رواية اسرت قلبه الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سولييه نصار


 رواية اسرت قلبه الفصل السابع والعشرون 

"من أجلك"

رمش وهو ينظر إليها ...كانت تبدو على حافة الإنهيار تمسك دموعها بالقوة كي لا تنفجر ...غضبه تبدد وهو ينظر إليها وبدأت من ذلك شعر بالشفقة الشديدة عليها....
-نوران !!...
قالها برقة إلا أنها شهقت تحاول الا تبكي وقالت بصوت متقطع :
-لو سمحت ليه مش قادر تفهم ..أنا مش عايزة اتجوز ....انت الف واحدة تتمناك ..ابعد عني ...سيبني في حالي ....
تنهد وهو ينظر إليها ...لقد كلمه أمجد ...أخبره أنها تخاف بسبب تجربة والدتها ....هي تساورها الشكوك ...نعم هو يعرف هذا ...لهذا ترفض الزواج منه ...ولكن كيف يطمئنها أنه لا يرى امرأة في العالم غيرهاو...كيف يخبرها أنه كتم حبها طويلا ...ينتظر فقط عقد قرآنه عليها ليضمها اليه ...يخبرها أنه يعشقها ...لم يعشق غيرها ...فقط ليعقد قرآنها عليها وسترى كيف ستكون عندما تُعشق من قبل رجل مثله ...هو لن يتخلى عنها.....
كانت نظراته إليها تربكها بقوة ....ترغب بدفعه ولكنه لا يبتعد ...يصعب الأمور عليها ...لما لا يفهم أنه سيدمر حياته مع إنسانة مثلها ...إنسانة فقدت شرفها ....
لمعت عينيها بالخوف وهي تراه ...عادل يقف أمامها وهو ينظر إليهما بغضب ....ابتلعت ريقها وهي تهرب من نظراته...
...
على الجهة الآخرى...
كان هو يقف بينما يشعر أنه سوف يحطم رأس هذا الرجل ...هذا المدعو خطيبها ...هذا الرجل الذي يريد أن يسلبه إياها...ولكن نوران ملكه حتى لو منعه والده عنها ولكن هو سوف يجد طريقة ...على كل حال زواجها بهذا الرجل لن يستمر عندما يكتشف حقيقة أن نوران ليست عذراء وسيلقيها خارجا ...حينها هو سوف يظهر ويأخذها ....أعطاها ابتسامة شريرة وهو ينسحب من أمامها بينما نظرات القلق كانت واضحة جدا بعينيها !!
...........
ارتعشت قليلا وهي ترى نظراته تلك ...وابتسامته التي ارعبتها ...رباه إلى متى سوف تعاني ..أليس لهذا العذاب من نهاية ..انهمرت دموعها دون وعي منها ليعبس جاسم ويقول :
نوران مالك ...ليه بتعيطي ؟!!..
نظرت اليه وهي تشعر بالضعف ..ترغب أن تعترف له وترتاح ...لما لا يفهم انها تموت بالفعل! تختنق وتشعر أن هذا السر يجثم على صدرها كالجبل ...أغمضت عينيها وهي تمسح دموعها..  
كان ينظر اليها وهو يشعر بالشفقة على حالتها تلك ...تبدو يائسة للغاية ....هل فعل هو هذا بها. ..هل جرحها لتلك الدرجة ...هل رفض حبها من قبل اوصلها لتلك الحالة ...ولكنه فعل هذا من أجلها ...لم يكن يريد أن يحبها دون رابط شرعي بينهما ...أنه يراها غالية لدرجة أنه لا يريد أن ينظر إليها حتى  ..هو يخاف الله فيها ...لهذا يريد الزواج بها بسرعة لكي لا يخطئ ..هو اخطأ بالفعل عندما أتى ليراها ...ولكنه لم يقاوم ...اخترع اي حجة كي يأتي من الغردقة ....وكانت حجته السخيفة هي شقيقه 
تنهد وهو يمد لها محرمة رقية ...
انا عارف اني جرحتك وانا اسف ...بس اوعدك اني بعد جوازنا هعمل المستحيل عشان اسعدك ...اوعدك يا نوران 
قالها بوعد...
-

كان يقود سيارته وعينيه تلمع بغضب شديد النيران تشتعل داخله ...لولا والده لكان أقام الدنيا بالفعل لأنهم يريدون أخذها منه...هو ليس رجلا يتخلى عما هو له ....ونوران ملكه بأي طريقة ...صحيح انه لا يريد الزواج منها ...رسمي على الأقل ولكنها ملكه يفعل بها ما يشاء ...حتى لو أرادها أن تكون عشيقته يجب أن توافق ....ابتسم بسعادة وهو يفكر أنه سوف تكون له  عن قريب ...لم يفعل شئ سيراقب اكتشاف الحقيقة وكيف أن خطيبها سوف يكتشف الحقيقة ويطردها من حياته ....رنين الهاتف اخرجه من شروده امسك هاتفه وعبس بغضب وهو ينظر إلى الاسم الذي يتألق على الشاشة ...اسم جميلة ...خطيبته وابنة عمه ...تلك الفتاة التي أُجبر عليها وهو لا يحبها ابدا ....تنهد بضيق وهو يريد أن يغلق الخط بوجهها ولكنه لا يريد مشاكل مع والده ...يكفيه ما فعله عندما عرف بفعلته مع نوران ...رد على الهاتف وهو يقول بضيق:
-أفندم !!!
أتاه صوتها اللطيف وهي تقول :
-عادل وحشتني ...
أغمض عينيه وهو يكز على أسنانه وقال :
-خير عايزة ايه يا جميلة ...
عضت شفتيها بقوة وهي تمنع دموعها من الأنهمار ...تنفست عدة مرات من أنفها لكي تسيطر على نفسها وتقول برقة كعادتها :
-انا كنت بس عايزة افكرك بعيد ميلادي ...أنا النهاردة هكمل سبعتاشر سنة ...
-ايوة وانا اعملك ايه ... فاكراني فاضي للتفاهة دي انا...لو سمحتي متكلمنيش تاني ...أنتِ فاهمة 
انهمرت الدموع من عينيها وقالت بنبرة حزينة :
-حاضر ....أنا بجد أسفة ...اسفة ...
لم يهتم بها بل اغلق الهاتف لتسقط على الفراش وتنهار في البكاء وهي تدفن رأسها في الوسادة ....لا يحبها مهما فعلت 
...  
-آه ...
صرخت جيلان بينما اسقطتها أريام على الارض....كانت اريام تضربها بغل وهي لا ترى أمامها سوى ان تلك الطفلة قد سرقت منها خطيبها ....
شدت اريام خمارها وهي تصرخ بها :
-وعاملالي فيها شيخة وأنتِ بتلفي على خطيبي ...عملتيله ايه خلتيه يسيبني نم*** معاه صح ...قولي ...اعترفي ... 
كانت جيلان تبكي وهي تضع كفها على خمارها الذي كاد أن ينخلع بقوة بينما التف الطلاب حول اريام التي تصرخ بها ...كانت بعض الفتيات يحاولان ابعاد اريام التي بدت كوحش وهي تضرب جيلان وتتهمها بأبشع الاتهامات حتى أن البعض قد صدق بالفعل أن تلك الفتاة التي لا تعطي  وجه لأحد هي فتاة رخيصة للغاية ...
....
بعد قليل ....
كان الناس قد استطاعوا فض تلك المشكلة ....رفضوا الدكاترة بالجامعة إحضار الشرطة كي لا تكبر المشكلة وتركوا اريام تذهب بينما لملمت جيلان نفسها ...كانت تبكي وهي ترى نظرات الشك من زميلاتها ....ركضت من أمامهما والدموع تنهمر من عينيها .. كانت تدعو في تلك اللحظة أن تموت .....
....
-ايه حصل ايه ؟. 
قالها أمجد بصدمة وهو يستمع لحديث صديقه الذي يعمل بكلية جيلان  حيث انه معيد ...وقد أخبره بشأن المشكلة التي أحدثتها اريام مع جيلان وكيف أنها اهانتها  أمام الجميع ....تصاعدت النيران داخله. ..ورغب فى أن يرى اريام أمامه ليحطم فكها ....رباه ..ماذا سيكون حال جيلان الآن...لا بد أنها تكرهه ...أغمض عينيه بتعب وهو يقول :
-شكرا يا حسام ..شكرا ...
ثم اغلق الهاتف وهو يلملم اشياؤه متجهاً إلى مكتب المدير كي يستأذن للذهاب ...

.....
-ايه اللي بتقوليه ده يا أم اريام ؟!
قالتها دلال بصدمة لتصرخ بها هي وتقول :
-الحقيقة يا حبيبتي ...ابنك ساب بنتي عشان بنت عمه ...اسأليه كان بيحصل بينهم ايه تحت سقف بيتك ويخليه يغير رأيه بالشكل ده ........
-أم أريام لو سمحتي اسكتي ....بطلي تتهمي البنت بالباطل عشان ابني ساب بنتك ...والله لو فعلا انتوا كده بتخوضوا في عرض البنات اللي ملهاش ذنب ابني ليه حق أنه يلغي الجوازة دي من الأصل ...
ضحكت أم اريام بسخرية وقالت :
-ملهاش ذنب ؟!طيب أسأليها يا حبيبتي وقوليلها يوم خطوبة نوران بنتك كانت بتقول ايه لأمجد ..يا حبيبتي البنت اللي شايفاها ملهاش ذنب دي بنت متربتش ...دي اعترفت لابنك أنه بتحبه وهو من وقتها حاله متشقلب ..هو الحمد لله أنه فسح الخطوبة بس مش علشانه ...علشان بنتي المسكينة متقعش في واحد زيه ....
ثم تركتها وذهبت ...
توسعت عيني دلال وهي تسمع هذا الكم من الصدمات ...لا يعقل...جيلان ...أمجد...هل خانوا ثقتها...
نظرت حولها لتجد بعض الجيران ينظرون إليها ...ولجت مسرعة لمنزلها وأغلقت الباب بقوة ثم أمسكت هاتفها لتتصل بإبنها ولكن جرس الباب رن فجأة لتذهب مسرعة ...فتحت الباب وهي ترى نوران تدخل....وخلفها كان جاسم ....
-أنتوا جيتوا مع بعض ...
قالتها ببلاهة لتذهب نوران لغرفتها دون أن ترد ..بينما ابتسم جاسم وهو يعانق خالته وقال:
-هي ركبت ميكروباص وانا جيت بعربيتي وراها يا خالتي ...
ضمته دلال وهي تحاول رسم ابتسامة. على شفتيها ....تتمنى الا يعرف جاسم بما يحدث .. 
-ايه ده !!!
قالتها فجأة دلال وهي تبتعد عن جاسم بينما تنظر إلى جيلان التي تبدو في حالة غريبة فقد كان خمارها مبعثر ووجهها مكدوم ....اقتربت دلال منها وامسكتها من كفها وهي تسحبها نحو الغرفة بينما رمش جاسم بإرتباك...هل يذهب الآن ام ماذا ؟!!
.. 
دفعت دلال جيلان قليلا حتى جلست على الفراش وهي مطرقة برأسها وتبكي ...
-مين عمل فيكي كده ؟؛
لم ترد جيلان لتقول دلال :
-أريام صح !!!.
نظرت إليها جيلان بإرتباك فاكملت دلال بقسوة :
-ايه بينك وبين أبني يا جيلان ؟!!فيه ايه بينك وبين أمجد !!!
كاد جيلان أن تتكلم إلا أن الباب فُتح وأمجد يلج بعنف ...
-جيلان ؛!!
قالها بهلع وهو يرى مظهرها هذا ...اغلق الباب واقترب منها إلا أن دلال أمسكت ذراعه وصرخت به :
-استنى عشان انت فضحتنا ...قولي ايه بينك وبين جيلان يا أمجد...لدرجة  أن أم خطيبتك تيجي هنا وتعملي فصيحة وأريام تروح لجيلان ويا عالم حصل ايه بينهم ....
-امي سامعة بتقولي ايه !؛مفيش حاجة بيننا ..
-مفيش دخان من غير نار يا أمجد ....يعني انت مبتحبش جيلان ...هي مش بتحبك !!!
صمت قليلا ثم قال :
-انا عايز اتجوز جيلان يا أمي ....
رفعت جيلان وجهها بصدمة والدموع تلطخ وجنتيها ثم أطرقت برأسها أرضا وهي تشعر أن قلبها سوف يخرج من صدرها لتقول دلال :
-اطلع برا دلوقتي واقعد مع ابن خالتك ...عيب كده 
-يا أمي ...
-قولتلك اطلع برا يالا ....
تنفس بعنف وهو يخرج بالفعل لتستدير دلال وتنظر إلى جيلان وقالت:
-شوفي يا بنتي لو هتعملي مشاكل هنا يبقى تتجوزي فادي وتمشي !!
...

-هو أنا جيت في وقت غير مناسب ولا ايه يا أمجد !!
قالها جاسم بإرتباك ...ليبتسم له أمجد ويجلس وقال :
-شوية مشاكل كده مع جيلان متقلقش يا عم ارتاح ...مش كنت قولت انك هتيجي كنت جيت استقبلتك بنفسي ...
ابتسم جاسم وقال:
-والله جات فجأة ...أنا بس كنت عايز اشوف نوران وكمان اشوف آنسة جيلان ليه غيرت رأيها...فادي...
قاطعه أمجد بإشارة من يده وقد شعر بالضيق وقال:
-جاسم لو سمحت جيلان قررت محدش يضغط عليها كفاية اللي بتعيشه ...
-ايوة بس فادي ...
-فادي ربنا يرزقه باللي تقدره وتحبه إن شاء الله ...
صمت جاسم وهو ينظر إلى ضيق أمجد بدهشة ...هل يعقل ؟!لا صديقه خاطب وهو ليس من هذا النوع ..ربما هذا فعلا قرارها!  .
............

-سما ...سما ...
قالها ماجد لسما التي كادت تخرج من المدرسة ...
رفعت حاجبيها ونظرت إليه بضيق وهي تقول :
-خير يا استاذ ماجد؟!
-استاذ ماجد ...
قالها بتعجب ثم أكمل :
-من امتى يا سما بتناديني بأستاذ ماجد ؟!
-من دلوقتي يا استاذ ماجد ...ولو سمحت لما تيجي تناديني بعد كده تقولي يا مدام سما ....أو يا مدام بس ...لكن متنادنيش بإسمي حاف كده لو سمحت ...
-انا بجد مش مصدق ...هو لحق يغيرك بالسرعة ده ...
عبست وهي تنظر إليه وقالت:
-هو مين تقصد جوزي ؟!ما ده هو الصح ...انت مين عشان تناديني كده بإسمي ....بس الغلط مش عليك ..الغلط عليا عشان محطتش حدود بيننا ...استاذ ماجد لو سمحت متتكلمش معايا مرة تاني الا في أضيق الحدود ...وكلامنا يكون في الشغل وبس ....
ثم تركته وخرجت مسرعة وهي تمسك عمر ....نظرت أمامها لتجد سيارة امير ...اقتربت هي وعمر ...أدخلت عمر في المقعد الخلفي وكادت أن تركب بجواره إلا أن أمير قال :
-لو سمحتي يا سما تعالي اقعدي جنبي ...
كادت أن ترفض بسرعة إلا أنه كرر برجاء:
-تعالي اقعدي جنبي ارجوكي ....
تنهدت وهي عاجزة عن الرفض ...أغلقت باب السيارة الخلفي ثم اتجهت وجلست بجواره وأغلقت الباب ....
...
انطلق امير بالسيارة بينما ظلت سما صامتة تنظر لنافذة السيارة بصمت ...تنهد أمير وهو يمسك كفها ثم قربه من شفتيه وقبله بنعومة ...شدت كفها وشهقت بخجل وهي تقول :
-امير ...عمر !!
ابتسم بلطف لها وهو يقول موجهاً حديثه لابنه :
-حابب نروح الحديقة يا حبيبي ؟!
.......
بعد قليل ....
في الحديقة العامة ...
كان عمر يلعب بسعادة بينما سما جالسة على المقعد الخشبي الابيض وهي تبتسم بسعادة...امير كان يجلس بجوارها وهو يبتسم بسعادة ...
-سما أنا عايزك في حياتي ....
نظرت إليه بدهشة ليكمل وهو يمسك كفها :
-انا بعد موت مريم الله يرحمها حسيت أن حياتي كلها أتهزت ..مبقتش أنا ...مبقتش الإنسان اللي اقدر احب....بس يعلم ربنا اني عندي مشاعر ناحيتك ..ممكن تتطور لحب ...بس انا محتاج وقت لو سمحتي .....محدش هيقدر ياخد مكان مريم بسهولة 
أمسكت دموعها بقوة وقالت :
-انا مش عايزة اخد مكان مريم ..بس من حقي اني احس ان جوزي بيحبني ...محسش اني مجرد واحد بياخد منها حقوقة الشرعية بس ...أنا محتاج احس بالحب كمان .....
شدت كفها وقال بهدوء:
-وزي ما انت محتاج وقت ...أنا كمان محتاجة وقت !!
......... .

:-خلاص أنا استسلمت ...أنا بحبها ...
قالها يوسف بسعادة وهو يجلس على الدراجة الرياضية ...عينيه العسلية تتألقان بالعشق...ثم أكمل :
-انا مش هسيبها ...هحارب عشانها ..مش هخلي اللي اسمه لطيف ده يأذيها تاني ....
نظر إليه منير بقلق وهو يرى حماس صديقه وقد اصابه الخوف ...صحيح أنه كان يريد منه أن يتقدم في حياته ولكنه بحبه لتلك المرأة هو يعرض حياته للخطر ...لطيف رجل خطير ولن يصمت أن حاول يوسف أن يتزوج ماجدة أو يحارب من أجلها ...نظر إلى يوسف وهو يفكر أنها المرة الأولى منذ زمن يراه سعيد لتلك الدرجة ...يراه بكل ذلك النشاط والأمل....ولكن هذا الحب سوف يؤذيه ....
حاول أن يتكلم ولكنه لم يعرف كيف يصيغ حديثه ....خاف أن يغضب منه يوسف  ولا يسمع كلامه ...هو يعرف كم أن يوسف عنيد للغاية ...وان وضع أمر في عقله فسوف يفعله بكل تأكيد ...هو سيحارب من أجلها....من أجل ماجدة ....
كان القلق ظاهر في عيني منير وقد قرأه يوسف وقال مبتسما ..:
-انا عارف انك خايف عليا ....
-مش خايف بس انا مرعوب انت بتورط نفسك في ايه يا يوسف بجد ....سيبك من الست دي وشوف غيرها ...انت بتدمر حياتك ....ده تاجر مخدرات ...وممكن يكون قاتل ...هتحاربه ازاي ...يا يوسف اللي خلقها خلق غيرها شوفلك حد تاني ...
-بعد السنين دي محدش حرك قلبي غيرها يا منير ....مش حاجة بإيدي اني اختار غيرها....
-بس طليقها 
-طليقها اخر همي أنا مش خايف منه ...
-انا خايف عليك يا يوسف ....خايف يحصلك حاجة ...خايف تتأذي ....
ابتسم يوسف له وقال:
-تعرف انك اعز صديق ليا يا منير ...أنا بجد بعزك اووي...انت الوحيد اللي وقفت جمبي في كل محني ..انت الوحيد اللي فهمتني بجد ...انا مقدر انك خايف عليا بس انا لقيتها بعد ما دورت كتير ...لقيت الإنسانة الصح بعد ما دورت كتير ومش عايز اخسرها ...مادام هي عايزاني وبتحبني هتجوزها وهحارب عشانها
-هتتأذي !!.
-مش مهم ...بجد مش مهم ...بس هندم لو انسحبت يا منير ...مش انا اللي اسيب حد يخصني ...أنا مسيبتش نسرين الا لما هي قالتلي مليون مرة أنها بطلت تحبني ...صحيح كنت مجنون وقتها مع واحدة مبتحبنيش....تخيل هبقى عامل ازاي مع واحدة بتحبني !!
حك منير جبهته وقال:
-انا مش عارف اقولك ايه ...مش عارف انصحك بإيه ...انت عنيد يا يوسف ومجنون وعارف انك مش هتسمع كلامي ...هضيع طاقتي على الفاضي ...
ابتسم يوسف وقال:
-عليك نور ...أنا عنيد ومجنون انت عارف اني مش هستسلم ...بعدين يا سيدي انت خايف ليه ...صاحبك جامد اووي على فكرة المهم ندور على حل قانوني يبعد لطيف عننا مؤقتا لما نتجوز ....
هز منير رأسه بيأس ....يوسف كل ثانية يتمسك بالفكرة اكثر
.....
فتحت الباب بغتة وشهقت وهي تراه يقف أمامها ...وجهه جامد لا يوجد اي أثر للمشاعر به ...ابتلعت ريقها وهي تحاول أن تخفي خوفها الذي كل يطل  من عينيها ولكنها فشلت تماما إذ رأى لطيف  خوفها الواضح وهذا جعله يشعر بالإنتصار ا...هي ترهبه وهذا جيد للغاية....اتسعت ابتسامته الشريرة وقال:
-مقولتيش مين ليه قبل ما تفتحي الباب ....لدرجة دي مدية الآمان للناس ...لسه ساذجة زي ما انتِ ...
-لو مكونتش ساذجة مكنتش اتجوزتك ....   ...
في الواقع هي ظنت أن الطارق على الباب هي جارتها التي تكون قد أحضرت ابنها من روضة الأطفال ولكنها صُدمت به ...
أغمضت عينيها بيأس وقالت:
-عايز ايه يا لطيف ؟!...
اشتعلت النيران بعينيه ...ليس غيرة أو غضب ...بل عشق ...رغبة ...اشتياق لها ...هي لا تعرف ..لا تعرف ابدا كم تحتله ...لقد فشل في رؤية اي امرأة غيرها ...هي ليست بذلك الجمال المبهر ولكن يوجد شئ بها يجعله مفتون...بل مجنون بها 
-عايزك....أنا عايزك !!!
انهمرت الدموع من عينيها وهي تقول بيأس :
-سيبني في حالي .. ابوس ايديك سيبني في حالي ...سيبني اربي ابني بعيد عنك ...
غلف الجليد نظراته وقال بقسوة :
-أنا سيبتك تربي ابنك وبعدت عنك بس انتِ اللي بدأتي تلعبي يا ماجدة ...قولتلك ممنوع اي راجل يدخل حياتك ....بس أنتِ دخلتي ...الاول رأفت والتاني يوسف !!
انتحبت وهي تقول :
-والله ..والله ما فيه اي حاجة ...والله ..
آه ...
صرخت بمفاجأة وهو يمسك ذراعها بقسوة ويقول :
-أنتِ بتستغفليني يا روح امك .... فاكرة اني مش،، عارف اللي بيدور بينكم ....باين من نظراتكم وانا مش هستنى لما تفضحيني يا ماجدة ...اقسم بالله لو ما رجعتيلي وبعدتي عن دكتورك ده ...والله العظيم ما هتشوفي ابنك تاني ...خلاص يا حبيبتي مبقاش اي حاجة تمسكيها عليا ...مش هتقدري تلوي دراعي تاني ...خلاص يا ماجدة ...روحك بقت في أيدي ....
لطخت الدموع وجنتيها ليمسحهم برفق بينما اشاحت بوجهها وهي تشعر بالقرف منه فضحك وقال:
-ايه السحر اللي رمتيه عليا نفسي اعرف بجد....مش قادر اشوف غيرك ...مش قادر.....ارجعيلي يا ماجدة متجبرنيش اني احرق قلبك على ابنك ...دلوقتي هاخد ردك ...حابة ترجعيلي ولا نمشيها محاكم ...
نظرت إليه بقهر ودموعها تنفجر من عينيها وقالت :
-هرجعلك ...هرجعلك!!
-.........
في المساء ....
كان متسطح بجوارها يقرأ لها إحدى قصص الاطفال ...كان مختلفاً الآن بمنامته القطنية وشعره الذي ربطه بطوق اسود...يبتسم ويقلد اصوات الشخصيات بقصة الاطفال لابنته التي تضحك بقوة ...كانت دوما هي من تظهر الجانب الافضل منه ...ابنته أملاك ...تلك الفتاة التي جعلته يقاوم انهياره وينهض مجددا ..تلك التي أحبها بقوة ...اكثر من اي شئ اخر ...
-بابا بابا...
قالتها أملاك وهي تقاطعه عن إكمال قصته ليرد :
-نعم يا بابا عايزة ايه ؟!
-امتى هتتجوز طنط رحيق ...أنا بحبها اووي وعايزاها تيجي بسرعة ...
نظر إلى ابنته للحظات وقال :
-بتحبيها بجد ...قوليلي بتحبيها ليه ..
-هي جميلة اووي ...كمان طيبة وبتعاملني كويس ...بتلعب معايا ...حتى أنها بتذاكرلي ...تعرف انا ليه جيبت الدرجة النهائية في امتحان العربي اللي فات ...بعد فضل ربنا طبعا كانت هي اللي ذاكرتلي وخلتني شاطرة في العربي...ولما اصحابي شافوني شاطرة بدؤا يتكلموا معايا...تخيل لعبوا معايا في البريك...وقعدوا يسألوني ازاي بقيت شاطرة كده ...
ابتسم هو بينما يشعر بالحزن على صغيرته...أنها المرة الأولى. التي تكون متحمسة لتلك الدرجة...
ربت على شعرها وقال:
-بسرعة حبتيها كده ؟!
هزت أملاك رأسها مبتسمة وقالت:
-وأنت كمان هتحبها يا بابا لما تتجوزها ..هي طيبة اووي ...
كان يشعر بالراحة وابنته قد أحبت رحيق...يتمنى أن تكون رحيق أيضا قد احبتها بدورها وألا تمون ما تفعله مجرد تمثيل  ....ولكن ثمة شئ يحيرها ...أنها خجولة أكثر من اللازم ...هل هي فعلا هكذا ام تدعي ...ماذا ستفعل أن قرر يوما أن يتمم زواجه عليها؟!ابتسم بسخرية وهو يزيل الفكرة من عقله ...مستحيل ...مستحيل أن يلمسها أو أن يطلب منها هذا 
........
-انا بستغل الفرصة ...أنتِ طبعا فاهمة كده ...
قالها سيف بمشاغبة وهي يستند عليها ...كانت قد أصرت أن تساعده هي فقط....كانت تبتسم دون أن ترد بينما وجهها محمر من الإحراج ...يسعدها شغبه معها ...أنها تحب أسلوبه في المزاح...اقتربت من الفراش وجعلته يتسطح برفق على الفراش وهي تقول بأمر :
-متتحركش أنا هجيبلك الاكل عشان تاخد علاجك ...
-انا عايزة اغير هدومي !!
قالها بضيق لترد بهدوء :
-حاضر هنادي حد من الرجالة  اللي شغالة هنا تغير هدومك 
توسعت عينيه ببراءة وقال:
-وليه تنادي حد غريب ...غيريلي أنتِ ...
-لا طبعا مينفعش ...
قالتها بسرعة ليرد بتسلية :
-الله ليه مش أنتِ مراتي ....
نظرت إليه بغضب وقالت:
-انت ليه بتحب تكسفني ...
-بحب كده بصراحة ...بعدين أنا مبهزرش مينفعش تنادي حد يغيرلي هدومي وأنتِ موجودة....
كادت أن ترد ولكن الكلمات هربت من فمها بدلا من ذلك احمر وجهها أسفل غطاء وجهها ....
ابتسم وقال :
-اراهن أن وشك بقا احمر زي الطماطم تحت النقاب ....
ابتسمت وهي تستدير وتقول :
-هجبلك عشان تاكل وبعدين اغيرلك هدومك ...تمام. ..
-تمام ...

قالها مبتسما وهو يغمض عينيه ....بعد لحظات أعلن هاتفه عن قدوم رسالة على تطبيق الواتس آب فتح عينيه وأمسك هاتفه الذي تركته زوجته على الطاولة ثم فتحه ليتصاعد الجليد بعينيه وهو يرى اسمها يسطع على الشاشة ...كانت رسالتها بسيطة ...لكنها صادمة
نوال:سمعت باللي حصلك ...ألف سلامة عليك يا حبيبي....
رفع حاجبيه وهو يظن أنها فقدت عقلها ...الم تنفصل عنه لأنها أحبت آخر ...لما ترسل له تلك الرسالة ...ولما تستخدم لقبه المفضل (حبيبي)هو يحب دوما ان تدعيه المرأة التي يحب بهذا الاسم وقد أخبرها كثيرا أن تدعوه به ولكنها كانت تتملص منه ...والآن تدعوه بهذا اللقب ...حقاً ماذا يوجد بعقلها ...لم يفكر مرتين وهو يحظرها من عنده ...ثم حظرها نهائيا حتى لا يمكنها الاتصال به ....
...
على الجانب الآخر ....
اتسعت عينيها بصدمة وقد برزت الدموع بهما وهي تجد صورته الحبيبة قد اختفت ...لقد حظرها ...فكرت والدموع تنهمر من عينيها ....رفعت هاتفها لتتصل بيه ...لحظة ...لحظتين وقد اكتشفت أنه حظرها من الاتصال به أيضا ...هل نساها بتلك السرعة ...هل زوجته تمتلك هذا القدر من الجمال لتجعله ينساها للابد .....
وضعت كفها على وجهها وهي تنفجر بالبكاء ....تشعر أنها تختنق ....لماذا أحبته بعد فوات الاوان.......
فُزعت عندما رن هاتفها ...رفعته بلهفة لأنها ظنت أنه سيف ولكن خيبة الأمل كست وجهها وهي ترى أنه صالح ...لقد ضاقت ذرعاً به ....هو يلاحقها مؤخرا ليحدد ميعاد الزواج ...أصبحت تتهرب منه دوما ...تحاول التلميح له أن ينتظر قليلا ولكنه لا يفهم ....القت الهاتف بضيق وهي تتسطح على الأريكة وتنظر أمامها بشرود ...تفكر به ...سيف ..تتذكر أيامه معه......تتذكر اول مرة اعترف بحبه لها ...
...
-الآه يا سيف الورد ده لمين ؟!...
قالتها نوال وهي تضحك بينما تنظر إليه وهو مرتدي حلة رسمية بينما يمسك باقة رائعة من الورود البيضاء...كانا يجلسان بالمقهى المعتاد لهما ...أخبرها أنه يريد رؤيتها على عجالة.....
اقترب منها وهو يقدم الباقى لها ويقول :
-ده ليكي أنتِ .....
رفعت حاجبيها بدهشة وهي تأخذ الباقة منه وقالت :
-خير بقا ...
-كل خير يا نوال ....
بدا متوترا بينما ينظر إليها ....كان خائف من الرفض بينما هي انتظرت بصبر أن يتكلم ....
-ناوي تتكلم النهاردة ولا ...
-نوال أنا بحبك ....
تراجعت للخلف بصدمة رغم توقعها الأمر ليكمل :
-انا بحبك اووي ونفسي أعيش كل عمري معاكي ...
...
عادت من شرودها وهي تندفن وجهها أكثر في الوسادة ونحيبها يزداد عنفاً!!!
....
بعد قليل ..  
كانت قد انتهت من اطعامه وأعطته الدواء ....
-يالا عايز اغير هدومي ...
قالها وهو يسند رأسها على مسند الفراش ...لتهز رأسها وتتجه إلى الخزانة ثم أخرجت  له قميص قطني منزلي ثم اتجهت اليه وهي تقول بجدية :
-قوم يالا ...
-امرك....
نهض بتعب وهو يقترب منها ...كانت قد نزعت نقابها ....وقد صبغ اللون الأحمر وجهها من الخجل ....
بدأت في مساعدته ليخلع قميصه المتسخ ....
-أوتش ...
تأوه بسبب الالم الذي شعر به بغتة في ذراعه...تمعنت إليه بقلق وقد لطفت من حركتها قليلا حتى نزعت قميصه وجعلته يرتدي واحد اخر ..

-على سريرك يالا ...
قالتها بحزم ليرد بمشاغبة :
-طيب يالا تعالي نامي جنبي...
-لا ...أنا هفضل سهرانة عشان لو حصل حاجة ....
امسك كفها وقال بجدية ؛
-هيحصل ايه يعني ..أنا كويس ...تعالي أنتِ مرتحتيش بقالك يومين ...تعالى وانا مش هضايقك وعد ...
-تنام على جنبك وانا هنام على جنبي اتفقنا ؟!
-اتفقنا يا فراشة ...يالا عشان ننام ...
-ايه فراشة دي ...
قالتها وهي تتجه للفراش بينما تشعر بالإنهاك ...
تسطح بجوارها وهو يجذبها إليه لتنام على صدره ويقول :
-ده اسم الدلع اللي هناديكي بيه من النهاردة ....
حاولت التملص منه وهي تقول :
-سيف انت وعدتني ...
أغمض عينيه وقال:
-اسكتي ونامي لاني مش هعرف انام الا بالطريقة دي !!
هزت رأسها بضيق وهي تغمض عينيها ....أنها لن تستطيع هزيمته ابدا !!
.........
ولج لمنزله ليتوقف مكانه. هو يراها تقف أمامه ...ترتدي غلالة باللون الكريمي ...شعرها حر طليق وعلى شفتيها ابتسامة سعيدة بينما خلفها طاولة الطعام مملوءة بكل الأصناف التي يحبها ...ابتسم وقال بذهول :
-أنتِ طبختي معقول ؟!!
ضحكت برقة وهي تقول :
-لا طبعا يا جورج ...عملت  اوردر وجالي دليفري...
-كنت عارف على فكرة ...
قالها بإبتسامة ...لتمسك كفه وتقول :
-طيب يالا عشان ناكل ....
سار خلفها بإستسلام ...ليجلس هو على المقعد فتجلس هي على ركبته ...
-الله هو مفيش كراسي تانية ...
قالها ممازحاً فردت هي برقة :
-تؤ مفيش ....
ثم حاوطت عنقه بذراعيها وقالت وقد كسا وجهها الالم قليلا :
-انا حاساك الفترة دي بتبعد عني يا جورج ...
ارتبك قليلا لتكمل :
-حاساك مشغول عني ...انت الايام اللي فاتت عيشتني في الجنة حرفيا ...أنا كنت هموت من كتر ما أنا فرحانة ...تعرف الايام دي قولت انس لو هموت مش مهم ابدا مادام انت بتحبني ...بس اليومين اللي فاتوا...
صمتت وهي تحاول أن تبحث عن كلماتها ...كان يبدو غريب بالفعل ...متباعد...شارد وكأنه يبتعد عنها مجددا وهذا جعلها تشعر بالهلع....فبعد السعادة التي عاشتها لا يمكنه أن يبتعد مجددا ...سيكسرها بهذا الشكل أكثر من قبل ...فهي قد ذاقت حبه ...رأت عينيه تلمع لها ....رأت لهفته عندما يلمسها ولكن كل اختفى تقريبا منذ يومين ...أصبح هو الذي يرفض لمستها ....
انهمرت دموعها دون أن تشعر...مسح دموعها هو بصمت ...دون كلام..بهدوء تام 
كان يعرف ما بها ...كان يعرف أنه هو المخطئ في تلك اللحظة ....هو يخطئ بإقترابه من سيلا مجددا...ولكنه مشتت يشعر بتأنيب الضمير...فسيلا قد تركته لأنها اكتشفت انها لن تنجب ...قررت ان تضحي بسعادتها كي يسعد هو ....هو عاش ...تزوج وأحب وهي ما زالت تقف عند نفس النقطة ....تلك الفكرة تعذبه ...تشعره بالذنب ...كيف يمكنه أن يسعد وسيلا تعيش كل هذا ...نعم هي ليست مثالية ابدا ...ولكنها عانت من أجله. . من أجل أن يكون سعيد ...ولكنه حقيقة أنه يحب ماريانا كثيرا ولا يمكنه أن يخسرها بسبب سيلا ...فتلك ستكون نهايته...تنهد وهو ينظر إليها كانت ما زالت مشتتة ...فاقدة للكلمات ...دموعها تنهمر بشكل كثيف ...تكلم بهدوء وقال :
-اسف لو كنت ضايقتك ...
هزت رأسها وقالت محاولة أن تبتسم :
-تقريبا هرمونات الحمل ....
امسك كفها وقبلها بينما هي ما زالت تبحث عن الكلمات المناسبة ...ربت على كفها وهو يقول :
-تقدري تتكلمي يا ماريانا وانا هسمعك للنهاية ...
-انا مش عايزة اضايقك....
-مش هتضايقيني ...اتكلمي ...
هزت رأسها وقالت :.
-حاساك بتبعد عني ....انت رفضت لمستي ليك ....
كانت تشعر بالإحراج وهي تخبره بهذا ....خافت أن يفهمها بشكل خاطئ تماما ...
ابتسم لها برقة وقال :
-قومي ...
-نعم ...
-بقولك قومي ....
عبست ولكنها نهضت ...ثم رمشت بدهشة وهي تراه يضع غطاء على الطعام ...
-انت بتعمل ايه ...آه ...
-صرخت بصدمة بينما هو يحملها ...حركت ساقيها في الهواء بدلال ليقول هو بمشاغبة :
-عندي كلام كتير نفسي اقولهولك ...تعالي ...
-يا جورج ...
قالتها بدلال ثم ضحكت ...
.......
بعد قليل ....
كانت قد غفت وهي تشعر بالرضا بينما ظل هو مستيقظا....فجأة انتفض قليلا عندما أعلن هاتفه عن قدوم رسالة ....سحب هاتفه ليجد سيلا قد بعثت له رسالة ...نظر بتوتر إلى زوجته النائمة ...ثم نهض برفق وارتدي ثيابه وخرج للصالة ...جلس على الأريكة وهو يمسك الهاتف ويفتح الرسالة ليجد أنها أرسلت له صورة لرواية رومانسية لكاتب مشهور كانا يعشقانها ..ورسالة تحتها 
سيلا:لما شوفت الرواية مقدرتش اقاوم اني اشتريها ...فكرتني بذكرياتنا الحلوة يا جورج....
شبح ابتسامة تكونت على شفتيه ...ولكنه وأد ابتسامته عندما وجدها تكتب مجددا...بعث لها سريعا .:
-معلش يا سيلا أنا مع ماريانا حاليا ممكن متبعتيش حاجة ...
ثم اغلق شبكة الاتصال وولج لغرفته مجددا لينام بجوار زوجته. .. 
بينما كانت هي تنظر للرسالة والنيران تتصاعد داخلها !!لا تصدق أنه يتجاهلها بتلك الطريقة ...تنفست عدة مرات وهي تحاول أن تهدأ من نفسها ولكنها فشلت تماما وهي تلقي بالهاتف بعيدا...ماذا تعني تلك الرسالة. ....لقد لمست لين من ناحيته ...ظنت انها ربحت المعركة ...ولكنها خسرت مجددا....
هزت رأسها وهي تتمتم:
-لا يا جورج ...انت ملكي ...أنا هرجعك ...هرجعك ليا تاني ....
نظرت إلى صورته مجددا وهي تبتسم وتفكر أنها حقا تحبه ...ربما الأمر في البداية كان خدعة منها ولكنها عشقته ...حتى أنها تعشقه أكثر من ماريانا ...تسطحت على الأريكة وهي تغمض عينيها ...تفكر فيما ستفعله بعد الآن ....ربما لو استطاعت اغواءه وجعلت ماريانا ترى الأمر ..ربما ستنجح ...ولكنها تعرف جورج ...هو ابدا لن يقيم علاقة معها ...ولكن ربما تنجح ...بالنهاية هو رجل ...إلى متى سوف يظل يتجاهل امرأة جميلة مثلها ؟!!
.......
-معلش يعني ايه الكلام ده يا أمي ؟!!فادي مين اللي تتجوزه ؟!
قالها أمجد بعصبية لترد والدته بهدوء وتقول :
-ده قرار جيلان ....

-انا هكلمها ...
قالها بإندفاع ثم كاد أن يخرج من غرفته الا ان والدته أمسكت ذراعه وهي تقول بغضب :

-ممكن تبطل اللي بتعمله ده ؟!انت بتأذي اللي حواليك بالشكل ده ...بتأذي جيلان اول واحدة ... البت سمعتها اتدمرت بسببك ....خطيبتك قالت عليها كلام زي الزفت 
-انا قولت انا اللي هتجوزها !!
قالها بعذاب لترد والدته:
-تتجوزها وتثبت التهمة عليها صح ؟!لا مش ده الحل ..الحل أنها تتجوز فادي وتمشي من هنا ...وهي موافقة على اقتراحي ده !!!

تعليقات



×