رواية قلوب ابت النسيان الفصل السادس
"اذا اشتعلت شرارة الغيرة فما يوقفها سواك"
قبل ما تقدر ترد سمعت صوت حاد بيقول بغضب:
واضح إن في ناس مش بتتعلم من أخطائها
كان واقف عند العربية بيبص لهم ببرود وعيونه فيها نار
حسام اتنهد بعصبيه ووقف مكانه وآية حست إن الجو بقى متوتر وقبل ما حسام يتكلم
لاقي عربيه ياسين قدامهم وبيقول بحدة:
اركبي
بصتله باندهاش: إيه؟
ياسين بصوت حاد: مش هكرر كلامي
حسام اتعصب وقال:
لو هيا مش عاوزه محدش له حق يجبرها
ياسين يبتسم بسخرية:
وأنت مالك؟
حسام يرد ببرود: ماليش… بس مبحبش حد يتكلم مع آية بالطريقه دي
حست إنها حرفيًا واقفة وسط حرب بين الاثنين بس قبل ما تقرر تعمل إيه ياسين قفل باب العربية بعنف بصلهم نظرة أخيرة وبعدها ركب عربيته ومشى بسرعه
حسام اتنفس حك راسه بغيظ: الراجل ده مش طبيعي
حست انها تعبت وقالت: وأنا مش عاوزة مشاكل يا حسام… بلاش نرجع نتكلم عن الماضي لأنه انتهى ي ريت تفهم ده عن اذنك
تاني يوم صحيت بدرى غير العاده كانت عاوزه توصل بدرى عشان عارفه انو الي حصل مش هيعدي بسهوله كانت قاعده على مكتبها بتحاول تخلص شغلها عشان متحتكش بيه بس كيف تكون امامه ويتركها بدون ان يستفزها سمعت صوت الحاد:
آية عندي اجتماع دلوقتي وعاوزك تحضريه
رفعت عينيها بدهشة: أنا؟
ياسين يعقد إيديه:
أنتِ شايفه حد غيرك؟
هزت دمغها بدون نقاش دخلت الاجتماع وهي مش عارفة إيه مستنيها
داخل القاعة الجو متوتر ياسين يبدأ الاجتماع ببرود، بيرمي أوامر وتعليمات بحدة، كأنه بيعاقب كل اللي موجودين وآية مش فاهمة ليه كل ما تتكلم، يقطعها بجفاء أو يتجاهل كلامها
واحد من الزملاء يهمس لنفسه:
واضح إن المدير مش طايقها…
آية سمعت الجملة وعضّت على شفايفها بس قررت متبينش حاجة بس ياسين، اللي كان واضح إنه سمعه ساب اللي في إيده وبص للموظف ده بنظرة باردة جدًا:
لو كنت فاضي تراقب مديرك بدل ما تشتغل يبقى راجع نفسك، لأن ممكن تبقى فاضي بجد قريب
كل الي قاعدين سكتوا والموظف بلع ريقه بخوف أما آية فحست إن ياسين مش بس بقى حاد، ده بقى خطر كمان
$$$$$$&&&&&&&&&$$$$$$$$$
في نفس الليلة ياسين كان نايم وهو مرهق بيتقلب علي السرير بعنف
المشهد قدامه …
البنت بتجري وهي بتنادي:
ساعدني!
هو مربوط في مكانه، مش قادر يتحرك، بيصرخ: لاااااااا
لكن المرة دي شاف … وش حد من اللي بيطاردها… نفس الشخص اللي شافه في الحقيقة وهو بيخطف آية
فتح عيونه بسرعة عرقه بارد، وقلبه بيدق بعنف بيقوم بسرعة بيمسك راسه… إيه معنى ده؟
كل مره حلم غريب وكل مره بتموت في،،،،
في اليوم التالي
كانت قاعده في مكتبها مرهقه بين الشغل والملفات وتحكمات ياسين وجفاه معاها بدون سبب،بقيت بتخاف منه اكتر وفي نفس الوقت حاسه انها تعرفه
اتنهدت ورمت الاقلم من ايدها مش عارف تركز وياسين وتصرفاته اخدين كل تركزها وحساام...
حسااام الي دايما بيطردها بدون سبب
قطع صوت تفكرها حساام وهو بيقف قدمها بابتسامه:
آية، ممكن دقيقة؟
رفعت عينها ليه باستغراب بصت حوليها لقت ياسين قاعد علي مكتبه بس مركز معاها من قزاز المكتب بتاعه وببيبص ليهم بحدة كان في حاجة غريبة شافها في نظرات حسام حاجة ما عجبتوش، وبدون وعي قام قرب منهم و قال ببرود:
— الموظفين مش بيخرجوا من شغلهم لمجرد إن حد عاوز يكلمهم.
حسام لف بضيق:
— أنا مش حد. وأنا ما كلمتكش انت
آية حست بالتوتر يزيد بصت لياسين كأنها خايفة من رد فعله وبعدين بصت لحسام:
— في حاجه يا حسام؟
— محتاج أتكلم معاكي لوحدنا… لو ينفع
ياسين اتحرك من مكانه قرب منهم بخطوات بطيئة عيونه سكنت على آية قبل ما يبص لحسام:
— لو عندك كلام قوله هنا
حسام اتنرفز لكنه مسك نفسه خد نفس عميق وقال:
— آية أنا آسف… آسف على كل حاجة على إني كنت عاوز أغيرك على إني… كنت أناني
آية اتجمدت مكانها، مش مستوعبة، وعيونها راحت لياسين تلقائيًا كأنها مستنية رد فعله لكن هو كان ثابت نبرته باردة، لكن في حاجه غريبة في عيونه:
— ولا كأنك بتقول حاجة جديدة… كل الرجالة بترجع لما تفقد الحاجة اللي كانت بين إيديها
حسام اخد نفسه بغضب:
— وانت مالك دي حياتنا احنا مش من حقك تتدخل فيها مش عارف بتتدخل بينا كل ما احاول اكلمها
ياسين اتحرك خطوة قدامه ونظراته كلها سخرية:
— حياتكم؟ انت كنت في حياتها وأنا اللي أنقذتها لما انت ماكنتش هنا
حسام شد كفه بعصبية كان عايز يضربه لكن آية كانت واقفت بينهم وقبل ما أي حد يقول حاجة قالت بصوت متوتر:
— كفاية مش عايزة مشاكل في شغلي أنا مش قادرة انسى الي انت قولته غير كده مكنش في حاجه بينا عشان كل شويه القاك قدامي واستاذ ياسين… كفاية استفزاز لحد كده
سكتوا هما الاتنين … ياسين كان حاسس بحاجة غريبة جوه قلبه غيرة؟ غضب؟ مش عارف لكنه متأكد من حاجة واحدة… حسام لازم يبعد عن آية
بعد ما خرج حسام ياسين استدعى آية علي مكتبه وآية كانت عارفة إنه مش هيسيب الموضوع يعدي كان واقف عند الشباك، ضهره ليها، بس هي كانت حاسة بغضبه حتى لو ساكت
— استاذ ياسين…
قالت بصوت هادي لكن هو رد بحدة:
— انتي لسه مهتمة بيه؟
لفت عليه بصدمة:
— إيه؟ لا طبعًا أنا…
— طب ليه ساكتة؟ ليه مستحملة كل ده؟ ليه بتسمحي له إنه يرجع يتكلم معاكي بعد اللي عمله؟
آية قفلت عيونها لحظة، بتحاول تهدي نفسها:
— لأنه ندمان… وأنا مش حابه اعمل مشاكل حاولت افهمه لكن هو مصر
— وأنا مش فارق معايا هو ندم ولا لا! الراجل اللي يسيب ست وهو عارف إنها بتحبه، ويرجع لما يحس إنه خسرها، ده مش راجل
سكتت، حسّت بغضبه مش بس تجاه حسام، لكن كأنه غضبان عليها هي كمان، وكأنها غلطت لمجرد إنها سمعت لحسام قربت منه خطوة :
— وانت مالك؟ ليه واخد الموضوع كأنه يخصك؟ وبعدين اي بتحبه دي احترم نفسك
بص لها أخيرًا ونظراته كانت مرعبة… مش بس غضب كان في حاجة تانية، حاجة أعمق، مشاعر معقدة مش قادر يعبر عنها فجأة، قرب أكتر، كأن المسافة بينهم اختفت صوته كان هادي بس مليان قلق:
— أنا مش عارف ليه فارق معايا… مش عارف ليه لما بشوفك معاه بحس إني عايز أضربه… مش عارف ليه لما شوفتك وانت بتتخطفى كنت مستعد أقتل علشانك
جرب نار🔥الغيره😂😂🤭
آية حست بقلبها بيخبط في صدرها، العيون اللي قدامها كانت مليانة حاجة مختلفة ياسين مش مجرد مدير دلوقتي، مش مجرد شخص حاد في الشغل… ياسين كان حاجة تانية، حاجة أقرب، حاجة… مخيفة
حاولت ترد، لكن صوتها كان ضعيف:
— استاذ ياسين انت …
— كل ليلة بحلم بيكي… كل ليلة بشوفك بتموتي قدامي… وكل ليلة مش بقدر أنقذك
اتجمدت مكانها الدم في عروقها تجمد… بيحلم بيها؟!
إزاي بيحلم بيها؟ ليه كل مرة بتموت في الحلم وهو مش قادر ينقذها؟ ليه هو اللي شاف خطفها ؟ قلبها كان بيدق بسرعة مش قادرة تفهم ولا حتى تلاقي كلام ترد بيه
— "بحلم بيكي كل ليلة… كل ليلة بشوفك بتموتي قدامي… وكل ليلة مش بقدر أنقذك"
كلماته كانت بتلف في عقلها زي الصدى عنيها اتحركت بين ملامحه المشدودة، الغضب، الحيرة، والمشاعر اللي مش قادرة تفسرها. صوتها كان ضعيف لما قالت:
— إنت بتقول إيه؟ إزاي بتحلم بيا؟!
ياسين خد نفس عميق، كأنه بيحاول يجمع شتات أفكاره،لكنه رد بصوت هادي كأنه سر:
— مش عارف… بس من أول ما شوفتك… كل حاجة بدأت تتكرر… الحلم، الألم، الخوف…
قرب منها خطوةوهي ما اتحركتش، لكنه قدر يلاحظ توترها عيونها اللي بتدور على إجابات مش لاقياها
— أنا مش بحلم بأي حد… بس إنتي…
حاولت ترد، لكن صوتها كان بيرتعش:
— ياسين إنت بتخوفني
غمض عيونه لحظة، كأنه بيحاول يستجمع أعصابه، لكنه لما فتحهم تاني، كان قراره واضح:
— لازم نفهم… لازم نعرف الحقيقة
آية هزت راسها ببطء، عقلها مش مستوعب، ليه كل حاجة بقت غريبة بالشكل ده؟ ليه حياتها الطبيعية اتحولت لسلسلة من الأحداث المربكة؟ ليه الشخص الوحيد اللي كان بتشوفه مجرد مدير حاد في الشغل، بقى فجأة أقرب حد ليها… وبقى عنده إجابات مش لاقياها؟
قبل ما ترد، الباب خبط بعنف وصوت السكرتيرة جه متوتر:
— أستاذ ياسين، في حد عايز يقابلك ضروري… بيقول إن الموضوع له علاقة بآية!
ياسين وآية بصوا لبعض بصدمة… والرهبة بدأت تتسلل لقلوبهم
ياسين اندفع ناحية الباب وفتحه بسرعة، عنيه وقعت على الراجل اللي واقف برا...
كان شخص غريب عنها، لكن ملامحه فيها شيء مألوف لياسين… شيء مش مفهوم بس محفور جواه، زي الحلم اللي بيطارده الراجل كان شكله مرهق عنيه بتلف بسرعة كأنه متأكد إن في خطر حواليه
— إنت ياسين السيوفي؟
ياسين عقد حواجبه، حس إنه مش مرتاح، لكنه رد بثقة:
— أيوه… مين حضرتك وإزاي ليك علاقة بآية؟
آية وقفت جنب ياسين وهي حاسة بعدم ارتياح، قلبها بيدق بسرعه ولسبب مجهول، إحساس رهيب بالخوف بدأ يزيد جوها الراجل اخد نفس عميق وقال بصوت متوتر:
— مفيش وقت للكلام، البنت في خطر… لازم تتحركوا فورًا
آية شهقت:
— إيه؟! خطر إيه؟! انت مين أصلاً؟
الراجل قرب منهم وهمس بصوت بالكاد مسموع:
— أنا كنت شغال مع الناس اللي كانوا عاوزين يقتلوها… بس أنا مش زيهم… مش عاوز دم على إيدي أكتر من كده كفايه كده
ياسين حس بجسمه بيشتد… ملامحه اتحجرت تمامًا، وسأل بحدة:
— مين الناس دي؟ وليه كانوا عايزين يقتلوها
الراجل بص حواليه بحذر قبل ما يقول:
— إنتوا فاكرين إن دي أول مرة يحصل فيها كده؟! إنتوا مش فاهمين حاجة… الموضوع أكبر مما تتخيلوا
آية ابتلعت ريقها بصعوبة، صوتها كان ضعيف وهي بتقول:
— يعني إيه؟ قصدك إيه؟
الراجل قرب أكتر وهمس:
— الحكاية بدأت قبل زمن طويل… وانتهت بالدم… إنتوا اللي لازم تكملوا القصة… وإلا نفس النهاية هتتكرر
ياسين حس بقلبه بيضرب بعنف… نفس الكلمات… نفس الأحاسيس… نفس النهايات اللي بيشوفها في أحلامه!
أمسك بذراع الرجل بقوة وسأله بصوت مليان تهديد:
— إنت عارفح إيه بالضبط؟!!
الراجل رفع عيونه لياسين، وفيها خوف… لكن كمان كان فيها يقين… وقال بهدوء:
— إنت شوفت بنفسك… بس مش قادر تفتكر… والوقت بيخلص
آية شهقت بخوف وياسين حس بجسده بيقشعر…
إيه الحقيقة اللي لسه ما اكتشفوهاش؟
وإزاي هينقذوها قبل ما الوقت ينتهي… للمرة التانية؟
إنت شوفت بنفسك… بس مش قادر تفتكر… والوقت بيخلص!
آية شهقت بخوف وياسين حس بجسده بيقشعر…
إيه الحقيقة اللي لسه ما اكتشفوهاش؟
وإزاي هينقذوها قبل ما الوقت ينتهي… للمرة التانية؟
الصمت ساد المكان...
آية بصت لياسين عيونها مليانة رعب، مش قادرة تستوعب الكلام اللي الراجل قاله… وياسين نفسه رغم قوة شخصيته وتحكمه في أعصابه، حس لأول مرة إنه تايه، كأنه واقف على حافة حاجة كبيرة جدًا مش قادر يشوف نهايتها
ياسين شد الراجل من دراعه بقوة:
— مش هسيبك تمشي غير لما تفهمني كل حاجة مين اللي كانوا عاوزين يقتلوها؟ وليه؟
الراجل بص حواليه بسرعة، كان واضح إنه خايف من حاجة، أو من حد، وبعدين قال بصوت واطي:
— أنا مش هقدر أتكلم هنا... لو عايز تعرف الحقيقة قابلني بكرة في المكان ده
مد يده بورقة صغيرة لياسين، وبعدين تراجع بسرعة واختفى
آية قربت من ياسين وهي بتهمس بخوف:
— هو كان بيقول الحقيقة؟ يعني… أنا في خطر تاني؟
ياسين لف وشه ليها، عيونه كانت سودة وحادة، لكنه كان بيحاول يطمنها:
— محدش هيقربلك طول ما أنا موجود
لكن جواه، كان فيه شعور مش مريح… الراجل كان خايف بجد… وده معناه إن اللي جاي أكبر بكتير من اللي شافوه قبل كده
اليوم التالي
حاول ياسين يشتت نفسه بالشغل، بس عقله كان مع آية طول الوقت الغريب إنه مش بس كان بيفكر في حمايتها، لكنه كمان مش قادر يخرج من دماغه مشاعر الحنين اللي بتتسلل جواه كل ما يبص لها كان كل حاجة فيها مألوفة بشكل غريب، كأنه عارفها من عمر تاني… عمر مش قادر يفتكره
ملحوظه**
~~بصوا ياسين كان بيشوف حاجات وبعد دقايق بينسى لانها عباره عن اخيله
فكان دايما مش قادر يفهم الي بيحصل**
أما آية فكانت بتعيش حالة اضطراب مش مفهومة
كل ما تحاول تقنع نفسها إن ياسين مجرد مدير وإن حياتها بقت عادية، تلاقي نفسها سرحانة في كلام الراجل… وإحساسها بالخوف كان بيزيد وهي قاعده
سمعت صوت حد هيا عارفاه:
آية
شهقت ورفعت عيونها قلبها بيدق بسرعه:
— حسام انت اي الي جابك تاني قصدي رجعت تاني ليه
حسام ابتسم بخجل وقال بصوت هادي:
—… وحشتيني قولت اعدي عليكي يمكن نعرف نتكلم شوبه امبارح ياسين قطع كلامي معرفتش اتكلم
حسّت إن الهواء تقل حواليها كانت فاكرة إنه اختفى من حياتها للأبد وخلاص مش هيرجع لكنه رجع…
لكن الأهم… ياسين كان واقف بعيد وعينيه مليانة غضب
كانت مصدومة… مش عارفة ترد تقول إيه، مش عارفة حتى هي حاسة بإيه
أما ياسين، فكان واقف بعيد، لكنه كان شايف كل حاجة… شايف نظرة حسام المليانة ندم، وشايف التوتر في عيونهاو الأهم من ده كله، إحساس غريب بيتحرك جواه… إحساس بالضيق… بالغيرة
حسام خد خطوة لقدام وقال بصوت هادي، لكنه واضح إنه كان متوتر:
— أنا عارف إنك مش متوقعة تشوفني هنا، بس… كان لازم أشوفك
آية سابت الأوراق اللي في إيديها على المكتب، خدت نفس عميق وقالت وهي بتحاول تخلي صوتها طبيعي:
— إنت عايز إيه تاني يا حسام؟
حسام بص في الأرض لحظة، كأنه بيحاول يلاقي كلام وبعدين رفع عينه ليها تاني وقال بصوت صادق:
— عايزك تسامحيني… على كل حاجة وتنسى
كان لسه واقف بعيد، حس إنه مش قادر يفضل بعيد اكتر من كده قرب منهم بسرعة بص لحسام بحدة وقال بجفاف:
— أظن دي شركة مش قاعة اعترافات… لو عايز تصفي حساباتك يبقى مش هنا
حسام لف له وابتسم ابتسامة هادية لكن وراها تحدي وقال:
— وأنت مالك وانا كل ما اجي اتكلم تطلعي شبه عفريت العلبه
ياسين ضيق عينيه وهو بيقرب أكتر صوته بقى هادي لكن فيه نبرة غريبه:
— مالكش دعوة بيها
آية بصتلهم قلبها بيدق جامد … كانت حاسة إن في حاجة مش طبيعية… إن ياسين مش بس بيتكلم كمدير بيحمي موظفته، لا… الموضوع أعمق من كده
حسام ضحك بخفة وقال:
— إنت اللي مالكش دعوة يا أستاذ ياسين اقولك خليك في شغلك
قبل ما ياسين يرد اية حست الجو هيولع كلام حسام مستفز قالت بسرعة وهي بتحاول تنهي الموقف:
— حسام لو سمحت… أي حاجة بينا خلصت من زمان، مش محتاجة نرجع نفتح الماضي
حسام ابتسم ابتسامة حزينة وقال:
— طب لو الماضي نفسه هو اللي راجع يفتحنا؟
آية اتوترت نظرتها ليه كانت مليانة ارتباك، لكن قبل ما تفهم قصده… ياسين قطع الكلام بصوت حاد:
— اتفضل برا إحنا عندنا شغل
حسام بصله، بعدين بص لآية وقال بهدوء قبل ما يتحرك:
— مش آخر مرة هتشوفيني فيها يا آية
لما خرج ياسين لف بسرعة ليها، صوته كان مليان غضب مكبوت:
— إنتي لسه مهتمة بيه؟
آية اتسعت عيونها بصدمة صوتها ارتفع وهي بترد بسرعة:
— إنت مالك؟! الموضوع ملوش علاقة بيك أصلاً!
ياسين قرب خطوة نظرته كانت تقيلة، صوته بقى أهدى لكنه كان أخطر:
— أنا مالي… أكتر مما إنتي متخيلة
كلامه خلاها تسكت… تتوتر أكتر… لأنها حسّت إن في حاجة في صوته… حاجة مش مجرد غضب، ولا غيرة، ولا حتى تحكم… حاجة أعمق من كده بكتير
سكتوا هما الاتنين لكن الوقت مكنش مجرد لحظة توتر… كان مليان أسئلة مليان حاجات مش واضحه مليان مشاعر كل واحد فيهم بيحاول ينكرها
رجعت خطوة لورا وقالت بهدوء:
— بصراحة ي استاذ ياسين… مش فاهمة ليه حضرتك بتتكلم كده وليه مهتم
كان واقف مكانه، نظراته كانت موجه عليها، كأنه بيحاول يقرأ اللي في عقلها… أو يمكن اللي في قلبه هو بعد لحظة، قال بهمس لكنها سمعته:
— إنتي مش فاهمة… وأنا مش قادر أوضح
رفعت حواجبها باستغراب حست إنه بيحاول يخبي حاجة… بس إيه؟ قبل ما ترد عليه، صوت تليفونها قطع التوتر اللي بينهم
بصت في الشاشة… رقم مجهول ترددت لحظة وبعدين ضغطت على زر الإجابة:
— ألو؟
الصوت اللي جه من الناحية التانية كان بارد، هادي، لكنه مليان تهديد خفي:
— آية… افتكرتي ولا لسه؟
آية حسّت إن الدم جرى في عروقها ببطء… اللهجه المألوفة في الصوت ده، الرعشة اللي خلت أنفاسها تتقطع للحظة حسّت بجسمها بيتصلّب، وإيديها بتعرق
ياسين لاحظ التغير في ملامحها قرب منها بسرعة وقال بقلق:
— مين؟
حاولت تتكلم، لكن الصوت في التليفون قاطعها بضحكة هادية:
— مش مهم تعرفي أنا مين دلوقتي… المهم إنك هتشوفي الحقيقة بنفسك… قريب جدًا
قبل ما تقدر ترد، المكالمة اتقفلت آية بصت لتليفونها بذهول، أنفاسها متقطعة، مش مستوعبة اللي حصل
ياسين كان مركز معاها، صوته بقى أخفض لكنه مليان قوة:
— آية… مين اللي كان بيكلمك؟
هي رفعت عينيها له… كانت خايفة… مش بس من التهديد، لكن من الذكريات اللي بدأت ترجع… من الحقيقة اللي حاسة إنها بتقرب منها غصب عنها
وفي اللحظة دي، ياسين حسّ بحاجة غريبة… إحساس إن الخوف اللي في عيونها ده مش مجرد خوف عادي، ده خوف على حياتها
ولسبب هو نفسه مش قادر يفسّره، حلف لنفسه إنه مش هيسمح لأي حاجة تحصل لها… حتى لو اضطر بيه الامر للموت
حسّت ببرودة بتسرى في جسمها، التليفون في إيدها وقع وكأن المكالمة اللي سمعتها سحبت كل الطاقة منهارفعت عينيها لياسين، لقيته بيبص لها بحدةعيونه كان فيها قلق واضح، بس كمان حاجة تانية… حاجة شبه الحماية
— آية، متخفيش… قوليلي مين ده؟
حاولت تبلع ريقها، تهرب من اللحظة، من التوتر، من الذكريات اللي بدأت تهجم على عقلها، لكنها ما لحقتش… فجأة صورة في دماغها ظهرت بكل قوة
مكان مظلم… صراخ… صوت خطوات جري… حد بينادي عليها، صوتها هي بتصرخ باسم حد… بس مفيش رد
ياسين لاحظ الشرود اللي على وشها، قرب منها خطوة صوته كان أقرب للهمس، بس كان مليان خوف:
— آية، إنتي كويسة؟
رمشت بسرعة، خدّت نفس عميق، وهزت راسها بحركة سريعة، كأنها بتحاول تهرب من اللي شافته في دماغها
— أنا… أنا مش متأكدة… بس الشخص ده صوته… كأنه حد أعرفه… بس مش فاكرة منين
ياسين عقد حواجبه، إحساس غريب بدأ يتشكل جواه مش بس القلق على آية، لكن كمان إحساس إنه جزء من القصة دي، حتى لو مش عارف دوره فيها إيه لحد دلوقتي
— لو في حد بيهددك، لازم تعرفيني أنا مش هسيبك تواجهى ده لوحدك
بصتله ولأول مرة، حسّت إن وجوده بيديها نوع من الأمان… بس الأمان عمره ما كان كفاية لما يكون الخطر مجهول
وفي اللحظة دي، وهي بتحاول تجمع أفكارها، تليفونها رن تاني… نفس الرقم وطت اخدت الفون وايدها بتترتعش
ياسين لمح الاسم اللي مش موجود على الشاشة، بعينين مليانين بتوتر، شاور لها إنها ترد… آية، بإيد مرتعشة سحبت الشاشة وردّت بصوت متردد:
— ألو
المرة دي، الصوت كان أخفض، مليان سخرية باردة:
— لو فاكرة إنك تقدري تهربي… يبقى غلطانة
آية شهقت… وياسين، من غير تفكير، مد إيده وسحب التليفون منها حطه على أذنه، وصوته كان مليان حدة وقوة:
— إنت مين؟ وعاوز إيه؟
لحظة صمت… بعدها الضحكة رجعت… بس المرة دي كانت أخطر، أعمق، مليانة تهديد مباشر:
— وأنت كمان، يا ياسين… دورك قرب… زي كل مرة
عيون ياسين اتسعت… الإسم اتقال بثقة، كأن الشخص اللي بيتكلم عارفه كويس… أو أسوأ، كأنه كان مستنيه
وفي اللحظة دي، كل حاجة بقت أوضح… بس أخطر بكتير مما كان يتخيل
ياسين حسّ بقشعريرة برد بتلف جسمه، صوته كان حاد وهو بيرد على الشخص المجهول:
— إنت مين؟ وإزاي عارفني؟
ضحك ضحكة قصيرة وساخرة، وبعدها الخط قفل، تاركًا وراه صمت تقيل مليان أسئلة بلا إجابات
آية كانت واقفة قدامه، عنيها متوسعة بخوف، وجسمها بيرتعش حاولت تتكلم بس صوتهامكنش طالع:
— قال… قال اسمك…
ياسين كان بيضغط على تليفونها بإيد، وإيده التانية مقفولة في قبضة قوية عقله كان بيدور بسرعة، بيحاول يربط الكلام اللي سمعه بالحلم اللي بيتكرر… بالحلم اللي دايمًا بينتهي بموتها
رفع عينه وبصّ لها إحساسه تجاهها بقى أعقد بكتير من الأول هي مش مجرد موظفة عنده، ولا حتى مجرد بنت بتثير اهتمامه… دي حاجة أعمق، أقدم حاجة ملهاش تفسير لحد دلوقتي
اتكلم بصوت هادي لكنه محمل بثقل الأفكار اللي في دماغه:
— أنا مش هسيب الموضوع ده يعدي… ولا هسيبك لوحدك، فاهمة؟
آية اتنفست بعمق، محاولة تستجمع نفسها، بس قبل ما ترد الباب خبط بسرعة وصوت حسام جه من وراه بقلق:
— آية! إنتي جوه في حاجه نسيت ادهالك
ياسين لفّ عينه ناحية الباب، وكأن كل التوتر اللي كان فيه اتحول لغضب مكتوم حسام… دايمًا بيظهر في اللحظات اللي مش المفروض يكون فيها مش عارف يخلص منه ازاي
بصت لياسين للحظة، وبعدها اتحركت ناحية الباب وفتحته بسرعة حسام دخل وهو بيدور عليها بعينيه ولما شافها بصّ لها بقلق:
— مالك؟ وشك مصفر كده ليه في إيه؟
آية فتحت بؤها عشان ترد، بس ياسين سبقهاصوته كان مليان برود حاد:
— مش وقتك، حسام اي رجعك تاني مش كنا خلصنا منك
حسام رفع حواجبه وهو بيبص لياسين وبعدين رجع بعينه لآية واضح عليه إنه مش مرتاح لوجوده هنا
— إنتي كويسة؟
آية هزت راسها. لكن صوتها طلع ضعيف:
— أنا… حد كان بيتصل بيا…
حسام ضيّق عينيه وسأل بسرعة:
— مين؟ حد بيدايقك؟
بس ياسين رد قبله عينيه على حسام:
— وإنت مالك
حسام ضم حواجبه أكتر وعيونه اتنقلت بينه وبين آية، كأن عنده مليون سؤال بس في الآخر، قال بصوت هادي لكنه مليان غضب مكبوت:
— لأنها تهمني
آية حسّت الجو حوالينها بقى مشحون بطريقة مرعبة وقلبها بيدق بسرعة ياسين كان واقف وعينيه سودة من الغضب بينما حسام كان واضح عليه إنه مش ناوي يمشي
والله الولا حسام دا بارد قوي شكل.نهايته علي ايد ياسين 😂😂🤭ياسين كان واقف ثابت عينه بتلمع بنظرة فيها تحدي وهو بيرد ببرود قاتل:
— تهمّك؟ وإيه بالظبط اللي يهمك فيها؟
حسام قرب منها وعيونه عليها وهو بيقول:
— إنها تكون بخير… وإن محدش يقرّب منها او يأذيها
آية بصت للاتنين بقلق والتوتر كان بيخنقها هي مش قادرة تفهم ليه ياسين بيتعامل بالطريقة دي وليه حسام مصمم يكون في حياتها ؟
فجأة اتحرك ومشى من جنب حسام وهو بيتمتم بصوت هادي لكن فيه غضب مكتوم:
— لو كنت مهتم بجد مكنتش سبتها قبل كده
حسام اتجمد مكانه، عيونه لمعت ب ندم واضح بس قبل ما يرد، كان ياسين خلاص خرج من المكتب وسابهم واقفين
آية خدت نفس ورفعت عينيها ليه أخيرًا وقالت بصوت منخفض:
انت رجعت تاني ليه؟
بصلهاوكان في عيونه الإجابةبس صوته كان مجرد همسة:
— لأني غلطت… وعاوز أصلّح اللي فات
&&&&&؛&&&&&&&&&&&&&-
في مكان بعيد، وسط الظلام غرفة مظلمة، كان في شخص ماسك تليفونه، بيبص لصورة آية على الشاشة وعينيه مليانة بجنون الانتقام…
— وأخيرًا… لقيناها بعد الزمن دا كله
في نفس اللحظة، كان ياسين واقف عند الشباك في مكتبه، بيبص للمدينة اللي أضواءها بتتلألأ في الليل لكنه مش شايف غير صورة آية وهي واقفة ما بين الماضي والحاضر، مشاعره كانت فوضى… غضب، خوف، غيرة، وشعور غريب إنه عايز يحميها حتى من نفسها
فجأة، صوت طرق على الباب قطعه من أفكاره، لفّ بحدة وهو بيقول بجفاف:
— ادخل
دخلت سكرتيرته بخطوات سريعة، عيونها كان فيها توترة وهي بتقول بسرعة:
— باشمهندس ياسين… الأمن بلغ إن في حد كان بيراقب الشركة طول اليوم، ومحدش عارف هو مين بالظبط
ياسين اتجمد مكانه الإحساس اللي كان بيحاول يتجاهله طول اليوم رجع تاني "الخوف" كأن في حاجة غلط بتحصل …
خرج من المكتب بسرعة وهو بيقول بحزم:
— هاتوا تسجيلات الكاميرات فورًا.
في الوقت ده، آية كانت في طريقها للخروج من الشركة لكن لسه عقلها مشغول بالموقف اللي حصل بين حسام وياسين، مش فاهمة ليه فجأة انقلبت الامور وليه إحساسها بإن في حاجة هتحصل؟
خدت نفس وهيا بتتنهد وفجأة لمحت شخص واقف عند باب الشركة… نفس الشخص اللي شافته قبل كده، حست بخوف لكن حاولت تقنع نفسها إنه مجرد تهيؤات، لكن لما عينها قابلت عينه، حست بقشعريرة باردة سارت في ضهرها
كان بيقرب منها مدّ إيده في جيبه ببطء…
آية شهقت لما شافت بيجري ناحيتها، إيد قوية مسكتها بعنف، وحد تاني غطّى بُقها قبل ما تلحق تصرخ!
لكن قبل ما يتمكنوا منها تمامًا… صوت عالي جيه من وراهم!
— سيبوها حالًا
كان واقف على بُعد خطوات، عيونه مشتعلة بغضب مش بيفكر، مش شايف غير دموعها الي بتحرقه …
اللحظة اللي وقف فيها ياسين قدام الرجالة اللي بيحاولوا يخطفوها كانت لحظة مواجهة مش بس معاهم، لكن مع الحقيقة اللي هرب منها طول الفترة اللي فاتت
حاولوا يجرّوا آية بعيد، لكن ياسين كان أسرع منهم اتقدّم وضرب اول واحد فيهم ف وشه التاني حاول يسحب سلاحه لكن الأمن وصل في اللحظة المناسبة، وبدأت معركة قصيرة انتهت بقبض الأمن على العصابة
آية كانت مرعوبة، جسمها بيترعش، لكن اللي شافته في عيون ياسين وهي بتبصله… كان شيء أعمق من الخوف كأنه بيشوفها لأول مره بجد
بعد فتره الشرطة وصلت وبدأت تستجوب المجرمين، وأخيرًا، اتكشفت الحقيقة اللي كانت دايمًا مجهوله
القائد بتاع العصابة، وهو مربوط بالأصفاد، بص لياسين بضحكة ساخرة وقال:
— عجبتني شجاعتك، بس تفتكر تقدر تهرب من قَدَرَك؟
ياسين ضيّق عيونه وقال بحدة:
— إنتو مين؟ وليه كنتم عايزين تخطفوها؟
الرجل ابتسم بخبث وقال:
— علشان نكمّل اللي بدأناه من سنين طويلة… بس المرة دي، مش هتهربوا
كلامه نزل على ياسين زي الصاعقة… ليه قال تهربوا؟ ليه حاسس إن القصة دي مش مجرد محاولة خطف عشوائية؟
قال: تقصد اي بتهربوا ليه بتجمعنادايما
وفي اللحظة دي… افتكر
كل الأحلام اللي شافها، كل اللحظات اللي حسّ فيها إنه عارف آية قبل كده… كل حاجة رجعت لعقله زي فيلم بيتعرض بسرعة جنونيه
كان في حياة تانية، في زمن تاني كان بيحاول ينقذها قبل كده… لكنه فشل!
آيةكانت واقفة مرعوبة، لاحظت التغيّر اللي حصل في ملامح ياسين،قربت خطوة اقتربت منه وقالت بصوت مهزوز:
— استاذ ياسين… إنت كويس؟
رفع عيونه ليها، نظرته كانت مليانة بمزيج غريب من الحب والخوف والندم… وقال بصوت بالكاد خرج منه:
— إنتِ… إنتِ كنتِ هناك معايا… انا افتكرت عرفت كل حاجه
آية اتجمدت في مكانها، حاجبها اتقطب في حيرة وقالت بارتباك:
— أنا مش فاهمة إنت بتقول إيه…
لكنه اصبح فاهم كل حاجة دلوقتي الماضي والذكريات بقت واضحة
والمجرمين دول؟ كانوا امتداد لعدو قديم، لقدر حاول يفرقهم قبل كده… لكن المرة دي، مش هيسمحله ينتصر!
بعد اللي حصل، الشرطة اكتشفت إن العصابة دي كانت بتشتغل لصالح منظمة سرية بتمارس طقوس قديمة، وإن آية كانت مستهدفة مش بس دلوقتي، لكن من زمان جدًا… من حياة ماضية كانوا هما الاتنين عايشين فيها!
آية، بدأت هي كمان تشوف حاجات غريبة، بدأت تحس إن عقلها بيربط بين الحاضر والماضي، وبدأت تسأل نفسها… دي كانت حكايتهم، وبتتكرر في كل زمن، لحد ما يقدروا يكملوها للنهاية؟
بعد أسابيع من الي حصل كان كل حاجه في الشركة راجعت لطبيعتها… أو على الأقل، ده اللي كانت ظاهر
وفي يوم عادي آية كانت خارجة من مكتبها وهي شايلة ملفّات كتير، ووقفت فجأة لما سمعت صوت مألوف وراها
— آية
شهقت بخفةلفت وعينيها اتسعت وهي بتبصله واقف قدامها، شكله مختلف… كأنه عايش في حالةوحزن
— حسام؟! قالتها بصدمه
ابتسم ابتسامة حزينة وقال بصوت هادي لكنه فيه رجاء:
— ممكن نتكلم؟ انا بقالى كتير مستنى الفرصه المناسبه بعد اللي حصلك
آية بصّت حواليها بتوتر، الناس في الشركة بدأت تاخد بالها وكان فيه همسات بتتردد، لكن قبل ما ترد… قاطعهم صوت حاد:
— مش هنا
آية اتجمدت وحسام لف بسرعة، ياسين كان واقف على بُعد خطوات، نظراته كانت نار، والغضب في صوته كان واضح
حسام غمض عيونه بغضب وضحك بسخرية وقال:
— وإنت مالك؟ إحنا بنتكلم بس وانا كل ما اجي اتكلم معاها اللقيك في وشي
ياسين اتحرك خطوة لقدامه، وقال بحدة:
— قلت مش هنايعني مش هنا عندك كلام؟ يبقى بعيد عن الشغل
صوته كان عالى الموظفين كلهم وقفوا يتفرجوا التوتر في الجو كان واضح وحسام كان باين عليه إنه مش ناوي يستسلم بسهولة
بصّ لياسين وقال:
— أنا راجع علشان أصلّح غلطتي، وأنا لسه بحبك ي آية بقولهالك في نص الشركه قدام الجميع اتمني تسامحيني
كان بيتكلم بثقه" ويارته ما اتكلم "
كلماته كانت كفيله انو ياسين يخرج عن السيطره وينفجر
عيون ياسين اغمقت، ونفسه بقى تقيل… وفجأة قبل ما حد يستوعب اتكلم بصوت حاد ارعب كل الموجودين:
— وإنت فاكر إني هسيبك؟!
آية ارتعشت من صوته غمضت عيونها وبعدين بصّت ليه بصدمة حسام كان مستغرب والموظفين كانوا مش مصدقين اللي بيسمعوه
لكن ياسين كمل وصوته كان مليان غيره،و غضب، وأهم من كل ده… حب مكبوت من زمان
— فاكر إني هقف أتفرج عليك وإنت بتحاول تقرب منها؟ فاكر إني هسيبك تاخدها مني؟
~~اخيرا الجبل نطق💃🏻💃🏻 ~~~فكرت هخلص الروايه والشبح ساكت~~~الحب دا عليه حاجات ي جدعان
احم معلش سرحت بس😂
آية شهقت والهمسات زادت بين الموظفين
حسام رفع حواجبه وقال بدهشة:
— إنت بتقول إيه؟
لكن ياسين ما كانش قادر يسيطر على نفسه، قرب من آية بسرعة، وقف قدامها، وعينيه كانت بتحكي حاجات كتير:
— آية… أنا مش هسمح لأي حد ياخدك مني، ولا حتى الزمن نفسه
آية حسّت بقلبها بيدق بجنون، ووشّها سخن، مكنتش عارفة تتكلم، حسام كان واقف مصدوم، والموظفين بقوا في حالة ذهول تام
لحظة صمت طويلة… قبل ما حسام يضحك بمرارة ويقول لياسين:
— واضح إنك إنت اللي كنت خايف طول الوقت مش أنا
ياسين ما ردّش… بس نظراته كانت كفاية تقول كل حاجة
آية بلعت ريقها وقالت بصوت مبحوح:
— حضرتك... استاذ... ياسين… إنت بتقول إيه؟
بصّ ليها وقال بصوت واضح، بدون خوف، بدون تردد:
— بقول اللي كان لازم أقوله من زمان… أنا بحبك وكنت بحبك حتى قبل ما أعرفك
الدنيا وقفت لحظات صمت وزي ما يكون القدر كان مستني اللحظة دي… كل حاجة اتغيرت من هنا
آية بصّت لياسين وعينيها بتلمع مكنتش مستوعبة اللي قاله هو… بيحبها؟ من زمان؟ حتى قبل ما يعرفها؟ إزاي؟!
حسام اخد نفس عميق وقال ببرود يخفي وراه كرامة مكسورة:
— حلو أوي… بس آية ممكن عندها رأي؟ ولا خلاص قررت عنها كمان؟
آية بصّت ليه ثم لياسين، وفضلت ساكتة مكنتش عارفة تتكلم، إحساسها كان متلخبط، قلبها بيدق بقوة، ودماغها بتلف بمية فكرة
لكن قبل ما تقدر ترد ياسين قرب منها أكتر، نبرته كانت هادية… لكن قوية:
— آية متخافيش… أنا مش هسمح لحد يأذيكي تاني ولا هسمح حتى لنفسي أكون سبب في وجعك
كلامه كان فيه حاجة غريبة… حاجة وجعت قلبها أكتر ما ريّحته
حسام لاحظ ده، فابتسم بسخرية وقال لياسين:
— جميل أوي كلامك ده، بس أنت مش كنت عاوزها تسيب الشغل وبدايقها في كل وقت فاكر اني مكنتش اعرف بالي بيحصل هنا جاي دلوقتي تقول بتحبها طب ازاي وامتي انت لسة جاي قريب اما انا اعرفها من زمان يمكن غلطت في حاجه بس حابب اصلح غلتطي
ياسين اتجمد مكانه… وكأن السهم اللي أطلقه حسام أصابه في قلبه
آية بصّت لياسين… فافتكر هو بنفسه كل لحظة ظلمها فيها، كل كلمة جرحتها، كل مرة حاول يبعدها عنه لمجرد إنه خاف يواجه مشاعره
سحب نفس عميق بصّ لحسام وقال بصوت هادي لكنه مليان ندم:
— آه… قلت كده وكنت أكبر غبي في الدنيا
بصّ لآية… وعينيه كان فيها كل اللي مقدرش يقوله زمان:
— بس دلوقتي… عرفت إنك الوحيدة اللي كنت بدوّر عليها من البداية
آية شهقت بصوت مكتوم، عيونها بتلمع بحب شافه حسام وحسّت إنهامش قادر تستحمل أكتر من كده
حسام بصّ ليها بعمق … ثم للياسين، ابتسم بمرارة وقال:
— أنا عرفت إجابتي خلاص.....ابقو اعزموني على الفرح.....
وقبل ما حد يرد، لف ومشي… مشي وهو عارف إن حتى لو فضّل يحب آية العمر كله، مش هيقدر يغيّر حاجة كان واضح الحب في عيونها لياسين
الموظفين كانوا لسه في حالة صدمة، لكن محدش كان يقدر يقطع اللحظة اللي بينهم بدأو ينسحبوا
ياسين مدّ إيده ناحية آية بحذر، كأنه خايف ترفض كأنه خايف إنها تبعد
— آية… أنا مش هطلب منك تسامحيني دلوقتي بس عاوزك تعرفي… إني عمري ما كنت بحب غيرك
دموع آية نزلت بدون ما تحس، رفعت عينيها ليه وقالت بصوت مرتعش:
— طب ليه؟ليه كنت بتجرحني دايما بكلامك؟
تنهد وقال بحزن:
— لأن الحب ساعات بيخوف أكتر من الكره، وأنا كنت جبان كنت فاكر إني لو خليتك تبعدي… مش هفضل أحبك
قرب منها خطوة، وصوته كان شبه همسة:
— س حتى لما بعدت… كنت كل يوم بحبك أكتر
دموعها نزلت معرفتش ترد… بس الخطوة اللي خدتها نحوه كانت كفاية تخليه يفهم كل حاجة
كان عاوز يحتويها بين إيديه، بدون كلام، بدون أي حاجة غير إحساس حقيقي، كان مستني اللحظة دي من سنين… ومن أزمان قبل كده كمان
كل ده كان بلغة العيون
~~حرام ها الي فكرتوا في~~
ياسين رجع البيت، عقله مشغول بيبتسم كل ما يفتكر اللي حصل، بس كان عارف إنه لازم يحكي لأمه، لازم يقولها كل حاجة، من البداية للنهاية
كانت قاعده بتقرأ في كتاب الله لما شافته قفلت المصحف ووضعته جنبها
قعد قدامها وقال بهدوء:
— ماما… أنا عاوز أقولك حاجة بس عارف إنها ممكن تكون غريبة شوية
بصّت له بقلق وقالت:
— خير يا ابني؟ مالك؟
تنهد وقال:
— فاكرة الأحلام اللي كنت بحلمها؟ البنت اللي كنت بشوفها دايمًا وهي بتموت؟
أمه اتوترت كانت عارفة إنه متعلق بالأحلام دي جدًا، بس مكانتش عارفة إنها هتكون ليها علاقة بالحقيقة
— آية… هي البنت دي، هي نفس الشخص اللي كنت بشوفه في أحلامي، ونفس الشخص اللي كنت بحبه حتى من قبل ما أعرفها
الأم بصّت له بدهشة استوعبت كلامه بصعوبة، لكن قلبها كان حاسس إن اللي بيقوله ده حقيقي.
— يعني… اللي كنت بتحلم بيه كان بجد؟
هزّ راسه وقال بحزم:
— آهوقدامي حل واحد… إني أروح أتقدملها"
الأم ابتسمت وسط دهشتها كانت عارفة إن ابنها لما بياخد قرار عمره ما بيتراجع عنه
أما عند آية…
امها كانت في المطبخ بتحضر العشا سمعت صوت باب الشقة بيتفتح بصت لقيت آية داخلة، شكلها مش طبيعي، عينيها شاردة كأنها تايهة،سابت الشنطة على الكنبة
امها مسحت إيديها في المريلة وقربت بقلق:
مالك يا آية؟ وشك مخطوف كده ليه؟
آية بصتلها وسكتت بعدين رفعت عينيها وقالت بصوت واطي: ماما أنا عاوزة أقولك حاجة… بس مش عارفة هتصدقيها ولا لأ
قعدت قصادهاوقالت بحنيه: ي حبيبتي أنا أمك قوليلي كل اللي جواكي
آية بلعت ريقها، قلبها كان بيدق بسرعة:
أنا كنت بحلم بحاجات غريبة… كنت بحس إني في مكان تاني…وانو في حد بيناديني بس مش عارفة مين… وكل مرة الحلم بينتهي بموتي
امها حسّت بقشعريرة و إن كلامها مش هواجس فضلت ساكتة مستنية باقي الكلام
آية صوتها واطي بس مليان يقين:
الحلم ده طلع مش مجرد حلم… الحاجات اللي بشوفها حصلت قبل كده بجد في زمن تاني، وأنا جزء من القصة دي… وياسين كمان، هو كان بيحلم بيا، وكان شايفني بموت في كل مرة
الأم شهقت: إزاي؟
آية ابتسمت ابتسامة خفيفة بس مليانة مشاعر: ماما… هو جاي يتقدم لي
امها مكنتش مستوعبة الكلام قالت:
إزاي كل ده؟ وإزاي فجأة ياسين جاي يتقدملك؟
رفعت عينيها لأمها وقالت بصوت هادي بس مهزوز:
ماما… كل حاجة حصلت بسرعة بس في نفس الوقت… كأنها كانت بتحصل من زمان، كأن حياتي كلها كانت ماشية في طريق واحد عشان اللحظة دى
امها قربت منها حست إن بنتها متلخبطة بس في نفس الوقت عندها يقين غريب:
طب احكيلي... احكيلي من الأول، عاوزة أفهم كل حاجة
آية خدت نفس عميق و بصت للأرض و بعدين رفعت رأسها وقالت:
من أول ما شفته وأنا حاسة بحاجة غريبة، كأننا مش غرب، كأننا عشنا مع بعض قبل كده… وبعد اللي حصل، لما أنقذني، ولما عرفت إنه كان بيشوفني في أحلامه زي ما أنا كنت بشوفه… حسيت إن القدر بيرجعنا لبعض
امها فضلت ساكته وعينيها بتحاول تقرأ اللي ورا كلامها وبعدين قالت بهدوء: وإنتي… حاسه بإيه ناحيته؟
آية ابتسمت ابتسامة صغيرة بس عينيها كانت مليانة مشاعر بصت لأمها وقالت بصوت واطي: حاسة إني كنت بحبه من قبل ما أعرفه
تاني يوم
ياسين راح لاهل ايه كان عارف إنه أخيرًا في المكان الصح وواقف قدام الرجل اللي هيطلب منه أغلى حد في حياته
قعد قدام والدها كان متوترقال:
— أنا جاي النهاردة وأنا عارف قيمة اللي بطلبه جاي أطلب إيد بنتك على سنة الله ورسوله
والد آية بصّ له بتركيزو قال بهدوء:
— انت جاهز انو تتجوز بنتي شايف انك تستحقها
ياسين ابتسم وقال بثقة:
— يمكن زمان كنت هسأل نفسي نفس السؤال، لكن دلوقتي… أنا متأكد إن حياتي من غيرها ملهاش معنى
آية بصّت لياسين وابتسامتها كانت الإجابة اللي الكل مستنيها....
مرت الايام وجيه
الفرح… والحب اللي كان مكتوب من زمان
البيت كان مليان ضحك وأصوات فرح، الزينة متعلقة في كل مكان النهاردة كان يوم كتب الكتاب، اليوم اللي القدر جهزه لياسين وآية من سنين طويلة، من قبل ما حتى يعرفوا إنهم لبعض
آية واقفة قدام المراية بفستان أبيض بسيط وحجاب روعه كانت شبه الحوريات، كانت جميلة بطريقة خطفت قلوب كل اللي شافوها صديقتها كانت بترتب طرحتها وهي بتضحك:
— إنتِ مستوعبة إنك بعد شوية هتبقي مرات الراجل اللي كنتِ بتكرهيه؟
آية ضحكت بخجل، بس عنيها كانت بتلمع:
— أنا عمري مكرهته… كنت بس مش فاهمة إحساسي ناحيته
أما ياسين، فكان واقف برا في الصالة، لابس بدلة سودة وكأنه نجم سينما، بس كان متوتر، لأول مرة في حياته يحس الإحساس ده حسام كان واقف جنبه وقال بهزار:
— إيه يا باشا أول مرة أشوفك متوتر كده فين ياسين بتاع الشركه
ياسين ضحك وقال:
— الشركة حاجة… وكتب الكتاب حاجة تانية، النهاردة هبقى جوزها، المسؤول عن سعادتها، وده أهم منصب في حياتي
خرجت آية أخيرًا بجملها … الكل بصّ لها بانبهار، بس عنيها كانت بتدور على شخص واحد… ولما عينيها جت في عينه كأن كل حاجه اختفت من حواليهم
ياسين قرب منها وهمس بحب:
— أنا مش مصدق إنك بجد قدامي… وإنك أخيرًا ليا بعد دا كله
آية ابتسمت بكسوف وقالت:
— وأنا مش مصدقة إن كل اللي عدينا بيه كان علشان اللحظة دي
بدأ المأذون بكتب الكتاب والكل حواليهم بيردد الدعوات وبعد لحظات، ياسين نطق بكلمته اللي غيرت حياته للأبد:
— قبلت الزواج بآية وشهد الله على ذلك
آية قالت بصوت ثابت، لكنه مليان مشاعر:
— قبلت
الكل صقف بفرح انفجرت الزغاريط والضحك، بس ياسين كان كل تركيزه في حاجة واحدة… إنه أخيرًا قدر يمسك إيدها بإحساس الراجل اللي ليه حق يحميها ويحبها بدون قيود
"أما عن الحب… فهو لعيناكِ واما عن العشق فلا يكفي لوصف مشاعري "
انا بقيت شاعره ولا اي&
بعد الفرح، لما بقوا لوحدهم، آية كانت قاعدة على الكنبة وهي متوترة، مش عارفة تبص لياسين إزاي، بس هو كان عنده رأي تاني…
قعد قدامها وقال بمكر:
— إنتِ مكسوفة مني يا مدام ياسين؟
آية رفعت عينيها وقالت بجدية مصطنعة:
— ممكن شوية احترام أنا موظفة عندك بردو
ياسين ضحك وقال وهو يقرب منها أكتر:
— موظفة؟ لا… إنتِ شغلك دلوقتي إنك تكوني معايا وبس
آية حاولت تهرب، بس هو مسك إيديها وقال بحنان:
— بحبك… وحبيتك من زمان، حتى قبل ما أعرفك وقبل ما القدر يرجعني ليك تاني
آية بصّت له، وشافت في عينيه كل اللي كانت بتدور عليه… الأمان، الحب، والشخص اللي عمره ما هيسيبها، مهما حصل
— وأنا كمان كنت مستنياك من قبل ما أعرف إنك موجود
في انتظار الخاتمة