رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثانى 2 بقلم ميمي عوالى

 

رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثانى بقلم ميمي عوالى



مر الاسبوعان سريعا ، و بعثت فاطمة السيارة الى منزل زهرة لاصطحابها الى الفيلا ، لتبدأ اولى ايامها بعملها الجديد و الذى تفاجئت فيه بفاطمة و هى تحدد لها راتبا لم تحلم به قط ، و بانها قد تستطيع من خلاله انقاذ امها بعد عدة اشهر قليلة☺️
لتقدم لها جزيل الامتنان و خاصة بعد ان وجدت فاطمة بالفعل تقدم لها مبلغا يعادل نصف راتبها مقدما فقالت بخجل : انا مش عارفة اقول ايه لحضرتك ، انا متشكرة جدا ، بس انا معايا فلوس الحمدلله و مش محتاجة سلفة و لا حاجة 
فاطمة : الفلوس دى مش سلفة 
زهرة بدهشة : اومال دول ايه
فاطمة : انا عاوزاكى تنزلى تجيبى لنفسك لبس ، ماتزعليش منى ، بس مش حابة انك على طول لابسة اسود بالشكل ده ، و كمان عشان نفسية همس 
زهرة بحرج و هى تعبث بملابسها : ايوة بس .. 
فاطمة : انا فاهمة انك متدارية فيه عشان ظروفك ، بس انا متكفله بمظهرك طول ما انتى مع همس .. اتفقنا
لتومئ زهرة رأسها بالموافقة ، لتسمع فاطمة تقول : طبعا من ساعة الإجازة ما ابتدت و همس بتاخد راحتها فى النوم ، تعالى معايا اما نطلع نصحيها ، و بالمرة اعرفك على والدها 
زهرة بعملية شديدة : تحت امر حضرتك 
لتتبعها الى الاعلى لتجدها دقت على احد الابواب لتسمع صوتا ذكوريا من الداخل يقول : ادخل
لتدلف فاطمة الى الداخل بينما تنتظر زهرة ان يؤذن لها بالدخول بعد ان قالت لها فاطمة بخفوت .. استنينى بس دقيقتين  
و بعد ثوان قليلة تسمع فاطمة تقول : الميس بتاعة همس برة و قلت اجيبها لك تشوفها 
يونس باعتراض : مالوش لزوم يا ماما ، انتى اتعاملى معاها 
فاطمة : يا ابنى لازم تشوفها و تتكلم معاها ، مهما ان كان دى هتبقى مسئولة عن بنتك طول الوقت ، مش يمكن ماتعجبكش
يونس : و هو انا هاجى دلوقتى اقول تعجبني و اللا ماتعجبنيش يا ماما بعد ما خلاص اتفقتى معاها و وصلت كمان
فاطمة : ااه و ايه يعنى ، انت بيبقى ليك نظرة فى الناس اكتر منى ، و بعدين لو لقيتك ارتحتلها زيى ، اقدر اتحرك من البيت و انا متطمنة عليك انها موجودة و هتاخد بالها منك و من البنت
يونس بتنهيدة : يعنى عاوزة ايه يا ماما 
فاطمة : ماقلتلك .. عاوزاك تقابلها 
يونس بقلة حيلة : ماشى يا ماما ، هاتيها اشوفها
فاطمة : ثوانى هندهلها من برة
لتتقدم فاطمة من الباب و تشير لزهرة التى كانت شاردة بحديث فاطمة .. بالدخول ، لتتقدم زهرة بحذر و هى تنظر ارضا ، و ما ان دلفت الى الداخل حتى قالت بصوت هادئ : صباح الخير 
لينظر اليها يونس بعدم اهتمام فى البداية ، و لكنه ما ان دقق بملامح وجهها حتى نظر الى والدته التى كانت تراقب نظراته ، فاخذ يدير عينيه ما بين امه و بين زهرة التى اعتقدت انه لم يسمع تحيتها لتحمحم بصوتها و تلقى التحية مرة اخرى ، فتقول فاطمة : صباح الخير يابنتى ، ما ترد الصباح يا يونس ، ميس زهرة بتصبح عليك 
يونس ببعض اللجلجة : صباح الخير ، انتى اسمك زهرة 
زهرة بوجل : ايوة 
يونس : اقعدى يا زهرة 
زهرة بتردد : مش مشكلة انا كويسة كده
فاطمة : اقعدى يا زهرة زى ما قالك .. و شوفى هيقول لك ايه
زهرة بقلة حيلة : حاضر ، و جلست بمقعد الى جوار الفراش الطبى المخصص له ، فقال لها يونس بفضول : انتى منين 
زهرة : انا ساكنة فى الحوامدية 
يونس : الحوامدية
زهرة : ايوة
يونس : و يا ترى مولودة فين .. فى الحوامدية برضة 
زهرة باستغراب : ايوة 
ليصمت يونس لبعض الوقت و هو ينظر اليها بتركيز شديد فتحمحم فاطمة و تقول : انا هاخد زهرة لهمس بقى يا يونس و هرجعلك تانى 
يونس بعدم تركيز : ماشى 
لتنهض زهرة مستأذنة من يونس و تخرج خلف فاطمة التى اوصلتها لغرفة همس ، و دخلت معها حتى ازاحت الستائر بعيدا عن النافذة و قالت بابتسامة : اهى همس قدامك اهى و ليكى مطلق الحرية فى الطريقة اللى هتتعاملى بيها معاها 
و دادة زينب تحت فى المطبخ .. اول ماتحبوا تاكلوا او تشربوا حاجة اطلبوا منها على طول و عاوزاكى تتعاملى براحتك خالص 
زهرة : تمام .. شكرا
فاطمة : هقولهالك تانى .. عاوزاكى تتعاملى باريحية و اعتبرى نفسك فى بيتك و ماتتكسفيش .. اتفقنا 
زهرة بامتنان : اتفقتا .. انا متشكرة اوى 
فاطمة و هى تنجه للخارج : هسيبكم انا بقى 
لتقترب زهرة من الفراش و تجلس الى جوار همس و تربت على راسها بحنان و تقول : همس .. هموسة 
لتفتح الصغيرة عينيها بكسل و عدم انتباه لتقول زهرة : ينفع اجى الاقيكى لسه نايمة 
لتعتدل همس سريعا و هى تقول بفرح : ميس زهرة .. انتى جيتى امتى 
زهرة : يووووه .. ده انا جيت من بدرى خالص
همس : انتى هتقعدى معايا كتير مش كده
زهرة : ايوة كده ، بس عاوزين نصحصح كده و نغير هدومنا و نسرح شعرنا عشان تفطرى و اللا ايه
همس : افطرى معايا 
زهرة : هاكل معاكى سندوتش صغير عشان انا فطرت فى البيت ، بس اوعدك انى من بكرة ان شاء الله مش هفطر فى البيت و هاجى افطر معاكى ، بس بشرط
همس بفضول : ايه 
زهرة : تصحى بدرى عشان انا ببقى جعانة اوى .. اتفقنا 
همس بحماس : اتفقنا 
اما بغرفة يونس ، فعادت اليه فاطمة و اغلقت خلفها الباب و جلست الى جواره و قالت بترصد : ايه رأيك فى الميس بتاعة همس 
يونس و معالم الدهشة تعتلى ملامحه : انتى لقيتيها فين
فاطمة ضاحكة : فى البخت ، هكون لقيتها فين يعنى يا ابنى ، بتشتغل فى المدرسة بتاعة همس
يونس بتردد : ما لاحظتيش الشبه اللى بينهم
فاطمة و هى تتصنع عدم الفهم : بين مين و مين
يونس بامتعاض : ماما .. انا فهمت انتى كنتى مصممة انى اقابلها ليه
فاطمة : مانا قلتلك عشان تقوللى رايك
يونس بسخرية : و هو انتى اديتينى فرصة اعرف منها حاجة 
فاطمة ضاحكة : مانا لقيتك بلمت ، فخدتها و خرجت
يونس : كنتى جايبهالى عشان كده .. صح 
فاطمة بانكار : عشان كده ايه بس اللى انت بتقوله ده 
يونس : هى فين دلوقتى 
فاطمة : سيبتها مع همس ، يتعاملوا بقى سوا و همس كمان فرحانة بيها و بتحبها 
يونس : سألتى عنها 
فاطمة : ايوة ، خليت محمد وصلها و سال عليها و عرفت عنها ظروفها كلها تقريبا ، و الحقيقة نفس الكلام اللى هى بنفسها حكيتهولى 
يونس : و عرفتى ايه
لتقص عليه فاطمة كل ما علمته عن حياة زهرة ، فيقول يونس : غريبة ، بس برضة فيها شبه كبير اوى من نور الله يرحمها .. مش كده
فاطمة بتفكير : يمكن صح ، بس الحقيقة هى تشبه اكتر لحد تانى كنت اعرفه زمان
يونس : حد مين ده
فاطمة : حد ماتوعالوش اصلا ، ثم استطردت قائلة بتذكر .. على فكرة .. زكريا و مراته و مريم و جوزها جايين لنا يوم الجمعة ان شاء الله 
يونس : خير .. مريم و جوزها جايين زيارة و اللا فى حاجة 
فاطمة : الولاد اخدوا الاجازة و الكل فضى ، قلتلهم تعالوا قضوا معانا اليوم 
يونس بتهكم : انتى اللى عزمتيهم يعنى 
فاطمة : ايوة ، و كمان …
يونس بفضول : كمان ايه  ، فى ايه 
فاطمة : سوزان اخت نور 
يونس بانتباه : مالها سوزان
فاطمة : كلمتنى و كانت بتسلم و قالت انها يمكن تنزل اجازة قريب 
يونس : امتى يعنى .. ما قالتش
فاطمة : لا .. ماحددتش .. قالت قريب و بس
يونس : تيجى تنور 
كانت حالة همس النفسية تدل على اعتدال مزاجها ، و كان واصحا للعيان سعادتها الشديدة بصحبة زهرة التى قد وضعت جدولا لايام الاسبوع دون ان يشابه احدى الايام يوما اخر ، مما جعل همس تستمتع بيومها دون ان تشعر باى ملل يذكر 
حتى حان موعد انصراف زهرة بعد انتهاء موعد عملها من يوم الخميس ، فذهبت تبحث عن فاطمة لابلاغها قبل ان تغادر ، فوجدتها بغرفة يونس .. لتطلب من همس ان تخبرها بانها تقف بخارج الغرفة ، لتعود لها همس بعد ثوان قليلة لتطلب منها الدلوف الى جدتها بغرفة ابيها ، و عندما تقدمت زهرة الى الداخل .. وجدت فاطمة تجلس الى جوار فراش يونس و هى تصع بعض الكمادات على راسه و قدميه و تقول بحزن : معلش يا بنتى ، مش هينفع اسيبه و اخرجلك
زهرة باهتمام : الف سلامة عليه ، ماله
فاطمة و هى تزيل الكمادات و تضع اخرى غيرها : الحمى مسكاه من الصبح .. جتته قايدة نار
لتتقدم منها زهرة و تقول باهتمام : طب و الدكتور ماقالش السخونية دى سببها ايه 
فاطمة : فى حقنة بياخدها مرة فى الشهر .. هى اللى بتعمل فيه كده كل ما ياخدها
زهرة : طب ليها علاج او حاجة تنزل الحرارة دى 
فاطمة و هى تشير الى زجاجة من المحلول الطبى الموصل بيونس : اهو الخافض فى المحلول و قرب يخلص ، بس لسه الحرارة مانزلتش
زهرة : حضرتك ممكن تحطيله الكمادات دى عند رقبته و كفوف ايديه
فاطمة بتعب : بحاول اهو بس مش ملاحقه 
زهرة : تسمحيلى اساعدك
لتنظر اليها فاطمة بامتنان و اجهاد و تقول : مش هأخرك ، معاد مرواحك جه
زهرة و هى تتناول بعض الكمادات و تقربها من كفى يونس : مش مشكلة .. ماحدش هيقلق عليا
فاطمة : طب يا ترى ممكن اسيبك معاه عشر دقايق بس ، احسن انا لسه لحد دلوقتى ما صليتش العصر
زهرة : يا خبر .. اتفضلى طبعا .. و ماتقلقيش عليه مش هسيبه لحد ما ترجعى 
ثم نظرت زهرة لهمس التى كانت تتابع حديثهما و قالت لها : هموسة .. ممكن تروحى لدادة تخليها تديكى تلج و خل
همس و هى تسرع الى الخارج : حاضر 
لتداوم زهرة على تغيير الكمادات ليونس على فترات متقاربة جدا دون الانتظار لتغيير درجة حرارة الكمادات مع استخدام اماكن اكثر تأثيرا على خفض الحرارة ، فكانت تصع الكمادات حول عنقه و على قدميه و يديه الى جانب راسه و وجهه ، ليساعدها ذلك على خفض درجة حرارة يونس بضع درجات قليلة ، و عند عودة فاطمة قالت بانشراح و هى تجس كفى يونس و وجهه : الحمدلله ، الحرارة ابتدت تهدى شوية ، تسلم ايديكى يا بنتى ، تعبتك معايا
زهرة و هى تقرأ درجة حرارة يونس من الترمومتر : انا ماعملتش حاجة ، ثم لسه برضة الحرارة مارجعتش لمعدلها الطبيعى ، لسه تمانية و تلاتين
فاطمة : كنا فين و بقينا فين ، ده كده رضا اوى 
زهرة : يعنى نوقف الكمادات
فاطمة : لأ .. خلينا زى ما احنا لحد ما يفوق كده شوية و يفتح عينيه
لترى يونس يفتح جفنيه ببعض الثقل و هو يدير عينيه بالمكان لتقع عينيه على زهرة و هي تضع يدها بالكمادات على راسه و تنظر اليه بفضول ، لتنتفض على كف يونس و هو يمد يده بثقل و يمسك كفها و يقول باعياء : نوووور .. كنتى فين ، ارجعى 
و قبل ان تستفيق زهرة من رجفتها ، تجده قد اغمض عينيه مرة اخرى و تسقط يده الى جواره باستكانة 
لتعاود زهرة على وضع الكمادات و تغييرها رغم ارتباكها مما حدث ، و ما زاد من ارتباكها سماعها لهمس تقول لجدتها : بابا فكر ميس زهرة تبقى ماما 
و لكنها وجدت فاطمة صامتة لا تعلق بشئ
لتستمر زهرة بمساعدة فاطمة حتى شعرا ان درجة حرارة يونس قد استقرت و عادت الى معدلها الطبيعى ، لتتنهد فاطمة براحة و هى تقول : الف حمد و شكر ليك يارب 
و لكن بعد مرور ربع الساعة ، يفتح يونس عينيه مرة اخرى و لكن ببعض التركيز و هو يدير عينيه بالوجوه من حوله و كأنه يتسائل عن ما حدث ، و لكنه قبل ان يتحدث .. ينتبه الى صوت والدته و هى تقول : حمدالله على السلامة يا حبيبى 
ليدير عينيه اتجاه والدته و يقول بصوت اجش : الله يسلمك .. ايه اللى حصل
فاطمة : الحقنة المرة دى كانت شديدة اوى يا يونس ، حرارتك يا ابنى ماكانتش عاوزة تنزل خالص ، لولا زهرة الله يباركلها .. هى اللى فضلت معاك لحد ما الحرارة نزلت و بقت تمام 
يونس و هو ينظر لزهرة بعدم تركيز : كتر خيرها 
زهرة : انا ماعملتش حاجة .. الف سلامة على حضرتك 
يونس : الله يسلمك
زهرة : تسمحيلى انا يا فاطمة هانم ، و اللا محتاجانى فى اى حاجة تانية
فاطمة : كتر خيرك يا بنتى ، بس الوقت اتأخر اوى عليكى النهاردة ، ماتخليكى بايتة الليلة دى مع همس
همس بتشبث : ااه يا ميس .. عشان خاطرى ، خليكى و باتى معايا
زهرة باحراج : مش هينفع ، حضرتك الوقت لسه ما اتاخرش اوى و لا حاجة 
فاطمة : يابنتى الساعة بقت تمانية ، و على ما تروحى فيها ساعتين على ما فهمت من محمد ، و انتى وعدتينى انك جاية بكرة .. يبقى ليه بقى الشحططة دى ، خليكى مع همس الليلة دى بس عشان العطلة اللى حصلت دى ، و اوعدك انى مش هضغط عليكى مرة تانية 
همس بتشبث : عشان خاطرى باتى معايا يا ميس .. عشان خاطري 
زهرة بعدم راحة : بس حاجتى و هدومى
فاطمة : انا هتصرف ماتقلقيش ، و اهى ليلة و تعدى
زهرة بقلة حيلة : اللى حضرتك تشوفيه
فاطمة : خلاص روحى دلوقتى مع همس و انا شوية كده و هحصلكم 
و بعد انصراف زهرة و همس .. التفتت فاطمة ليونس و قالت : ها يا حبيبى .. حاسس انك كويس دلوقتى 
يونس و هو مغمض العين : عندى صداع جامد اوى 
فاطمة : هروح اجيبلك حاجة خفيفة تاكلها و اديك المسكن بتاعك 
و بعد مرور ما يقرب من الساعة ، تذهب فاطمة الى غرفة همس ، لتدلف الى الداخل و هى تحمل بيدها حقيبة صغيرة و تقول باعتذار : انا مش عاوزاكى تزعلى منى عشان عطلتك عن المرواح ، بس حسيت ان كده مرمطة عليكى ، الوقت اللى هتقضيه فى السكة تقدرى تاكلى و تنامى كمان فيه 
زهرة : انا مش زعلانة و لا حاجة و مقدرة قلقك عليا كمان ، انا بس كنت المفروض هعدى على المحامى عشان اطلب منه يعمللى طلب بزيارة ماما
فاطمة : طب ماتكلميه فى التليفون
زهرة : لا خلاص مش مشكلة .. بكرة ان شاء الله اعدى عليه و انا مروحة و اقول له
فاطمة بدهشة : يا بنتى ماتكلميه و تقوليله
زهرة باحراج : اصله ماعندوش مكتب بالمعنى الحرفى ، فبيبقى قاعد على القهوة اللى جنب البيت ، و لما حد بيكلمه فى التليفون الشارع كله بيسمع الحكاية
لتضحك فاطمة بشدة ، ثم تقول باعتذار : حقك عليا يا بنتى ، انا ما اقصدش ابدا اضحك ، بس تخيلت الموقف
زهرة بابتسامة : هو الموقف فعلا يضحك
فاطمة : عموما الشنطة دى فيها لبس بيت و خروج اعتقد هييجى على مقاسك ، قضى بيهم الليلة دى و بكرة ، و ان شاء الله كله يبقى تمام
زهرة بامتنان : متشكرة اوى 
فاطمة : انا قلت لزينب تحضر لكم عشا و عصير و تجيبهولكم بدل ماتنزلوا و تطلعوا من تانى ، و انا هروح بقى على اوضتى اصلى العشا و انام ، احسن انا النهاردة هلكت على الاخر .. محتاجين منى حاجة
زهرة : شكرا 
همس : هو تولين و رامى جايين بكرة امتى يا تيتا
فاطمة : مش عارفة يا همس ، بس المفروض انهم هيتغدوا معانا 
لتلتفت همس الى زهرة قائلة : انتى هتفضلى معايا مش كده
زهرة : ان شاء الله يا حبيبتى لحد معادى ان شاء الله 
فاطمة : ياللا تصبحوا على خير
زهرة و همس : و حضرتك من اهله
فى الصباح .. لاحظت زهرة ان المنزل يمتلئ بالحركة ، فكان هناك اكثر من خادمة تنظف و ترتب ، و ايصا اكثر من خادمة تساعد زينب فى اعداد الطعام و تجهيزه للغداء 
و عندما دخلت زهرة بصحبة همس الى المطبخ و القت تحية الصباح ، ردت زينب التحية بود ثم قالت بعجل : معلش بقى يا ميس زهرة ، الدنيا النهاردة مكهربة ، انا حضرتلكم الفطار من بدرى قبل ما ايدى تنشغل بزيادة و حطيتهولكم فى الحافظة 
زهرة : تسلم ايديكى يا دادة .. كتر خيرك ، و لو عاوزة حاجة انا ممكن اساعدك
زينب : يا خبر يا بنتى .. كتر خيرك ، انتى و الله كلك ذوق ، احنا كلنا اهو شغالين بس على الله فى الاخر نعجب 
لتفضل زهرة عدم التعليق و تتجه الى الحافظة لتفتحها و تشير الى همس لتجلس الى جوارها و تبدأن فى تناول افطارهما ، لتدخل عليهم فاطمة بعد قليل و هى تقول بهدوء : ايه الاخبار يا زينب
زينب بامتعاض : كله تمام و زى الفل ، بس طبعا بالنسبة لنا احنا 🙄
فاطمة ضاحكة : ان شاء الله هيبقى زى الفل بالنسبة للكل ماتقلقيش
زينب بتهكم : و انتى تعرفى عنى انى بقلق برضة ، انتى تمضيلى على يومين اجازة اول الاكل ما يخلص
لتضحك فاطمة بشدة و هى تقول : ايوة صح .. انتى ما بتقلقيش خالص
كانت زهرة تنظر اليهما بفضول صامت و لكنها لمحت همس و ملامح وجهها متكدرة فقالت لها بفضول : ايه يا هموسة .. مالك كده
همس بوجه عابس : انا مش بحب طنط ماجى و لا عمتو مريم 
فاطمة بشهقة ناكرة : عيب يا همس ، ازاى تقولى كده
همس : هم كمان مش بيحبونى يا تيتا 
فاطمة : ازاى بقى الكلام ده ، دول بيحبوكى خالص
همس و هى تعد على اصابعها الصغيرة : مش بيخلونى العب مع تولين ورامى ، و مش بيخلونى اكلم زين ، و على طول عمتو تقوللى انتى كبيرة و هم صغيرين ماينفعش تلعبى معاهم ، و طنط ماجى كمان كل ما تيجى تقوللى انتى مابتقعديش فى اوضتك ليه بعيد عن الكبار 
لتتبادل فاطمة النظرات بينها و بين زهرة و كأنها تطلب منها المساعدة ، فتقول زهرة و هى تربت على راس همس : مش احنا فى المدرسة يا هموسة بنخليكم بعيد عن الولاد بتوع كى جى عشان انتم كبار عنهم و ممكن تخبطوهم من غير ما تقصدوا 
همس : ااه
زهرة : و كمان بنبعد الولاد الكبار عنكم عشان برضة مايخبطوش فيكم و هم بيلعبوا من غير ماياخدوا بالهم .. صح 
همس : ايوة
زهرة : طب هو احنا كده فى المدرسة مش بنحبكم ، بالعكس ، احنا بنحبكم اوى و عشان كده خايفين عليكم
همس : لا يا ميس ، انتو فى المدرسة مش بتزعقوا غير للولاد الوحشين اللى مش بيسمعوا الكلام ، انما عمتو مريم و طنط ماجى على طول بيزعقولى 
فاطمة بذهول : يا بنتى انا ماباشوفش الكلام ده خالص
همس : ماهو عشان مابيعملوش كده قدامك ، و عشان كده بقيت على طول اقعد فى اوضتى لما بييجوا ، و لما بتندهيلى بفصل قاعدة جنبك لحد ما عمتو ترجع تقوللى اطلعى اوضتك 
ليبدو التكدير على ملامح فاطمة و كأنها انتبهت لحقيقة مؤلمة لم تنتبه إليها قبلا ، و لكنها حاولت السيطرة على هدوئها و قالت : حبيبتى .. الفيلا دى بتاعة بابا .. يعنى بتاعتك ، يعنى تقدرى تقعدى فى المكان اللى تحبيه وقت ما تحبى
لتتدخل زهرة قائلة : بس طبعا بموافقة بابا و تيتا يا هموسة 
فاطمة بموافقة : بالظبط كده زى ما قالت لك ميس زهرة .. اتفقنا 
همس : ماشى 
لتمر بعض السويعات و كل منشغل بما لديه ، و كانت زهرة تجلس مع همس بالحديقة تلهوان معا بالصلصال ، حتى سمعوا نفير سيارة تقترب من الباب الخارجى من الفيلا ، ثم وجدوا شخصا ما يدلف من الباب لتقول همس بخفوت : عمتو مريم وصلت 
لتنظر زهرة الى الباب لتجد رجلا على مشارف الاربعينات يدلف من الباب و خلفه امرأة تقاربه فى العمر و من امامهما صبيان احدهما يقترب من عمر همس ، و الاخر يصغره بعامين او ثلاث 
و اثناء نظر زهرة  الى مريم و زوجها ، و جدتهما ينظران اليها بتركيز و هما يتهامسان فيما بينهما  ، ثم قالت مريم بصوت مسموع : ايه يا همس ، مش هتيجى تسلمى علينا 
لتتقدم منهم همس و تقف امامهم دون مصافحتهم و تقول : ازيك يا عمتو .. ازيك يا عمو حاتم
مريم : مين اللى معاكى دى
همس : دى ميس زهرة ، الميس بتاعتى فى المدرسة 
مريم بامتعاض ساخر : الميس بتاعتك  ، انتى سقطتى و اللا جيبتى ملحق و اللا ايه حكايتك
همس بغيظ مكبوت و دموعها تهدد بالسقوط : انا نجحت و طلعت التانية على المدرسة 
مريم بسخرية : بامارة الميس اللى قاعدة معاكى 
حاتم : ياللا يا مريم .. و ابقى اسألى مامتك ، ياللا يا رامى خد زين و ادخلوا عند تيتا 
لتتركهم همس و تعود الى مجلسها جانب زهرة و هى تكبت بكائها ، فتمسك زهرة باحدى الدمى التى شكلتها همس على هيئة سيارة و قالت مداعبة اياها : ايه يا همس .. العربية دى هنركنها و اللا نشغلها اوبر و اللا ايه
همس بحزن : انا نجحت فى المدرسة يا ميس زهرة مش كده
زهرة : طبعا يا حبيبتى كده ، ده انتى كمان طلعتى التانية 
همس : طب ليه عمتو مش مصدقانى 
زهرة : هى بس بتهزر معاكى ، بس هى اللى طريقتها كده فى الكلام .. اوعى تزعلى 
ليمر بعض الوقت لينتبهو على شخص آخر و هو يدلف من البوابة و يقول بصوت عالى : مين حبيبة عمو زكريا
لتسرع همس الى زكريا و تلقى بنفسها بين ذراعيه و تقول : وحشتنى يا عمو
لتدخل زوجة زكريا من خلفه و ما ان وقع بصرها على زهرة الا وقالت : مين اللى قاعدة دى ، شكلها مش غريب عليا ابدا .. حاسة انى شفتها قبل كده 🙄
 

تعليقات



×