![]() |
رواية انتقام الفصل السادس بقلم رباب حسين
من أنتي؟ لما هذا الشعور الذي يدب الخوف بين أضلعي؟ أشعر بإني غريباََ عنكي..... لا أعرف من أنتي حقاََ..... أتلقى الصدمات علي يديكي وبدأ عقلي ينذر بالكثير ولكن فؤادي يأبى أن يصدق..... هل أنا مخدوع؟ هل تسرعت في هذا الزواج؟ هل سأظل أصطدم بأرض الواقع أم سأعود لأحلق في سماء العشق الذي عرفته على يديكي؟ أتوسل إليكي لا تُصدقي ظنهم بكي وتجعليني أبدو كالأحمق أمامهم فأنا أفعل المستحيل وأتقبل منكي كل شئ فقط لتظلي بجانبي ولكن أخشى يوم قسوة القلب وإنتصار العقل وفراقك...... لا.... لا أستطيع أن أفترق عنكي ولكن كرامتي كرجل تمنعني من مسامحتك أكثر فلا تقسي علي هذا القلب المتيم بعشقك وتقتليه بيديكي
ظل زين ينظر إلى وعد في صدمة التي لا تعلم كيف ستبرر ذلك وكيف تخرج من هذا المأزق فقد نجت المرة السابقة بمعجزة وحيل ماكرة فهل سأنجح بهذه الحيل مرة أخرى.... لاحظت وعد وجود عزة في الغرفة معهما فقالت : خدي حاجتك واطلعي من هنا
عزة : حاضر يا ست هانم
جمعت عزة أغراضها وزين يجوب بالغرفة في غضب وما أن خرجت عزة من الغرفة حتى أغلق زين الباب في غضب والتفت إلى وعد التي تقف أمامه تنتظر طوفان الغضب واقترب زين منها وعينيه لا تبشر بالخير وقال : ممكن اعرف الدوا ده بيعمل إيه هنا؟
وعد في إرتباك وتوتر ورجاء له : هفهمك..... بس أهدى عشان نعرف نتكلم
أمسكها زين من ذراعها وقال : أهدى!!!! وعايزة تفهميني إيه ما كل حاجة باينة من غير ما تقوليها
وعد : أنا مش عايزة أخلف دلوقتي
زين في غضب : مش بمزاجك..... ولو حتى عايزة كدة المفروض تتكلمي معايا وتاخدي رأيي.... ده مش قرارك لوحدك.... وبعدين ما أنا إتكلمت معاكي في الموضوع مقولتيش ليه إنك مش عايزة تحملي
لم تعرف وعد ماذا تجيبه فظلت تتحدث في توتر : ماااا.....ما أنا...... مش عارفة بقى
زفر زين وأخذ يمسح على شعره في عنف ويحاول تهدأت أعصابه ثم قال في غضب : وعد أمشي من وشي دلوقتي...... أنا مش طايق أشوف وشك..... أطلعي برا عشان مش ضامن هعمل فيكي إيه
أما عزة فقد نزلت إلى البهو وجدت سناء وشهد يجلسان بالأسفل فأماءت إلى شهد بأن المهمة قد تمت ودخلت إلى المطبخ.... إبتسمت شهد في خبث وقالت : ما تيجي يا ماما نطلع فوق يمكن نسمع بيقولو إيه..... أكيد زين على أخره وافقت سناء في تطفل ثم صعدا معاََ وفي هذه الأثناء كانت وعد تنظر إلى زين في حيرة ولا تعلم أتتركه أم تظل معه وتحاول أن تتكلم معه ولكن شعرت بأن زين لن يستمع لها الآن ويجب أن تفكر في حيلة أخرى..... خرجت من الغرفة وعقلها يبحث عن حيلة ماكرة ولكن عجزت عن إيجادها حتى وصلت إلى الدرج ووجدت سناء وشهد يصعدان إلى الطابق العلوي وعلى وجه شهد إبتسامة شامتة وقالت بإستهزاء : رايحة فين يا عروسة؟
وعد في تحدي : وإنتي مالك..... بيتي واتحرك فيه زي ما أنا عايزة
ضحكت شهد وقالت : بيتك؟!!!! بأمارة إيه؟
وضعت وعد ذراعيها أمام صدرها في قوة وقالت : بأمارة إني مرات زين نصار..... حفيد العيلة الوحيد
شهد : وإيه يعني..... لو طلقك ورماكي برا البيت مش هتاخدي قشاية منه..... الكلام ده يا حبيبتي لو خلفتي منه وده محصلش
فهمت وعد ما تلمح له شهد وعرفت أنها على علم بما حدث وهذا سر حديثها الآن فنظرت لها في شك وقالت : ااااااه..... ده أنتي بقى اللي ورا الحوار ده...... على العموم يا حبيبتي بسيطة..... وسهل جداََ أحمل وأجيب وريث العيلة اللي هياخد ده كله وساعتها مش هخلي حد هنا قاعد في البيت شفقة
هنا وغضبت سناء وقالت في غضب وصوت مرتفع الذي وصل إلى زين وغادة : هما مين دول يا بت اللي قاعدين هنا شفقة..... مبقاش غيرك إنتي يا تربية الشوارع اللي جاية تتكلم عليا وعلى عيالي بس العيب مش عليكي العيب على اللي قبل إنك تدخلي وسطنا ويخلي حفيد العيلة يجي من واحدة شحاتة تربية حواري
وعد في هدوء : أنا تربية حواري؟!!! ماشي بس على الأقل قاعدة في بيت جوزى مش عالة
خرج زين من غرفته وذهب إلى مصدر الصوت ووجد سناء تقترب من وعد في غضب وقامت بصفعها.... إنتفض زين من مكانه وذهب مسرعاََ لها وقال في غضب : بتعملي إيه يا خالتي؟!!
رأت وعد زين وهو يقترب منهم ويمنع سناء عنها فأرادت أن تستغل الوضع ووضعت يدها على وجنتها موضع القلم وتصنعت البكاء وأمسكت بذراع زين ووقفت خلفه وقالت : إلحقني يا زين منهم..... عمالين يشتموني وبتقولي إني تربية شوارع
غادة : فيه إيه؟.... بتزعقو ليه كلكم؟
زين في غضب : تعالي شوفي أختك يا ماما بتضرب مراتي وبتشتمها
شهد : هي اللي بدأت والله
وعد في بكاء : أنا عملت إيه؟!!! أنا كنت نازلة وإنتو اللي وقفتوني وقعدتو تشتمو فيا.... كفاية بقى تمثيل قدام زين
ثم نظرت له وقالت : هما اللي قدامكم بيعملوني كويس ومن وراك بسمع أهانتهم ليا ومش عايزة أقول لحد ولا أشتكي وقلت يمكن شوية شوية يتعودو عليا ويعاملوني كإني منهم لكن لا مفيش فايدة وكل مرة الأهانة بتزيد أكتر وإنت لاحظت شهد كانت بتعاملني إزاى و إنت موجود وشوفت دلوقتي بيعملو معايا وأظن دلوقتي السبب بقى واضح قدامك
فهم زين ما تقصد به وعد وأن هذا هو السبب في عدم رغبتها للإنجاب فمن المؤكد أنها خائفة منهم
سناء في صدمة مما تقول وكيف إشتغلت الوضع هكذا وأيضاََ تحاول كسب زين في صفها فقالت : البت ديه كدابة..... بتضحك عليك وعايزة تعمل مشاكل بينا..... ديه بتقولي إن أنا وعيالي قاعدين هنا عالة عليكم
وعد في صدمة مصطنعة وبكاء حارق : أنا؟!!!! حرام عليكي..... عايزة توقعي بيني وبين جوزي وتخربي بيتي وأنا لسة عروسة..... ليه؟.....ده إنتي عندك بنت خافي عليها أحسن ربنا يبعتلها اللي يعمل فيها اللي إنتي بتعمليه فيا
ثم نظرت إلى زين في بكاء وقالت : أنا خلاص يا زين مبقتش مستحملة..... أنا عارفة إن وجودي هنا مؤقت وعارفة إننا مش هنكمل مع بعض عشان أنا مش هستحمل إهانات أكتر من كدة..... أنا فقيرة اه لكن كرامتي فوق كل شئ..... أنا هاخد أمي وأمشي من هنا إبعتلي ورقتي على البيت
تحركت وعد من أمام زين الذي أمسك يدها وقال : تمشي إيه وورقة إيه؟ مفيش خروج من هنا..... إنتي هنا في بيت جوزك ومحدش يقدر يطردك.... إدخلي علي أوضتك دلوقتي وأنا جيلك
نظرت له وعد وقالت في حزن : لا يا زين كفاية كدة..... أنا مش عايزة يحصل مشاكل بينك وبين أهلك بسببي
هنا وتدخل نصار وقال في هدوء : فيه إيه علي الصبح؟
وقفت وعد بجانب زين ونظرت أرضاََ وتحدث زين في إحترام : تعالى يا جدي واحكم بينا... يرضيك مراتي تضرب وتتهان في بيتي
نصار : مين اللي ضربها؟
زين : خالتي
سناء : والله يا خالي هي اللي إتكلمت معايا بطريقة وحشة وهانتني وقالتلي إني قاعدة في بيتك عالة.... يرضيك
زين : أنا مسمعتش غير صوتك بس وخرجت لقيتك بتضربيها
سناء : يعني أنا هكدب يا زين..... ديه أخرتها بتكدب خالتك عشان البت ديه
نظر زين أرضاََ ولم يجيب
نصار : هو أنا مش قلت قبل كدة محدش ليه دعوى بيها خالص..... خد مراتك وأدخل أوضتك يا زين
أمسك زين يد وعد وذهب بها إلى الغرفة تحت نظرات الإعجاب من سمر التي تراقب كل ما حدث من بعيد وما أن دخلا الغرفة نظر نصار إلى سناء التي يبدو عليها الحزن وقال : أنا قلت البت ديه مش سهلة وإنتو مش عارفين تتعاملو معاها وكل مرة بتحاولو تعملو معاها أي فعل زين بيمسك فيها أكتر
سناء في بكاء : بس ديه بتكدب وبتمثل يا خالو
نصار : يبقى مثلو زيها..... إعملو إنكم متقبلينها وهي هتقع من غير مجهود.... إنتو اللي مستعجلين..... أصبرو ومعدنها الحقيقي هيبان ونخلص منها من غير ما نخسر زين..... شهد أنا وعدتك قبل كدة إن زين ليكي إيه مش مصدقاني
شهد : مصدقاك يا جدو
نصار : يبقى سيبو البت ديه عليا وأنا هعرف أخلص منها كويس
سمعت سمر ما قاله نصار ودب الزعر بقلبها وقررت تنفيذ خطتها بسرعة فلا مجال للتأجيل أكثر من ذلك فهي تعلم جيداََ أن وعد لن تتحمل دهاءه
أما زين فقد جلس بالغرفة الداخلية وظلت وعد بالخارج.... جلس زين على الفراش يفكر هل لهذا السبب ترفض وعد أن تنجب الآن؟..... ولكن كان عليها أن تخبره قبل تأخذ هذا القرار قاطع تفكيره إتصال جاسر له
زين : ألو
جاسر : إيه يا زين؟..... لو مش قادر تيجي وقلقان علي حماتك أنا هحضر الإجتماع مع يامن
زين : لا أنا جي.... أجل بس الإجتماع ساعة لحد ما اجي
جاسر : طيب... هأجله حاضر.... إنت تمام؟
زين : اه اه تمام
أنهى زين المكالمة وحاول أن ينفض تفكيره الآن ويذهب إلى العمل دخل غرفة الملابس وأرتدي حلة كلاسيكية سوداء وقميص وربطة عنق بذات اللون وصفف شعره وخرج من الغرفة وجد وعد تجلس شاردة على الأريكة فقال بهدوء : أنا رايح الشغل
وقفت وعد وركضت إليه وتمسكت بذراعه ووقفت خلفه وقالت في حزن : هتسيبني وتخرج واحنا زعلانين من بعض كدة؟
أغمض زين عينيه وتنهد فلا يقوى على رؤيتها هكذا ولا يعلم ماذا يفعل معها فهو حقاََ غاضب منها وفي صدمة مما تفعله التفت لها وقال : أنا مش فاهمك يا وعد....أول مرة أحس إني معرفكيش.... إزاى يا وعد تعملي كدة من ورايا.... وبعدين مش عايزة تخلفي مني..... مش عايزة يبقى لينا أبن..... بتحبيني إزاى وإنتي مش عايزة ولاد مني..... ده أنا قولتلك بحلم يبقى عندي بنات كتير شبهك عشان بحبك وعايز تفضلي قدام عيني لكن إنتي مش بتحبيني.... واضح إني كنت مخدوع فيكي
نظرت له وعد وشعرت بالحزن حقاََ فهي بالفعل تخدعه وعندما سمعت هذا الحديث منه غضبت من نفسها فهو لم يفعل لها أي شئ ولكن أحبها بصدق وهي تقابل حبه الخداع والمكائد ولكن إستجمعت قواها وتذكرت الوعد الذي قطعته لإمها ولنفسها بأن لا تضعف أمامه فأردفت بنفس نظرة الحزن وقالت : أنا يا زين مش بحبك؟!!! معقول تفكر كدة فيا.... أنا لو مش بحبك مكنتش إستحملت إهانتي من أهلك ولا كنت خبيت عليك اللي هما بيعملوه فيا وكلامهم اللي بيجرحني وهما بيفكروني كل شوية إني أتربيت في حارة وإنك بكرة تزهق مني وترميني وإنك خلاص خدت اللي إنت عايزه مني وبكرة تبص للبنات اللي برا عشان كدة وافقت انزل وأشتري الفساتين ديه كلها عشان عينك متشفش واحدة غيري.....معقول جي تشكك في حبي ليك بعد ده كله..... كل ده عشان أجلت موضوع الخلفة لحد أما أطمن..... ولا عايزني أخلف منك وفي الأخر ترميني وتاخد الولد مني واتحرم منه طول عمري..... لا يا زين ديه مش هقدر أستحملها أبداََ.... أنا ممكن أبعد عنك لو إنت طلبت كدة أو لو حسيت إنك خلاص مبقتش عايزني بس ده مش معناه أبداََ إني هنساك ولا هقدر أحب غيرك ولا حد هيلمسني بعدك.... لكن أمشي وأسيب إبني لا.... أبقى مين أنا عشان أقف في وش عيلة نصار باشا واخد حفيده وأمشي..... أنا اللي مصدومة فيك مكنتش أعرف إنك بالأنانية ديه.... بدل ما تسمعني وتطمني إنك هتفضل جنبي ومش هتسيبني وإن كل كلامهم ده غلط تقوم تتهمني إني مش بحبك وبخدعك..... ده أنت ناقص تقولي إني طمعانة فيك عشان كده إتجوزتك..... قولها يا زين بالمرة قولها
زين : حتى لو كل ده جواكي مينفعش تاخدي قرار مصيري زي ده لوحدك.... لو كنتي جيتي واتكلمتي معايا كان ممكن ساعتها أفهمك واعذرك لكن لو مكنتش عزة لقت الدوا مكنتش هعرف وكنت هفضل نايم على وداني ومش عارف إن مراتي بتاخد الحبوب ديه
وعد في بكاء حتى تضعف زين فهي تعلم أنه لا يقوى على رؤية دموعها : خفت يا زين..... خفت تزعل مني... أنا كل الأخطاء اللي بعملها بسبب خوفي على جوازي منك
زين في غضب : ده مش مبرر.... إفرضي كنت طلبت منك نروح نكشف كان هيبقي شكلك إيه قدامي.... إنتي أذكى من كدة يا وعد وعارفة إن كدبتك كانت هتتكشف هتتكشف
قاطع حديثهما الطرق على الباب.... نظر زين إلى الباب ثم أعاد النظر إليها وقال : إستني هشوف مين
ذهب زين وفتح الباب وجد سمر تقف وتتكأ على الحائط في تعب فأمسك يدها أدخلها الغرفة وقال : ليه حضرتك جاية بنفسك كنتي أطلبينا واحنا هنيجي عندك فوراََ
سمر في تعب : سمعت يا إبني أصوات عالية... وصوتك وإنت بتزعق.... خفت.... لا تكون البت ديه مزعلاك
نظر زين بعيداََ عن عين سمر ولاحظت سمر الحزن عليه فقالت : عملت إيه البت ديه.... قولي بس وأنا أعقلها
زين : أنا هقولك عشان يمكن وعد لسة مش فاهمة يعني إيه جواز ويعني إيه إحترام الزوج وعشان متأكد إنك هتفهميها غلطها
نظرت لهما وعد وقد شعرت بالخوف فإذا علمت سمر أنها تأخذ هذه الحبوب دون علمها وعلى عكس ما طلبته منها فلن يمر الأمر علي ما يرام وسوف تتلقى منها تعنيف شديد
سمر : قولي يا زين عملت إيه؟
زين : لقيتها بتاخد حبوب منع حمل من ورايا
نظرت لها سمر في غضب وأتسعت عينيها من الصدمة وتركت يد زين وذهبت إلى وعد ورفعت يدها بالهواء لتصفعها وهي تقول : يا بنت ال**** إزاى يا بت تعملي كدة
وقف زين سريعاََ أمامها وأمسك يدها ووقفت وعد خلفه خوفاََ من سمر وقال : لا لا يا طنط مش عايزك تضربيها..... أنا عارف إن غصب عنها بس هي مش شايفة إنها غلطانة وبتكابر
حاولت سمر أن تدفع زين في غضب لتصل إلى وعد التي تحتمي به وقالت : سيبني بس يا زين.... أنا هربيها من اول وجديد
وعد : أَوعي تسيبها يا زين.... هتضربني
أمسكت سمر قلبها وادعت المرض مرة أخرى وقالت في تعب : هتموتيني بعمايلك
أمسك زين يدها وأجلسها وهو يقول : تعالي بس أقعدي....أنا مش عايزك تضربيها بس إتكلمي معاها
سمر : ديه عايزة الحرق مش الضرب بس.... هي ديه تربيتي.... بتعصي جوزك.... إنتي مش وش جواز إنتي ترجعي معايا بيت أبوكى عشان تتربى من أول وجديد
زين : لا ترجع فين.... مش هينفع محدش فيكم إنتو الأتنين هيمشي من هنا
سمر : لا يا إبني إنت عداك العيب..... أنا اللي معرفتش أربي
وعد في بكاء : خلاص حقكم عليا.....مش هزعله تاني والله... والله غصب عني..... كفاية بهدلة فيا بقى..... أنا تعبت.... سيبوني لوحدي..... محدش يقعد معايا..... محدش حاسس بيا ولا باللي أنا حاسة بيه.... حرام أخاف كمان.... أنا بني أدمة والله.... كفاية بقى
نظر لها زين في حزن وركض إليها وهي تجلس تبكي على الأريكة ونزل على ركبتيه وأمسك يديها التى تضعهما علي وجهها وقال : مين قال إني مش حاسس بيكي.... أنا عارف إن الوضع مش مريح وإنك مضغوطة من كل الناس بس أنا موجود جنبك عشان أسمعك وترمي عليا كل خوفك وزعلك وأنا قادر إني أحميكي واطمنك.... ولا إنتي مش واثقة فيا؟
وعد : أرجوك يا زين سيبني لوحدي.... أنا مش عايزة أتكلم ولا أسمع أي حاجة
نهضت وعد ودخلت الغرفة الداخلية وأغلقت الباب ووقفت خلفه تستمع إليهما والخوف يدب في قلبها مما ستفعله سمر بها... نظر زين إلى آثرها وشعر بالندم فقد ضغط عليها أكثر عندما أخبر والدتها ولم يكن يتوقع أن تغضب هكذا عليها..... لاحظت سمر حزنه على حالة وعد فقالت : واضح يا زين إنها مضغوطة فعلاََ.... أنا أول مرة أشوفها كدة..... سيبها يا إبني شوية.... شكلك رايح الشغل..... روح إنت وأنا هتكلم معاها
زين في حزن : خلي بالك منها يا طنط أرجوكي لا تضربيها ولا تتعصبي عليها.... أنا مكنتش اعرف إنها متضايقة كدة..... لو كنت أعرف مكنتش زعلت منها أصلاََ
سمر : خلاص يا أبني حصل خير..... روح يلا عشان متتأخرش
ذهب زين وهو ينظر إلى باب الغرفة المغلق وشعر بالحزن الشديد فمن المؤكد أن وعد تبكي خلف هذا الباب ولا يقوى علي تركها هكذا ولكن يجب أن يذهب للعمل وأيضاََ وعد تحتاج إلى الراحة فذهب إلى العمل وبعد أن تأكدت سمر بأنه ذهب أغلقت باب الجناح بالمفتاح ثم دخلت الغرفة الداخلية وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح وهجمت علي وعد التي تحاول الهرب منها وقالت في غضب : كنت عارفة يا بنت ال *** إنك مش نافعة ولا هتعرفي تنفذي لوحدك..... عشان كدة إتفقت مع فضل والدكتور على التمثيلية ديه..... وقال أنا اللي كنت جاية أقولك برافو عليكي على اللي عملتيه برا مع سناء وشهد.... طلعت حمارة
وعد وهي تحاول أن تهرب منها حتى لا تضربها : إسمعيني بس يا ماما.... والله كنت هقولك
سمر : تقوليلي إيه؟..... تقوليلي إن كل اللي رسمته طول السنين ديه بتضيعيه بغباءك
وعد : يا ماما مش قادرة أخلف منه ولد..... أخلف من الناس اللي قتلو أبويا.... عايزاني كل أما أبص في وش إبني أفتكرهم.... ده أنا ممكن أقتله بإيدي لو طلع شبهم.... أرجوكي يا ماما ندور على طريقة تانية
تنهدت سمر وقالت : يا بت لو حصل حاجة ولا إتكشفتي محدش هيثبت رجلك في البيت ده غير العيل..... ده هما هيموتو علي حفيد..... وبعدين هتاخدي كل الفلوس ديه كلها إزاى من غير العيل....وبعدين متقلقيش مفيش أم بتكره إبنها ولو حتى شبه القرد.... نفذي اللي طلبته منك بالحرف وإلا هموتك أنا بإيدي
هربت وعد منها وهي تندفع عليها وقالت : يا ماما إنتي لسة قايلة مفيش أم بتكره عيالها.... طيب خلاص هعملك اللي إنتي عايزاه.... وأصلاََ مبقاش ينفع أخد الدوا تاني خلاص.... زين كدة هيشك فيا وإني مش بحبه
سمر : الحمد لله بدأنا نشغل مخنا..... إسمعي بقى كويس اللي هقوله.... إحنا لازم ننفذ بسرعة.... نصار حطك في دماغه وده دماغه سم أنا عارفاه.... لو فضل مركز معاكي هتترمي في الشارع من غير حتى هدومك
وضعت سمر يدها داخل ملابسها وأخرجت زجاجة صغيرة وقالت : أنا أشتريت السم زي ما اتفقنا عايزاكي تخلصيني منه.... عايزة أشفي غليلي وأشوفه قدامي جثة زي ما شفت أبوكي
نظرت وعد إلى الزجاجة في خوف وتوتر ثم مدت يدها وأخذت السم ووضعته داخل فستانها وقالت : حاضر..... حاضر هنفذ
سمر في تحذير : بسرعة ومن غير أخطاء ولا جبن..... فاهمة؟
وعد : حاضر.... قريب أوي هنرتاح أنا وإنتي