رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم رحمة نبيل

 

 

رواية احفاد اليخاندرو الجزء الثاني (الوجه الاخر للمافيا) الفصل السابع والثلاثون بقلم رحمة نبيل



تبادل الجميع النظرات بصمت ولا أحد يمتلك ما يقوله، جملة اليخاندرو نزلت على الجميع كالصاعقة، حتى أنه لم يوضح جملته الأخيرة، ومن بين ذلك الصمت انبثق صوت ضحكات رنانة في المكان كله، وبالطبع لم يكن أحد في حاجة للالتفات لمعرفة مصدر تلك الضحكات 
بينما انطونيو لم يستطع التحمل، يقسم أنه لم يستطع أن يتحمل نظرات الجميع البلهاء وتلك الصدمة التي تعلو وجوههم.

" آسف حقًا لكن مظهركم مثير للضحك "
هكذا تحدث انطونيو وهو يعتدل في جلسته ينفض غبار وهمي بكل أناقة عن ثيابه، ثم تنحنح ليعود إلى هيئته السابقة، لكن ملامح الجميع جعلته ينفجر في الضحك مرة أخرى بشكل أكبر وهو يضيف :

" حسنًا انا لست آسفًا في الحقيقة "

وكان أول من كسر ذلك الصمت هو صوت ماركوس الحانق يوجه حديثه لجده :
" حسنًا جدي أنا مازلت لم افهم مقصدك، هل هناك أمر آخر نفعله، لذلك قمت بتأجيل زفافي ؟!"

ابتسم اليخاندرو وهو يرفع كتفه قليلًا ثم قال :

" لا شيء، لكن أنا الآن احقق حلمي فقط "
تحدث آدم بغيظ :
" وهل ستحقق حلمك بتعطيل احلامنا جدي، ما بك ؟! هل تريد الزواج أم ماذا؟!"
نظر له اليخاندرو بشر ليصمت وهو يلوي شفتيه باعتراض لم يستطع الاستفاضة في التعبير عنه، بسبب غضب جده الذي يلوح على وجهه .

تحدث اليخاندرو وهو يشرح لهم اسباب ما قاله :
" حسنًا طالما تمنيت أن أزف الجميع في نفس اليوم، وأن أقيم زفاف الجميع معًا في يوم واحد، وهذا ما سيحدث؛ لذلك قررت تأجيل زفاف الجميع حتى يتم شفاء راسيل ولورا "
وبمجرد انتهاء كلمات اليخاندرو حتى انطلقت ضحكات مايك السعيدة، ينقض مقبلًا جده بقوة، لدرجة أن اليخاندرو فزع من مباغتته له وتراجع للخلف بصدمة، بينما مايك تعلق به وهو يقبل وجنته بحب كبير وشكر :

" اه يا جدي أنا اعشقك، اقسم أنك أعظم جد في هذا العالم كله، و لأجل هذا يمكنك الزواج بسيلين أنا لا امانع، حتى لو أحضرت لنا عمًا آخر "
انتهى من حديثه وهو ينظر للجميع بتشفي ونظرات الحنق تعلو بعض الأوجه والاستنكار تعلو البعض الآخر .

تحرك مايك أمام الجميع بشكل مستفز وهو يحرك كتفه :

" مازالت الفرصة أمام طفلي ليكون الأكبر، ولا عزاء لعبيد طفلي "
تحدث جايك بسخرية وحنق :
" وماذا عن طفل انطونيو هل نسيته يا والد الطفل الأكبر ؟!"
ضحك انطونيو وهو ينظر لمايك بسخرية :

" حتى لو كان طفلي فتاة، فسوف اجعلها تتحكم بابنائكم جميعهم، لذلك لا يفكرن أحدكم في المساس بطفلي ايًا كانت هويته، صبي كان أم فتاة، سيستلم مني شارة القيادة مايك، وهذه قوانين العائلة يا عزيزي، الأكبر هو الأول في كل شيء "

نفخ مايك بحنق وهو يجلس على مقعد جوار جده يردد بصوت منخفض :
" إذن سأزوج أبني لها واجعله يتحكم بها هي والجميع "
ورغم صوته المنخفض إلا أنه وصل لانطونيو الذي تعالت ضحكاته بقوة وهو يقول ساخرًا :

" بغض النظر أن ابنتي ستكون الأكبر بكل تأكيد، لكن وكأنني سأوافق أن تتزوج ابنتي بابن وغد منكم، هذا في احلام الجميع، ابنتي لن تتزوج سوف تبقى معي وجواري وفي أحضاني أنا فقط، وأي ذكر تسول له نفسه الاقتراب منها، لن يكلفني ثمن رصاصة صدئة قذرة "
انتهى انطونيو من حديثه والشر يعلو ملامحه بقوة وكأنه يقف أمام عدو لدود، قاطع اليخاندرو كل ذلك الحديث :
" هذا إن كانت فتاة انطونيو، دعنا لا نستبق الأحداث 

واخيرًا خرج فبريانو من صمته وهو يشير للجميع مرددًا ببرود :

" أنا لا أريد أن أقيم زفافي واليوم الافضل في حياتي رفقة هؤلاء الأشخاص جدي، لذلك سوف اقيمه وحدي وهم ينتظرون بعضهم البعض لا اهتم "

تحدث جاكيري :

" وأنا كذلك جدي سأقيمه مع فبريانو "
نظر له فبريانو بحنق شديد مرددًا :
" ومن قال أن فبريانو يود أن يقيم زفافه معك يا هذا ؟! توقف عن الالتصاق بي طوال الوقت، أنا لستُ والدتك "

أطلق جاكيري ضحكة عالية وهو يضم خصر فبريانو الذي يجلس جواره مرددًا من بين قهقهاته مستفزًا إياه :

" لكنني احبك فبريانو، ثم هذا لم يكن حديثك عندما كنت تبكـ "

قاطعه فبريانو وهو يضم يده على فم جاكيري دافنًا وجهه في أحضانه وكأنه يعانقه بحب :
" آه هذا شرف لي يا عزيزي، لم أكن أحلم يومًا أن أقيم زفاف مع اشهر طياري ايطاليا "

انتهى من حديثه وهو يهمس بشر في أذن جاكيري :

" لسانك ذلك سأقتلعه جاكيري فقط انتظر "
انفجر جاكيري في الضحك وهو يحاول الابتعاد عن احضان فبريانو بينما صدح صوت اليخاندرو في الغرفة :
" حسنًا بغض النظر عن تلك المشاعر الدافئة بينكما، لكنني ارفض الأمر الجميع سيقيم زفافه في يومٍ واحد "
ابتسم مارتن بتشفي وهو ينظر لأخيه :
" يا مسكين في النهاية مقدر لك أن تقيم زفافك مع هؤلاء"

ضحك انطونيو على المناوشات بين الجميع، وقد كان الأمر ممتعًا بحق، لكن ذلك قبل أن يستمع لجملة اليخاندرو التي قطعت ضحكاته 

" وأنت كذلك الأمر انطونيو، ستقيم زفافك معهم وحتى ذلك اليوم عليك نسيان أن روما زوجتك ولا تقترب حتى من غرفتها "
فتح انطونيو فمه ببلاهة وهو يقول متشنجًا :

" ماذا يا جدي ؟! ما دخلي أنا بهم، هي زوجتي بالفعل"
ابتسم اليخاندرو بتهكم :

" زوجتك ؟! أي زوجة تلك التي حتى لم تُحضر لها فستان زفاف، بل بمجرد أن انتهى المحامي من زواجكما، حتى حملتها على كتفك كرجال الكهف وذهبت بها لشهر عسلكما"

تعالت ضحكات الجميع بتشفي على انطونيو الذي بُهت وجهه من حديث جده، لينظر هو لهم بشر محذرًا إياهم أن يسترسلوا في الضحك، ثم قال باعتراض :

" لكن يا جدي أنا لا أستطيع أن ااا"
" لا تستطيع ماذا انطونيو ؟! زوجتك لم تعش فرحة زفافها كأي فتاة"

صمت الخياندرو قليلًا قبل أن يضيف بحنق :

" لطالما كنت أكثر شخص عاقل بين الجميع انطونيو، لكن عندما يتعلق الأمر بروما تتحول لإنسان بدائي منزوع العقل "
صمت انطونيو بحنق وهو يتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة، قبل أن يبتسم اليخاندرو وهو ينظر للوجوه الواجمة أمامه بسبب قراره :

" إذن نحن اتفقنا احبائي ....ابدأوا بتجهيز الزفاف، أريده زفافًا تاريخيًا "
______________________

وكعادة اغلب اوقات تجمع الفتيات، فقد كانت عروض روبين تشغل نصف الجلسة، وهذه أيضًا ليست بالاستثنائية، فقد كانت روبين تؤدي لهم إحدى الرقصات الاستعراضية والتي تبرع فيها كثيرًا .
ابتسمت وهي تميل بظهرها للخلف أثناء تحريك كتفها وعينها مغمضة بينما خصرها يتحرك بكل رشاقة، تعيش في عالم آخر تسبع بين امواج الموسيقى، لكن كل ذلك تدمر حينما شعرت بأحد يدفعها بقوة ارضًا لتسقط وهي تطلق تأوهًت عاليًا وعينها تنظر بفزع للمتسبب في تلك الدفعة والتي لم تكن سوى رفقة التي ركضت صوب الهاتف الموضوع في بداية الغرفة تصيح بسعادة :
" لا بد أنه جاكيري "

حدقت بها روبين التي ما تزال تتمسك بظهرها في وجع كبير تسب رفقة واندفاعها..

" اللهي يشيلك قطر يا رفقة يا بنت عم ابراهيم، خرجتيني برة المود "
اعتدلت في جلستها بحنق ومازالت يدها تمسد ظهرها هاتفة بسخرية لاذعة :


" لا ومتأكدة اوي أنه استاذ جاكيري، اصل هي حاطة نغمة خاصة ليه في التليفون الارضي، فعشان كده عرفت أنه هو اللي بيرن "

لكن رفقة حتى لم تلتفت لها وهي ترفع سماعة الهاتف تجيب بسعادة كبيرة وشوف :

" مرحبًا، جاكيري ؟؟"

لكن وصل لها صوت من الطرف الآخر يتحدث بوجوم واقتضاب :

" هذا أنا جايك "

رددت رفقة ببلاهة اسمه، ولم ترى روز التي انتفضت بسعادة من على الفراش وهي تخطو أعلى جسد روبين دون أن تنتبه لها، وهي تصرخ بحماس :

" جايك الحبيب، لم يستطع العيش بدوني كالعادة"

بينما روبين كانت ما تزال مسطحة ارضًا تمسك بقدمها التي دهستها روز وهي تصرخ بوجع تلعن الجميع ..

وعلى الجانب الآخر في المشفى كان جاكيري يشير لجايك أن يتحدث ويخبرها ما اتفقا عليه، وقد كان الصوت القادم من جهة الفتيات مسموع في الغرفة بأكملها بعدما فتح جايك المكبر ليكمل لعبة أخيه، ويخيف رفقة، لكن ما لم يحسب له أحدٌ حساب هو صراخ روبين الذي خرج من الهاتف ليصم آذان فبريانو الذي انتفض من مقعده بعدما كان يراقب تلك اللعبة السخيفة بسخرية .

دفع فبريانو جايك بعنف في وجهه مسقطًا إياه على جاكيري الذي كان صرخته بصعوبة، منتزعًا الهاتف من بين أصابعه متحدثًا بشر :
" ما بها روبين ؟! لماذا تصرخ بهذا الشكل ؟! "
أبعدت رفقة الهاتف عن أذنها بتعجب وهي تسمع صوت فبريانو لتردد بعدم فهم :

" من معي، ألم يكن جايك هو من يتحدث "
وصل لها صوت فبريانو الذي كان كالرعد جاعلًا إياها تبعد الهاتف عن أذنها :

" تبًا لكِ أنتِ وجايك، ما الذي حدث لروبين، لماذا تصرخ بهذا الشكل ؟!"
نظرت رفقة لروبين التي كانت تمسك قدمها تتحسسها بوجع، ثم حولت نظرها لروز التي هزت همست لها ألا تخبره ما حدث ...
" اه اصل روبين كانت نايمة وهي بتتقلب وقعت من على السرير "
رفعت روبين رأسها كرصاصة وهي تحدق في رفقة بجهل، لا تدري أن رفقة الآن تُحاسب، لكن رفقة لم تهتم بكل ذلك وهي تتحدث في الهاتف بحنق :

" اعطي الهاتف لجاكيري احتاج التحدث معه "

همس فبريانو بشر :

" الويل لكم جميعًا إن وجدت بها خدشًا واحدًا "

وبمجرد انتهاء كلماته القى الهاتف بعنف على الفراش دون أن يهتم أنه سقط على رأس جايك المسطح فوق جاكيري، ثم تحرك يعود لمقعده، مخرجًا هاتفه ليرسل رسالة إلى روبين .
بينما كانت رفقة من الجانب الآخر ترمق روبين بحنق، وروبين حتى لا تفهم ما يحدث، هي فقط تجلس على الأرض جوار الفراش وهي تفرك قدمها بوجع مرددة ببلاهة :


" ايه بتبصي ليا كده ليه ؟؟

لكن رفقة لم تكد تجيبها حتى وصلت لها جملة جايك الذي أمسك الهاتف مجددًا ووضعه على أذنه متحدثًا بحزن شديد حسب توجيهات جاكيري :

" رفقة لقد أُصيب اخي بطلق ناري وهو الآن في المشفى "
فتحت رفقة عينها بفزع وتوقف الزمان من حولها، لا تشعر بشيء ولا بروز التي تصر عليها أن تعطيها الهاتف لتحادث جايك، هي فقط تفتح عينها بصدمة ويدها ترتجف بخوف، ولم تعي حتى بالسؤال الذي خرج من فمها :

" ما ....ما الذي حدث ؟! 

وضع جايك يده على سماعة الهاتف وهو يوجه حديثه بحنق لجاكيري :

" هل هي بلهاء أم ماذا !!"

ضربه جاكيري بقدمه محذرًا إياه بعينه أن يتكلم عنها كلمة واحدة لا تعجبه، بينما جايك تأوه بغيظ، ثم عاد للهاتف وهو يقول بأسف :

" للاسف هو الآن ليس بخير، يردد اسمك طوال الوقت ويطالب بوجودك معه، لذلك سوف آتي لاخذك، تجهزي واخبري روز أن تتجهز 

تحدثت رفقة ببكاء ورعب :

" لا تتأخر جايك ارجو....ماذا ؟! روز ؟!"

تعجبت رفقة من بين دموعها مما سمعت للتو، لا تفهم سبب طلب جاكيري لروز :

" هل يطالب جاكيري بحضور روز أيضًا أم ماذا ؟!"

تأوه جايك بقوة بسبب ضربة جاكيري له في خصره، بيقول بوجع وهو يدعي البكاء :

" لا بل أنا من أطالب بحضورها، احتاج لأن تساندي في هذه اللحظة، أريد أن ابكي على كتفها رفقة "

كانت روز في ذلك الوقت تلتصق في رفقة الباكية وهي تردد بحزن وبكاء مماثل لبكاء جايك المصطنع :

" حبيبي سأكون جوارك، سوف انتظرك "

ابتسم جايك متناسيًا أنه كان يبكي من الأساس، ليردف بخبث ومكر :

" اووه زهرتي الحبيبة ارتدي فستانًا زهريًا واحضري لي فرشاتي و الالـ"

وقبل أن يكمل جملته انتهت المكالمة وهو يشعر بجاكيري يقفز فوقه محطمًا عظامه، بينما هو يستغيث أسفل يديه ..

وعلى الجانب الآخر كانت رفقة لا تعي ما يحدث ولا تشعر بالفتيات حولها اللاواتي حاولن أن يعرفن ما حدث وما سبب بكائها الهستيري ذاك ..

تحدث روز وهي تربت على كتف رفقة :

" لقد أُصيب جاكيري بطلق ناري "
شهقت جميع الفتيات بفزع ليبدأ الجميع في مواستها خاصة روبين التي تحركت لها وهي تعرج بوجع :

" متقلقيش يارفقة هيكون بخير يا قلبي، طالما اتصلوا بيكِ وقالولك يعني مش خطر، لأن لو كان فيه حاجة خطر مكانوش حتى افتكروا يكلموكِ "

بكت رفقة بصوت اعلى وهي تدفن وجهها في احضان روبين مرددة بوجع 

" حتى لو خدش صغير يا روبين، قلبي بيوجعني عليه اوي"

ربتت روبين على ظهرها بحنان وهي تحاول تهدئته، حتى بدأت شهقات رفقة تخفت تدريجيًا، وبمجرد أن هدأت ابتسمت لها روبين وهي تقول متساءلة :

" طب جايك مقالكيش فبريانو كويس ولا لا ؟!"

انتفضت رفقة من على أكتاف روبين تصيح بحنق شديد :

" زي القرد يا ختي، زي القرد وكان لسه بيهددنا كلنا، هي كده الدنيا تسيب الجبروت وتيجي على الغلابة، بقولك ايه ابعدي عن وشي أنتِ وسي زفت بتاعك ده لاني مش طايقة نفسي اساسا "

انتهت رفقة من حديثها وهي تخرج من الغرفة بأكملها متجهة لغرفتها تمسح دموعها بقوة، تنوي التجهز لأجل الذهاب لجاكيري.

بينما روبين تنظر لاثرها بتعجب وهي تهمس :

" مش فاهمة هي مش بتطيقه ليه ؟! ده حتى بيعزها"
___________________

دخل القصر دون أن يبدي اهتمام لشيء، هو فقط يحتاج لحمام الآن حتى يغتسل من كل التعب الذي حدث له خلال هذا اليوم .

دلف انطونيو غرفة روما وهو يخلع سترته ثم تحرك صوب المرحاض بسرعة، دون أن يبحث حتى عن روما، يعلم أنها الآن لا بد وأن تكون رفقة الفتيات في غرفة تلك العجوز كالعادة .

فتح انطونيو المرحاض وهو ينزع رابطة عنقه ولم يكد يخطو خطوة أخرى حتى وجد روما تقف أمام المرآة في الحمام وهي تراقب بروز معدتها الغير موجود من الأساس، وتحدث نفسها عبر المرأة كالمجانين .

ابتسم دون أن يصدر صوتًا يراقب حركاتها تلك التي تهبط على قلبه كقطرة مياه روت عطش تائه في الصحراء لشهور .
بينما روما كانت تتحرك بكل سعادة تتراقص أمام المرآة وكأنها تجرب شعور، كيف ستبدو وهي ترقص أثناء حملها لطفل، طفل حتى لم يُثبت وجوده ولو بانتفاخ صغير .

استدارت روما بسعادة وهي ترفع يديها في الهواء قبل أن تنتفض عائدة للخلف بفزع حتى كادت تنزلق لتسقط داخل غرفة الاستحمام، لولا يد انطونيو الذي ركض بسرعة ليمسك خصرها يضمها له بقوة :

" على مهلك روما "
تمسكت روما بقميصه الاسود والذي كان قد فتح بعض ازراره وهي تقول بفزع وضربات قلبها مازالت عالية :
" يا ويلي، كاد قلبي يتوقف فزعًا، كيف دخلت دون أن أشعر بك ؟!"

أعاد انطونيو خصلات شعرها الندية للخلف وهو يردد بحنان :

" الجميلة لم تكن منتبه لشيء، كانت مشغولة بالرقص أمام المرآة "
ابتسمت له روما وهي تقترب منه تضم نفسها له مرددة بحب :

" اشتقت لك كثيرًا طوني "
ربت انطونيو على خصلاتها وهو يبتسم بحنان ثم فتح فمه ليجيبها، لكن فجأة توقف وهو يشعر بشيء يسقط عليه، نظر للاسفل ليتفاجئ بروما تتقيأ عليه وهي تمسك معدتها تردد باشمئزاز :

" ما هذه الرائحة ؟!"
ولم تعطه حتى الفرصة للإجابة وهي تكمل تقيأها أعلى ثيابه، بينما انطونيو يرفع يده في الهواء بعيدًا عنها مغلقًا عينه بقوة وملامحه تتفاعل مع اصوات تقيأها العالية، حتى فرغت روما مما تفعل وهي تجلس على حوض الاستحمام تتمسك به بوجع، ثم رفعت عينها لانطونيو ثواني قبل أن تنفجر في البكاء مما فعلت به .

" أنا آسفة، اقسم أنني لم أقصد، أنا فقط شعرت بتلك الرائحة تخترق انفي لتسبب لي ذلك الشعور الغير مريح بالمرة و..."

قاطعها انطونيو عن الحديث وهو يشير لها أن تخرج متحدثًا بحنان دون أن يبدي أي ملامح اشمئزاز مما حدث :

" اخرجي الآن روما دعيني انظف نفسي "
نهضت روما وهي تنظر له بحزن تهمس أثناء مرورها به، ترى حالته المزرية لتبكي أكثر:
" أنا آسفة انطونيو لم أقصد "
أشار لها انطونيو لتخرج، ثم اغلق الباب خلفها، تحركت روما صوب الفراش تجلس عليه كطفلة مذنبة تنتظر عقاب والدها، ومازالت تبكي .
لتمر دقائق طويلة قبل أن يخرج انطونيو من المرحاض ليرى حالة روما الغريبة، تحرك صوبها وهو يقول بحنان :

" هل أنتِ بخير الآن روما ؟!"
رفعت روما وجهها له ببطء تردد بحزن :

" أنا آسفة طوني، اقسم أنني لا أحب أن تراني في هكذا وضع، الأمر لم يكن بيدي "

ابتسم لها انطونيو بحنان وهو يقف أمامها يضمها له، فوصلت رأسها بالكاد لمعدته، يردد بحب :
" لا بأس روما الأمر خطأي ما كان علىّ القدوم بثياب تحمل عطري، لكنني لم اكن اعلم أنكِ في الغرفة "
مدت روما يدها تحيط خصره وهي تهتف باعتذار :
" لا لا بل أنا هي المخطأة انطونيو، كان علىّ تحذيرك، على الأقل وقتها لم تكن ستضطر لتحمل ما حدث، الأمر مقزز "

ضحك انطونيو وهو يتحرك ليحضر بعض الثياب من الخزانة ثم عاد لها، يلبسها سترة صوفية، وبعدها انحنى يجلس القرفصاء أمامها يردد بحنان ممتزج بمزاح :
" وهل تعتقدين أن رجلًا اعتاد رؤية الدماء والاشلاء والجثث، قد يشمئز من شيء كهذا ؟!"

كان يتحدث وهو يلبسها جوربًا صوفيًا، ثم فرك قدميها بحب، قبل أن ينظر لوجهها مقبلًا وجنتها بحنان :

" أنا لا اشمئز منكِ حبيبتي، ولا تظني ذلك يومًا، افعلي ما تريدين في أي وقت وسأكون في الخلف اضمك لصدري بحنان، لا اريدك أن تشعري أنكِ مقيدة جواري، أو مجبرة على ادعاء أنكِ بخير حتى لا اشمئز منكِ "
نهض وهو يمسك خصلات شعرها يلاعبها بيده جالسًا خلفها على الفراش :

" أنا أريد أن أعيش كل لحظة من لحظات حملك لصغيري، بكل تفاصيلها روما، ولا تقلقي لا اشمئز منكِ حبيبتي حسنًا؟!"
عادت روما برأسها لصدر انطونيو مرددة بحب :
" انطونيو أنا أحب عندما تتلاعب في خصلات شعري، أشعر براحة كبيرة "

ضحك انطونيو وهو يجلس على الفراش جيدًا ثم مدد جسدها لتستقر رأسها على قدمه وأخذ يحرك يديه في خصلات شعرها وهو يردد لها :

" حسنًا يمكنني الجلوس هكذا للأبد إن أردتِ"

نظرت له روما وهي ترفع يدها لتتحسس ملامحه بعشق :

" لا أتذكر أنني فعلت شيئًا جيدًا في حياتي يجعلني استحق شخصًا رائعًا مثلك انطونيو "
ضحك انطونيو بصخب وهو ينحني امام وجهها متحدثًا بخفوت وكأنه يدلي بسر:

" أنا لستُ رائعًا، أنا شخص سيء كثيرًا روما، لكنني فقط رائعًا معك ولاجلك مدينتي الحبيبة وعاصمتي الدافئة"
__________

كانت على وشك السقوط في النوم بعدما رحل الجميع منهم من ذهب مع جايك ورفقة، والباقيين ذهبوا لغرفهم، وها هي تحاول التغلب على وجعها، أن تتحمل حتى يبدأ مفعول المخدر يسري في دماءها.

شعرت راسيل بشيء يلامس وجهها، شيء ناعم أملس، فتحت عينها بتعجب لتجد أن هناك بالون كبير على شكل دب ظريف الشكل يقبع أمام الفراش، ابتسمت بتعجب كبير وهي تمسك البالون بصعوبة، فتحت فمها لتتساءل عن مصدر البالون .

لكن فجأة وجدت باب غرفتها يُفتح والعديد من البالونات تقتحم الغرفة، اعتدلت راسيل بصعوبة تحاول معرفة مصدر كل تلك البالونات، لتجد مارسيلو يقفز أمامها من الخارج وصوت اغنية عالية مبهجة يصدح في المكان، وهو يمسك بين يديه العديد من البالونات الملونة وهو يغني لها متحركًا حولها يرفرف بالبالونات، وهي فقط ترمقه بأعين مفتوحة باتساع، تحاول معرفة كيف يقفز هكذا بكل سهولة وهو من كان يفضل أن يموت عطشًا على أن يمد يده لإحضار كوب الماء من طرف المكتب .

لكن مارسيلو لم يتوقف عن الرقص وهو يمسك بالونات متعددة الألوان والأشكال، يغني بسعادة أمامها، ثم تحرك صوب الفراش الخاص بها يربط البالونات فيه، وبعدها قفز للفراش بقوة لتتراجع راسيل للخلف، ومارسيلو يقترب منها وهو يغني لها مع تلك الأغنية التي تصدر من هاتفه الموضوع في جيب بنطاله .

فتحت راسيل فمها برعب وهي تصرخ :

" النجدة، هناك كائن فضائي في غرفتي، ليساعدني أحدكم"
ضحك مارسيلو بصخب وهو يرفع يده يضرب جبينها بإصبعه مرددًا بحنق مصطنع :

" أنتِ مفسدة للمتعة، كنت على وشك الرقص لكِ الآن كما لم افعل يومًا "
عادت راسيل للخلف وهي تقول 

" أنا حقًا خائفة، لقد استبدلك الفضائيين، لقد شاهدت فيلمًا حدث به هذا "
القى مارسيلو جسده جوارها وهو ينفجر ضحكًا على تعابير الفزع التي استقرت في وجهها، لكنه لم يهتم وهو يقول بأنفاس عالية بسبب ذلك المجهود الكبير الذي بذله منذ دقائق والذي لم يكن معتاد بالنسبة لجسده، فهكذا مجهود صدم جسده قبل راسيل .

" حسنًا السيدة مانتيو أخبرتني أنكِ تحبين المخبوزات والبالونات الملونة كثيرًا، وحيث أنني لا أستطيع صناعة المخبوزات وجايك لا يسمح لأي كائن حي أن يتذوق مخبوزات روز سواه، لم يكن أمامي سوى أن أحضر لكِ بالونات ملونة "
كان يتحدث وهو ينظر للسقف بتعب وراسيل مازالت ترمقه بشك وفكرة أنه كائن فضائي لم تخرج من رأسها، متأكدة أنه فقط يتحدث بهذا الشكل حتى تثق به وبعدها يخرج عقلها ويتم استنساخها كما حدث مع مارسيلو الاصلي .

استدار مارسيلو لها فجأة لتجفل راسيل التي حاولت أن تدعي عدم الاهتمام، لكنه اعتدل وهو يربع قدميه أمامها يردد بجدية :
" دعينا نتحدث بجدية بعيدًا عن المزاح راسيل"
نظرت له راسيل وهي تنتظر كلماته ليقترب منها مارسيلو فجأة وبشكل غير متوقع يردد أمام وجهها مباشرة :
" لقد ترددت في قول هذا كثيرًا، لكن راسيل أنا قررت أن أخبرك ما اريد دون تردد "
" ماذا ؟! هل ستقوم بطردي "
هز مارسيلو رأسه وهو يقول :
" سوف اغلق المكتب كله على أية حال، لكن هذا ليس ما أردت اخبارك به، راسيل أنا فقط كنت اريد قول أنني...."
صمت يحاول أن يصيغ جملته بشكل مناسب :
" أنتِ هي المرأة الوحيدة التي سأقبل أن تقترب من فراشي الحبيب، ما رأيك أن تتزوجيني ؟؟"

رمقته راسيل ببلاهة ثواني قبل أن تقول :

" أنا حقًا أريد أن أرى صدق وبراءة نوياك، لكن مارسيلو تلك الجملة التي قلتها للتو لا تساعد في الأمر "

اطرق مارسيلو يفكر ثواني ولم يكد يتحدث حتى سمعها تقول مقاطعة إياه:
" ثم كيف اوافق على الزواج من رجل أنا لا اعلم عنه شيء، مارسيلو أنا لا أعرف عنك سوى أنك تنام طوال اليوم ولا تحب العمل، ولا أظن أن ذلك كافيًا ليجعلني اوافق على عرضك "
اقترب منها مارسيلو وهو ينظر بعينها بقوة 

" حقًا وتلك العيون اللامعة التي تخبرني أنكِ موافقة ماذا عنها ؟!"

توترت راسيل من كشفها بهذا الشكل ونظرت بعيدًا ثم قالت حتى تصرف نظره عن أمر عينها وما يقوله :

" لقد علمت أنك تعمل عملًا غير قانوني صحيح؟!"
اعتدل مارسيلو في جلسته وهو يقول بتساؤل:

" أتقصدين تلك العمليات التي أقوم بها مع العائلة ؟! لا ذلك العمل ليس رسمي، اعني أنا لا اعتمد عليه فهو ليس عمل دائم، فقط عندما تكون هناك مهمة أو ماشابه غير ذلك عملي الرسمي في المكتب وهذا أيضًا لا أقوم به "

نظرت له راسيل ببلاهة ليضحك مارسيلو على ملامحها، ثم تنهد بجدية ليقول :
" حسنًا راسيل اسمعيني لأنني لن أعيد حديثي مجددًا"
انتهت له راسيل ليبدأ مارسيلو في قص كل شيء على مسامعها من بداية القصة وحتى تلك اللحظة التي يجلس بها معها، وقد غض النظر عما فعله مع ايثان .

انتهى من حديثه ليرى نظرات الانبهار تعلو وجه راسيل التي قالت دون شعور :

" هل هذا يعني أنك كالأبطال الخارقين ؟! تحارب الشر في الظلام "

ضحك مارسيلو بصوت عالٍ وهو يقول معقبًا على حديثها :

" بل أنا هو الشر والظلام، لكني بطريقتي "

نظرت له راسيل تحارب النعاس الذي بدأ يضرب جسدها :

" هل لديك مخبأ سري أسفل الأرض ؟؟"
ابتسم مارسيلو بحنان وهو يساعدها لتتمدد بشكل مريح، ثم أخذ يربت على شعرها بلطف :
" لا، لكنني سأبني مخبأ لنا ننام به طوال النهار سويًا ونخرج في المساء للسير سويًا والاستمتاع "

ابتسمت راسيل من بين جفونها المغلقة وهي تردد دون وعي أو شعور 

" يبدو ذلك ....رائعًا "

ابتسم لها مارسيلو بحب وهو يتنهد قبل يتسطح جوارها على الفراش يردد بمزاح وهو يجذب رأسها ببطء وحذر لصدره حتى استقرت بين أحضانه :
" نعم رائعًا لأنه فقط سيكون معكِ "

نظر مارسيلو لوجه راسيل ليجدها سقطت في النوم، قبل رأسها بحنان قبل أن يغلق عينه هو أيضًا مرددًا بتعب شديد :

" واخيرًا بعد كل تلك الأيام سأنام دون أن يؤرقني شيء، وما اجملها من نومة تلك التي تقبع بين أحضانك مسكني "
_______________

تجلس أمامه ولا تدري ما يجب قوله، وهو حتى لم ينطق بكلمة منذ فتح باب غرفتها وخطى داخلها، كأنه ينتظر أن تبدأ هي الحديث، لكن لورا أبت أن تفعل .

تنهد مايك وهو ما يزال جالسًا على مقعد أمام فراشها، ثم تحدث بكل هدوء :

" أخبريني كل ما عرفتيه لورا حتى أعلم أين توقف بكِ عقلك في التفكير ؟!"

سقطت دموع لورا دون أي مقدمات ليتحدث مايك بحزم :

" دون بكاء لورا، تحدثي دون بكاء "
مسحت لورا دموعها كفتاة مطيعة وهي تقول :

" لم أعلم سوى ما أخبرتك به "

نظر لها مايك ثواني قبل أن ينهض من مقعده، ثم وقف أمامها وأمرها أن ترفع رأسها له، وبعدها تحدث بكل هدوء دون حتى أن يظهر استياءه أو حزنه منها، يدرك جيدًا أن طريقه رفقتها ملئ بالعوائق، يعلم أن التعامل معها سيكون بحذر خوفًا أن تنتكس أو تتقوقع على نفسها أو تنهار، هو يعلم كل ذلك ويقدر كل ذلك، هو ليس مستاءًا حتى من الأمر ولا يشتكي من ذلك، على العكس هو يتقبل كل ما يصدر منها بصدر رحب وصبر شديد .
" هيا انظري لي لورا واخبريني ماذا ترين ؟؟"

مسحت لورا دموعها وهي تنظر له ولم تفهم مغزى سؤاله، لكنها رغم ذلك أجابت بهدوء لا يخلو من شهقاتها :

" أراك"

" ترين من لورا ؟!"

" أراك أنت"

تحدث مايك برفق وصبر وكأنه يتحدث لطفلة :
" أنا من ؟!"

ظهرت الحيرة على ملامح لورا واضحة بشكل كبير وهي تقول بعدم فهم :

" أنت مايك "

هز مايك رأسه ثم قال بجدية وهو يحرك يديه في الهواء ويدور حول نفسه ولورا ما تزال تنظر له بتعجب وذهول ..

" هل هناك شيء غريب بي ؟!"

هزت لورا رأسها بلا، ليبتسم لها مايك وهو يقول :

" إذن نحن متفقين الآن أنني مازلت كما أنا صحيح ؟!"

ومجددًا هزت لورا رأسها لترى اقتراب مايك مجددًا من مقعده، ليجلس عليه متمسكًا بيدها وكأنها طوق نجاة له وسط عاصفة، بينما في الحقيقة العكس هو الصحيح، فهو من يمثل للورا طوق نجاة وسط عواصف عقلها التي تحاول اقتلاع جذور ثباتها .

" إذن هل يمكنك اخباري سبب تلك الكلمات التي اسمعتيني إياها في الهاتف لورا ؟! هل تعلمين كم تألمت عندما شبهتني بذلك القذر ابن خالتك، هل حقًا ترينني مثله، هل ازعجتك بشيء لورا ؟!"

سقطت دموع لورا مجددًا دون أن تتحكم بها، تهز رأسها نافية تحاول أن تخرج شيء يمحي نظرة الوجع التي استوطنت عين مايك بسببها، لكن كل ما خرج منها هو همسة مختنقة :

" أنا آسفة مايك، أنا فقط ... أنا.... أنا خائفة "

تأوه مايك وهو يتحرك من مقعده للفراش يجذبها لاحضانه بلطف كبير وحنان، وجعها يتسرب منها له، يقسم أنه يشعر بها دون مبالغة، كل ما تشعر به يحدث صدى في نفسه هو، شدد مايك احتضانه لـ لورا وهو يهمس لها بحب :

" أنا هنا لورا، لا عليكِ كل شيء سيكون بخير حبيبتي "

بكت لورا بقوة بين أحضانه تفضي له بسبب مخاوفها، وسبب ذلك الحديث الذي اسمعته له عبر الهاتف تحدثت وتحدثت وهو يستمع لها بكل اهتمام مربتًا عليها بحنان كبير، وهو يهمس لها أنه سيصلح كل شيء، وألا تقلق .

وبمجرد انتهاء حديث لورا حتى ابتعدت عنه وهي تنظر لوجهه بحزن تشعر بالندم يأكلها لما قالته :

" أنا لم أقصد ما قلته لك مايك، انا فقط لا اتحكم في خوفي أنا...."
قاطعها مايك وهو يقول بحنان ماسحًا دموعها :

" حسنًا لا بأس لورا، الخطأ خطأي، لم اخبرك الأمر سابقًا، لكن أنا فقط كنت أنتظر أن انتهي من كل شيء حتى اخبرك "

نظرت له لورا وهي تهز رأسها رافضة سماع شيء :

" لا أريد مايك، لا أريد معرفة شيء، أنا أثق بك، واثق أنك لست سيئًا، لست مضطرًا لشرح شيء "

ابتسم مايك يربت على شعرها بحنان :

" وهذا يعني لي الكثير فاتنتي، لكنني حقًا أود أن أخبرك بكل شيء، حتى نغلق ذلك الباب ونبدأ بداية جديدة سويًا لا يعكرها شيء"
نظرت له لورا تترقب حديثه ليقترب منها مايك يكثر يضم كفيها بين كفه، ثم نظر لعينها بحنان مبتسمًا :

" إذن دعينا نبدأ منذ كان جدي شابًا في بداية حياته ...."
_____________________________
دخل غرفته تزامنًا مع نزع سترته ثم ألقاها بقوة على المقعد المجاور للباب وتحرك ليضئ الانوار ويغلق الباب، وبمجرد أن فعل انتفض للخلف وهو يرى أحد المقاعد التي تقبع خلف الباب تستدير وحدها وكأن شبح يسكنها .

ارتاب ماركوس من الأمر وهو يخرج سلاحه سريعًا وكأنه إن كان شبحًا سوف يخشى رصاصاته، لكن بمجرد استدارة المقعد بالكامل، أبصر فيور التي كانت تجلس واضعة مرفقيها على مسند المقعد بشكل ظنته هي غامض مهيب، ورآه هو مضحك سخيف، فقد كان المقعد يظهر فارغًا من الخلف بسبب حجم فيور الضئيل.

حك ماركوس ذقنه وهو ينتظر أن يعلم سبب جلوسها بهذا الشكل الغريب وفي الظلام، لكنها لم تتحدث بشيء واستمرت في النظر له نظرات غامضة تزيد من هيبة الموقف _ حسب ظنها _ لكن في الحقيقة ماركوس تجاهلها بملل وهو يتحرك صوب خزانته يخلع قميصه ملقيًا على الفراش، ثم بدأ يبحث عن ثياب مريحة كان يتركها مغلفة في هذا القصر تحسبًا لأي شيء .

بينما فيور كانت تنظر له بصدمة، هو لم يهتم بكل ما فعلته، ولا بجلستها بهذا الشكل الذي سبب لها وجع في الظهر بسبب استقامتها لتصل إلى كامل مسند المقعد، وهذا لأن مقاعد تلك الغرفة كبيرة بشكل مبالغ فيه 

لقد كانت تُعد العديد من السيناريوهات في رأسها حول بداية حديثهما لتخبره في نهايته أنها كشفت قذارته، وإن كانت هي قذرة فهو القاع نفسه، لكن كل ذلك تحطم حينما تجاهل ماركوس ذلك العبث المضحك الذي تقوم به وبدأ يبدل ثيابه أمامها دون خجل .

طفح كيل فيور لتتحدث بصوت عالٍ مخيف :
" أنت يا هذا ؟! ألا تراني ؟! أم أنك أصبت بالعمى "

استدار ماركوس وهو يبحث في أرجاء الغرفة عن ذلك الأعمى الذي تتحدث عنه فيور، قبل أن يشير لنفسه بتساؤل وكأنه يخبرها ( هل تقصدينني أنا ؟!) .
هزت فيور رأسها بنعم وهي تقول :

" ألم تراني اجلس هنا ؟! أنت حتى لم تتعجب من وجودي بهذا الشكل "
تحدث ماركوس بنبرة عادية وهو يكمل بحثه في الخزانة :

" لا بل خفت في البداية، ظننتك شبح، إذن كيف علمتي أنني سآتي الآن لتنتظريني ؟!"
رددت فيور بجهل وهي تهز كتفها :

" أنا لم أعلم أنك ستأتي الآن، أنا اجلس هنا في الظلام منذ ثلاث ساعات فقط لأجل أن أرى ملامحك عندما تراني ادور بالمقعد، وأنت أفسدت كل ذلك "

نظر لها ماركوس ثواني قبل أن ينفجر في الضحك يتخيلها طفلة صغيرة تقلد ما تراه في التلفاز، تحرك صوبها يداعب خصلات شعرها بشكل جعلها تصرخ بانزعاج محاولة ابعاد يده عن شعرها، بينما هو انحنى وقبل جبينها بحب :

" احسنتِ حبيبتي كانت حركة جميلة وغير متوقعة منكِ"

أبعدت فيور يده بغيظ عن رأسها :

" توقف عن مداعبة شعري هكذا، أنت لا تلاعب ابنة أخيك ماركوس، تعامل معي كآنسة ناضجة، ارجوك "
أنهت حديثها أمام عين ماركوس المتعجبة مما تقول، قبل أن يراها تزفر بضيق، ثم اعتدلت في جلستها وهي تقول :

" نحتاج للتحدث ماركوس"

رمقها بعدم فهم ثم هز رأسه وهو يعطيها الفرصة للحديث، لذلك تنفست فيور بعمق وكأنها على وشك الغطس في المحيط، ثم فتحت عينها وهي تقول :

" ماركوس أنا منذ بدأت تلك العلاقة معك وأنت تعلم عني كل شيء، ماضيّ وحاضري، ولم أخفي عنك شيء، لكن أنت...."

صمتت وهي ترمي له نظرة إتهام:

" أنت يا ماركوس لم تفكر حتى في أن تصارحني بحقيقتك، أدرك جيدًا أنه أمر تخجل منه، لكن أنا يا ماركوس كنت سأتفهم حقيقتك القذرة كما تفهمت أنت حقيقتي "

ضم ماركوس حاجبيه بذهول، ثم اقترب منها حتى يحاول استيعاب حديثها أكثر، لكن يبدو أن حركته تلك أثارت الريبة في قلب فيور التي اعتدلت بجسدها كله على المقعد وهي ترفع اصبعها في وجهه ونظراتها يعلوها الشر والخوف ايضًا ..

" إياك أن تحاول الاقتراب، أنت لا تخيفني بنظراتك تلك، حتى لو عذبتني امامك فلن اخشاك وسأواجهك بحقيقتك القذرة، كنت تمسك أذني وتوبخني لأنني فقط لصة، بينما أنت أيها الشريف يا من تنحدر من عائلة راقية، تعمل مجرم وقاتل كعمل جزئي في المساء "

رفع ماركوس حاجبه أثناء تحركيه لعينه من وجهها حتى استقرت على اصبعها، مبتسمًا بسمة جانبية ساخرة، وفي ثواني كان يمسك اصبعها وهو يجذبها نحوه بشكل جعلها تصرخ برعبؤ قبل أن يلتقفها هو مرددًا ببسمة وصوت خافت :

" حقًا ؟! وماذا أيضًا فيور ؟! أخبريني ما الذي اكتشفتيه أيضًا "

رددت فيور ببلاهة وهي تحاول ألا تظهر تأثرها بقربه :

" الكثير يا عزيزي، لكنني لستُ بالغبية لاكشف لك كل اوراقي "

ابتسم ماركوس بسمة باردة ثم في ثواني أمسك أذنها بقوة شديدة جعلتها تتلوى بين يديه وهي تصرخ بوجع :

" أترك اذني أنا لم افعل شيء، أنت المجرم هنا، أترك أذني تبًا لك "

تحدثت بغيظ وهي تحاول أن تمد يدها لجذب شعره في المقابل، لكن ماركوس أمسك يدها وهو يمنعها من لمسه حتى متحدثًا بهدوء شديد :

" هل تبحثين خلفي فيور ؟! ثم ما هذا الذي تفعلينه ؟! هل تظنين أن جلوسك بهذه الطريقة وتحدثك بتلك النبرة الغبية ستجعلني ارتجف رعبًا واجثو أسفل قدمك طالبًا لعفوك ها ؟!"
صرخت فيور بوجع وهي تضرب يده التي تمسك بأذنها :

" حري بك ذلك وإلا لن أبقى معك دقيقة واحدة، فأنت يا سيد منذ أيام فقط وصفتني بالقذرة فقط لأنني تربيت بين اللصوص والمتسولين وهذا أمر لم يكن بارادتي، بينما أنت تقتل وتسرق وتفعل كل ما هو مخالف للقانون وبكامل إرادتك "

خفف ماركوس قبضته على أذنها وهو ينظر لها ثواني، ثم تركها لتسقط على المقعد مجددًا وهي تتنفس بعنف بسبب انفعالها في آخر جملة لها، ويدها تفرك أذنها بوجع، بينما ماركوس لم يتحدث بكلمة وهو ينظر لها لثواني، ثم تحرك بسرعة صوب المرحاض تاركًا إياها تنظر لي أثره بصدمة وقد شعرت فجأة أنها لا تعنيه حقًا، هو لا يهتم بها أو يهتم بحزنها، لا يشاركها شيء، لربما وصفه لها ذلك اليوم بقذرة كان الشيء الوحيد الصادق الذي قاله لها .

سقطت دموع فيور دون شعور وهي تنظر للغرفة الفارغة حولها، ثم تحركت من مقعدها تجر أذيال الخيبة خلفها، خرجت من غرفته تسير في الممر لا ترى شيء بسبب الدموع التي تغطي رؤيتها، وافكار شتى تقتلها .

دخلت فيور غرفتها، والتي لا تدري حقًا إن كانت هي غرفتها أم لا، هي لا تهتم كل ما تريده الآن أن تدفن نفسها في فراشها وتنفجر في البكاء دون أن يشعر بها أحد.

خرج صوت ساخر منها وهي تردد بوجع وبسمة ساخرة :

" وكأن أحد يشعر بي بالفعل "
وبمجرد انتهاء كلمتها جلست على فراشها وهي تنظر للفراغ أمامها تبتسم دون وعي، تتسع بسمتها بقوة حتى أصبحت ضحكات تترد في الغرفة وهي تدفن وجهها بين يديها مرددة بصعوبة من بين ضحكاتها :

" لقد كانوا جميعًا محقين، لا مكان لامثالنا سوى في الطرقات ومكبات النفايات، ولن يتقبلنا أحد حتى لو ادعوا عكس ذلك، لم يكن علىّ أن احلم بأحلام وردية لهذه الدرجة، في النهاية سيفاجأني السواد الذي سيحيط احلامي ."

انتهت من كلماتها وهي تتنفس بعنف بسبب ضحكاتها الصاخبة، قبل أن تلقي رأسها على الفراش تنظر للسقف ثواني ومازال صدرها يعلو ويهبط مجددًا، لتبدأ دموعها في السقوط دون أن تشعر، ازدادت دموعها أكثر، لتخرج شهقاتها دون إرادة منها وهي تبكي بصوت عالٍ، تضع يدها أعلى وجهها، وشعور بالمرارة يملء حلقها ..
" أنا غبية، أنا غبية، أنا غبية حمقاء"

ومن بين وصلة بكائها تلك، شعرت فيور بيد تربت على رأسها، فتحت عينها التي انتفخت من كثرة البكاء لتجد ماركوس يجلس جوارها يرمقها بوجع وحزن :
" لستِ غبية فيور، بل أنا الاحمق، اقسم أنني كنت سأخبرك بالأمر بمجرد أنتهاءه، أنا لا اراكِ قذرة أبدًا كما تظنين، بل أنا القذر الحقير لأنني ابكيتك هكذا، لم اتجاهلك في الغرفة عمدًا، أنا فقط لم اتحمل نظرات الوجع في عينيك، اقسم أنني ذهبت للمرحاض فقط حتى لا يظهر غضبي من نفسي امامك واخيفك"

كان ماركوس يتحدث دون توقف يفسر لها كل شيء، يقول أي كلمة فقط ليوقف تلك الدموع التي تهبط من عينها، لكن فيور لم تجب عليه وهي تبعد رأسها عن يده تنظر للجانب الآخر، رافضة أن تستمع له .

تألم ماركوس بقوة يدرك أنه أخطأ وبشدة هذه المرة، حتى وإن كان سيغضب فلم يكن يجب أن يتركها، تنفس بعنف ثم نهض من مكانه وهو يحملها بين ذراعيه .

صُدمت فيور من حمله لها، لتحاول أن تهبط من بين ذراعيه، لكنه لم يتح لها الفرصة وهو يخرج من الغرفة حاملًا إياها بين ذراعيه، لا يدري هل ما يفعله صحيح، لكنها محاولة بائسة من عقله الذي فقد رباطة جأشة بمجرد رؤية نظرتها التي تخبره صراحة أنها قد تتركه في أي لحظة، محاولة أخيرة لشخص يحاول التمسك بروحه التي تخرج من جسده .

هبط ماركوس الدرج حيث يجلس البعض في الاسفل كمارتن وجولي و هايز وآدم وغيرهم .
ترك فيور على أحد المقاعد، ثم نظر للجميع وانحنى أمامها تحت نظرات التعجب من المحيطين به، بينما هو لا يهتم البتة سوى بها هي فقط ..

" أخبرتك أنني لن اجثو امامك طالبًا لعفوك، لكنني افعلها طالبًا لحبك فيور وعفوك أيضًا إن أردتِ، وأمام الجميع أيضًا لا يهمني، لا اعبأ سوى بكِ، وإن أردتِ أن أطلب الصفح أمام الجميع أيضًا سأفعل فقط ....فقط لا تتركيني فأنا تعبت وعانيت الكثير، حتى وجد قلبي أخيرًا من يمنحها حبه، وأنا لستُ على استعداد لخسارة ذلك الشخص الذي اختاره قلبي متمردًا على قواعده، ليس بعدما حطمت قواعدي لاشلاء اخسرك فيور، أنتِ تطلبين المستحيل الآن، وأقسم إن لم تغفري لي الآن أنني سأحتجزك في غرفتي طوال الحياة واعتذر لكِ كل يوم عن خطأي الغبي حتى تغفري لي "

انتهى من كلماته التي قالها بقوة وأمام مرأى ومسمع الجميع وفيور التي توقفت دموعها عن الهبوط وهي ترمقه بصدمة، اعتدل ماركوس في جلسته على ركبتيه، ثم أمسك يديها بحب يقول برجاء :

" لكن لي طلب صغير فيور، هل يمكنني الزواج بكِ قبل سجنك في غرفتي ؟؟ اعني لاطلب منكِ الصفح براحة دون قيود "

اتسعت عين فيور بصدمة كبيرة من حديثه والجميع يسمع ما يقول، ابتلعت ريقها تحاول منعه من الحديث هكذا، تمد يدها لينهض فهي لا تقبل أن يجثو على ركبتيه أمام الجميع ويتوسل لها، ترفض هذا كليًا .
بينما أطلق آدم ضحكة عالية وهو يقول بسخرية :

" نعم هذا هو ناتج تربية مايك، وقح كأخيك 

ضحكت هايز باستخفاف :
" انظروا من يتحدث عن الوقاحة ؟!"

نظر لها آدم ببسمة وحاجب مرفوع وكأنه يقول لها ( حقًا ؟!)
لم يهتم ماركوس بكل من حوله وهو مازال يمسك يد فيور :

" ما رأيك فيور توافقين ؟! كوني زوجتي، أعلم أن الأمر صعب على فتاة بمثل برائتك ورقتك تلك أن تقترن بحقير وغد مثلي، لكن ماذا افعل وقد اختارك قلبي من بين الجميع "

سقطت دموع فيور أكثر وهي تنظر حولها للجميع، ثم عادت بنظرها لماركوس الذي نظر لها برجاء ألا ترفض، وكان رد فيور هو أنها ألقت بجسدها بين أحضانه بقوة ليسقط ماركوس ارضًا وهو يضمها بفزع واضعًا يده على رأسها، خوفًا أن تسقط وتتأذى، بينما فيور تردد في أذنه بلهفة وحب :
" اوافق ماركوس اوافق، لكن تذكر أنني مازلت غاضبة "

أنهت حديثها بحدة مضحكة، ليضمها ماركوس بقوة وصوت ضحكاته يرن صداه في المنزل بأكمله :

" لا بأس، أنا قادر على تبديد كل غضبك بطريقتي فيور اللصة "

ضربته فيور في صدره وهي تردد :

" إن كنت لصة فأنت قاتل ومجرم "
" لهذا نحن مناسبان لبعضنا البعض يا فتاة، سوف نتزوج ونحضر مجرم صغير لنكمل عصابتنا "
انهى حديثه يضمها بقوة وهو يبتسم براحة كبيرة، تحت أعين الجميع من بينهم جولي التي كانت تبكي تأثر وهي تضع رأسها على كتف مارتن، تمسح دموعها وانفها في ثيابه :

" انظر يا مارتن، انظر لذلك الحب الجميل، ليتني احصل على حب مثلهم "

استدار لها مارتن بملامح متشنجة ينظر لها تمسح أنفها بكل أريحية في ثيابه ليربت على شعرها بكل هدوء وحنان مرددًا بسخرية :
" عسى ربي يرزقك بحب كهذا عزيزتي "
ضمت جولي يده واضعة رأسها على كتفه بحب وهي تقول بسعادة لأجل فيور :

" نعم يا مارتن، اتمنى ذلك "
نظر لها مارتن وهو يتنهد بتعب مقبلًا رأسها بحنان ويده تضمها له، دون أن يقول كلمة أو يعقب على حديثها، فهو يعلم جيدًا حالاتها المزاجية، ويدرك جيدًا مقصدها.

وكما توقع بعد دقائق من انتهاء عرض ماركوس ورحيله مع فيور بكل حماس، اعتدلت جولي وهي تنظر له تقول ببراءة :
" مارتن أنا لم أقصد ما قلته منذ ثواني، أنت تعلم هذا صحيح ؟! أنا فقط تأثرت بعض الشيء بالأمر "

ابتسم لها مارتن وهو يهز رأسه لها بتفاهم:
" نعم حبيبتي اعلم ذلك "

ابتسمت جولي وهي تشكر القدر الذي اوقعها في طريق ذلك الرجل الحنون، الذي لم يغضب منها يومًا أو يبكيها، دفنت وجهها في أحضانه وهي تقول :
" اقسم لك مارتن أنني لم ولن اتمنى يومًا افضل من الحب الذي تمنحني إياه، ولو عاد بي الزمن للوراء وخُيرت بين حبك و العالم اكمله بكل ملذاته، سأختار حبك حتى لو عشت فيه لثواني معدودة فقط، يكفيني أن أرى نظرات عينيك لاتخلى عن حياتي بأكملها "

تأوه مارتن بحب وهو يقبل وجه جولي بحب ثم قال مرتبًا على وجنتها بحنان ولطف كبير :

" وكل الحب في قلبي لكِ بنية العينين، كيف لا وأنا كلما نظرت لعينك تسرب حبي مني دون شعور ودون تحكم مني ؟!"

سقطت دموع جولي وهي تضم خصر مارتن بقوة تنفجر في البكاء وهي تدفن رأسها في خصره، ليشكر مارتن رحيل آدم وهايز منذ ثواني .

" أنا أحبك كثيرًا مارتن، بل اعشقك، اقسم أنني يومًا لم أحب أحدًا مثلك، أنت هو الحب الذي لم أكن يومًا احلم بالحصول عليه "
ضمها مارتن برفق :

" ولِمَ البكاء الآن جولي ؟!"
" لأنني أحبك كثيرًا مارتن، أحبك كثيرًا، عالمي كله يتمثل بك وحدك "

ابتسم هو بحنان كبير مربتًا على ظهرها، ثم انحنى قليلًا يستند بذقنه على رأسها هامسًا بحب :
" ومارتن يعشقك بنية العينين، يعشقك ويهيم بكل تفاصيلك..."
تعليقات



×