمس : انا هدخل مع تولين خمس دقايق و راجعة يا هموسة .. ماشى 
همس : هو ممكن تقولى لدادة زينب تعمل لنا عصير 
زهرة : عيونى 
لتذهب زهرة الى الداخل بصحبة تولين لتطلب من فاطمة احدى الشراشف المهملة ، و تقوم بتمزيقها الى ثلاث قطع لعمل كسوة خارجية للصغار الثلاثة و تعود الى الخارج لتربط حول كل منهم جزءا مما بيدها و هى تقول بمرح : ادينا اهو يا ست تولين لفناكى لفة هدية و مش باين من هدومك حاجة خالص 
تولين بسعادة و هى تتناول احدى قطع الصلصال بحماس : ميرسى يا ميس 
اياد ضاحكا : هو انا رايح احج
زهرة : يا عم هو حد طايل يروح يحج ، روح انت بس و خدنى معاك 
لتعلو ضحكات الصغار مع دلوف زكريا من البوابة الرئيسية فتلمحه تولين التى اسرعت اليه بترحيب و هى تقول بسعادة : شوفت يا بابى ميس زهرة لبستنى ايه عشان اعرف العب بالصلصال من غير ما مامى تزعقلى عشان هدومى
زكريا : يعنى مبسوطة 
تولين : اوى ، ثم قالت بفضول : هو ينفع نفضل هنا مع همس تانى 
زكريا : عاوزة تفضلى مع همس 
تولين : انا مبسوطة و انا بلعب معاها هى و ميس زهرة 
ليقترب زكريا من زهرة و يقول : مساء الخير 
زهرة : مساء الخير 
زكريا باعتذار : معلش يا زهرة ، انا عارف انى تقلت عليكى بالولاد من امبارح 
زهرة : يا خبر .. ده انا مبسوطة بيهم اوى ، و ما شاء الله ولاد حضرتك جمال جدا و لطاف ماتعبونيش خالص
زكريا ضاحكا : هيتعبوكى ازاى بقى و انتى بتعرفى تحطى مفتاح لكل واحد ، و الله انا خايف لا تكونى عاملالى مفتاح انا كمان 
لتبتسم زهرة بخجل و تقول : دى شهادة اعتز بيها
زكريا : رغم انك جديدة علينا .. بس رغم كده حاسينك بقيتى واحدة مننا ، و انا و ماما هنفضل ممنونين لك بخصوص نصايحك و ارشاداتك اللى قدمتيهالنا كلنا فى التعامل مع يونس ، و اللى لولاها ماكناش ابدا وصلنا معاه للنقطة دى 
زهرة : الحكاية ماكانتش صعبة للدرجة دى ، خصوصا ان استاذ يونس كان مستعد لده و مش رافضه خالص زى ما كنتم متصورين 
هو بس كان محتاج يحس انه مترحب بيه بينكم و انكم بتشجعوا ده لانكم عاوزينه بينكم ، مش لانكم زهقتوا من حالته 
زكريا : و عشان كده احنا كلنا بنعتبر ان ليكى جميل فى رقبتنا كلنا خصوصا انه خارج وظيفتك اللى انتى موجودة هنا بسببها 
زهرة بحرج : الموضوع ابسط بكتير من كل كلام حضرتك ده ، و حقيقى انا اللى ممنونة ليكم كلكم لاحتوائكم ليا من يوم ما اشتغلت مع هموسة 
زكريا و هو يميل على رأس همس مقبل اياها : ميسو دى العسل بتاعنا 
اياد : اومال انا ايه بقى 
زكريا : انت سكر و تولى مربى
تولين : مربة فراولة
زكريا : طب انا هروح بقى اشوف تيتا و عمو 
تولين : يعنى هنفضل مع همس يا بابى 
زكريا : هتفق مع تيتا و اقوللك .. ماشى 
ليتركهم زكريا متجها الى الداخل ليجد فاطمة تجلس بالبهو بمفردها ليقول : السلام عليكم
فاطمة : اهلا يا حبيبى .. اتأخرت النهاردة 
زكريا و هو يجلس الى جوارها : معلش بقى .. كان عندى شغل كتير النهاردة ، و اول ما خلصت جيت على هنا على طول 
فاطمة : اخليهم يحضروا لك الغدا 
زكريا : مش جعان .. شوية كده ، اومال فين يونس و سوزان 
فاطمة : يونس قال انه محتاج يستريح شوية بعد الغدا ، و اول ما طلع اوضته ، سوزان خرجت و قالت محتاجة تشترى شوية حاجات
زكريا : و خرجت ازاى من غير عربيتها
فاطمة : الاسطى محمد راح معاها ، بس قوللى 
زكريا : خير 
فاطمة بفضول : عملت ايه مع ماجى 
زكريا : طلقتها 🙄

تعليقات



×