رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل الثامن والثلاثون والاخير بقلم رحمة نبيل
كانت تتحرك في ممرات المشفى وهي تكاد تسقط بسبب ضبابية رؤيتها التي سببتها الدموع، مسحت رفقة دموعها، تتحرك صوب غرفة العمليات التي تقبع في نهاية الممر، باكية بصوت عالٍ، لكن أوقفها جايك وهو يشير لغرفة جاكيري :
" من هنا رفقة، هذه غرفة اخي "
نظرت رفقة للغرفة بتعجب وهي تقول :
" ألم تخبرني أن حالته سيئة وهو الآن في غرفة العمليات ؟!"
ابتسم جايك بغباء يحاول اخراج نفسه من تلك الورطة، فإن أفسد خطة أخيه سوف يتم قتله على يده قبل حتى أن يتزوج :
" اه لقد ...لقد حدثني فبريانو في الطريق وأخبرني أنه خرج من غرفة العمليات وهو الآن في غرفة عادية "
نظرت له رفقة بشك وهي تتحرك صوب باب الغرفة ليتركها جايك وهو يمسك بيد روز جاذبًا إياها صوب سطح المشفى ليجلس معها بعيدًا عن الجميع .
اقتربت رفقة من الغرفة وفتحت الباب لتجد أن لا أحد بالغرفة عدا جسد جاكيري الذي يتوسط الفراش الخاص بها سقطت دموعها مجددًا بشكل أكبر واضعة يدها على فمها حتى تكبت شهقاتها، تتقدم صوب فراشه بأقدام مرتجفة، تشعر بأنها غير قادرة على التنفس، بسبب شهقاتها التي تجاهد للخروج، وبمجرد أن أصبحت جوار فراشه ورأت شحوب وجهه الذي لطالما كان ملئ بالحيوية والنشاط، حتى أطلقت لشهقاتها العنان وهي تنهار جوار الفراش تبكي بصوت مرتفع وتصرخ بوجع .
" لا لا ارجوك لا تفعل بي هذا جاكيري "
كانت كلمتها تخرج بصعوبة كبيرة بسبب بكائها، تجلس ارضًا جوار الفراش تنتحب بعنف، جعل جاكيري يلغي كامل خطته التي وضعها ليمازحها، لكن ردة فعلها وانهيارها بهذا الشكل، جعله ينتفض من مرقده وهو يتحرك بتعب لطرف الفراش، يمد يده لها مربتًا على رأسها بحنان :
" هيييه رفكة لا تبكي أنا بخير "
انتفضت رفقة للخلف بفزع من بين بكائها بعدما شعرت بيد تربت على شعرها، كانت ملتصقة بالجدار وهي ترمقه بصدمة، بينما هو ابتسم لها بتوتر وحنان يقول بتعب لا يدعيه :
" أنا بخير حبيبتي "
أشارت له رفقة بصدمة وهي تحاول الحديث :
" أنت... أنت...لقد أخبرني اخوك أنك...كيف ...كيف "
اعتدل جاكيري وهو يجلس على طرف الفراش مستندًا بيده عليه يحاول أن يهدئها:
" فقط اهدأي وسوف أخبرك بكل شيء حسنًا ؟!"
نظرت له رفقة من بين دموعها بكل بلاهة، لتقول فجأة بشر :
" هل كنت تخدعني جاكيري ؟!"
" لا الأمر ليس هكذا، أنا فقط كنت اريد أن أرى ما ردة فعلك حيال الأمر، فلم يسبق لي وأن اختبرت خوفك علىّ، لكنني لم أتوقع أن تنهاري بهذا الشكل رفكة، أنا آسفة "
تحركت رفقة نحو كقذيفة مدفع وهي تصرخ بجنون :
" أنت اهبل ياض؟! قولي بس أنت اهبل؟! يعني يتصلوا بيا عشان جوزي بيموت ومضروب رصاصة، متوقع ايه ردة فعلي غير أني انهار ؟! ايه هاجي اغنيلك وارقصلك وأنت بتموت ؟!"
نظر لها جاكيري بعدم فهم :
" أنا لا افهمك، لكن يبدو أنكِ غاضبة كثيرًا "
أطلقت رفقة زغرودة رنّ صداها في المكان بأكمله وهي تردد بسعادة مصطنعة :
" ايه يابني الحلاوة والشطارة دي، عندك حق أنا فعلا غضبانة، تتحسد والله، لازم ابخرك "
ابتسم جاكيري بسعادة رغم عدم فهمه لما تقول، إلا أن نظرات السعادة التي تعلو وجهها أخبرته جيدًا بمشاعرها وأنها سعيدة، لكن فجأة وجد رفقة تندفع له بقوة ممسعة بتلابيب ثيابه الخاصة بالمشفى وهي تقول بأعين تبرق بشر وغصب لم يره جاكيري يومًا :
" هل تعلم مقدار الألم الذي شعرت به بمجرد اخباري بالأمر ؟! أتدري الجحيم الذي عشته في كل خطوة اخطوها صوب غرفتك وانا اتخيل اسوء السيناريوهات؟! لقد كدت أموت من الخوف، رأيت عالمي يتحطم أمام عيني وانا اتخيل أن سوءًا حدث لك، شعرت بصخرة تجثم أعلى صدري وأنا أفكر فيكِ وفي حالتك جاكيري، لقد كدت أموت "
أنهت رفقة حديثها وهي تنفجر في البكاء بقوة على كتفه جاكيري الذي لعن نفسه على تلك الفكرة، يضمها له بقوة رغم ذلك الوجع في صدره، بينما يده ما زالت ترتجف بسبب ما مر به منذ ساعات وبسبب الضعف الذي أصاب جسده :
" أنا آسف رفكة، أنا آسف اقسم أنني لن أكرر الأمر مرة أخرى، لا تبكي لأجلي حبيبتي "
ازداد بكاء رفقة أكثر وهي تضم نفسها له تتلمس دفئه الذي تخيلت أنها على وشك فقدانه، ارتجف جسدها أكثر عند تلك الفكرة وهي تردد بصوت غير مفهوم من بين شهقاتها :
" أشعر أن قلبي كاد يتوقف جاكيري، اقسم أنه بالفعل توقف لوهلة بمجرد رؤيتك مسطح على الفراش، سأموت إن حدث لك شيء، ارجوك لا تفعل هذا بي مجددًا دعك من هذا العمل جاكيري ارجوك "
ضمها جاكيري لصدره بحنان وهو يهمس لها :
" انتهى كل شيء رفقة، انتهى كل شيء حبيبتي، وسوف نبدا سويًا حياة جديدة شبه خالية من كل ما قد يؤرق تفكيرك "
ابتعدت عنه رفقة بملامح ملهوفة :
" أحقًا ما تقول ؟!"
ابتسم لها جاكيري وهو يهز رأسه بسعادة لأجل سعادتها :
" نعم حبيبتي، انتهى كل شيء ونحن الآن على أعتاب حياة جديدة سويًا، بعد شهر من الآن سوف نتزوج "
أطلقت رفقة زفرة راحة جعلت جاكيري يشفق على ما عانته، لكنها لم تدعه يفكر في الأمر وهي تقول بجدية :
" صحيح لم تخبرني سبب وجودك في المشفى إن لم يكن السبب رصاصة، ثم ما سبب شحوب وجهك هكذا ؟؟"
ابتسم جاكيري وهو يداعب وجنتها بحب :
" أنا بالفعل تلقيت رصاصة رفكة "
شهقت رفقة برعب وهي تحرك عينيها على جسده بهدف التنقيب عن أي إصابة وقد بدأت عينها تمتلئ بالدموع، لكن جاكيري لم يسمح لها بالانغماس مجددًا في موجة الحزن تلك وهو يقول :
" لكنني كنت ارتدي سترة واقية والتي خففت من وقع الرصاصة على صدري، وكان الامر مجرد جرح بسبب قوة اصطدام الرصاصة، الأمر فقط أنني أعاني من سيولة بالدم وهذا ما جعلني أنزف بقوة واسقط ارضًا مغشيًا علىّ"
ترقرقت الدموع بعين رفقة وهي تقترب منه مقبلة عينيه بحنان :
" حبيبي أنت الآن بخير صحيح؟!"
" نعم الآن بخير، فقط لانكِ معي صاحبة الشعر المجعد "
ابتسمت رفقة له وهي تحرك جسده بلطف تجبره على التمدد، تقول بجدية :
" حسنًا الأن يجب عليك أخذ قسط من الراحة، هيا تمدد وأنا سأبقى هنا جوارك "
ابتسم جاكيري وهو يقول من بين ضحكته :
" أنا بخير اقسم، الأمر لا يستحق كل ذلك، كنت على وشك الخروج بعدما يعيد الطبيب فحصي "
خلعت رفقة حذائها وهي تصعد للفراش الصغير الذي بالكاد اتسع لهما تردد بجدية وحنان وهي تضم نفسها له، ثم رفعت الغطاء عليهما :
" لا ستبقى هنا حتى تصبح على ما يرام، وأنا سأبقى جوارك حتى تخرج من المشفى "
ابتسم جاكيري وهو ينظر لها تتمسك بخصره مرددًا بعشق :
" طالما أنكِ ستبقين بين احضاني بهذا الشكل، فأنا مستعد لامضي ما تبقى من عمري في المشفى ...."
____________________
صباح اليوم التالي وفي غرفة جاكيري في المشفى التي تحولت لساحة يتقاذف فيها الجميع الحديث، وقد كانت اصوات الصراخات تكاد تزحزح المشفى بأكملها من مكانها والكل يحاول أن يفرض رأيه ويعبر عن غضبه من قرار الجد، وخاصة انطونيو الذي كان يقف في منتصف الغرفة يصيح بغضب كالرجل البدائي _ كما وصفه اليخاندرو _ وكل ذلك لأن اليخاندرو أصدر قراره أنه حتى ينتهي ذلك الشهر الذي حدده فستظل الفتيات في القصر الغربي وهم في القصر الرئيسي، ولا يُستثنى من ذلك انطونيو ..
" مــــــاذا يا جدي ؟! هل تمازحني بحق الله؟! تلك المرأة زوجتي وام أبنائي القادمين، كيف تحكم هكذا حكم ؟؟ لا يخصني أن تمنع هؤلاء الحمقى من فتياتهم، لكن امرأتي أنا ستظل معي وجواري "
لم يهتز اليخاندرو ولم يبالي بصراخه، بل نظر بكل بساطة لروما التي كانت تخفي بسمتها بصعوبة لا تصدق أنها ستقيم زفاف وترتدي فستان كالجميع، هي في الحقيقة لم تكن مهتمة بالأمر طالما أن انطونيو جوارها، لكن عندما تخيلت فقط أنها سترتدي فستان وتُزف له، رقص قلبها فرحًا للأمر.
" كما قلت روما، أنتِ ستعودين مع جميع الفتيات للقصر الغربي، وإن اقترب انطونيو من القصر أخبريني فقط "
هزت روما رأسها بخجل وسعادة ظاهرة، جعلت انطونيو يتشنج وهو يصيح بجنون :
" حقًا روما ؟! هل تمزحين ؟!"
لم تجب روما وهي تبعد عينها بخوف عن وجه انطونيو الذي جلس مكانه وهو يتنفس بعنف، ومازال الرفض يكلل ملامحه وفي رأسه انتوى ألا ينفذ حديث جده وليحدث ما يحدث .
نظر اليخاندرو لمايك الذى كان شبه ملتصق بلورا وهو يبتسم لها بحب :
" وأنت مايك، بحلول الشهر القادم أود أن أجد امامي تسعة فساتين لاميراتي "
صفقت روبين بسعادة كبيرة وهي تنظر لفبريانو واللهفة تكاد تقفز من عينيها، رغم خيبة أملها في البداية حينما أخبرهم الجد أن لا زفاف لأحدٍ منهم قبل شهر .
تشنج مايك وهو ينظر لجده بجهل :
" ماذا ؟! "
" كما سمعت مايك، قبل شهر اريد امامي افضل تسعة فساتين ولن أكرر حديثي مرة أخرى "
ابتسم مايك بغباء وهو ينظر حوله، ثم قال بغباء :
" جدي أنا لستُ ساحرة سندريلا لاحرك عصا سحرية واصمم فستان في ثواني، أنت تتحدث عن تسعة فساتين زفاف وفي شهر واحد، هل تمزح معي ؟!"
رفع اليخاندرو حاجبه ثم قال بسخرية :
" جايك سيساعدك "
نظر له جايك ببلاهة وهو يشير لنفسه :
" من !! أنا ؟! لكن أنا لستُ مصمم ازياء جدي "
أشاح اليخاندرو وجهه باستخفاف وهو يردد جديًا :
" في النهاية كلاكما تحملان قلم و ورقة وترسمان، ساعد ابن عمك لرسم الفساتين وهو سيصممها "
أشار له مايك بجنون :
" أنت لا تمزح حقًا ؟!"
تجاهله اليخاندرو وهو ينظر لجاكيري وماركوس :
" أنتما ستجهزان حديقة القصر لتلائم الزفاف، ومارتن سيصمم الشاشات وكل تلك الأمور التي تتضمن اسلاك، وآدم سيكون مسؤلًا عن الزينة رفقة فبريانو "
ردد فبريانو ببسمة ساخرة :
" نعم صحيح فـ فبريانو مرهف الحس ويجيد تلك الأمور "
اكمل اليخاندرو دون اهتمام :
" مارسيلو والسيد الغاضب سيهتمون بأمر الدعوات، لا أريد شخصًا واحدًا نعرفه غير حاضرًا الزفاف "
لم يهتم السيد الغاضب _ انطونيو _ بما يقول جده وهو مازال ناقمًا على الأمر برمته، ليسمع تعليق جده على غضبه وحنقه ذلك :
" لقد أخبرتك أنك تتحول لرجل كهف حينما يتعلق الأمر بزوجتك، أنت آخر شخص كنت أتوقع أن يرفض أمر لي، في الحقيقة ما أثار تعجبي هو فبريانو، الوحيد الذي لم يعترض على ما قلته "
انهى اليخاندرو حديثه يرمق فبريانو بخبث، ليبادله فبريانو البسمة بأخرى بريئة بشكل مثير للرعب :
" أنت تعلم يا جدي أنني لا اعصي لك أمرًا، لذلك ما كان لي أن اعترض، لن اقترب من باب القصر الغربي حتى ينتهي هذا الشهر اعدك "
نظرت له روبين بحب وهي تقول بصوت هامس :
" ايه الادب والاخلاق دي ؟! مش مصدقة حقيقي أنك هتعمل كده، أنا كنت فاكرة أنك هتعارض "
أجابها فبريانو ببسمة صغيرة بريئة :
" لا طبعا أنا وعدت جدي اني مش هقرب من باب القصر، بس مجبتش سيرة الشباك "
فتحت روبين عينها بصدمة من حديثه ليطلق فبريانو ضحكات عالية وهو يميل عليها هامسًا بخبث :
" سوف نقضي شهرًا من السهرات الطويلة التي ستمتد للصباح، فقط أبقي نافذتك مفتوحة حسنًا !!"
نفخت روبين بحنق وهي تقول :
" مفيش امل فيك "
ضحك فبريانو بصوت عالٍ وهو يشعر بها ترمقه بحنق ليتوقف عن ضحكاته حتى لا يجذب أنظار الجميع لهما .
انحنى جايك على روز وهو يقول :
" روز بعد انتهاء تلك الزيارة التأديبية التي يقيمها جدي سأنتظرك في الحديقة الخلفية للمشفى، أريد أن ارسمك للمرة الأخيرة، قبل عزلك في القصر الغربي "
رمقته روز بحنق وهي تقول :
" أتدري جايك، أنا شاكرة لجدك كثيرًا على الأقل سيريحني من الوقوف لأجل رسمك فترة شهر، لا أستطيع أن أصف لك مقدار سعادتي بالأمر "
ابتسم جايك وهو يميل عليها هامسًا :
" لا تكذبي، أعلم أن كل ذلك ليس من قلبك "
ابتسمت روز بسمة صغيرة وهي تحاول أن تظهر عدم اهتمامها لما يقول، رغم رغبتها الآن في القفز والركض معه للخارج:
" حقًا وما أدراك أنت أنه ليس من قلبي ؟!"
اتسعت بسمة جايك وهو يهمس لها بشكل خدر حواسها:
" لأنني أسكن قلبك بالفعل "
كتمت روز ضحكتها بصعوبة كبيرة وهي تنظر له بأعين سعيدة، ثم همست بصوت منخفض :
" نعم أنت كذلك"
ضحك جايك وهو يميل مقبلًا وجنتها دون الاهتمام بأحد، ثم غمز لها بعبث، والجميع حوله يتحدث في أمر الزفاف والتحضير له، وقد بدأت الحماسة تدب في القلوب والكل يتحدث عن خططه للأمر، حتى مارسيلو الذي لم يكن حاضرًا بالفعل، لكن مايك كان قد اتصل به وترك الهاتف على الطاولة ليكون معهم هو وراسيل ويحضرون كل ما سيتم التخطيط له .
ابتسم اليخاندرو وهو ينظر للجميع والضحكات المتبادلة والمشاكسات بين أحفاده ليبتسم بسعادة كبيرة هامسًا :
" يبدو أن حلمي سيتحقق، وسأرى ذلك اليوم الذي يكون فيه كل واحدٍ منهم رفقة نصفه الآخر...."
_________________________
مر اسبوع على التصاق ذلك الهندي بجاسي، وقد بدأ اسكندر يفقد تعقله، بل وترك عمله ليتأكد أن شيئًا لن يفوته، وأن ذلك الهندي لن يخدعه وينفرد بجاسي .
نفخ بغيظ وهو يراه يتحرك أمامه في حركات راقصة جعلته يشتعل غضبًا، يرى اندماج جاسي معه، ليقرر أنه طفح الكيل .
نهض اسكندر من مكانه وهو يتحرك صوب صدّيق ووقف أمامه ليسمع صوت لولو الحانق وهي تلوح بيدها مغتاظة :
" اوعى يا واد يا اسكندر كده خليني اتفرج على الواد اللي بيرقص زي شاروخان ده"
أنهت حديثها وهي تصفق بيدها مجددًا متحدثة ببسمة واسعة :
" ارقص يا خويا ارقص خلينا ننبسط"
ضحكت جاسي على لولو، ثم نظرت بتعجب لاسكندر الذي أشار لصدّيق محذرًا إياه باصبعه، وبعدها تحدث بالهندية التي لم تفهم منها جاسي شيء :
" أنت يا سيد لقد اكتفيت منك ومن أفعالك "
رفع صدّيق حاجبه وهو يضم ذراعيه لصدره مرددًا بنبرة مستفزة :
" عفواً أي أفعال التي تتحدث عنها؟!"
ابتسم له اسكندر وهو يعض على شفتيه، ثم دون أن يشعر كانت قبضته تصطدم في وجه صدّيق الذي تفاجئ مما يفعل وتراجع للخلف تحت شهقات جاسي الفزعة، وصيحات لولو الحانقة التي ضربت الأرض بعكازها :
" جرا ايه يا بن ابراهيم، ما تسيب الواد يكمل رقص، هتقفلنا الليلة من اولها ليه ؟؟"
لكن لم يكد اسكندر يجيب عليها حتى تلقى لكمة أشد قوة من خاصته في وجهه، تراجع للخلف بقوة ليسقط على جاسي التي كانت تستقر على الأريكة خلفها مباشرة .
نهض اسكندر بحدة من فوق جاسي، ثم تحرك صوب صديق وهو يحرك رقبته بشر، وفي ثواني نشب قتال بين الاثنين لتنفخ لولو بحنق وهي ترتدي خفها المنزلي متحركة بعيدًا صوب الخارج :
" جاتكم البلا فيكم وفي قعدتكم الغم، أنا هروح اشوف سوسو ونتفرج على مسلسل حلو، بدل خلقتكم اللي تغم دي، جيل مهبب "
تدخلت جاسي بين الاثنين وهي تحاول الفصل بينهم، لكن كل مانالته جراء ذلك هو لكمة عنيفة من صدّيق لتشتعل غضبًا وهي ترفع يدها ترد له الضربة بقوة مسقطة إياه ارضًا تصيح بغضب :
" تبًا لكما أنتما الاثنين، توقفا حالًا عما تفعلان "
كانت تتحدث بغضب وصوت مرتفع ليتوقف اسكندر عما يفعل وينهض صديق وهو يمسح الدماء التي تعلو وجهه يرمق اسكندر باستمتاع واستفزاز جعل الاخير يكاد يهجم عليه، لولا يد جاسي التي منعته وهي تصرخ :
" كفى ...كفى"
تنهدت بغضب وهي تنظر لاسكندر متحدثة بعنف :
" ممكن تديني سبب واحد يخليك تتهجم على ضيفي في بيتي يا اسكندر ؟!"
نظر لها اسكندر ثواني ثم نظر لصديق قبل أن يقول بكل بساطة وكأنه يخبرها بحالته :
" يمكن عشان بحبك بس البعيدة عامية وعديمة احساس"
فتحت جاسي فمها بصدمة وهي تردد :
" أنت بتعترف ولا بتهزقني "
أمسك اسكندر يدها وهو يقول بحنق :
" اسمعي يابت أنتِ عشان أنا جبت اخري منك ومن بتاع البرياني اللي وراكِ ده، أنا بكرة هجيب نص كيلو مشبك وكيلو جلاش وهاجي لابوكِ، اطلب ايدك، وحسك عينك، شوفي حسك عينك اسمع كلمة لا منك "
انتهى اسكندر من حديثه وهو يمسح الدماء التي تملئ وجهه ثم تحرك نحو الخارج وهو يجذب صدّيق من ثيابه بحنق :
" هيا اميتاب تشان سوف نرحل "
اجابه صديق بهدوء ليس وكأن الاثنين كانا يتقاتلان منذ ثواني :
" إلى أين ؟!'
" سوف آخذك في رحلة للهند، ذهاب بلا عودة "
راقبت جاسي رحيلهما وهي مازالت تحاول أن تستوعب ما حدث منذ ثواني، تبتلع ريقها بصدمة قبل أن تهمس :
" هو قالي بحبك صح ؟! "
فجأة ابتسمت بسمة واسعة قبل أن تطلق زغرودة عالية وهي تركض لخارج المنزل تنادي باسم لولو والسعادة تكاد تجعلها تطير:
" يا لولو، أخيرًا قالها، قال احبك قالها يا لولو "
تحدثت لولو التي كانت تجلس أمام المنزل الذي يقابل خاصتها وهي ترى قفزات جاسي في الحديقة المنزل كالمجانين :
" حبيبتي مبروك، عقبال ما يجي يقولك غلطة وندمان عليها ....."
__________________
وقف بسيارته أمام القصر ليسمع رنين هاتفه الذي قاطع خروجه منها، امسكه وهو يجيب انطونيو بجدية :
" نعم انطونيو ؟؟"
" أين أنت فبريانو ؟؟"
نظر فبريانو للقصر وتحديدًا صوب شرفة روبين وهو يقول ببسمة واسعة :
" أنا اجلس أمام القصر "
صمت انطونيو من الجانب الآخر قبل أن يقول بتوعد :
" حسنًا، لكن إن علمت أنك ذهبت للقصر الغربي مرة أخرى مثل تلك المرة منذ ثلاثة أيام سأخبر جدي، لا يمنعنا نحن وأنت تذهب وتعود كما تريد "
انتهى انطونيو من حديثه ثم اغلق الهاتف، لينفخ فبريانو باستخفاف وهو يلقي الهاتف في السيارة ثم هبط منها وتحرك حيث شجرته المفضلة التي تصل بينه وبين محبوبته، ابتسم وهو يتمسك بها، ثم بدأ يمارس هويته المفضلة وهي التسلق .
وبعد دقائق من التسلق وصل فبريانو واخيرًا للفرع الذي يقفز منه للغرفة، رأى النافذة مفتوحة كما العادة والإضاءة تعمل، ابتسم بسمة واسعة وهو يجهز نفسه، ثم قفز بقوة وتمسك في الشرفة الخاصة بروبين، رفع جسده بقوة مستغلًا رشاقته ومرونته في هذه الأمور .
وبمجرد ان وصل للنافذة حتى تنفس الصعداء، وضع قدمه ليخطو داخل الغرفة، لكن فجأة وجد جسد يقفز امامه وهو يصدر اصواتًا خشنة يحاول أن يخيفه، وبالطبع ذلك الجسد لم يكن سوى روبين التي ترتدي إحدى ثياب نومها التي تحمل اشكالًا كرتونية، وهذه المرة تغلق سحاب الرأس ليظهر وجه ذلك الشخصية الكرتونية مكان وجهها .
كانت روبين تحرك يديها في الهواء وهي تصدر ضجيجًا بفمها لافزاع فبريانو، الذي كان يرمقها بجمود كبير، وبمجرد أن انتهت مما تفعل، حتى وضع فبريانو يده على قلبه يدعي الرعب وهو يصرخ بصوت منخفض بعض الشيء :
" يا أمي انقذيني، النجدة "
ضحكت روبين بقوة ظنًا أنها بالفعل اخافته، قبل أن تفتح سحاب الوجه وتظهر نفسها له، ليتنفس فبريانو براحة مصطنعة وهو يقول :
" هذه أنتِ روبين ؟! يا فتاة كاد قلبي يتوقف من الرعب "
ضحكت روبين أكثر عليه وهي تقول بفخر :
" فضلت واقفة ساعة جنب الشباك عشان اللحظة دي "
هز فبريانو رأسه وهو يتحدث بجدية مضحكة :
" كده برضو يا روبين كنتِ هتموتيني قبل الفرح"
ابتسمت روبين وهي تقترب منه تضع يديها خلف ظهرها ثم اقتربت منه لتجلس على الشرفة وهي تحاول ابعاد ذيل ذلك الحيوان الذي ترتديه :
" تعالى قرب متخافيش "
ابتسم فبريانو بسمة ساخرة وهو يتحرك صوبها، يضرب ذيل الثوب بقدمه مرددًا بتعجب :
" ما هذا الكائن الذي ترتدينه ؟!"
نظرت روبين لثوبها قبل أن تقول بجدية :
" مش عارفة ولا ايه ؟! ده شلبي "
" شلبك ؟؟ وهل هذا حيوان منقرض أم ماذا ؟!"
فتحت روبين عينها وفمها باتساع وهي تقول مشيرة لنفسها :
" أنت مش عارف شلبي بتاع شركة المرعبين المحدود، شلبي وكرة البعبع "
" ماذا ؟!"
رددت روبين وهي تضرب كف بالاخر :
" هقول ايه يعني، جاهل يا عيني، بص ده بطل فيلم كرتون مشهور اسمه شلبي وعنده صديقه الصدوق اسمه كرة البعبع "
رفع فبريانو حاجبه، ثم اقترب من روبين وهو يردد بجدية :
" حسنًا دعينا من أمر شلبك الآن واخبريني روبين "
صمت ثم نظر لها من أعلى لاسفل يقول :
" هل ستستمرين في ارتداء مثل هذه الثياب حتى بعد الزواج ؟!"
" ايه مش عجبك شلبي ؟!"
هز فبريانو رأسه برفض ثم قال ببسمة خبيثة عابثة :
" لا، عاجبني شلبك، بس انا عايز مستوى أعلى شوية من شلبك، يعني اعلي معايا كده بالمستوى وهاتي اخرك"
صمتت روبين ثواني تحاول ترجمة حديثه وهي تفكر بصوت مرتفع :
" مستوى أعلى من شلبي ؟!"
" نعم شيء اقوى "
ابتسمت روبين باتساع وهي تقول وكأنها عثرت على حل أحد الالغاز العلمية تنحني بجسدها نحوه :
" حاجة اقوى، يعني super woman مثلًا ؟!"
ابتسم فبريانو بخبث وهو يقول منحينًا صوبها هو الآخر :
" سيبنا بقى من الـ super شوية، وخلينا في الـ woman نفسها، أنا بقى عايز الـ women دي "
عادت روبين للخلف وهي تفكر في حديثه :
" ايه الـ Woman دي عملت فيلم كرتون يعني قبل كده ؟! قولي اسمها وانا هجبلك البيجامة بتاعتها"
ضرب فبريانو وجهه بيأس وهو يهز رأسه لها وكأنه يأس أن يصل عقلها البرئ لقذارة عقله، لكنه رغم ذلك لم يبتأس بل قال ببسمة :
" لا متتعبيش نفسك أنا اللي هجيبها ليكِ "
نظرت له روبين بانبهار لتقول :
" بجد هتشتري ليا أنا البيجامة ؟؟"
ابتسم لها فبريانو بسمة بريئة :
" نعم دعي هذا الأمر علىّ "
هزت روبين رأسها بحسنًا قبل أن يفرد فبريانو ذراعيه لها في دعوة صريحة منه أن تتوسط أحضانه، وقد لبت روبين دعوته برحابة صدر وهي تلقي نفسها بين ذراعيه ترتشف من دفئه وحنان، شاردة في السماء أمامها ..
" فبريانو "
" اممم"
" هو ممكن لما تتجوزني حبك يقل ؟!"
ضمها فبريانو أكثر لصدره وهو يراقب السماء معها، ثم انحنى يستند على كتفها بذقنه هامسًا :
" بل أنا أخشى أن يزداد حبك في قلبي حتى يفيض منه روبين، لم ولن تأتي تلك اللحظة التي يقل بها حبك في قلبي، طالما أن هناك انفاس في صدري ارنبي الوردي الحبيب ...."
استدرات روبين له تدفن نفسها بين أحضانه بحب وهي تتلمس دفئه وحبه، يقبل شعرها مشددًا ضمها وقد عني كل كلمة قالها، لا يعتقد أنه سيأتي اليوم الذي يقل حب روبين في قلبه، فهو لم يعش حياته وحيدًا بائسًا لتأتي هي وتنتشله من بؤسه ذلك، ليقل حبها بعد كل ذلك، بل هو سيظل يعشقها حتى تحين ساعته، وحتى ذلك الوقت سيموت ويأمر أن يُكتب على قبره ( مات عاشقًا لروبين )
___________________
ركضت رفقة درج القصر الذي استقرت به مع الفتيات بأمر من اليخاندرو، وهي تبتسم بسعادة حتى فتحت الباب بقوة تستقبل توفيق الذي عاد لتوه من الحج بسعادة كبيرة ...
" عم توفيق واخيرًا رجعت وحشتني اوي "
ابتسم توفيق بحنان وهو يرفع حقيبته أمام رفقة يقول بمشاكسة :
" رجعت وجبتلك هدايا معايا كمان أنتِ والبنات "
ابتسمت رفقة وهي ترمق حقيبته بسعادة ثم قالت مفسحة له الطريق حتى يدخل :
" وليه التعب بس يا عم توفيق ادخل ادخل "
دخل توفيق للقصر وهو ينظر حوله ثم قال :
" بسم الله ماشاء الله هو عيلة جاكيري دي عندها كام قصر ؟!"
ضحكت رفقة وهي تجلس جواره على الأريكة :
" جاكيري ذات نفسه ميعرفش العيلة عندها كام قصر، المهم أنت طمني رحلتك كانت عاملة ازاي ؟!"
ابتسم توفيق بحنين وهو يتذكر إصرار أبناءه على حجز رحلة له ليؤدي الحج كما كان يحلم منذ فترة، والآن فقط حقق حلمه :
" كانت جميلة اوي يارفقة، جميلة اوي الحمدلله ربنا حقق حلمي قبل ما اموت "
" بعد الشر عليك يا عم توفيق "
ابتسم لها توفيق، ثم انتبه لروبين التي كانت تهبط الدرج وهي تفرك عينيها بنعاس بعدما قضت الليل كله رفقة فبريانو في النافذة، والذي كان قد هرب كعادته كما يفعل الباقيين ..
صاح توفيق بسعادة وهو يرى روبين :
" كويس أنك جيتي يا بت ياروبين لاحسن أنا جبتلك حتة إسدال فظيع والله وجبتلك كمان مسك "
جلست روبين على المقعد أمامه وهي تضيق ما بين حاجبيها بتعجب ثم رددت بعدم فهم وجوارها رفقة لا تستطيع التوقف عن الضحك :
" إسدال ايه يا عم توفيق ؟!"
أخرج توفيق من حقيبته عباءة كبيرة متصل بها حجابها الخاص وهو يقول :
" إسدال خامته مريحة اوي عشان تقعدي بيه بدل تكتيفة اللبس المقرف ده "
ضحكت روبين وهي ترفع قبضتها في الهواء مشيرة للعلامة التي تتوسط يدها متحدثة بمزاح :
" تعبت نفسك يا عم توفيق والله، مكانش ليه لزوم"
نظر توفيق حيث تشير ليقول بتعجب ويبدو أنه نسي لثواني الأمر :
" الاه؟! ده صليب ؟!"
" لا وحمة يا عم توفيق صباح الفل"
تحدثت رفقة بعدما هدأت من نوبة الضحك تشير لتوفيق أن ينتبه لها :
" سيبك دلوقتي من روبين يا عم توفيق وخليك معايا، كويس أنك جيت عشان كنت محتاجة وجودك الأيام الجاية دي "
" ليه يابنتي خير إن شاء الله "
ابتسمت رفقة بخجل كبير قبل أن تقول بسعادة :
" فرحي بعد ثلات اسابيع وكمان فرح روبين، بص هو فرح جماعي لجاكيري وأخواته وولاد عمه، وانا كنت محتاجة اوي أنك تكون موجود جنبي في يوم زي ده "
ابتسم توفيق بسعادة كبيرة وهو يقول بأعين دامعة :
" حبيبتي مليون مبارك ليكِ يابنتي، مش مصدق اني هشوفك وأنتِ عروسة وزي القمر "
ابتسمت رفقة يتأثر لتنظر له بحب واحترام :
" أنا اللي بشكرك وجودك جنبي على طول يا عم توفيق، مش عارفة لولا وجودك في حياتي كنت هعمل ايه، وجودك فرق كتير اوي معايا "
اتسعت بسمة توفيق وهو يرمقها بحنان، قبل أن تضربه موجة حماس كبيرة جعلته يعتدل في جلسته وهو يقول :
" طب واتفقتوا مع مين يعملكم فِراشة الفرح؟!"
رددت روبين بتعجب :
" فِراشة ايه ؟!"
ضحكت رفقة بصوت مرتفع :
" جاكيري وعيلته هما اللي هيعملوا الفراشة والزينة وكل حاجة"
" طب والاغاني يا بنتي، أنا مش بحب الاغاني الماسخة بتاعتهم دي لازم نتكلم مع بتاع الدي جي ونتفق أن نص الفرح لينا نشغل فيه اغاني من بتاعتنا "
ابتسمت له رفقة وهي تقول مؤيدة لفكرته وصوت ضحكاتها يعلو أكثر :
" أظن أن جاكيري هيكون أكثر من مرحب بالموضوع ..."
ردد توفيق وهو يتحدث بحماس ناهضًا من مكانه :
" طب أنا هروح القصر التاني لجاكيري، و شوفوا بقى عمكم توفيق هيعملكم فرح عامل ازاي ........."
_______________________
جاء اليوم الموعود حيث ستتحد جميع القلوب بعد شهر من الحصار، ذلك الحصار الذي فرضه اليخاندرو على الجميع، لكن فبريانو كان يتسلل من وقتٍ لآخر ويكسر قوانين جده دون أن يعبأ بشيء .
في غرفة انطونيو في القصر كان مارتن يمسك فبريانو بقوة يحاول تقييده بصعوبة وأمامه انطونيو يحمل رابطة عنق لربطها، وفبريانو يصرخ كطفل صغير يجبره والديه على تناول دواء مر الطعم ...
" لا أريد وضع ذلك الشيء حول رقبتي، يكفي أنني ارتديت تلك الثياب البشعة "
كان يتحدث بعنف يحاول الإفلات من يد مارتن، بينما ماركوس امامه يصور ما يحدث وضحكاته تعلو أكثر وأكثر على ما يحدث .
ومايك يرتب بذلة آدم له حتى تخرج بشكل كامل، بينما مارسيلو متسطح على فراشه وقد سقط في نوم عميق بعدما ارتدي بذلته واخبرهم أنه سينام بعض الوقت حتى يتحمل تلك الليلة الطويلة .
و جايك يقف أمام جاكيري يتراقصان بسعادة.
حرك جاكيري خصره يضربه بخاصة أخيه وهو يتراقص بفرحة كبيرة، فبعد كل تلك الأيام ها هي فرحته تقترب باجتماعه مع حبيبته .
ثواني وفُتح باب الغرفة ليطل منها لوكاس الذي فتح ذارعيه بسعادة :
" مبارك يارجال "
ابتسم له الجميع وهم يردون عليه مباركته، فلولا لوكاس لما كانوا انتهوا من الأمر بسهولة، لوكاس الذي سافر بعد حادث راسيل بأيام قليلة ليحل مارسيلو مكانه منذ ذلك الوقت، وها هو عاد بعد إجازة شهر كامل رفقة كارين .
واخيرًا أفلت فبريانو من قيد مارتن وهو يركض بعيدًا عنهم مخرجًا سلاحه وهو يصيح بغضب :
" اقسم إن اقترب احدٌ مني بقطعة القماشة المقيتة تلك سأقتله"
نظر مارتن وانطونيو لبعضهم الباب قبل أن ينفخ انطونيو بحنق ملقيًا رابطة العنق ارضًا وهو يقول بعدم اهتمام :
" لا بأس عشت عشوائي، وستموت عشوائي "
عدّل فبريانو من بذلته بضيق شديد :
" لا علاقة لك بي، أنا أحب العشوائية "
انتهى من حديثه وهو يرتب ثيابه فقد كان يرتدي بذلة سوداء بالكامل حتى القميص اسود، دون رابطة عنق، لتعطي له هيئة أخرى غير تلك العابثة، هيئة أعطت هيبته كامل حقها، خصوصًا في ذلك اللون الاسود، نفس بذلة مارتن الذي فقط أختلف عنه في لون القميص فقد كان خاصته ابيض، وماركوس ومارسيلو الذين ارتدوا الاسود كذلك .
بينما جايك ارتدى بذلة بنية اللون بشكل أنيق، وجاكيري الذي ارتدى أخرى رمادية اللون، وانطونيو الذي تألق بنفس لون خاصة جاكيري، ومايك الذي ارتدى واحدة باللون الكحلي .
ابتسم لوكاس وهو يقول :
" سيد اليخاندرو أرسلني لاخبركم أن تنتظروا في الاسفل فهو ذهب لإحضار الفتيات "
_________________
كان توفيق يشعل الأجواء جوار منظم الموسيقى وهو يجبره على أن يضع اغاني مصرية كل ثانية، بل ويرقص عليها بسعادة دون أن يعبأ بأحد.
نفخ موسى بحنق وهو ينظر لاسحاق الذي كان يحرك عينه في المكان بأكمله :
" روح شوف ابوك يا اسحاق، خليه يجي يقعد"
نظر له اسحاق ببسمة وهو يردد بسعادة :
" يا عم سيبه يعيش أيامه ده، فرفش أنت بس كده وبلاش تبقى قفوش "
انتهى اسحاق من كلماته وهو ينهض متحركًا صوب منصة الرقص حيث والده يشاركه في الرقص بسعادة، بينما موسى يرمقه بصدمة قبل أن يلتفت لمحمد جواره:
" عجبك عمايل ابــ..."
ولم يعطي له محمد الفرصة للحديث حيث نهض من مقعده وهو يحرك كتفه بسعادة يشير لأخيه ووالده وهو يحرك يديه في الهواء بحركات راقصة شبابية :
" ايوة يابو محسن يا عسل "
فتح موسى فمه ببلاهة وهو يراقب ما يحدث قبل أن يضرب كف بأخرى، ولم يتمكن من كبت ضحكاته على مظهر أبيه وأخويه .
وعلى طاولة قريبة كانت جاسي تجلس وهي تتراقص وتحرك يديها بسعادة وجوارها اسكندر يرمقها ببسمة واسعة قبل أن ينفجر في الضحك عليها .
لا يصدق أن تلك الفتاة جواره أصبحت في حكم مخطوبته بعدما عذبته لشهر كامل رفقة ذلك الهندي، لا يعلم حقًا كيف مر عليه هذا الشهر رفقة الهندي والذي سكن منزله معه، وقد كان يخشى أن ينفرد بجاسي ثانية، فكان يترك عمله ويلتصق بهما، حتى فاض به الكيل ذات مرة وصرخ بها للمرة الثانية أنه يحبها ويريد الزواج بها، وكان ردها وقتها هي بسمة خبيثة وهي تغمز له قائلة بدلال :
" ما أنا عارفة "
" ولما الأستاذة عارفة ايه لازمته تطلع عيني ؟!"
ابتسمت جاسي وهي تقترب منه هامسة بمكر أنثوي يليق بها :
" بتدلع "
ومن بعد ذلك اليوم وهو ذهب مباشرة لفادي وأخبره برغبته في الاقتران بابنته، متوعدًا له أنها ستكون في عينه، بعدما اتفقت معه جاسي على ترك عملها ذلك وتتفرغ معه وتعمل في مكتبه ويفتتح الاثنان شركة خاصة بهما، تستغل فيها جاسي مهاراتها التي اكتسبتها من سنين عملها مع والدها، فهي للحق بدأت تشعر بالملل من ذلك العمل، وارادت أن تستقر حتى قبل أن يطلب اسكندر ذلك الطلب ...
هبطت كارين الدرج وهي تبتسم بسعادة بعدما أخبرها اليخاندرو أن تنبأ الجميع أنه على وشك الهبوط رفقة الفتيات .
لكن واثناء ركضها اصطدمت بقوة في جسد أحدهم، تراجعت كارين للخلف بتعجب وهي ترمق ذلك الشاب الذي لم يتحرك، بل ابتسم لها بسمة بلهاء بعض الشيء :
" معذرة لم انتبه "
ابتسمت له كارين وهي تهز رأسها بلا شيء ثم تحركت بعيدًا عنه وهي تصرخ بسعادة :
" جدي سيهبط رفقة العروس، تجهزوا جميعًا "
نظر الشاب في أثرها يبتسم لحركاتها وهي تلوح بيديها في الهواء وكأنها تغرق، ثواني وانفجر في الضحك وهو يراها تتعرقل في أحد اسلاك الإضاءة لتسقط على وجهها، تحرك نحوها يساعدها لتنهض، وهو يقول بلطف :
" هل أنتِ بخير ؟!"
عدلت كارين من وضعية ثيابها ثم رفعت نظرها له وهي تبتسم قائلة :
" نعم بخير شكرًا لك "
" سميث .."
رمقته كارين بتعجب ليبتسم لها سميث ( الممرض الشاب صديق روبين ) يمد يده لها :
" اسمي سميث آنستي"
ابتسمت كارين له بلطف وهي تصافحه :
" وانا كارين "
ابتسم لها سميث صاحب الاثنين وعشرين عامًا وعيونه تلتمع بإعجاب كبير لطفولة تلك الفتاة :
" تشرفت بمعرفتك كارين ..."
خجلت كارين من نظراته وهي تنظر ارضًا قبل أن تلمح فجأة اليخاندرو الذي ظهر رفقة الفتيات على درج القصر لتصرخ بصوت عالٍ ولهفة :
" لقد أتوا..."
التفتت جميع الأنظار صوب الدرج حيث اليخاندرو الذي كاني يسير بين التسع فتيات، حيث ارتصت الفتيات على جانبيه، وهو يهبط بكل سعادة صوب أحفاده الذي استقروا أمام الدرج بلهفة كادت تنبت لهم أجنحة ليطيروا لهم .
تنفس فبريانو بعنف وهو يرى هيئة روبين التي سرقت انفاسه، بينما جاكيري جواره يهمس بوله:
" يا ويل قلبك يا جاكيري، أشعر به سيتوقف "
التمعت عين انطونيو بشدة وهو يراقب روما تتمسك بذراع جده ترمقه بخجل من أسفل رموشها .
ومايك يراقب لورا بأعين متسعة، هو من صمم ذلك الفستان بيده، لكن يقسم أنه يشعر كما لو يراه لأول مرة، لا يعقل أن هذا الفستان هو نفسه من صنعه لأجل لورا، كانت ...فاتنة .
شعر مارتن بضربات قلبه تزداد وهو يراقب جولي تخطو درجات القصر تتمسك بذراع جده وبسمتها تنير وجهها بقوة جايك جواره يبتسم بعدم تصديق هامسًا ببلاهة وعدم وعي:
" هل سيحدث شيء إن ركضت الآن واحضرت فرشاتي لرسم تلك اللوحة المبهرة، يا ويلي أصابعي تكاد تبكي توسلًا لرسمها"
همس مارسيلو بانبهار شديد :
" اقسم أنها تستحق أن أسهر ما تبقى من عمري لاراقب ملامحها "
ابتسم ماركوس جواره وهو ينظر لفيور بحنان التي كانت ترتدي حذاء ذو كعب عالي لتصل بالكاد لطول روبين جوارها .
ردد آدم بهيام وهو يمسك ايان الذي يرتدي بذلة تشبهه في إحدى يديه :
" منذ متى كان طبيب القلوب هو نفسه المتسبب بعلة القلب ؟!"
كانت الفتيات تسرن بخجل شديد حتى فجأة سمع الجميع صوت موسيقى الغربية يتلاشى ليحل محله صوت طبل عربي، وبعدها تصدح اغنية بكلمات ليست مفهومة سوى للقليل وقد كانت تلك اغنية من اختيار توفيق الذي ركض بمجرد رؤية الفتيات حتى يضع تلك الأغنية .
ضحكت رفقة بصخب وهي تقول :
" الزين والزينة ؟! "
شاركتها روبين في الضحك وهي تقول :
" لا كريتيف كريتيف يعني "
وصل اليخاندرو مع الفتيات لنهاية الدرج الكبير الخاص بالقصر، ليتحرك كل واحدٍ من أحفاده يختطف زوجته من بين ذراعي جده، وقلوب الجميع تحلق بسعادة، لا أحد يصدق حتى الآن أن الحلم تحقق .
أمسك كل شخص منهم زوجته وتحرك بها، وبدلًا من الجلوس على الكراسي المخصصة لهم تحركوا بهم صوب المسرح المخصص للرقص وتوقفت الموسيقى العربية لتشتعل أخرى إيطالية خاصة بأغنية (Sarà perché ti amo) المعروفة عالميًا .
ويجذب كل رجل زوجته لاحضانه وتبدأ الموسيقى بالارتفاع ليفتتح انطونيو العرض وهو يحرك روما بين يديه يغني لها كل كلمة ببسمة واسعة وغمزة :
Sarà perché ti amo
È un'emozione
Che cresce piano piano
Stringimi forte e stammi più vicino
Se ci sto bene
Sarà perché ti amo
Io canto al ritmo del dolce tuo respiro
كان الجميع يردد كلمات تلك الأغنية الإيطالية الرومانسية القديمة بحماس كبير، جذب جاكيري رفقة لاحضانه ثم تمايل بها في سعادة كبيرة وهو يردد لها مقطعه الخاص من الاغنية :
È primavera
Sarà perché ti amo
Cade una stella
Ma dimmi dove siamo
Che te ne frega
Sarà perché ti amo
E vola vola si sa
Sempre più in alto si va
E vola vola con me
ضحكت رفقة بصوت عالي وهي تضم رقبته تردد تلك الأغنية التي كانت واحدة من ضمن الاغاني الإيطالية التي عشقتها أثناء فترة دراستها لتلك اللغة، فهي اغنية لفرقتها المفضلة .
ورغم أن روبين لم تفهم كلمة حيث أنها لا ترتدي سماعة الترجمة الخاصة بها، إلا أن احساس فبريانو. وهو يهمس لها بكل كلمة حتى جاء دوره لغناء المقطع الخاص به وهو يقول بكل حب جاذبًا خصر روبين له أكثر يضمها بحب :
Il mondo è matto perché
E se l'amore non c'è
Basta una sola canzone
Per far confusione
Fuori e dentro di te
E vola vola si va
Sempre più in alto si va
E vola vola con me
Il mondo è matto perché
E se l'amore non c'è
اكمل جايك غناء المقطع الذي يليه وهو يمسك يد روز جاعلًا اياها تدور حول نفسها غامزًا لها بعشق :
Basta una sola canzone
Per far confusione
Fuori e dentro di te
Ma dopo tutto
Che cosa c'è di strano
È una canzone
Sarà perché ti amo
Se cade il mondo
Allora ci spostiamo
Se cade il mondo
Sarà perché ti amo
Stringimi forte e stammi più vicino
È così bello che non mi sembra vero
بينما كان الجميع يردد بكل حماس الأغنية التي اتفقوا سابقًا على غنائها والتي تعبر عن سعادة الجميع، غير عابئين بأي شيء ضاربين بتلك الهيبة والصورة المخيفة التي قضوا عمرهم لرسمها أمام الجميع عرض الحائط ....
وعلى طاولة جاسي كان اسكندر يهمس بكلمات الأغنية لها، وعلى فمه ترتسم بسمة عاشقة لها :
Se il mondo è matto
Che cosa c'è di strano
Matto per matto
Almeno noi ci amiamo
E vola vola si sa
Sempre più in alto si va
واستمر الغناء حتى توقفت الموسيقى ليعلو تصفيق الجميع بقوة وتتعالى اصوات الصفير، وسيلين تجلس على طاولة اليخاندرو وهي تتراقص بسعادة كبيرة ودموعها تهبط بقوة من ذلك المشهد الذي ما ظنت يومًا أنها قد تعيش لتراه، همست في نفسها بحب شديد :
" عسى أن تدوم سعادتكم احبائي "
ابتسم توفيق بسعادة وهو يصفق للجميع، قبل أن يركض لمنظم الموسيقى وهو يهمس له بالأغنية التالية، فقد اتفق معهم أن تكون نصف اغاني الزفاف عربية .
وهذا ما حصل فمجرد انتهاء الأغنية التي أداها الاحفاد حتى اشتعلت أغنية عربية من اختيار توفيق والتي كانت
( هات ايدك في ايديا )
بدأت رفقة تردد الأغنية وهي تغمز لجاكيري وتجذبه ليرقص معها، وهو لم يكن في حاجة لدعوة رقص، بل ضم خصرها وهو يراقصها ، وجوارهما روبين التي كانت تضم رقبة فبريانو وهو يحملها يدور بها وهي تضحك بصوت عالي .
وانطونيو الذي كان يحمل روما لتصل لرأسه مستندًا بخاصته على رأسها وبسمة واسعة ترتسم على فمه وهي تضحك له بحب .
بينما مارسيلو كان يضم راسيل برفق وحذر حيث أن جروحها لم تشفى بشكل كامل، يتلمس ذراعها بحب شديد غير مهتمًا لأي حروق به أو غير ذلك بل كل ما يهمه هي، حيث كانت راسيل ترفض تمامًا ارتداء فستان دون أكمام بسبب حروف ذراعها ومارسيلو هو من أخبرها إن كانت تود ارتدائه فلتفعل فهو لا يهتم بشيء سواها، وكذلك فعلت بكل قوة غير مهتمة بأحد طالما مارسيلو يراها جميلة ..
اقترب مارسيلو منها وهو يقبل جبينها بحب :
" تبدين ساحرة بشكل مؤلم لقلبي "
ابتسمت له راسيل بسمة واسعة وهي تغمض عينها تستمع بقربة .
بينما مارتن كان يضم جولي وهو يتحرك معها بحماس على الأغنية وجولي تتراقص بسعادة بين ذراعيها ترى أخيها واختها ينظران لها بحب، وجودهما اليوم كان شيئًا لاكتمال سعادتها .
كانت فيور تقبع بين ذراعي ماركوس الذي كان يدور بها بكل حب وبقوة كبيرة وهي تضحك بصوت عالٍ.
وآدم يمسك يد ايان ويد هايز يتراقص معهما بحب شديد ونظراته تحيد كل ثانية على وجه هايز التي كانت تغمز له يعبث لتعلو ضحكات آدم وهو يردد بمزاح :
" وتقولين أنني أنا الوقح ؟!"
تمايلت لورا على مايك بسعادة وهي تراقصه، لا تصدق أنها أصبحت زوجته، بعد شهر من محاولة مايك لإقناع والديها، بعدما علموا أنه هو من اختطفها من المشفى، شهر كامل عانى به مايك حتى اقنعهما، وها هم يجلسان على إحدى الطاولات يصفقان بسعادة كبيرة، بل وأن والدها بدأ يرقص بحماس شديد، خاصة عندما تغيرت الأغنية لأخرى حماسية مصرية مشهورة في حفلات الزفاف هناك .
اشتعل الزفاف بأكمله وقد بدأ الجميع يرقص ويغني وقد انضم لهم توفيق وسيلين على المسرح وكذلك كارين ولوكاس وسميث الذي كان يلتصق بكارين...
صنع الاحفاد دائر كبيرة حول جدهم وهم يضعون أيديهم على اكتاف بعضهم البعض يقفزون بقوة حتى كاد المسرح يتحطم أسفل أقدامهم، واليخاندرو لأول مرة يرقص وسيلين تشاركه الرقص بسعادة وجميع الاحفاد يشكلون دائرة حولهم وهم يصيحون بسعادة كبيرة .
والفتيات يصفقن بسعادة لتطلق جاسي صفير عالي، ورفقة اخذت تطلق زغاريد عالية شاركها بها روبين وكذلك جولي التي ساهمت الموسيقى في تقليل حدة صراخها والذي ظنته خطأ زغرودة .
حركت روبين كتفها راقصة وهي تشارك لولو الرقص أثناء غناءها بمزاح لـ لولو والتي كانت تتحرك بصعوبة، لكن عمرها الكبير لم يمنعها عن الرقص بحذر لأجل حفيدتها الحبيبة، فقد أخذت تهز كتفها وخصرها ببطء شديد، وفادي يشاركها الرقص بحماس كبير وروبين تردد بحماس شديد لهما :
" ارقص يا عم صابر "
رفع الاحفاد جميعهم جدهم يقذفونه في الهواء وهو يضحك بصخب كبير بينما رفقة لم تتوقف عن إطلاق الزغاريد العالية ليصبح الزفاف بلا هوية تقريبًا، تجد احيانًا اغاني غربية وأحيان أخرى اغاني شرقية، وفي المنتصف تنطلق زغاريد عربية بامتياز، لتجعلك تقف أمام ذلك الزفاف بتعجب مفكرًا في هوية له .......
بدأ كل زوج يجذب زوجته ليشاركها الرقص وكل واحدٍ منهما يضم زوجته لاحضانه بحب ولم يتوقفوا عن الرقص حتى كادت أنفاس الجميع تزهق من التعب ..
واخيرًا اشتعلت أغنية هادئة ليضم كل زوج زوجته بحنان ويصعدوا للمسرح في هدنة من صخب الاغاني الاخرى، وفي استراحة نفسية بين احضان من تحب، تحدثت الأعين بما عجز عنه الفم، وتلاحمت الأرواح واخيرًا بعد أيام وشهور من المعاناة، واخيرًا اجتمعت وتآلفت أرواح الجميع، وتحققت المعجزة التي ظنها البعض مستحيلة يومًا، أحب الاحفاد، بل واحترفوا الحب، فبدا وكأن الحب خُلق لهم، ورغم اختلاف طريقة الجميع في التعبير عن حبه، إلا أنهم اتفقوا في النهاية على الهدف، واليوم تُوجت قصة الجميع بالنجاح ..
ورغم أن البعض توقع أن تُكلل علاقة الاحفاد بالصراعات على المال والسلطة، وأن تسود الخلافات حياة التسعة، إلا أنهم استطاعوا أن يثبتوا فشل كل تلك الظنون، فهم لم يكتفوا باعتبار العائلة شيئًا مقدسًا، بل إن كل واحدٍ منهم على أتم الاستعداد لقتل نفسه إن كان موته يضمن بقاء الباقيين احياء، هم ليسوا أبناء عمومة فحسب، بل هم تسع مكعبات يشكلون هرمًا يستقر اليخاندرو في قمته، وإن فقدوا مكعبًا واحدًا انهار ذلك الهرم....
هم كانوا كالجحيم مهما تعددت أبوابه فبالنهاية ستصل له، فاحذر عند مواجهتهم ...
فلا تدري من أي باب قد يأتي جحيمك .
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصريه زورو قناتنا على التلجرام من هنا