رواية انتقام الفصل الثامن 8 بقلم رباب حسين


رواية انتقام الفصل الثامن بقلم رباب حسين


الموت.... الحقيقة الثابتة والوحيدة في هذه الحياة..... فنحن لا نعرف عن المستقبل شئ سوى أن بيوم من الأيام سوف نموت.... وما أصعب الموت المفاجئ فقد يأخذ منا أحباب دون سابق إنذار والأصعب أن يُقتل أحداََ منهم وتشعر أنه قُتل غدر تصبح وقتها بين شقَّيَ الرُحى.... لا تعرف ما يؤلم روحك حقاََ أهوه الفقدان أم الغدر أم الأحساس بالمسئولية تجاه من قُتل وتبدأ تعدو في كل إتجاه فقط لتعرف من حرمك من أعز ما تملك.... 

لا ترحل يا أبي وتتركني فمهما كبرت أحتاج إليك فأنت الملجأ عند خطئي والمخدع عند مرضى والرفيق عند معاناتي والسند أمام الدنيا....

ظل زين يجلس أرضاََ بجوار عامر ويرفع رأسه بين يديه وعلامات الصدمة مرسومة علي وجههم جميعاََ وظل زين يحاول إفاقته وهو في حالة من عدم التصديق لما يرى..... اقترب منه جاسر في خوف عليه وقال : زين إهدي بس.... وبعدين هو إيه اللي في بقه؟

ظهرت علامات الصدمة الأكبر على وجه جاسر وقال : زين فوق..... ركز كدة..... ده ميت مسموم..... شكله مش طبيعي

هنا وانتبه نصار لما قاله جاسر واقترب منه وأبعده عن عامر ونظر في وجهه..... تحرك جاسر بركبتيه حتى سقطت قدمه علي بقعة في السجاد فنظر لها ثم قال : ده فيه عصير واقع هنا

نظر له نصار ثم وقعت عيناه على العصير الملقى بالأرض وقال : لا كدة فعلاََ فيه حاجة غلط..... أطلب البوليس يا جاسر

شهد في بكاء : إنتو تقصدو إيه؟!!! مش ممكن يكون إتقتل إستحالة

جاسر : إهدي بس يا شهد الشرطة هي اللي هتقرر

دخلت وعد الغرفة ووقفت أمامهم وهي ترسم ملامح الصدمة على وجهها ثم توجهت إلى زين الذي ينظر إليها في حزن وإحتياج فهو لا يعي ما يحدث الآن ولا يقدر على إيستعاب كل هذا ثم جلست بجواره على الأرض ووضعت جبهتها على كتفه وأغمضت عينيها ثم أمسكت زين من ذراعه وقالت : تعالى يا زين..... تعالى نطلع شوية لحد ما البوليس يجي

نهض زين معها وعينيه مرتكزة على عامر حتى خرجا من الغرفة نظرت له سمر في حزن ورتبت على كتفه وقالت : لا حول ولا قوة إلا بالله.... البقاء لله يا إبني... ربنا يصبر قلبك

نظر إليها زين وكأنه بعالم أخر ولم يجيب فقامت وعد بأخذه إلى جناحهما وقالت : روحي إنتي يا ماما على أوضتك

دخلت وعد وهي تمسك زين من ذراعه ثم أجلسته علي الأريكة وأحضرت له كوب من الماء وأعطته له وطلبت منه أن يشرب ثم جلست بجواره وقالت : أنا عارفة إنك مصدوم.... بس لازم تقوم وتقف علي حيلك..... إنت عليك مسئولية كبيرة ولازم تبقى قدها.... باباك مات وفي إشتباه إن حد قتله ولازم تعرف مين هو..... ده واجبه عليك.... فوق لنفسك يا زين

نظر لها زين مطولاََ ثم قال : بابا...... بابا يا وعد

نظرت له وعد وشعرت بالشفقة عليه وتجمعت الدموع في عينيها فهي تعلم معنى فقدان الأب جيداََ وتعلم الشعور بالكسر الذي يأتي للأنسان عندما يفقد والده في هذه الحياة فإن طال العمر أو قصر فعند فقدان الوالدين نشعر بإننا عدنا إلى الطفولة نحتاج إليهما لنحتمي بهما فهما ملجأ الأمان من غدر الدنيا

سقطت دامعة هاربة من عين زين وبدأت معالم الغضب تظهر على وجهه فقد سمع ما قالته وعد وبدأ عقله يعمل مرة أخرى وكأنه عاد للحياة بعد هذه الصدمة القوية وقال : يعني إيه مات مقتول في بيته؟...إزاي يعني إتسمم جوا البيت ومين يجرأ يعمل كدة في قصر نصار؟

نهض زين في غضب فقالت وعد : إهدي يا زين كل حاجة هتبان بس لازم تفكر بعقلك دلوقتي وتبقى هادي عشان نعرف نجيب حقه

نظر لها زين بعينيه التي غلب عليها اللون الأحمر من الغضب والحزن وقال : أنا هجيب حقه وهعرف هو مين وهقتله بإيدي ديه

تركها زين وذهب وظلت وعد تنظر إلى آثره.... هل علمت اليوم ما هو الشعور الذي يقبع بقلبي منذ ولادتي؟.... هل شعرت بمرار الفقد؟ هل علمت ما أشعر به طوال حياتي ورغبتي في الإنتقام ممن حرمني من أبي؟ الآن قد أصبحت مثلي وسأرى ماذا ستفعل وكيف ستنتقم ولكن للأسف سوف ترتاح من هذا الشعور قريباََ عندما تدفن بجوار عامر.... خرجت وعد من الغرفة ولحقت به وجدت نصار مازال يجلس بالأرض وشهد تبكي بجواره وجاسر يتحدث بالهاتف نظر له زين وقال في غضب : كلم الأمن على البوابة محدش يخرج من البيت

جاسر : حاضر

زين : البوليس مجاش ليه كل ده؟

جاسر : أنا مستنيهم

دخل زين الغرفة وأمسك بيد نصار وقال : قوم يا جدي..... متعودتش منك تبقى كدة..... طول عمرك جبل وشامخ.... قوم أقف عشان نعرف مين اللي إتجرأ وعمل كدة في إبنك جوا قصرك

نظر له نصار كأنه طوق النجاة له والدموع في عينيه وقال : أنا مليش غيرك يا إبني دلوقتي..... ولادي الأتنين راحو..... مش كفاية دفنت الأولاني وهو شاب صغير يجي التاني يتقتل قدامي كدة.....ضهري إتكسر يا زين

كاد زين أن يبكي ولكن تمالك نفسه فلا يريد أن يُضعف نصار أكثر من ذلك وقال : لا عاش ولا كان اللي يكسرك يا نصار باشا..... قوم أمسك إيدي وأقف علي رجلك تاني

أمسك نصار يد زين واتكأ عليه ونهض ثم إستمعو إلى صوت الأنذار لسيارات الشرطة

جاسر : البوليس جيه أنا هنزلهم

نزل جاسر وأحضر الشرطة والضابط المسئول معه وبعض العساكر وقامو بمعاينة المكان ثم طلبو الطب الشرعي وجاء الطبيب الشرعي وفحص الجثة فحص أولى وأخبرهم بوجود شبهة جنائية وأنهم سيقومو بتشريح الجثمان لمعرفة سبب الوفاة وتم أخذ الجثمان إلى السيارة لنقلها إلى مصلحة الطب الشرعي وفي هذا الوقت دخلت غادة وسناء من الباب وهما ينظران في ذعر لما يحدث فهناك عناصر الأمن وسيارات شرطة والمكان يعج بالناس فذهبت غادة في ذعر وأمسك يد زين وقالت : فيه إيه يا زين؟....إيه اللي بيحصل هنا؟

أمسكها زين ونظر لها ولا يعرف كيف سيخبرها بهذا وقال : ماما أنا عايزك تهدي وتسمعيني براحة...... باباااااا

وقعت عين غادة على الجثمان وهو يخرج من المنزل ففتحت عينيها في صدمة وقالت : هو..... هو ده..... ده عامر؟

إلتفت زين إلى الخلف ورأي الرجال يحملون الجثمان للأسفل حتى يضعوه بالسيارة فنظر لها مرة أخرى وقال بكل ألم والدموع في عينيه : اه

صرخت غادة وتبعتها سناء في الصراخ وركضت غادة إتجاه جثمان عامر وأمسك به وألقت برأسها علي صدره وقالت في نحيب : عامر..... يا عاااااامر.... متسبنيش يا عامر..... كدة تسيبني لوحدي..... ده أنا مليش حد غيرك...... يا عااااامر

ذهب إليها زين والدموع تتساقط من عينيه ورفعها إليه وضمها وهي تبكي بين أحضانه وقال : إهدي يا ماما..... أنا معاكي يا حبيبتي.... أهدي أرجوكي

ثم نظر إلى الرجال وأماء لهم أن يذهبو به

بعد قليل جلست العائلة بالبهو عدا سمر التي لا تزال بغرفتها وتجمع الخدم والأمن الخارجي للقصر وبدأ الضابط بالتحقيق معهم جميعاََ وزين يقف بجوار غادة التي تجلس على الكرسي وتمسك بيدها كوب من الماء ولا تعلم كيف قتل في المنزل ولكن بعد قليل فهمت من التحقيق أنه تم تسميمه وبعد فترة قال الضابط لسعاد كبيرة الخدم : يعني إيه مفيش حد طلع عصير فوق؟

سعاد في إرتباك لما يحدث : والله سعادتك زي ما بقول لحضرتك كدة..... محدش طلب عصير ولا حد من الخدم عمل عصير النهاردة في المطبخ

الضابط : طيب البقعة ديه ممكن تكون قديمة مثلاََ؟

سعاد : الخدم نضفو الأوض النهاردة زي كل يوم لو فيه حاجة زي كدة كانت إتنضفت

نظر الضابط إلى غادة وقال : حضرتك كنتي في الاوضة قبل ما يرجع عامر من برا كان فيه بقع علي السجادة

غادة : لا

سعاد : حضرتك في كاميرات في المطبخ ممكن حضرتك تراجعها وتتأكد من كلامي

نظر الضابط إلى زين وطلب منه إحضار تفريغ الكاميرات وذهب زين وأحضرها للضابط وسأل الضابط الأمن وعلم أن عامر عاد مبكراََ اليوم ولم يمضي وقت كثير حتى عملو بوفاته..... قام الضابط بمراجعة كاميرات المطبخ وبالفعل لم يجد أحد قام بإعداد العصير أو خرج بعصير..... ثم نظر إلى أحد من الخدم يخرج ببعض الطعام من المطبخ فقال : طيب الأكل ده طلع لمين؟ 

سعاد : ده غدا لمدام وعد ووالدتها

نظر الضابط إلى وعد وقال : فين والدتك؟

وعد : هي مريضة وقاعدة في أوضتها وأنا إتغديت معاها وبعد شوية سمعنا صوت زين وهو بيصرخ خرجنا لقينا عمي..... عمي عامر ميت على إيده

ثم بكت فزفر الضابط وقال : طيب حضرتك يا أستاذ جاسر كنت فين؟

جاسر : أنا كنت مع زين في الشركة ورجعنا لقينا شهد تحت فضلت واقف معاها وطلع زين وبعدين سمعت صوته من هنا

الضابط : وإنتي يا أنسة شهد كنتي فين لما عامر بيه رجع؟

شهد وهي تبكي : أنا كنت فاتحة لايف على صفحتي مع الفانز تقريباََ قعدت فيه ساعة لحد ما جاسر وزين رجعو وجدي كان نايم فوق

نظر الضابط إلى الأمن وقال : إنتو متأكدين إن محدش دخل القصر غريب عن أهل البيت؟

رئيس الحرس : أيوة يا فندم محدش دخل

الضابط : هو مفيش كاميرات في الدور اللي فوق؟ 

زين : لا الكاميرات في الدور الأول والقصر من برا بس مفيش كاميرات عند غرف النوم 

الضابط : طيب نراجع الكاميرات يمكن حد دخل من غير ما حد يشوفوه

ظل التحقيق مستمر ولكن دون جدوى وقد أصيب الضابط وكل الموجودين بالحيرة فمن قدم العصير ومن أين أتى وكيف دخل إلى غرفة عامر ثم دخل مرة أخرى و أخذ الكوب الذي كان به العصير وأين هو هذا الكوب الآن وتم التحقيق مع سمر أيضاََ ولكن لم تجد الشرطة من هو موضع إشتباه في القضية فرحلو وجلست العائلة كلها بالأسفل وهما في تخبط وعدم إستيعاب لما يحدث فنظر زين إلى نصار وقال : هو إيه اللغز ده؟ 

نصار : أنا مش عارف ده حصل إزاى؟

سناء : كلنا هنا عيلة واحدة شوفو مين اللي دخل علينا فجأة وحصل بعدها القتل؟ 

نظرت لها وعد في غضب وقالت : إنتي تقصدي إيه؟ 

سناء : اللي إنتي فهمتيه.... محدش ليه مصلحة إنه عامر يموت غيرك عشان زين يورث كل حاجة صح؟ 

زين في غضب : خااااالتي

وعد : أظن إن حضرتك من يومين كنتي لسة بتقولي إن لو زين طلقني هخرج من هنا من غير ولا مليم لأني مخلفتش منه وعارفة كمان إني باخد حبوب منع للحمل يعني لو طمعانة فيكو زي ما إنتي بتقولي لدرجة إني أقتل عشان زين يورث كان زماني بحاول أخلف بكل الطرق.... وبعدين أقتله ليه ما كدة كدة زين هو الوريث الوحيد للعيلة 

زين : خالتي بلاش كلام ملوش لازمة لو سمحتي..... وعد إستحالة تعمل كدة وهي معاها حق لو طمعانة مكنتش خدت حبوب منع الحمل.... وبعدين إنتي عرفتي منين موضوع الحبوب ده؟ 

وعد : مش مهم دلوقتي يا زين.... خلينا في المصيبة اللي احنا فيها

جلست سناء بجوار غادة تحاول تهدأتها فقد فقدت نصفها الثاني في هذه الحياة فعلى الرغم من أن عامر لم يتزوج غادة عن حب ولكن كانت ونعم الزوجة له ودائماََ ما كانت ملجأه وكان هو بمثابة الأب والزوج لها بعد أن توفي والدها وهي شابة صغيرة..... صعدت وعد إلى غرفتها مع زين ولكن طلبت منه أن تطمئن على سمر وتعود سريعاََ..... دخلت وعد الغرفة وعندما رأتها سمر قالت في همس والأبتسامة جالية علي وجهها : تسلم إيدك...... كدة إنتي بردتي ناري

وعد : هشششش..... أنا جيت أشوف قولتي إيه في التحقيق؟ 

سمر : ولا حاجة أنا كنت قاعدة مع بنتي هنا وسمعت صوت زين

وعد : طيب تمام أنا ماشية

سمر : مستعجلة على إيه؟ 

وعد في حزن : زين شكله صعب أوي لازم أفضل معاه

سمر في تعجب : وإنتي كنتي متوقعة شكله هيبقى إيه لما يشوف أبوه ميت؟ ولا إنتي زعلانة عليه بجد..... بت أنا أصلاََ مش مرتحالك وحذرتك قبل كدة.... احنا مش جايين هنا نحب ونتمعشق فاهمة أظبطي كدة نفسك وركزي في اللي احنا جايين نعمله وإلا والله هتشوفي مني الوش التاني

زفرت وعد وقالت : يووووه فاهمة..... خلاص بقى سيبيني أمشي

ذهبت وعد وعادت إلى غرفتها وظلت بجوار زين الذي يجلس على الفراش وينظر إلى الفراغ فمازال لا يستوعب ما حدث اليوم..... ظلت وعد جالسة بجواره تمسك يده ولا تتفوه بأي كلمة فهي تشعر بما يشعر به..... بعد قليل هبط برأسه علي كتفها وبكي كالطفل..... ضمته وعد إلى أحضانها وظل يبكي والحزن والألم يعتصران قلبه وهي تحاول تهدأته حتى نام 

مضى الوقت وبعد أسبوع بعد إنتهاء التشريح للجثمان تم دفن عامر في حضور كبار رجال الأعمال والوزير الذي كان يعمل معه عامر وأيضاََ بعض وكلاء الوزارات ولا يزال التحقيق مستمر ولكن كانت القضية كاللغز الكبير لا أحد يعلم من فعل هذا وكيف؟ 

مضى شهر تغير أحوال كل من بالمنزل فأصبحت غادة هادئة لا تتحدث كثيراََ وتحاول سناء التخفيف عنها بكل الطرق فهي أختها الوحيدة وما تبقى لها من عائلتها...... وجاسر يقضي معظم وقته بالعمل كأنه يهرب من المنزل الذي يخيم عليه الحزن ونصار أصبح يجلس وحيداََ لا يريد التجمع مع العائلة حتى وقت العشاء المقدس عنده لم يحضر من بعد وفاة عامر وكأنه يرفض التجمع بدونه وزين لا يتحدث كثيراََ وعندما ينتهي من العمل يعود ليجلس مع والدته وبالليل يقضي الوقت مع وعد التي تستطيع أنه تخرجه مما يشعر من حزن دفين داخل قلبه فإذا كان يبدو أمام الجميع كالجبل الشامخ ولكن يظهر ضعفه أمامها فقط فهي منبع أسراره وقوته الخاصة ومصدر السعادة له فلولا تواجدها بالمنزل ما كان أستطاع أن يقف أمامهم جميعاََ بهذه القوة المصطنعة أما شهد فقد إنقطعت عن عمل أي فيديوهات أو العمل وبدأ بعض المعجبين في إرسال رسائل للأطمئنان عليها وتعزيتها وفي يوم كانت تجلس شهد وتتصفح بعض التعليقات ووجدت أن أكثر الفيديوهات مشاهدة عندها هو فيديو تصوير قصر نصار من الداخل فلطالما طلب المعجبين أن يرو قصر نصار المعروف بفخامته..... نظرت شهد إلى تاريخ الفيديو فهو ذات تاريخ وفاة عامر الذي كان بمثابة أب أخر لها فهو كان حنون وطيب القلب جداََ وكان يعطف عليها ويشعر بها دائماََ حتى أنه غضب من زين في أول زواجه بسبب عدم موافقته بالزواج منها ثم شعرت بالحنين لرؤية القصر قبل هذا اليوم المشؤم ففتحت الفيديو وظلت تشاهده وهي تتحدث مع المعجبين وتخرج من أحد الغرف وهي تهمس لهم

شهد : هوطي صوتي بقى هنا عشان جدي نايم جوا مش عايزين نصحيه .... مش أد غضب نصار باشا احنا

ثم إبتسمت ونظرت إلى الشاشة وانحنت قليلاََ لتقرأ التعليقات وهنا ووقعت الصدمة على وجه شهد ووقفت في فزع وقامت بالأتصال بجاسر وزين وطلبت منهما الحضور على الفور وبعد قليل عاد زين وجاسر ودخلا القصر وهما في حالة من الفزع والخوف من سماع صوت شهد في الهاتف بهذه الطريقة.... وجدا شهد توصل أحد الأجهزة بالتلفاز بالبهو ثم قالت لهما : كويس إنكم جيتو

جاسر في ذعر : فيه إيه يا شهد فهمينا؟ 

شهد : أصبر بس لما العيلة تتجمع

بعد قليل نزل نصار وغادة وسناء وتبعهم وعد وسمر وهي تتكأ علي يدها إدعاءاََ للمرض أمامهم ثم جلسو جميعاََ وقال نصار : إنتي كمان طلبتي زين وجاسر...... فيه إيه شهد؟ 

شهد في خوف : أنا عرفت مين قتل عمي عامر؟ 

وقف زين في صدمة وقال : مين وعرفتي إزاى؟

شهد : هقولك هقولك..... بص كدة

ثم ألتفتت إلى التلفاز وقامت تشغيله وقالت : اليوم اللي إتقتل فيه عمي عامر أنا كنت بصور فيديو للقصر من جوا وخرجت من الأوضة عشان أدخل أوضة تانية.... بصو كدة للفيديو

نظرو جميعاََ إلى الفيديو وإذا بسمر تدخل إلى غرفة عامر وتحمل بيدها كوب من عصير البرتقال

نظرت لها وعد في صدمة فهي لم تقتل عامر كما أمرتها سمر ولكن لم تخبرها بهذا فكانت هذه المرة الأولى التي تثني عليها سمر في شئ فلم ترغب بأن تقول لها الحقيقة وأيضاََ لم تشعر بالشك تجاهها فهي تتحدث معها بفخر كبير لقتلها عامر وأيضاََ زجاجة السم لا تزال معها وهذا ما جعلها في يقين إن سمر لم تفعل ذلك أيضاََ ثم قالت في صدمة وهي تنظر لها : إنتي؟!!! 

الفصل التاسع من هنا

تعليقات



×