رواية قلوب من نار الفصل الثاني
عندما علم ياسين أن حور أخبرت صباح بطبيعة علاقتهم، صفعة قوية منه كانت عقاب لها.
وضعت يدها مكان الصفعة و بكت بصمت.
ياسين بغضب: ايه اللي أنتي عامله فى نفسك ده انتي نسيتي انا قولت ايه امبارح.
قالت بدموع: ياسين أنا.
قاطع حديثها و هو يصرخ: أنتي ايه ، انتي ازاى رخيصه كده فكره لما تعملي كده ابص ليكي انتي عارفه اني بحب ريم وعمري ما اقبل واحده مكانها فاهمة، و قولت امبارح نتصرف طبيعي ، بس انتي قولتي ل امي فاكرة بكده افكر فيكي و اقبلك، آخر مرة أحذرك انتي مش مراتي ، انتي حور بنت خالتي اللي زي اختي و بس مش عايز اكلم في الموضوع تاني.
أومأت رأسها بالموافقة و هي تبكي.
ودخل الحمام
بتمر الأيام والشهور و هي تحاول تعويض أحمد وريم عن فقدان الام لانها تشعر بيهم.
وفعلا تقبلها الاطفال و أصبحوا يقولوا لها ماما.
أما علاقتها و هي ياسين لم تتغير شي، تغير شيئا واحد أن حور احببت ياسين، و تحلم باليوم الذي يبادلها نفس الشعور، لكن هي عاشق لريم.
هي تعيش في هذا المنزل حياة سعيدة، تملك أب و أم و اخوات و اولاد لكن ليس لديها حبيب أو زوج.
ومر سنتين على زواجهما ويبقي الحال على ما هو عليا
****************
نزلت دموعها و هي تتذكر السنوات الماضية، أزالت دموعها و هبطت إلى الاسفل لتحضير الطعام.
في المطبخ
قالت إيمان : كل ده تأخير تعملي ايه فوق.
قالت بهدوء: مفيش حاجه.
قالت إسراء: مش وقت كلام خلينا نخلص الغداء زمانهم على وصول.
قالت أيمان بتذمر: و الله أنا زهقت طويل اليوم شغل البيت فطار بعدين ترتيب البيت بعدين الغداء بعدين ترتيب المطبخ و و العشاء ايه انا تعبت.
قالت إسراء: الحمد لله أحنا تلاتة ، اومال ريم الله يرحمها كانت تعمل كل ده لوحدها و كمان هي بنت المدينة.
قالت حور: فعلا و كانت جميلة و طيبة و الله عنده حق ياسين يفضل يحبها لحد دلوقتي.
نظرت إيمان إلى إسراء بعتاب قالت لتغير الموضوع: خلينا نكمل لحد ما يوصلوا و لما يسألوا فين الاكل ابقوا اتكلموا أنتم.
و بالفعل عند رؤية الساعة بدأت الفتيات تحضير الطعام ، لكن هي قلبها و عقلها مشغول.
*********************
بعد انتهاء اليوم المتعب.
فى الغرفة
تجلس على الفراش تتصفح الهاتف.
ويجلس ياسين على الأريكة يعمل على اللاب توب
فى هذه الغرفه الكلام بينها وبين ياسين ليس قليل بل معدوم ، لم يتحدث معها بحرف يمكنها معرفة عدد الكلمات التي قاله ياسين لها منذ الزواج.
دق الباب
ياسين : مين
ريم من خلف الباب: أنا
نهض ياسين سريعاً فتح الباب وحمل ريم التي نسخه مصغره من أمها فى الاسم والشبه.
ياسين بحنيه: حبيت بابا مالها
ريم بدموع: فرح نامت وأنا مش عارفه أنام.
ياسين بحنيه: والقمر مش عارف ينام ليه.
نظرت الى حور و قالت بدموع: عايزه أنام مع ماما.
نزلت ريم من حضن ياسين و ركضت على حور و حضنتها.
حور بحب: حبيت قلب ماما من جوه.
ريم بدلع: ماما عايزه أنام معاكي.
حور بحب: يسعدني أن ريم هانم تنام معي.
و سألت : تحبي أحكي حدوته ايه.
اختارت ريم حدوته وبدأت حور فى الحكايه بتغير صوتها
أبتسم ياسين وذهب لينام
نامت ريم فى المنتصف على ظهرها
و مسكت ايد حور وايد ياسين و
تلمست يد ياسين وحور وهذا ايضا يحدث قليل جدا لان ياسين دائما يبتعد عن حور
شعرت حور بالرعشه من لمسة ياسين.
أما ياسين كان عصبي جدا ولا يريد أن يغضب ريم لذا ظل يمسك يد حور
*****************
فى الصباح
تفعل الاسره الروتين اليومي
لكن حور قررت تفعل شيئاً ممنوع و هو تحضير طعام معين ، طلب ياسين أن لا يطهي في المنزل مرة أخرى ، لأنه كان الطعام المفضل لريم.
****************
يجلس الجميع على السفرة. عندما رؤية الطعام توتر الجميع لأنهم يعلمون أن ردة فعل ياسين لم تكون جيدة.
جاء ياسين ، قبل أن يجلس ، نظر إلى الطعام بصدمة و عصبية، لم يسأل من فعل ذلك، هو يعلم أنها هي لم تستطيع إيمان او إسراء فعل هذا الشئ.
قالت صباح بهدوء: اسمع ياسين.
لم يجيب عليها و صرخ : حور، أنتي يا غبية.
جاءت تركض من المطبخ و هي تعلم أنها أخطأت.
سأل بهدوء و هو يعلم الاجابة : مين اللي عمل الاكل دي.
حور بتوتر: أنا أصل
لم ينتظر اجابتها ، خبط على الطاولة بغضب و قال
أصل أنتي مفكر أنك ممكن تاخدي مكان ريم با الحاجات دي
أنا منع أن حد يعمل الاكل ده صح ولا لا
لم تجيب
صرخ بصوت عالى جدا: صح ولا لا
انتفضت حور من الخوف ، أجابت بصوت واطي :صح
ياسين بغضب: يبقي تعملي كده ليه ،الاكل ده الوحيده اللي كانت تعملوا هي ريم فاهمه ريم وبس اوعى تفكري تعملي كده تاني لانك عمرك ما تكوني زيها، و حاولي اكتر من كده و عمرك ما تكوني زيها، بلاش تنسي سبب الجوزة السودة دي ايه.
حمدت حور ربها أنه ترتدي النقاب لانه يخفي دموعها التي تنهمر بشدة.
ياسين بصوت عالى جدا: حسن أنت يا حسن
جاء حسن الغفير جري
حسن وهو ينظر إلى الارض: نعم يا بيه
ياسين: خد الاكل ده ارمي القطط.
أخذ حسن الطعام وخرج
وصعد ياسين إلى غرفته
والجميع لا يتحدث لانه يعلم أن ياسين عند غضبه لا يمكن السيطره عليه الوحيده التي كانت تستطيع هى ريم
*******************
دخلت حور المطبخ
كانت إيمان و إسراء يسمعون كل شي.
قالت أسراء بحزن: مش قولت بلاش.
صرخت إيمان: لسه مقولتش أن أحمد ابنه اللي طلب الاكل ده.
لم تجيب ، ظلوا يتحدثون معها على أمل التهدئة.
ثم صعدت كل منهما إلى غرفتها
**************
فى غرفة عبدالرحيم
صباح بحزن: ينفع اللي ابنك يعمله ده فى حور.
عبدالرحيم بحزن: اتكلمت معه اكتر من مره وهو مفيش فايده فيا يمكن غلطنا أننا غصبنا عليا الجوزه.
صباح بحزن : يعني كان يفضل من غير جواز
عبدالرحيم بحزن: يعني عجبك اللي يعمله مع حور
صباح بدموع: ربنا يهديك يا ياسين
*****************
فى غرفة إسلام
إسلام يجلس على الفراش على وفرد جسمه و أيده خلف رأسه
و إسراء تقف أمامه بحزن شديد: مش كفايه بقا يا اسلام
أجاب ببرود: كفايه ايه
إسراء بدموع: هتفضل مخاصمني كده كتير أنا آسفه مش أقول كده تاني.
إسلام مسك ايدها و جعلها تجلس أمامه و قال بحب : والله العظيم بحبك ومش فارق معي حاجه غير أنتي وبس ،لو مكتوب أكون أب أكون منك انتي غير كده مش عايز.
ألقت نفسها فى حضنه و تشابكت فيه بقوة و قالت بدموع : والله بحبك وكنت بموت وأنا بقول كده بس خايفه أكون بظلمك أو تكرهني.
أجاب بحب: عمري ما أكرهك يا قلبي وأنا أكون مظلوم لو بعيد عنك ندعي ونقول يارب
قالت بدموع: يارب و ربنا يهدي اخوك ياسين.
قال بحزن على حال اخوه: يارب يا إسراء
***************
فى غرفه عمر
إيمان بدموع: أنا زعلانه اوي علشان إسراء وحور.
عمر بحزن: والله وأنا كمان ربنا يرزق إسلام و إسراء الذريه الصالحة
ويهدي ياسين ويتقبل موضوع أن ريم ماتت وحور هى اللي مراته.
إيمان بدموع: أنا عارفه أن ريم الله يرحمها كانت طيبه وتحب ياسين اوي بس كمان حور طيبه.
عمر : ربنا يهدي الجميع
المهم عارفه جبت لك ايه.
إيمان بابتسامه استهزاء: أنت كده تقول جبت لكي، وبعدين بالهنا والشفا على قلبك مش تسيب ليا حاجه خالص.
عمر بابتسامة: لا المره دي تأكلي معي.
إيمان بسعادة: بجد
عمر بحب: بجد يا عيوني
قالت بهدوء: تسلم يا حبيبي ، بس بقولك اتكلم مع ياسين بخصوص حور.
أجاب بهدوء: مليش دعوه ده اخوي الكبير مش ينفع اتكلم معه
زفرت بضيق و قالت: نفس الجملة، اخوكي الكبير.
*****************
فى غرفة ياسين
تجلس حور فى الحمام على الأرض وتبكي وتحاول صوتها لا يخرج حتي لا يسمعه صاحب القلب من نار الذي يحرق بكلماته وأفعاله وهو لا يتأثر بشي و لا يبالي بشئ
****************
بعد وقت
خرجت حور من الحمام
تنظر إلى ياسين الذي يعمل ولا يبالي به أو أنه جرح قلبها
لم تتحمل إهانته أكثر من ذلك
هى تعلم أنه معها شفقه فقط
ذهبت إليها أغلقت اللاب توب نظر لها بغضب ، قالت بهدوء: على فكرة يا ياسين ، أنا عملت اكل النهاردة مش علشان اخذ مكان مش مكاني أنا عارفة انك مش معترف أني مراتك ، و لا أنا حتي معترفا انك جوزي.
نهض من مقعده و نظر لها بشر ، أكملت هي بقوة مزيفة: دي الحقيقه ، أنا بس عملت الاكل لان إبنك طلب مني و قال نفسه فى الاكل ده، أنا عملت الاكل بطريقة أبلة ريم علشان خاطر احمد، أنا لاني محترمة وفقت اسمع إهانات بصمت ، كان ممكن ارد عليك و اقولك كده بس سكتت.
تركتها و ذهبت الى الفراش، و سعيدة أنها تتحدث معه بهذا الشكل.
أما هو نظر لها بتعجب و غادر الغرفة.
ذهب غرفة أحمد و فتح الباب بهدوء
يجلس احمد بيكي على الفراش وبجواره محمد
محمد بحزن: خلاص يا احمد كفايه عياط بقا
أحمد بدموع: كان نفسي في الاكل ، و افتكرت ماما الله يرحمها ،وهى تعمله واكل منه مش عارف ليه بابا عامل كده وكمان زعل ماما حور انا بحبها اوي ولما قولتله خافت وقالت إن بابا ممكن يزعل لكن انا قولتله مش تخافي.
محمد: ليه مش قولت لعمي أنك انت اللي قايل لمرات عمي تعمل الاكل
أحمد بدموع: ماما حور شاورت ليا اني مش اتكلم علشان مش يتعصب عليا
************
ابتعد ياسين عن الغرفة بحزن وهو يشعر بتأنيب الضمير ليس لأجل حور، بل لأجل أحمد لانه لا يريد حزن أولاده و لأنهم أمانة من ريم.
دخل إلى غرفته
كانت حور ذهبت الى النوم
ياسين : حور ، حور
حور بنوم: ايه
ياسين : قومي
نهضت حور بخوف و توتر ، و سألت : فى حاجه
ياسين: انزلي اعملي الاكل اللي احمد كان عايزه.
حور بنعاس: نعم انزل فين دلوقتي الاكل حضرتك رمتوا للقطط ، خليها بكرة أن شاء الله
قال بغضب: قومي حالا
أجابت : أنت عارف الساعة كام، أنا طول اليوم تعبانة في شغل البيت، بكرة أن شاء الله.
قال بعصبية: حور خلصي.
نهضت بغيظ و ارتدت ثيابها و هبطت إلى المطبخ لتحضير الطعام.
*****************
حضرت حور الطعام و ذهبت إلى غرفة أحمد مع ياسين
كان هو في المقدمة و هي في الخلف و لا تظهر بسب فرق الطول الكبير.
ياسين بحزن: اسف يا أحمد حقك عليا.
أحمد بدموع: أنا مش زعلان
ياسين: طيب انا عامل لك مفاجأة.
خرجت حور من خلف ياسين
حور بابتسامة : الأكل اللي نفسك في.
قفز أحمد بسعادة على الفراش
جلس أحمد وحور ومحمد يأكلون بسعاده والغريب أن ياسين أكل معاهم
كانت سعاده حور وأحمد لا توصف
*******************
فى عصر اليوم التالي
تقف حور تجهز الغداء وهي متعبه لانها بمفردها
لأن يوم إيمان تذهب الى منزل أهلها
واليوم التالي تذهب إسراء لكن مرضت أم إسراء فا اضطرت تذهب الى منزل أهلها
فا اضطرت حور تقوم بكل أعمال المنزل بمفردها.
عا. ياسين قبل عودة الجميع
دخل المطبخ فوار
ليصنع القهوه لانه يشعر بالصداع الشديد
ياسين: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حور: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
كان يحضر القهوة ، نظرت له و قالت : ممكن تخرج وانا اعملها
ياسين :لا
حور: مالك شكلك تعبان
ياسين: مفيش مصدع شويه
حور : الف سلامه
الوضع كالتالي ياسين يجلب شي من هنا و حور من هنا
سرحت حور بخيالها و تنمي يحدث مثل المسلسلات الهنديه فهي عاشقة المسلسلات و الافلام الهندية.
ان يحدث معهم مثل الابطال و هي أن تقع و هو ينقذها و يسرحوا بنظرة عين
و بالفعل فعلت حور ذلك عمداً
و هو لف يديه حول خصرها، و مجرد أن سمع غليان القهوة ، افلت يديه و سقطت على الأرض ، نظرت له بصدمة من هذه المعاملة ، كان يسكب القهوة و قالت بصدمة : ياسين أنا عايزه أطلق ، مش اقدر اكمل في الحياة دي.
ياسين ببرود: تصدقي أحسن حاجه قولتها الحمد لله أنه جت منك انتي.
و صرخ بغضب : لاني تعبت منك ، امي الله يسامحها خلتني أتحمل مسؤولية مش عايز اتحملها و لا حبب كده.
نزلت دموعها بصمت و هي تسمع كلماته الجارحة كالعادة.