![]() |
رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الرابع والعشرون بقلم نداء علي
تأففت بدلال ناظرة إليه بحب هامسة
انت مش بتقولي كلام حلو ليه، انت علطول جد كده؟!
اعتدل في جلسته تاركاً كاس العصير، ابتسم بمشاكسة قائلاً
بسبوسة، ايه رأيك؟
لم تدرك هي مزحته فعقدت حاجبيها
يعني ايه، عاوز بسبوسة؟!
نفي ما تقول بعدما امسك بكأسه من جديد يرتشف منه على مهل
لاه، انت رايدة تسمعي كلام حلو فجولتلك بسبوسة، ولو محبهاش في كنافة ومهلبية و...
ألقت بوجهه محرمة ورقية كورتها بغيظ فالتقطها بخفة قبل أن تصل إلى وجهه، نظر إليها بهدوء قائلاً بصدق
شوفي يا رنا، أنا جولتلك مرة إني بحبك، بس ده ميدنيش الحج اني استغلك اصبري يا ستي وأول ما اتجدم لعمي واطلب يدك هسمعك كل الكلام الحلو والمالح كمان.
صفقت بحماس ولم تصدق ما قاله
بجد يا رحيم، هتطلبني من بابا ونتخطب، هنخرج براحتنا وامسك ايدك من غير خوف.
رمقها بحب وأكد وعده من جديد
ان شاء الله يوم الچمعة هفاتح عمي حسن ونلبس الدبل وأول ما تخلصي الرسالة بتاعتك نكتبوا الكتاب طوالي.
تنهدت بوله هامسة
انا بحبك اوى يا رحيم وكنت بتمنى اليوم ده من زمان
رحيم بحب
يابت اتجلي حبتين لحسن اتغر عليكِ
حركت حاجبيها بشقاوة
تؤ، انت حبيبي، ومتنساش تجيبلي قصب وغزل البنات، فاهم
رحيم : عيوني ياستي، هچبلك فدان بحاله تاكلي براحتك، بس غزل البنات سهيلة مخلصة عليه كلياته، معدش موچود في الصعيد.
شهقت بصدمة مفتعلة
هقولها، ازاي تتهم لولا باتهام زي ده، هي صحيح بتعشقه بس مش للدرجة دي، صمتت قليلاً لتنظر إليه بغرور وهمس خافت
سيبك من الكلام ده واعمل حسابك، انا عاوزة خاتم الماس، ونسافر فرنسا نقضي شهر العسل، وعاوزة فرح كل البنات تتكلم عنه، وصورنا تملى الفيس بوك علشان يتاكدوا انك بقيت بتاعي لوحدي، ملكي أنا.
رحيم بتعجب : ليه، شيفاني نچم سيما والبنات بتترمى عليه
اجابته بخجل
أجمل حاجة انك مش مقدر قيمة نفسك، انت حلم بنات كتير يا عم.
رحيم بثقة : وأنا مرايدش غيرك يا رنا، سيبك انتِ من شغل العيال والفيس والفوتسشن والعبط ده، أنا معنديش مشكله نعملوا فرح على ذوقك والشبكة اللي تختاريها وياستي كمان شهر العسل في المكان اللي يعچبك، لكن ممنوع تنزلي صورنا ولا تترجصي في الفرح والمسخرة دي، ممنووووع.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬❤️❤️❤️💬💬
حفل بسيط، يضمها بصحبته وصحبة والديها، تحتفل بذكرى زواجها الخامسة، لا تعلم كيف مضت ومتى هرولت تلك السنين، وبرغم ذلك مازالت حائرة، تائهة، عاجزة عن قراءة غموضه وفهم تقلباته، إلى اليوم لم يرزقا بطفل يربطهما ولم تبحث هي عن السبب ولم يهتم هو كثيراً، لا تنكر أن تعامله معها أكثر من جيد لكنها تستشعر الخطر طوال الوقت
احتضنتها سهيلة بود لا يتغير وحب لا ينكسر
العمر كله ياقلب ماما والسنة الجاية تحتفلوا ومعاكم بيبي ينور حياتنا كلنا
رسمت ابتسامة هادئة على ملامحها الرقيقة ونظرت بدافع الفضصول إلى لؤي لترى رد فعله فوجدته يطالعها بغموض لا يفارق شخصيته.
تحدث يزيد بصوت متعب نال منه موج الحياة على مدى سنوات
أخبار الشغل ايه يا لؤي، في جديد
جلس لؤي إلى جواره قائلاً : كله تمام، انا بعت لحضرتك تقارير عن كل صفقات الشهر اللي فات
يزيد بهدوء : ملوش لزوم، انت عارف اني واثق فيك، نظر إلى ديمه وعاد إلى لؤي قائلاً
يعني مسلمك بنتي وهدور على فلوس يا لؤي، انت وعدتني قبل كده وأنا مصدق وعدك
للمرة التي لا يعلمها يوقعه يزيد في شباك طيبه واستسلامه، يبقى أمامه بلا حيلة وكأنه مغيب، مختطف من جنونه وشرور والده.
تحدث بتردد : بابا مسافر بعد بكرة، قال انه زهقان من مصر وهيقضي معانا أسبوعين
ارتعدت ديمه وتحدثت دون تردد
أنا هقعد مع ماما الفترة دي، علشان عمي ياخد راحته
رمقها لؤي بغيظ وحدة واضحة قائلاً
اعتقد انه ميصحش، هقوله ايه، الست ديمه هربانه منك ومش مرحبة بوجودك
يزيد بهدوء : ديمه مقالتش كده
لؤي : وهو في تفسير تاني لموقفها ده
سهيلة بجدية
طول بالك شوية يا لؤي وخد مراتك واتكلموا جوة حبيبى من غير عصبية، الموضوع بسيط وبلاش تنكدوا على نفسكم النهاردة.
تنهد متأففاً، أشار إلى ديمه قائلاً
بعد إذن سيادتك نتكلم شوية، ولا انتِ واخدة قرار ومش محتاجة رأيي
سبقته إلى الغرفة في صمت، ما أن لحق بها صاحت بوجهها قائلة
انت ايه، محسيني ان أبوك أصلا عاوز يشوفني أو مرحب بوجودي
لؤي بحدة : انت بيتهيألك، أبويا طبعه كده مبيعرفش يعبر عن مشاعره ويمكن أسلوبه شديد شوية
ديمه : أسلوبه! لؤي انت مصدق نفسك، أبوك بيكرهني وبيتعمد يضايقني ولولا خوفي على بابا وماما كنت عرفتهم من بدري
ضرب الباب من خلفه بقدمه فتراجعت هي إلى الوراء، انتابه صدمة من تصرفها فاقترب منها
انتِ خايفة مني؟!
ابتلعت ريقها بصعوبة هامسة
لو سمحت يا لؤي، أنا مش بحب أسلوب عمو يسري، أنا بسمع منه كلام صعب اردده
ترقب بحذر متسائلاً
كلام ايه، ممكن أعرف
القت بجسدها إليه فتيبس جسده فدائماً ما يبادر هو بالتودد إليها خاصة في اوقاتهما الخاصه، للمرة الأولى يستشعر احتياجها إليه، ضمها إليه بحميمية ويديه تتحدثان مع جسدها، تأوه بخفوت
قوليلي ايه مزعلك وأنا هتصرف
همست بقهر : والدك دايماً يلمح إني لقيطة، طول الوقت يقولي يزيد اخويا مسكين مخلفش حتة عيل يشيل اسمه فعاش الدور وجاب بنات من الشارع يربيهم، أبوك بيوجعني بكلامه اوووي
ابعدها قليلاً لينظر إليها بهدوء يشوبه الغضب
وليه معرفتنيش، ساكته ليه يا ديمه
ديمه بصدق : لأن كلامه حقيقي، هعاتبه على إيه، وكمان مش معقول هتتخانق مع والدك وهو مش عنده ولد تاني إلا أنت
احتضن كفه بخاصته وجذبها بهدوء إلى أن وصلا إلى الفراش فتمدد وهي إلى جواره، احتضنها واحاطها بجسده، همس إليها بتأكيد
خليكِ هنا لحد ما يسافر، ولما أكون برة البيت وهو موجود حاولي متقعديش معاه
ابتسمت إليه ومازالت دموعها تنهمر، ازاح دموعها بأنامله واقترب يهمس إليه بكلمات غزل صريحة جعلتها تدفن وجهها بصدره تاركه له زمام الأمر فروحها تهفو إلى أمان لم تجده بعد.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️💬💬💬❤️❤️❤️❤️❤️
ألقت الصغيرة بجسدها إلى جدتها التي تلقفتها بحب جارف وسعادة برؤيتها، قبلتها مرارا والصغيرة تبتسم بفرح، داعبت رحاب برقة
حبيبة تيته، ياختي اسمالله على سيلين قلبي وروحي
اقتربت سماء بوجه متجهم، جلست إلى جوارهما
تحدثت بهدوء
خدي يا ماما الببرونة اديها لسيلا، ده معاد نومها.
استجابت رحاب لطلبها، تود أن تحظى الصغيرة بقيلولة صغيرة فتتمكن من التحدث إلى ابنتها العنيدة دون مقاطعة
لم يمض الكثير وغفت سيلين بين يدي رحاب، قبلتها برقة ووضعتها بحرص داخل فراشها المخصص لها،تحركت بخفة وحذر إلى أن ابتعدت عن الغرفة، نظرت إلى سماء الشاردة، فهزت رأسها بحزن قائلة
وبعدين معاكِ يا سما، بقالك اسبوع هنا يابنتي ومبترديش على جوزك، ايه اللي حصل ومخليكم زعلانين مع بعض
ادمعت عينا سماء ولم تتحدث، اخذتها رحاب إلى احضانها فشهقت سماء باكية بألم، همست بصوت أبحر في أمواج الضياع
تعبت يا ماما، متحملة غيابه عني اغلب الوقت بسبب شغله وقولت مش مشكلة أنا اكتر واحدة عارفة أد ايه هو بيتعب، لكن الحياة صعبة وأنا ليل نهار بتمنى اتكلم معاه اشبع منه، قالتها بخجل
تنهدت رحاب وانتظرت قليلاً هي تعلم ما تعانيه ابنتها لذا لن تلوم أو تعاتب بل ستمنحها قليل من القوة
ياقلب ماما، لو بعد قربي انتِ، الراجل غير الست يا سما، مفيش راجل بيفهم بالتلميح بيحتاج يسمع المعلومة مباشرة، اتكلمي معاه، متفضليش ساكته لحد ما تلاقي المركب في نص البحر ومش قادرة تحميها
نفخت سماء بضيق قائلة
يعني اقوله ايه، اقوله وحشتني، نفسي تفضي نفسك ليا أنا وولادك، يا ماما قصي كبر ومحتاج أبوه، الولد بقى مشاغب وأنا مش قادرة عليه، وجده وجدته مدلعينه بزيادة كمان
رحاب بحدة طفيفة : وبعدين يا سما، يعني انتِ عاوزة ايه، جوزك يسيب شغله ويقعد جنبك، يابنتي بلاش تحكمي دماغك كل الرجالة كده.
سماء : أنا مليش دعوة بكل الرجالة، انا ليا دعوة بجوزي وبس، حضرتك أصلا مش فاهمة اللي أنا فيه، أنا الملل هيقتلني، حتى الشغل رفض اني ارجعله، قال ايه خايف على الولاد وعليا.
رحاب : شغل ايه بس، ياحبيبتي هو مقصر معاكِ، بسم الله ماشاء الله الراجل مش متأخر ولو طلبتي لبن العصفور بيجيبه، انا حاسه انك بتتلككي يا سما، في حاجة تانية، صح!
اومأت برأسها مراراً وعادت للبكاء ولكن بانكسار
البيه من أسبوعين عزمني على العشا وخرجنا وكنت طايرة من الفرحة، سابني ودخل الحمام ومن حسن حظي وحظه الأسود جاله رساله على موبايله فتحتها لقيت واحدة بتقوله وحشتني ونفسي اشوفك وكلام كتير يا ماما، سلمان بيخوني.
فغرت رحاب فاهه بصدمة وعدم تصديق
لأ يابنتي مستحيل، استهدي بالله يمكن واحدة عينها منه وقاصده توقع بينكم، اتكلمي معاه وشوفي....
صاحت برفض
مش هتكلم ومش عاوزة اشوفه، ده خاين، انا خلاص هاخد عيالي واسيبه يعيش براحته
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
منذ أن عادت إلى مسكنها تتمسح بوالدتها كما القطة الشقية، دفعتها والدتها بغيظ
قومي يابت بقى رجليا وجعتني
رنا بطفولية : لأ، خليني نايمة كده، انا بحبك اوووي يا ماما
كوثر : خلاص يا زنانة هكلم ابوكِ، امشي بقى
رنا : يا ماما ليه كده، قصدك اني بحبك مصالح وكده، مكنش العشم
كوثر بحب : طيب خلاص متتقمصيش، انتِ بريئة خالص ومش عاوزة مني حاجة وعلشان كده مش هكلم ابوكِ
اعتدلت رنا فجأة، اختل توازنها وكادت أن تسقط من فوق الأريكة لتمسك بها والدتها قائلة
اه يا جزمة، هتقعي يابت
احتضنتها رنا رغماً عنها قائلة برجاء
عشان خاطري، بلييييز كلميه النهاردة علشان لما عمو نوح يفاتحه يبقى مستعد.
قبلت كوثر وجنتيها : حاضر ياقلبي، أخيراً هنفرح بيكِ انتِ كمان.
.....................................................................
مساءً وبعدما عاد من عمله وتناول عشاءه بصحبة زوجته وابنته، توجه إلى غرفته وفي عقبه كوثر التي تحدثت إليه بلهفة
استنى يا حسن، اوعى تنام عاوزة اتكلم معاك في موضوع
اعتدل حسن بعدما كاد أن يغفو ونظر إليها بقلق
خير يا كوثر، حصل ايه؟
جلست إلى جواره ابتسم بسعادة فابتسم هو الآخر قائلاً
خير يارب، فرحانة اكده ليه؟
تحدثت إليه بصوت خافت
رنا يا سيدي متقدملها عريس، وطلبت مني اتوسطلها علشان توافق، رغم انك اكيد هتوافق لما تعرف هو مين.
تساءل بفضول
مين هو، وهوافج عليه كمان، يعني حد نعرفه.
هزت رأسها قائلة
ايوة، ابن حبيبك، ابن نوح السياف.
تحدث بترحاب
رائد، وهو في أحسن من نوح وتربيته لولاده
عقدت كوثر حاجبيها قائلة
رحيم يا حسن مش رائد، رحيم اسمالله عليه شخصيته غير رائد و.....
تبدلت ملامحه وتبخرت من معالم وجهه تلك السعادة وهتف مستنكراً
أنا فهمت غلط، انتِ جولتيلي ان العريس ابن نوح السياف، مجاش في بالي واصل انك هتتكلمي عن رحيم
تساءلت زوجته بتعجب واقتربت منه قائلة
وهو رحيم مش ابن نوح!
اجايها بحدة : افهمي يا كوثر، رحيم شاب زين وتربية نوح بس مهما كان هيفضل ابن حماد والفرج بين نوح وحماد فرق السما والأرض.
كوثر بجدية
والولد ملهوش ذنب وبعدين بنتك مياله له.
رمقها بنظرات حارقة واعرب عن رفضه القاطع قائلاً
انتِ خايرة اني عمري في حياتي ما غصبت على حد من عيالنا سواء واد أو بت على حاجة بس لحد الچواز ولآ، الكلمة الأولى والاخيرة ليا وبس.
كوثر بتألم من أجل ابنتها وترقب حذر
طب وهتعمل ايه مع نوح، معقول هتقوله لأ!
تنهد بضيق وأفضى إليها بما يكنه قائلاً
بفكر اكلم رحيم بعيد عن نوح ووجتها هيبعد من نفسه ونوح ميزعلش مني
زمت شفتيها بيأس فهي على يقين أن حسن ورغم مميزاته الحسنة لديه بعض العيوب التي لا شفاء منها.