رواية مداهنة عشق الفصل الثالث 3 بقلم اسماء ايهاب

 

رواية مداهنة عشق الفصل الثالث بقلم اسماء ايهاب

 

نظرت الي هيئتها سريعاً في المراة المعلقة جوار الباب تعدل من هيئة كنزتها البنية انحنت لتنسدل خصلاتها الي الاسفل ثم ارتفعت من جديد تقف معتدلة ترتب خصلاتها اخذت حقيبتها عن الاريكة و توجهت نحو الباب تنوي الخروج لشراء بعض مستلزماتها من الطعام الصحي التي اعتادت تناوله و التي لا تقدر علي تناول غيره ، افجلت شاهقة بقوة حين فتحت الباب و وجدت زيدان يقف مقابل لها بالضبط وضعت يدها علي صدرها تحاول أن تهدئ من دقات قلبها المتسارعة بذعر من وجوده امامها فجأة دون انذار لتجده يحاول كبح ضحكته علي تعابير وجهها لتنظر اليه بغيظ قائلة :
_ انت بتضحك علي اية انت خضتني علي فكرة 

حمحم بخشونة معتذراً وقف بثبات لتغلق الباب خلفها تقف عاقدة ذراعيها امام صدرها تنظر اليه و هو يرتدي ملابس العمل قائلة بتساؤل :
_ انت نازل و لا طالع ؟

عقد حاجبيه بتعجب لتدخلها في شئونه لكنه تحدث بهدوء يجيبها :
_ كنت نازل رايح الشغل

همهمت بايجاب و هي تضم شفتيها ثم اقتربت منه خطوة تعيد خصلات شعرها الي الخلف قائلة بلطف :
_ممكن تقولي علي مكان سوبر ماركت اشتري منه حاجات 

اجابها بهدوء و هو يمرر يده علي شعيرات ذقنه النامية :
_ في بقالة تحت البيت هنا تروحي بعيد لية 

نفت برأسها و هي توضح له الامر قائلة :
_ لا عايزة سوبر ماركت كبير عشان هشتري حاجات مش موجود في البقالة و اول مرة اشتري حاجة من هنا فمش عارفة مكانه فين 

ابتسم لها و اشار بيده لها ان تتقدم عنه في نزول الدرج قائلاً بهدوء :
_ تعالي و انا اوصلك 

صعد دراجته النارية و استعد ان ينطلق بها ثم نظر الي جواره لتلك الواقفة تنظر اليه بتساؤل ليشير برأسه الي الخلف قائلاً ببساطة :
_ اركبي ورايا هوديكي السوبر ماركت 

لم تستوعب انه يطلب منها صعود الدراجة النارية خلفه فهي لم تخوض تجربتها قبل ذلك و لا تود فهي تفضل السيارة او السير علي الاقدام ابتلعت ريقها و هي تشير الي الدراجة النارية قائلة باستفهام :
_ هو انت عايزني اركب البتاعة دي بجد 

اومأ اليها مؤكداً لتنفي برأسها و هي تعقد ذراعيها امام صدرها قائلة بتعالي :
_ لا مش هركب انزل وصلني السوبر ماركت و ابقي تعالي خدها بعد كدا 

رفع حاجبه لاعلي ينظر اليها بحدة و لم يعجبه اسلوبها في التحدث معه و نبرتها المتعالية التي يبغضها تماماً ليحرك بعنف المسند الحديدي المغروز بالارض يسند الدراجة النارية و استعد للانطلاق قائلاً بحدة و هو يشعر بالغضب من تصرفها :
_ و الله لو عايزاني اوصلك تتفضل تركبي معايا غير كدا انا مش مجبور امشي المسافة دي عشان جنابك مش عايزة تركبي البتاعة دي 

قلد طريقة حديثها المتعالي في نهاية جملته مشيراً بعينه نحو الدراجة بهتت ملامحها و هي تجده يتحدث معها بحدة تشهدها لاول مرة في تعامل رجل معها و هي المعتادة دائماً علي التملق و التدليل و لم تعرف كيف يمكنها الرد عليه و استرداد كرامتها ليسير هو بالدراجة بضع سنتيمترات ثم نظر اليها قائلاً بتساؤل حاد بعض الشئ :
_ هتركبي و لا اية 

صكت علي اسنانها بقوة و هي تشعر بالإهانة من فعلته لتشير بيدها نحو الطريق و هي ترفع رأسها بكبرياء كعادتها قائلة بغيظ من تصرفه الغير لبق معها :
_ لا امشي انت مستغنية عن خدماتك 

نظر اليها بضيق شديد و انطلق بالدراجة النارية تاركاً اياها خلفه غير مبالي بهذه المتعجرفة التي تستشيط غضباً ، وقفت تنظر حولها تحاول ان توقف سيارة اجرة تقلها تأففت حين لم تجد اي سيارة تمر امامها لتقرر التحرك في الاتجاه المعاكس لطريق زيدان و ما ان خطت عدة خطوات صغيرة حتي وجدت من يمر الي جوارها يتحدث بمرح و صوت مرتفع :
_ اوعاااا

نظرت اليه آسيا و هي تعقد حاجبيه باستفهام متسائلة :
_ اوعي اية مش فاهمة 

نظر اليها من اعلي الي اسفل يدقق بمنحنيات جسدها الرشيق حتي توقفت عينه علي وجهها ليغمز لها بعينه اليسري قائلاً باعجاب :
_ و الوحش جاي يعمل اية في منطقتنا

ادركت ما يفعله هذا الاحمق لتبتعد عنه خطوة الي الخلف و ما كادت ان تتحدث و تهينه حتي وجدت زيدان يقف بالدراجة النارية امامها و قد كان يراقبها من بعيد مستعد ان يقترب منها حين تيأس من وجود سيارة اجرة قد تقلها الي وجهتها اشار بيده الي خلف ظهره في اشارة صامتة لها بالصعود ثم ربت علي صدر ذلك الشاب بقوة و يده الاخري اخرجت مدية من جيبه يخبأها لحماية نفسه اثناء عمله في الليل ثم اردف بحدة :
_ يلا يابا اتكل علي الله بدل ما اطلع عين اهلك هنا الحتة تخصني 

اعتذر الشاب انصرف مسرعاً و كأنه لم يكن يقف بالاصل في حين التفت هو الي تلك الواقفة محلها و لم تتحرك قائلاً :
_ انتي بجد وقفتي لواحد بيعاكسك ؟

ما كادت ان ترد مدافعة عن نفسها انها لا تعلم عن تلك التصرفات السوقية شئ و لم تراها في مجتمعها  الراقي قبلاً حتي اشار اليها بيده ان تصمت قائلاً بغلظة :
_ هتيجي اوصلك و لا اسيبك تستفسري منه عايز اية زي ما انتي عايزة 

و بدون وعي منها هز رأسها بموافقة و تقدم تصعد جالسة خلفه علي الدراجة تمسك بالصندوق الخشبي الخاص بعمله خلفها قبل ان ينطلق هو نحو وجهته مبتسماً بانتصار و هو يري سكونها و كسر تعجرفها السابق ليقود بصمت الي حيث تريد حتي وصل امام ذلك المتجر الكبير لتنزل هي عن مجلسها تنظر في ساعة يدها قائلة بهدوء :
_ شكراً يا زيدان روح انت شغلك عشان متتأخرش و انا هعرف اروح 

ركضت هي علي الدرجات البسيطة المؤدية لداخل المتجر ليتنهد هو بضيق من تلك الفتاة و تصرفاتها التي تجعله يكاد يهشم رأسها من شدة غضبه ليضغط بقدمه علي تلك القطعة الحديدية المساندة للدراجة لتتكأ عليه و اتجه خلفها سريعاً 

***********************************
بأحدي المشافي العامة كانت تسود حالة من الهرج و المرج الارجاء في حركات اضطرابية من جميع المسعفين و الأطباء و علامات الصدمة و الارتعاب بادية علي ملامح الجميع و علي اثر تلك الفوضي خرج احد الاطباء من مكتبه يسرع خطواته نحو الخارج ليري ما يحدث و قد تعالت الاصوات حتي وصلت اليه ازاح بعض من الاشخاص من امامه حتي وصل الي ما يلتفون حوله جحظت عينه شديدة السواد بصدمة و هو يجد جثة لشاب متسطح علي الارض فارغ المعدة تماماً و المسعفين يحاولون تهدئ الاجواء و اخذ ذلك الجثمان من امام باب المشفي الي الداخل ، تسارعت انفاسه بقوة و هو يشعر بالغضب الشديد يأكل صدره ليمرر يده علي رأسه بخصلات شعره القصيرة و عينه تراقب حمل المسعفين الجثمان و التوجه حيث الداخل ليسرع هو بالتوجه الي مكتبه و اخذ هاتفه عن المكتب يجري اتصال هاتفي و ما ان اتاه الرد حتي صاح بالطرف الاخر مستنكراً بصوت غاضب :
_ انت ازاي مقدرتش تعرفهم لحد دلوقتي يا قاسم 

صمت يستمع الي ما يتفوه به الاخر و قد انعقدت ملامحه باستياء ثم هتف بغلظة :
_ لا مش ههدي الوقتي لقينا شاب مرمي ادام المستشفى فاضي سامع بقولك اية خدوا كل أعضائه

زفر بقوة و هو يجلس علي مقعد مكتبه يستمع الي صوت قاسم الهادئ من الطرف الاخر و هو يتحدث معه عن الامر ثم نفي برأسه و هو يضرب بقبضة يده فوق سطح المكتب قائلاً :
_ المرة اللي فاتت كانت كلي خدوها من الراجل من غير علمه لكن دلوقتي بيصفو البني ادمين 

صرخ من جديد بعد حديث قاسم و هو يشعر انه يريد ابادة من كانوا السبب في كل ما يحدث :
_ انت المفروض تعرف مين دول مش كل يوم و التاني هنلاقي مصيبة من دي 

تنهد بقوة و هو يمرر يده علي وجهه و قد استكان بعض الشئ ليجيبه بهدوء :
_ هحاول اهدي بس الموضوع دا لازم يتقفل في اسرع وقت 

ليتحدث قاسم من الطرف الاخر بهدوء قائلاً :
_ ثق فيا و الله هجيبهم و هياخدوا العقوبة اللي يستحقوها متقلقش 

صمت للحظة قبل ان يكمل بصدق :
_ و انا واثق فيك يا قاسم 

اغلق الهاتف و وضعه علي طاولة المكتب امامه ليتنفس بقوة في محاولة منه للهدوء و في حين ذلك استمع الي طرقات علي باب الغرفة ليسمح للطارق بالدخول و لتفتح الباب الممرضة التابعة له تنظر اليه و علي وجهها معالم الحزن لما يحدث حولها لتردف بهدوء مشير بيدها نحو اليمين باتجاه الممر المؤدي الي غرفة مدير المشفي :
_ دكتور آدم المدير عايز حضرتك 

اومأ اليها آدم ثم اجابها باقتضاب :
_ تمام انا هروحله 

تحدث من جديد قبل ان تخرج من الغرفة مستفسراً :
_ عرفته اي حاجة عن الولد اللي لقيته قدام المستشفى 

اومأت بأسي و هي تجيبه بنبرة مختنقة بالبكاء :
_ لقينا معاه بطاقته و هيعرفوا منها اهله و يبلغوهم يا دكتور 

وقف عن مقعده مستعد للذهاب الي المدير هامساً بهدوء :
_ ربنا يصبر اهله 

***********************************
خرجا معاً من المتجر بعد ان اصر ان يرافقها في تسوقها يحمل عنها الحقائب العديدة عنها و تحمل هي ثلاث حقائب متوسطة الحجم وضعهم بالصندوق الخشبي المصاحب للدراجة النارية ثم صعد الي دراجته و التفت اليها حتي يحثها علي فعل المثل قائلاً :
_ اركبي اوصلك البيت و لا عايزة تروح مكان تاني ؟

سأل بنهاية جملته لتصعد هي خلفه تتمسك بقماش كنزته من الخلف مجيبة بهدوء :
_ لا هروح البيت شكراً بجد انا عطلتك معايا 

منحها ابتسامة لطيفة و هو يشعر بها تتمسك اكثر بكنزته ليتحرك بالدراجة يصلها الي البناية من جديد و ما ان وصلا حتي نزلت عن الدراجة النارية و فتحت الصندوق الخشبي تأخذ الحقائب ليعاونها في ذلك و اخذ الحقائب من يدها حتي يصعد بها الي الاعلي و صعدت هي من خلفه حتي وصل امام باب شقة جدها و ما ان فتحت الباب حتي تخطاها و وضع ما بيده علي الطاولة ثم انطلق من جديد الي الباب القي عليها السلام و كاد ان ينزل الدرج لتسرع هي و تمسك بذراعه ليتوقف محله حتي يري ما تريد لتتحدث بلطف قائلة بابتسامة هادئة :
_ شكراً يا زيدان 

ابتسم لها و هو يجيبها بهدوء :
_العفو يا آنسة تحت امرك في اي وقت 

ليجدها تدس يدها بحقيبتها الجلدية الصغيرة و تخرج منها بعض من الاوراق المالية تمد يدها اليه بهم قائلة بهدوء و امتنان :
_ خد دول بقي عشان تعبك معايا 

تلاشت ابتسامته و حل محلها الغضب من شعوره بالإهانة و اكملت هي حديثها بحماقة دون ملاحظة غضبه قائلة :
_ اعتبرهم تمن التوصيل و اني عطلتك و اكيد هيخصمولك من مرتبك

صك علي اسنانه و هو يدفع يدها عنه بحدة قائلاً بغضب :
_ انا مش هرد عليكي عشان لو رديت هتغبي جامد

قبض علي كف يده بقوة و هو يكمل بصوت حاد غاضب يظهر به الغيظ :
_ هعتبرك متربية برا مصر عشان كدا متعرفيش حاجة عن الاصول 

انهي حديثه و التفت ينزل عن الدرج و هو يتمتم بعصبية يود لو يصفعها علي غرورها الذي أثار اعصابه :
_ بت مغرورة و مستفزة مناخيرها في السما

نظرت في اثره بتعجب لردة فعله المبالغ بها بالنسبة لها لتنتبه الي صوت هاتفها الذي يصدح داخل الحقيبة لتتنهد و هي تخرج الهاتف من الحقيبة تفتح الاتصال تجيب علي صديقتها قائلة :
_ الو يا جنة 

صمتت تستمع الي صوت صديقتها من الطرف الاخر ثم نفت برأسها تتنهد بقوة و هي تدلف الي داخل الشقة تغلق الباب خلفها تجيبها بهدوء :
_ عندي تصوير بعد ساعتين مع "Brand" جديدة 

استمعت الي صوت جنة تتحدث بحماس من الطرف الاخر و لها غاية في نفسها من سؤالها التالي :
_ انتي شوفتي الـ "collection" الجديد اللي هنعرضه النهاردة 

عقدت آسيا حاجبيها و هي تجيبها بنفي تردف بتعجب من سؤالها فهي حتي الآن متعجبة من عدم رغبة "چو" ان تري المجموعة الجديدة و تجربة الثوب الخاص بها هي دون زميلاتها :
_ لا لسة لما اخلص تصوير هاجي علي العرض علي طول 

صمتت لثواني ثم هتفت متذكرة شئ هام :
خلي بالك يا جنة من الحرباية اللي عندك انتي عارفة اللي بتحاول تعملوا كل مرة 

اردفت جنة لها مؤكدة علي حرسها من تلك الحمقاء و و تفسر في حديثها سبب سؤالها الحماسي لها :
_ متخافيش چو مخبي الفستان الرئيسي اللي هتلبسيه في العرض و بيقول انه مميز و مش هيخرج غير لما تعرضيه في الاخر

جلست آسيا علي يد الاريكة بالردهة عاقدة حاجبيها بتفكير قائلة بتعجب :
_ غريبة اول مرة يعملها 

تنهدت من جديد قبل ان ترد جنة قائلة بهدوء و هي تشعر ان جدها قد استيقظ :
_ علي العموم هخلص و اكلمك سلام 

اغلقت الهاتف و شردت عينها بتفكير فيما فعله چو طرقت بالهاتف علي راحة يدها الاخري ثم زفر واقفة عن محلها تتقدم نحو غرفة جدها و هو تقول بهدوء :
_ اما نشوف دماغك فيها اية يا چو 

************************************
خرجت سماح من غرفتها و هي تعقد حجابها حول وجهها ثم التفتت الي اليمين تراقب رقية و هي تقف بالمطبخ تنهي طهي طعام الغداء ليرتفع طرف شفتيها بضيق و هي تتقدم منها تقف علي باب المطبخ قائلة بصوت مرتفع غير عابئة حتي بتنبيه رقية بوجودها :
_ انا نازلة رايحة مشوار و مش هتأخر خلصي اللي وراكي و لو خالك جيه حطيله ياكل و اغسلي المواعيد وراه 

لم تلتفت حتي لتلك الشهقة التي خرجت من رقية حين افجلت من وجودها انما القت جملتها و هي تنظر اليها بغيظ ثم التفتت لترحل الا ان أوقفها صوت رقية متسائلة :
_ طب لو خالي سأل اقوله انتي فين ؟

نظرت اليها الاخري بغضب و هي تلوح بيدها امام وجهها قائلة بحدة :
_ و انا يعني يا معدولة هخرج من غير اذن جوزي ، كملي اللي وراكي

خرجت بخطوات غاضبة متجهة نحو الباب في حين التفتت رقية نحو مقود النار تكمل عملها و هي تتمتم بحزن مما فعله بها طليقها قائلة :
_ منك لله يا كريم كنت خلصت من القرف دا

اغلقت سماح الباب بقوة خلفها و توجهت سريعاً نحو الشارع الرئيسي للمنطقة تنفست بقوة و عينها مسلطة علي تلك البناية التي يظهر ان اصحابها ميسوري الحال ...
التقطت انفاسها اللاهثة حين وصلت امام الشقة المقصودة بالطابق الرابع ابتلعت ريقها الجاف و هي تقرع الجرس حتي فُتح الباب و طلت من خلفه سيدة بدينة تبدو في الاربعين من عمرها ابتسمت لها سماح باتساع في حين رحبت بها الاخري بحفاوة سعيدة برؤيتها ثم افسحت الطريق لها حتي تدلف الي الداخل قائلة بلوم :
_ بقي كدا يا بت تقطعيني طول الفترة دي 

جلست سماح علي الاريكة بالردهة و هي تتنهد بقوة قائلة بحنق :
_ اسكتي يا عطاء دي كانت فترة ما يعلم بيها الا ربنا 

جلست الاخري الي جوارها تربت علي كتفها قائلة :
_ اية ياختي في اية قوليلي 

تنهدت سماح تنهيدة حارة و هي تشكو لها ما تعانيه في حياتها منذ ان جاءت رقية الي حياتها مجدداً :
_ البت رقية بنت اخت صبري اتطلقت ياختي من كام شهر و قاعدة عندي مطلعة روحي و مش مبطلة عياط و نكد هتجبلي الفقر 

شهقت عطاء تضرب علي صدرها قبل ان تلوي شفتيها الي اليسار قائلة بحنق من عدم تصرف صديقتها :
_ يا خيبة عليكي طب ماحولتيش ترجعيها لجوزها و تخلصي منها 

لوحت سماح بيدها بحسرة و هي تصيح بغيظ و صوت مرتفع :
_ هو ياختي عبرها و لا حتي رد علي رنة تليفون واحدة مننا و لا حتي قابل خالها لما راح يتفاهم معاه 

لمعت عيني عطاء بفكرة تريح بها صديقتها من تلك الفتاة لتربت علي كتفها حتي تهدئ قائلة :
_ طب هدي نفسك ياختي و قوليلي البت دي عندها كام سنة و خلصت العدة و لا لسة

ظهر الامل في عين سماح و هي تجيبها بلهفة :
_  عندها ٢٣ سنة و هتخلص عدتها الاسبوع الجاي 

هزت عطاء رأسها باستحسان و هي تنحني الي الطاولة امامها ترفع قطعة معدنية مطولة ثم اخذت صورة فوتوغرافية من اسفلها قائلة :
_ حلو اوي . انا عندي عريس خليجي مش هيكلفكم حتي شنطة هدومها بس عايز الجوازة في السر يمشي معاكم ؟

مدت يدها بالصورة تريها لسماح و لم يكن الموجود بالصورة سوا رجل يرتدي الزي الخليجي كبير بالعمر  يتخطي عمره الستون عاماً لحيته بيضاء طويلة نحيف بعض الشئ شهقت سماح و هي تلوح بالصورة امام صديقتها قائلة :
_ البت لسة صغيرة يا عطاء دا الراجل قد ابوها ، و كمان ياختي صبري مش هيرضي بحكاية السر دي 

صاحت الاخري بضيق تلكز صديقتها بقوة في كتفها :
_ صغيرة عن من يا سماح دا كان متجوز بنتين زي الفل و اقل من ٢٠ كمان ، لو عايزة تخلصي من رقية مشي الموضوع مع جوزك و خلال اسبوع بعد العدة هتكون متجوزة و مسافرة معاه كمان

تنهدت سماح و هي تنظر الي صديقتها قائلة بتساؤل :
_ انتي رأيك كدا يا عطاء 

اكدت عطاء علي رأيها و هي تقف عن الاريكة حتي تأتي لها بالضيافة قائلة :
_ مفيش غير كدا عشان ترتاحي بقي 

دست سماح الصورة بملابسها و هي تتحدث بابتسامة واسعة و امل ان تبتعد تلك الفتاة عن حياتها :
_ ماشي خلي معايا الصورة دي عشان اوريها لصبري و اقنعه 

************************************
ابتسمت بثقة و هي تسير امام الحاضرين بالعرض بكبرياء و رأس مرتفعة بشموخ و قد تفاجأت حين حضرت ان چو قد أطلق علي هذه المجموعة الجديدة اسم "آسيا" و كانت ترتدي الثوب الرئيسي للعرض و الذي كان ابيض مطرز بالكريستال الذي يضيئ بشدة فتحة صدر منخفضة تظهر نهديها و فتحتين علي جانبي خصرها يظهر من خلالهما خصرها النحيل و يصل طول الثوب الي فوق ركبتيها و به شق من الطرف الايمن يصل الي بداية فخذها ، كانت ترفع خصلات شعرها الي الاعلي ليظهر ظهرها العاري حتي منتصفه و المزين بسلسال من اللون الفضي و ذراعيها العارين استعرضت اطلالتها الجريئة و هي تضع يدها اليسري علي خصرها تلتفت الي الجانبين حتي يراها جميع الموجودين و قد كان الكثير منهم يلتقطون بالهواتف الصور الفوتوغرافيه و المقاطع المصورة ثم التفتت تعود الي الكواليس من جديد حتي يحل محلها عارضة اخري ، صفق چو بيده ما ان رأها اقترب منها امسك بيدها جعلها تدور حول نفسها قبل ان يتحدث باعجاب :
_ دايما كوين يا آسيا 

ضحكت آسيا بانوثة ثم مالت برأسها نحو اليمين تردف بثقة :
_ انا آسيا التهامي يا چو 

ضحك چو ثم ابتعد عنها يتفحص الترتيبات لاكمال العرض في حين تقدمت تقف خلف احدي الحواجز الضخمة لتبدل خلفه ثوبها مدت يدها خلف ظهرها لتفتح السحاب الصغير و ما كادت ان تفتحه حتي حتي شعرت باحدهن تقتحم ذلك المكان عليها و ظهرت تلك الفتاة التي تدعي "كارما" و التي باغتتها بدفعها بعنف حتي اصطدمت بالحائط خلفها شهقت آسيا بألم و هي تحاول توازن نفسها تستند علي الحائط و لكن لم تستوعب بعد ما حدث حتي انقضت الاخري عليها تمسك بخصلات شعرها بشراسة تجذبها بقسوة منها و سريعاً خدشت رقبتها باظافرها حتي سال الدماء منها ، ابتسمت كارما بشماتة و هي تشدد علي خصلاتها بقوة تجذبها اليها غير سامحة لها باخذ اي ردة فعل تذكر و غرزت اظافرها الطويلة الحادة من جديد علي ذراعها الايمن قائلة بغل :
_ متفكريش نفسك حاجة كبيرة اوي كدا و تتغري انا اقدر افعصك تحت رجلك و امحيكي خالص من علي وش الارض يا .. كوين 

نطقت الكلمة الاخيرة بنبرة متهكمة ساخرة و هي تسحب اظافرها بعنف و قسوة لتصرخ آسيا بألم شديد و هي تشعر بجلدها يتمزق اسفل اظافر تلك الحقيرة و علي صوت صراخها اتت بعض العارضات المتواجدن بالمكان و ركضت احدهن لتنادي چو ليري ما يحدث ، قبل ان يتدخل احدي الفتيات كانت كارما تلقي آسيا من يدها بقوة لتصطدم جبهتها بالحائط و تنفجر منها الدماء و كل هذا و آسيا لا تستوعب ما يحدث معها فقط كانت كارما متحكمة بها و كأنها بشدة الرجال و بهذا الوقت اندفع چو نحوهن يدفع كارما بحدة الي الخلف يلقي عليها نظرات مليئة بالغضب و الشر متوعداً لها علي ما فعلت و اقترب من آسيا التي فقدت وعيها تسيل الدماء علي جبهتها حملها بين ذراعيه يضعها علي اريكة جلدية موجودة بالغرفة ثم صرخ بضيق في جنة التي تقف مرتجفة جوار الاريكة و قد دلفت الي الداخل للتو بعد إنتهاء عرضها و صدمت بما حدث لصديقتها :
_ اتحركي يا جنة نادي حد من المنظمين يحاول يشوف حل عشان نعرف ناخدها المستشفى 

اومأت اليه سريعاً و ركضت بتعثر للاستنجاد باحدهم لانقاذ صديقتها التفت چو نحو تلك الواقفة ببرود تعقد ذراعيها امام صدرها تراقب ما يحدث دون اي شفقة ليصيح بها بشراسة و هي تشير لها بسبابته بانفعال :
_ اقسم بالله يا كارما ما هسيبك و هتشوفي هعمل فيكي اية 

تعليقات



×