رواية خلف قضبان القلوب الفصل السادس بقلم ميمي عوالى
فاطمة : طب اكلم انا مريم ابلغها بيوم الخميس و اللا انتو شايفين ايه 🙄
زكريا : اكيد طبعا يا ماما .. مانتى لازم تعزميها ، و كمان تبلغيها ان سوزان وصلت بالسلامة
فاطمة بتنهيدة مثقلة : و الله يا ابنى مانا عارفة هى هتقدر تعقل الامور صح امتى
يونس بسخرية : انسى يا ماما ، مريم من و احنا صغيرين حاطة حاجز كبير بينها و بين نور و سوزان
زكريا : و بينى انا كمان رغم انى حاولت كتير انى اقرب منها و اشيل الحواجز اللى بيننا ، لكن ماقدرتش ، و كمان لقيتها متشبثة بيهم جدا
فاطمة : ربنا يهديها هى و جوزها
لتطل عليهم سوزان مرة اخرى بعد ان بدلت ثيابها لملابس اكثر راحة ، و قالت : نسيت أسألك على ماجى يا زكريا .. اخبارها ايه
زكريا بامتعاض ساخر : بحطة ايديكى
سوزان ضاحكة : و مالك زعلان كده ، المفروض انك اتعودت
زكريا : ابدا عادى بقى
سوزان : و مريم و جوزها عاملين ايه يا ماما ، تصدقى انها وحشتنى بجد
يونس ضاحكا : ايه .. وحشك مناكفتكم سوا
سوزان بصدق : ان جيت للحق ، انا وحشنى كل حاجة هنا ، و اكتر حاجة وحشتنى لمتنا كلنا سوا
يونس بجمود حزين : بس مهما اتلمينا يا سوزان ، عمرنا ماهنكمل
فاطمة و هى تحاول تغيير مجرى الحديث : طب ياللا عشان نتغدى ، لما تطلع مع يونس يا زكريا انده على همس تنزل تتغدى معايا انا و سوزان
سوزان بفضول : يطلعوا فين .. هم مش هيتغدوا معايا
زكريا و هو يشير لسوزان بجانب عينيه على يونس : معلش بقى يا سوزان انتى مش غريبة ، بس يونس محتاج يطلع اوضته يريح شوية و يتغدى و …
لتنظر سوزان الى يونس بعتاب و تجلس امامه ارضا و تقول : انت محرج منى يا يونس ، اخص عليك ، هو انا بعدى عنكم خلانى بقيت غريبة للدرجة دى
يونس بتردد : ابدا يا سوزان .. بس ..
سوزان : بس ايه ، انت ناسى ان انا اللى كنت بقعد ااكلك مع ماما قبل ما اسافر ، على فكرة انا ااه اخدت الدكتوراة ، بس انا لسه سوزى اللى طول عمرها متربية معاك و عمرى ماهتغير ابدا
يونس : الحكاية ان النهاردة اول يوم انزل فيه من اوضتى ، و حاسس انى فعلا محتاج استريح شوية
سوزان : لو عاوزنى اصدقك .. اوعدنى اننا نتعشى كلنا سوا ، حتى لو فى اوضتك لو انت فعلا مش هتقدر تنزل تانى
يونس بتردد و هو يهرب بعينيه منها : ان شاء الله ، لو اتعشيت نتعشى سوا
زكريا : خلاص يا سوزى ، سيبيه دلوقتى يستريح
و ان شاء الله اكيد هتتعوض
لتنهض سوزان واقفة و تقول و هى تنظر ليونس : انا لما كلمت ماما و قلتلها انى راجعة مصر ، كنت فرحانة انى هتجمع معاكم من تانى ، و طبعا انا فاهمة ان لو زكريا موجود النهاردة فاكيد مش هيبقى موجود كل يوم ، يعنى هفضل مع ماما و معاك يا يونس ، و لو كل واحد فينا هيبقى فى ناحية ، فوحدة بوحدة .. يبقى ارجع بيت بابا الله يرحمه
يونس بضيق : ماتضغطيش عليا يا سوزان ارجوكى
سوزان بعتاب : انا مابضغطش عليك يا يونس ، انا بطلب منك ماتكسرش فرحتنا بلمتنا مع بعض
زكريا : خلاص يا سوزى ، سيبيه يطلع يستريح شوية دلوقتى ، و انا بنفسى هنزلهولكم تانى بعد ساعة و اللا اتنين كده ، لانه فعلا اول مرة من وقت الحادثة يقعد فترة طويلة كده
سوزان و هى تتصنع المرح : اعملوا حسابكم انكم لو اتأخرتم عليا هتبرع بالهدايا بتاعتكم للهلال الاحمر
ليصعد زكريا بيونس الواجم الى غرفته و يساعده على التمدد على الفراش و هو يقول : نفرد جسمنا شوية على ما الغدا يوصل ، و انا هروح انده همس عشان تنزل لماما
ليقترب زكريا من غرفة همس و التى كان بابها منفرجا .. و قبل ان ينادى همس ، وصل اليه صوت زهرة و هى تقول بصوت حنون : مش احنا اتفقنا يا هموسة ان الكلام ده انتى بس فهمتيه غلط و ان عمتو ماتقصدش
همس : لا يا ميس .. هى كل ماتشوفنى بتقعد تضايقنى بكلام وحش
زهرة : حبيبتى كانت بتهزر معاكى انتى بس اللى ما اخدتيش بالك
ساكتة ليه ، ينفع اكلمك و ماترديش عليا
همس : عشان انتى مش مصدقانى ، و انا قلتلك انها قعدت تقوللى انى مانجحتش ، و اما قلتلها انى نجحت اتتريقت عليا و مش صدقتنى
زهرة بتنهيدة : طب تيجى نتفق اتفاق
همس : اتفاق إيه بقى
زهرة : اننا دايما نبقى عارفين ان مش كل الناس هتتكلم معانا بطريقة نحبها
همس : يعنى ايه
زهرة : يعنى مثلا .. انتى بتحبى الطريقة اللى عمو زكريا بيعاملك و بيتكلم معاكى بيها .. صح
همس : ايوة .. عشان عمو زكريا بيحبنى و انا كمان بحبه اوى و ببقى مبسوطة لما بشوفه
زهرة : تمام ، و كمان قلتيلى انك مابتحبيش تتكلمى مع عمتو مريم
همس : عمتو مريم و طنط ماجى .. دايما بيزعقولى و يقولولى كلام وحش
زهرة : بس بتحبى تتكلمى مع تيتا
همس : ااه .. اوى
زهرة : و بابا
همس : ايوة
زهرة : و دادة زينب
همس : ايوة
زهرة : يعنى فى ناس بنحب نتكلم معاهم و ناس لا ، او مش كل الناس هتتكلم معانا بطريقة نحبها
همس : ايوة فهمت
زهرة : و كل ما هتكبرى .. هتقابلى و تعرفى ناس اكتر ، و برصة هتلاقى ان مش كل الناس هتتكلم معانا بطريقة نحبها
همس : طب ليه .. انا مش بعمل معاهم حاجة وحشة عشان مايحبونيش
زهرة : اولا بلاش نقول انهم مابيحبوكيش ، بس ممكن نقول ان هى دى طريقتهم فى الكلام
و ثانيا .. مش شرط تعملى حاجة وحشة عسان ده يحصل ، ساعات بيبقى فى حاجات بتحصل احنا مانعرفهاش هى اللى بتخليهم بيتكلموا كده
همس باعتراض : كل مرة بيحصل حاجة
زهرة : ما احنا مانعرفش .. بس تعرفى .. انتى ممكن لما حد يضايقك .. ماتقوليلوش انك اتضايقتى ، و اعملى نفسك مش واخدة بالك ، يقوم هو يتضايق و يبطل يضايقك او يبعد عنك خالص
همس : طب مانا كل مرة عمتو و طنط ماجى لما بيضايقونى مش بقوللهم انى اتضايقت و برضوا بيضايقونى كل مرة
زهرة : يبقوا هم مابيبقاش قصدهم يضايقوكى ، و بعدين .. عمتو مريم هتفضل طول عمرها عمتو ، و كمان طنط ماجى ، و هتفضلى طول عمرك تتعاملى معاهم سواء ضايقوكى او لا
فاحنا بقى نعمل ايه
همس : ايه
زهرة : نفضل نتعامل معاهم عادى خالص لحد ماهم ياخدوا بالهم و يتكلموا معانا حلو .. اتفقنا
همس : ماشى
زهرة : و بعدين هو انتى ما جوعتيش
همس : جوعت اوى
زهرة : انا كمان جوعت اوى ، ياللا ننزل نتغدا و بعد الغدا نقرا مع بعض شوية قبل ما امشى
كان زكريا يقف منصتا باهتمام لحديث زهرة مع همس ، و عندما احس بانهما تهمان بالخروج من الغرفة ، حمحم بصوته و نادى همس بصوت مسموع ، لتخرج الصغيرة و هى تمسك بيد زهرة و قالت : نعم يا عمو
زكريا : تيتا مستنياكى تحت مع خالتو سوزان عشان الغدا
و عند عودة زكريا الى يونس يقول له : على فكرة .. الميس بتاعة همس واضح ان دماغها حلوة
يونس : اشمعنى
ليقص عليه زكريا ما سمعه من حوار بين زهرة و همس ، ثم يقول .. تحسها عاقلة كده و ماحاولتش تخلى همس تفضل زعلانة او تفضل حاطة فى دماغها انهم فعلا مابيحبوهاش
ليقول يونس : ماما قالتلى انها كانت بتحضر دكتوراه فى العلاج النفسى بس ما كملتش
زكريا بذهول : دكتوراه .. طب ايه اللى وصلها انها تبقى مربية
يونس بتوضيح : وجودها مع همس فى الاساس هدفه العلاج النفسى
زكريا باستنكار : علاج نفسى لهمس
يونس : ايوة .. هى اللى كلمت ماما و طلبت منها تعرضها على دكتور او معالج نفسى ، و قالت لها ان همس عندها اكتئاب
ثم يقص عليه كل ما حدث منذ مجئ زهرة إليهم و حتى بداية عملها مع همس
زكريا : طب مش يمكن هى اللى قالت كده عشان ماما تعرض عليها انها تفضل مع همس و تبقى فرصة شغل كويسة بالنسبة لها
يونس باستبعاد : ما اعتقدش ، لان ماما بعدها لاحظت ان همس فعلا نفسيتها وحشة ، و على طول قاعدة ساكتة و مش بتتكلم
انت ماشفتهاش الصبح لما نزلت مع زهرة عشان تفطر و لقتنى قاعد تحت مستنيها عملت ايه و لا فرحت ازاى ، و طول الوقت اللى قعدته معاها برة فى الجنينة مابطلتش كلام معايا ، اكنى كنت مسافر و غايب عنها و لسه راجع من السفر
و كمان الاسبوع اللى قضته مع همس .. ماما بتقول انه فرق مع همس كتير
زكريا باعجاب : يبقى برافو عليها ، و لو كلامها مع همس ده طريقة من طرق العلاج ، يبقى برضة هايل
بس انت ناوى على ايه .. هتنزل تتعشى معاهم
يونس باعتراض : ازاى يعنى بس يا زكريا .. عاوزنى ابقى قاعد فرجة وسطيهم و ماما بتأكلنى
زكريا : انت ليه واخد الحكاية بالحساسية دى
بونس : لان الموضوع فعلا حساس ، انا ما اقدرش اخلى فى ذاكرة همس صورة زى دى عنى حتى لو هموت
زكريا : يا عم بعد الشر ، بس يعنى .. هو انت جربت تاكل بايدك و ماعرفتش
يونس : ايوة .. حاولت من فترة
زكريا : و حصل ايه وقتها
يونس : الموضوع كان مرهق جدا ، و بطئ جدا جدا
زكريا بتشجيع : بس مش وحش ، قلت للدكتور
يونس : ايوة ، و قاللى انى اعتبره تمرين و اكرره باستمرار
زكريا باستنكار : و طبعا قررت تستسلم و ما تكررهاش
يونس : انت اصلك مش فاهم الحكاية عاملة ازاى
زكريا : يا حبيبى كل حاجة بنتعب فيها .. بيبقى طعمها احلى لما بنوصل لها
و بعدين ما انت كنت رافض الكرسى و نزولك تحت ، بزمتك لما نزلت النهاردة .. ماكنتش مبسوط ، ماحسيتش انك كان فايتك كتير و ضيعته بعندك
يونس : مش حكاية عند يا زكريا صدقنى ، بس كنت طول الوقت خايف اشوف نظرة وجع فى عين همس بسببى
زكريا : انت مش البنى ادم الوحيد فى الدنيا اللى ظروفه كده يونس
يونس : بس الوحيد فى نظرها ، همس ماتعرفش حد عاجز غيرى ، عمرها ماشافت حد بظروفه دى غيرى ، فجأة لقت روحها من غير امها و عرفت انها خلاص راحت منها للابد ، ذنبها ايه تشوف سندها الوحيد اللى باقيلها فى الدنيا دى هو كمان بالشكل ده
زكريا : يبقى الاولى اننا نحاول بكل مجهودنا اننا نعافر عشان نغير ده
يونس بحزن : و انت معتقد انى ما بحاولش
زكريا بتعاطف : حبيبى انا عارف انك بتحاول بكل قوتك ، بس طول مانت فى صومعتك دى لوحدك ، المشوار اللى المفروض تمشيه فى يوم هتمشيه فى تلاتة ، حاول تاخد الامور ببساطة اكتر من كده عشان نقدر نعدى و ننجز
الدكتور بتاعك على فكرة متفائل جدا ، بس عاوزك انت كمان تبقى متفائل زيه ، الدكتور قال انه محتاج يساعدك و تساعده
يونس بامتعاض : انا بعمل كل اللى بقدر عليه
زكريا : بس ممكن تحاول اكتر
يونس باستنكار : اكتر من كده
كان الطعام الخاص بهما قد احضرته احدى الخادمات فقال زكريا : ايه رايك
يونس بانتباه : رايى فى ايه
زكريا : تحاول تاكل بنفسك ، و ادينا لوحدنا اهو
يونس: و لو بهدلت الدنيا
زكريا : ماحدش معانا و لا شايفنا غير ربنا ، و على الاقل نعرف التطور فى ايديك وصل لحد فين
يونس باستسلام : ماشى
ليعدل زكريا وضع الفراش لوضعية الجلوس ، و يضع صحنا واحدا من الطعام على الطاولة المخصصة له ، و يجعلها فى متناول يديه و يضع ايضا ادوات المائدة الاخرى و يقول ليونس بتشجيع : ياللا يا حبيبى سمى الله كده و جرب
ليبدأ يونس فى الامتثال لحديث اخيه ، و هو يحاول التحكم فى الملعقة بين اصابعه و يملأها بالطعام و يقربها من فمه بتمهل و هو يحاول جاهدا الحفاظ على الطعام بالملعقة ، حتى التقمه بفمه اخيرا تحت تشجبع زكريا
ليستغرق تناول يونس للطعام مالا يقل عن عشرون دقيقة حتى قال .. خلاص يا زكريا مش قادر .. تعبت
زكريا : احنا كنا فين و بقينا فين ، ده كده هايل اوى
ريح ايديك بقى شوية و انا هكملك اكلك
يونس : لا خلاص مش عاوز .. شبعت الحمدلله
زكريا : شبعت و اللا زهقت
يونس : الاتنين
زكريا : طب انا مش هضغط عليك ، احنا كده عال اوى ، و ان شاء الله على العشا ..
يونس : لا عشا ايه .. ماينفعش اقعد وسطهم كده يا زكريا
زكريا : اسمعنى بس و اشترى منى ، انا هقول لدادة زينب ان وقت العشا تعمللك انت سندوتشات صغيرة ، تقدر تمسكها بسهولة و تاكلها زى مانت عاوز
يعنى مش هتاخد منك و لا مجهود و لا وقت زى الشوك و المعالق و الكلام ده ، و اهو اسمك قاعد وسطهم، هنا بقى او تحت مش هتفرق .. ايه رايك
يونس باستحسان : فكرة حلوة .. بس اوعى تنسى تفهم دادة زينب و تأكد عليها
زكريا : ماتقلقش ، اول ما هننزل .. هروح افهمها فورا
و بالفعل ينضم يونس للجميع وقت العشاء و تضع زينب امامه بعض الشطائر الصغيرة و الفاكهة المقطعة و التى لا تحتاج لمجهود كبير من يونس لتناولها ، و على الرغم من شعوره بسعادة الجميع بانضمامه اليهم الا انه شعر بسعادة اكبر تشع من داخله و خاصة عندما لاحظ السعادة الطاغية على وجه همس بوجوده بينهم
و عندما ذهب الجميع الى النوم بعد انصراف زكريا ، اندست فاطمة بفراشها و هى تمسك هاتفها بين يديها و تنظر اليه بتثاقل و تقول : الله يهديكى يا مريم يا بنتى ، دايما كل ما احب اكلمك تبقى محسسة الواحد انه عامل عملة كده
ثم تنهدت و قامت بالاتصال بمريم و هى تنظر للساعة المعلقة امامها لتجدها العاشرة و النصف ، و عندما سمعت صوت مريم يأتيها عبر الهاتف و هى تقول : ايوة يا ماما
فاطمة : ازيك يا مريم وحشتينى
مريم : كويس انك كلمتينى ، ده انا كنت ناوية اجيلك بكرة
فاطمة بفضول : فى حاجة و اللا ايه
مريم : ايوة .. فى حكاية كده كنت عاوزة اكلمك فيها
فاطمة : خير يا ترى .. قلقتينى
مريم و هى تنظر لحاتم الذى يشير اليها بان تتحدث الان : الحقيقة طالما اتصلتى بيا ، يبقى اقول لك دلوقتى و خلاص
فاطمة و معالم القلق تتسلل الى ملامحها : خير يا بنتى .. اتكلمى
مريم بجمود : الصراحة يا ماما انا مش عاجبنى ان انتى و يونس سايبين فلوسكم كلها تحت ايدين زكريا يتصرف و يبعزق فيها زى ماهو عاوز بالشكل ده
فاطمة باستنكار : فلوس ايه يا بنتى اللى بعزقها زكريا
مريم : يعنى تقدرى تقوليلى لازمته ايه الاسانسير اللى قال عليه ده
فاطمة : مش عشان اخوكى يقدر ينزل و يطلع يا بنتى
مريم : و ينزل و يطلع ليه ، ما الاوض تحت كتير ، ما كان نزل فى اى اوضة تحت و خلاص و كفاية اوى الكرسى العجل
انما طبعا زكريا بية هيهمه ايه ، ماهو مش خسران حاجة و عمال يبعزق يمين و شمال على كيفه ، مش كفاية الشغل اللى بيقف لنا فيه رغم ان مكسبه ملايين
فاطمة : اسمعى يا مريم ، انتى عارفة كويس اوى ان كل كلامك ده مش حقيقى ، و عارفة و متاكدة كمان ان زكريا صاين مال اخوكى بما يرضى الله ، و دايما فاكر انه وصية ابوكم الله يرحمه
مريم : برضة بلاش الثقة الزايدة اوى دى
فاطمة بذهول : انتى عاوزة ايه يا مريم بالظبط
مريم : عاوزة يونس يفتكر ان انا اللى اخته شقيقته ، و ان انا و حاتم اولى انه يثق فينا و يأمننا على ماله
ثم انتى كمان .. ليه برضة سايبة فلوسك فى ايديه ، انتى ناسية انه مش ابنك
فاطمة : ايوة يا مريم ناسية ، و مش عاوزة افتكر
مريم : تقومى تديله ثقتك و انا لا
فاطمة بحزم : اسمعى يا بنتى ، انتى لو فضلتى على الموال ده كتير لا هترتاحى و لا هتسيبينا نرتاح
انا و اخوكى واثقين فى زكريا ، و طول عمره و هو اد الثقة دى ، و ماتنسيش انه كان اد ثقتك انتى كمان قبل ماتتجوزى ، ايه .. نسيتى ان انتى كمان فلوسك كانت تحت ايديه و هو اللى بيديرها
زكريا لو خاين كان خان من زمان ، بكفاياكى بقى تقليب فى حكايات مالهاش عازة ، زكريا اخوكم و بيحبك انتى و اخوكى ، و ساب كل حاجة و فضل معانا طول اليوم امبارح و ما مشيش الا اما كل حاجة خلصت ، و النهاردة طول اليوم .. فضل برضة مع اخوكى و ماسابهوش لوحده لحظة غير على النوم لانه عارف انى كنت مشغولة
فبطلى بقى تشكيك فيه و فى حبه لينا ، و ماتنسيش انه اخوكى
مريم : يا ماما افهمينى ، انا ….
فاطمة : افهمينى انتى يا بنتى و اقفلى الموضوع ده تماما ، و مش عاوزة اسمعه مرة تانية ، و خلينى اقول لك كنت مكلماكى ليه
مريم بامتعاض : خير
فاطمة : سوزان رجعت النهاردة
لتعتدل مريم بجلستها و هى تنظر امامها بجمود و تقول : راجعة اجازة و اللا خالص
فاطمة : لا خالص ، خدت الدكتوراه ، و هتستلم شغلها فى جامعة هنا بعد كام يوم
و عشان كده اخواتك قرروا يحتفلوا بيها ، و هيعملوا لها حفلة صغيرة كده يوم الخميس ان شاء الله
مريم بسخرية : و ادى سكة جديدة للبعزقة اتفتحت اهو
فاطمة : زكريا قال ان هو اللى هيتكفل بمصاريف الحفلة كلها ، بس طبعا هتبقى هنا عشان يونس اخوكى
مريم : و الكونتيسة ناوية تعزم مين بقى على كده
فاطمة : مش هتعزم حد ، قالت انها مش عاوزة غيرنا حواليها لاننا وحشناها ، فقلت اكلمك عشان اقوللك تعملى حسابك و تيجى انتى و حاتم و الولاد تتعشوا معانا و نتجمع كلنا سوا ، هتيجو
مريم : طبعا .. هنجيلكم
وبعد ان انهت المكالمة نظر اليها حاتم و قال بتخمين : رفضت كلامك برضة مش كده
مريم : ايوة
حاتم : مش معنى كده اننا هنيأس ، هتكلميها تانى و تالت ، المثل يا حبيبتى بيقول ايه .. الدوى على الودان امر من السحر ، بس هو انتى هتروحيلهم ليه و امتى
مريم : الكونتيسة سوزان رجعت من السفر و خدت الدكتوراة ، و البية زكريا عامل لها حفلة يوم الخميس عند يونس
حاتم بسخرية : و ياترى بقى ماجى عارفة ان جوزها هو اللى عامل الحفلة لسوزان
مريم بانتباه : تقصد ايه
حاتم بخبث : اقصد ان سوزان مش اختكم يعنى عشان زكريا يحتفل بيها ، و ما اعتقدش يعنى ان ماجى لو عرفت حاجة زى دى هتعديها عادى كده
مريم : يعنى اكلم ماجى اقوللها ع اللى جوزها بيعمله و احذرها
حاتم : لأ .. انتى تكلميها و تدردشى معاها عادى و تقوليها وسط الكلام انك بتاكدى عليها انك هتشوفيها عند يونس فى الحفلة اللى زكريا عاملها لبنت عمكم على حسابه عشان مايرجعش حد بعد كده يقول ان انتى اللى عملتى المشكلة بين زكريا و مراته
مريم : طب يعنى اكلمها دلوقتى
حاتم : تؤ .. هتبقى باينة و زكريا لو هناك هيفهم نيتك ، خليها بكرة احسن
مريم بتوعد : ماشى .. اخليها لبكرة
و بالفعل .. باليوم التالى .. تهاتف مريم ماجى و هى تدعى البراءة و تقول : ايه يا ماجى ، من ساعة ما كنا عند ماما يعنى ماسمعتش صوتك
ماجى : ابدا .. اصلى كنت مع بابا ، كان عازمنى انا و الولاد يومين كده فى مراسى ، حتى لسه راجعين الفجر
مريم : عشان كده بقى
ماجى : عشان كده ايه .. مش فاهمة
مريم : اصلى عرفت من ماما ان زكريا امبارح قضى معاهم اليوم كله من وقت ماجاب سوزان من المطار
ماجى : ااه عرفت انها وصلت امبارح
مريم : بس كويس انك رجعتى من مراسى عشان نشوفك فى الحفلة اللى زكريا عاملها لسوزان يوم الخميس
ماجى بدهشة : هو مين اللى عامل الحفلة ، طنط فاطمة و اللا زكريا
مريم : الحقيقة اللى ماما قالتهولى ان زكريا هو اللى صمم ان هو اللى يتكفل بالحفلة ، ما انتى ماتعرفيش معزة سوزان عنده .. اقصد عندنا كلنا يعنى اد ايه
انا قلت اكلمك و اشوفك هتروحى لسامو تعملى شعرك قبلها و اللا ايه ، عشان لو هتروحى نتقابل هناك
ماجى بجمود : لا يا مريم .. ما اعتقدش انى هقدر اروحله ، هخليه يبعتلى هنا اى حد يعملهولى
مريم : ماشى .. يبقى اقابلك عند ماما فى الحفلة ، ياللا باى
اما يونس .. فكان يجلس بالشرفة مع سوزان و فاطمة و هم يراقبون زهرة و هى تجلس بصحبة همس و تقرأن من كتاب ما ، لتقول سوزان : مش ملاحظين ان فى شبه كبير اوى ما بين زهرة و بين نور الله يرحمها
فاطمة : فعلا يا بنتى
سوزان : و كمان بينها و بين همس
يونس : ما هى همس كلها نور الله يرحمها
فاطمة : يخلق من الشبه اربعين
سوزان : بس مبسوطة ان همس مندمجة معاها
يونس : الحقيقة زهرة كان ليها تأثير كبير على نفسية همس
سوزان : بس ليه ما بتباتش معاها ، ليه بتروح اخر اليوم و ترجع من تانى الصبح ، مش لو باتت معاها يبقى احسن 🙄
.__.