رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم نداء علي

 



رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الواحد والثلاثون



تسمرت قدماها عندما رأت الزائر الغير منتظر على الإطلاق، هتفت بصوت تغلفه الصدمة

ماما نوارة، حضرتك هنا بتعملي ايه؟!

ابتسم فهد بعدما تقدم إلى الأمام قليلاً قائلاً

خبر إيه يا مرات ابني، نعاود عالصعيد يعني ولا إيه؟!

اقتربت بلهفة وخجل تحتضن نوارة

لأ أبدا، البيت بيتكم، انا اسفة بس متوقعتش ان حضرتك تيجي إسكندرية، أنا عارفة انك مبتخرجيش برة الصعيد، وبعدين يا بابا انت تشرف في أي وقت.

مسدت نوارة فوق راسها قائلة بصوت متعب

هنيچي لأغلى منك يا سما، الغيبة طَولت يابتي وچوزك مرضيش يجولنا إيه مزعلك، بس أني خابرة غلاتي عندك ومتوكدة إنك هتجوليلي وأنا هتصرف

قاطعتهم رحاب

مش معقول، يا الف مرحب يا ست الكل، إيه النور ده، احتضنت نوارة بود وسعادة واضحة تجلت في ملامحها الباسمة المشرقة، ابتعدت قليلاً عن نوارة وصافحت فهد الذي لم يحد ببصره عن نوارة قائلة نورت الدنيا يا فهد بيه، والله العظيم أنا مش قادرة اوصف فرحتي بالزيارة دي، اتفضلوا جوة.

تراجعت رحاب وأشارت إلى نوارة بالتقدم ولم تستطع هي الرفض فقد أرهقت من تلك الرحلة التي لم تكن لتقدم عليها لولا رغبتها في الصلح بين ابنها وزوجته.

التقطت نوارة أنفاسها وهدأت قليلاً، اقتربت منها رحاب قائلة

الغدا جاهز يا أم جاد، اتفضلوا

ابتسمت بلطف

ان شاء الله هناكل ونشرب وناخد سما في ايدنا واحنا مروحين، ولا ايه ياست سما؟!

ادمعت عينا سما ونكست رأسها دون إجابة، التفت فهد إلى نوارة ومال بجسده قائلاً

أنا عندي مشوار ضروري، هخلصه وارچعلكم، لو رايدة حاچة كلميني هچيلك طوالي.

ترك فهد المكان لكي يمنح سما حرية الحديث وقد اتفق مسبقاً مع نوارة على ذلك، استأذنت رحاب هي الأخرى وتركت سما ونوارة، أشارت نوارة بيدها قائلة :

تعالي يابتي اجعدي اهنه، هتفضلي بعيدة اكده، ولا زعلانة مني أني كمان؟!

أسرعت سما نحوها قائلة بصدق

مستحيل يا ماما نوارة، والله أبدا، من يوم ما دخلت بيتكم لحد ما.... امتنع لسانها عن نطق ما وقع بينها وبين سلمان من طلاق واختنقت بألم، تنهدت قليلاً لتكمل حديثها

لحد ما رجعت اسكندرية عمري ما زعلت من حضرتك، ربنا يباركلنا في عمرك .

ضمتها إلى صدرها بما لديها من قوة قائلة

الست ملهاش غير بيتها وچوزها يا سما، يمكن ابني زعلك وغلط، بس مين مبيغلطش يا جلبي، اخزي الشيطان وارچعي لدارك ومطرحك وضللي على عيالك.

أغمضت عيناها قائلة

ابنك مش عاوزني، بيعرف واحدة تانية ولما واجهته متحملش كلامي وطلقني.

انخرطت في نوبة من البكاء المرير وتركتها نوارة علها تفرغ ما بداخلها، تنهدت نوارة قائلة

وهو سلمان بعيد الشر بتاع الحاچات البطالة دي، ده عارف ربنا وعمره ما بص لبنية بصة عفشة، يجوم يعملها بعد ما اتچوز وخلف كمان.

سماء : أنا شفت كلام البنت بنفسي، بتقوله كلام أنا مراته وانكسف أقوله.

ابتسمت نوارة قائلة

ياحبيبتي وحدي الله وفكري اكده بهداوة، لو هو ناوي على غدر هيهمل تلفونه جدامك، يابتي انا ولادي التلاتة، استدركت بوجع لم تنتزعه السنوات، الله يرحمك ياحليمة ويحفظ اخواتك، ولادي لما يحبوا عمرهم ما يبيعوا ولا يغدروا، أنا چيتلك النهاردة وخابرة إنك بت أصول ومهتكسريش بخاطري وترچعيني الصعيد من غيرك، ولو على سلمان هشدلك ودانه واخليه يعرف مجامه، جولتي ايه؟! هتكسفيني ولا هتروحي مع أمك نوارة؟!.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

انتظرها لدي خروجها من الجامعة، شهقت هي بفزع بعدما اعترض سبيلها قائلة

بتعمل إيه هنا يا جواد، في حد حصله حاچة

جواد بإصرار

أنا چايلك يا سهيلة، رايد نتكلم بَعيد عن البيت

سهيلة : مفيش ما بينا كلام، امشي يا جواد لأن سفيان چاي دلوك

امتعض وجهه وتحدث ببغض

وهو چايلك ليه، وخالي عنده خبر بالغراميات دي ولا لاه

سهيلة ببرود

ملكش صالح، روح شوف شغلك بعيد عني واتكل على الله

جواد : انتِ كيف اتغيرتي اكده، ازاي تكلميني ببرود وكره اكده

سهيلة : أنا مبكرهش حد يا جواد، انت ليه مش رايد تفهم، احنا كبرنا والماضي كان وهم ولعب عيال

جواد : كدابة، انتِ لسة بتحبيني وأنا بحبك، خابر إني كنت غبي زمان وچرحتك بس وجتها كنا عيال و....

سهيلة : وحتى لو كلامك صحيح، مينفعش أنا مرتاحة مع سفيان، إنسان ناضج وناچح، وبيحبني وأنا مش عاوزة اكتر من اكده، مش لازم نفكر بجلوبنا ونتوچع، أحيانا التفكير الصح بيكون بعيد عن المشاعر.

التقط سفيان بعينيه طيف جواد فلاحقته ظنون الغيرة، تحرك صوبهم بخطي غاضبة إلى أن بات بمحاذاتهم فتمالك زمام أمره :

مساء الخير، چاهزة يا سيلا

لوى جواد فمه هامساً بصوت انثوي

سيلا، هي الست غيرت اسمها ولا إيه

رمقه سفيان بطرف عينيه قائلاً

آه، أهلا يا چواد، مش اسمك ده برده؟!

جواد بغيظ : چواد السياف يا ابن العچمي، التفت إلى سهيلة قائلاً

كلامنا مخلصش، سلام يا سيلا.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

رفرف فؤادها إليه وكأنها عصفور اعتصرته جدران الأسر سنوات وانطلق هارباً عندما مد إليه أحدهم يد العون، ابتسمت بسعادة عندما اقتربت منه وتهلل وجهه حين تأكد من تواجدها معه

مد يده قائلاً

مش قادر أصدق إنك قدامي، أخيراً يا شام

نظرت إليه بتوتر

أنا خايفة جوي، كان نفسي نحاول من تاني مع آثر، أنا خابرة إنه حنين وجلبه أبيض

امتعض وجهه وادعى الحزن

وانتِ مفكراني محاولتش، أنا كلمته مرة واتنين وعشرة وكل ده لأني بحبك ومتمسك بيكِ، احنا بنحب بعض والحب لا عيب ولا حرام وبالنسبة لمراتي هطلقها يبقى معترض ليه،؟!

ترددت قائلة

مش عارفة، بس...

اقترب ناظراً إليها بتقييم

مفيش بس، خليكي واثقة فيا، احنا نحطه قدام الأمر الواقع، بس فين شنطتك، معقول مجبتيش غير الشنطة الصغيرة دي.

اجابته ببراءة

أنا هملت كل حاچة، حتى الدهب، ده من تعب آثر وشجاه مججدرش اخد فلوسه

اندفع دون أن يعي أن وجهه الحقيقي قد ظهر لتلك المغيبة

إيه الغباء ده، بقى أنا بقولك هنتجوز ونفتح بيت وعامل حسابي تساعديني بدهبك، تروحي سيباله الجمل بما حمل وجاية مبسوطة بنفسك، اسمعي يا شام، تروحي جرى على شقتك هاتي اللي تقدري تجيبيه وياريت لو معاك ِ فلوس هاتيها يمكن نحتاجها، هتلاقي اخوكي لسه نايم، اقترب بخطوات ماكرة هامساً

أنا لو ظروفي كويسة عمري ما كنت هطلب منك حاجة بس ده وضع مؤقت، ماشي يا حبيبتي؟!

حركت رأسها دون اقتناع قائلة

حاضر، خليك واجف اهنه، أنا هروح بسرعة وارچعلك. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

عادت ادراجها بخيبة وانكسار ودموعها تسبقها بحثا عن بيتها الذي أرادت هجره وكادت أن تقع في بئر ملوث لا نجاة منه، استمع هو إلى وقع اقدامها فهرول كالمجنون نحوها قائلاً

شام، بت يا شام، انتِ زينة، كنتي فين في ساعة زي دي، أنا صحيت أصلي الفچر لجيت فرشتك باردة ودورت عنك في البيت والشارع كيه المچنون، ابتلع ريقه بصدمة عندما القت بجسدها إليه تعتذر بصوت متعب

آسفه ياخوي، سامحني يا آثر.

ابعدها عنه ناظراً إليها بشك وريبة

عملتي ايه تاني يا شام؟! جذبها إليه يعتصر ذراعه بقسوة قائلاً

كنتي مع مين دلوك يابت

نكست رأسها قائلة

هجولك يا آثر بس صدجني، أنا خلاص عرفت غلطي وتوبت لربنا وهسمع كلامك بس سامحني. 

.................................................. 

بعد قليل، ابتسم آثر وقد راوده إحساس جميل بالرضا، لقد عادت شقيقته من غفلتها وحفظها الله ولم يلوث شرفه، عادت إليه فلم تنكسر صلابته بل ازدادت بعودتها.

ضمها إليه مقبلاً جبينها قائلاً

ورچعتي ليه يا شام، مخدتيش الدهب والفلوس ومشيتي ليه؟!

تنهدت قائلة

تعبك وتحويشة عمرك هسرجها إياك، أنا من الاول كنت ناوية يوم ما اتچوز اخلع دهباتي واردهملك، تخطب وتتچوز بيهم، وبعدين ربك رايد يكشفه، لو شفت وشه لما ملجاش معايا حاچة كنت هتفهم كلامي، الدنيا طلع فيها ناس عفشة جوي يا آثر، أنا خايفة جوي.

أعلن عن قراره قائلاً 

أنا كلمت رحيم وطلبت منه يشوفلي شغل بعيد عن المكان اهنه، هنروح أي حتة تانية وتنسي الواد ابن الحرام ده خالص. 

شام بحزن : هتهمل شغلك وأصحابك عشاني 

آثر : اطمني أنا لا ليا اصحاب ولا يحزنون والشغل هيتعوض، المهم تبجي مبسوطة. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

مال فؤادها لحديث نوارة وكلماتها الراقية وكادت أن تعلن استسلامها إلى أن اتاها رسالة بدلت حالها، ادعت الجدية وهبت واقفة فتعجبت نوارة قائلة 

رايحة فين يابتي

اعتذرت سماء قائلة 

بستأذن حضرتك، عندي مشوار مهم، ربع ساعة وهكون عندكم، حضرتك قومي ارتاحي وأنا هخلص وارجعلك

نوارة : ربنا معاكِ ، هجوم أصلي العصر جبل ما يأذن المغرب وانتِ خلصي شغلك وتعالي. 

هرولت سماء ورأسها يكاد أن تفتك به الظنون، لقد أُرسلت إليها عدة صور لسلمان وإلى جواره فتاة فاتنة ماكرة العينين، ادمعت عيناها وقالت بتمني 

اوعى يا سلمان مش هتحمل أشوف حاجة تكسرني اكتر من كده، توجهت إلى المشفى وأسرعت نحو مكتبه إلى أن استمعت إلى صوته يقول 

اكده تمام يا دكتورة شيرين، هننتظر وصول الأجهزة الطبية الچديدة ونعلن عن فرع المستشفى الاستثماري 

كانت هي هائمة بملامحه الوسيمة لا تدرك ما يقول، تناست هدفها الذي أتت من أجله ووقعت في أسر هواه، 

مالت بجذعها تستنشق عبيره باستمتاع فتراجع إلى الوراء قائلاً :

خبر إيه يا دكتورة، في حاچة؟

تنحنحت بحرج قائلة

دكتور سلمان حضرتك بتتعامل معايا بحدة كده ليه، على فكرة بقى أنا عارفة انك فاهم مشاعري ناحيتك بس مش لاقية مبرر لرفضك. 

سلمان بثبات : أرفض ايه يا ست انتِ، أنا راچل متچوز وبحب مراتي وبيتي ومفيش ست غيرها تملي عيني. 

اقتربت منه بغيظ قائلة :

مش مناسبة ليك، الكل بيقول انها ممرضة بسيطة لا من مقامك ولا مستواك، أنا حقيقي مش....

سلمان : انتِ تكتمي، هتنسي نفسك إياك، انتِ مفكراني عبيط يابت انتِ، أنا خابر مين اللي بعتك وياريت تروحيله تبلغيه إن المرة الچاية هدخله السچن مهيخرچش واصل، جوليله يا اسماعيل المرة اللي فاتت اتنازلت عن المحضر بعد ما أمك الله يرحمها چاتلنا واترجتنا نخرچك بس المرة دية مفيش حد هيرحمك، وانتِ خلاص مهمتك انتهت، كان باعتك لهدف والهدف متمش، تجدري تاخدي حسابك وتمشي.


تعليقات



×