رواية ورطة عشق الفصل الخامس 5 والاخير بقلم حنين محمود


 رواية ورطة عشق الفصل الخامس والاخير

مفاجأة غير متوقعة!

ملك لم تستطع النوم طوال الليل وهي تفكر في الرسالة الغامضة التي وصلتها. من هذا الشخص؟ وهل فعلاً لديه خطة تنقذها من هذه المصيبة؟

في الصباح، استعدت جيدًا وخرجت من المنزل متجهة إلى العنوان الذي أُرسل لها. كان مقهى صغيرًا في شارع هادئ. دخلت وجلست في ركن بعيد تنتظر، وبعد دقائق، سمعت صوتًا مألوفًا يقول:

"أخيرًا جيتي!"

رفعت رأسها ببطء، وعندما رأت الشخص الذي وقف أمامها، اتسعت عيناها بصدمة.

"عــــمــــر؟!"

"أيوه، مالك مصدومة كده؟ مش كنتِ مستنية حد يساعدك؟" قال عمر وهو يجلس أمامها بابتسامة واثقة.

"إنتَ اللي بعتلي الرسالة؟!" سألته بذهول.

"طبعًا! كنتِ مستنية مين؟ سبايدرمان؟"

ملك زفرت بضيق وقالت:

"أنا على أعصابي، بلاش استفزاز وقولي بسرعة عندك خطة إيه؟"

عمر ابتسم بمكر، ثم قال:

"بصي، أنا فكرت في كل الحلول الممكنة، وملقتش حل غير واحد…"

"إيه؟"

"إنكِ تتجوزي آدم فعلاً!"

ملك كادت تضربه بالحقيبة التي تحملها، لكنها تمالكت نفسها وهتفت:

"إنتَ اتجننت؟!"

"استني، اسمعي للنهاية!" قال عمر وهو يرفع يديه كأنه يحاول تهدئتها. "إنتِ حاولتِ تهربي بكل الطرق، لكن واضح إن الراجل ده، أبو آدم، مش هيسيبكِ بسهولة. وأصلاً، لو فكرتِ فيها، الجوازة مش سيئة للدرجة!"

ملك كانت على وشك الصراخ، لكنها صمتت فجأة عندما بدأ كلام عمر يدخل عقلها. هل فعلاً حاولت الهروب بكل الطرق الممكنة؟ هل حقًا لا يوجد مخرج آخر؟

"وبعدين، بصراحة، أنا شايف إن آدم شخص كويس، ويمكن لو اديتِ نفسكِ فرصة، تكتشفي إن الجوازة دي مش بالسوء اللي إنتِ متخيلاه."

ملك كانت تحدق في عمر بتركيز، ثم زفرت بضيق وقالت:

"أنا مش قادرة أصدق إني بسمع الكلام ده منك!"

"أنا مش بقول لكِ تجبري نفسكِ على حاجة مش عاوزاها، بس جربي تشوفي الأمور من زاوية مختلفة!"

---

في اليوم التالي، قررت ملك أن تتحدث مع آدم بصراحة. دعته إلى لقاء في نفس الكافيه، وعندما جلسا، قالت مباشرة:

"بص، خلينا نتكلم بوضوح. إحنا الاثنين عالقين في مشكلة، ولازم نلاقي لها حل!"

"وأنا معاكِ، بس المشكلة إن بابا مش هيسيبنا غير لما نشوف نفسنا في الكوشة!" قال آدم وهو يزفر بضيق.

"طب لو فكرنا ندي الموضوع فرصة؟ يعني بدل ما نحاول نهرب، نحاول نشوف لو الجوازة دي ممكن تنفع فعلاً؟"

آدم رفع حاجبه بدهشة وقال:

"إنتِ اللي بتقولي كده؟!"

"ما تفرحش قوي، أنا بس بقول إننا نجرب نتعرف أكتر، ولو حسينا إن الموضوع مستحيل، ساعتها نتصرف!"

آدم ابتسم وقال:

"اتفقنا!"

---

مرت الأيام، وبدأت ملك تقضي وقتًا أطول مع آدم. في البداية، كانت تظن أنه مجرد شاب مغرور، لكنه فاجأها بكونه شخصًا لطيفًا وذكيًا، بل ولديه حس فكاهي جعلها تضحك أكثر مما توقعت.

وفي أحد الأيام، وبينما كانا يتحدثان في الحديقة، قالت له فجأة:

"أنا عندي سر لازم أقوله لك."

"إيه؟"

"أنا كنت بحاول أخوفك علشان تهرب من الجوازة!"

آدم انفجر ضاحكًا وقال:

"عارف!"

ملك شهقت وقالت:

"إيييه؟! إزاي؟!"

"إنتِ بجد كنتِ فاكرة إني هصدق إنكِ بتتكلمي مع النباتات؟!"

ملك احمر وجهها وضحكت، بينما اقترب آدم منها وقال:

"بس عارفه؟ أنا سعيد إن خططكِ فشلت!"

"ليه؟"

"لأنكِ بقيتِ أهم شخص في حياتي!"

ملك شعرت بقلبها ينبض بسرعة، ولم تستطع منع الابتسامة التي ظهرت على وجهها.

---

بعد شهر…

كانت ملك تقف أمام المرآة بفستان الزفاف، وعيناها تلمعان بالسعادة. لم تصدق أن القصة التي بدأت بورطة، انتهت بحب حقيقي.

وعندما وقفت أمام آدم في الحفل، أمسك يدها وقال لها بهمس:

"عارفة؟ أنا ممتن لكل الحاجات المجنونة اللي حصلت، لأنها السبب في إني لقيتكِ!"

ملك ابتسمت وقالت مازحة:

"وأنا ممتنة إنك استحملتني!"

ضحك آدم، ثم قال بصوت عالٍ أمام الجميع:

"وأخيرًا، تم القبض على العروسة!"

ضجّ الجميع بالضحك والتصفيق، بينما ملك كانت تضحك وهي تفكر…

"يا لها من ورطة جميلة!"

تمت بحمد الله 
تعليقات



×