امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الثالث 3 بقلم نداء علي


امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الثالث بقلم نداء علي


لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب اليك

وقد تأت أمواج قاسمة يخيل إلى البعض أنها نهاية حتمية ونستغيث علَ أحدهم يأخذ بأيدينا وبعدما نيأس يبتسم ثغر أمواجنا وتعلو ضحكاتها فتمنحنا بدايات جديدة تكمن بداخلها فكم لله من لطف خفي، وكم من موجة هادئة نعومتها خادعة تبسمت فألقينا بأرواحنا إلى احضانها وغرقنا دون أن ندري

كان هادئاً، يحرك القلم بين أصابعه في وتيرة ثابته وكلاهما واقف أمامه، هي تبكي وتئن في صمت بينما هو يستشيط غضباً
تحدث بحدة قائلاً
جرى ايه يا دكتور سلمان بقالك ساعة موقفني قدامك وساكت، احنا في مدرسة ومتذنبين ولا إيه
رفع سلمان بصره إليه ولم يتحدث فازداد الآخر غيظاً وصاح قائلاً
على فكرة أنا قولتلك اللي حصل ومش معقول هتكذبني وتصدق حتة ممرضة زي دي
انتظر سلمان أن تثور هي وتدافع عن نفسها لكنها لم تكن في حال يسمح لها بالرد، ربما هي نادمة على فعلتها فهي الآن تخشى العقاب، فمن المؤكد ان سلمان لن يعاقب طبيباً ذائع الصيت كحال اسماعيل وسوف تصبح هي كبش الفداء.
ابتسم سلمان متسائلاً
انت شغال معانا من كام سنه يا دكتور اسماعيل؟
ابتلع اسماعيل ريقه بتوتر لم يجب على الفور فتنحنح سلمان قائلاً
من ٣ سنين، بجالك معانا ٣ سنين وشهرين ومن أول يوم اتعينت معانا بعد توصية من الدكتور محمد كامل وأنا بفضلك على الكل، مظبوط يا دكتور؟
اسماعيل بغرور : وأنا عمري ما قصرت في شغل ولا حد يقدر يمسك عليا غلطة
سلمان : واللي حصل النهاردة
اسماعيل : البنت دي هي اللي عملت المشكلة، دي واحدة صايعة وأنا عارف الأشكال دي كويس و….
قاطعه سلمان بوداعة مصطنعة قائلاً
اسمها سماء.
اسماعيل بدهشة : نعم!
سلمان بجدية مخيفة : الآنسة اللي أنت بتتكلم عنها اسمها سماء، وعلى فكرة ملوش داعي تعيد وتزيد وترط على الفاضي، أنا عندي كاميرات لكل ركن في المستشفى وسمعت الحوار من اوله لآخره بس كان عندي أمل تطلع راچل بصحيح َتحكيلي اللي حصل، أنا معنديش مانع تكرهني وتشوف نفسك أحسن مني، ده حقك لكن الراچل ميتطاولش على واحدة ست ولا يستقوى على ضعيف، لو راچل كنت واچهتني. 
اسماعيل بمقت : راجل غصب عن عينك، انت هتعيش الدور عليا، انت حتة دكتور فاشل بتتحامى في فلوس أبوك. 
سلمان بثقة : وايه تاني، كمل كلامك يمكن ترتاح. 
إسماعيل : أنا بقدم استقالتي وعاوز مستحقاتي كاملة ميشرفنيش اشتغل في مكان زي ده، وخليك انت مع الممرضة يمكن تعجبك وتنول الرضا . 

استقام سلمان في وقفته فتطلعت سماء إليه رغماً عنها لترى فرق الطول الواضح بينه وبين اسماعيل فتبستم دون ارادة منها لكن ابتسامتها اختفت مع صوت سلمان الذي طلب إليها الخروج قائلاً 
بعد إذنك يا آنسة سما، اطلعي دلوك  هتَكلم مع دكتور اسماعيل كلمتين على انفراد. 

أومات إليه في طاعة وأسرعت الخطى وقلبها ينبض بضرواة بينما اسماعيل لم يمكث كثيراً فقد وقع بقسوة بعدما لكمه سلمان بيمناه وهو يقول : 
يا كلب من الصبح بحاول اتعامل معاك بإحترام ومفيش فايدة، مفكرني راچل وسخ زيك، بتاخد المرضى وتعملهم عمليات عندك في عيادتك وجولت سيبه يا سلمان مفيش مشكلة، بتتفج مع شركات الأدوية وتاخد عمولة وعملت حالي عبيط ولأني ولد أصول استحرمت ارفدك واديتلك فرصة لكن تلسن على بنات الناس وتخوض في شرفهم أخلص عليك برصاصة واحدة تچيب اچلك وملكش ديه. 
طلب الاستقالة مرفوض لأني ببساطة بعتلك چواب فصل والسبب انت عارفه كويس ، تخرچ من اهنه ومشوفش سحنتك مرة تانية، وعلى فكرة أنا اتصلت على الدكتور محمد وبلغته بكل عمايلك وبعتله المستندات، احنا متعودناش نتهم حد من غير بينة. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

كانا يتسامران بود وانسجام، بينهما صداقة وطيدة نابعة من تآلف روحي وتشابه في الصفات والاهواء
تناول رحيم كوب الشاي من بين يديه وتحدث بخفوت
أنا چاي النهاردة اعزمك على حفلة عندنا في البيت، تفتكر خالي سعد هيرضى تيچي معايا وترچع بكرة
آثر بتعجب : بكرة كيف، رايدني أبيت عندكم؟
رحيم : وايه المانع، المسافة بعيدة يابني مينفعش تروح وترچع في نفس اليوم، كمان عاوزين نفكر في ترتيب الرغبات وندخل كلية إيه.
آثر بتردد : أبويا النهاردة مزاچه عفش جوى نازل من الصبح ضرب في الكل
رحيم بصدمة : ضرب، أبوك بيضربكم!
آثر بصدمة أشد : ليه هو انت عمرك ما انضربت ياعم؟!
رحيم : لأ، ولا مرة.
آثر بمرح : يابختك ياعم يا ريتيني مكانك، ده الواحد نحس من الضرب والشتيمة.
رحيم : يعني تفتكر خالي هيرفض، ده أول طلب اطلبه منه؟
آثر : احنا نجول لستك وهي هتتصرف.
رحيم : خلاص جوم نروحلها خلينا نلحق نسافر.
………………………………………..
جلس رحيم إلى جوار جدته على استحياء فمدت كفها المزين بخطوط الزمن تشده للقرب منها قائلة بصوت حنون
تعالى چاري يا ابن الغالية، تعالى يا ريحة الحبايب
رق قلبه لحالها وبادلها الابتسام واقترب قليلاً فتحدث آثر مشاكساً رحيم
انت الوحيد ياواد يارحيم اللي الحجة نعيمة بتحبه بالشكل ده.
رحيم بأدب : ربنا يباركلنا فيها، عندي طلب يا جدتي ممكن!
ابتسمت نعيمه بسعادة ومنحته جواباً سريعاً يعرب عن مكانته لديها قائلة
عنيا، اطلب اللي نفسك فيه
رحيم : تسلم عنيكِ يارب، عاوزك تكلمي خالي سعد يسمحلي اخد آثر يبات عندي الليلة، بابا عاملي حفلة كَبيرة بعد ما طلعت الأول عالمحافظة.
نعيمة : اللهم صلي عالنبي، ربنا يحرصك من العين، تنهدت قليلاً وهمست بخفوت
أصيل وولد أصول عمك نوح، صمتت قليلاً وتساءلت بفضول 
عامل ايه يا جلب ستك، ومرات عمك هتحبك يا رحيم، بتراعيك ياجلبي ولا وخداك بذنب أبوك
الجمته الصدمة ولم يصل إليه مغزى كلماتها فلاحظ آثر ما أصابه فتحدث بتلقائية محاولاً مساعدة رحيم قائلاً
ها يا حجة نعيمه، هتكلمي سعد ولا ايه؟
نعيمة بثقة : چرى ايه ياواد انت وهو أبوك هيجولي لأ إياك، اطمن يا رحيم إن شاء الله هيوافج لو مكنش بكيفه يبجى غصب عن عينه. 
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

مدَ قدميه باهمال فوق الطاولة الزجاجية المقابلة له وتنهد بكسل فقد قضى ليلته يفكر في حيلة تمكنه من الفوز بجائزته، لم ولن يسمح لشيء أن يسلبه ما يريد، اقتحم والده المكان وغضبه يسبقه، نظر إليه لؤي بترقب إلى أن تحدث والده بحدة قائلاً
انت مبتردش علي الموبايل ليه يا حيوان، بتصل عليك من الصبح
مد لؤي يده يسحب علبة السجائر يود اشعال واحدة عله يهدأ قليلاً فغضبه يعميه عندما يخاطبه أحدهم بصوت عالي لكن يسري جذب العلبة والقاها أرضا قائلاً
اتعدل وركز معايا احسنلك يا لؤي ، أنا اليومين دول مش طايق نفسي. 
لؤي : يوووه، في ايه يا بابا، قولتلك مليون مره متصرخش في وشي. 
يسري بتهكم : هتضربني ولا ايه؟
لؤي بهدوء محاولاً السيطرة على حدته المعهوده، تحرك بملل واعتدل قليلاً موجهاً حديثه لوالده
اتفضل يا بابا قولي في ايه، انا منمتش من انبارح ومصدع. 
يسري بعدما جلس بمقابلته
ومنمتش ليه، كنت مع واحدة من اياهم برده
ابتسم لوي بمكر قائلاً : لأ خلاص، ناوي أتوب
يسري : وده من أمتى
لؤي : من النهاردة، أنا فكرت في كلامك وشايف ان عندك حق
يسري بتركيز : بخصوص ايه بالظبط
لؤي : بخصوص الشغل طبعا، مش معقول هفتح شركة كبيرة واسيبها كده، تلاعب بوالده قليلاً فهو على يقين أن والده ينتظر المزيد
قضم ثمرة الفاكهة التي تناولها من طابق الفاكهة فنهره يسري بحدة يحثه على استكمال حديثه
ابتلع لؤي ما بفمه، والتفت بجسده ليواجه والده الذي يشبه كثيراً خلقةً وخُلقاً وناوله التفاحة قائلاً
خد كل تفاح وهدي أعصابك يا برنس
وكزه يسري قائلاً من بين أسنانه
يا بارد، خلص وفهمني ناوي على ايه
قهقه لؤي بغرور قائلاً
صدقني هبهرك، مش انت عاوز فلوس يزيد كلها تبقى تحت ايدك
يسري بطمع : حقي، مش احسن ما تاخدها بنت الشوارع اللي بيربيها
لؤي : ميصحش كده يا كبير، دي هتبقى مرات ابنك
يسري : جتك نيلة، وانت مفكر يزيد هيوافق، وحتى لو هو وافق مستحيل سهيلة تقبل، دي دماغها سم.
لؤي : ماهو ده اللي عاجبني، طول عمري بحب التحدي والحاجة الصعبة، صدقني هخليهم يوافقوا ويتمنوا اتجوزها، وبدل ما تاخد فلوس يزيد لوحده هتاخد ثروة سهيلة فوق البيعة وعلى حسب معلوماتي فلوسها أضعاف فلوس عمي.
يسري بسعادة : ازاي، هتعمل ايه يعني، واضح انك سألت وجمعت معلومات مهمة
لؤي  بلاش نتسرع، أنا ماشي على مهلي خالص، والبنت لسه صغيره يعني مفيش خوف
يسري : بس شكلها دخلت دماغك
لؤي بوقاحة : صغيرة بس جبارة، تحس انها بنت سهيلة بجد، حلوة زيها. 
يسري بندم : كان نفسي اتجوز واحدة زي سهيلة دي، بس نقول ايه يزيد طول عمره حظه نار. 
لؤي : وأمي! 
يسري ضاحكاً بقوة : أمك الله يرحمها بقى كانت تكفير ذنوب. 
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

كانت تجوب الغرفة تغدو وتروح كما الطير الهارب من مصير مجهول، قلبها يخشى اقترابه من الخطر وعقلها ينهرها فهو لن يصيبه مكروه، تتمنى لو ترجع بها الأيام فتمنعه عن وصالهم ولكنه بات واقع لا مفر منه. 
لم تنتبه إلى دلوف زوجها واقترابه منها إلا بعدما تحدث إليها بتعب بدا ظاهراً بصوته وهو يقول
مالك يا ميادة، رايحة چاية وشاردة في ايه؟ 
ميادة بضعف : خايفة يا رحيم، خايفة يغيروه من ناحيتي 
نوح بهدوء : مفيش حد يجدر يهوب من ابني يا ميادة ولا يغيره، ولو حاولوا يبجى خلاص عليا وعلى اعدائي
ميادة : كان الأولى نمنعه من البداية. 
نوح : مجدرتش، جدته لما تعبت وطلبت تشوفه سعد چالي لحد داري ومعاه ناس جيمتهم عالية واعتذر وطلب ان رحيم يودهم ويعرفهم ويعرفوه، ما انتِ خابرة الكلام ده كله يا ميادة. 
وضعت وجهها بين كفيها بيأس وهمست 
تعبت يا نوح، مبقاش فيا طاقة لوجع جديد، وانت طول الوقت مشغول وحتى لما وافقت على الصلح ماخدتش رأيي، انت حطتني قدام أمر واقع
نوح بدهشة : واحنا من امتى في فرج ما بينا يا بنت خالي، من أول يوم اتچوزنا فيه وأنا جدامك كتاب مفتوح. 
ميادة بنظرات حائرة : خلاص يا نوح، ان شاء الله خير، بلاش نتوتر ونضيع فرحتنا بنجاحه، بس علشان قلبي يطمن اتصل عليه وكلمه شوفه خرج من البلد ولا لسه عندهم
اجابها نوح بثقة : لاه خرچ بجاله ساعة 
ميادة : يعني انتَ كلمته 
توتر نوح قليلاً لكنه لم يرغب في الكذب عليها ولم يرد أن يصارحها بما يفعله لذا تحدث بمراوغة 
شفتي كيف هتضيعي الوجت، الطباخين تحت منتظرين چنابك تشوفي الوكل وتطمني بنفسك إن كل حاچة مظبوطة 
ابتسمت بخفوت وتحركت من أمامه بطاعة تهمس بسعادة 
حاضر، هنزل معاك علشان نجهز كل حاجة قبل ما يوصل بالسلامة 
استوقفها بغيرة متحدثاً بلهجة رجولية آمرة 
رايحة فين يا مدام، البسي عباية واسعة ولفي الطرحة عِدل، بلاش مسخرة
قهقة ميادة وهمست بهيام 
هو انت هتفضل كده علطول 
اجابها بمشاكسة : طول ما أنا نوح السياف آه، لما اتحول سوسن هتلاجيني اتغيرت. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

اضاء يزيد إنارة الغرفة وتنهد فهي كما هي تعشق النوم في الظلام، هرب إليها فلا سكن له سواها واحتضنها بقوة فشهقت بخفة قائلة بصوت ناعس
حبيبي، أنت رجعت بدري ولا أنا نمت كتير 
همس إليها بخفوت 
لأ ياقلبي، احنا لسه بدري، أنا مرحتش الشغل
استدارت فصار وجهها بقربه وتساءلت بقلق 
انت كويس، فيك حاجة؟ 
يزيد بارتياح وكأنه قد ازاح عن كاهله عبء مثقل 
بخير، اطمني يا سهيلة، أنا بس كان عندي مشوار مهم عند المحامي عملته ورجعت عالبيت، نقضي اليوم سوا، ولا ايه رأيك؟ 
سهيلة بترقب : كنت بتعمل ايه عند المحامي، اغمضت عينيها وقد غلبها النوم من جديد فهمس إليها 
بعدين اقولك، نكمل نوم ولما نصحى هحكيلك 
سهيلة بفضول : لأ خلاص أنا سمعاك أهو، احكيلي الأول وبعدين نبقى ننام 
يزيد مبتسماً : ماشي ياستي، أنا سجلت املاكي بإسمك انتِ وديمه بعد ما كتبت ليسري حقه الشرعي في ثروتي زي ما ربنا حدده علشان ابقى مرتاح بعد موتي. 
منعته من استكمال حديثه وضمت جسدها إليه تحتضنه وتستمد منه حياة، حياة تمنت كثيراً لو أنها بدأت معه وانتهت به لكنه القدر وأمواجه، جرفتها بعيداً عن شاطيء عشقه ودفعته إلى سفينة غارقة كان يقودها يوسف وبعدما غاصت في أعماق الموت مدَ إليها يديه ومنحها طوق النجاة، استمعت إلى صوت أنفاسه المنتظمة تعلن عن استسلامه للنوم فقبلت جبهته بحب وهمست
انتَ أهم من أي فلوس وجودك في حياتي أهم من الحياة نفسها يا يزيد. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

عادت إلى بيتها المتواضع تخطو إلى داخله بحذر، تنهدت بارتياح فلا أحد في طريقها يبدو أن الجميع نيام وهي لا ترغب في الحديث الآن، يكفي ما حدث منذ الصباح، لقد كان يوماً شاقاً حد الموت 
أسرعت إلى غرفتها وتأكدت من غلق بابها جيدا والقت بجسدها فوق الفراش تسترجع كل ما دار بيومها بدءاً من شجاها مع اسماعيل وانتهاءً باعتذار من سلمان، لا تكاد تصدق حتى الآن ما قاله 
لقد اعتذر وابتسم إليها، اغمضت عيناها بسعادة لم تدم طويلاً بعدما تذكرت حالها وحاله وكم أن دروبهما متباينه كشروق وغروب لا ينبغي لهما اللقاء.. 

سحبها من دوامتها صوت مروه شقيقتها الصغرى تسعى إلى فتح الباب المغلق، نهرتها سماء بغضب 
الباب مقفول بالفتاح يا بت، استني هفتحلك
هرولت إلى الداخل تتلفت كما اللصوص تصيح مستغيثة 
الحقيني اخوكي عاوز يضربني
سماء : عملتِ فيه ايه يابت، الجيران سامعين خناقكم ليل نهار 
دلفت إليهما زوجة والدهما قائلة بشيء من الغيظ 
قوليلها يا بنتي، هتفضحنا واحنا بقالنا كام سنه عايشين في حالنا وكافيين غيرنا شرنا 
تحدثت مروه بسماجة تلاعب حاجبيها وعيناها تعبران عن مدى شقاوتها 
تصدقي يا ماما كنت مفكرة انها كافيين خيرنا شرنا
لوت والدتها فمها قائلة 
خيرنا، وانتِ وش خير أوي 
مروه بغيظ : طب ايه رأيك هقول لبابا، وهو هيتصرف معاكم. 
اجابتها والدتها : ياختي مفيش حد مميل بختك غير ابوكِ، اطلعي يابت حطي الأكل خلينا نجهز العشا قبل ما أبوكم يرجع، وانتِ يا سما، غيري هدومك وتعالي
ابتسمت سماء بلطف ورفضت بهدوء 
بالهنا يا طنط، أنا الحمد لله أكلت ومش قادرة خالص نفسي أنام 
لم تعقب حنان وتحركت في عقبها مروه التي همست إلى سماء بخفوت
هرجعلك تاني وتحكيلي مالك، شكلك عامل عاملة يا سماسيمو.
دفعتها سماء بلطف وعادت إلى ملاذها من جديد تنعش حياتها القاحلة بلحظات من سعادة غمرتها دون انتظار وروحها تهفو إلى شيء محال ولكن لا بأس ببعض الخيال فهو مجاني وأحلامه حق لأمثالها ولا مجال لأحد أن ينازعها به. 

اغمضت عيناها وتذكرت ابتسامته فابتسمت وانتفض فؤادها طرباً عندما مرَ ببالها صوته يقول 
فلاش باك
…………………………………………………… اتفضلي استريحي يا سماء، ولا تحبي اجولك مس سماء 
بقيت صامته توترها يمنعها عن الحديث، تفرك يديها بصورة ظاهرة جعلته يخاطبها يمزاح 
سؤال بعد إذنك، هو فين الألف؟ 
نظرت إليه بترقب فاستكمل بمكر :
يعني مفترض أسماء ، أول مرة اجابل بنت واسمها سماء. 
ابتسمت بخجل بعدما أدركت مشاكسته واكتفت بالصمت فقد كان خير سند لها فيما تواجهه الآن. 
تنحنح سلمان بعد قليل وقد غلبت الجدية لهجته قائلاً 
أنا بعتذر منك، وعلى فكرة الدكتور اسماعيل هيمشي من المستشفى، استكمل بشيء من الغموض، أصله معندوش وجت للمستشفى وعيادته الخاصة فقرر يستقيل. 
تحدثت هي دون ارادة منها قائلة بسعادة 
الحمد لله، أحسن حاجة عملها 
قهقه سلمان وتضاعف خجلها من ذلة اللسان التي جعلتها تبدو أمامه بتلك الحماقة، استعاد سلمان ثباته ورزانته ورأف بحالها بعدما تورد وجهها خجلاً وخوفاً فسمح لها بالانصراف بلباقة 
اتفضلي روحي دلوك، وان شاء الله بكرة نتجابل. 

تعليقات



×