رواية ورطة عشق الفصل الرابع
خطة الهروب الفاشلة!
في اليوم التالي، كانت ملك تجلس على سريرها، تحتضن وسادتها، وعيناها تحدقان في السقف بذهول. هل هذا كابوس؟ هل ستستيقظ بعد قليل وتكتشف أن كل ما حدث مجرد حلم سخيف؟
لكن لا، لم يكن حلمًا. لقد تم إعلان خطوبتها على شاب لا تعرفه إلا منذ 24 ساعة، وكل ذلك تحت تهديد الفضيحة!
شهقت فجأة ونهضت بسرعة وهي تهتف:
"لا لا لا! أنا مش هسيب نفسي في المصيبة دي! لازم ألاقي حل!"
فكرت قليلًا، ثم أمسكت هاتفها واتصلت بأفضل صديق لها، "عمر".
"ألو؟" جاءها صوته الناعس.
"عمر! أنقذني!"
"إيه تاني؟ وقعتِ في البانيو؟ نسيتِ مكان محفظتك؟ أكلتِ أكلك بسرعة واتخنقتِ؟" سأل بسخرية وهو يتثاءب.
"لاااااا! أنا مخطوبة!"
ساد الصمت للحظة قبل أن يصرخ:
"إييييييييييييه؟!"
بدأت تحكي له كل شيء، وبينما كانت تتحدث، كان عمر يحاول جاهدًا ألا ينفجر من الضحك. لكن عندما أنهت حديثها، تنهد وقال:
"بصي، أنا عندي خطة!"
"أيوه، أيوه، قول!"
"اعملي نفسك مجنونة!"
"إيه؟!"
"جربي أي حاجة تخليه يهرب بنفسه، خليه يقتنع إنكِ كارثة متنقلة!"
ملك صمتت قليلًا وهي تفكر، ثم ابتسمت بمكر وقالت:
"فكرة عبقرية!"
---
في اليوم التالي، قررت ملك تنفيذ خطتها. كان عليها أن تلتقي بآدم في كافيه بناءً على طلب والده، حيث طلب منهما التعرف على بعضهما بشكل أفضل.
ارتدت فستانًا بسيطًا وربطت شعرها في كعكة عشوائية، لكنها وضعت مكياجًا غريبًا عمدًا. وضعت أحمر شفاه أخضر، وكحّلت إحدى عينيها فقط، ورسمت حاجبيها بطريقة جعلتهما يبدوان وكأنهما في عداء مع بعضهما!
وعندما دخلت الكافيه، لم تستطع منع نفسها من الضحك عندما رأت وجه آدم وهو يحدّق بها بذهول.
"إنتِ… إنتِ كويسة؟" سأل بارتباك.
"أه طبعًا!" ردّت وهي تبتسم بثقة.
جلسا معًا، وبدأت ملك تتصرف بأسلوب غريب. كانت تتحدث بصوت عالٍ جدًا، وتضحك على أشياء تافهة، ثم فجأة تغير تعبيرها وقالت بحدة:
"آدم، عايز أقولك حاجة مهمة جدًا!"
نظر إليها بقلق وقال:
"إيه؟"
"أنا عندي هواية سرية…" همست بصوت غامض.
"هواية إيه؟"
نظرت حولها بحذر ثم قالت بجدية:
"بحب أكلم النباتات!"
آدم كاد يختنق بعصيره وهو يسعل قائلًا:
"إيييه؟!"
"أيوه، أنا عندي وردة اسمها زينب، وبتتكلم معايا كل يوم، ولو زعلتها… بتقفل عليَّ الباب بالليل!"
نظر إليها آدم وكأنها مخلوق فضائي، لكنها لم تتوقف، بل بدأت تتحدث إلى الملعقة التي أمامها وكأنها شخص حيّ، ثم تمتمت بصوت مخيف:
"الملعقة بتقول إنها مش حابة قعدتنا هنا…"
آدم وضع يده على جبهته وتنهد. بعد لحظة، قال بهدوء:
"ملك…"
"نعم؟"
"لو كنتِ بتحاولي تخوفيني، فمعلش، أنا متعود على الحاجات المجنونة، أختي بتعمل كده طول الوقت!"
ملك تجمدت في مكانها، ثم تمتمت:
"إيه المصيبة دي؟"
"عادي، عيشي حياتك، بس المهم تكوني بتحبي القطط، لأن عندي 6 في البيت!" قال وهو يبتسم.
ملك شهقت وقالت:
"أنا بكره القطط!"
"جميل، يبقى تعيشي معايا ومعاهم!"
نظرت إليه بصدمة، ثم نهضت فجأة وقالت:
"أنا لازم أمشي!"
وخرجت من الكافيه وهي تكاد تصرخ من الإحباط. خطتها فشلت تمامًا!
---
في المساء، وبينما كانت تفكر في طريقة جديدة للهروب، تلقت رسالة من رقم مجهول.
"ملك… عندي فكرة تخلصك من الخطوبة، بس لازم تقابليني بُكرة في المكان اللي هبعته لكِ."
اتسعت عيناها بفضول وقلق، لكنها قررت أن ترى من هو هذا الشخص، وهل لديه حل لمصيبتها أم لا!