رواية تنهيدة عشق الجزء الثالث (عودة سفراء العبث) الفصل السادس والعشرون بقلم روزان مصطفى
" ستجدني صابِرًا في بعض الأحيان، وأوقات أُخرى ستشعُر أن الشخص الذي أمامك قد فقد كُل صكوك العقل والإتزان.. حتى أنهُ مِن فرط ما هو مُتعب سيُهيأ لك أنك تراه يتخلص من حياتهُ للأبد، كِلاهُما أنا وأرجو أن ينتصِر الشخص الأول "_بقلمي.
* صباح اليوم التالي / غُرفة مياسة في المشفى.
كانت مياسة بترتِب حاجتها لإن سيلا لعبت في الأوضة طول اليوم، سمعت صوت تخبيط على باب الاوضة تخبيط هادي وراقي فقالت بهدوء: إتفضل.
عدلت شعرها لقت كينان دخل وقفل الباب وراه وهو بيقول بإبتسامة هادية: صباح الخير مدام مياسة، أرجو مكونتش أزعجتك.
مياسة بإبتسامة: لا خالص أنا صاحية وبروق، إتفضل!
شاورتلُه على الكنبة فقال كينان: لا تسلمي أنا بس جاي أخُد سيلا عشان مامتها تشوفها لإنها فاقت.
إتسعت إبتسامة مياسة وهي بتقول بسعادة: بجد سيليا كويسة؟
كينان بإبتسامة على رد فعلها: أه الحمدُلله وحقيقي مش عارفين نشكُرك إزاي إنك أخدتي بالك من ولادها.
مياسة بتأثُر: تشكُرني إيه بس يا كينان بيه دا أنا قلبي وجعني على الولاد وعلى اللي حصلها، بدر صاحي أنا غيرتلُه المُمرضات جابولي غيارات ليه من قسم الأطفال، بس سيلا نايمة لإنها طول اليوم بتلعب.
كينان بحنان: لو إحتاجتي لأي شيء أنا موجود..
خرج من جيبُه كارت وقال وهو بيديهولها: دا الكارت بتاعي عليه أرقامي الشخصية والواتس أب، في حال لو كان في أي شيء أقدر أساعدك بيه في أي وقت.
ظهرت على ملامح مياسة شعور لطيف بإحساس الأبوية اللي عامله ليها كينان وقالت بسعادة: ربنا يخليك مش عارفة أقولك إيه.
كينان بهدوء: لو سيلا صحيت خلي بس المُمرضة تاخُدها هي وبدر الصُغير لمامتها هي في الأوضة اللي جنبك، أستأذنك عشان هنروح نجيب جوزك وصحابُه
مياسة بسعادة مُضاعفة: بجد! الحمدُلله الحمدُلله.
إستأذن كينان وخرج من أوضتها وقفل الباب، لقى بدر في وشُه بيقوله: الولاد نايمين ولا إيه؟
كينان بهدوء: أه لسه نايمين هي قالت لما يصحوا هتاخدهُم بنفسها لسيليا عشان متزعجهُمش.
بدر بتنهيدة: كتر خيرها، هتيجي معايا وإحنا رايحين نجيبهُم؟
كينان وهو بيشاور برقبتُه: أه يلا بينا، على فكرة قاسِم طالِع في مُداخلة على الهواء إنهاردة مع المُذيع البارد دا.
بدر بهدوء: متقلقش قاسِم ذكي هيعرف يهندلُه.
رفع كينان أكتافُه وهو ماشي ورا بدر وقال: مش قلقان أصلًا بس ببلغك.
* داخِل المشفى الأخرى / رفيف وصِبا والطبيبة النفسية.
عدلت صِبا المخدة لرفيف وهي بتقعدها بعد ما ساعدتها تاخُد شاور، سندتلها راسها وضهرها وهي بتقول: بُصي إحنا لازم نتطمِن على التانيين، سيليا ومياسة منعرفش عنهُم حاجة بقالنا كذا يوم.
رفيف بدموع وهي بتبُص لصِبا: ونوح! والباقي؟
إتنهدت صِبا وهي بتقول: لسه مستنية أي خبر مِن الشُرطة من يوم ما جُم يحققوا معانا وقت اللي حصل ومفيش أي أخبار، متقلقيش هيكونوا بخير.
سندت رفيف على كوعها وبالإيد التانية مسحت دموعها وهي بتقول: هيكونوا بخير إزاي بس ومفيش أي أخبار عنهُم لا كويسة ولا وحشة، حسبي الله ونعم الوكيل مش عارفة الدُنيا ملطشة معانا كِدا ليه
الطبيبة النفسية: عادة إحنا اللي بنروح أقسام الشُرطة ونتواصل معاهُم لو في حاجة تخُصنا الكلام دا هِنا في أميريكا، خصوصًا لو القضية فيها كذا طرف مُشترِك فأكيد الحكومة مش هتلِف عليهُم واحِد واحِد.
صِبا بتكشيرة وضيق: واللي إسمُه ليث دا! مخفي فين، مُستحيل يكون رجع مصر دا شيطان.. ولا هو مبيظهرش غير لما يقبُض عليهُم؟
بصت رفيف بعيون معيطة لصِبا وقالِت: مُتأكِدة إن هو اللي شيطان؟
بلعِت صِبا ريقها وعينيها زاغت بعد ما فهمِت قصد صِبا..
* داخِل أحد غُرف الفنادِق.
ليث بهدوء: طب يا حبيبتي مُمكِن بس تسمعيني بهدوء؟
نرجس بعصبية: مش هسمع بجد كلمتك كتير عشان ترجع عشان الولاد بيعيطوا من غيرك وإنت مُصمم تبقى هناك وتضُر نفسك، من إمتى بترفُضلي طلب يا ليث!
ليث بسُرعة: مقدرش! مقدرش أرفُضلِك طلب يا حبيبتي، هي بس كُل الحكاية إني شُغلي وضميري والقسم اللي حلفتُه بيحتم عليا دا، متفتكريش إنُه بالساهِل بُعادي عنك، وأنا عارف إنك عة وهتستحمليني.. أنا بحبك أوقفي جنبي لغاية ما أنجح في اللي بعملُه.
صوت نرجس هدي شوية وقالت: أنا بس خايفة يحصلك حاجة دي كُل الفكرة، غير كِدا أنا واثقة فيك طبعًا.
ليث بنبرة رومانسية: متقلقيش، أنا بحاول أخلص شُغلي بسُرعة عشان أرجع لحُضنك اللي مقدرش أبعد عنُه.
ضحكة خجولة خرجت من نرجس، في نفس الوقت دخلت منال وهي شايلة صينية فيها فنجانين قهوة وبتبُصله بإبتسامة جانبية، لاحظ ليث وجودها فإتنحنح وأنهى المُكالمة مع نرجس، لف وبصلها وقال: جبتيلي كيك مع القهوة؟
منال وهي بتحُط الصينية: أه في الطبق أهو، أخر معلومات وصلتلها من قسم الشُرطة اللي داهم المُستشفى اللي فيها مرات أمير الذهبي ومرات نوح الرايق، إنهُم مفقودين هُما الأربعة ومش عارفين مكانهُم، دا غير إن تم إنهاء حياة حارس الأمن اللي بيراقِب كاميرات المُستشفى بطريقة سيئة.
ضيق ليث عينيه وهو بيقول بسُخرية: من إخراج بدر بيه الكابر، كُل المصايب اللي بتحصلهُم دي بسبب الراجل دا وإصراره إنه يتدخل في شغلي كل مرة ويبوظه ويهربهم، فاكر نفسه مُتحكِم في الكون.
منال وهي بتحرك راسها يمين وشمال قالت: اللي عرفته إنه هنا ومراته لسه واصلة، وكينان بيه برضو معاهم.. عشان سيليا تعرضت لهجوم سيء أدى إنها تفقد الجنين، وفي حاجة كمان عاوزة أقولهالك بس تمالك أعصابك.
شاور ليث بإيدُه بإبتسامة سمجة إنها تكمل فقالت: قاسم بيه الكاشف هيطلع في مداخلة على الهواء مُباشرة إنهاردة مع مذيع قناة يحدث الأن.
شاور ليث على نفسه وهو بيقول لمنال: جالك كلامي؟ جه هو وكينان باشا عشان يصلحوا وضع العيال هنا ويظبط عيشة بنته معاهم، وسايبين قاسم الكاشف اللي محدش يقدر يغلبه بالكلام في مصر عشان يروض الإعلام!
منال بضيق: سيبك منهم كلهم وركز على العابثين بتوعنا، تفتكر هما مفقودين فين وهل هما على قيد الحياة ولا لا؟
لمعت عيون ليث وهو بيقول لمنال: مش عارف، معنديش فكرة الحقيقة لكن كُل اللي أعرفه أن في حاجة حصلت عملوها قبل ما نيجي. خلت لهُم عداوة هنا كمان، دول مش هيهدوا غير لما بالفعل تنتهي حياتهم.
رفعت منال أكتافها وقالت بإستسلام: أتمنى ميحصلش دا ويرجعوا مصر معانا بخير.
سحب ليث مفاتيحه من على الترابيزة ولبس نظارته الشمسية وهو بيقول: وأنا كمان أتمنى لكن لبدر بيه رأي أخر.
بصت منال على الصينية وقالت: مش هتشرب قهوتك؟
ليث بتكشيرة: لا قهوة إيه يلا مفيش وقت، نلحق نعمل اللي علينا.
نزلت منال معاه وركبوا العربية وإتحركوا بيها.
* داخِل سيارة كينان وبدر الكابِر.
وقفوا بالعرببة من الجهة التانية من المكان، ونزل بدر وهو بيشيل نظارتُه الشمسية وبيقول لكينان: متهيألي الراجِل قال الإستلام من عند البوابة دي.
نزل كينان وهو بيضيق عينيه وبيبُص وقال: إستلام إيه هو إحنا طالبين أوردر؟ الموضوع مُريب جدًا يا زعيم مكانش ينفع نثِق فيهُم.
بدر بضيق: عندك حل تاني؟ أنا خلاص هظبطلهُم حياتهُم بعد ما يخرجوا وهنرجع مصر كُلنا.
كينان بتلقائية: معتقدش إن سيا هترضى تسيب بنتها يا زعيم.
بدر بزعيق: القرار مش قرارها! يكفي إنها كسرت كلامي وجت من مصر لأمريكا دون علمي، لا دين ولا عقل يقول إن دا صح!
كينان وهو بيهديه: عقل إيه يا زعيم سيا عقلها راح منها لما سمعت اللي حصل لبنتها، أي أم هيحصل فيها كِدا
حاول تقدرها وتساندها متضغطش عليها.
بدر بتكشيرة: إقفلي موضوع همسة عتاب دا وتعالى نشوف العيال فين..
إتحرك بدر ووراه كينان ناحية البوابة وكان في شعور غير مُريح بالمرة مغلفهُم، كان بينهُم وبين البوابة المقفولة خطوة وقبل ما يقربوها إتفتحت البوابة بهدوء وصوت الحديد بيزيق، ظهر إتنين لابسين ماسكات أرانِب وطلعوا بهدوء وقفوا جنب بدر وكينان، بعدها بشوية طلعوا إتنين كمان لابسين نفس الماسكات وإتقفلت البوابة على كدا.
بصلهُم بدر والتكشيرة مفارقتش وشُه وقال بضيق لكينان: إيه التهريج دا؟ فين العيال!
صوت طفولي من ورا الماسك قال: أنا هنا يا عمو.
إتنطر بدر من الخضة وهو بيبُص لكينان اللي بصلُه مبرق وهو بيقول: إيه دا في إيه؟
خلع واحِد منهُم الماسكات فظهر عزيز راح بدر إتنهد بأريحية وهو بيخبطُه في صدرُه خبطة جامدة وبيقول: ودا وقت هزارك؟
عزيز بألم من الخبطة: أوووه يا عمي مش أنا! دا نوح اللي بيستهبل كدا!
بدر بضيق: نوح إيه وبتاع ايه وإيه اللي مخرجكُم بالهبا| ب دا!
عزيز وهو بيعدل شعره بصوابعُه: هُما مرضيوش يخرجونا غير كدا
كينان بإبتسامة: حمدالله على سلامتكُم، يلا إركبوا عشان ناخدكُم لعيالكم ومراتاتكم، عدت المرة دي على خير.
لبس بدر نظارته الشمسية وهو بيشاورلهُم على العربية، ركبوا فيها وبدأ يتحرك.
كُلهُم قلعوا الماسكات بتاعة الأرانِب ماعدا نوح، بصلُه أمير وقاله: مش هتقلعُه؟
نوح بهدوء: لا..
* داخِل غُرفة المشفى الخاصة بـِ سيليا.
سيا وهي شايلة سيلا: وأعملِك إيه كمان؟
سيلا بتبويز: لا مش عوزاكي تعمليلي أنا عاوزة بُرجر من برا.
سيليا بتعب: خلاص إنزلي عشان ضهر تيتة ميوجعهاش.
سيلا بعناد: إلااااء.
سيليا بعصبية: قولت إنزلي!
نزلت سيلا وهي بتوقف جنب الكنبة وبتلعب في شنطة سيا.
سيا قعدت جنب سيليا وهي بتقولها بهدوء: مينفعش العصبية يا ماما عشان صحتِك وعشان متخوفيهاش، متعقديهاش وتخليها تتجنبك خليكِ حلوة معاها، أنا مقدرة إن أعصابِك تعبانة من كُل اللي حصل بس دا أمر وقضاء ربنا هنقوله لا؟
سيليا بحُزن: لا.
سيا وهي بتطبطب عليها: طيب يبقى سيبيها على الله، لا هو إنتِ فاكرة آن قلبي متخلعش عليكي لما عرفت من كينان اللي حصل؟ بس يمكِن تصرُفي أنا وبدر اللي غلط مش عزيز، عشان كان..
قاطعتها سيليا وقالِت بتعب: ماما من فضلك متحُطيش لوم عليكِ وعلى بابي، إنتوا بجد مش مُلزمين بعد ما جوزتوني تحموني أنا وجوزي! مش إنتوا اللي المفروض عليكُم تروحوا لطبيب نفسي هنا في أميريكا يفهم في علاجكُم بدل الفاشلة اللي هو جاررها معانا دي، مش إنتوا اللي لازم تفكروا في مُستقبل حلو لعيالي!
سكتت سيا ولكِنها إتنهدت في الأخر وقالت: بُصي يا بنتي، اللي أنا ملحظاه إنك إنتِ وعزيز محتاجين قعدة عِتاب لساعات، بس مش في الوقت الحالي.. لإن إنتِ وهو مُستهلكين من التعب، إنتِ قايمة من عملية وأبوكِ إتصل قال إنُه لسه جايبهُم معاه فأكيد هُما طالعين من مكان مش لطيف ومُعاملة سيئة، عشان خاطري عشان عيالك فكر فيهُم.
دمعت سيليا وقالِت: أهو راح منهُم واحد من غير ذنب!
قالت سيا بهزار عشان تخرجها من الحالة النفسية السيئة اللي هي فيها: مش دا اللي إتصلتي بيا تشتكي إنُه جِه بالغلط.
ضحكة قصيرة تحمِل مرارة ألم خرجت من سيليا وهي معيطة فطبطبت عليها سيا وهي بتقول: هوني على نفسك، أمك ياما شافِت وعاشِت وأبوكِ إتعرض لمواقف أوحش من كدا بس كُنا سوا بنعدي أي حاجة، طب دا أنا قبل منكُم أول حملي من بدر سقطوني، حطولي سِـ| م في الأكل كانوا حاطينُه لأبوكِ وأكلت أنا بدالُه، العيل نزل وفي أمريكا برضو سُبحانك يارب، وكُنت تعبانة بس خدت وقتي وتعافيت، عشان كدا هوني عليكِ وعليه، رغم خوفي عليكِ بس مش شايفة إن الشد والجذب بينكُم هيحِل شيء.
سكتت سيليا وهي بتتنفس بإنتظام بعدها قالِت بِبُهتان: ربنا يعمِل اللي فيه الخير.
قطع كلامهُم إن باب الغُرفة إتفتح، بصت سيليا بطرف عينها على الباب لقت بدر داخِل وبيمد راسُه، بص لسيا وقال: تعالي عاوزك في كلمتين وهاتي العيال معاكي.
فهمِت سيا إنُه جاب معاه عزيز راحت قيامة وهي شايلة بدر الصُغير وسحبت سيلا من دراعها وخرجت مع بدر، قفل بدر باب الأوصة راحت إتنهدت سيليا وهي بتفرُك جبينها بصوابِع إيدها وبتغمض وهي يتحاول تهدى، إتفتح الباب مرة تانية، ركزت سيليا على الباب لقت عزيز، كان واخِد شاور ولابس هودي إسود وبنطلون چينز، ورافع الطاقية بتاعة الهودي على راسُه، دخل بهدوء وقفل الباب وهو بيبلع ريقُه وبيبُصلها بحُزن، عيون سيليا إحمرت حمار طفيف والدموع محبوسة فيها بلت شفايفها بلسانها وهي بتقول: حمدالله على السلامة.
نزل طاقية الهودي عن راسُه وهو بيقرب بحرج وقعد جنبها على طرف سريرها، شاف إيدها اللي محطوطة جنبها وفيها محلول فمد إيدُه ومسكها وهو بيبوس باطِن كف إيدها، سحبت إيدها بهدوء وتعب وهي بتحُطها جنبها تاني وباصة قُدامها.
قال عزيز بصوص مبحوح من الحُزن: لو عليا مفيش أي حد يقربلك أو حاجة تحصلِك، اليومين اللي فاتوا أنا كُنت وسط الناس اللي عملوا فيكِ كِدا لكِن مكونتش أعرف اللي حصلِك، أبوكِ محكاليش غير لما طلعني من عندهُم.
سيليا بسُخرية: ولو كان حكالك كُنت عملت إيه؟
عزيز تمالك أعصابُه وقال بهدوء: إنتِ عارفة كويسة يا سيليا كان مُمكِن أعمِل إيه.
مد إيدُه ومسك كتفها بهدوء راحت بعدت إيدُه وهي بتقول: كُنت هتخرب الدُنيا، هتعمل مذ| بحة وتروح فيها، وأقعُد أربي عيالي لوحدي، كعادتك إنسان مُتهوِر مبتحسبش خطواتك أهم حاجة عندك محدش يدوسلك على طرف، أهم مني أنا شخصيًا يا عزيز..
عزيز بضيق: معنديش أي حاجة أهم منك إنتِ في حياتي دي كُلها! وأظُن إنتِ عارفة كويس إنُه..
قالت سيليا بتبريقة: إنُه إيه؟ تاني الإسطوانة المشروخة بتاعة تخليت عن إنتقامك عشان حُبك ليا؟؟ حتى في تبريراتك بتفكر في نفسك! أنا مش قادرة أستحمِل أكتر من كدا، ويا ترى بتحبني أكتر من چايدا.
عزيز بدون تردُد: أيوة بحبك أكتر منها، وقولتلك كذا مرة مفيش مخلوقة على وش الأرض قدرت تحركني ولا تهزني غيرك، أنا مبقاش عندي حاجة أخاف عليها غير لما حبيتك إنتِ، بت كان عندها ١٧ سنة جابتني على وشي وغيرت كُل خططي لعشرين سنة قُدام.
رفع التيشيرت بتاعها عشان يشوف الجرح، حواجبُه إتعقدت وعينيه إتملت شر.. إنحنى بهدوء وباس الجرح فإنكمشِت سيليا على نفسها وهي بتقول: إطلع برا يا عزيز، العتاب بيننا ميـ| ت.. مش هيحيي علاقتنا تاني.
عزيز من بين سنانُه: بالنسبالك، أنا حاجتين مُهمين وأساسيين عشان أعيش في الدُنيا دي، الأُكسجين وإنتِ، مش مُتاح قُدامِك خيار إننا نسيب بعض دا، إلا لو عوزاني أستغنى عن حياتي.
سيليا بعياط: هو أنا مش صعبانة عليك؟ بلاش أنا.. عيالك مش صعبانين عليك طيب؟
وقف عزيز وبدأ يفقد أعصابُه وقال بنبرة خشنة: أااه كب قوليلي بقى طالما عاوزة ننفصل هتروحي فين بعيالي؟؟
سيليا بدون تردُد: هرجع مع بابا مصر.
ضحك عزيز ضحك بصوت واطي وصوت الضحكات بدأ يعلى تدريجيًا وسيليا بدأت تخاف، كور إيدُه وبدأ يضغط على سنانُِه وهو بيقول: طبعًا عشان بدر بيه الكابِر بتحسي بالأمان معاه أكتر مني! عشان هو بيعرف يحميكِ وأنا لا، عشان لما بيحصل حاجة بتحري تستنجدي فيه زي ما يكون معندكيش ثِقة في جوزك بس عندك ثِقة فيه هو.
سيليا بتعب: ليه هو مش دي الحقيقة؟؟ مش بدر الكابِر أنقذك إنت شخصيًا!
عزيز عينيه أظلمِت ونظراتُه بقت غريبة وقال: طب قوليله، ينقذنا كُلنا من اللي جاي على إيدي.
بلعت سيليا ريقها وهي بتقول بفضول: يعني إيه؟
*داخِل غُرفة مياسة.
كانت شايلة قمر بين إيديها ومعلقة محلول عشان جسمها ضعيف والحمل تاعبها، وعيسى قاعِد جنبها على السرير لابِس قميص زيتي غامِق عليه چاكيت إسود جلد ومرجع شعرُه لورا واخد شاور وحاطط السلسلة الحديد بين شفايفُه وبيضغط عليها بسنانُه.
باصص قُدامُه ومياسة بصالُه وبتكلمه بتقول: عشان كدا نرجع مصر واللي يجرى يجرى، مش قالوا إنكُم ملكوش إن يتقبض عليكُم يعني الحكومة مش هتثبت عليكُم حاجة.
عيسى ساكِت وباصص قُدامه وعمال يعُض في حديدة السلسلة
مياسة بتكمل وتقول: يعني إنت تخطيت كُل الأذى اللي حصلك من الإنتقام في مصر وأميريكا، ومش قادِر تتخطى حادثة قدرية حصلت لأمل دي، اللي إنت فيه دا يأس من رحمة ربنا وضعف إيمان.
صمت إحتل الأوضة حتى صوت أسنانُه على الحديدة توقف، بلعت مياسة ريقها بعد ما أدركِت هي قالت إيه.. أفلت من بين سنانُه حديدة السلسلة، وبصلها بنظره أشبه بالتبريقة الميـ| تة وقال: إنتِ قولتِ إيه؟
* المشفى الأخر / صِبا ورفيف والطبيبة النفسية.
_غِرفة صِبا.
دخل أمير عليها لقاها قاعدة على السرير بأريحية بتاع المُستشفى، وإبنُه نايم
رفعت صِبا عينيها بملل للشخص اللي دخل فكراه الطبيبة النفسية أو المُمرضة، لكنها إتفاجئِت بوجود أمير.
كان لابِس قميص إسود عليه چاكيت كُحلي وبنطلون چينز غامِق.
وقع الفون من إيدها وهي بتقول بصدمة وإبتسامة: أمير!
كانت كإنها نسيت هي كانت بتشوف إيه على الموبايل، جِه يحضُنها لكِن عينيه راحت على شاشة موبايلها، شاف صور أحمد الآكس بتاعها اللي كانت بتراقِب مراتُه قبل جوازهُم على اليوتيوب.
ملامحُه إتغيرت، نظراتُه إتصلبت وبصلها تاني.
صِبا بتبريقة: لا أستنى أفهمك، تليفوني مكانش معايا أصلًا، بس الطبيبة.. الطبيبة النفسية راحت جا..
بدون مُقدمات تهـ| جم عليها أمير وهو بيحُط إيدُه على رقبتها وبيضغط
وصِبا بتحاول تفُك نفسها من إيديه لكِنُه تحول من رغبتُه في إنهاء حياتُه إلى إنهاء حياتها هي.
* غُرفة رفيف.
وضعها الصحي تدهور فحطولها سِلك تنفُس أسفل أنفها، ومحاليل كتيرة في إيديها الإتنين وهي لابسة رداء المُستشفى الخفيف وبطنها من الحمل مُمتلِئة أمامها، إضاءة الأوضة كانت خفيفة عشان متزعجهاش وكانت قاعدة على السرير بتعمل كروشيه بعد ما وفرتلها واحدة من المُمرضات أدواتُه.
كانت بتتسلى وترتاح شوية لإن جسمها ضئيل ومُنهك، باب أوضتها إتفتح بالراحة وهي بتبُص فاكرة المُمرضة، ظهؤ شخص لابِس ماسك أرنب دخل أوضتها وقفل الباب.. من صدمتها وخوفها بقت تدوس على كُل الزراير اللي في سريرها عشان تستدعي اي مُمرضة
تنفُسها زاد وهي بتترعش وبدون مُقدمات صرخت وقالت: المُسااااعدة، أحدهُم يأتِ ليُساعدُني.
زادت تبريقتها لما لقت الشخص دا بيخرج شيء من جيبُه بيلمع..