رواية تنهيدة عشق الجزء الثالث (عودة سفراء العبث) الفصل السابع والعشرون 27 والاخير بقلم روزان مصطفى

 

 رواية تنهيدة عشق الجزء الثالث (عودة سفراء العبث) الفصل السابع والعشرون والاخير بقلم روزان مصطفى



" أن نفترِق، يعني أن تودِع الأمطار الغيمة لتهطل فوق بلدة ما وترتطِم أرضًا، أن يترُك مُراهِق لُعبتهُ لإن الغرض مِنها إنتهى أثناء طفولتهُ، وأن يودِع الشاب والِدتهُ بعد كُل أعوام حياتهُ معها لإنهُ سيتزوج ويقضي الشق الأخر من عُمرهُ بِرفقة إمرأة أُخرى، أن تفترِق عن من تُحِبهُ بمثابة التخلي عن قلبك والعيش بجسدك دون شعور" _بقلمي.

بلعِت سيليا ريقها وهي بتقول بفضول: قصدك إيه؟
عزيز وهو بيحرك لسانُه على شفايفُه الجافة قال: قصدي إني جبت أخري في الجدعنة معاكِ وبطل حُبي يشفعلِك، زي ما إنتِ إستحملتي كتير وكُل شوية تعايريني إني مش عارِف أحميكِ..
قاطعتُه سيليا وقالِت: طب ما دا حقيقي إنت فعلًا مش قادر تحميني.
عزيز بنظرة غريبة: معاكِ حق، دلوقتي هشيل إيدي منك خالص ونشوف بدر بيه الكابِر هيحميكِ إزاي.
سيليا حست بشعور غريب في قلبها وقالت وهي فاتحة بوقها نُص فتحة: يعني إيه؟
عزيز بصلها ببرود لأول مرة تشوفه في نظراتُه ليها وقال بصوت عُمرها ما هتنساه: إنتِ طالِق يا سيليا.
شهقت غصب عنها وهي بتبُصله فكمل دون رحمة وقال: إرجعي مع أبوكِ مصر وخليه يحميكِ طول حياتك بقى.
سيليا جمدت قلبها ونفسها وقالت: كِدا أحسن، ليا وليك.. أبويا فعلًا هيعرف يحميني.
سقفلها عزيز بطريقة مسرحية وهو بيحرك رقبتُه ناحية الباب وقال: برافو، شوفي حالِك بعيد عني، أبوكِ اللي شافعله عندي إنُه فعلًا عاملني زي إبنُه وساعدني كتير، لكن أنا وإنتِ علاقتنا بقت مُقرِ| فة، حتى العتاب فيها إها| نة.
عينيها إتملت بدموع رافضة تنزل بتلمع زي مياه البحر الشفافة، عضت شِفتها عشان تتماسك وتجفف دموعها دون نزول وتقليل من كرامِتها وقالِت: إطلع برا، وإعمل حسابك إن عيالي هيبقوا في حُضني.
عزيز بنُص إبتسامة يملؤها الحِقد: النُقطة دي هتكلم فيها مع أبوكِ.
خرج عزيز من الغُرفة، وساب سيليا مُتخبِطة في صدمة تخليه عنها بعد كُل دا، من جواها كانت وصلت لمرحلة التعب من كُل شيء، من أفعالُه الغير مدروسة..

* غُرفة صِبا

كانت بتحاول تفلِت من تحت إيد أمير اللي ضاغِط على رقبتها وبيبُصِلها بغِل، عينيها بدأت تجحظ من كُتر ما تحملت وفي اللحظة المثالية دخلت إحدى المُمرضات وصرخِت لما شافت المنظر، صرختها وترت أمير اللي قبضة إيدُه ضعفِت حوالين رقبة صِبا، في اللحظة دي إستغلت صِبا ضعف إيدُه وراحت ضر| باه برُكبتها في بطنُه وقامت تجري على برا وأمير خبط المُمرضة في الحيطة وطلع يجري ورا صِبا عاوز يوصلها
وهي بتجري حست بيه وراها فصرخت بالإنجليزي إنهُم يساعدوها، جه كذا دكتور حاوطوه وهي بتجري وبتبُص وراها عشان تنقذ نفسها منهُ، كُثرة الدكاترة حواليه وقفت شجاعتُه لإنُه مقدرش يقاومهُم، بين إيديهُم بص لصِبا بغضب وهو بيضغط على سنانُه وبيزعق كأسد جريح بيحاول يرضي غرورُه!


* غُرفة مياسة.

وقِف عيسى وهو ماسِك دقنها بإيد واحدة وبيضغط عليه جامد وهي بتتألم، برقلها بغضب وقال: إنتِ ليه بتلفي وتدوري حوالين نفس النُقطة، أمل! إنتِ مالك ومالها وبتكرهيها ليييه!
ردت عليها مياسة بذكاء وهي بتبعد وشها بعيد عن إيدُه وقالت بصوتها الطفولي: أنا مبكرههاش أنا بحبك إنت!
عينيه رفت كـ عادتها وملامحُه لانِت، لقى نفسُه بعدلها خُصلات شعرها وبيلمس بصوباعُه خدها، بعدها قال بتلقائية: أنا مبحبش حد يتكلم عن أمل وحش عشان أمل دي أهم حاجة عندي في الحياة، هي وأبويا.
قلب مياسة وجعها، هي مُدركة تمامًا تعبُه النفسي والعقلي لكِن غريزتها كـ ست خلت الغيرة تتحكِم فيها، بصتلُه غصب عنها بنظرة عتاب، فإتنهد بتعب من محاولة شرح مشاعره للي حواليه، حتى مراتُه!
قعد على السرير جنبها مرة تانية وهو بيتنهد.. الإنسان مش شرط يكون بياخُد نفسُه مِن كُتر الجري، يمكن حتى في أفكارُه مش بيرتاح


* غُرفة رفيف.

شافت شخص داخِل عليها لابِس ماسك أرنب ومخرج من جيبُه شيء بيلمع، برقت وهي بتترعش وبتدور في حديد السرير على زُرار إستدعاء المُمرِضة، قرب منها الشخص دون مُبالاة بخوفها وصدرها بدأ يعلو ويهبط من كُتر الخوف
فجأة قلع الماسك وضحِك وهو بيقول: إهدي يا بت في إيه، أنا نوح!
بصتلُه رفيف بضيق وهي بتترعش بعدها حطت إيديها فوق جبينها وهي ساندة براسها على إيديها، لاحِظ إن إيديها متعورة ما بين الصوابِع من إبرة الكروشيه فسند الماسك على الأرض وجري ناحيتها وهو بيسحب إيديها بيبُص فيها وبيقول: إنتِ بخير؟ سامحيني يا حبيبتي أنا أسِف إنتِ عارفة إني بحب الهزار مقصُدش أضايقِك.
حضنتُه رفيف وهي بتتنهد راح مال براسُه على كِتفها كإنُه بيستريح، مسحت رفيف خدها في رقبتُه وهي بتقول: أنا مبسوطة إنك بخير الحمدُلله كُنت بمو| ت من الخوف.
إتعدل نوح وبصلها وحط وشها بين كفوف إيديه وهو بيرجع خُصلات شعرها لورا وبيقول: أنا زي الفُل قُدامِك، طمنيني إنتِ عنِك، لسه مفيش أخبار عن ميعاد الولادة؟
بلت رفيف شفايفها وقالت بضيق: من ساعة اللي حصل وأنا مش قادرة أتحرك أو أروح في حِتة والبنات زي ما إنت شايف كُل واحدة ملهية في همها، فبتابِع مع دكتورة نِسا هِنا بتجيلي تطمِن عليا بنفسها، كينان وبدر بيه جُم وجمعونا في المُستشفى هِنا عشان عارفين إنكُم جايين هُما قالوا هيروحوا يجيبوكُم.
نوح وهو بيتنهد: هتقدري تطلعي إنهاردة من المُستشفى؟
رفيف بتعب: أعتقِد بدر بيه هيمشي هو وعيلتُه الصُبح وييجوا لبنتهُم في الزيارات، وصِبا والطبيبة النفسية كويسين مفيش فيهُم حاجة فهيخرجوا، وأعتقِد مياسة كمان.
حط نوح إيدُه على جبينها وقال: لسه تعبانة؟
رفيف بإرهاق: أوي، ورجليا حاسة بصعوبة إني أمشي عليهُم، تُقل الحمل مأثر على رجلي وظهري.
نوح وهو بيملس على شعرها قال بحنان: مش هسيبك إنهاردة هقعُد معاكِ طول اليوم لغاية بُكرة، نخرُج وهجيبلك واحدة ترعاكِ وتهتم بيكِ ومُش مُهِم تاخُد كام.
رفيف بصتلُه برجاء وقالت: المُهم إنك إنت متسبنيش، فكرة وجودك والأمان اللي بيحاوطني وإنت هنا كفيلة يزيحوا أي شعور سيء تاني مُمكِن أعاني مِنُه، انا ماليش غيرك يا نوح!
باس خدها برومانسية وقال بهدوء: وأنا مش عاوز غيرك حتى لو في.
حضنها، كُلًا مِنهُم كان محتاج الحُضن دا يطمن بيه التاني، هي كانت وحشاه وهو كان واحشها إنُه يطمنها.

* غُرفة سيليا

كانت حاضنة المخدة وبعداها عن بطنها عشان العملية، سيلا بتبُصلها برراءة وبتقول: يا مامي مالك ليه بتعيطي؟
سيليا وهي بتحاول تسكُت مش عارفة: مفيش حاجة انا بس، عشان الدكتور إداني حُقنة.
سيلا بلوية بوز: بتوجعك؟
حطت سيليا إيديها على قلبها وعصرت عينيها دموع وهي بتترجرج من العياط وقالت: أوووي، بتوجعني أوي يا سيلا إدهالي على غفلة متوقعتهاش، متوقعتش أهون عليه كدا.
كانت تقصُد عزيز بكلامها فكملت وقالت: كُنت مستنية يحضُني غصب عني بعد الغياب، يسمع كلامي كإنُه كلام فارِغ ويتجاهلُه، ميتعبش ويتحمل تعبي، بس الظاهر إنُه حس إني أنانية أوي وتعب مني.
سيلا غطت بوقها بإيديها وهي بتقول بتبريقة طفولية: يحضُنك إزاي عيب، هقول لبابا.
زاد عياط سيليا جامد لدرجة إن صوتها طلع وسيلا مش فاهمة لكنها قالت ببراءة: خلاص خلاص مش هقوله متعيطيش يا مامي.
صحي بدر الصغير على عياط مامته وبقى يعيط هو كمان، من كُتر العياط والدوشة دخلت سيا وهي شايلة حلة وبتقول: عملتلك شوية محشي يردوا عافيتك، يالهوي بتعيطي كِدا ليه!
سيليا بتحاول تاخُد نفسها من العياط فحطت سيا الحلة على جنب وجريت على بنتها تحضُنها وهي بتهديها، بصت لبدر الصُغير راحت ناحيته عشان تشيلُه وهي بتطبطب على ضهرُه وبتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله الولد إتفطر عياط، مش هينفع ترضعيه من صدرك إنتِ تعبانة، هرضعُه بالببرونة بقى، يا بدرر.
دخل بدر الكابِر وهو شايف الفوضى، ومعاه كينان، قرب كينان من سيلا وهو بيقول: عربية الأيس كريم تحت قُدام المُستشفى إيه رأيك نروح ناكُل؟
سيلا نسيت مامتها وكُل حاجة وقالت بحماس: هييييه يلاا.
خرج كينان ومعاه سيلا وقعدت سيا على الكُرسي شايلة بدر الصُغير بترضعُه، قعد بدر الكابِر على طرف السرير جنب سيليا وهو بيحضُنها وبيخليها تعيط براحتها بين قال: في إيه بس فهميني؟ مين زعلِك؟ ليه بتعيطي كِدا وفين عزيز!
سيليا بعياط قالت: طلقني.
بعدها بدر عن حُضنه وهو ماسكها من دراعاتها وبيبُصلها بصدمة وبيقول: طـ إيه؟ يعني إيه طلقك! وليه؟؟ هو فين دلوقتي؟
سيليا من كُتر العياط بهستيريا قالت بدوخة: معرفش، مش عارفة أنا.
بدر وهو شايفها بتتهز بين إيديه قال بقلق: إنتِ كويسة؟ في إيه!
أغمى عليها من كُتر العياط وقلة الأكل وإرهاق العملية، حضنها بدر الكابِر وهو بيقول بزعيق ولغة إنجليزية: ليحضر أحدهُم ويساعدنا!!

*داخِل غُرفة الأمن الخاصة بالمشفى

كان واقِف أمير وبيضغط على سنانُه قُدام حارس الأمن وهو بيبُص لـصبا اللي واقفة متحامية وراه في اوضته وبيقول: هل تفهم حديثي اللعين؟ أُريد اخذ زوجتي الأن!
حارِس الأمن: سيدي أنت لست في حالتك الطبيعية ونحن نؤمن أن حياة الأفراد جُزء من مسؤوليتنا ماداموا تحت رعايتنا، السيدة إستنجدت بِنا ونحنُ قُمنا بإنقاذها وهي وطفلها الرضيع.
كور امير إيدُه وهو بيقول لصبا: قوليلهُم إنك هتروحي معايا أحسنلك بدل ما إنتِ عارفة أنا هعمل إيه.
صِبا وهي بتترعش: لا مش هعمل كدا أنا خايفة إنت مش طبيعي دا إنت كُنت هتمو| تني وهُما لحقوني، أبوس إيدك طلقني وسيبني أغور.
أمير بنظرة ذات معنى: بقولك إقصري شري بدل ما بسببك أخليهُم هُما يفقدوا حياتهُم.
بصتلُه صِبا بقلة حيله وقالت: روح اللهي أعدمك.
قالتلهُم بالإنجليزي إنُه كان سوء تفاهُم وهيتفاهموا سوا ومش هيأذيها لكنها إتوترت، مقتنعوش وقاعدوا يماطلوا معاهُم لغاية ما خلوا أمير يمضي على تعهُد إنُه مش هيأذيها، بمُجرد ما مضى وأخدوا الورقة طلعوله صِبا، راح ساحبها من دراعها بالراحة لكِنُه كان بيضغط على لحمها.
صِبا وهي بتتألم: أااه إنت قولت مش هتعملي حاجة ومضيت تعهُد!
أمير وهو باصص قُدامه خبطها على دراعها جامد وهي شايلة بالدراع التاني الطفل وقال: ما انا مش هقتـ| لك أه، المو| ت هيريحك وأنا ناوي أخلي حياتك كُلها جحـ| يم.
عيطت صِبا فقال امير وهو بيسحبها لبرا المُستشفى: عيطي، لسه هتعيطي كتير فيما بعد.
صِبا بقلق: طب إحنا رايحين فين؟ الواد عاوز يرضع خليني أرضعه في المستشفى وأغيرلُه بدل ما يبهدلك الدُنيا.
أمير بتكشيرة: بس خلاص إيه القر | ف دا! إدخُلي.
دخلها المُستشفى تاني فإتنهدت براحة انُه صدقها.
_بعد مرور يومين.


كانت سيا بتلم حاجة سيليا في الشنطة وهي بتقول: مش ناسية حاجة شوفي تحت السرير كدا لا يكون واقِع شبشبك تحت.
بدر بضيق: أنا اللي عاوز افهمُه إزاي دخلتي حلة المحشي هنا؟ يعني واحدة قلقانة على بنتها وجاية جري من مصر لأمريكا إيه اللي فكرها تجيب حلة محشي هنا عملتيها إزاي دي؟ مُخك في إيه ولا إيه!
سيا بلوية بوز: لا ما أنا عندي ثقة في ربنا ان بنتي هتقوملي بألف سلامة.
كانت سيليا بهتانة وشعرها الطويل نازل على دراعاتها وظهرها.
طبطب بدر على ظهرها وهو بيقول: إنتِ كويسة يا بابا؟
سيليا بصوت رايح خالص من العياط: بخير.
خرجوا من المُستشفى ووقفوا في الجراچ قُدام المُستشفى والشمس مُتعمدة على بشرة سيليا البيضا وشعرها البُني الفاتِح، وبتطير خُصلاتُه، إيديها كان فيها محلول وهي ماسكة شنطتها الصُغيرة، جاية بتركب لقت عزيز واقِف قُدام عربية نزلت منها چايدا وحضنتُه جامِد، فتحت سيليا بوقها ووشها كشر وهي بتحاول تمنع دموعها والوجع في قلبها مخليها تتنفس بسُرعة.
شافها عزيز وقلبُه ضعف هو كمان لكنُه تماسك بتكشيرة وهو بيبُصلها وچايدا في حُضنه، شافتها چايدا ففضلت في حُضنه شوية كمان وبقت تقرب لخده وتبوسه، بعدها ركبت جنبه في عربيتُه! في مكان سيليا المفروض
سيلا بطفولية: هو بابي مش هييجي معانا؟
بدر بجدية: لا يا حبيبتي إركبي أنا هاخدك لعمو كادر وبابا يبقى يحصلنا بعدين.
سيليا بصوت ضعيف من الألم: مفيش بابا خلاص..
ركبت سيليا وهي بتبُص من شباك عربية أبوها لعربية عزيز اللي كان بيبُصلها وباين في عينيه عشق رهيب، لكن الغضب تملك منه ومقدرش يسيطر عليه وطلقها، كان باين في عينيه ندم مخلوط بكبرياء، لكِنُه تماسك
رفعت سيليا إزاز عربية بدر وإتحرك بدر بيهم على المكار عشان يرجعوا مصر معاه.
طفى عزيز عربيتُه وهو بيتنفس بصعوبة وبيحاول يتمالك اعصابه وريحة برفانُه مغرقة العربية
چايدا وهي بتلعب في خُصلة شعرها قالت بدلع: إبنك نعسان خالص نايم زي ما إنت شايف، مش هنروح البيت ننيمه ولا إيه!
عزيز بضيق: هنزل بس أشوف الوضع جوة مع الرحالة إيه هيروحوا هُما كمان ولا لا، خليكِ هنا متتحركيش
چايدا بمياعة: أوك.
نزل عزيز ودخل للمُستشفى وهو بيدور عليهُم، لقى نوح واقِف عند باب المخرج بتاع الطواريء ومديه ضهرُه وهو بيقول: لا كدا خلاص كفاية عليهُم كدا، هشوف هيعملوا إيه وهجهزلهُم على حسب بقى، المُهم يا غبي متقعُدش تتصل بيا كُل شوية غير لما أنا أكلمك، ههههه أه عجبك حوار الأرانِب اللي أنا عملتُه! هخليهُم يزوروا حديقة الحيوان كُلها، يلا إقفل دلوقتي باي.
لف نوح وبص لقى عزيز باصصلُه بصدمة، بان التوتُر على نوح وهو بيقول: إنت هنا من إمتى؟

* بعد عشر دقائق

رمى عزيز نوح على ارضية أوضة عيسى، إتفزعت مياسة وهي شايلة بنتها وعيسى بيبُصلهُم بإستغراب.
عزيز وهو مُتمالِك أعصابُه بصعوبة: مياسة من فضلك إخرجي وإعملي جميل فيا ناديلي أمير.
مياسة برُعب: حصل حاجة؟
بص عزيز لعيسى اللي هو إتصرف أنا مش قادر فقال عيسى بهدوء: إعملي اللي عزيز قالك عليه.
خرجت مياسة فبص عيسى لعزيز وهو بيقول: في إيه؟
عزيز وهو مبرق وبيتنفس بعصبية قال: لما ييجي أمير هحكي.
دقايق ودخل أمير وهو فاتح أول ثلاث زراير من قميصُن وبيقول بخشونة: في إيه؟
قفل عزيز الباب وهو بيخبط نوح برجله في جنبه ونوح عمال يضحك زي المجانين فقال عزيز بهستيريا: الـ.. اللي واقع قدامكم دا هو اللي عمل فينا كُل العبث دا.
عيسى برفعة حاجب: مش فاهم! عمل إيه
عزيز بزعيق لنوح: ما تقولهم! قولهم على مسرحيتك اللي إستخدمتنا فيها زي الاراجوزات عشان تتبسط
أمير بعصبية: ما تهدى يا عزيز وتفهمنا.
وطى عزيز وسحب نوح من قميصُه وهو بيرجُه جامد وبيقول: إنت إزاي وسـ| خ كدا! انا كلقت مراتي البنت الوحيدة اللي بحبها أكتر من روحي عشان شافتني مش راجل مش قادر أحميها، خدت عيالي معاها!
نكر نوح إيد عزيز وهو بيحرك رقبتُه بشكل دائري عشان يفُك عضلاتُه وقال ببرود: يبقى هي معاها حق، كُل اللي حصلكُم دا من إخراجي، من إخراج نوح الرايق.
لف بطريقة مسرحية وهو بيبُص لأمير اللي فاتح بوقه ومصدوم وبيبُصله بتكشيرة، ولعيسى اللي واقف حاطط إيدُه في وسطه وبيعُض شِفتُه السُفلى.
نوح قعد على السرير ومدد وحط إيديه تحت راسُه وهو باصص للسقف وقال: أنا اللي جمعتكُم مش حُبًا في جمدانكُم، دا عشان تسليتي تبقى أحلى وأنا بمرمطكُم سوا.
عيسى بعدم إستيعاب: تمرمطنا سوا إزاي! إنت إتسجنت معانا! إنت دخلت المُستشفى كذا مرة بسبب اللي بيحصل! طب مراتك؟؟؟ دا إحنا كُنا هنتحبس في مصحة نفسية للأبد.
نوح ببرود: No risk no fun
عيسى بصدمة: دا إنت كُنت السبب في إني مكونش جنب أبويا قبل ما يتوفى!
نوح بنفس البرود: قدرُه، هتعترض؟
قام نوح من على السرير وقال: بس إيه رأيكُم؟ الفِكرة إن من بعد ثُلاثي بدر الكابر، كينان وقاسم.. وكُله في المجال مُقتنِع إن مفيش أجمد منهُم، هما مبيمثلوش الشر، الشر على حق قُدامكم أهو، أنا الرايق لإن كُل اللي مُمكِن يخليني متضايق حصل خلاص!
عزيز بصدمة: عشان كدا رسايل وفيديوهات التهديد كانت بتيجي على فونك إنت! إنت أذيت مراتك يابن ال
نوح رفع حاجب وقال: وانا اللي دفعت للراجل الامريكي عشان يضايقك بالكلام في الغابة لان عارف ان غريزة غضبك مش هتفضل مسكتها كتير، انت عامل زي الاسد مبيحبش يترميله لحمة وخلاص، يحب يجري ورا فريستُه وياكل بنفسه، دفعتله فلوس عشان يضايقك وهو مكانش يعرف انه هيتقتـ| ل، يلا في دا| هية المهم التسلية.
اتحرك نوح في الاوضة وقال: وقت ما انا اتطعنت قولتلكم واحد كان قاعد على الارض وعرقل طريقي وانا بشتري الحاجة وطعني، انا دفعتله فلوس عشان يعمل كدا، كان خايف بس اقنعته.
امير وهو بيحرك راسه يمين وشمال: انت مش طبيعي، انت مجنو| ن
ضحك نوح وسنانه بانت وهو باصص لأمير بتركيز وقال: مفيش حد فيكم طبيعي، بس يمكن انا اكتر منكم بشويتين، ودلوقتي ليث الصفتي مُقتنِع إنه هياخدكم معاه لمصحة نفسية بأمر حكومي في مصر، ميعرفش انه مش هيلحق يسافر مصر.
عزيز وهو حاطط ايده في جيبه: انت اللي مش هتلحق تطلع من الاوضة دي..
شاور نوح بصوباعه لعزيز وهو بيقول: معنديش مشكلة تخلص عليا بس الفكرة، إن عربية حماك بمراتك بعيالك متراقبين بواسطتي، هيحصلي خدش ولو بصيت هتتقلب العربية وتبقى حادثة قدرية، وكذلك إنتوا.. مراتاتكم وعيالكم برا وسط الأرانب بتوعي، اي حركة كدا ولا كدا يبقى ودعوهم
عيسى من بين سنانه: كويس إنك حكيت كُل دا، وعبثت معايا.
نزل عيسى قميصه ولف ورا نوح ظهره، كان فيجملتين في نص ظهر عيسى مرسومين كوشم، مكتوب " لقد أثرت لعنتي، كان خطؤك أنت! وجب عليك عدم العبث معي "
عزيز بنص عين: صدقني بمجرد خروجك من الاوضة دي ف انت إكتسبت أسوأ عدو ليك، أنا!
قرب نوح من عزيز وقال: وماله؟ انا كنت بلاعبكم من تحت لتحت عشان اتسلى، هجرب الاعبكم على المكشوف عشان مبقاش روتيني، باي باي يا سُفراء.
فتح نوح باب الاوضة وخرج، مشيوا وراه رجالة كتير لابسين ماسكات ارانب وكاميرات المشفى متعطلة
نوح بجدية: جهزتوا الطيارة بتاعتي؟
واحد من الأرانب: جاهزة يا رايق.
شاف رفيف لابسة مريلة المستشفى وايديها الاتنين مليانة محاليل وساندة على ستاند المحلول وهي بتبُصله بقرف بعد ما سمعت اللي اتقال من ورا الباب.
بصلها بنوح بإبتسامة جانبية وقال للارانب: اه هاتوها، دي جواها جزء مني
رفيف برقة وعياط: مش هروح مع شخص خاين زيك.
جريوا ناحيتها فجت ترجع لورا خرج عيسى وقال بحزم: ما تخليك راجل وتسيبهاا!
نوح لف وبصله وقال: خليك في اللي يخصك احسنلك
عيسى وهو باصص لرفيف قال: هرجعك تاني حتى لو خدك دلوقتي، وعد.
خرج نوح ومعاه الارانب وكان في كذا عربية برا، ركب واحدة منهم ومعاه رفيف وهي بتعيط ومرعوبة.
واتحرك بيها

خرج عزيز وقعد في العربية بتاعته وجنبه چايدا بتسأله ماله، فتح الكاسيت وعلى الصوت على اغنية خزلية اغليسياس
" انا لم اتغير، لازلت ذلك الفتى الذي واعدتني
انا لم اتغير
وانت ايضًا لم تتغيري "


چايدا بقلق: ما تفهمني في إيه؟
بص عزيز لچايدا وقال: هنرجع مصر، لبيتي.
چايدا بصدمة: طب والحكومة؟
اتحرك بالعربية من غير ما يرد عليها.

* داخِل الغرف


عيسى: أنا هشتغل لوحدي، هوصله لوحدي، وهجيبه لوحدي، مش هثق في حد فيكم تاني
امير وهو بيخرج من الأوضة: دا رأيي برضو، كل ولحد في إتجاه، مش هجتمع معاكم تاني حتى لو هدفنا واحد.
وقف عيسى قُدام مراية الحمام بتاع غُرفة المُستشفى
قلع قميصُه ولبس جاكيت جلد اسود على اللحم، ونزل السلسلة على صدرُه، فتح صنبور المياه وعدل خُصلات شعرُه لورا، بتلقائية خرج فونه من جيبُه وفتح البيانات دون الموقع
واتصل على رقم ما.
لما رد قال عيسى وهو بيبُص بنظرة شيطانية للمرايا: أماندا، جهزي جماعة الرمادي، كُلها يومين وجايلكُم
أماندا بتنهيدة راحة: في إنتظارك، يا سفير!

" ما أخبرني بِه الشيطان أن الجحـ| يم لم يُخلق لِنسله فقط، سيقوم بنو البشر بأفعال أكثر شناعة من العصيان، لتسع جُهنم الطرفين، العاصي الناري، والعاصي مِن التُراب
بعد كُل صداقتنا هذه، عُدنا أغراب! "

انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار أراؤكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم


تعليقات



×