رواية الكرسي الاسود الفصل الثالث بقلم منى الحارس
كنت بسمعها وقلبي بيدق بسرعة وجسمي فيه رجفه معقول اللى بسمعه دا ..ازاى مش فاهمه جالها قلب تعمل كدة في امها وليه كانت بتعيط بقهر بس دموعها مشفعتلهاش عندى الصراحة لان اللى بتحكيه مرعب وصعب جدا ...
بصتلى بخوف ورجاء وقالتلي ..
" عارفة انك مش طيقاني وقرفانه منى بس صدقينى مكنتش اقصد اذيه وربنا يعلم نيتي" ...
ابتسمت بسخرية وقولتلها
" لا عادى بس مستغربه ازاى قدرتي تعملى كدة وجالك قلب تأذي امك وهى ميته مش قادره استوعب للأمانه القصة خالص"
قالتلي بدموع
" والله ما كنتش اعرف إنها هتكون ماذية ولا أن اللي بعمله دا حرام صدقينى انا مكنتش اعرف .. بس كل دا بسببه هو منه لله بقى..."
قولتلها بفضول ..." هو مين دا .."
قالتلي بعد ما اتنهدت بحرارة ...
" جوزى هو السبب حسبي الله ونعم الوكيل فيه هو السبب في كل دا منه لله "
قولتله وانا مش فاهمه حاجة " يعنى جوزك قالك حطى العمل في جسم امك الميته ، مش فاهمه وليه يعمل كدة ..."
قالتلي وهى بتنفخ " لا طبعا بس هو السبب كتر جريه ورا الستات وعلاقته الكتير ، كرهني في حياتى دايما كنت بسأل نفسي بيعمل كدة ليه ، قصرت معاه في ايه انا دايما مرعياه وبهتم بالبيت والاولاد كويس ، كل حاجة عاوزها بعملهالوا..
معرفش يبص برا رغم الحب الكبير مكنتش فاهمه ، ولو اتكلمت يمد ايده عليا وقلة ادب وشتيمه مش فاهمه ايه اللى حصل وليه الحب عنده مات وبقى كدة .. "
كنت بسمعها ومش فاهمه حاجة ايه دخل جوزها وعلاقته النسائية بالقصة وبعدين مش فاهمه هى هتقعد تحكيلي قصة حياتها مع جوزها وانا عاوزة اخلص وامشي هتاخر مش عارفه ايه اللى دبسنى في الهم دا...
لانى بكره الستات دى اللى تقعد تحكى جوزى بيسوى وجوزي بيعمل وبيضربني ، وبيعرف عليا ستات ولما حد ينصحها تقولك هتخربي بيتى ومنك لله ، اومال بتقولي من الاول ليه وتحكي خلاص اسكتي بقى وارضوا بعيشتكم مدام شايفين الناس عاوزة تخرب بيوتكم ...
قاطعت كلامها وقولتلها ..
" معلش بس الله يكرمك لانى مش فاهمه ممكن تختصري لان الوقت بيجري وعاوزة اروح بدرى عندى ميعاد مدرسة ، ايه دخل جوزك بالقصة وانك تحطى لأمك عمل وهي ميته.. "
قالتلي بعصبية " هو السبب حسبي الله ونعم الوكيل فيه ، قولتلها " ياست الكل بالراحة فهميني يعنى الرجل هو اللي قالك حطى عمل في جثة امك مش فاهمه "
قالتلي بسرعة ...
" لا لا طبعا هو ميعرفش حاجة خالص عن القصة دى ...."
قولتلها " بحيرة اومال ايه مش فاهمه هو السبب ازاى يا ستى عرفيني ...."
قالتلى " بسب علاقته الكتير وقرفه واتعرف على واحدة من على النت من بلد تانية وكان خلاص هيتجوزها ، كان مجنون بيها وكل شويه يكلمها فيديو ، لدرجة انه قالي صراحة انه هيتجوزها لما عرفت وقالي ولو مش عجبنى اطلق لكن مش هيسبها ابدا انا اتجننت وكنت هموت لانه هيتجوز ويسبني ويسيب أولاده، عندى بنت عندها ٨ سنين وابنى عنده ٣ سنين انا بحبه ومقدرش اعيش من غيره اتخانقت معاه...
ضربني جامد يومها بالكرسي وروحت لأمي غضبانه وقتها ..
وانا مليش حد بابا ميت مفيش غير خال واحد واخ كبير ، خالي قالي اغضب وأفضل قاعدة عند ماما وهو هيرجع ياخدني لكن مفيش فايدة معبرنيش وانا مكنتش قادرة اصبر عاوزة ارجع بيتى لجوزى ..
وكنت عارفه انه بيستعد للجواز من الهانم ، وكنت هتجنن ولما حكيت لصاحبتي قالتلي في شيخ بتاع اعمال وسحر والحجات دى وسره باتع ، ممكن يرجعلي جوزى ويخليه زى الخاتم في صباعي وهيعمله عمل سفلى بجن قوي يخليه يتعدل ، ولما سألتها ان دا مش حرام وكدة قالتلي..
" لا طبعا مش حرام ، لانى برجع جوزى لبيته وعياله مش بفرق بين زوجين بالسحر والجن " .
وروحت معاها فعلا للشيخ اللي طلب مبلغ كبير ومكنش معايا وقتها فلوس...
فسرقت خاتم دهب من عند ماما وبعته من وراها ... وفعلا الشيخ عملى العمل على ورقة وفضل يرسم طلاسم ونجوم وحجات غريبة بلون احمر قدامي ويكتب اسم جوزى واسم امه واسمى واسم امى بعد مجبتله الطلبات اللى عاوزها ...
وقالى بتحذير
" الورقة دى تفضل مقفوله معاك وهقولك تعملى بيها ايه لما يتصل بيك جوزك انهاردة او بكرة ويرجع لعشه وإياك تفتحيها خالص ولا حد يلمسها أو يشوفها خالص أو يجي عليها ميه "...
وللأسف بالليل من نفس اليوم امى تعبت جامد وضغطها علي لما عرفت انى بعت الخاتم من وراها ، والسكر كمان علي اووى وكانت عاوزة تعرف عملت ايه بالفلوس وليه عملت كدة بس مقدرتش اقولها حاجة...
ومن الزعل مستحملتش وتانى يوم امي دخلت العناية المركزة بجلطة ولقيته هو جالى المستشفى فعلا زعلان وندمان وحزين على امي ووقف معايا واعتذرلي وقالي
" لازم ارجع بيتي لانه ضلمة من غيري وفعلا رجعت ومكنتش مصدقة يظهر الشيخ والعمل عمل مفعوله فعلا وسره باتع ... كنت فرحانه انه رجع وحزينه علشان امى اووى ورجعت معاه البيت لان مكنش له لازمه وجودى عند امى وهى بالعناية وكنت بروح لها وقت الزيارة خالى زعل جدا واخويا الكبير لما عرف انى رجعت ومستنش حتى امى تخف أو اطمن عليها ...
لما روحت بيتى اتصلت بالشيخ وقولتله اللى حصل ... ووقتها قالى
" قدامك اسبوع ولازم الورقة اللى معاك تتحط في جسم ميت وتندفن معاه علشان وقتها هيفضل العمل محفوظ للابد وجوزك مش هيتغير لغاية ما يموت او انت تموتي... "
طبعا اتصدمت من كلامه المرعب اووى وازاى هدخل الورقة في جسم حد ميت ... كلمت صاحبتي قولتلها اللى قاله الشيخ قالتلي برعب
" شوفى مغسلة للاموات وقوللها أو تربي واديله فلوس .."
.بس للاسف مكنش معايا فلوس للكلام دا وبعدين مكنتش ضامنه حد يعمل كدة وميضحكش عليا وكنت بفكر وأمى كانت حالتها بتسوء يوم عن التاني..
لغاية بعد اربع ايام امي الله يرحمها ماتت ..
ووقتها انصدمت ومكنتش مصدقة لما المستشفى غسلتها ودخلت اودعها الشيطان زينلي الفكرة ومكنتش اعرف انه حرام وان الميت ليه حرمه وكدة ... ولو كنت اعرف مكنتش عملت كدة انا كنت بحافظ على جوزى وبيتى بس وقولت عادى وايه يعنى دى مجرد ورقة وخلاص معرفش انها سحر اسود وكفر ..
مكنتش عاوزة ااذي حد كنت عاوزة اساعد نفسي بس والله وارجع جوزى لبيته ..."
وبعدها سكتت تاخد نفسها وانا كنت ببص عليها وقلبي بيدق بسرعة وبتخيل معاها المشهد يا ساتر يارب يعنى حتى أولادنا هنخاف منهم وقت متنا مفيش ثقة وامان ..
لا حول ولا قوة الا بالله ..
الكلام مرعب ومخيف يعنى حتى لحظة الموت مفيش احترام ولا خصوصية ليها ...
كانت بتبصلي اووى مستنيه تشوف رد فعلي ...
بس انا كنت بسمع وساكته خالص مش عارفة ارد وأقول ايه ...
قالتلي " ساكته ليه.."
قولتلها " مستنيه اسمع باقى القصة وبعدين نتكلم... قالتلي
" هى كدة الحكاية خلصت.. حطيت العمل وزي ما قولتلك وانا بفتح بقها عضتنى والدم جه في عين ابنى ومن يومها وحالى اتشقلب ..
لا الجرح بيخف ولا ابنى بيشفى غير الكوابيس والأحلام المرعبة اللي بتجيلي كل يوم ومش عارفة انام ...."
قولتلها بتعجب وانا مش مرتحالها خالص...
" لا القصة مخلصتش لسه ... اعتقد مبداتش اصلا هو ايه اللى حصل ... وخلاكى تندمى على اللي عملتيه دلوقتي بالذات ، ومتقوليليش جرح ايدك ... والكلام دا علشان الجرح دا استحالة يكون من شهرين اصلا ، ومتقوليش بردوا علشان الميكروب و قصة الدم اللى نزل في عين ابنك لان دى بردوا مش مصدقها الصراحة مش مقنعة ... "
بصتلى اووى وقالتلي
" تقصدى ايه وهكذب عليكى ليه مش فاهمه انا معرفكيش اصلا علشان االف قصة عليكي " بصتلها ببرود وقولتلها.
" تصدقي بالله انا بردوا مستغربه لانى مش فاهمه بردوا في حاجة غلط في القصة دى كلها والسر عندك انت .."
قالتلي " بس دا اللي حصل اقسم لك ..."
قولتلها" لا متحلفيش يا ست الكل مش مستهلة خالص حلفان انا مش مرتاحة لكل القصة وخلاص .. "
قالتلي
" بالله عليك ساعديني انا بقولك الحقيقية كاملة ...ومش عاوزة ابنى يحصله حاجة بسببي... "
قولتلها ...
" بصي حتة ابنك طرفت عينه بايدك ونزل دم واسنان جثة امك قفلت على صباعك مش داخلة دماغي.. لان مش منطقي طفل صغير هتاخديه معاك المشرحة في مستشفى وانت في جنازة ومش منطقي بردوا تفضل ايدك تنزل دم لغاية ما تخرجى ومحدش ياخد باله ، ازاى يعنى هو انت كنت في صحراء ولا إيه يا بنتى ....
ازاي يعني ما حدش اخد باله وبعدين فين المغسله بتاعه الاموات اللي كانت موجودة و الممرضات بالمستشفى ؟
وفين الناس وفين اللي كانوا واقفين يعني استحاله اللي انت بتقوليه دا يكون حصل...
بس هنقول يا ستي ماشي ويمكن يكون ده فعلا حصل ...، انت بقى دلوقتي محتاجه مني ايه ؟
مش فاهمه برده ؟
وهنا التليفون بتاعها رن واخذت التليفون بسرعه لما شافت الرقم وردت وكان شكله جوزها بس كان كلامها شكلها خايفه ومرعوبه اووى...
صوت السماعه بتاعه التليفون بتاعها كانت عاليه سمعت صوت جوزها وهو عمال بيزعق لها وتقريبا كان بيشتمها قاللها بصوت خشن انت فين واتاخرتي ليه وشتمها واضح جدا ان العلاقه بينهم سيئه جدا ومفيش احترام خالص ، وفي مشكله كبيره عندها وان جوزها مش طايقها زي ما قالت بالأول ، بس مش زي الكلام اللي قالته انه رجع كويس معاها ، قفلت معاه بسرعه وقالتلي بتوتر
" اتاخرت اووى وهو بيخاف عليا وعاوزنى اروح وما كنتش قايله اني هتاخر بعد الدكتور "
عملت نفسي اني مش اخده بالي وخلاص علشان محرجهاش وخلاص و هي من كتر عصبيتها مسكت ابنها جامد من ذراعة ..
فالولد قعد يعيط جامد قامت وقفت بيه عشان يسكت وكان شكلها متوتر ...
وهنا التليفون بتاعها رن تاتي كانت سايباه على الترابيزه ، وبصيت على التليفون بفضول وكان مكتوب كلمه
" ماما حبيبتي "
استغربت جدا وانا ببص على رقم المتصل وهنا اخذت التليفون بتوتر من قدامي وقالتلي بسرعه
" دي حماتي "
ردت على التليفون والصوت برده كان عالي ومسموع ، وكان من الطرف الثاني واحدة بتقولها
" انت اتاخرتي ليه يا سماح كل ده تاخير ليه يا بنتي ، وعملت ايه عند الدكتور ...
وكملت كلامها وهى بتزعق وتشنم وتقول بردوا الزفت حماده ما راحش معاكي المستشفى يشوف ابنه ...
واللي فهمته ان حماده ده اسم جوزها ..
قالتلها بحسره وهي بتحاول توطى صوتها
" انت عارفة انه كده يا ماما طول عمره عادته ولا هيشتريها "
الست قالتلها ..
" طيب ما تتاخريش يا حبيبيتي عشان انا عاملالك الاكل اللي بتحبيه انت وسليم ، ومش عايزه اشوف وش جوزك خالص
وهو عارف ان بيتي متحرم عليه لغاية ماموت..
انت فاهمه كفاية قلة ادبه مع اخوك " ..
كنت سامعه كل حاجة ومستغربه اووى لما قفلت التليفون بتوتر قالتلي
"دي ماما ااقصد حماتي اصلها بتحبني زى بنتها ، وانا بعملها زي ماما بالظبط وبقولها ماما "
طبعا انا كنت مستغربه جدا يعني حماتها قلتلها
: جوزك ميدخلش بيتي تاني يا سلام على الحموات وفي ام بتكره ابنها وبتحب مرات ابنها اكتر ، وتعملها الاكل اللى بتحبه كمان دى قصة رعب لوحدها وتخوف...
قولتلها وانا بحاول اقوم
" دلوقتي عايزه مني ايه يا سماح لانى اتاخرت اووى والساعه 12:30 ولازم امشي الطريق طويل "
قالتلي
" ارجوكي بالله عليك انا محتاجه انك تساعديني بس لله "
قولتلها "
هساعدك ازاي انا مش فاهمه ما انت تقدري تساعدي نفسك بنفسك تقدري تروحي المقابر عادى، روحي للتربي في المقابر وقوليله اللي حصل وخليه يفتح لك المقبره وطلعي العمل من بق مامتك الله يرحمها وخلاص الموضوع بسيط اهو او هتروحي تاخدي صاحبتك معاكي وتروحي للمقابر وتكلمى حارس المقابر "
قالتلى برجاء
" انا عايزاك انت تيجي معايا لانها اختارتك انت بالله عليك ساعدينى لانك انت شوفتبها واكيد لسبب "
طبعا رفضت وقلتلها
" لا انا مش هقدر اجي معاكي خالص لانى ما اعرفكيش اصلا تقدري تروحي مع أي حد غيري او تروحي للتربي لوحدك .. أو تاخدى اي حد من العيله يساعدك... أو خدى صاحبتك اللى ودتك للشيخ ، وهي تساعدك زى ما ساعدتك الأول تحاول تخلصك من مشكلتك تاني ..
كانت بتبص عليا وهى بتعيط وبتقولى "ارجوك ابوس ايدك ساعديني... ابنى عينه هتروح ..."
قولتلها
ربنا يشفيه يارب بس قوليلي هو جوزك رجع يعاملك كويس والعمل نفع بتاع الشيخ ولا لا ... "
بصتلى اووى ومردتش عليا خالص حسيت ان في حاجة مش عاوزة تقولها بس نظراتها بتقول كل حاجة ، وكنت لازم امشي لان الطريق طويل ... وقولتلها
" انا ماشيه وربنا يعينك يارب وتحلى المشكلة بتاعتك ويرحم امك يارب وجميع امواتنا ..."
قالتلي " بالله عليك تعالى معايا بس للتربي كلميه وخلاص مش عاوزة منك حاجة تانيه " .. قولتلها
" مقدرش اعمل كدة دى مشكلتك انت لوحدك يا ام سليم ... روحى حليها وربنا معاك وادعى ربنا يغفر لك ..."
أصرت تاخد تليفونى وتسيب رقمها وقالتلي
" ارجوك فكرى انت هتروح معايا بس مش هتعملي حاجة خالص وانا وثقت فيك وحكتلك كل حاجة ارجوك ساعديني..."
قولتلها " انا اتاخرت بعد اذنك وكنت حاسة في حاجة ، غلط مش موضوع تعاطف معاها ..
لا خالص يمكن الاول كنت متعاطفه معاها لكن دلوقتى في احساس تاني غريب بيقولى..
" ابعدى في حاجة أكبر وغلط والست دى وراها مصيبه كبيرة ..."
وانا عندى عيالى عاوزة اربيهم مش ناقصة مشاكل ، كفاية اللي انا فيه اصلا مش لازم افتح على نفسي مشكلة تانية جديدة...
اه بحب الرعب والقصص الغريبة ..
بس مش اللى تجيب مشاكل دى ومصايب ... مشيت فعلا وانا عمالة افكر الست دى كذابة احساسي بيقول كدة في حاجة أكبر كلامها مش منطقي عيونها في خوف وذعر مش ندم ورجاء ..
دى خايفة ومرعوبة من حاجة ...
قصة ابنها والميكروب في عيونه لا مش مصدقه ولا داخله عقلي خالص ...
وبعدين عمل ايه اللي رايحة بيه مشرحة في مستشفى بالصدفة...
كلام غير منطقي خالص المهم قولت..
" يا بت طنشي ياما الناس بتالف قصص وحكايات والواحد بيسمع وخلاص مالك مركزة كدة ليه مع الست دى...،
يمكن تركيزى علشان اول مرة اشوف الست ومعرفهاش والشبح اللى شوفته دا في المستشفى على الكرسي الاسود وفي المقابر كل دا مخوفنى ومحسسنى في حاجة في رسالة من العالم الاخر...
المهم رجعت جبت ابنى من المدرسة وروحت اتغديت وبعدها نزلت الشغل الحمد لله ، القطرات اللى جبتها لعينى كانت ريحتنى جامد الحمد لله ..
وفي آخر اليوم وقبل ما اقفل العيادة المحل اللى جنبي قالي " معلش يا دكتورة عاوز اراجع الكاميرات علشان في حاجة اتسرقت من قدام المحل بالليل.. "
قولتله " ماشي"
وبدأت ارجع الكاميرات وهنا لفت نظري حاجة غريبة ..
بسم الله الرحمن الرحيم دى الست الميته بعبايتها البنى الامع دى واقفة قدام باب العيادة وبتبص للكاميرا ..
. انا قلبي وقع بين رجلي واعدت استعيذ بالله من الشيطان الرجيم ...
دى هى كبرت الشاشة على صورتها دى هى فعلا الست ... ولقيت جوه العيادة ستارة بتتحرك وكأن في حد وراها بيقرب بوشه عاوز يخرج الكلام دا كان بالليل الساعه ٣ الفجر ...
لا حول ولا قوة الا بالله ...
أنا مش عارفة في إيه بجد ..
في حاجة غريبة وقتها صورت الثواني دى على الفون وبعتها لصديق بيفهم بالامور دى جدا وسألته
" ايه دا والحقني يا دكتور... "...
قالي في حاجة مش طبيعية و غالبا دا تواصل معاك من العالم الاخر قالي ..
بسرعة رشيء المكان بملح خشن وشغلى سورة البقرة ...وفعلا عملت كدة قبل ما امشي بس كان التوتر والخوف مسيطر عليا ... هو فى ايه وانا مالي بالليله دى كلها ...
اليوم دا اتاخرت جدا لانى روحت اشتريت ملح خشن ورشيت وبعدها شغلت القرآن الكريم ، وقفلت ومشيت...
كنت بقرا اية الكرسي وبقول الواحد معملش حاجة وحشه في حد يعنى اكيد ربنا مش هيخذلنى ابدا دى كانت ثقتى في ربنا ..
وروحت البيت اليوم دا وكنت هموت من الجوع ..
واكلت اكلت بافتراء نفسي ابطل العادة الزفت دى لما اتوتر اكل .. المهم نمت بعدها بس الكوابيس مسابتنيش اليوم دا خالص كل أحلامى عن الست والكرسي الأسود وكلامي معاها وهى بتقولى انا مش كويسه انا مش كويسه ...
صحيت الفجر بفزع شربت واستعذت بالله من الشيطان الرجيم وصليت ومكنتش عارفة انام تاني... فتحت الواتس ولقيت رسالة الست وهى بتقولى
" ارجوك متتخليش عني هى اختارتك يبقى اكيد لسبب انا عوزاك بس تيجى معايا للتربي تكلميه معايا انا خايفة اروح لوحدى ..ارجوك عين ابنى بتروح ارجوك انت عندك اولاد واكيد حاسة بيا.. كانت رسالتها كلها استعطاف ورجاء...
عارفين أكثر حاجة بكرهها بالحياة ان حد يتحايل على حد وحد يحرجه او يخذله بحس بكراهيه شديدة للشخص دا ...
مردتش ارد عليها بس هى كانت اونلاين وفضلت تبعت فويس وتترجى فيا وتتحايل اروح معاها ...
فكرت اعمل لها بلوك واخلص من الضغط دا وبعدين انا اعرفها منين علشان العشم ياخدها كدها..
.وبعدين انا حاسه ان في حاجة غلط والله والقصة أكبر. من كظة انا احساسي دايما صادق وعمر حاستى السادسة ما خيبت في حاجة ...
قفلت الواتس واعدت اراجع الفيديو المرعب اللي الكاميرا صورته امبارح وكان فعلا مخيف دا زى ما يكون راس حد ووشه بيحاول يطلع من ورا الستارة...
وكان في هواء بيحرك الستارة رغم مفيش اي هواء المكان مقفول وسكون بسم الله الرحمن الرحيم ...
مش عارفه اعدت ارسم نقط كدة واجمع أفكار... عاوزة اعرف اشمعنى انا وليه حصل كل دا ..
اصل انا واثقة ان مفيش حاجة صدفة ...افتكرت كلام شيخ روحتله زمان من سنين طويلة لما كنت في ثانوي وكنت دايما بحلم بناس ميته وكانوا بيكلمونى وبيطلوبوا منى حجات كمان ...
ووقتها كنت خايفة جدا والشيخ قالي ان الانسان وهو نايم بيكون ميت وروحه مش فيه ودا الموته الصغرى والروح بتتلاقي مع من يشبهها وتتالف في ملكوت الله وتتنافر مع من تكرهه يعنى الأرواح بتلاقي وتروح للي برتاح معاه وتحبه...
كلامه ريحني يومها انه شيء مش وحش وبعدها بقيت عادى جدا مرة حلمت بوالد صاحبتي وكان ميت وعليه ايام صيام رمضان وكانوا طلعوا إفطار بس...
هو كان خف فكان لازم بصوم فضلت احلم به ويقولي بلغيها ولما قولت لبنته وكنت محرجه جدا لانى عمرى ما شوفته وقتها هى بكت وقالت..
" فعلا هو اطعم مكان كل يوم مساكين ولكن لم خف مصمش الأيام دى والمفروض كان صامها "
ومن يومها اعتبرت دى امانه بس الغريب ان فضل ابوا صاحبتى يجيلي يدايقنى ويلح عليا وهي كانت لسه مصامتش الأيام لابوها وكلمتها كتير قالتلي " هصوم "
وقتها انفعلت جدا قولتلها
" باباكى بيدايقني في احلامى مش عارفة انام لغاية ما صامت الايام والرجل بعد عني فعلا "
، وحجات من دى كثير بتحصل ...بس هنا الست دى عاوزة منى ايه بالظبط ...
هو من خلال احساسي اللى دايما مش بيخيب اكيد عوزاني اساعدها لانها ماذية في القبروبتاعها بالعمل... قررت انى هستنى لاخر اليوم ولو لقيت إشارة. ..او حصل حاجة غريبه تاني هوافق اروح معاها وخلاص ....
وبعدها نمت وبالليل روحت العيادة كان عندى فضول اراجع الكاميرات الساعه ٣ الفجر نفس الوقت اللى بقوم فيه مفزوعه من احلامى بيها وهي بتقول
ان مش كويسه ...
الوقت اللى بصحى فيه قلقانه بقالى يومان ... وكانت الست بعبايتها البنى واقفه على الرصيف بسم الله الرحمن الرحيم....
قفلت الكاميرا بسرعة وخوفت اكمل ومعرفش ليه مجاش في بالي...
بس أنا عاوزة اشوف كمان كاميرا البيت اللي حطاها قدام باب الشقة في نفس التوقيت دا الساعه ٣ الفجر ..
كان قلبي بيدق بسرعة وخايفة وبتمنى ميكنش في حاجة وبقول يارب سترك...
فتحت الكاميرا على الساعه ٣ الفجر وهنا كانت الصدمة دى كانت قاعدة على باب الشقة ومستنيه ، يا لهوى بسم الله الرحمن الرحيم ،
من كثر الرعب قلبي بقى يدق جامد.
..وقفلت الكاميرا بسرعة وانا بقول ايه فايدة الكاميرات دى ...
استغفر الله العظيم وبعدها شغلت سور البقرة وكنت حاسة براجفه ..
انا عايشة لوحدى مع اولادى هو انا حطيت نفسي في ايه ...استغفر الله العظيم يظهر...
انى ورطت نفسي حسيت بالجوع الشديد لازم اكل دلوقتى نفسي في رنجة اووى الصراحة معرفش نفسي هفتنى عليها ليه دلوقتى بس للاسف معنديش رنجة ...
اضطريت اكل اي حاجة اكلت وعملت كوباية شاي وقعدت افكر بهدوء في كل حاجة ...
وهنا لقيت الفون بيرن وكانت هي بنتها سماح والوقت كان متأخر..
المهم اتكلمت تاني واترجتنى تاني اساعدها لأنها مش قادرة تنام من الذنب والخوف قالتلي..
" تعالي معايا نروح للتربي بالله عليك ... "
وهنا خلاص بقى قررت اروح معاها وخلاص يمكن الست دى تبعد عنى وروحها ترتاح وقولتلها..
" ماشي موافقة قالتلي نروح المغرب بكرة للمقابر نكلم الرجل"
قولتلها
" لا طبعا نروح الصبح الساعة ٩ نتقابل هناك وهكون معاك .."
قالتلي " خلينا بالليل احسن علشان محدش يشوفنا.
قولتلها " لا يا ستى الصبح الساعه ٩ الصبح وبعدين هو احنا هتفتح التربه هو الرجل اللى هيساعدك انا هقف معاك قوليله وهمشي وانت بقى براحتك ... "
والآخر قالتلي" خلاص اتفقنا وقفلت الفون وحاولت انام عماله احلم بردوا بالست وهي بتقول انا " مش كويسه "
قومت مفزوعه وانا بقول " مخلاص بقى أنا هروح معاها بالله عليك ابعدى عنى انا تعبت فعلا ..."
وقعدت أقرأ في المصحف شوي وبعدها حاولت انام تاني بس معرفتش لقيت المنبه رن الساعه ٦ ونصف ونزلت ابنى المدرسة وخلصت شغل البيت سريعا ، ولبست وقولت انزل لانى لسه هركب ...
روحت المقابر وفضلت ارن عليها بس هى مبتردش عليا خالص قولت..
" انا عملت اللى عليا وقعدت قريت الفاتحة لابويا ، وقولت همشي خلاص "
وكان التربي قاعد وبيرش الميه وبيفتح قبر جديد شكل في حد ميت جى هيندفن...
وقولت هرن عليها للمرة الأخيرة وهنا ردت وقالتلي
" معلش خمس دقايق هكون عندك اصل اتاخرت لانى كنت بودى ابنى عند ماما اقصد حماتي "
انا سكت وقولتلها تمام انا اول قبر في اول المقابر هتلاقينى قاعدة مستنياك زقعدت اسمع قرآن على الفون ..
وبعد عشر دقايق لقيت واحدة بتقولى
" اتاخرت عليك برفع عينى لقيت واحدة لابسه نقاب اسود وعباية سودا مش باين منها حاجة ... "
بصتلها بتعجب وقالتلي
" انا سماح ...اتاخرت عليك ... بصتلها اووى وقولتلها ..
" سماح مين ...."
قالتلي " ام سليم اللى جاين علشان نكلم التربي علشان العمل..."
قولتلها
" نعم يا اختي ولبست نقاب امتى ان شاء الله ، دانا لسه شيفاك اول امبارح عادى ونصف شعرك كان باين ...
قالتلي " ربنا يهدينا جميعا .."
انا قعدت اضحك وعادتى الزفت دى مش هبطلها ابدا وممسكتش نفسي من الضحك بصوت عالي ، وبعدين قولتلها ببرود
" انت هتستهبلي ولا إيه يا سماح ... "
وكنت متغاظة منها ومدايقة اووى..
بقى عاوزة تداري نفسها علشان التربي ميعرفهاش..
وتدبسنى انا يا ساتر يارب على الإنسان وشره..
دايما كدة مقرف ومش صريح ويودى في داهيه غيره ..
الست دى غاظتنى ووترتنى اووى ووراها مصيبة كبيرة
غير إنها جوعتنى أكثر
انا مش فاكرة فطرت ولا قبل ما انزل لازم اروح افطر ...