اسكريبت داعم من الفراغ الفصل الثاني 2 والاخير بقلم حور حمدان



 اسكريبت داعم من الفراغ الفصل الثاني والاخير 

قعدت أقرأ الرسالة الأخيرة أكتر من مرة، حسيت بجسمي بيتقشعر وكأن فيه حاجة مش مفهومة بتحاصرني. "هتندمي، لأن الحقيقة هتظهر قريب." الجملة دي كانت بتدور في دماغي بشكل مرعب.


فجأة، النور في الأوضة وميض للحظة، والموبايل فصل من غير سبب! حسيت بنفَسي بيضيق، وكأن الأوضة كلها ضاقت عليا. حاولت أهدي نفسي، أقنعت نفسي إنه مجرد تهديد فاضي، مجرد واحد بيحب يلفت الانتباه.


لكن الفوظ، شاشته نورت لوحدها ورسالة جديدة ظهرت، رغم إن النت كان مفصول:


"ما تحاوليش تهربي، الفراغ بيحضنك أكتر ما تتخيلي."


إيديا بردت، والدنيا بقت ضباب قدامي. حسيت كأني مراقَبة، كأن فيه حد بيتنفس جنبي، لكن لما بصيت حواليَّ، مكنش فيه حد! قمت بسرعة وقربت من الشباك، فتحت الستارة وبصيت بره. الدنيا كانت ضلمة، والشارع هادي بشكل مش طبيعي. فجأة، حركة سريعة في زاوية الشباك شدت انتباهي.


حد كان واقف هناك، بعيد شوية، بس عيونه كانت واضحة. نفس العيون اللي شفتها في الصورة، صفراء وبؤبؤ أسود صغير! قلبي وقع في رجلي، وحسيت برجلي بتتشل.


صرخت وأنا بخبط على الموبايل بعصبية، وكتبتله بسرعة:


"إنت مين؟ عايز مني إيه؟"


ما أخدتش ثانية، ورد عليَّ:


"إنتي اللي فتحتي الباب، وأنا دخلت. استعدي، الحقيقة أقرب مما تتخيلي..."


قبل ما ألحق أكتب أي حاجة، الموبايل فصل تاني.


لكن المرة دي، سمعت صوت همسة واضحة، همسة جاية من ورايا.


"أنا هنا..."


تجمدت مكاني، ومفيش صوت غير أنفاسي اللي كانت بتتسارع. بطرف عيني، لمحت انعكاس في المرايا، لكن مش انعكاسي... كان انعكاس لشخص واقف ورايا!


صرخت وقمت أجري ناحية الباب، لكن الإضاءة كلها انطفت قلبي كان بيدق بجنون، وسمعت صوت خطوات بطيئة، قريبة... أقرب مما توقعت.


"ما تخافيش... لسه مابدأنّاش!"


الإضاءة رجعت فجأة، بس الأوضة كانت فاضية. لا كان فيه حد، ولا كان فيه أي أثر لأي شيء غريب. لكن المرايا... المرايا كانت بتعكس صورة مختلفة، صورة مش بتاعتي.


كانت صورة العجوز، صاحب العيون الصفراء


وقفت متسمرة مكاني، عنيا متعلقة بالمرايا، وقلبي بيدق بسرعة كأنه عاوز يخرج من صدري. العجوز كان بيبتسم، لكن ابتسامته مكانتش طبيعية... كانت ابتسامة مرعبة، مليانة بشيء مخيف مش قادره أحدده.


بإيدي المرتعشة، مسكت الموبايل تاني وحاولت أفتحه، لكن الشاشة فضلت سودة. فجأة، ظهر إشعار جديد رغم إن الموبايل كان مفصول عن الشبكة.


"بصي كويس... أنا مش لوحدي."


عينيا رجعت للمرايا، واتسعت في رعب. ورا العجوز، ظهرت ظلال أشخاص واقفين بصمت، عيونهم بتلمع في الظلمة. عددهم كان بيزيد، وكأنهم بيخرجوا من العدم، وشوشهم كانت ضبابية، لكن عيونهم... كلها نفس العيون الصفراء المخيفة!


شهقت، ووقعت الموبايل من إيدي و فجأة، العجوز في المرايا رفع إيده ببطء، وأشار لي.


"دلوقتي... دورك جيه."


في اللحظة دي، حسيت بهوا بارد بيتسلل لرقبتي، زي نفس حد واقف قريب مني جدًا. همسة ناعمة، خافتة، بس باردة زي الجليد، لمست أذني:


"متخافيش... بس لازم تجربي..."


وفجأة، كل حاجة سكتت.


المرايا بقت فاضية، العجوز اختفى، والظلال راحت. لكن إحساس الرعب مكنش بيروح، بالعكس، كان بيتزايد.


وبعدين، الموبايل رن.


ببطء، وبإيد مرتعشة، رفعته وبصيت على الشاشة. كان فيه مكالمة واردة، بس الرقم... الرقم كان اسمي!


شهقت وقلبي وقف للحظة.


مين اللي بيتصل بيا من رقمي؟!


إيدي كانت بتترعش وأنا ببص للموبايل. رنّاته كانت بتدوي في دماغي كأنها بتخترق عقلي، وأنا مش قادرة أقرر أرد ولا لا.


ببطء، ضغطت على زر الإجابة، وحطيت الموبايل على ودني. في الأول، مكنش فيه غير صمت تام، لكن بعد لحظات، سمعت صوت أنفاسي... بس المشكلة إنها مكانتش أنفاسي أنا!


"إنتي فتحتي الباب... ولازم تقفليه قبل فوات الأوان."


الصوت كان صوتي! كأن حد بيتكلم بنبرتي، بنفس طريقتي، لكن فيه حاجة مش طبيعية فيه، حاجة ملتوية، مزيفة.


شهقت وبُعدت الموبايل عن ودني، وقلبي كان بيدق بجنون. فجأة، حسيت بحاجة بتلمس كتفي، ببطء...


استجمعت شجاعتي، ولفيت بحدة، لكن مكنش فيه حد!


رجعت للمرايا، وعنيا اتسعت في رعب. المرايا كانت بتعكس الأوضة، بس أنا... أنا مش كنت فيها!


أنا اختفيت من انعكاسي.


بس بدل مني، كان فيه العجوز، واقف في نفس مكاني، مبتسم بنفس الابتسامة المرعبة.


"الوقت خلص..."


الكلمات خرجت بصوتي، بس أنا مش اللي قلتها!


قبل ما ألحق أصرخ، النور قطع، وكل حاجة غرقت في ظلام دامس. حسيت بجسمي بيتسحب، وكأني بتلاشى، وسمعت آخر همسة قبل ما كل حاجة تختفي:


"دلوقتي، انتي اللي جوه... واحنا اللي بره."


بعد أيام، الشرطة لقت الأوضة مقفولة من جوه، والمرايا مكسورة، لكن مفيش أي أثر ليا... كأني ماكنتش موجودة أصلاً.


لكن الغريب، إن كل اللي بصوا في المرايا في الأوضة، شافوا حاجة غريبة...


بنت، بتخبط على الازاز وعنيها مليانة رعب، وهي بتصرخ من جوه...


وكانت هيا انا البنت دي.. 

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×