رواية خلف قضبان القلوب الفصل الخامس و العشرون 25 بقلم ميمي عوالى




 

رواية خلف قضبان القلوب الفصل الخامس و العشرون بقلم ميمي عوالى


بعد مرور يومان .. انتقلت بدر و ابنتيها بالفعل الى منزل زكريا و كانت المفاجأة ان الصغار الثلاث تشبثوا بصحبتهن و عدم مفارقتهن ليرضخ لهم الجميع مع رفض يونس الصامت لما يحدث 
ليستقر بهم الحال بمنزل زكريا الذى كان يتولى مهمة اصطحاب زهرة للعمل و العودة ايضا حتى مر يومان اخران دون احداث تذكر 
حتى كان بعد ظهيرة الخميس ليصل مريم مهاتفة تليفونية من مدرسة صغارها ليبلغوها بان الصغيرين بالمشفى تحت الرعاية الطبية لتعرضهما و زملائهم لحالة تس/ مم شديدة استدعت اخضاعهم للعناية الطبية 
و بعد ان تلقت الخبر قالت لزوجها : احنا لازم ننزل مصر فورا 
حاتم : اهدى بس عشان نعرف نفكر صح 
مريم بانفعال : نفكر فى ايه ، بقولك ولادك الاتنين فى المستشفى عندهم تس// مم .. تقوم تقوللى نفكر 
حاتم بفضول : طب هو التس// مم ده جالهم من ايه
مريم : ما اعرفش .. بتقوللى الولاد معظمهم نفس الحالة 
حاتم : يبقى كلهم اكلوا من نفس الاكل .. لازم نعرف الاكل اللى اكلوه ده نوعه ايه
مريم بانتباه : انت تقصد ايه يا حاتم ، قصدك انهم ممكن يكونوا اكلوا من اللحمة اللى جايبنها
حاتم : ما انا عشان كده بقول لك لازم نفكر عشان نفهم 
مريم و هى تضر .ب كفا بكف : يا دى المصيبة ، دى كانت تبقى كارثة .. انا قلت لك ان اللحمة المرة دى ريحتها فظيعة و انها ….
حاتم بانفعال : مش هنقعد نعدد و احنا مش عارفين اللى حصل ده من عندنا و لا من حتة تانية ، و لازم نفهم اللى حصل قبل ما نفكر نرجع مصر 
مريم بصدمة : يعنى ايه ، هنسيب الولاد كده لوحدهم على ما نعرف و نفهم 
حاتم : كلمى مامتك و اللا يونس يروحوا لهم على مانشوف هنعمل ايه
مريم : ماما و يونس بعد اللى حصل اخر مرة 
حاتم بغضب : و عشان كده كنت دايما اقول لك فكرى بعقلك قبل لسانك و انتى اللى مابتسمعيش الكلام 
مريم بترصد : دلوقتى بقيت انا اللى غلطانة
حاتم : اخلصى يا مريم و اسمعى الكلام و بعدين نبقى نشوف مين اللى غلطان على مهلنا 
مريم بحنق : هكلم زكريا يروحلهم
حاتم بدهشة : و اشمعنى زكريا
مريم : لانى عارفة انه هيرمى كل حاجة ورا ضهره و يجرى على الولاد ، لكن يونس ممكن يسمعنى كلمتين قبل حتى ما يسمع اللى عاوزة اقولهوله
حاتم : المهم اتصرفى على ما اكلم مجدى و اخليه يحاول يفهم اللى حصل
مريم : طب و احنا 
حاتم : احنا مافيس نزول مصر قبل مانعرف ان اللى حصل ده برانا و برة شغلنا نهائى
اما بالشركة .. و قبل مغادرتهم للعمل .. استمع زكريا الى صوت رنين هاتفه ، ليجد اتصالا من مريم ، فاجاب بدهشة : مريم .. انتو رجعتوا مصر و اللا ايه
ليسمع صوت مريم و هو بالكاد يستجمع ما تقوله نتيجة تهدج صوتها و هى تقول : الحقنى يا زكريا
زكريا بلهفة : مالك يا مريم فى ايه
مريم : رامى و زين فى المستشفى
زكريا برهبة : مستشفى ايه و ليه .. ايه اللى حصل
مريم : مش عارفة حاجة .. المدرسة كلمونى و قالولى ان الولاد جالهم تس/مم و نقلوهم المستشفى ، مش عارفة أكلوا ايه و لا شربوا ايه الاتنين
زكريا و هو يسرع الى الخارج : يا خبر ، طب قوليلى انهى مستشفى بسرعة و انا رايحلهم حالا
مريم : فى مستشفى …… ، و انا بحاول الاقى اى حجز عشان انزل لكم بس مش لاقية ، اول ما الاقى حجز هنزل غلى اول طيارة
ليهرول زكريا الى الخارج لتهلع زهرة من مظهره فتقول : فى حاجة حصلت و اللا ايه
زكريا : هاخد يونس و نروح لولاد مريم فى المستشفى 
زهرة : مستشفى ليه .. خير .. مالهم بعد الشر 
زكريا : ماعنديش تفاصيل ، بس مريم بتقوللى جالهم تس /مم 
زهرة بشهقة عالية : يا خبر ابيض .. تس /مم .. خدنى معاكم 
زكريا : ماشى .. هاتى حاجتك و حصلينى على ما ادى خبر ليونس
لينصدم الجميع من المشهد عند وصولهم الى المشفى ، فقد وجدوا تجمهرا لعددا كبيرا من اولياء امور الطلبة ، ليكتشفوا ان عددا كبيرا  ممن بالكامب قد اصيبوا بالتس/مم .. حتى القائمين على الاشراف ، و وجدوا عددا من رجال الشرطة يجرون بعض التحقيقات مع بعض المسئولين عن الكامب ، و مع ادارة المدرسة 
ليسرع زكريا و من خلفه يونس و زهرة حتى وصلوا الى غرفة الصغيرين و دلفوا اليهم ليجدوا زين غارقا فى النوم ، اما رامى فكان بين اليقظة و النوم و ملامحه يعلوها الاعياء ، و لكنه فتح عينيه و انتبه لهم فقال بلهفة شاحبة : خالو .. مامى فين
ليقترب منه زكريا بحنان و يقبل رأسه و يقول : مامى هتوصل على اول طيارة يا حبيبى ، و ماتقلقش ، انا مش هسيبك لحد ما مامى توصل بالسلامة ، بس قوللى الاول انتو اكلتو ايه عمل فيكم كده 
رامى باعياء : كنا عاملين باربكيو على العشا
زهرة بذهول : عشا .. هو الكلام ده من امبارح
رامى : ااه
يونس : يعنى انتو جيتو المستشفى امبارح و اللا النهاردة يا حبيبى
رامى : امبارح بالليل .. بس مش عارف كنا الساعة كام 
يونس : طب ليه ماكلمتش حد فينا
رامى : كنت تعبان اوى يا خالو و هم قالوا لى انهم هيكلموا مامى 
زكريا : طب يعنى انت و اصحابك كلكم تعبتم مرة واحدة بعد الاكل 
رامى : مش عارف .. بس كنا كتير اوى بنرجع و بطننا وجعتنا 
زهرة و هى تربت بحنان على راس زين الغارق فى النوم : طب و اخوك نايم من امتى 
رامى : صحى الصبح شوية صغننين و رجع نام تانى 
زهرة : طب و انت مش عاوز تنام
رامى : عاوز .. بس خايف انام هنا ، انا عاوز ارجع البيت 
يونس : مش هينفع تقعدوا فى البيت لوحدكم ، لازم نستنى ماما 
رامى : خلاص .. اروح لتيتا ، خدونا معاكم لحد ما بابى و مامى يرجعوا 
ليتبادل زكريا و يونس النظرات قبل ان يقول زكريا : طب خلينا نستأذن ماما و نشوف الدكتور الاول هيوافق انكم تخرجوا دلوقتى و اللا ايه
زهرة : طب حاول تنام شوية و احنا قاعدين جنبك اهو ماتخافش مش هنسيبك ، على ما ناخد راى مامى و الدكتور 
رامى بتحذير : مش هتمشوا و تسيبونا
زهرة بابتسامة و هى تقبل جبهته : وعد مش هسيبك
ليغمض رامى عينيه بارهاق شديد ليذهب فى نوم عميق على الفور بعد ثوان معدودة ، ليهمس زكريا  قائلا : انا هروح اشوف كده الدنيا فيها ايه و احاول اعرف سبب اللى حصل ده 
يونس : و كلم ماما عرفها بالراحة من غير بس ماتخضها عشان ماترجعش تزعل ، و اول حاجة تعرفها اننا مع الولاد و انهم بخير
زكريا : حاضر ماشى 
زهرة : و ياريت كمان تكلم ماما من فضلك يا زكريا عشان ماتقلقش عليا 
زكريا : و هكلم مريم كمان اطمنها اننا وصلنا للولاد و معاهم  
اما بفيلا مجدى .. فكان سامى يجلس صحبة ماجى بحديقة الفيلا و يتجاذبان اطراف الحديث حين قالت ماجى : انا تجربتى مع زكريا ما كانتش حلوة خالص ، حقيقى زكريا چانتى و لارج و كريم اوى فى التعامل بتاعه .. لكن ماقدرتش أحبه 
سامى بسعادة : ده شئ يسعدنى و يخلى عندى امل انى ابقى اول حب فى حياتك و صدقينى هخليكى اسعد مخلوقة فى الكون كله
ماجى بدلال : الحقيقة انا سعادتى ليها متطلبات كتير عشان تتحقق .. ياترى انت هتقدر تحقق لى متطلباتى دى 
سامى : انتى بس تقشرى و تشاورى و انا عليا التنفيذ
ماجى و هى تحصى على اصابعها : مابحبش الخنقة و رايحة فين و جاية منين ، مابحبش اطلب فلوس .. يعنى دايما عاوزة رصيدى فى البنك و الفيزا عمرانين ، مابحبش الروتين و الحبسة .. يعنى باستمرار عاوزة تجديد و خروج و فسح و سهر 
سامى : كلامك كله اوامر يا ست العرايس
ماجى بغنج : و احب دايما اتشال على الراس خصوصا قدام الناس ، لازم دايما تدينى بريستيجى قدام الناس عشان انا كمان اعمل كده معاك
سامى : طبعا اومال ايه 
ماجى : و اشتغل معاك
سامى : تشتغلى معايا فين
ماجى : ادير معاك الشغل بتاعك زى ما كنت بعمل مع بابى ، انا قررت انى افضل بزنس وومن ، مش عاوزة ابعد عن اللى اتعلمته و حققته من تانى 
سامى برضوخ : ماشى كلامك
ماجى : يبقى تحدد معاد حفلة فرحنا مع بابى ، بس لازم تعرف انى عاوزة فرح مصر كلها تتكلم عنه
و قبل ان يجيبها سامى يجدان مجدى يأتى عليهما مهرولا شاحب الوجه و هو يقول برهبة : مصيبة و حطت على دماغنا
لتقف ماجى قائلة بفضول : فى ايه يا بابى .. ايه اللى حصل 
مجدى و هو يلقى بنفسه على المقعد بهلع : ولاد مريم جالهم تس// مم 
ماجى بدهشة : طب و احنا مالنا بحاجة زى دى 
مجدى و هو يلتقط انفاسه بصعوبة : الولاد كانوا في رحله كلهم تقريبا جالهم تس// مم 
سامى بترصد : طب برضه مش فاهمين ايه علاقتنا بالموضوع اللي حصل ده 
مجدى : علاقتنا ان احنا مش عارفين الاكل بتاعنا هو اللي عمل كده في العيال ولا حاجه ثانيه 
سامى بترصد : تقصد اللحمه 
مجدى : هو في غيرها 
ماجى : لحمه ايه بس يا بابي اللى الولاد هياكلوها في الرحله .. اكيد لا طبعا 
سامى : هم الولاد فعلا ممكن ما يكونوش كلوا لحمه لكن ممكن يكونوا اكلوا مصنعات ، سوسيس بقى همبرجر الكلام ده 
ماجى : طب ما احنا لازم الاول نفهم ايه اللي حصل بالظبط قبل ما نعمل اي حاجه 
سامى : هو انت عرفت الكلام ده منين يا مجدي بيه 
مجدى : حاتم بنفسه هو اللى  كلمني وبلغني بالكلام ده 
سامى : وهو اللي قال لك ان اللحمه بتاعتنا هي اللي ورا الكلام ده
مجدى : هم ما يعرفوش حاجه ، هم بره مصر اصلا 
ماجى و هى تزفر انفسها بحنق : انا ما بقيتش فاهمه حاجه يعني هم في مصر ولا مش في مصر 
مجدى : حاتم ومراته سافروا علشان يتفقوا لنا على صفقات جديده و ولادهم فى رحلة مع المدرسة ، و المدرسة كلمتهم و هم لسه هناك و بلغتهم باللى حصل و الله اعلم ولادك كانوا معاهم هم كمان فى الرحلة دى و اللا لا
ماجى : مايتهياليش .. زكريا بيقلق غلى الولاد من الرحلات 
سامى : المهم دلوقتى هنعرف منين ان كان اللى حصل ده بسبب شغلنا و اللا حاجة تانية
مجدى : حاتم قاللى لازم حد يروح يعس فى المستشفى و يشوف ايه الاخبار بس من بعيد لبعيد من غير ماحد يحس بحاجة
اما بالمشفى فكان زكريا يهاتف مريم و يقول : المهم ان الولاد بخير الحمدلله ماتقلقيش
مريم : طب انت ماعرفتش هم اكلوا ايه و اللا شربوا ايه
زكريا : اللى عرفته انهم كانوا عاملين لهم بالليل حفلة باربكيو ، و الولاد اللى اكلوا هوت دوج و هامبورجر هم اللى جالهم تس// مم ، انما فى ولاد تانية أكلوا فراخ و ماحصللهمش حاجة
مريم و هى تحاول السيطرة على رعشة صوتها المرتعب : و ما عرفتش كانوا جايبين لهم الاكل ده منين
زكريا : الحقيقة اللى سمعته مش حلو يا مريم ، لان المشرفة بتاعتهم قالت ان كل الاكل كان جاى من شركة البرهان 
مريم : سامى 
زكريا : ايوة .. الله اعلم بقى مشكلة تخزين و اللا نقل و اللا ايه بالظبط ، المهم الحمدلله انها جت لحد كده
و كمان كنت عاوز اقول لك ان الدكتور لما يسمح للولاد بالخروج ، هاخدهم بقى على البيت عند ماما على ما انتى و حاتم ترجعوا بالسلامة 
مريم برضوخ : ماشى يا زكريا .. اللى انت شايفه 
زكريا : ماشى يا حبيبتى .. بس مش عاوزك تقلقى كده ، الولاد و الله الحمدلله زى الفل ، و اول ما نوصل البيت هخليهم يكلموكى عشان تتطمنى عليهم بنفسك
و لكن .. عندما لم يجد زكريا اى رد نظر الى شاشة هاتفه ليجد ان الاتصال قد انقطع  
اما مريم فالقت بنفسها على المقعد بصدمة و هى تقول : روحنا فى داهية .. و كل حاجة راحت 
حاتم : فهمينى بالظبط قال لك ايه
مريم و دموعها تغسل وجنتيها : قال لى ان الولاد اللى جالهم تس// مم اكلوا من منتجات البرهان ، يعنى من اللحمة بتاعتنا يا حاتم 
حاتم بحدة : اسكتى خالص ، مش عاوز اسمع و لا كلمة ، انتى عاوزة تفضحينا .. هم ماشافوهمش و هم بيسرقوا
مريم بغضب : هو فى حد هنا غيرى انا و انت ، انت ايه اللى حصل لك ، مالك عمال تلوش فيا ليه من وقت اللى حصل زى ما اكون انا اللى عملت كل ده لوحدى ، اشحال ان ما كانتش فكرتك 
حاتم بترصد : و انتى وافقتينى و ما اعترضتيش و لا لحظة ، و اللا نسيتى
مريم : انت اللى نسيت انى نبهتك فى المرة الاخرانية دى بالذات ان ريحتها كانت مقرفة ، و انت قلتلى وقتها ماتقلقيش .. كله هيتظبط بشوية توابل و بهارات 
حاتم بغضب : احنا هنسيب اللى حصل و نقعد نتخانق و كل واحد يرمى على التانى بدل مانقعد بهدوء نفكر هنعمل ايه
مريم : انت اللى بتتخانق مش انا ، و انا بسالك اهو هنعمل ايه لما نرجع
حاتم بجمود : انا عن نفسى مش راجع
مريم بذهول : يعنى ايه مش راجع ، هتفضل هربان هنا على طول بقية عمرك 
حاتم باستنكار : لا ارجع اسلمهم رقبتى و اسيبهم يرمونى فى السجن
مريم برهبة : سجن
حاتم : ااه سجن .. اومال فاكراهم هيشدونا من ودانا و يقولوا لنا ماتبقوش تعملوا كده تانى 
مريم و هى تضم جسدها بيديها برعب : لا .. انا ما ينفعش ادخل السجن .. طب رامى و زين يا حاتم .. هنعمل فيهم ايه
حاتم : اهم مع مامتك و اخواتك 
مريم : يعنى هيفضلوا طول عمرهم بعيد عننا بالشكل ده 
حاتم : لو عايزة ترجعي لهم مش همنعك
لتنظر اليه مريم بذهول و كأنها تراه للمرة الاولى بحياتها فتقول : انت فاهم انت بتقول ايه ، طب لو فضلنا هنا هنعيش ازاى ، و لما الفيزا بتاعتنا تخلص هنعمل ايه 
حاتم و كأنه تفاجئ من قولها : الفيزا تخلص
مريم : ااه تخلص ، لما الست شهور يخلصوا هنعمل ايه و هنروح فين ، و اللا هنكسر الفيزا و نفضل هربانين طول عمرنا 
حاتم بحدة : انتى بتسوديها فى وشى ليه كده
مريم : ما هو لازم حد فينا على الاقل يفكر صح ، لازم نعرف بالظبط ايه الصح و نعمله ، و كمان اما الفلوس اللى معانا تخلص هنعمل ايه ، لازم نفكر فى كل ده و نشوف اقل الخساير ممكن تبقى ازاى 
اما بالقاهرة .. فبعد مرور يومين .. انهى زكريا و يونس جميع اجراءات خروج الصغيرين من المشفى و ابلغا والدتهما انه لا يوجد داع لحضورها و انهم فى طريقهم للعودة الى المنزل 
لتستقبلهم قاطمة بحنان شديد و تقول : اهلا حبايب قلب تيتا .. حمدالله على السلامة 
رامى : ازيك يا تيتا
فاطمة : انا كويسة يا قلب تيتا .. انت عامل ايه دلوقتى 
رامى : الحمدلله .. بس جعان اوى 
فاطمة : يا خبر .. حالا يا حبيبى الاكل يبقى جاهز 
زهرة : مسلوق يا مراة عمى ، الدكتور منبه ان الاكل يبقى مسلوق او مشوى ، مش عاوز دهون خالص
فاطمة : طبعا .. انا كنت عاملة حسابى و نبهت على البنات من بدرى 
زين : انا عاوز انام
فاطمة : تاكل الاول يا زين
يونس باستغراب : انا مش عارف هو ليه نايم كده على طول 
زهرة : عشان سنه بس صغير ما استحملش اللى حصل اوى ، و ادوية المعدة معظمها بيبقى فيها تسبة مهدئ
زكريا : طب انتى قررتى ايه .. هتفضلى معانا و اللا هتمشى برضة 
رامى برجاء : خليكى معانا يا ميس زهرة لو سمحتى .. النهاردة بس .. ممكن
زهرة بحنان مخلوط بقلة الحيلة : حاضر يا حبيبى .. هفضل معاكم الليلة دى 
زكريا : و انا هكلم خالتى افهمها
يونس بحمحمة : هى سوزى ما عرفتش ان الولاد خارجين النهاردة 
فاطمة : عرفت .. و زمانها فى السكة هى و بدر ، دول كانوا رايحين لكم على المستشفى 
زهرة : اومال حصل ايه
فاطمة : و هم فى الطريق فى عجلة من بتوع العربية فر. قعت و على ما غيرتها
يونس باهتمام : و مين غيرهالها
فاطمة : مش عارفة يا ابنى .. المهم انهم على وصول 
زكريا : طب و الولاد معاهم و اللا سابوهم فى البيت
فاطمة : بدر صممت ماتسيبهمش مع زينب و خدتهم معاها
رامى : هى همس مش هنا
زكريا : زمانها جاية با حبيبى هى و تولين و اياد كمان
فاطمة : انا هاخد الولاد اغسل لهم وشهم و اغيرلهم هدومهم على ما الاكل يجهز 
زهرة : خليكى انتى يا مراة عمى ، انا هاخدهم و ارجعهم بسرعة 
فاطمة : هتعبك يا حبيبتى 
زهرة : مش هتعب و لا حاجة .. قوليلى بس هيباتوا فى انهى اوضة و انا هتصرف
و بعد قليل .. وصلت سوزان صحبة بدر و الصغار ، و ما ان دلفوا الى الداخل و القوا التحية حتى قالت سوزان : طمنونى الولاد عاملين ايه
زكريا : الحمدلله ربنا نجاهم
فاطمة : انما ايه اللى حصل بالظبط و اللا لسه ماعرفتوش برضة 
زكريا : لا خلاص عرفنا .. كانوا بالليل عاملين للولاد حفلة شوى ، و كان من ضمن الحاجات اللى اتحطت لهم .. مصنعات فاسدة
سوزان : و ازاى يعنى مكان زى اللى كانوا فيه ده و اللى معظم ضيوفهم اطفال .. يقدموا فيه حاجة مجهولة المصدر
زكريا : ياريتها كانت مجهولة المصدر ، لكن المصيبة انها مش مجهولة المصدر ولا حاجة ، دى شركة معروفة و ليها اسمها
سوزان : اومال ايه .. تاريخ الصلاحية منتهى و اللا ايه
زكريا : خاالص ، بس احتمال يكون فى سوء تخزين ، او التلاجات فصلت علي الحاجة فى المخزن او وقت النقل و طبعا الدنيا حر و الحاجات دى مابتتحملش
طول عمر الحاجات دى مشاكلها كتير و عشان كده بنرفض تماما اننا نتعامل فيها 
فاطمة : لا حول ولا قوة الا بالله ، الحمدلله ان ماحدش من الولاد حصل له حاجة اكتر من كده و اللا كانت تبقى مصيبة 
سوزان : طب و عملوا ايه مع صاحب الشركة ، حققوا معاه و اللا لسه
زكريا : لسه ماحدش يعرف
اما مجدى .. فبعد ان علم بتفاصيل ما حدث ، ظل حبيس منزله لا يغادر غرفته .. حتى دخلت عليه ماجى و هى تقول : و بعدين يا بابى .. انت هتفضل حابس نفسك فى اوضتك بالشكل ده لحد امتى 
مجدى : عاوزانى اعمل ايه .. اهرب زى حاتم و مريم و اللا اروح اسلم نفسى 
ماجى : ايه الاستسلام ده .. كلكم هربتوا و سيبتونى اتصرف لوحدى 
مجدى : و انتى اتصرفتى عملتى ايه
ماجى : حر. قت الكمية اللى كانت فى المخازن بتاعتنا كلها 
مجدى بصدمة : حر .قتيها ، ازاى و فين
ماجى : سيبك من التفاصيل دى دلوقتى ، المهم ان مخازننا مافيهاش اى اثر للحمة ، لكن تفضل باقى الكميات اللى راحت لباقى التجار ، انا كلمتهم كلهم عشان يلحقوا يلموها من السوق
مجدى بفضول : طب و سامى .. عمل ايه
ماجى : سامى معاه المحاميين بتوعه ، و خلى الناس بتوعه يتخلصوا برضة من كل الكمية اللى كانت لسه باقية عنده ، و خلاهم لموا الباقى من السوق
مجدى : و تفتكرى مش هيجيب سيرتنا
ماجى : الفلوس اللى لمها من باقى التجار تخليه ماينطقش بحرف واحد 
مجدى : بس انا ما دفعتلوش حاجة
مريم : احنا مش لازم ندفع ، اولا انا هبقى مراته ، ثانيا بقى ان كان ايدى بايد المحامى بتاعه فى كل حاجة اتعملت و كنت معاه و احنا بنتخلص من كل الكميات اللى كانت موجودة عنده
مجدى بحيرة : طب و تفتكرى يعنى هيلحقوا الكمية كلها اللى نزلت السوق
ماجى : احنا شغالين كلنا من وقتها ماحدش استريح
مجدى : ربنا يعديها على خير و انا توبة .. مش هشتغل فى الكلام ده تانى ابدا 
ماجى : و هو الست مريم هى و جوزها عملوا عملتهم و هيفضلوا هربانين بالشكل ده على طول 
مجدى : طبعا خايفين يرجعوا ، تلاقيهم مستنيين يشوفوا هترسى على ايه
ماجى : هم الوحيدين اللى لسه مادفعوش لسامى و دول بالذات لازم يدفعوا بالاوى كمان
مجدى : و هو مين هيكلمهم يطالبهم بده
ماجى : انا اللى هكلمهم .. مش اللى متبهدل ده هيبقى جوزى ، يبقى من حقى انى ابقى اول واحدة تدور على حقه و تحافظ له عليه ، على الاقل يعرف انى واقفة جنبه فى كل حاجة و مش سايباه
اما سامى .. فكان يجلس صحبة المحامى الخاص به و الذى كان يقول : احنا ااه اتخلصنا من كل اللى كان موجود فى المخازن ، لكن الاوراق هى كمان لازم تبقى مظبوطة عشان النيابة 
سامى : طب هنعمل ايه
المحامى : ماتقلقش .. انا هظبط كل الاوراق و المستتدات
سامى : طب يعنى شايف هترسى على ايه
المحامى : احنا دلوقتى بنحاول نخرج من الغش التجارى و نرسيها على سوء تخزين و نقل ، خصوصا اننا عملنا عبوات جديدة فى المخازن بنفس تاريخ العبوات اللى اتظبطت و جواها منتجات سليمة مليون المية 
سامى بقلق : و هتقدر تعمل الكلام ده 
المحامى : قلتلك اتطمن خالص ، و كلها ربع ساعة بالكتير و تمشى معايا اول ما يستلموا الكفالة 
سامى : و عملت ايه مع بقية الناس
المحامى : كله تمام .. ماتقلقش خالص
@الجميع

بعد مرور يومان .. انتقلت بدر و ابنتيها بالفعل الى منزل زكريا و كانت المفاجأة ان الصغار الثلاث تشبثوا بصحبتهن و عدم مفارقتهن ليرضخ لهم الجميع مع رفض يونس الصامت لما يحدث 
ليستقر بهم الحال بمنزل زكريا الذى كان يتولى مهمة اصطحاب زهرة للعمل و العودة ايضا حتى مر يومان اخران دون احداث تذكر 
حتى كان بعد ظهيرة الخميس ليصل مريم مهاتفة تليفونية من مدرسة صغارها ليبلغوها بان الصغيرين بالمشفى تحت الرعاية الطبية لتعرضهما و زملائهم لحالة تس/ مم شديدة استدعت اخضاعهم للعناية الطبية 
و بعد ان تلقت الخبر قالت لزوجها : احنا لازم ننزل مصر فورا 
حاتم : اهدى بس عشان نعرف نفكر صح 
مريم بانفعال : نفكر فى ايه ، بقولك ولادك الاتنين فى المستشفى عندهم تس// مم .. تقوم تقوللى نفكر 
حاتم بفضول : طب هو التس// مم ده جالهم من ايه
مريم : ما اعرفش .. بتقوللى الولاد معظمهم نفس الحالة 
حاتم : يبقى كلهم اكلوا من نفس الاكل .. لازم نعرف الاكل اللى اكلوه ده نوعه ايه
مريم بانتباه : انت تقصد ايه يا حاتم ، قصدك انهم ممكن يكونوا اكلوا من اللحمة اللى جايبنها
حاتم : ما انا عشان كده بقول لك لازم نفكر عشان نفهم 
مريم و هى تضر .ب كفا بكف : يا دى المصيبة ، دى كانت تبقى كارثة .. انا قلت لك ان اللحمة المرة دى ريحتها فظيعة و انها ….
حاتم بانفعال : مش هنقعد نعدد و احنا مش عارفين اللى حصل ده من عندنا و لا من حتة تانية ، و لازم نفهم اللى حصل قبل ما نفكر نرجع مصر 
مريم بصدمة : يعنى ايه ، هنسيب الولاد كده لوحدهم على ما نعرف و نفهم 
حاتم : كلمى مامتك و اللا يونس يروحوا لهم على مانشوف هنعمل ايه
مريم : ماما و يونس بعد اللى حصل اخر مرة 
حاتم بغضب : و عشان كده كنت دايما اقول لك فكرى بعقلك قبل لسانك و انتى اللى مابتسمعيش الكلام 
مريم بترصد : دلوقتى بقيت انا اللى غلطانة
حاتم : اخلصى يا مريم و اسمعى الكلام و بعدين نبقى نشوف مين اللى غلطان على مهلنا 
مريم بحنق : هكلم زكريا يروحلهم
حاتم بدهشة : و اشمعنى زكريا
مريم : لانى عارفة انه هيرمى كل حاجة ورا ضهره و يجرى على الولاد ، لكن يونس ممكن يسمعنى كلمتين قبل حتى ما يسمع اللى عاوزة اقولهوله
حاتم : المهم اتصرفى على ما اكلم مجدى و اخليه يحاول يفهم اللى حصل
مريم : طب و احنا 
حاتم : احنا مافيس نزول مصر قبل مانعرف ان اللى حصل ده برانا و برة شغلنا نهائى
اما بالشركة .. و قبل مغادرتهم للعمل .. استمع زكريا الى صوت رنين هاتفه ، ليجد اتصالا من مريم ، فاجاب بدهشة : مريم .. انتو رجعتوا مصر و اللا ايه
ليسمع صوت مريم و هو بالكاد يستجمع ما تقوله نتيجة تهدج صوتها و هى تقول : الحقنى يا زكريا
زكريا بلهفة : مالك يا مريم فى ايه
مريم : رامى و زين فى المستشفى
زكريا برهبة : مستشفى ايه و ليه .. ايه اللى حصل
مريم : مش عارفة حاجة .. المدرسة كلمونى و قالولى ان الولاد جالهم تس/مم و نقلوهم المستشفى ، مش عارفة أكلوا ايه و لا شربوا ايه الاتنين
زكريا و هو يسرع الى الخارج : يا خبر ، طب قوليلى انهى مستشفى بسرعة و انا رايحلهم حالا
مريم : فى مستشفى …… ، و انا بحاول الاقى اى حجز عشان انزل لكم بس مش لاقية ، اول ما الاقى حجز هنزل غلى اول طيارة
ليهرول زكريا الى الخارج لتهلع زهرة من مظهره فتقول : فى حاجة حصلت و اللا ايه
زكريا : هاخد يونس و نروح لولاد مريم فى المستشفى 
زهرة : مستشفى ليه .. خير .. مالهم بعد الشر 
زكريا : ماعنديش تفاصيل ، بس مريم بتقوللى جالهم تس /مم 
زهرة بشهقة عالية : يا خبر ابيض .. تس /مم .. خدنى معاكم 
زكريا : ماشى .. هاتى حاجتك و حصلينى على ما ادى خبر ليونس
لينصدم الجميع من المشهد عند وصولهم الى المشفى ، فقد وجدوا تجمهرا لعددا كبيرا من اولياء امور الطلبة ، ليكتشفوا ان عددا كبيرا  ممن بالكامب قد اصيبوا بالتس/مم .. حتى القائمين على الاشراف ، و وجدوا عددا من رجال الشرطة يجرون بعض التحقيقات مع بعض المسئولين عن الكامب ، و مع ادارة المدرسة 
ليسرع زكريا و من خلفه يونس و زهرة حتى وصلوا الى غرفة الصغيرين و دلفوا اليهم ليجدوا زين غارقا فى النوم ، اما رامى فكان بين اليقظة و النوم و ملامحه يعلوها الاعياء ، و لكنه فتح عينيه و انتبه لهم فقال بلهفة شاحبة : خالو .. مامى فين
ليقترب منه زكريا بحنان و يقبل رأسه و يقول : مامى هتوصل على اول طيارة يا حبيبى ، و ماتقلقش ، انا مش هسيبك لحد ما مامى توصل بالسلامة ، بس قوللى الاول انتو اكلتو ايه عمل فيكم كده 
رامى باعياء : كنا عاملين باربكيو على العشا
زهرة بذهول : عشا .. هو الكلام ده من امبارح
رامى : ااه
يونس : يعنى انتو جيتو المستشفى امبارح و اللا النهاردة يا حبيبى
رامى : امبارح بالليل .. بس مش عارف كنا الساعة كام 
يونس : طب ليه ماكلمتش حد فينا
رامى : كنت تعبان اوى يا خالو و هم قالوا لى انهم هيكلموا مامى 
زكريا : طب يعنى انت و اصحابك كلكم تعبتم مرة واحدة بعد الاكل 
رامى : مش عارف .. بس كنا كتير اوى بنرجع و بطننا وجعتنا 
زهرة و هى تربت بحنان على راس زين الغارق فى النوم : طب و اخوك نايم من امتى 
رامى : صحى الصبح شوية صغننين و رجع نام تانى 
زهرة : طب و انت مش عاوز تنام
رامى : عاوز .. بس خايف انام هنا ، انا عاوز ارجع البيت 
يونس : مش هينفع تقعدوا فى البيت لوحدكم ، لازم نستنى ماما 
رامى : خلاص .. اروح لتيتا ، خدونا معاكم لحد ما بابى و مامى يرجعوا 
ليتبادل زكريا و يونس النظرات قبل ان يقول زكريا : طب خلينا نستأذن ماما و نشوف الدكتور الاول هيوافق انكم تخرجوا دلوقتى و اللا ايه
زهرة : طب حاول تنام شوية و احنا قاعدين جنبك اهو ماتخافش مش هنسيبك ، على ما ناخد راى مامى و الدكتور 
رامى بتحذير : مش هتمشوا و تسيبونا
زهرة بابتسامة و هى تقبل جبهته : وعد مش هسيبك
ليغمض رامى عينيه بارهاق شديد ليذهب فى نوم عميق على الفور بعد ثوان معدودة ، ليهمس زكريا  قائلا : انا هروح اشوف كده الدنيا فيها ايه و احاول اعرف سبب اللى حصل ده 
يونس : و كلم ماما عرفها بالراحة من غير بس ماتخضها عشان ماترجعش تزعل ، و اول حاجة تعرفها اننا مع الولاد و انهم بخير
زكريا : حاضر ماشى 
زهرة : و ياريت كمان تكلم ماما من فضلك يا زكريا عشان ماتقلقش عليا 
زكريا : و هكلم مريم كمان اطمنها اننا وصلنا للولاد و معاهم  
اما بفيلا مجدى .. فكان سامى يجلس صحبة ماجى بحديقة الفيلا و يتجاذبان اطراف الحديث حين قالت ماجى : انا تجربتى مع زكريا ما كانتش حلوة خالص ، حقيقى زكريا چانتى و لارج و كريم اوى فى التعامل بتاعه .. لكن ماقدرتش أحبه 
سامى بسعادة : ده شئ يسعدنى و يخلى عندى امل انى ابقى اول حب فى حياتك و صدقينى هخليكى اسعد مخلوقة فى الكون كله
ماجى بدلال : الحقيقة انا سعادتى ليها متطلبات كتير عشان تتحقق .. ياترى انت هتقدر تحقق لى متطلباتى دى 
سامى : انتى بس تقشرى و تشاورى و انا عليا التنفيذ
ماجى و هى تحصى على اصابعها : مابحبش الخنقة و رايحة فين و جاية منين ، مابحبش اطلب فلوس .. يعنى دايما عاوزة رصيدى فى البنك و الفيزا عمرانين ، مابحبش الروتين و الحبسة .. يعنى باستمرار عاوزة تجديد و خروج و فسح و سهر 
سامى : كلامك كله اوامر يا ست العرايس
ماجى بغنج : و احب دايما اتشال على الراس خصوصا قدام الناس ، لازم دايما تدينى بريستيجى قدام الناس عشان انا كمان اعمل كده معاك
سامى : طبعا اومال ايه 
ماجى : و اشتغل معاك
سامى : تشتغلى معايا فين
ماجى : ادير معاك الشغل بتاعك زى ما كنت بعمل مع بابى ، انا قررت انى افضل بزنس وومن ، مش عاوزة ابعد عن اللى اتعلمته و حققته من تانى 
سامى برضوخ : ماشى كلامك
ماجى : يبقى تحدد معاد حفلة فرحنا مع بابى ، بس لازم تعرف انى عاوزة فرح مصر كلها تتكلم عنه
و قبل ان يجيبها سامى يجدان مجدى يأتى عليهما مهرولا شاحب الوجه و هو يقول برهبة : مصيبة و حطت على دماغنا
لتقف ماجى قائلة بفضول : فى ايه يا بابى .. ايه اللى حصل 
مجدى و هو يلقى بنفسه على المقعد بهلع : ولاد مريم جالهم تس// مم 
ماجى بدهشة : طب و احنا مالنا بحاجة زى دى 
مجدى و هو يلتقط انفاسه بصعوبة : الولاد كانوا في رحله كلهم تقريبا جالهم تس// مم 
سامى بترصد : طب برضه مش فاهمين ايه علاقتنا بالموضوع اللي حصل ده 
مجدى : علاقتنا ان احنا مش عارفين الاكل بتاعنا هو اللي عمل كده في العيال ولا حاجه ثانيه 
سامى بترصد : تقصد اللحمه 
مجدى : هو في غيرها 
ماجى : لحمه ايه بس يا بابي اللى الولاد هياكلوها في الرحله .. اكيد لا طبعا 
سامى : هم الولاد فعلا ممكن ما يكونوش كلوا لحمه لكن ممكن يكونوا اكلوا مصنعات ، سوسيس بقى همبرجر الكلام ده 
ماجى : طب ما احنا لازم الاول نفهم ايه اللي حصل بالظبط قبل ما نعمل اي حاجه 
سامى : هو انت عرفت الكلام ده منين يا مجدي بيه 
مجدى : حاتم بنفسه هو اللى  كلمني وبلغني بالكلام ده 
سامى : وهو اللي قال لك ان اللحمه بتاعتنا هي اللي ورا الكلام ده
مجدى : هم ما يعرفوش حاجه ، هم بره مصر اصلا 
ماجى و هى تزفر انفسها بحنق : انا ما بقيتش فاهمه حاجه يعني هم في مصر ولا مش في مصر 
مجدى : حاتم ومراته سافروا علشان يتفقوا لنا على صفقات جديده و ولادهم فى رحلة مع المدرسة ، و المدرسة كلمتهم و هم لسه هناك و بلغتهم باللى حصل و الله اعلم ولادك كانوا معاهم هم كمان فى الرحلة دى و اللا لا
ماجى : مايتهياليش .. زكريا بيقلق غلى الولاد من الرحلات 
سامى : المهم دلوقتى هنعرف منين ان كان اللى حصل ده بسبب شغلنا و اللا حاجة تانية
مجدى : حاتم قاللى لازم حد يروح يعس فى المستشفى و يشوف ايه الاخبار بس من بعيد لبعيد من غير ماحد يحس بحاجة
اما بالمشفى فكان زكريا يهاتف مريم و يقول : المهم ان الولاد بخير الحمدلله ماتقلقيش
مريم : طب انت ماعرفتش هم اكلوا ايه و اللا شربوا ايه
زكريا : اللى عرفته انهم كانوا عاملين لهم بالليل حفلة باربكيو ، و الولاد اللى اكلوا هوت دوج و هامبورجر هم اللى جالهم تس// مم ، انما فى ولاد تانية أكلوا فراخ و ماحصللهمش حاجة
مريم و هى تحاول السيطرة على رعشة صوتها المرتعب : و ما عرفتش كانوا جايبين لهم الاكل ده منين
زكريا : الحقيقة اللى سمعته مش حلو يا مريم ، لان المشرفة بتاعتهم قالت ان كل الاكل كان جاى من شركة البرهان 
مريم : سامى 
زكريا : ايوة .. الله اعلم بقى مشكلة تخزين و اللا نقل و اللا ايه بالظبط ، المهم الحمدلله انها جت لحد كده
و كمان كنت عاوز اقول لك ان الدكتور لما يسمح للولاد بالخروج ، هاخدهم بقى على البيت عند ماما على ما انتى و حاتم ترجعوا بالسلامة 
مريم برضوخ : ماشى يا زكريا .. اللى انت شايفه 
زكريا : ماشى يا حبيبتى .. بس مش عاوزك تقلقى كده ، الولاد و الله الحمدلله زى الفل ، و اول ما نوصل البيت هخليهم يكلموكى عشان تتطمنى عليهم بنفسك
و لكن .. عندما لم يجد زكريا اى رد نظر الى شاشة هاتفه ليجد ان الاتصال قد انقطع  
اما مريم فالقت بنفسها على المقعد بصدمة و هى تقول : روحنا فى داهية .. و كل حاجة راحت 
حاتم : فهمينى بالظبط قال لك ايه
مريم و دموعها تغسل وجنتيها : قال لى ان الولاد اللى جالهم تس// مم اكلوا من منتجات البرهان ، يعنى من اللحمة بتاعتنا يا حاتم 
حاتم بحدة : اسكتى خالص ، مش عاوز اسمع و لا كلمة ، انتى عاوزة تفضحينا .. هم ماشافوهمش و هم بيسرقوا
مريم بغضب : هو فى حد هنا غيرى انا و انت ، انت ايه اللى حصل لك ، مالك عمال تلوش فيا ليه من وقت اللى حصل زى ما اكون انا اللى عملت كل ده لوحدى ، اشحال ان ما كانتش فكرتك 
حاتم بترصد : و انتى وافقتينى و ما اعترضتيش و لا لحظة ، و اللا نسيتى
مريم : انت اللى نسيت انى نبهتك فى المرة الاخرانية دى بالذات ان ريحتها كانت مقرفة ، و انت قلتلى وقتها ماتقلقيش .. كله هيتظبط بشوية توابل و بهارات 
حاتم بغضب : احنا هنسيب اللى حصل و نقعد نتخانق و كل واحد يرمى على التانى بدل مانقعد بهدوء نفكر هنعمل ايه
مريم : انت اللى بتتخانق مش انا ، و انا بسالك اهو هنعمل ايه لما نرجع
حاتم بجمود : انا عن نفسى مش راجع
مريم بذهول : يعنى ايه مش راجع ، هتفضل هربان هنا على طول بقية عمرك 
حاتم باستنكار : لا ارجع اسلمهم رقبتى و اسيبهم يرمونى فى السجن
مريم برهبة : سجن
حاتم : ااه سجن .. اومال فاكراهم هيشدونا من ودانا و يقولوا لنا ماتبقوش تعملوا كده تانى 
مريم و هى تضم جسدها بيديها برعب : لا .. انا ما ينفعش ادخل السجن .. طب رامى و زين يا حاتم .. هنعمل فيهم ايه
حاتم : اهم مع مامتك و اخواتك 
مريم : يعنى هيفضلوا طول عمرهم بعيد عننا بالشكل ده 
حاتم : لو عايزة ترجعي لهم مش همنعك
لتنظر اليه مريم بذهول و كأنها تراه للمرة الاولى بحياتها فتقول : انت فاهم انت بتقول ايه ، طب لو فضلنا هنا هنعيش ازاى ، و لما الفيزا بتاعتنا تخلص هنعمل ايه 
حاتم و كأنه تفاجئ من قولها : الفيزا تخلص
مريم : ااه تخلص ، لما الست شهور يخلصوا هنعمل ايه و هنروح فين ، و اللا هنكسر الفيزا و نفضل هربانين طول عمرنا 
حاتم بحدة : انتى بتسوديها فى وشى ليه كده
مريم : ما هو لازم حد فينا على الاقل يفكر صح ، لازم نعرف بالظبط ايه الصح و نعمله ، و كمان اما الفلوس اللى معانا تخلص هنعمل ايه ، لازم نفكر فى كل ده و نشوف اقل الخساير ممكن تبقى ازاى 
اما بالقاهرة .. فبعد مرور يومين .. انهى زكريا و يونس جميع اجراءات خروج الصغيرين من المشفى و ابلغا والدتهما انه لا يوجد داع لحضورها و انهم فى طريقهم للعودة الى المنزل 
لتستقبلهم قاطمة بحنان شديد و تقول : اهلا حبايب قلب تيتا .. حمدالله على السلامة 
رامى : ازيك يا تيتا
فاطمة : انا كويسة يا قلب تيتا .. انت عامل ايه دلوقتى 
رامى : الحمدلله .. بس جعان اوى 
فاطمة : يا خبر .. حالا يا حبيبى الاكل يبقى جاهز 
زهرة : مسلوق يا مراة عمى ، الدكتور منبه ان الاكل يبقى مسلوق او مشوى ، مش عاوز دهون خالص
فاطمة : طبعا .. انا كنت عاملة حسابى و نبهت على البنات من بدرى 
زين : انا عاوز انام
فاطمة : تاكل الاول يا زين
يونس باستغراب : انا مش عارف هو ليه نايم كده على طول 
زهرة : عشان سنه بس صغير ما استحملش اللى حصل اوى ، و ادوية المعدة معظمها بيبقى فيها تسبة مهدئ
زكريا : طب انتى قررتى ايه .. هتفضلى معانا و اللا هتمشى برضة 
رامى برجاء : خليكى معانا يا ميس زهرة لو سمحتى .. النهاردة بس .. ممكن
زهرة بحنان مخلوط بقلة الحيلة : حاضر يا حبيبى .. هفضل معاكم الليلة دى 
زكريا : و انا هكلم خالتى افهمها
يونس بحمحمة : هى سوزى ما عرفتش ان الولاد خارجين النهاردة 
فاطمة : عرفت .. و زمانها فى السكة هى و بدر ، دول كانوا رايحين لكم على المستشفى 
زهرة : اومال حصل ايه
فاطمة : و هم فى الطريق فى عجلة من بتوع العربية فر. قعت و على ما غيرتها
يونس باهتمام : و مين غيرهالها
فاطمة : مش عارفة يا ابنى .. المهم انهم على وصول 
زكريا : طب و الولاد معاهم و اللا سابوهم فى البيت
فاطمة : بدر صممت ماتسيبهمش مع زينب و خدتهم معاها
رامى : هى همس مش هنا
زكريا : زمانها جاية با حبيبى هى و تولين و اياد كمان
فاطمة : انا هاخد الولاد اغسل لهم وشهم و اغيرلهم هدومهم على ما الاكل يجهز 
زهرة : خليكى انتى يا مراة عمى ، انا هاخدهم و ارجعهم بسرعة 
فاطمة : هتعبك يا حبيبتى 
زهرة : مش هتعب و لا حاجة .. قوليلى بس هيباتوا فى انهى اوضة و انا هتصرف
و بعد قليل .. وصلت سوزان صحبة بدر و الصغار ، و ما ان دلفوا الى الداخل و القوا التحية حتى قالت سوزان : طمنونى الولاد عاملين ايه
زكريا : الحمدلله ربنا نجاهم
فاطمة : انما ايه اللى حصل بالظبط و اللا لسه ماعرفتوش برضة 
زكريا : لا خلاص عرفنا .. كانوا بالليل عاملين للولاد حفلة شوى ، و كان من ضمن الحاجات اللى اتحطت لهم .. مصنعات فاسدة
سوزان : و ازاى يعنى مكان زى اللى كانوا فيه ده و اللى معظم ضيوفهم اطفال .. يقدموا فيه حاجة مجهولة المصدر
زكريا : ياريتها كانت مجهولة المصدر ، لكن المصيبة انها مش مجهولة المصدر ولا حاجة ، دى شركة معروفة و ليها اسمها
سوزان : اومال ايه .. تاريخ الصلاحية منتهى و اللا ايه
زكريا : خاالص ، بس احتمال يكون فى سوء تخزين ، او التلاجات فصلت علي الحاجة فى المخزن او وقت النقل و طبعا الدنيا حر و الحاجات دى مابتتحملش
طول عمر الحاجات دى مشاكلها كتير و عشان كده بنرفض تماما اننا نتعامل فيها 
فاطمة : لا حول ولا قوة الا بالله ، الحمدلله ان ماحدش من الولاد حصل له حاجة اكتر من كده و اللا كانت تبقى مصيبة 
سوزان : طب و عملوا ايه مع صاحب الشركة ، حققوا معاه و اللا لسه
زكريا : لسه ماحدش يعرف
اما مجدى .. فبعد ان علم بتفاصيل ما حدث ، ظل حبيس منزله لا يغادر غرفته .. حتى دخلت عليه ماجى و هى تقول : و بعدين يا بابى .. انت هتفضل حابس نفسك فى اوضتك بالشكل ده لحد امتى 
مجدى : عاوزانى اعمل ايه .. اهرب زى حاتم و مريم و اللا اروح اسلم نفسى 
ماجى : ايه الاستسلام ده .. كلكم هربتوا و سيبتونى اتصرف لوحدى 
مجدى : و انتى اتصرفتى عملتى ايه
ماجى : حر. قت الكمية اللى كانت فى المخازن بتاعتنا كلها 
مجدى بصدمة : حر .قتيها ، ازاى و فين
ماجى : سيبك من التفاصيل دى دلوقتى ، المهم ان مخازننا مافيهاش اى اثر للحمة ، لكن تفضل باقى الكميات اللى راحت لباقى التجار ، انا كلمتهم كلهم عشان يلحقوا يلموها من السوق
مجدى بفضول : طب و سامى .. عمل ايه
ماجى : سامى معاه المحاميين بتوعه ، و خلى الناس بتوعه يتخلصوا برضة من كل الكمية اللى كانت لسه باقية عنده ، و خلاهم لموا الباقى من السوق
مجدى : و تفتكرى مش هيجيب سيرتنا
ماجى : الفلوس اللى لمها من باقى التجار تخليه ماينطقش بحرف واحد 
مجدى : بس انا ما دفعتلوش حاجة
مريم : احنا مش لازم ندفع ، اولا انا هبقى مراته ، ثانيا بقى ان كان ايدى بايد المحامى بتاعه فى كل حاجة اتعملت و كنت معاه و احنا بنتخلص من كل الكميات اللى كانت موجودة عنده
مجدى بحيرة : طب و تفتكرى يعنى هيلحقوا الكمية كلها اللى نزلت السوق
ماجى : احنا شغالين كلنا من وقتها ماحدش استريح
مجدى : ربنا يعديها على خير و انا توبة .. مش هشتغل فى الكلام ده تانى ابدا 
ماجى : و هو الست مريم هى و جوزها عملوا عملتهم و هيفضلوا هربانين بالشكل ده على طول 
مجدى : طبعا خايفين يرجعوا ، تلاقيهم مستنيين يشوفوا هترسى على ايه
ماجى : هم الوحيدين اللى لسه مادفعوش لسامى و دول بالذات لازم يدفعوا بالاوى كمان
مجدى : و هو مين هيكلمهم يطالبهم بده
ماجى : انا اللى هكلمهم .. مش اللى متبهدل ده هيبقى جوزى ، يبقى من حقى انى ابقى اول واحدة تدور على حقه و تحافظ له عليه ، على الاقل يعرف انى واقفة جنبه فى كل حاجة و مش سايباه
اما سامى .. فكان يجلس صحبة المحامى الخاص به و الذى كان يقول : احنا ااه اتخلصنا من كل اللى كان موجود فى المخازن ، لكن الاوراق هى كمان لازم تبقى مظبوطة عشان النيابة 
سامى : طب هنعمل ايه
المحامى : ماتقلقش .. انا هظبط كل الاوراق و المستتدات
سامى : طب يعنى شايف هترسى على ايه
المحامى : احنا دلوقتى بنحاول نخرج من الغش التجارى و نرسيها على سوء تخزين و نقل ، خصوصا اننا عملنا عبوات جديدة فى المخازن بنفس تاريخ العبوات اللى اتظبطت و جواها منتجات سليمة مليون المية 
سامى بقلق : و هتقدر تعمل الكلام ده 
المحامى : قلتلك اتطمن خالص ، و كلها ربع ساعة بالكتير و تمشى معايا اول ما يستلموا الكفالة 
سامى : و عملت ايه مع بقية الناس
المحامى : كله تمام .. ماتقلقش خالص
تعليقات



×