رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نداء على

 

رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل التاسع والعشرون




زفر نوح بضيق قائلاً بلهجة يشوبها بعض الدهشة

وهو واد عمتك كان ا؛ تراها إياك، اختك حرة تختار اللي يعچبها

رائد : بس چواد أولى بيها

نوح : أولى بيها طبعا، بس اشمعنى دلوك، خطوبة اختك بكرة الصبح، اتصل على العريس واجوله معلهش مفيش نصيب أصل ابن خالها صحي من النوم واكتشف انه أولى بيها، أطلع عيل جدام الناس يا رائد باشا لاچل خاطر ابن خالك الأهبل 

تحدثت ميادة التي أتت وبين يديها كوب من الشاي وشطيرة تناولت ما يقارب نصفها، استنكرت قول نوح قائلة 

وهو جواد بس الأهبل، ما ابنك أهبل منه، عاوز يجوز اخته لرائد جبر خواطر لأنهم اصحاب. 

اقترب رائد من ميادة ناظراً إليها بغيظ قائلاً 

هتفطري لحالك يا ميادة وچاية تشتمي كمان. 

ابتسمت بانتصار مقربة لقمة صغيرة اقطتعتها بحب ووضعتها بفم نوح قائلة 

وأنا هفطرك ليه ياض، أنا هفطر أنا وجوزي، اقولك روح افطر مع جواد وقوله استعد لخطوبة بنت عمتك يا حبيبى. 

عاد رائد إلى جديته قائلاً 

على فكرة يا ماما چواد راچل ويعتمد عليه. 

تحدثت ميادة هي الأخرى بجدية مماثلة قائلة 

حبيبي، ولاد خالك كلهم حتة من قلبي، ولو اختك كانت ميالة له اكيد مكناش هنعترض، لكن خلاص ملهمش نصيب مع بعض وغير كده جواد محتاج يتغير ويعتمد على نفسه وانت عارف ده كويس، مظبوط؟! 

تناول نوح كوب الشاي من بين يديها فشهقت قائلة 

نوح، هات الشاي بتاعي. 

ارتشف القليل قائلاً 

لاه، الواد ابنك صدعني عالصبح، هشرب كوبايتك واعملي لنفسك غيره. 

مدت إليه يدها بما تبقى من طعام قائلة 

كل السندوتش الأول، بالهنا والشفا 

تركهما رائد قائلاً بغيظ

وربنا حرام، ميادة بتكلمني كأني چوز أمها ومدلعة نوح السياف ومطنشه عيالها، أنا هروح افطر عند عمتي رباب أهو نستفيد بحاچة من العيلة دي. 

نهرته ميادة بغيظ

أوعى تخرج يابن نوح، تعالى صحي رحيم وتنزل تفطروا سوا، عملالك فول بسمنة بلدي هيعجبك أوي.

رائد : اكده الكلام التمام، هطلع اصحى رحيم وچايلك هوا.

جلست هي إلى جوار نوح قائلة

أنا هنزل مع سهيلة نشتري شوية حاجات، هتخرج معانا؟!

حرك رأسه قائلاً

لاه، عندي شغل كَتير وبعد ما أخلص هفوت على كام واحد اعزمه عالخطوبة، ورحيم ورائد يكملوا، روحي انتِ وهاتيلها اللي تطلبه كله.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

كانت تجلس بينهم بلا روح، فؤادها يهفو إلى صوته، تتخيل أن ما يحدث كابوس مزعج وينتهي قريباً، تحدث إليها حسن بصوت يغلفه الأسى قائلاً

ايه رأيك يا رنا، أيمن ووالده رايدين نسافروا عندهم كام يوم عالفيوم، عندهم هناك أرض ومزرعه حلوة جوي.

نكست رأسها هامسة بشرود

زي ما تحب يا بابا

نظر إلي والدتها قائلاً بغضب

شايفه بتك وردها البارد، يعني ايه زي ما تحب، هو أنا اللي هتچوز، مش مكفيها أسلوبها مع الراچل وكأنها مطيجهوش

هبت رنا واقفه بعدما استفزها قوله

وأنا فعلاً مش طيقاه، إيه الجديد ومع ذلك حضرتك مصمم أكمل معاه، جاي دلوقت بتسألني عن رأيي في زيارة لا هتقدم ولا هتأخر

كاد أن يفتك بها حسن فحالت بينهما زوجته لكنه لم يتوقف عن ثورته بل هاجمها بغضب منها ومن نفسه

انتِ عيلة جليلة الحيا والرباية

شهقت باكية تلتقط أنفاسها بصعوبة قائلة

لأ، أنا متربية جدا وإلا مكنتش طاوعتك واتخليت عن الإنسان اللي قلبي اختاره، صدقني يا بابا أنا مستحيل أسامحك على ظلمك ليا، مستحيل.

أشار إلى زوجته قائلاً

خدي بتك دلوك وبعديها عن وشي وإلا همد يدي عليها، سامعة

احتضنها والدتها بخوف قائلة

تعالي معايا ياقلب ماما، تعالى يا رنا ربنا يهديكي يابنتي، التفت إليه قائلة

ويهديك انت كمان، مش فاهمة حصلك إيه بس.

عادت بعد قليل، تحدثت إليه بحدة قائلة

مش معنى إني ساكتة على تصرفاتك ياحسن يبقى خلاص، أنا معنديش أغلى من عيالي ولو حسيت انك هتأذي حد فيهم صدقني مفيش حاجة هتمنعني أخذهم ونسافر برة مصر من تاني

انتفض حسن قائلاً

وااه، ده تهديد ولا إيه شكلك ناسية إني أبوهم ومن حجي اعمل اللي فيه مصلحتهم

اقتربت هي تتحدث بغيظ

مصلحة ايه، أنا شايفة إنك بتدور على مصلحتك انت، رنا مش فارق معاها رحيم ابن مين ولا اهله عملوا ايه، لكن انت مهتم بكلام الناس ومظهرك الاجتماعي

حسن : رنا عيلة مفهماش حاچة، وانتِ ماشية ورا عواطفك، أنا خابر زين إن چوازها من واحد أبوه شمام وأهل أمه ناس واعرة وسيرتهم توچع البطن هيدمرها، بتي بتكمل دكتوراة وچميلة وألف مين يتمنى ضفرها، اچوزها لواحد معيوب ليه

شهقت باستنكار

معيوب! انت تفكيرك غريب، وهنفترض ان كلامك صح، بنتك بتحبه، إيه مش فارق معاك؟

حسن : لاه مفارجش لأنه كلام فاضي، وهم ومسيرها تنساه.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

منذ لقاءه الأخير مع آثر وعقله يتأرجح بين الرفض والقبول، بداخله نزعة نحو القبول، لما لا يرتبط بواحدة تشبهه، مؤكد أن شام لن تعايره يوماً بماضيه فهي على دراية بكل ما عايشه من قبل، مازالت حديثة السن وبإمكانه أن يشكلها كما يشاء، لكنه مغرم برنا، كيف يأخذ من ابنة خاله مسكن لما يعانيه، جاهد في نحر تلك الأفكار لكن حائر، ماذا ان تزوج بلا مشاعر، لما لا يرتبط كما يفعل البعض، زواج يخلو من المشاعر وقد تأتي فيما بعد حتى وإن لم تأت فلا بأس.

ترى هل يقبل نوح وتقتنع ميادة أم انه في الطريق نحو حربا جديدة لا قبل له بها.

القى بجسده فوق فراشه وتأوه هامساً

مينفعش يا رحيم، هتتچوز كيف وانت روحك مع غيرها، هتفضل طول العمر تفكر في رنا وانت مع غيرها، امتعض  وجهه وقست ملامحه قائلاً

وايه المانع ماهي راحت اتخطبت وعايشة حياتها، اعيش أنا كمان وهنساها، الحياة هتمشي، وبعدين آثر صاحبي ومجدرش ازعله.

انتفض بفزع عندما اقتحم رائد الغرفة قائلاً

جوم يا رحيم، أنا چعان ورايد أفطر

التقط رحيم وسادة كبيرة والقاها بوجهه قائلاً

أبو شكلك عالصبح، في حد يدخل كيه التور اكده

حرك رائد رأسه إلى الأمام مؤكدا قوله

آه، أنا، جوم يلا ورانا شغل ومشاوير طول اليوم.

اعتدل رحيم قائلاً

انزل انت افطر ولما تخلص نخرج

أصر رائد على البقاء إلى أن يهبطا سويا

لاه، هننزل سوا انت نمت من غير عشا ولازم تفطر

رمقه رحيم باستهزاء قائلاً

خبر ايه ياعم، انت مفكر نفسك أمي

حرك رائد يديه في الهواء قائلاً

لاه، بس لو منزلتش دلوك هجول لميادة وشوف هي هتعمل ايه، هتنزل بما يرضي الله ونفطر ولا ابعتلك ميادة وتنكد عليك وبرده هتخليك تفطر.

استجاب له رحيم وابتسم إليه قائلاً 

الطيب أحسن يا باشا، نفطر بالأدب بدال ما نسمعلنا كلمتين حلوين.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

يدفعنا اليأس نحو أحضان الغرق فنتشبث بكل ماهو خاطيء وتفقد أعيننا بريق الصواب ونواصل رحلتنا وسط أمواج التيه إلى أن يغدو بر الأمان محالاً.

اعترضت على تعنت كلماته وهتفت بقوة

لؤي، بليز أنا مش اتعودت ان حد يقرر عني أي حاجة، انا لبسي عادي مفيش داعي كل يوم تقولي البس ده واغير ده

لؤي : أنا جوزك ومن حقي أغير عليكي.

ديمه : تغير!

توقف هو عن الحديث وترددت بعقله الكلمة، هل يشعر حقا بالغيرة أم انه يتوهم، تطلع إليها وكم بدت بعينه فاتنة، لا يعلم لما تزداد جمالاً في كل لحظة وكأنها تستمد بريقها من منبع لا ينضب، مسح على وجهه بغضب قائلاً

ديمه، غيري اللبس ده وبلاش خناق عالفاضي، أنا حقيقي مصدع ومش فايق

ديمه بحزن

خلاص مش عاوزة اخرج، أنا هنام

جذبها إليه بقوة فتأوهت ناظرة إليه بعتب جعله يرخي قبضته ويعلن عن استسلامه قائلاً

أنا آسف، مش قاصد اوجعك، بس بلاش لما تلاقيني متعصب تزوديها يا ديمه

نكست رأسها قائلة : انت ليه اتغيرت، كنت انبارح مبسوط، حصل ايه؟!

لؤي بصدق : مش عاوز نرجع تاني، أنا...

استمعت إليه بترقب لكنه لم يجد ما يقول، مسد فوق رأسها قائلاً

يلا ننزل نتغدى، أنا جعان واكيد انتِ كمان جعانة.

حركت رأسها قائلة

لأ عادي، مش عندي نفس

تحرك بخفة ولم يفلت يدها قائلاً

بلاش دلع، لما أقولك حاجة تقولي حاضر، مفهوم

لوت شفتيها بغيظ فقهقه باستمتاع وتحركا سويا يحتضنها بحميمية غافلين عن تلك الأعين المتربصة بهما،ابتعد ذاك الرجل الغامض وهاتف أحدهم قائلاً

خلي بالك، دقيقة وتلاقيهم قدامك، اوعى تأذي لؤي ركز على البنت اللي معاه، فاهم.

أنهى الإتصال وهرول ناحية الشارع الخلفي للفندق يتطلع إلى المكان بحذر، انتظر قليلاً قبل أن تأتي سيارة سوداء بإتجاه ديمه ولؤي وقبل أن يعي أحدهم ما يحدث سقطت هي أرضا بعدما ارتطم جسدها بتلك السيارة ليقف لؤي عاجز عن الحركة وينسحب الفاعل في صمت وقد حدث ما أراده تماماً.




تعليقات



×