رواية ورطة عشق الفصل الثاني
مشهد فضيحة!
لم تكن ملك تعرف كيف تركض بهذا الشكل وهي ترتدي فستانًا طويلًا وكعبًا عاليًا، لكنها كانت تفعل! لم يكن لديها أي نية للوقوف وانتظار تفسير هذه المهزلة. المشكلة أنها لم تكن وحدها التي تهرب!
الشاب الذي تورط معها، والذي لم تعرف حتى اسمه، كان يجري بجانبها بنفس السرعة، وقبل أن تستوعب ما يحدث، وجدت نفسها ممسكة بيده وكأنهما أبطال فيلم أكشن هاربين من الشرطة.
"ممكن أفهم أنا بهرب ليه؟!" صرخ الشاب وهو يلهث.
"علشان مش عاوزة أتفضح وسط القاعة!" ردّت ملك وهي تحاول التقاط أنفاسها.
لكن لسوء حظهما، لم تكن الأمور بهذه السهولة. فجأة، اصطدمت ملك بشخص قوي جدًا وكادت تسقط، لكن الشاب أمسكها في اللحظة الأخيرة. رفعت رأسها ببطء لتجد أمامها…
أبو العروسة شخصيًا!
الرجل كان في الخمسينات من عمره، طويل القامة، وجهه صارم جدًا، وعيناه تقدحان شررًا. نظر إلى ملك والشاب ثم عقد ذراعيه وقال:
"إيه المشهد اللي أنا شايفه ده؟!"
ابتلعت ملك ريقها ونظرت إلى الشاب، على أمل أن يقول أي شيء مفيد، لكنه كان يحدق في الرجل وكأنه رأى شبحًا.
"بابا؟!" صرخ الشاب بذهول.
"بابا؟!" صرخت ملك أيضًا بصدمة.
يا لها من مصيبة! كانت تحاول الهروب من فضيحة، لكنها بدلًا من ذلك، وقعت في كارثة أكبر. الرجل الذي كانوا يحاولون التهرب منه، طلع والد الشاب نفسه!
"مالك بتجري ورا بنت وسط الفرح يا آدم؟!" سأل الأب بحدة.
"أنا؟! دي اللي كانت بتجري وأنا كنت بجري وراها علشان…" نظر إلى ملك وقال: "علشان أوقفها، أيوه أيوه، كنت بحاول أوقفها!"
"هو إحنا في سباق؟! حد يفهمني في إيه؟!" زمجر الأب بحدة.
ملك شعرت أن عقلها على وشك الانفجار، لكنها حاولت استجماع شجاعتها وقالت بسرعة:
"يا عمي، والله أنا مش عاملة حاجة! كنت بوصّل حاجة للعريس، ودخلت أوضته بالغلط، وبعدين الرجالة دول افتكروا إن في حاجة غلط، و…"
"ودخلتي أوضته وهو لابس نص هدومه؟!" قال الأب بصوت مخيف.
ملك شعرت أن الحرارة ارتفعت في جسدها حتى وصلت للسقف. نظرت إلى الشاب الذي يُدعى "آدم" بعصبية وقالت:
"مش ذنبي إنه قرر يستحمى في نص الفرح!"
"أنا كنت في أوضتي مش أوضة العريس أصلاً!" قال آدم، ثم نظر إلى والده وقال بسرعة: "بابا، صدقني، دي مجرد صدفة!"
"وأنا بقى هصدقكم؟" قال الأب ببرود، ثم نظر إلى ملك من رأسها لأخمص قدميها قبل أن يقول بهدوء جعلها ترتجف:
"خلاص، بما إن الموضوع بسيط كده… يبقى مفيش مانع تتجوزوا!"
صمت تام.
ملك جفلت، وفتحت عينيها على وسعهما وهي تشعر أن الدنيا توقفت. آدم أيضًا تجمد في مكانه، وكأن أحدهم ألقى عليه تعويذة تجميد!
"إيييييييه؟!" صرخت ملك بأعلى صوتها.
"إيييييييه؟!" صرخ آدم بنفس الطريقة.
لكن الأب لم يكن يمزح، وبنظرة واحدة حادة منه، أدركا أنه جاد تمامًا!