![]() |
رواية انتقام الفصل التاسع بقلم رباب حسين
هل اصطدمت بالواقع على حين غفلةٍ من قبل؟ شعور بالصدمة لا يمكن أن يوصف بالكلمات.....كشعور البرد القارص في ليلة شتاء رعدية ممطرة دون سقف يحميك أو غطاء تدفي به جسدك الضعيف...... أشعر بأن قلبي فقد النبض عندما فقد من ينبض له..... ما هذا الخذلان الذي أشعر به؟ هل كنت ساذجاََ إلى هذه الدرجة أم كنت أعمى وأبصرت؟ فقد فتحت عيناي على حقيقة هزت بدني وشعور الغضب الذي أمر به الآن لا يوصف بأي شكل ولم أشعر به من قبل...... شعور يمكنني من حرق كل من أمامي ولكن ها هي من أحببتها هي التي تقف أمامي وتعطيني درساََ قاسياََ في الحياة
ملامح الصدمة ترتسم علي وجوه من في المنزل جميعاََ وصدر سؤال واحد من وعد التي مازالت لا تصدق أن سمر هي التي فعلت هذا وظلت سمر تنظر إليها ولا تجيب وحينها إنقضت غادة عليها كإنقضاض الأسد علي فريسته وما منعها غير سناء التي أمسكت بها وهي تصيح في بكاء ونحيب
غادة : ليه؟!!!!! ليه يا مفترية قاتلتيه؟!!!! عملك إيه عشان تخطفيه مننا أنا وابنه
سناء وهي تتمسك بها وتبكي : إهدي يا غادة..... إهدي يا حبيبتي وكل واحد هياخد جزاءه..... أطلب البوليس يا جاسر مستني إيه
نظر جاسر إليها والصدمة مازالت جالية على وجهه ثم أخرج هاتفه واتصل بالضابط المسئول عن التحقيق وأبلغه أن من قتل عامر موجود بالقصر وأخبره الضابط بأنه سوف يأتي مسرعاََ..... أما زين فقد كان ينظر إلى سمر التي تقف خلف وعد في ذعر لتحتمي من غضب غادة التي تحاول الإمساك بها وصاح نصار في غضب : ما تنطقي...... عملتي كده ليه؟!!!
وقف زين أمامه وقال في غضب : إستنى يا جدي
ثم اقترب منها فاختبئت منه خلف وعد وأصبح ينظر إلى عين وعد التي تنظر إليه في هدوء فتعجب إلى هذه النظرة التي بعينيها وقال : أمك عملت كدة ليه؟
نظرت وعد خلفها إلى سمر في هدوء ثم أعادت النظر إليه وقالت : أمي خدت بطار أبويا
زاد تعجب زين وعقد عاجبيه والغضب يظهر على ملامح وجهه وقال: طار أبوكى!!!! مش فاهم.....إيه طار أبوكى ده؟
اقتربت وعد منه ونظرت في عينيه بكل تحدي وقالت بهدوء : أبوك هو اللي قتل أبويا
نصار : إنتي إتجننتي؟!!! إبني مش قاتل
زين في غضب : بابا لا يمكن يكون قاتل.... إنتو جبتو الكلام الفارغ ده منين؟
وعد في غضب : الكلام الفارغ ده هو الحقيقة وجدك اللي واقف مستغرب وبيقول إنه إبنه مقتلش عارف كويس اللي إبنه عمله
نصار في غضب : لا إنتي أكيد إتجننتي..... عامر عمره ما أذى حد في حياته
نظرت له وعد في غضب واقتربت من نصار وقالت : لا أذى...... أذاني أنا لما حرمني من أبويا وأنا عيلة صغيرة..... حرمني منه ومن حبه ووجوده جنبي.... حرم أمي من جوزها اللي قلبها أتحرق عليه وأنا جيت هنا عشان أخد بطاري منه..... عشان يعرف إن القتل سهل ومش معنى إنه إبن نصار باشا إني مش هقدر أطوله واخد حقي منه..... جايين دلوقتي عايزين تحاسبو إمي اللي شالت القرف والطين عشان تعرف تعلمني وتربيني وتصرف عليا لوحدها
اقترب منها زين في غضب وأمسكها من ذراعها وجذبها إليه بقوة فالتفتت إليه وقال : يعني إنتي دخلتي البيت ده عشان تنتقمي لأبوكي بس؟!!!
نفضت وعد يده في غضب ونظرت إليه بكل تحدي وقالت : اه..... عملت كل ده عشان أعرف أدخل القصر واخد حقي منه ومنكم كلكم.... وإنت جربت معني فقدان الأب مقتول قدام عينيك ومامتك كمان عرفت يعني إيه تلاقي جوزها اللي بتحبه ميت قدامها غدر..... أكيد دلوقتي حاسين باللي إحنا كنا فيه...... بس لا لا.... إنتو برده مش زينا..... إنتو قادرين تقفو وتجيبو حقه لكن أمي كانت هتجيب حق جوزها من عيلة نصار إزاى؟ مكنش عندي أي طريقة غير إني أكدب عليك واخدعك وارسم عليك الحب واخليك متقدرش تستغنى عني وتبقى مستعد تسيب الدنيا كلها عشاني عشان اعرف أخش القصر ده بقلب جامد وأنا ورايا ضهر يخليني أقف في وشهم كلهم وفعلاََ اللي كنت متوقعاه لقيته..... مفيش حد في البيت محاولش يبوظ الجوازة وبأي طريقة قذرة.... يوقعو بينا بقى ولا يعايروني بفقري ولا بلبسي..... ما أكيد هتكونو إيه غير كدة..... إنتو مش شايفين حد في الدنيا غير نفسكم وبس وكأن عيلة نصار ديه مفيش زيها في العالم
رفع زين يده وصفعها على وجهها وصاح في غضب : أخرسي..... إنتي لسة ليكي عين تغلطي فينا..... ده إنتو جايين تقتلو أبويا في بيته
وضعت وعد يدها على وجهها ونظرات الغضب والكره تظهر عليه وقالت : زي ما أبوك قتل أبويا.... هو ده القصاص
زين بصوت مرتفع : أبويا مقتلش حد..... لا يمكن يكون قاتل..... إنتو متأكدين كدة إزاي
نصار في غضب : طلق البت ديه يا زين ودلوقتي حالاََ
نظر له زين ثم أعاد النظر إلى وعد بعينين تكسوهما اللون الأحمر من شدة الغضب وقال : وحق الحب اللي حبيتهولك.... وحق كل كلمة حب طلعت مني ليكي..... وحق الوجع اللي حسيت بيه وأنا شايف أبويا ميت قدام عينيا لهخليكي تتمني الموت وتشتهيه ومش هخليكي حتى تطوليه
نظرت له وعد في تحدي وقالت : وأنا بكرهك... إنت إبن قاتل وإبن القاتل ميتشفش أصلاََ ولا يمكن يتحب إبن القاتل يدوب يتكره.....بكرهك وبكره كل اللي في البيت
زين : إنتي طالق
توقف الزمن..... شعرت وعد بأن الحياة توقفت فجأة من حولها ونظرت في عين زين التي تنظر إليها في غضب وقد تحولت نظرات العشق والهيام التي كانت بهما إلى الغضب والكره والبغض.... شعرت وعد بالكسرة ولا تعلم لماذا ولكن تحولت نظرة عينيها من التحدي إلى الكسر وزاغ نظرها وابتلعت ألم الكلمة التي صداها لمس قلبها الذي إنكسر إلى نصفين ثم إنطلقت إنذارات سيارات الشرطة التي دخلت إلي حديقة المنزل وركضت سمر أمسكت بيد وعد وقالت : أنا مقتلتوش يا وعد... إلحقيني
أبعدت وعد عينيها المسلطة علي زين ونظرت إليها وقالت : متخافيش يا ماما..... مش هسيبك
طُرق الباب وفتح جاسر ودخل الضابط ومعه العساكر وجلس زين على الكرسي حتى شاهد الضابط التسجيل ثم أمر العسكري بأخذ هذا التسجيل كدليل بالقضية ثم أمر بالقبض على سمر التي أخذت تصيح وتنظر إلى وعد وتقول : إلحقيني يا وعد..... متخليهمش ياخدوني.....أنا بريئة مقتلتش حد
ركضت خلفها وعد وخرجت من القصر ووقف جميع من في المنزل بالخارج وظلت وعد تركض خلفها حتى طلبت من الضابط أن يتوقف قليلاََ وذهبت إلى سمر وقالت : متخافيش يا ماما..... أنا معايا فلوس هجيبلك محامي
اقتربت منها سمر وقالت : مبقاش فيه حلول تانية يا وعد..... لازم الحقيقة تظهر..... لازم كل الناس تعرف إنك بنت بدر نصار..... أرفعي قضية نسب يا وعد وورقة الجواز العرفي معاكي إرفعي القضية واثبتي إنك حفيدة نصار.... سمعاني
وعد : حاضر يا ماما..... حاضر
أمسكها العسكري وقال : كفاية كدة يا مدام
ثم أدخل سمر بالسيارة وذهبو بها وظلت وعد تنظر إلى السيارات التي تغادر الحديقة والدموع متجمعة في عينيها ثم التفتت في غضب ونظرت إليهم في تحدي..... سأعود قريباََ وسوف أحصل على حقي منكم ولن يردعني أحد فالآن الحرب سارت علانية دون خداع أو مكائد سوف أعود ولكن ليس بصفتي زوجة الحفيد لا بصفتي وعد بدر نصار حفيدة هذه العائلة..... ثم ألتفتت وخرجت من حديقة المنزل عائدة إلى منزل خالها..... أما زين فهبط على الدرج وركب سيارته وصاح نصار في قلق : إلحقه يا جاسر متخليهوش يخرج لوحده
هبط جاسر الدرج خلفه وعندما اقترب من السيارة توقف زين وهو يتمسك بمقبض الباب ونظر إلى جاسر في غضب وصاح به : أبعد..... متركبش
إبتعد جاسر عنه فقد شعر بالغضب يتصاعد من وجهه ونظرة عينيه أصبحت مرعبة فتركه يذهب وحيداََ..... خرج بالسيارة وهو يقود بسرعة جنونية يتذكر كل ما حدث بينهما يحاول أن يستوعب ماذا فعلت به وكيف خدعته بهذه الطريقة..... فقد نصبت شباكها جيداََ لتوقع به وجعلته متيم بها حد الجنون فقد عشقها دون حدود وفضلها على الجميع وجعلها ملكة متوجة على قلبه ويتردد على مسامعه صوتها وهي تقول أنها تكرهه وإنه إبن قاتل.... هل حقاََ تكرهني إلى هذا الحد؟ ألم تعشقني أبداََ؟ كيف أتقنت دورها هكذا؟....وما هذا الشعور الذي شعرت به وهي بين أحضاني؟ كيف تكون بهذا الأتقان في التمثيل فقد شعرت بعشقها حقاََ؟ كيف خضعت لي لتكون زوجتي حقاََ وهي تكن لي كل هذه المشاعر من الكراهية؟.... شعر بأنه علي وشك الجنون ويريد أن يخرج ما في قلبه من غضب حقاََ وتعهد بداخله أنه سوف ينتقم منها أشد إنتقام فإذا كانت دخلت حياته فقط لتنتقم فسوف ترى ما هو الإنتقام حقاََ
أما سمر فقد دخلت إلي مكتب الضابط للتحقيق معها وأرسل نصار المحامي الخاص به ليبلغه بسير التحقيق وماذا فعلو مع سمر
الضابط : أسمك وسنك عنوانك
سمر : سمر عبد العال دسوقي..... ٤٨ سنة..... العنوان (....)
الضابط : ما هو قولك فيما هو منسوب إليكي؟
سمر في بكاء : حضرتك أنا مقتلتوش
الضابط : مش ده العصير اللي كان واقع علي السجادة
سمر : أيوة يا باشا
الضابط : وإنتي اللي دخلتي العصير ده
سمر : أنا هحكيلك كل حاجة
فلاش باك
تخرج وعد من غرفة سمر بعد تناول الغداء معها ثم استمعت سمر إلى صوت عامر وهو يطلب العصير من وعد.....إنتظرت سمر قليلاََ وخرجت من الغرفة تنظر حولها فرأت وعد تدخل إلى الحمام فذهبت إلى جناح وعد سريعاََ وفتحت الثلاجة التي بالغرفة فوجدت زجاجة عصير برتقال فتحتها ووضعتها بكوب من ركن القهوة ثم أفرغت به زجاجة صغيرة وذهبت به إلى عامر في غرفته وطرقت الباب وابتسمت له وأخبرته بأنها سمعته وهو يطلب من وعد العصير أخذ عامر الكوب ووقفت سمر أمام الغرفة قليلاََ حتى استمعت إلى صوت الكوب يقع من يده فدخلت الغرفة وجدت الكوب وقع من يده على السجادة فقالت له أنها ستحضر له أخر ولكن وجدت نظرات الألم تتجمع على وجهه فأخذت الكوب وعادت إلى جناح وعد وغسلت الكوب ووضعته في ركن القهوة مرة أخرى وعادت إلى غرفتها
عودة من الفلاش باك
أخبرت سمر ما حدث للضابط ولكن لم تخبره بأمر الزجاجة التى أفرغتها بالعصير
سمر : أنا حطيت العصير اللي كان في أوضة وعد بس ولو العصير فيه حاجة يبقى حد كان عايز يخلص من بنتي وبعدين يا باشا هو ملحقش يشربها حتى
الضابط : إزاى يعني طيب إتسمم إزاي؟ ولو فعلاََ مشربش منها ليه مقولتيش إنك إنتي اللي أديتيله العصير؟
سمر : خفت..... لا تقولو إن أنا اللي قتلته
الضابط : ما هو إنتي فعلاََ اللي قتليته
سمر : يا باشا أنا مقتلتوش..... أنا عايزة محامي يا باشا
الضابط : تمام..... أمرنا نحن بحبس المتهمة وعرضها علي النيابة العامة في الصباح الباكر
أخذ العسكري سمر وهي تصيح بصوت مرتفع بأنها لم تفعل شئََ ولم تقتله وبعد أن غادرت الغرفة دخل محامي نصار وطلب من الضابط الإطلاع على أقوال سمر ثم علم بأمر ترحيلها إلى النيابة وخرج المحامي وأبلغ نصار بما حدث..... كان نصار يجلس في قلق علي زين فقد غادر ووجهه لا يبشر بالخير وهاتفه أصبح مغلق ولا يعلم أين هو ثم طلب من جاسر أن يتصل بيامن ليسأله عن زين
يامن : لا مجاش يا جاسر ولا أتصل بيا..... هو حصل حاجة ولا إيه؟
قطع حديثه صوت أخيه الصغير علي وهو يقول : يامن..... زين برا
يامن : هو جيه عندي يا جاسر أقفل هخرجله
أنهى يامن المكالمة وأخبر جاسر جده نصار بأن زين عند يامن بالمنزل..... خرج يامن من غرفته ووجد زين يجلس مع والدته ووالده ويبدو عليه الإرهاق الشديد..... نظر له يامن وقال : مالك يا زين..... عامل كدة ليه؟
نظر له زين وعينيه تبشر بالغضب فقال يامن : تعالى معايا
جذبه يامن من يده ودخل به إلى غرفته بعد أن إستأذن زين من والديه وأغلق يامن الغرفة خلفهما وأجلسه على الفراش وجلس أمامه علي الأريكة وقال : فيه إيه فهمني؟
تنهد زين بقوة ونظر إليه وقال : كان معاك حق يا يامن...... القناع اللي إنت كنت شايفه وأنا لا ظهر الوش الحقيقي اللي وراه..... وعد طلعت بتكرهني.....ويمكن مش بتكره حد غيري أنا وعيلتي
قص له زين ما حدث وملامح الصدمة تظهر تدريجياََ على وجه يامن في حالة من عدم الإستيعاب ثم نظر إلى زين وقال : إستنى بس كدة..... إنت بتحكيلي فيلم ولا ده حقيقي
أغمض زين عينيه وقال : للأسف حقيقي..... أنا حاسس إني تايه إزاى قدرت تضحك عليا كدة إزاى عرفت تمثل عليا كل ده..... طيب لو عرفت تمثل عليا طيب عرفت تخدعني لدرجة إني أصدق إنها بتحبني كدة إزاى؟..... ده أنا اشتريتها هي وبعت الناس كلها...... بس لا..... أنا هطلع عليها كل اللي عملته فيا ده بس تصبر عليا أنا هخلص على أمها خالص هخلي المحامي يجبلها إعدام..... وبعدين أفضلها بقى
يامن : زين أنا عارف إن اللي إنت فيه ده صعب وإنك مصدوم بس إفتكر إن هي عملت كل ده عشان تنتقم منك..... واللي إنت فيه ده دلوقتي بسبب الإنتقام.... أخرة الإنتقام مش حلوة يا زين بلاش
زين وقد تبدلت مشاعر الحب والعشق الذي كانت تغمر قلبه إلى مشاعر الكراهية والغضب وتحولت عينيه التي كانت تفيض عشقاََ إلى عينين مرعبة تنذر بما سيفعله زين مما جعل يامن يعي أن زين لن يستجيب له ولقد عزم الأمر وأخذ قرار نهائي بأخذ ثأره منها وعلم أن القادم لن يكون خيراََ أبداََ
عادت وعد إلى منزل خالها وطرقت الباب وبعد قليل فتح فضل الباب وقال : وعد!!!! خير فيه إيه؟
دخلت وعد وجلست في تعب على الأريكة ويبدو على وجهها أن هناك كارثة
فضل : شكلك ميطمنش..... فيه إيه يا بت ما تنطقي
وعد : أقعد يا خالي وأنا هحكيلك
جلس فضل وبدأت وعد تقص له ما حدث
فضل : يا نهار مش فايت..... يعني أمك دلوقتي في القسم؟
وعد : اه وجيالك عشان تشوفلها محامي يحضر معاها التحقيق أنا معايا فلوس هجيب محامي
فضل : محامي إيه..... ما خلاص أمك راحت في داهية..... أنا قلتلها بلاش السكة ديه أخرتها هنلبس في الحيط..... قعدت تقولي أنا عارفة هعمل إيه..... لا وكانت عايزة تقتل زين بعد إنتي ما تحملي منه وتخلفي الواد عشان تضمن إن فلوس عيلة نصار كلها تبقى تحت إيديها..... راح كل حاجة ولا خدت ولا مليم ولا إنتي حملتي وأتقفشت بعد أول قتل...... هنعمل إيه؟.... ده كدة هتاخد إعدام وش
وعد في ذعر : لا إعدام إيه..... ما إحنا هنقول إنها كانت بتاخد حقها منهم
فضل في غضب : حق!!!!!.....حق إيه ده اللي جاية تاخده بعد ٢٤ سنة..... وبعدين فين الدليل إن عامر هو اللي قتل ولو فيه دليل الحكومة هي اللي تحاسبه مش احنا
وقفت وعد أمامه وقالت : لا مفيش غيره وبالعقل كدة يا خالي..... مين المستفيد من موت أبويا غيره عشان يبقي هو الوريث الوحيد لنصار وإبنه من بعده
فضل : يا بنتي ده كلام من غير دليل..... والحكومة ملهاش غير الدلايل وكدة أمك راحت في داهية وإحنا طلعنا من المولد بلا حمص..... ده احنا كمان معرفناش نكتب مؤخر كبير عشان البيه ميشكش إنك طمعانة فيه يعني بقيتي مطلقة وأمك في السجن وكل اللي عملناه راح في الأرض
صمتت وعد تفكر فقد أخبرتها سمر منذ أن كانت صغيرة بأنها إبنة بدر نصار الذي تزوجها سراََ بسبب تذمت نصار بعدم الزواج من خارج العائلة خوفاََ من الطمع وبعد أن تزوجها وحملت منه وأصبحت بعامها الأول توفى في حادث مدبر هو وزوجته الأولى إبنة عمته منار وإبنته منها فقد قام أحداََ ما بقطع فرام السيارة وانفجرت السيارة بهم جميعاََ وحرمت وعد من بدر والدها طوال حياتها وتألمت سمر لفقدان الزوج والحبيب والذي جعلها تلجأ لتنتقم منهم جميعاََ وزاد رغبتها في أخذ كل شئ من عامر كما أخذ كل شئ منها وتذكرت وعد كيف عاشت حياة بائسة فقيرة فقد أتممت تعليمها بصعوبة وكم كانت تفتقد إلى حضن والدها الذي حرمت منه فصاحت في غضب : لا... أنا هاخد حقي منهم..... وهعمل زي ما قالت ماما وهرفع عليهم قضية إثبات نسب وهاخد حقي في ميراث بابا..... أنا حفيدة نصار باشا زي زين بالظبط وهاخد حقي
فضل في هدوء : ومين قالك إنك بنته؟
عقدت وعد حاجبيها في تعجب وقالت : قصدك إيه؟
جلس فضل بهدوء وقال : إنتي مش بنت بدر أصلاََ.....أمك خططت لكل حاجة عشان تنصب على عيلة نصار وتاخد فلوسهم أمال أمك كانت مصرة ليه تخليكي تجوزي زين وتخلفي منه..... عشان تعرفي تورثي لكن لو إنتي بنت بدر فعلاََ كان زمانها عاملة القضية ديه من زمان وواخدة ميراثك منهم
حلت الصدمة علي وجه وعد وقالت : إنت بتقول إيه يا خالي..... إنت متأكد من الكلام ده؟
فضل : يا بنتي إنتي بنت محمود جوز أختي الله يرحمه ومكتوبة علي إسمه
وعد : لا طبعاََ..... ماما إتجوزت بدر بعديه
فضل : لا حول ولا قوة إلا بالله..... يا بنتي إمك متجوزتش بدر أصلاََ.... ورقة الجواز العرفي ديه أنا اللي عاملها بأيدي..... أمك متجوزتش غير محمود ومخلفتش غيرك إنتي بس منه
شعرت وعد بأن كل ما حولها ينهار ووقعت في حيرة هل كذبت أمي بكل شئ؟ هل عشت بكذبة طوال حياتي؟..... مهلاََ...... هل كنت أنتقم لأبي حقاََ أم وسيلة في يد أمي لعملية إحتيال مخططة بعناية؟ ...... هل قتلت أمي عامر ظلماََ؟ ..... وزين.... هل خسرته عشقه لي هباءاََ؟ ...... لا لا زين لا
ظلت تنظر إلى فضل وتقول في صدمة : لا..... لا..... لا
حتى أصيبت بدوار شديد وفقدت وعيها وسقطت أرضاََ وصاح فضل في ذعر : ووووووعد