رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم نداء علي


   رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل السابع والثلاثون  بقلم نداء علي 


#بسم الله الرحمن الرحيم


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب اليك


البارت الأخير


أحفاد السياف


نداء علي


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


وإن تكرر الكسر يمسي جبره محالاً في بعض القلوب، وكلما اشتدت رياح الألم باتت النجاة بعيدة لذا عليها بالقبول فلم تعد تحلم برفاهية الإختيار.


جلست إلى جواره كي لا تتواجه أعينهم فعدل هو من موضعه وجلس بوجهها، ابتسم بيأس قائلاً


مفروض نتواجه يا ديمه، مهما كان قرارك خلينا نشوف بعض يمكن تفهميني


تحدثت بهدوء : افهم إيه بالظبط يا لؤي، تفتكر اللعبة دي ممكن تستمر، كذبك وخداعك هيختفوا مثلاً ولا هتفضل نقطة سودة في حياتنا، هقدر اصدقك بعد كده، تنهدت بقوة مستكملة


ولو في أمل أسامحك وافهم موقفك، قالتها بسخرية مؤلمة


تفتكر والدك هيبعد عن حياتنا، صدقني أنا طول عمري بعاني من الناس حوالينا، بسببي بابا يزيد قرر يقطع علاقته بمعظم أصدقائه لما شاف إنهم بيأذوني بكلامهم أو عالأقل نظراتهم، عارف يا لؤي نظرات بتعريني بتحسسني بالخوف


ابتلعت ريقها بألم


ساعات كتير كنت بلوم بابا وماما إنهم اخذوني من الملجأ، هناك كنت هعيش مع ناس شبهي، لكن هنا أنا بحس نفسي غريبة ووالدك غرس جوايا الإحساس ده علشان كده أنا اخدت قرار مهم وحبيت أقولك عليه.


لؤي بترقب : قرار إيه؟!


ديمه : احنا ننفصل، ولو الحمل كمل أكيد مش هحرمك من إبنك وكمان انا هنزل مصر، هتفرغ للدار ورعاية الأطفال، هعيش هناك، يمكن معاهم الاقي نفسي.


لؤي : دي أنانية وهروب، هتتخلي عن يزيد وسهيلة في العمر ده، إيه مش شايفه حبهم ليكي وخوفهم.


التقط أنفاسه وعاد ليجلس إلى جواره لكنه اقتلع المسافة الفاصلة بينهما وعندما حاولت الهرب غمرها بقربه هامساً


مفيش حد هيبعد ولو اضطرينا نختار اكيد هنسحب أنا ولو مؤقتاً


ديمه : ينفع تحكيلي بالتفصيل انت ازاي قدرت تبدل الحقايق كلها يا لؤي، بجد عندي فضول أعرف، حاولت كتير افتكر ومفيش حاجه بتحصل، مخي بيوصل لنقطة معينة وتختفي منه التفاصيل، انت ازاي وليه انقذتني ومن إيه بالظبط


حك أنفه بسباته وتحدث بترو وكأنه يبحث عن خيط يتسلل من خلاله لما حدث سابقاً، قص عليها دون إهمال للتفاصيل ما فعله وكيف وصل إليها والسبب وراء اختطافها لتباغته ديمه بهجوم شرس جعله ينظر إليها بدهشة قائلاً


إيه ياحاجة، انتِ هتاكليني.


ديمه بجنون : وليك نفس تهزر يا حيوان


أظلمت عيناه وهتف بشراسة


كله إلا طولة اللسان، أنا صريح معاكِ، كان ممكن اكذب لأن التفاصيل دي محدش شافها غيري ولا حتى أبويا يعرف، لكن أنا كلمتك بوضوح، لزومها إيه قلة الأدب والجنان ده


ديمه : ورحيم، الولد دافع عني وكان هيموت بسببي وأنا سافرت حتى من غير ما أقوله شكراً، وكل ده بسبب واحد..... بحثت عن وصف له فلم تجد لتعاود من جديد هجوما تفرغ به غيظها، دفعته بكفيها لكنه لم يتحرك، أصابها الوهن فجلست قائلة


انت فعلاً إنسان سيء، ليه دخلت حياتي لؤي، كل ده كان كدب وقرف، حقيقي إنت أناني ومؤذي.


لؤي : يمكن بس نحاول يا ديمه، اعتبري إننا بنتعرف من جديد، خدي وقتك واليوم اللي تاخدي فيه قرار نهائي هنفذه.


ديمه : ننفصل، طلقني.


نكس رأسه للحظات ثم عاود النظر إليها قائلاً


كلامي واضح، فكري براحتك، شهر، اتنين، سنةولو قرارك متغيرش هنفذه.


غادر تاركاً إياها تتخبط من جديد، لا تريده ولا تلفظه، تمنحه بعض العذر فهو الأحق بما منحها يزيد وتبغض تلاعبه بها وكذبه، أغمضت عيناها واتخذت قرارها بأن تمنح نفسها وجنينها الذي لم ير النور بعد فرصة كي لا تندم فيما بعد.


مضت ساعات بقيت خلالها ديمه بمفردها تتذكر كلمات لؤي، عزمت أمرها ان تهاتف ميادة وتقص عليها ما حدث لكنها تراجعت، ماذا تقول، هل تشي بزوجها، تنهدت بتعب وحيرة، ستخبرها فقط بفقدان الذاكرة وتبرر من خلاله سفرها دون الحديث إليهم، ستفعل ذلك ربما يتلمس لها رحيم العذر.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


حدثه سلمان بصوت خافت قائلاً


واد انت هتچنني معاك، المرة اللي فاتت ربنا ستر وعدت على خير، رايد المرة دي يشوفك حسن ويفضحنا.


تنهد رحيم بألم بصوت وصل إلى مسامع سلمان، تحدث إليه برفق قائلاً


انشف يا حزين، نوح لو شافك دلوك هيطيح فيك وفيا.


رحيم : خلاص يا خالي، انت كلامك صُح، أنا اكده ممكن اتسبب في مشكلة بين أبويا وحسن، وأكيد رنا هتتأذي، ابتلع ريقه بصعوبة قائلاً


بعدين خطيبها ذنبه إيه، مفروض اراعي الظروف.


تحدث سلمان بسعادة قائلاً


ياعم هجولك خبر يفرحك ويصبرك كمان على البهدلة دي كلها، النهاردة لما وصلت المستشفى سمعت ان حسن اتعارك مع الواد خطيب بنته، وانتهت انه فسخ الخطوبة.


عاد الأمل إليه سريعاً لكنه لم يمكث إلا قليلاً ليتساءل بخفوت


تفتكر لو طلبتها من تاني هيوافجوا.


سلمان بتعقل : المهم نطمنوا عليها الأول وبعدين نحاول مرة واتنين، انت بس ركز في شغلك وبلاش كآبة يابن الحلال، أنا كرهت العيلة دي، حوارتكم كَتير.


ابتسم رحيم بهدوء قائلاً


آسفين يا دكتور سلمان، نخدمك في الأفراح إن شاء الله، تحدث بصدق وجدية


أنا متشكر جوي.


سلمان : خبر إيه يابن ميادة، ده أنا خالك ياچحش.


تنحنح رحيم بخجل قائلاً


تمام يا خال، هسيبك دلوك ونتجابل بالليل، متنساش العزومة


سلمان بمرح : انسى إيه بس دي فرصة، أكيد عاملين وليمة لاچل العريس وأهله


رحيم : انت بتجول فيها، اختك من اول الأسبوع أعلنت حالة الطواريء.


سلمان : ربنا يتمم بالخير ونفرح بيكم چميعاً.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


تحدث سعد بتردد


أنا خلاص كبرت ورايد أرتاح، وبعدين الشغل مهواش عافية


حامد : لاه، الشغل بمزاچك طبعاً، انت بس خليك چدع وساعدني، مش هجولك كمل شغل، بس أنا فعلاً محتاچلك في العملية دي، الليلة كَبيرة جوي ومكسبها يريحنا العمر كله


سعد بتعجب


اباي عليك، كل الملايين دي ولسه هتدور عالفلوس


حامد : فلوس إيه بس، اختك شافطه الخير أول بأول.


سعد : خلاص يا حامد، المرة دي وبس، أنا خايف اتمسك ولا اموت واخش النار.


حامد : وانت لسه فاكر دلوك الچنة والنار، ما انت عملتهم على جلبك يا سعد وشبعت خلاص.


سعد : ملكش صالح، كل واحد حر مع ربنا، هتحاسبني اياك؟!


حامد بمكر ودهاء : لاه يا سيدي، انت حر، وان شاء الله تتم العملية وتبطل شغل وترتاح عالاخر.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


اتصالات متكررة اعتادها منذ صغره، كانت ومازالت تراه ميادة كطفل، تخشى أن يصيبه مكروه إن طالت غيبته، تحدثت إليه بحدة


انت مبتردش ليه علطول، انت فين يا رحيم، ناسي ان عريس اختك واهله على وصول.


رحيم : ياست الكل أنا خلاص على وصول، هفول العربية لأن البنزين هيخلص، وساعة واكون عندك بأمر الله.


ميادة : خلاص على مهلك، رحيم متسرعش وانت سايق.


رحيم : حاضر، مع السلامة.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


على جانب الطريق يتأفف سعد يتلفت برهبة للفراغ المظلم من حوله، تطلع إلى هاتفه وأراد الإتصال بأحد يأتي إليه ليقله، ضغط زر الهاتف بغيظ وغضب فشقيقته لم تجبه، بحث عن رقم حامد وهاتفه ليأتيه بعد قليل صوته الناعس قائلاً


خير يا سعد؟!


سعد : خير إيه وزفت إيه، العربية عطلت في حتة مجطوعة، ابعتلي حد يساعدني، وبسرعة يا حامد لحسن جتتي اتلبشت.


حامد ببرود : ابعتلي اللوكيشن


سعد : ابعتلك إيه؟!


حامد بتأفف : اوصفلي مكانك يا سعد وخلصني، ده يوم باين من أوله.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


تحدثت إلى شقيقها بتوتر وخجل


في حد بيسأل عليك يا آثر


آثر بحدة


وانتِ مين جالك تفتحي الباب يا شام؟!


شام : والله بحسبه عم ناصر البواب، احنا محدش يعرفنا في العمارة ولا حد بيخبط علينا.


نفخ بضيق قائلاً


خلاص، ادخلي انتِ ومتطلعيش دلوك غير لما أشوف مين اللي برة


تحدثت هي بخفوت


اسمه ماهر.


التفت بغضب : وااه، وإيه اللي چايبة، استغفر الله العظيم، ابعدي عن وشي خليني اطلع واشوف حكايته إيه الواد ده.


نظرت إلى شقيقها بدهشة لكنه لم يلتفت إليها بل اسرع خارجاً متوعداً لذاك المتطفل الذي أتى دون استئذان


اقترب ماهر مبتسماً بخجل فرمقه آثر بحدة جعلته يرتعد، آثر :


خير يا أستاذ ماهر، أنا هملت الشركة والشغل بسببك، چاي لحد بيتي كمان.


مد إليه حقيبة صغيرة بأيد مرتجفة لكن آثر بقي كما هو ناظراً إليه بثبات


إيه الشنطة دي؟!


ماهر : فلوس، الخمسين ألف جنيه.


آثر : ولما انت معاك فلوس مديت يدك ليه؟!


نكس رأسه بندم


والله العظيم غلطة وعمري ما عملتها قبل كده والفلوس دي ربنا وحده عالم جمعتهم ازاي.


بقى آثر على موقفه إلى أن استمع إلى صوت دافيء جعله يلتفت رغم عنه ليرى امرأة عجوز قد تعدت السبعين من عمرها، تلتقط أنفاسها بمشقة، أسرع نحوها ماهر قائلاً بحزن


إيه اللي طلعك يا ماما، قولتلك استني في التاكسي، عجبك كده


ازاحه آثر بهدوء وقد لانت ملامحه واقترب منها قائلاً


انت هنتكلم كَتير، ساعدني ندخلها چوة


رفضت هي بود قائلة


تسلم يابني، ربنا يسترك ما يفضحك


تحدث آثر بعينيه إلى ماهر وكأنه يستفسر عن حديث والدته وهل تعلم بأمر فعلته فأكد له ماهر ظنونه لينفخ آثر قائلاً


تعالي يا أمي، البيت بيتك، ادخلي چوة وارتاحي من السلم.


ابتسمت إليه ووجهها يوضح مدى امتنانها وعرفانها بالجميل وتحركت بتعب جلي، ساعدها آثر الذي استدار إلى ماهر قائلاً


ادخل چوة، متعودناش نكلم الضيوف من عالباب.


ماهر : متشكر جدا، حضرتك خد الفلوس وأنا همشي ومتشكر للمرة المليون جميلك هيفضل في رقبتي ليوم الدين.


رمقه آثر بتحذير فتبعه ماهر في صمت، جلسوا جميعا ولسان حالهم يفيض بالكثير إلى أن هتفت رجاء بانكسار


ابني حكالي على كل حاجة يا أستاذ، ولولا خوفي على سمعتنا وسيرة أبوه الله يرحمه بين الناس كنت طردته من بيتي واتبريت منه، أنا عارفة انه عمل كده من الحوجة والحمل التقيل بس كله إلا الحرام، احنا هندفع الفلوس يابني بس جميلك مفيش حاجة في الدنيا توفيه، اتخيل كده لو حد من أهلنا شم خبر كان زماني ميته من القهر، انهارت رجاء وانتحبت بصدق وخوف من فضيحة لا قبل لهم بها، امرأة تخشى الحياة وتنأى بعيداً عنها وكل ما تطمح إليه هو أن تتركها مكفنة بالستر، لا عائل لها سوى ابنها الذي كاد أن يُسحق تحت أقدام ذلته.


كانت شام واقفة خلف الباب تسترق السمع إلى حديثهم بسعادة لا تتماشى مع ما يحدث، تستمع بترقب دون ملل، يغمرها دفء حرمت منه سنوات، هناك أصوات ببيتها، حديث دائر بين آخرين سواها هي وشقيقها، انتفضت برعب عندما استمعت إلى وقع أقدام تقترب من الباب، هرولت بخفة إلى أن بلغت غرفتها فناداها آثر بخفوت قائلاً


چهزي حاچة للضيوف يا شام، ولما تخلصي نادي عليا اچيلك


شام : خليك مرتاح وأنا هدخلكم الحاچة.


حذرها بجدية


بت انتِ، مشيفاش راچل غريب جاعد معايا، اتلمي يا شام احسنلك


نفخت بضيق عقب خروجه وهمست بحزن


محبكها أوي يا آثر، يا ساتر عليك


......... َ......................


لم تتوقف والدته عن الحديث منذ عودتهما، بينما هو شارد الذهن، يتساءل في حيرة عن تلك الفتاة التي رأها بمنزل آثر، هل هي زوجته أم شقيقته، نهر ماهر نفسه وطموحه الذي دفعه للحلم بأمر محال، فإن كانت زوجة آثر فمن الوقاحة أن يفكر بها وإن كانت شقيقته فكيف له أن يمنح أخته لسارق مثله، تنهد بيأس فسألت والدته بلهفة


مالك يا ماهر، في حاجة بتوجعك؟!


حرك رأسه بنفي قائلاً


لأ يا ماما، أنا داخل أنام تصبحي على خير.


رجاء : هي البنت اللي فتحتلنا الباب تبقى مين؟!


ابتسم هو بدهشة قائلاً


مينفعش يا أمي، لو مراته أو اخته مش هتفرق


رجاء بتمني : ليه مينفعش، لو اخته تبقى عروسة زي الفل، جمال وأدب ماشاء الله.


ماهر : ماهو ده السبب، يعني الراجل انقذني من الفضيحة هيقبل يجوز اخته لواحد سرق، ومش من أي حد، ده صاحب الشركة يبقى ابن خالته، يعني كأني سرقته هو نفسه.


رجاء بعتاب : ربنا يسامحك يابني، والله لحد دلوقت لما بسمعك بتقول سرقت قلبي بيتقسم من الوجع، ازاي قدرت تعمل في نفسك كده يا حبيبي، ده انت ابوك كان حافظ كتاب ربنا، عاش وماته في حاله وكافي غيره شره، كده يا ماهر.


صاح بغضب من فرط ندمه


وأنا كان في ايدي إيه، وبعدين مقولتليش الكلام ده وانا بجهز بناتك ليييه، ده أنا لما كنت اقولك كفاية مكنش على لسانك غير كلمة واحدة 'يابني الناس كلها بتجيب، عاوزنا ندخل اخواتك وحاجتهم ناقصة، اديني كملت الحاجة وياريت نفع، بناتك بيغضبوا ويقعدوا معانا اكتر ما بيقعدوا في بيوتهم، وانا في الآخر اللي دفعت التمن، لوثت نفسي وصغرتها ومش عارف أعمل إيه علشان اكفر عن ذنبي ده.


اتكأت رجاء على عصاها واعتدلت واقفة بصعوبة، تقدمت نحو وضمته إليها قائلة بصوت باكي


حقك عليا يابني، انت كلامك صح، ربنا يسامحك ويسامحني، حملتك فوق طاقتك، ربنا يهديلك نفسك ياصنايا ويبعد عنك الشيطان


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


نظر جواد إلى الملفات المتراكمة أمامه بملل، ازاح البعض منها إلى بعيداً وهمس قائلاً


كله منك ياچاد يا سياف، الراچل هينتجم مني ولا إيه، ده هيشيلني شغل كان معندوش موظفين في الشركة غيري.


ابتسم رائد بشماته قائلاً تستاهل يا ريس، حد جالك تفرد نفسك بالچامد، أبوك في الشغل ميعرفش أبوه.


تأفف جواد موضحاً بسخرية


أنا فكرت اختك رافضة ارتباطنا بسبب الشغل ياعم، وخدتني الچلالة وحطيت قي راسي اثبتلها إني جادر عالمسؤولية، وفي الآخر العروسة طارت وأخوك انغرس مع چاد بيه.


رائد : انت خابر إني كلمتها وكلمت أبويا كَتير بس كل شيء نصيب.


جواد : ياعم خلاص أنا شايف انه مينفعش من الأساس، سهيلة شخصيتها غيري وأكيد ملناش مع بعض نصيب، عالعموم هي الخسرانة، قالها وادعى البكاء فضربه رائد بخفة قائلاً


خسرانة إيه ياض، دي ربنا نچدها


مد إليه قبضته يضربها بخاصته قائلاً


كلامك صحيح ياواد خالي.


تحدث رائد بدهشة وفضول


هي الشركة اهنه كلها رچالة ليه، مشفتش حاچة تفتح النفس عالشغل كانهم رايدين يأدبوك


همس جواد


لاه، عمتك رباب مأكدة على أبويا ميشغلش معاه غير رچالة بشنبات ولو اضطر يعين حريم يختارهم كيه الغفر ومحچبات كمان.


رفع رائد حاجبه بمكر قائلاً


بس في بنت شكلها حلو جوي شغالة في المكتب چنبك


نفخ جواد بغيظ قائلاً


دي بت باردة وشايفة نفسها، خريچة هندسة وأبوها كان موظف عندنا ولما كبر طلب من أبويا يشغلها مكانه.


رائد : ده انت عارف عنها كل حاچة وچايب أصلها وفصلها


جواد : ياعم حيلك، دي مسترچلة وشدينا مع بعض كام مرة وفي الاخر خالك جالي متعاملش معاها ولا ازعلها، بت متخلفة.


رمقه رائد بنظرات لم تنل رضاه فالقى بوجهه القلم الذي أمامه، تفاداه رائد قائلاً بمرح


طلعت أوت، سلام دلوك يا موظف يا معدم، أنا خارچ مع ناس اصحابي، واسمع كلام أبوك وملكش صالح بالمهندسة لحسن أبوك يغضب عليك يا غالي.


أشار إليه الخروج فعقد رائد حاجبيه قائلاً


وماله ياعم بتطردني من شركتكم وانت لسه موظف بسيط، أومال لما توصل لدرچة مدير هتعمل ايه.


ابتسم جواد وبادله رائد بود ليتركه وسط أوراق كُثر وأفكار أكثر وامواج تبدأ من حيث نريد وتنتهي حيث تريد هي َوتختار.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


طال انتظاره وزادت هواجس الذنب والخطايا فجعلته يرتجف رهبة من مصير مجهول، هاتف حامد مراراً فلم يجبه وحاول الوصول إلى شقيقته فوجد هاتفها مغلق، تحدث برعب :


خبر إيه ياسعد، إيه الوجعة المهببة دي، أروح فين دلوك، لا أنا حمل مشي ولا في عربية واحدة فاتت من جدامي، منك لله يا حامد الكلب.


بقي كما هو لدقائق مرت كما الألم الذي يتلذذ بالبقاء إلى أن أبصرت عيناه وميض لسيارة على مدى بصره، أخذ يلوح براحتيه بترقب وإصرار على إيقاف تلك المركبة، اقتربت السيارة وكاد قائدها أن يواصل سبيله لكنه عاد ادراجه وترجل بخفة قائلاً :


السلام عليكم، تحت امرك يا حاچ، محتاچ إيه


اقترب سعد نحو مصدر الصوت قائلاً بدهشة


رحيم، انت رحيم واد اختي؟! 


لم يكن رحيم مدركاً للأمر في البداية فذاك الطريق بعيد تمام البعد عن قرية خاله كما أنه طريق وعر اضطر هو لأن يسلكه رغبة منه في تفادي الازدحام ربما يصل إلى بيته قبل الضيوف لكن الأمر يزداد تعقيداً الآن فهو لن يترك سعد هكذا عليه أن يساعده


تحدث رحيم إلى سعد بود قائلاً


هتعمل ايه اهنه ياخال، المكان ده خطر ومفيش ناس كتير بتمر منيه.


سعد بتلعثم : كنت نازل المركز يابني، شكلي نسيت الطريج ودخلت سكة تانية وعلى حظي العربية عطلت وانت خابر إن صحتي متتحملش مشي ولا بهدلة


كاد رحيم أن يحمل الحقيبة التي بين يدي سعد لكنه امتنع بحذر واحتضنها قائلاً


سلم يدك يابني، لو ينفع بس شوفلي العربية مالها


استجاب رحيم لمطلبه دون اعتراض، فحصه هيكل السيارة الداخلي بدقة وعاد إليه قائلاً


البطارية السبب، شكلها اتحرجت


سعد : والعمل إيه؟!


رحيم : شوف تحب أوصلك فين وأنا تحت أمرك.


سعد بتردد خوفا منه وعليه


لاه، أنا كلمت ناس زمانهم على وصول، روح انت ومتشيلش همي


رحيم : كيف يعني اهملك بمكان زي ده لحالك، تحب ارچعك البيت ولا لمكان تاني


سعد : خلاص طلعني عالمركز وأنا هكمل لوحدي


لم يعترض رحيم فما قاله سعد حل مناسب منه لن يتأخر كثيراً على سفيان وأهله وفي نفس الوقت لن يترك سعد بمفرده


ابتسم بهدوء وانطلق بسيارته قائلاً


تحت أمرك يا خال، بس جولي رايح على فين دلوك، لو رايد تشتري حاچة اچبهالك أنا وخليك مرتاح 


تلعثم سعد قائلاً


لاه، الله يكرمك يا ولدي، أنا هنزل على أول السكة، كنت رايح مشوار اكده، ناس معرفة وظروفهم عفشة جوي، وطلبوا مني اساعدهم وانت خابر خالك ميتأخرش عن حد محتاچ.


لم يعقب رحيم، واكتفى سعد باحتضان الحقيبة التي يحملها وهمس بخفوت :


منك لله يا حياة انتِ وچوزك، شكلها هتغفلج على راسك ياسعد.


مضى بعض الوقت بين صمت وتجاذب لأطراف الحديث إلى أن اقتربت سيارة رحيم من نقطة تفتيش مرورية ظهرت على حين غفلة، أشار الضابط إليه بالتوقف فلم يهتم كثيراً، بينما حامد يرتعد خوفاً مما يحدث، تحدث رحيم إلى الضابط بوقار قائلاً :


مساء الخير يا فندم.


نظر الضابط إلى السيارة نظرة سريعة وحرك رأسه بخفة :


مساء النور، بطاقتك انت وهو، ده اچراء امني يا أستاذ، دفع سعد الحقيبة بخفة وحذر أسفل المقعد واعتدل في جلسته من جديد قبل أن يلمحه أحد ومد يده باحثاً عن بطاقته الشخصية ناظراً إلى الضابط بترقب وخوف.


تحدث الضابط إلى المرافقين له قائلاً بلهجة يشوبها الغموض 


فتشوا العربية كويس، مفهوم. 


نظر إليه رحيم بتعجب بينما سعد عاجز عن الحركة تتزايد نبضاته وكأنه على شفا الهلاك.

الخاتمه من هنا

 



تعليقات



×