رواية خلف قضبان القلوب الفصل الرابع و العشرون بقلم ميمي عوالى
حاتم : يعنى احجز التذاكر بكرة
مريم : ماشى
حاتم : طب و انتى ناوية تفضلى كده كتير من غير ماتزورى مامتك
مريم : ما انا حكيتلك على الكلام اللى قالتهولى اخر مرة
حاتم : ايوة يا حبيبتى ، بس يعنى .. هتسيبيهم كده يتنعموا بمالك و تقفى تتفرجى
مريم : ما انت قلت لى بلاش اعمل مشاكل مع اللى اسمها زهرة دى
حاتم : ماهو مش لازم تعملى مشاكل و لا حاجة ، بس برضة ممكن تحسسيهم بشياكة انهم واخدين مكانك و مزحمينك فيه و اللا انتى مش فارق معاكى وجودهم فى بيت باباكى ، ده انا حتى كمان عرفت ان زكريا سايب بيته و قاعد بولاده هناك
مريم باستنكار : ماتلاقى طبعا ماما هى اللى مسكت فيه عشان مايقعدش بالولاد بعيد عنها زى عادتها
حاتم بمكر : طب مانتى كمان .. كان نفسك تقعدى انتى و الولاد معاها يومين قبل ما اجازة الولاد تخلص ، بس مش لاقية لكم مكان فى بيت باباكى
مريم بابتسامة خبيثة : تصدق فكرة حلوة
حاتم بزهو : ياحبيبتى انا افكارى كلها حلوة ، بس للاسف مافيش اى تقدير
مريم باستنكار : هو انت مش لسه مغير العربية بتاعتك من شهرين
حاتم : طب و ايه يعنى .. هو التقدير بالعربيات و بس
مريم : يعنى عاوز ايه يا حاتم .. قول على طول
حاتم : فى ارض فى الساحل عاجبانى .. و عاوز اشتريها
مريم : طب ما نشتريها لو حلوة
حاتم : تؤ .. عاوزها باسمى
مريم : و هى تفرق
حاتم : حبيبتى الولاد مسيرهم يكبروا و يقارنوا بين الحاجات اللى باسمك و اللى باسمى ، مش عاوزهم يحسوا انى قليل جنبك ، و بعدين مش هتكلفنا اكتر من ارباح الشحنة اللى وصلت و الشحنة الجاية
مريم بتنهيدة : يعنى كده المكسب بالكامل هتاخده لوحدك ، ماشى يا حاتم .. خليها باسمك ، رغم انى كنت بفكر اعمل ودايع للولاد
حاتم : حبيبتى ماهم عندهم ودايع مش قليلة ابدا ، ثم الفوايد اللى تعملها الودايع فى عشر سنين .. احنا ممكن نجيبهم فى صفقة واحدة ، المهم تقوليلى دلوقتى .. هتروحى لمامتك امتى
مريم : هتحجز التذاكر على امتى
حاتم : بعد بكرة
مريم : يبقى اكلمها بكرة الصبح و اقول لها اننا هنعدى عليها بعد الشركة نتغدا كلنا سوا و اشوفهم قبل ما نسافر .. ايه رايك
حاتم : موافق طبعا
وفي اليوم التالي كانت فاطمه تجلس بصحبه بدر عندما قالت : مريم كلمتني وقالت لي انها هتيجي تتغدى معانا النهارده هي والاولاد
بدر ببعض الرهبة : تيجي بيتها ومطرحها .. هتنور .. بس يا ترى مش هتبقى متضايقه من وجودي هنا انا وزهره
فاطمة : مش هتبطلي الحساسيه اللي انتى فيها دي يا بدر ابدا ، ايه اللي هيضايقها بس .. ما هي عارفه ان انتى هنا انتى وزهره ، ايه الجديد يعني
بدر : انا اقصد علشان من يوم ما انا جيت وهي ما جتش هنا ولا مره
فاطمة : يعني .. ظروفها بقى والشغل ، ما تشغليش بالك انتى بالكلام ده ، المهم انهم هييجوا النهارده يتعرفوا عليكى ويتغدوا معانا ، هروح اقول لزينب علشان تعمل حسابهم في الغداء علشان مريم بيبقى ليها اكل معين بتبقى طالباه
بدر : تحب اجي معاكى او اساعدهم في حاجه
فاطمة بمرح : عاوزاكي تيجي علشان تضحكي شويه
بدر : اضحك .. اشمعنى
فاطمة : من غير اشمعنى انتى بس ركزي على وش زينب وانتى هتعرفي لوحدك
لتتجه فاطمه الى المطبخ بصحبه بدر وما ان دلفت الى الداخل حتى قالت : ايه الاخبار يا زينب ناويين تغدونا ايه النهارده
زينب : انا لسه ما ناويتش على حاجه مستنياكى انتى تقولي
فاطمة : انا كمان قلت اجي علشان الحقك قبل ما تبتدي تعملي حاجه واقول لك ان مريم وجوزها واولادها جايين يتغدوا معانا النهارده
لتمتعض ملامح زينب بشده وتقول باستياء : طب استني عليا لما ابلع شويه الشاي اللى فى ايدى .. وبعدين ابقي بشريني بالبشره العظيمه دي
فاطمة ضاحكة : ما انا قلت اقول لك واسيبك انت تبلعي بالشاي بعد كده
زينب باستنكار : وايه اللي فكرها بينا النهاردة
فاطمة : يووه يا زينب هو انتى يا ست انتى مش عايزاها تيجي لا هي ولا الولاد خالص
زينب بسخرية : لا ازاي .. ييجوا طبعا اومال ايه ، بيتهم ومطرحهم ، بس يا ريت انتي بقى اللي تقولي لي على الاصناف اللي هتتعمل كلها صنف صنف ، وتكتبيهم لي فى ورقه بايديكي الحلوين دول وتمضي عليهم كمان
فاطمة ضاحكة : بتسلمينى يعنى
زينب : اومال يعنى عاجبك ان انا اللى كل مره اخذ الطريحه لوحدي ، ده لولا سي زكريا النوبه اللي فاتت هو اللي لحقها و حاشها عني .. كان زمنها سمعتني من المنقي خيار
فاطمة : قلبك ابيض
زينب : ما هو عشان ابيض اتمرمط ، و لا بقى ينفع معاه نقع و لا دعك خلاص داب من كتر المرمطة
لتلتقت قاطمة الى بدر التى كانت تضحك بشدة و قالت : شفتى .. مش قلتلك
بدر من وسط ضحكاتها : انا مش فاهمة حاجة
زينب بسخرية : ابقى خلى الست زهرة تفهمك .. ماهى اسم النبى حارسها اخر نوبه كانت زيك كده مش فاهمه حاجه لحد ما اتفرجت على الماتش كله من اوله لاخره
فاطمة : اصل زكريا المره اللي فاتت كان طالب من زينب تعمل لها كل الاكل اللي هو بيحبه وفي نفس الوقت كل الاكل اللي زكريا بيحبه .. مريم كانت منبهه على زينب ان الاكل ده ما يتعملش نهائي وهي موجودة
بدر : طب و ليه يعنى .. ما كل واحد ياكل اللى هو بيحبه
زينب بامتعاض : ازاي يعني الكلام ده ، وما تهزقنيش وما تتخانقش معايا ، وما تحرمش الناس كلها من اي حاجه هم عايزينها لمجرد ان هي مش عايزاها .. ما تبقاش الست مريم
بدر : يا خبر .. للدرجة دى
زينب : ده يا قلبى ولادها لما بيشوفوا بس المحشى بيتجننوا عليه و بيفرحوا لما بياكلوه ، لكن هى لو بس لمحتهم و هم بياكلوا منه يا ويلهم
بدر : طب ليه طالما بيحبوه
زينب بتهكم : قال عشان ما اعرفش ابصر ايه اللى بتقول عليه ده الكادليز
لتضحك فاطمة بشدة و تقول : كالوليز يا زينب .. كالوليز
زينب بعدم اهتمام : ياختى بلا خيبة
بدر : و ايه الكالوليز دى يا فاطمة
فاطمة : السعرات اللى الجسم بيحتاجها
زينب : المصيبة ان الولاد جسمهم بيحر.ق و لسه صغيرين و هى ممشياهم بالشوكة و السكينة
فاطمة : عشان بس المدربين بتوعهم موصيين باكل معين ، سيبك انتى بس من الرغى ده و اديكى عارفة هى بتاكل ايه و اعمليه من غير غلبة
زينب : ماشى .. الأمر لله
اما بالشركة .. فاتجهت مريم الى مكتب يونس ، و قالت له : حبيت ابلغك ان انا و حاتم مش هنبقى موجودين فى الشركة لاخر الاسبوع
يونس : اشمعنى
مريم : الولاد رايحين كامب مع المدرسة ، و حاتم قال ننتهز الفرصة و نتفسح احنا كمان يومين
يونس : ماشى يا حبيبتى .. خدى بالك من نفسك
مريم : انا كلمت ماما و قلتلها انى هعدى عليها بعد الشغل و نتغدا سوا
يونس : طب كويس ، و الولاد مش هتجيبيهم معاكى
مريم : ازاى .. هنعدى نجيبهم
يونس : ماشى .. و ياريت تفتكرى كلامى معاكى اخر مرة و بلاش تحاولى تضايقى زهرة و لا مراة عمك
مريم بعنجهية و هى تتجه الى الخارج : ماشى يا يونس .. مش ناسية 😏
اما زكريا .. فخرج من مكتبه ليطلب من زهرة بعض الملفات ليجدها عابسة شاردة فقال : مالك مكشرة كده ليه
زهرة بانتباه : ابدا .. بس كنت بكلم ماما اتطمن عليها ، و قالتلى ان مريم و جوزها هيتغدوا معانا النهاردة
زكريا : و افرضى ، ايه المشكلة يعنى
زهرة بتنهيدة متكدرة : بينى و بينك .. خايفة
زكريا : من ايه
زهرة : ما انت عارف مريم و طريقتها ، و الصراحة مش قادرة انسى ابدا اول مرة اتكلمت معايا فيها ، و لا اللى حصل منها يوم الحفلة بتاعة سوزى
زكريا ضاحكا : قصدك يوم الفستان
زهرة : ايوة
زكريا : بس انا شايف انها بقت تتعامل معاكى عادى ، يبقى ايه اللى قلقك بقى
زهرة : انا مش قلقانة على روحى ، انا قلقانة على ماما
زكريا باستيعاب : امم .. فهمت ، بس يعنى ما اعتقدش انها ممكن تضايقها
زهرة : ماما مابتعرفش تلف و لا تدور ، و لو مريم سالتها عن القديم .. مش هتعرف تخبى ، و لو عرفت الحقيقة .. ما اعتقدش انها ممكن تسيب ماما فى حالها ابدا ، و لا انا و لا سوزى كمان
زكريا : خالتى ماكانتش محبوسة فى جريمة تمس الشرف عشان تضايقها او تعاملها وحش يا زهرة
زهرة : انا اول واحدة عارفة الكلام ده ، و عمرى ما انكسفت من اللى حصل ، بدليل انى اول ما دخلت بيت يونس .. صارحت مراة عمى بكل حاجة رغم انى وقتها ماكنتش لسه اعرف حقيقة علاقتنا ببعض ، لكن مريم ….
زكريا : انا عارف ان ليكى حق تقلقى ، بس ماتسيبيش قلقك ده يسيطر عليكى بزيادة ، و سهل اوى ان احنا مانسيبهمش لوحدهم ، و وقت ما نلاقيها وجهت لخالتى اى اسئلة عن اللى حصل زمان .. حد فينا يتدخل و يجاوب بدالها
زهرة بتسليم : ربنا يستر ، بس عاوزين نحاول نوصل قبلها
زكريا : سهلة .. ماتقلقيش
بفيلا ابراهيم .. كانت الساعة تقترب من الثالثة عندما عادت زهرة الى المنزل بصحبة زكريا و يونس ، لتقول فاطمة : اومال مريم فين
يونس : نزلوا من الشركة من قبلنا و قالوا هيعدوا على مدرسة رامى و زين و بعدين هييجوا ع هنا
فاطمة : على ما يوصلوا تكون سوزى كمان وصلت
يونس : هى راحت الجامعة النهاردة
فاطمة : مش عارفة يا ابنى
بدر : قالت لى ان عندها مشوار مهم
زكريا : زمانها جايه
بدر ببعض التوتر : و انتم اتأخرتم ليه النهاردة
لتجلس زهرة الى جوارها و تقول : معلش .. جالنا بس فاكس و احنا خلاص ماشيين و اضطرينا نرد عليه قبل مانمشى
بدر : انا قلقانة اوى و حاسة انى داخلة امتحان
يونس : ليه بس يا خالتى
بدر : الصراحة .. حتة انكم خبيتوا عليها اللى حصل خلانى مش مرتاحة ، انا لا بعرف اكذب و لا حتى بعرف اخبى
زكريا : ماتقلقيش يا خالتى ، انا و يونس و زهرة مش هنسيبك طول ما هم هنا
فاطمة ضاحكة : مريم مابتعضش يا بدر ، ماتخافيش كده
بدر : بعد اللى شفته من زينب و البنات فى المطبخ النهاردة خلانى اترعب بزيادة
زكريا : لا رعب و لا حاجة ، ثم احنا مخبيين بس عشان مش عاوزين وجع دماغ مش اكتر ، و اولا و اخيرا ماحدش له دخل اصلا فى اللى حصل ، ده شئ يخصك لوحدك
بدر : برضة يا ابنى .. موضوع انى ابقى مسجونة ده مش بالساهل ابدا ان اى حد يتقبله
ليسمعوا شهقة عالية و صوت مريم و هى تقول بصوت مذهول : مسجونة .. معناه ايه بقى الكلام ده
ليلتفت الجميع تجاه مصدر الصوت ، ليجدوا مريم تتقدم اليهم ببطء و هى تنظر اليهم بترصد شديد
فتقول فاطمة بارتباك : مريم .. انتى جيتى امتى ما حسيناش بيكى ، و فين حاتم و الولاد
مريم : حاتم وصلنى و راح يجيب الولاد ، و الحمدلله انهم مش معايا و ماحدش فيهم سمع الفضايح دى
زكريا : فضايح ايه دى اللى بتتكلمى عنها
مريم : ان مراة عمنا رد سجون يا سى زكريا
يونس بحدة : مريم .. الزمى حدودك احسنلك
مريم باستنكار : حدود ايه دى اللى عاوزنى الزمها يا سى يونس ، لا و انت عمال توصينى انى اتعامل معاها بالشوكة و السكينة ، اتاريك عارف اللى فيها و عشان كده خايف عليها
زهرة : مدام مريم .. ارجوكى لازم تعرفى ان ماما مادخلتش السجن فى حاجة تسئ لسمعتها او شرفها ، بالعكس
مريم بسخرية : و اما هو بالعكس .. مخبيين و بتكذبوا ليه
زهرة : انا من يوم ما دخلت بيتكم و انا معرفة مراة عمى كل حاجة و بالتفصيل كمان
مريم و هى تنظر لامها بذهول : كنتى جايباها مربية لحفيدتك و انتى عارفة ان امها رد سجون ، و يا ترى بقى سرقة و اللا نشل
زهرة بانفعال : كفاية بقى ارجوكى ، انا ماما كانت من الغارمات مش اكتر
مريم باستنكار : يا دى الفضيحة ، و كمان شحاتة
يونس بحدة : اياكى تنسى ان اللى بتتكلمى عنها دى تبقى جدة همس و والدة نور الله يرحمها
-و شريكتك كمان
و كان هذا صوت سوزان التى قد حضرت دون ان يلحظها احد ، لتتناسى مريم كل ما سمعته من قبل و تنظر الى سوزان قائلة بغيظ مكبوت : شريكة مين
سوزان : شريكتك انتى و يونس و زكريا فى الشركة
مريم : و ازاى بقى الكلام ده
سوزان : انا اتنازلتلها عن نصيبى بيع و شرا
بدر من بين دموعها : ليه يا بنتى كده ، انا مش عاوزة حاجة ابدا
سوزان : ده حقك يا ماما ، دى تمن جزء من الارض اللى جدى كان كاتبهالك ، و بعد ما رجعتى لازم الحق يرجعلك من تانى
مريم بغضب : انتى اتجننتى ، انتى بتعرضى سمعة الشركة كلها للخطر ، ازاى تعملى كده ، يوم ما يتعرف ان حد من الشركا كان رد سجون الشركة كلها هتقع
يونس : انتى بتكرريها تانى و انا لسه محذرك
بدر ببكاء : ليه يا بنتى كده .. طب حتى حاولى تتكلمى معايا و تفهمى اللى حصل
مريم : مش عاوزة افهم حاجة .. انا ماشية
فاطمة : هو انتى يا بنتى مش بتقولى جوزك راح يجيب الولاد و جايين
مريم : ييجوا فين بقى ، انا مابقاليش مكان فى بيت بابا ، مكانى راح لناس ….
لتقطع حديثها و تعود مرة اخرى الى الخارج مع صوت نشيج بدر التى قالت : ماكانش لازم ابدا افضل هنا ، انا لازم امشى
قاطمة : استهدى بالله بس يا بدر ، خلاص اللى حصل حصل و انتهى
بدر : لا يا فاطمة ، طول ما انا هنا .. مريم عمرها ما هتدخل بيت ابوها تانى ، و انا ما يرضينيش ابدا انى ابقى السبب فى حرمانها من وجودها فى بيتها
يونس : البيت ده بيتنا كلنا
زهرة : معلش يا يونس .. بس انا مع ماما ، احنا فعلا لازم نمشى من هنا
زكريا : هتمشوا تروحوا فين بس يا زهرة
زهرة : نشوف شقة على ادنا
سوزان : انا هشوف سمسار يشوفلنا شقة كويسة
يونس : يشوفلكم .. ده على اساس ان انتى كمان عاوزة تسيبى البيت
سوزان : ما اعتقدش انه هيبقى مناسب ان ماما و زهرة يبقول فى مكان و انا فى مكان تانى
فاطمة : يعنى برضة هنتفرق بعد كل ده ، استهدوا بالله يا اولاد
زهرة : لا إله إلا الله ، بس صدقينى يا مراة عمى ، ده فعلا احسن حل ، و اعتقد اننا ممكن نشوف اى شقة مفروشة مؤقتا على ما نلاقى شقة مناسبة و نفرشها
يونس برفض : لا طبعا .. ده كلام فارغ ، ازاى يعنى تقعدوا فى شقة مفروشة
سوزان : ما احنا اكيد مش هنقعد فى اوتيل كل ده
يونس : خلاص .. نرجع عندى
زهرة : مش حل يا يونس ، و معلش سامحنى ، لو ماما فضلت عندك .. فهى برضة جدة همس و قاعدة معاها ، لكن انا و سوزى هنقعد بصفتنا ايه
يونس : بنات عمى و خالات همس
زهرة : مش كفاية ، و كمان ممكن اوى مريم تضايقنا برضة باى شكل من الاشكال
يونس : خلاص .. اقعدوا فيه انتم و انا هفضل هنا مع ماما
زكريا : طب انا عندى حل مؤقت طالما انكم مصممين على حكاية الشقة دى
فاطمة : قول يا ابنى
زكريا : ايه رايكم تقعدوا فى بيتى
زهرة : ايوة .. بس برضة ما عملناش حاجة ، هيفرق ايه من بيتك لبيت يونس
زكريا : لا هتفرق كتير ، اولا انا البيت عندى فى كمباوند .. يعنى حراسة و امن و امان و هنبقى متطمنين عليكم طول الوقت ، ثانيا خالتى هتبقى قاعدة فى بيت ابن اختها و ماحدش ابدا له عندها حاجة
زهرة : بس برضة مش هينفع ايدا اننا نفضل عندك طول عمرنا
سوزان : انا شايفة ان ده حل كويس يا زهرة مؤقتا على ما نلاقى شقة كويسة و ننقل فيها ، انا هطلع احضر حاجتى
يونس بذهول : تحضرى حاجتك .. لا هو انتى فاكرة انكم هتمشوا النهاردة
سوزان : و ليه لا
يونس : هو انتى ما صدقتى .. هو فى ايه
فاطمة : اصبرى يا سوزى ، الدنيا ما بتتاخدش قفش كده يا بنتى
سوزان : انا بس مش عاوزة ماما تفضل متضايقة
يونس : اهدى انتى بس و اقعدى و هى هتهدى دلوقتى
زكريا : و بعدين البيت مقفول من وقت ما طلقت ماجى و لسه محتاج يتفتح و يتنضف ، يعنى قدامكم لبكرة اخر النهار على الاقل
فاطمة : انا عاوزة كل واحد فيكم يروح على اوضته يغير هدومه و يغسل ايديه كده و يفوق شوية و تعالوا نتغدا .. و بعدها نبقى نتكلم بالراحة
اما مريم .. فبعد ان غادرت فيلا والدها .. قامت بمهاتفة حاتم و طلبت منه انتظارها بمنزلهم و عدم الحضور الى منزل والدها ، و عندما عادت الى منزلها قال لها حاتم : ايه اللى حصل ، و جيتى ازاى لوحدك من غير العربية
مريم : جيت بأوبر
حاتم : و ايه اللى حصل خلاكى لغيتى كل حاجة و رجعتى
مريم : حصلت فضيحة
و بعد ان قصت عليه مريم ما حدث ، قال بعتاب : مفيش فايدة
مريم : مش فاهمة
حاتم : هو انا مش قلت لك تحاولى تصلحى علاقتك بيهم شوية ، تقومى تروحى تتخانقى معاهم بزيادة
مريم : انت كنت عاوزنى اسمع اللى سمعته ده و اخودها بالحضن و اقول لها كفارة
حاتم : على الاقل كنتى عملتى روحك ماسمعتيش حاجة على ما نتفق تتصرفى ازاى و تعملى ايه
مريم : انا ما اقدرش اتعامل مع الاشكال دى عادى كده ، و كمان كانوا متعمدين انهم يخبوا عليا انا بالذات ، ده لولا اننا عدينا على المدرسة نمضى الاقرار بتاع الكامب ، و خليتك نزلتنى عند بيت بابا عشان اسبقك على ما انت تيجى تجيب الولاد و تحصلونى .. ماكنتش سمعت اللى سمعته و لا كنا عرفنا حاجة من اصله
حاتم : كان ممكن تسمعى و تطنشى يا مريم .. بس انتى للاسف دايما لسانك سابق تفكيرك ، انتى كده هديتى علاقتك بزهرة
مريم : انا اصلا مش مقتنعة ان اللى اسمها زهرة دى ممكن تنفعنا باى شكل من الاشكال
حاتم : خلاص بقى .. اصلا الكلام مات من ناحيتها
مريم : احنا كده مش رايحين الشركة بكرة و هنطلع على المطار على طول مش كده
حاتم : ايوة .. مش هيبقى عندنا وقت
مريم : هتكلم انت مجدى عشان يحول لنا فلوس و اللا اكلمه انا
حاتم : كلمى ماجى .. و بالمرة باركيلها
مريم : اباركلها على ايه
حاتم بسخرية : بعد ما وصلتك .. لقيت سامى برهان بيكلمنى
مريم : مش ده اللى بياخد اللحمة و يعيد تصنيعها
حاتم : هو بعينه
حاتم : و عاوز ايه
حاتم : ابدا .. كان بيشتكى ان كان فى كراتين بايشة ، و ان المفروض ناخد بالنا اكتر من كده
مريم بانتباه : طب و قلت له ايه
حاتم : مالك اتخضيتى كده ، نكونش ضاحكين عليهم و مفهمينهم ان اللحمة دى د. .بح اليوم ، ماهم راسيين على القصة و اللى فيها
مريم : ايوة برضة قلت له ايه عشان ابقى فاهمة
حاتم بتهكم : قلت معلش ، هات كراتين جديدة
مريم بدهشة : بس كده
حاتم : الناس دى لازم تتعاملى معاها بعين جامدة عشان ماتطمعش فيكى
مريم : طب ايه علاقة سامى ده بانك عاوزنى ابارك لماجى
حاتم : اصله اتقدم لماجى و عاوز يتجوزها
مريم بسخرية : تصدق لايقين على بعض ، طب و بعدين
حاتم : لقيته بيقوللى .. اوعى زكريا بية ياخد على خاطره منى
مريم بتهكم : ده ممكن يبعتله جواب شكر ، بس هى العروسة وافقت خلاص
حاتم : لسه ماردوش عليه
مريم : طب و انت قلت له ايه على زكريا
حاتم : قلت له ماتشغلش بالك و خليك فى ليلتك
مريم بحسرة : لو كنت عرفت من بدرى كان زمانى حر/قت دم زكريا و قلت له
حاتم : و لا كان هيفرق معاه
مريم : هو مش هيفرق معاه ماجى ، لكن اكيد كان هيتضايق عشان ماعداش على طلاقهم كتير و كمان عشان تولى و اياد
حاتم : مالناش فيه بقى
مريم : ماشى .. اطلبلنا بقى غدا لان الشغالين طبعا ماعملوش حساب اكلنا
حاتم : ماشى .. تاكلى ايه
مريم بتنبيه : اى حاجة غير اللحمة
حاتم ضاحكا : لا ماتقلقيش .. اكيد هاخد بالى
اما يونس .. فكان يجلس بحديقة المنزل وحيدا بعد ان اتجه الجميع الى غرفهم استعدادا للنوم ، و كان يبدو على ملامحه التفكير العميق حين سمع صوت زكريا و هو يقول : ايه يا يونس .. مانتش ناوى تنام و اللا ايه ، الوقت اتأخر
يونس : شوية كده .. مش جايلى نوم
ليجلس زكريا امامه قائلا : مالك .. بتفكر فى ايه مطير النوم من عينك
يونس : فى اللى حصل النهاردة
زكريا : رغم ان الموقف يضايق ، لكن فى نفس الوقت .. حاسس ان كده احسن
يونس باستنكار : انت مبسوط انهم هيروحوا يقعدوا لوحدهم
زكريا : لا طبعا ، انا فكرتك بتتكلم يعنى ان مريم عرفت حكاية خالتى
يونس بضيق : هتفضل طول عمرها تافهة و انانية ، استفادت ايه من اللى عملته النهاردة ده انا مش فاهم ، لازم كل مرة تتجمع معانا فيها تعمل مشكلة و زوبعة مالهاش اى ستين لازمة
زكريا : عندك حق ، بس تفتكر فى ايدينا ايه نعمله
يونس : و التانية زى ماتكون ماصدقت و عاوزة تمشى و تسيب البيت
زكريا : ما برضة يا يونس .. خالتى انجرحت جامد من كلام مريم و اى حد فى مكانها هيقول امشى
يونس : انا بتكلم عن سوزى يا زكريا .. انت ماشفتش اللى عملته
زكريا : مش سوزى لوحدها
يونس بضيق : هى اللى مقوياهم و هى اللى مصممة على انها تسيب البيت
زكريا : هو انتو لسه زعلانين سوا
يونس بامتعاض : مش زعلانين ، بس برضة مش متصالحين ، مابتتكلمش معايا الا لو انا اللى وجهتلها الكلام ، رجعت من تانى اكنها لسه عندها عشر سنين
زكريا : انت مش تايه عن سوزى لما بتزعل من حد ، بس شكلك زعلتها جامد ، و انا لحد دلوقتى مش عارف انت قلتلها ايه خلاها زعلت منك اوى كده
يونس بدفاع : انا ماكانش قصدى ازعلها .. بس فجأة حسيت انها بتتعامل معايا على انى غير كامل الاهلية او اكنى عيل صغير محتاج اللى يراعينى و ياخد باله منى
زكريا : ايوة يعنى .. قلتلها ايه برضة
يونس بامتعاض : قلتلها انى زهقت من الحصار اللى هى محصراهولى و ان كل شئ و له حدود
زكريا : و اهى فكت من عنك الحصار .. زعلان ليه بقى
يونس باستنكار : و هو يعنى يا تحط اهتمامها كله عليا يا ماتتعاملش معايا خالص
زكريا بتنهيدة مثقلة : انا شايف انها بتحاول تعمل لك اللى انت طلبته منها ، بس ضيقك بالشكل ده معناه انك عاوزها تحاصرك من تانى رغم ان اللى كانت سوزى بتعمله ماكانش حصار ابدا يا يونس
يونس : اومال كان ايه
لينهض زكريا من امامه و يقول و هو عائدا الى الداخل : فكر فيها انت مع نفسك و انت تعرف لوحدك ، تصبح على خير 😏