رواية انتقام (وعد الزين) الجزء الثاني الفصل الثاني بقلم رباب حسين
أحياناً نفقد كل شئ ولا نعلم هل نفقده لنبدأ من جديد أم أن عوض الله سوف يأتي بالخير لنا أم تكون بداية اليأس والرغبة في ترك هذه الدنيا ونرحل ولكن كل ما علينا فعله هو الثقة بأن ما نفقده نجد خيراً منه فلو كان خيراً لبقى
فقدت أبي وأمي وأنا صغيرة..... فقدت حب عائلتي وإحترامي لذاتي وفعلت أخطاءاََ عديدة لا أستطيع مسامحة نفسي عليها وليس لدي القدرة على طلب العفو ممن أساءت لهم..... فقدت زوجي حتى تلاشت كل ذرة سعادة بداخل قلبى وها أنا أفقد فلذة كبدي وهو جنين يتكون بين أحشائي ومعه فقدت معنى الحياة ولا أستطيع تحمل فقدان أخر بهذه الدنيا فقد تحملت ما يكفي وقررت الرحيل....
وقف زين في فزع وهو ينظر إلى الممرضة ولا يستوعب ما تقول وبعد أن صمت قليلاََ قال : إيه حصل ؟
الممرضة : عرفت إن البيبي نزل
ركض زين خارج الغرفة ولكن صدم أمه غادة وهي تهم بالدلوف إلى الغرفة مع نصار وبعد أن صدمت به قالت في فزع : فيه إيه يا زين؟!!! بتجري كدة ليه؟
زين في عجالة وهو يركض : وعد هترمي نفسها من فوق السطح
إتسعت عين غادة ونصار وركضت خلفه غادة ولحق بهما نصار بخطوات مثقلة حتى صعد زين وغادة وأتبعهما نصار.... وصل زين ووجد كثير من العاملين بالمشفى والطبيب المعالج يقفون على بعد في حذر ثم اقترب زين من الطبيب وقال في خوف : إتصرف يا دكتور
الطبيب : للأسف هددتنا لو قربنا ترمي نفسها
نظر إليها زين وجدها تقف شاردة عينيها مرتكزة أمامها كأنها ترى شيئاََ والدموع تنساب من عينيها.... أخذ يقترب منها في بطئ وأمسكت غادة يده وقالت في بكاء : براحة يا زين.... هديها أرجوك خليها تنزل عشان خاطري... مش هستحمل أخسرها تاني
رتب زين على يدها وابتلع ريقه في توتر واقترب منها في بطئ.... صعد نصار ولحقت به شهد التى كانت تصف السيارة وعلمت بما يحدث وركضت إلى الطابق العلوي واحتضنت غادة التي تبكي في خوف..... لاحظت وعد اقتراب زين فنظرت له بعين فاقدة للحياة وكأن العالم إنتهى من حولها وقالت بصوت ضعيف : متقربش.... أنا عارفة إنك مش عايزني أموت..... ما أنت قولتها قبل كدة.... هخليكي تتمنى الموت ومش هطوليه...... أرجوك يا زين سيبني أمشي.....أنا دفعت تمن كل الأخطاء اللي عملتها معاك ومعاهم...... خسرت كل حاجة وتعبت أوي..... تعبت وعايزة أرتاح...... أنا أذيتك وأذيتهم وأذيت نفسي.... أنا السبب في موت عمي..... عارفة إن محدش فيكم هيسامحني..... بس أرجوكم لما أمشي سامحوني.... وتعالى زرني يا زين..... تعالى سمعني صوتك عشان هيوحشني
بكت غادة وشهد ونصار وشعر زين بالخوف ولا يعلم كيف يداوي كل هذه الجراح التي تدمي بقلبها وفقد كل الكلمات التي من الممكن أن تؤثر عليها فلم يقل شيئاً حتى هم بالاقتراب منها سريعاً وصعد بجوارها على حافة السور ووقف ينظر إليها.... نظرت وعد إليه في فزع وقالت : بتعمل إيه؟!!! إنزل تحت
فرت الدموع من عينيه وقال زين : هرمي نفسي معاكي..... عشان مش عايز أعيش من غيرك أكتر من كدة.... عشان محدش قدر ياخد مكانك في قلبي ولا عمري هحب حد غيرك..... زمان كنت هسيب الناس كلها عشان أبقى معاكي ودلوقتي عندي إستعداد أسيب الدنيا وأفضل معاكي
بكت وعد وقالت : لا يا زين أرجوك..... أرجع... فيه ناس بتحبك ومستنياك.... مامتك محتاجالك وجدك وشهد وأصحابك ..... أنا محدش هيزعل عليا ولكن إنت فيه ناس كتير أوي هتزعل عليك..... أنا حتى معنديش أصحاب..... كنت ممنوعة إن يبقى ليا حتى صديقة فخلاص مبقاش ليا حاجة هنا كل حبايبي هناك
زين : وأنا؟!!! مش حبيبك
نظرت له وعد وبكت وقالت : عارفة إنك مش مصدقني بس والله بحبك.... ونفسي تسامحني قبل ما أمشي
زين : لو مشيتي عمري ما هسامحك....
لو سيبتيني عمري ما هسامحك أبداََ.... إمسكي إيدي وإنتي اللي هتقرري.... يا نرجع سوا يا نموت سوا
أمسك زين يدها واقترب قليلاََ منها وقال : أنا هنفذ قرارك..... ومعاكي في أي قرار تاخديه
نظرت وعد إلى يده ثم نظرت خلفها ترى بكائهم عليه ولم ترغب في أن تكون مصدر حزن لعائلتها مرة أخرى فنزلت من أعلى السور وجذبت يد زين معها فنزل خلفها وقام بضمها إلى صدره وأغمض عينيه في إرتياح وكأنه أنهى سباق طويل وعندما شعرت وعد بحنان زين مرة أخرى بين أحضانه واطمئنت لإستعادة حبه لها بكت وظل زين يرتب على ضهرها والدموع تنساب على وجهه.... ركضت غادة إليهما واحتضنت وعد من ظهرها ثم اقتربت شهد واحتضنت غادة ووعد وظلو يبكو جميعاََ حتى اقترب منهم الطبيب وقال : كفاية يا جماعة..... المريضة لازم ترجع العناية.... وجودها هنا مش كويس عشانها لو سمحتم سبوها عشان ننزلها
إبتعدت غادة وشهد عنهما وقام زين بحمل وعد بين ذراعيه ونزل بها إلى العناية المركزة ووضعها بالفراش وخرج من الغرفة حتى يقوم الطبيب بعمل اللازم لها وبعد قليل خرج من الغرفة وقال لزين : ليه محدش قلنا إن عندها إضطراب نفسي بالشكل ده..... كنا جبنا دكتور نفسي يبلغها فقدان الجنين
زين : مكنتش أتوقع إنها توصل للمرحلة ديه... هي اه كان عندما صدمة عصبية قبل الحادثة بيوم بس متوقعتش ده أبداََ
الطبيب : يا أستاذ زين المرض النفسي علاجه أصعب من العضوي.... على العموم إحنا طلبنا دكتور نفسي يتكلم معاها عشان متحاولش تأذي نفسها تاني
زين : تمام..... طيب بالنسبة للحالة بقت أحسن؟
الطبيب : اه بقت أحسن الحمد لله وهننقلها غرفة عادية وتقدرو تشوفوها....بس أرجوكم بلاش أي حاجة ممكن تضايقها أو تضغط عليها الفترة ديه
زين : متقلقش يا دكتور..... محدش هيضايقها خلاص
ذهب الطبيب ونظر زين إلى شهد التي تبكي على حالة وعد وقال : خلاص يا شهد بطلي عياط..... وتعالي عشان عايزك في موضوع
أوقفته شهد وقالت : من غير ما تقول يا زين..... أنسى كل اللي إحنا قولناه وإتفقنا عليه.... وعد مراتك وإنتو بتحبو بعض وهي محتاجالك و أنا لايمكن أفكر أخدك منها..... إنت أخويا يا زين وبتمنالك السعادة مع البنت اللي أختارها قلبك..... وهي دلوقتي بقت أختي وبنت خالتي.... خلي بالك منها يا زين وكلنا مسامحينها وعايزينها تعيش وسطنا من تاني بس وهي فعلاََ واحدة مننا
إبتسم زين ورتب علي عاتق شهد وذهبو جميعاََ إلى الغرفة التي نقلت إليها وعد ينتظرون أمر الطبيب بالدخول لرؤيتها
أما جاسر فكان يجلس شارد بمكتبه يدور بعقله الكثير.... يرغب في نزع هذا العشق من بين ثنايا قلبه وقرر أن يعتذر لوعد عما فعله سابقاََ ولكن قاطع شروده إتصال علي صديقه إستقبل جاسر المكالمة وقال : أيوة يا علي
علي : إيه يا جاسر إنت فين؟
جاسر : مشغول والله في الشركة..... زين قاعد جنب مراته في المستشفى وسايب الشركة ليا أنا ويامن
علي : لسة مفيش أخبار جديدة عن حالتها؟
تنهد جاسر وقال : لسة..... ربنا يقومها بالسلامة
علي : مش هتقولي مالك يا صاحبي
جاسر : هقولك.... بس مش دلوقتي..... إديني بس وقت أفوق وأخلص الشغل اللي ورايا ده وهتلاقيني بكلمك عشان نتقابل
علي : ماشي يا جاسر مستنيك
أنهى جاسر المكالمة ثم طُرق الباب ودخلت جومانا مساعدة جاسر بالعمل وقالت : ده ملف المتابعة بتاع الكومبوند الجديد..... الحمد لله مخلصين قبل الديد لاين والأمور تمام
نظر جاسر إلى الملف وقال بعد قليل : إدي الملف ليامن وخليه يشتريلهم الخامات اللي محتاجينها في المرحلة اللي جاية..... إنتي عارفة الكومبوند ده أهم مشروع عندنا وحطينا فيه مبالغ كبيرة ولازم نسلم الناس في الميعاد
جومانا : متقلقش يا مستر جاسر أنا متابعة المشروع بنفسي
وقف جاسر وقال : أنا عارف إنك بتقومي بنص شغلي تقريباََ ومطمن إنك شاطرة وهتعرفي تهندلي كل حاجة.... هنزل أنا أشوف شركة الحديد وأخيلهم يسلمو المشاريع الكمية اللي عايزنها
جومانا : تمام يا مستر جاسر
ذهب جاسر ووقفت جومانا بالمكتب قليلاً بعد أن تأكدت من رحيل جاسر ثم قامت بالبحث في مكتبه خلسة فوجدت ملف بالمكتب فأخذته معها وغادرت إلى مكتبها وضعته داخل حقيبتها وأمسكت هاتفها وبعثت برسالة نصية
" كله تمام
الملف معايا وهجيبه النهاردة"
أغلقت هاتفها وباشرت عملها مرة أخري
أما سمر فكانت تجلس بالمكان المهجور تنظر إلى منصور الذي يجلس أمامها ويعبث بهاتفه فقالت له في رجاء : يا باشا حرام عليك.... إنت حابسني هنا بقالك أسبوعين وأنا من ساعة ما جيت أول مرة وعمالة أطلب من رجالتك يبلغوك تيجي وأنا هقولك كل حاجة إنت عايزها..... قولي عايز مني إيه عشان أمشي بقى
أغلق منصور هاتفه ووضعه داخل معطفه وقال في هدوء وشموخ : لو كنت سيبتك تمشي كان زمانك مرمية في الحبس جنب أخوكي..... اللي إعترف إنك إنتي اللي حرضتيه على جريمة القتل.... وبعدين إنتي مش دوغري معايا وأنا لا فاضيلك ولا بحب اللف والدوران.... فلو حسيت إنك مش بتقولي الحقيقة هسلمك بإيدي للبوليس
فتحت سمر عينيها في خوف وقالت : لا يا باشا أبوس إيدك..... أنا هقولك كل حاجة إنت عايزها
وضع منصور ساقٍ على ساق وقال في هدوء : سامعك
قصت له سمر كل ما حدث وعلم منها أن وعد هي حفيدة نصار الثانية
منصور : لو كنت أعرف إن عنده حفيدة كنت خليت إبني لعب عليها من زمان ووريتها المر..... أنقذتيها من تحت إيدي بعملتك ديه..... بس ملحوقة..... طيب إنتي كدة خلصتي مهمتك أرموها برا
سمر في رجاء وخوف : لا في عرضك يا باشا أنا لو خرجت هيقبضو عليا.... ده أنا لسة خارجة من جريمة قتل بأعجوبة مش عايزة أرجع تاني
منصور : وأنا أحميكي ليه؟
سمر : مش إنت عايز تنتقم من نصار..... وعد ديه خاتم في صباعي أقولها يمين تقول أمين..... أنا هساعدك تنتقم منهم بس تشوفني بقرشين
منصور : تمام...... أكيد هحتاجك...... خدها يا إبني أي شقة من بتوعنا وهتلاها هدوم بدل اللي هي لبساه ده وشوفها عايزة إيه وهاته
ثم نهض منصور وذهب من أمامها وقام الرجال بفك قيدها وأخذها إلى مكان أخر
خرج الطبيب من غرفة وعد وسمح لهم بالدخول..... دخل زين الغرفة ونظر إلى وعد التي ترقد على الفراش والدموع داخل عينيها ثم اقترب منها وقال وهو يبتسم : حمد الله على السلامة.... كدة تخضيني عليكي أكتر..... مش كفاية اللي عملتيه فيا
نظرت له وعد في ندم وقالت : مش عارفة هتسامحني إمتى بقى؟!
زين : أنا مش قصدي على اللي حصل زمان أنا قصدي على الحادثة..... أنا نسيت كل حاجة وحشة عدينا بيها من ساعة ما عرفت الحقيقة يا بنت خالتي
إبتسم زين وجلس بجوارها وقال : ده إنتي طلعتي قريبتي من كل ناحية..... بنت خالتي وبنت عمي.... لا وعرفت كمان إنك كنتي خطيبتي من وإنتي في اللفة..... الظاهر إنك قدري من زمان
وعد : قدرك وحش أوي يا زين..... بلاش تبصلي البصة ديه ولا تشفق عليا...... أنا عارفة إنك كرهتني من زمان..... مش معنى إني وقفت قدامك عشان أحميك إنك تشفق عليا بالشكل ده وتعيشني في الوهم
زين : أنا مش بشفق عليكي..... أنا لسة بحبك يا وعد.... قصدي يا نور
وعد : متحاولش تمثل عليا يا زين..... أنا شفت الكره في عينيك أكتر من مرة..... شفت نظرتك ليا اللي مليانة قرف وإشمئزاز..... ومش عايزة منك أي حاجة ولا بلوم عليك في حاجة.... ولو بتعمل كدة عشان خدت الرصاصة مكانك فا اعتبرها إعتذار مني عشان أنا السبب في موت عمي عامر
زين : أنا مش بمثل عليكي يا وعد
وعد : لا بتمثل...... عشان لو كنت فعلاََ لسة بتحبني مكنتش هتقدر تتجوز واحدة غيري ولا تلمس واحدة غيري..... لو فضل مكنش عمل اللي عمله كان زمانك دلوقتي في حضن شهد وأنا في الأوضة اللي جنبك بتعذب وأنا بتخيلك في حضن واحدة غيري..... إحنا إنتهينا من زمان يا زين واللي كان ربطك بيا وسبب إنك رجعتني ليك خلاص مات..... مات من قبل ما يشوف الدنيا ومبقاش فيه أي سبب يخلينا نكمل في الجوازة ديه أكتر من كدة..... أرجوك تطلقني وتسيبني أمشي..... والله ما عايزة منك أي حاجة ولا هاخد منكم مليم واحد..... بس سيبني أمشي عشان أنا كرهت نفسي من كتر ما أنا شايفة نظرات الكره حواليا وسطكم..... أنا مبقتش قادرة أعيش معاكم..... مش كنت بتقولي أولدي وبعدين روحي في أي حتة إنتي عايزاه..... خلاص مبقاش في ولد أصلاََ.... طلقني واعتقني بقى لوجه الله
زين في غضب : أنا مش بمثل ولا بكدب عليكي ولا بشفق عليكي..... ولا عايزك عشان خاطر الولد وبس.... أنا بحبك زي ما أنا..... وإنتي مش السبب في موت أبويا..... وطلاق مش هطلق..... إنتي مراتي و هتفضلي مراتي غصباََ عنك
صرخت وعد في غضب وإنهيار وبكاء فدخل الطبيب والممرضات وحاولو تهدئتها وصاح الطبيب بزين وقال : إطلع برا لو سمحت..... برااا
أخذ زين يخطو للخلف وعينيه تنظر إلى وعد في خوف وحزن على حالتها وهي تصرخ بكل ما أتت من قوة : كفاااااية..... كفاااااية بقى...... أرحموني...... أنا عايزة أموت وأرتاح
أعطاها الطبيب مهدأ سريعاََ وظلت تتحرك في عنف حتى بدأت أن تهدأ ونامت.... بعد قليل خرج الطبيب وذهب إلى زين وقال : مينفعش حضرتك تضغط عليها بالشكل ده..... ديه واحدة حاولت الإنتحار وحالتها سيئة ده غير العملية اللي عملاها..... أرجوكم مش عايز أي حد يتكلم معاها نهائي لحد ما أعمل معاها جلسات للعلاج النفسي
زين في خوف : والله ما كان قصدي.... هي اللي طلبت الطلاق وأنا مستحملتش كلامها وفقدت أعصابي
الطبيب : يا فندم الحالة اللي شفتها ديه معناها إن فيه صدمة عصبية وديه محتاجة علاج..... ده غير الكلام اللي بتقوله واضح جداََ إنها فقدة الرغبة إنها تعيش.... أرجوكم يا جماعة الحالة حساسة جداً مش عايزين نفقد المريضة..... إدوني وقتي وأنا هعمل اللي أقدر عليها بس محدش يضغط عليها في أي حاجة حتى لو طلبت الطلاق قولها حاضر وسيبها وهي هتهدي مع العلاج إن شاء الله
إبتعدت شهد عنهم قليلاََ وقامت بالإتصال بجاسر الذي يقود سيارته ذاهب إلى أحد شركات مجموعة نصار الخاصة بالحديد فستقبل جاسر المكالمة وقال : ألو
شهد : جاسر إنت فين؟
جاسر : رايح شركة الحديد..... فيه حاجة يا شهد؟
شهد في بكاء : وعد فاقت وحالتها صعبة جداََ.... حاولت تنتحر لما عرفت إن الولد نزل.... كانت هترمي نفسها من على السطح ولحقها زين بالعافية ودلوقتي عمالة تصرخ وطلبت الطلاق من زين وجابولها دكتور نفسي
جاسر في صدمة : كل ده حصل إمتى؟
شهد : من الصبح وإحنا في المستشفي
جاسر : طيب أنا جاي حالاََ
أنهى جاسر المكالمة وقام بالإتصال بيامن وأخبره عن وضع وعد و ركض إلى المشفى ليطمئن على وعد وزين
بعد قليل وصل جاسر الذي وجد كل العائلة مجتمعة أمام غرفة وعد وقال : خير يا ماما فيه إيه؟
سناء : أنا لسة جاية.... قلقت لما لقيت جدك وخالتك إتأخرو وجيت عشان أطمن.... بس قالولي إن وضعها صعب أوي
جاسر : زين..... إنت شفتها؟
أماء له زين في حزن وهو جالس على الكرسي يضع رأسه بين كفيه في حزن ويأس فهو يشعر بالندم على ما فعله به وعلى غروره وكبريائه وتكبره وما تسبب في محاربة قلبه حتى لا يستمع إليه مرة أخرى وظل يقنع ذاته بأنها لا تحبه رغم ما شعر به نحوها في كل مرة حاولت أن تتحدث معه وعد بها..... وأكثر ما ألمه هو صفعه لها ظلماََ عندما قامت سناء بتمزيق ثوب الزفاف ومنعه كبريائه من الإعتذار لها حتى..... وأيضاََ كيف وقف أمامها وهو يضع بين يديه يد إمرأة أخرى وهي في ذات الوقت لا تهتم بإي شئ سوى لإنقاذ حياته.... كيف أعماه غضبه هكذا عن رؤية حبها له؟....كيف تكبر وقاده غروره بتدمير حبيبته بكل الطرق هكذا؟
زفر زين بقوة كأنه يشعر بالإختناق وكأن الهواء فقد من حوله هنا ودخل يامن يركض إلى زين ووقعت عين شهد عليه في إشتياق فلم تراه من أسبوعين ولا يجيب على مكالمتها أبداََ
يامن في قلق : خير يا زين..... مالها وعد.... جرالها حاجة؟
أماء له زين بلا وقال بصوت مخنوق : أنا مش قادر أتنفس عايز أخرج أشم هوا.... خليك معاهم لو فيه حاجة بلغني
تركه زين وذهب من أمامهم ثم أمسكت سناء يد جاسر و إبتعدت قليلاََ عنهم وقالت في همس وغضب : شفت أختك..... نهت الموضوع بينها وبين زين وقالتله إنه زي أخوها..... وهو ما صدق وعايز يرجع لوعد تاني
زفر جاسر في غضب وقال : ده وقته يا ماما..... إنتي مش شايفة اللي احنا فيه؟
سناء : شايفة يا خويا..... إنت اللي مش شايف غير حبيبة القلب وقلقك عليها مفضوح..... خلي بالك لو زين خد باله مش هيحصل كويس أبداََ
جاسر في غضب : ماما.... مش وقته خالص الكلام ده.... وبالنسبة لشهد هي حرة.....ومعاها حق.... زين مش بيحب غير وعد ولو إتجوزته هتظلم نفسها وأنا لا يمكن أخليها تعمل في نفسها كدة
أما شهد فاقتربت من يامن في خجل ووقفت أمامه وقالت في حزن : مش بترد عليا ليه يا يامن؟
نظر لها يامن نظرة عتاب وقال : وإنتي من إمتى بتتصلي بيا.... وإيه سبب الإهتمام ده كله؟
شهد : عشان وحشتني وعايزة أكلمك
يامن : وحشتك مرة واحدة..... مش عارف إنتي مصدقة نفسك إزاى..... حبتيني واشتقتيلي إمتى يا شهد..... ما أنا كنت قدامك من زمان جاية تعجبي بيا بس لما قولتلك إني بحبك؟
شهد في تسرع : والله أبداََ.... أنا من زمان كنت بحس بتوتر لما بشوفك بس كنت برمي الفكرة من دماغي عشان زي ما قولتلك مكنش في دماغي غير كلامهم بإني هتجوز زين..... عشان كدة كنت ببعد عنك وبحط حدود بينا وكمان كنت متأكدة إن عمرك ما هتبصلي عشان زين
يامن : معلش بقى..... القلب ميعرفش الرولز ديه
زفر يامن وقال : إنتي عايزة إيه يا شهد؟
شهد : عايزة أقرب منك..... عايزة أعرفك أكتر وأسيب قلبي يدقلك من غير ما أفكر في جواز مترتب وخلاص..... عايزة عقلي وقلبي يتفقو مرة واحدة...... ومش هيتفقو إلا عليك إنت بس
يامن : وده بقى هتعمليه وإنتي لسة مخطوبة لزين؟
إبتسمت شهد وقالت : مبقاش فيه خطوبة خلاص..... أنا نهيت الموضوع مع زين وديه رغبتنا إحنا الأتنين..... وماما دلوقتي متقدرش تضغط عليا خلاص عشان زين هيرجع لوعد وأنا كدة معايا حق
يامن : يعني لو مكنش زين رجع لوعد مكنتيش هتقربي مني..... شهد أنا مش إستبن ليكي
شهد في إندفاع : والله أبداََ.... مش كدة خالص ولا عمري فكرت فيك كدة..... بس واضح إنك خلاص مبقتش عايزني وعمال بتدور على أي حجة تقولها عشان متخلينيش أقرب منك
يامن : أنا مبقولش حجج.... أنا مش واثق فيكي..... ولو جت مامتك وضغطت عليكي عشان تتجوزى زين تاني مش هتقدرى تقفي قدامها برده وساعتها هحس إني خاين لصاحبي عشان بصيت لواحدة هو عايز يتجوزها وفي حكم خطيبته
شهد في غضب : أنا مش مخطوبة لحد ولا هوافق على حاجة زي ديه تاني ولا هتجوز غصب عني..... أنا أخترتك إنت وعندي إستعداد أخرج معاك دلوقتي على أقرب مأذون ونتجوز حالاََ
يامن : بلاش بس كلام إنتي مش قده
شهد : كدة..... طيب
ثم إلتفتت إلى جاسر الذي يقف بجوار سناء وقالت : جاسر..... يامن إتقدملي وأنا موافقة.... وأول ما وعد تقوم بالسلامة هنعمل خطوبتنا
إتسعت عين سناء من الصدمة وقالت : إنتي إتجننتي..... يامن مين اللي عايزة تتجوزيه؟
شهد : يامن اللي واقف قدامك ده يا ماما..... إيه متعرفيهوش؟!!!
سناء : على جثتي الجوازة ديه تتم
غادة : فيه إيه بس يا سناء..... هو يامن يتعيب..... ده زينة الشباب وميتخيرش عن زين
شهد في حزم : ماما ده قراري ومش هرجع فيه.... وأظن من حقي أخد قرار زي ده بنفسي
حاولت سناء أن تتحدث ولكن أمسكها جاسر من يدها فهو رأي نظرات يامن إلى شهد من قبل ويعلم ما يكن لها من مشاعر وتمنى من قلبه أن تبادله شهد نفس الشعور فهو حقاََ شاب رائع وسوف يحافظ على أخته جيداََ ثم قال : أنا مش هلاقي أحسن منك لأختي يا يامن..... بعد ما نفوق من اللي إحنا فيه هستناك تيجي البيت ومعاك عيلتك وتتقدم رسمي
نظرت شهد إلى يامن وهي تبتسم وعلى وجه يامن ملامح الدهشة مما فعلته شهد من جنون ولم يتحدث