![]() |
رواية الحب والخطيئة الفصل الثاني بقلم حازم الباشا
كانت الساعه تقترب من العاشره مساء ، وقد انهت "رانيا" كافة اعمال المنزل كالمعتاد ، واعدت طاجن لحم العكاوي الذي يعشقه زوجها "حسام"
ولم تكتفي بذلك ، بل قامت بتزيين كلا من مائدة السفره وغرفة نومها بالورود والشموع المعطره ، في اشاره واضحه لرغبتها في قضاء ليله رومانسيه !!!
وظلت تخطط وتحلم بتفاصيل ذلك المشهد الحالم ، حتى انتزعها رنين هاتفها ، وكان المتصل هو "سوزان" صديقتها المقربه ، وقد دار بينهما هذا الحوار ...
سوزان بلهفه :
هاااا يا عروسه عملتي ايه
انا كلمت "ام صابر" وعرفت انها ظبطتك عالاخر
رانيا بخجل واضح :
مش عاوزه اقولك يا بت
انا كنت مكسوفه ازاي
وهي عماله تفعص فيا
زي ما تكون دابحه بطه بتنظفها !!!
سوزان بنفس اللهفه :
عملتلك اديكي ورجليكي وال ....
قاطعتها رانيا بصرامه والخجل يعتصرها :
بسسسسس بقا
اتلمي يا بت
اااااه عملت كل حاجه
ورسمت لي تاتو كمان
وتسلمي لي بجد انك عرفتيني عليها
هي بجحه اوي ووشها مكشوف
بس ايديها تتلف في حرير
تجاهلت سوزان كلمات الشكر والثناء ، وسألت بكل وقاحه :
رسمت لك التاتو فين يا بت
ابعتيلي صورته
قاطعتها رانيا بحزم :
لا طبعا مش هينفع اقولك
واحترمي نفسك بقا
صور ايه اللي ابعتهالك
انتي اتجننتي
جلجلت صوت ضحكة سوزان الرقيعه في الهاتف ، واعقبتها قائله بنبره ساخره :
اللي يسمعك وانتي بتتكلمي دلوقتي
يقول عروسه جديده عندها ٢٠ سنه
مش شحطه عندها ٣٤ سنه
وبقالها ٤ سنين متجوزه
المهم ....
طمنيني بقا عملتي شعرك
وجبتي قميص نوم جديد ؟؟؟
ردت رانيا وهي تبتسم :
ايوه يا ستي عملت كل اللي انتي قولتيلي عليه
نزلت اشتريت قميص نوم
ورحت للكوافير اللي اللي قولتي لي عليه
وصبغت شعري لون اسمه (نحاسي دافي)
بس وربنا بقيت حاسه اني شبه الرقاصات
هههههههههههه
عقبت سوزان بحماس :
نحاسي مره واحده
يخرب عقلك
طبعا اللون ده كان شورة الواد سمير الكوافير
صح ؟
ردت رانيا :
اه هو اللي قالي انه هيليق على لون بشرتي
بس مش عاوزه اقولك بقا ...
انا كنت حاسه روحي بتتسحب مني
وهو بيلمس شعري
ده لو حسام عرف اني رحت لكوافير راجل هاينفخني
ردت سوزان بكل سخريه :
ما هو ده المطلوب بالظبط
احنا عاوزبنه ينفخك
هههههههه
وانطلق الفتاتان في نوبة ضحك ، حتى قطعتها سوزان وهي تقول بحماس :
طب يلا بقا هاسيبك تجهزي
وهابعت لك شويه فيديوهات تعليميه
عشان تتعلمي الحاجات الجديده
ردت رانيا بكل ذهول :
فيديوهات تعليميه ازاي يعني
بطلي قلة ادب يا بت انتي
ما تبعتيش اي حاجه
ردت سوزان بخبث واضح :
خليكي كده بقا غشيمه ولخمه
بس انا هابعتهم وابقى عملت اللي عليا
واول ما اصحى الصبح هاكلمك
واقولك صباحيه مباركه يا عروسه
ختمت رانيا تلك المحادثه ، وقامت بكل حماس لتاخذ حمام دافيء وترتدي ذلك القميص الاحمر المثير ، وظلت تتطلع بكل زهو الى قوامها المثير ، ومنحنيات جسدها الابيض الشمعي ، وقد زاد ذلك القميص من توهجه واشتعاله !!!
وظلت رانيا تتحسر على انوثتها التى طمستها ظروف الحياه الجافه القاسيه ، فمن ناحيه لم يرزقها الله بطفل حتى الان ، برغم ان كل الفحصات الطبيه تؤكد عدم وجود اي عائق بيولوجي لديها او لدى حسام
ومن ناحيه اخرى ... حسام دائم الانشغال عنها بطموحه القاتل لان يصبح اشهر محامي في مصر
-----------------------ء
انقضت ثلاث ساعات كامله ورانيا تنتظر عودة حسام ، وقد ملت من تكرار الاتصال به ، ومراسلته على برنامج الواتساب ، واستقبال نفس الرد منه ، بأنه سيتاخر قليلا !!!
ومع اقتراب عقارب الساعه من الواحده صباحا ، عاد حسام ليجد رانيا تستقبله بعتاب حار وتقول :
اتاخرت اوي كده ليه يا حسام
انت قلت لي انك معندكش قضايا كتير الليله
انا بقالي اربع ساعات قاعده مستنياك
تطلع حسام الى جسد رانيا المثير ، وقد لاحظ بوضوح ذلك الجهد الذي بذلته لتظهر بكل هذا الاغراء ، وقال بصوت حنون:
ايه القمر والعسل ده
يخرب بيت جمالك يا قلبي
بجد بجد انتي ملكه جمال الليله
كانت تلك النظره الحانيه ، والكلمات العذبه كافيه لان تنسى رانيا اي زعل وضيق ، وقالت بنبره تفوح دلالا وزهوا :
بجد عجبتك يا حسام
القميص حلو ؟؟؟
رد حسام بكل حماس :
القميص يجنن وشعرك يجنن
وكل حاجه فيكي تجنن يا روح قلبي
ضحكت رانيا بكل دلال ، وكشفت القميص عن ساقها شاهقة البياض ، وهي تقول بكل ميوعه :
بص كده ... مش ملاحظ حاجه
رد حسام بكل انبهار وهو يتحسس ساق رانيا بلطف ، ثم يحتضنها بقوه :
يا بنت اللذيناااااا
انتي عملتي ايه في رجلك !!!
دي بقت انعم من جلد البيبي اللي لسه مولود !!!
وافلتت رانيا نفسها برقه ، من بين اذرع حسام التي كانت تحاوط خصرها بكل شغف ، وقالت بنفس الميوعه:
اصبر على رزقك
خوش غير هدومك عقبال ما اسخن العشا
انا عملالك مفاجات كتيره الليله
استسلم حسام لمطلب رانيا ، ودخل بكل حيويه ليبدل ملابسه ، بينما اطلقت رانيا لتجهيز العشاء
وبعد قرابه ربع ساعه ، كانت رانيا قد انهت اعداد العشاء ، ودخلت على حسام الغرفه ، لتجده غارقا في نوم عميق !!!
حاولت رانيا ايقاذ حسام بكل الطرق الممكنه ، ولكن دون جدى !!!
وانتهت تلك الليله باسوء سيناريو ممكن !!!
وباتت رانيا ليلتها تندب حظها العثر ، الا ان فضولها دفعها الى ان تفتح تلك الفيديوهات التي ارسلتها لها صديقتها سوزان قبل ان تنام
-----------------------ء
وفي صباح اليوم التالي ...
استيقظ حسام من نومه ، ليكتشف انه قد سقط امس في نوم عميق دون حتى ان يبدل ملابسه !!!
اعتدل ثم قام يفتش عن رانيا ، ليكتشف انها قد جمعت كل اغراضها وملابسها واختفت !!!
اتصل حسام بهاتف رانيا اكثر من عشرة مرات ، لكنها لم ترد ، فقرر ان يستقل سيارته ويذهب لمنزل والدها
وفي الطريق الى منزل والد رانيا ، تلقى حسام اتصال من رانيا ودار بينهما هذا الحوار ...
رانيا بكل حسره :
طلقني يا حسام
انا خلاص ما بقتش قادره استحمل العيشه دي
انت انسان اناني اوي يا حسام
ما بتفكرش الا في في شغلك وطموحك
وناسي ان ليك زوجه ليها حقوق عليك
رد حسام بكل اندهاش :
انا اناني يا رانيا !!!
ده انا مش حارمك من اي حاجه
وبموت نفسي في الشغل
عشان اعيشك احسن عيشه
واحده غيرك كانت تبوس ايدها وش وظهر
عالنعمه اللي عايشه فيها
قاطعته رانيا بكل غضب :
لا يا حسام
انت بتضحك عليا ولا على نفسك
انت فاهم كويس ان الحرمان الحقيقي
مش حرمان الاكل والشرب واللبس
انت حرمتني من حاجات اهم بكتير اوي
رد حسام بإستنكار بالغ :
كل الهوليله اللي انتي عاملاها دي
عشان ليله كنتي متزوقه فيها
وانا رجعت تعبان ونمت غصب عني
ردت رانيا بمراره :
حسااااام هو انت فاكر اخر مره
قربت فيها مني كانت امتى ؟؟؟
بقالها كام شهر ؟؟؟
وهل هو العادي يعني اني لازم اعمل اراجوز
عشان تتكرم وتتعطف عليا وتلمسني !!!
وحتى لما ربنا يحنن قلبك عليا
ونعمل حاجه ...
بتحسسني انها مجامله
او تأدية واجب
بدأت الحروف تتحشرج في حلق رانيا وهي تغالب دموعها وتقول بكل حسره وانتكاس :
يا اخي دا انت خلتني افقد ثقتي في نفسي
واحس اني ست وحشه
او اني مش ست من اصله
رد حسام بنبره مستعطفه :
طب اهدي يا رانيا
انا ادامي حوالي ١٠ دقايق واوصل لبيت ابوكي
ياريت تلبسي وتنزلي
وتعالي نقعد في اي مكان هادي ونتفاهم
وانا اوعدك اني هاتغير وهاهتم بيكي
خصوصا في الموضوع اللي مزعلك ده
ردت رانيا بنبره حاده :
خلاااص يا حسام
بعد اللي قولتهولك النهارده ده
ما بقاش ينفع
لاني عمري ما هاصدقك
ولا ها أحس بطعم أي حاجه ها تعملها
واقولك بكل صراحه واستحمل كلامي ده
انا امبارح بعد ما انت نمت
فتحت فيديوهات سافله
واتفرجت عليها
والمصيبه اني انبسطت
وحسيت اني طلعت طاقتي فيها
استغفر الله العظيم
من كل ذنب عظيم
شفت بقا انت وصلتني لفين يا حسام
رد حسام بكل استياء :
ايه القرف اللي انتي بتقوليه ده
انتي اكيد اتجننتي يا رانيا
لا حول ولا قوة الا بالله العظيم
انا بجد مش طايقك
ردت رانيا بكل عناد :
طب خد التقيله بقا
انا امبارح كسرت كلامك
ورحت لكوافير راجل
وهو اللي صبغلي شعري
وكنت مبسوطه اوي
وهو عمال يلمس شعري
ويقولي كلام حلو
لدرجه اني مكنتش عاوزه الوقت ده يعدي !!!
هنا كانت الدماء قد بدأت تغلي في عروق حسام ، فصاح بكل غضب :
انتي ست مش محترمه
وانا ما يشرفنيش انك تفضلي
على ذمتي دقيقه واحده
روحي يا رانيا
وانتي طااااااااااااا .....
وفجأه ...
حدث شيء مرعب
فقد قفزت فتاه شابه امام سيارة حسام
الذي كان قد فقد تركيزه بشكل كبير بسبب حواره المأساوي مع زوجته رانيا !!!
تجمد المشهد للحظات ...
وتوقفت سياره حسام بعد ان اطاحت بجسد الفتاه المسكينه ، ثم تركته ليسقط بعنف على الارض ، غارقا في الدماء
نزل حسام من سيارته ، وهرول الى الفتاه يتفحصها ، بينما تجمع العديد من الماره ، يتقدمهم افراد الامن الذين تصادف وجودهم بالقرب من الحادث
فقد حدثت تلك الواقعه امام مبنى " مديريه أمن القاهره "
وكما توقعت عزيزي القاريء ...
فقد كانت الضحيه ...
هي ... جنات عماد ابراهيم !!!
----------------------ء
ومرت ساعه كامله ...
كانت جنات قد تم نقلها الى غرفه الطواريء بإحدى المستشفيات الحكوميه القريبه وهي في حاله خطره
وقد كان في صحبتها النقيب زياد ، الذي كان واضحا عليه التأثر والاحساس الشديد بالذنب
أما حسام ...
فقد تم القاء القبض عليه ، بعد تحرير محضر بواقعه الحادث
ثم تم ايداعه مؤقتا بالحجز الخاص بالمديريه ، لحين عرضه على النيابه في صباح اليوم التالي
وقد ظل حسام يدعو الله ان تنجو تلك الفتاه المسكينه
ليس فقط لان نجاتها تمثل نجاته من تلك الورطه الكبيره التي يواجهها
بل لان شخصيه حسام لا تتقبل ان يحمل ذنب قتل فتاه بريئه !!!
ومرت ساعه اخرى ...
وفوجيء حسام بأحد افراد الامن يفتح الحجز ، ثم يصحبه الى خارج ، ثم يهمس في اذنه قائلا :
تعالى ورايا بشويش كده
في حد مهم عاوز يشوفك
لم يفهم حسام ماذا يجري ، لكنه تتبع فرد الامن وهو في حاله من الاستسلام واليأس
حتى بلغا احدى الغرف الصغيره بجوار الحجز ، فقام فرد الامن بادخال حسام ، ثم اغلق عليه الباب من الخارج وهو يقول بصوت صارم :
انا هاسيبكو لوحدكم
قدامكم دقيقتين بالعدد
وبعد كده هاجي اخدك
قبل ما اي حد في النبطشيه
ياخد باله اني طلعتك من الحجز
اقترب حسام من ذلك الرجل الواقف في نهايه الغرفه وتطلع اليه في دهشه وذهول ، ثم صاح بكل انفعال :
استاذ "احمد" !!!
انت ايه اللي جابك دلوقتي !!!!
وعرفت اني هنا ازاي !!!
وعاوز مني ايه !!!
انا مش فاهم اي حاجه
رد الاستاذ "أحمد" بكل هدوء ووقار :
مفيش وقت احكيلك كل التفاصيل دلوقتي
انا مش عاوزك تقلق خالص
انت انقذت حياتي زمان
وجه الوقت عشان ارد لك الجميل ده
شحب وجه حسام وصاح برعب واضح :
هي البنت اللي خبطها بالعربيه ماتت !!!
رد احمد بكل حزم :
لا يا حسام
البنت مش هتموت باذن الله
بس اللي هايحصل الايام الجايه
انت مش هاتقدر تواجهه لوحدك
انا كل اللي طالبه منك دلوقتي
انك لما تخرج من المحنه دي
تدور على ظابط هنا اسمه زياد
وقبل ان يجد حسام اي اجابه على تسائلاته ، كان فرد الامن قد فتح باب الغرفه واعاده الى الحجز !!!