رواية ورطة عشق الفصل الثالث
خطوبة بالإكراه!
"جواز إيه يا عمي؟!" صرخت ملك وهي تحدق في والد آدم بصدمة.
"أيوه، جواز!" قال الأب بحزم، وهو ينظر إليها كأنه يوقّع عليها حكمًا بالإعدام.
آدم كان لا يزال واقفًا كالأبله، وكأنه لم يستوعب الموقف بعد، قبل أن يهتف أخيرًا:
"بابا، انت بتهزر، صح؟!"
"في حاجة في وشي تضحك؟" سأله الأب ببرود، وهو يعقد ذراعيه.
ملك شعرت أن عقلها توقف عن العمل، فنظرت إلى آدم وقالت بعصبية:
"اتكلم! قول أي حاجة! مش معقول نسكت ونتجوز كده وخلاص!"
آدم نظر إليها ثم إلى والده، وحاول التفكير في مخرج لكنه لم يجد، وأخيرًا قال:
"بابا… احنا حتى مش بنحب بعض!"
"ما هو ده الطبيعي في الأول، الحب بييجي بعد الجواز!" قال الأب بثقة.
ملك كادت تفقد صوابها، فهتفت بغضب:
"الحب بييجي بعد الجواز دي عند جيلك! احنا جيل الديليفري، كل حاجة سريعة، حتى الحب لازم ييجي قبل الجواز وإلا مش هنشتريه!"
لكن الأب لم يبدُ مقتنعًا، بل أشار لهما بيده وقال:
"خلاص، عندكم أسبوع تتعرفوا على بعض، وبعدها كتب كتاب، ثم الفرح!"
"إيييه؟!" صرخت ملك مجددًا، لكنها لم تجد أي استجابة.
آدم كان على وشك التحدث، لكن والده تجاهله تمامًا وقال:
"أنا قلت كلمتي، ولو حد فيكم مش عاجبه… يبقى يستعد يواجه فضيحة كبيرة جدًا!"
كتمت ملك أنفاسها، وأدركت أن هذا الرجل لا يمزح. لم يكن لديها خيار سوى القبول بهذه المهزلة حتى تجد مخرجًا آخر.
… وبعد نصف ساعة…
كانت ملك تجلس في القاعة، وجهها متجمد وعقلها فارغ، بينما حولها الجميع يبتسمون ويضحكون وكأنهم في مشهد من فيلم هندي. بجانبها، كان آدم في نفس حالتها، وكأنه شبح فقد معنى الحياة.
"مبروووووك الخطوبة!" صرخت يارا وهي تحتضن ملك بسعادة.
"خطوبة؟!" تمتمت ملك بصدمة.
"أيوه، بصراحة مش كنت متخيلة إنكِ هتلاقي عريس في فرحي، بس الحياة مفاجآت!" قالت يارا بمرح.
ملك كادت تبكي، لكنها تماسكت وهي تهمس لآدم:
"إحنا لازم نلاقي حل!"
"وأنا أعمل إيه؟ بابا لو قال إنه هيجوزني خروف، هلاقي نفسي بكتب الكتاب على خروف تاني يوم!" قال آدم وهو يضع رأسه بين يديه.
ملك زفرت بضيق، لكنها قررت أنها لن تستسلم بهذه السهولة. عليها أن تجد خطة للهروب قبل أن تتحول هذه الخطوبة إلى زواج حقيقي!