رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) الفصل الثالث و العشرون 23 بقلم مروة البطراوي

     

  

 رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) الفصل الثالث و العشرون بقلم مروة البطراوي

راح يساوم عليا.
كانت تتحدث و هي تمسد يدها علي بطنها يكاد الطفل يخرج منها في أي لحظة بسبب عصبيتها ليقلق عليها محمد و يهرع اليها يجلسها
-اهدي يا بهيرة.
ثم التفت الي سالم قائلا
-و أنا كنت عارف يا سالم.
مط سالم شفتيه بسخريه قائلا
-اممم ماشي و ماله المهم مبروك عليك مراتي يا مصطفي.
أوقفه مصطفي بكل هدوء و خبث و مكر يريد أن يجعله يتمزق
-طب مش تسأل محمد عرف منين أنا هقولك احنا لقينا العقد يا سلومتي.
ضغط سالم علي يده و كورها بغضب و هو ينظر الي هريدي المبتسم بخبث
-لازم تفهم يا سالم اني قبل ما أرقد الرقده دي كنت معاك دلوقتي بقيت ضدك و بعدين دي أرض بنت أخويا الغاليه.
ابتسم مصطفي بفرحه يقبل رأس والده يقف أمام سالم بتحدي .سالم الذي فشل كل كروته و محاولاته أمامهم الذي أصبح لا يملك شيئا
-يعني اللي معاك حاليا بله و اشرب مياته يا سالم أنا بقي مش هاخد مال مراتي لااا أنا هجوزها بتعبي و شقايا تعرف يعني ايه تعب يا سلومتي؟
ظل متسمرا بمكانه ليقترب منه محمد
-ايه انت لحد دلوقتي مش فاهم انك بره؟
ارتفع سالم بأنظاره يتوعد لمحمد و هو ينظر الي بهيرة
-لا أبدا خلاص فهمت مبروك مقدما علي اللي جاي في السكه.
نظرت اليه بهيرة بتشكيك بينما الجميع بسخريه و بادلوا بعض التهاني
-طب كويس يا هريدي انك بعت تجيب البت مريم و تطلبها قدام الكل عفارم.
رد هريدي علي عائشه بسعاده و كأنه يرد اعتبار مريم و ما حدث لها علي يده من ظلم
-ندر و ندرته علي نفسي يا عيشه زى ما خذلتها و حسستها ان أبوها مات هعوضها.
ابتسم سالم بسخريه كأنه لم يصدق حنان هريدي المفاجئ الخاص بمريم و يشعر بالغدر
-ليه يا أبويا و هي اتظلمت في ايه؟مش يمكن أكون أنا اللي اتظلمت و ممكن أرجعها بسهوله.
تقدم منه مصطفي بكل قوة يمسكه من تلابيبه يتحدث من بين أسنانه بشر و عيناه يملائها التحدي
-أقسم بالله لو شفتك بتعترض طريقها تاني حتي لو بحجه محمد لأكون ضارب عليك النار و لا يهمني.
أنزل سالم يده مصطفي للمرة الثانيه من علي هندامه ينظر اليه بكل حقد و غل علي أنه أخذ منه كل شئ قائلا
-ما خلاص بقي في ايه انت كل شويه هتهددني علشان ست الحسن بس عموما بالشفا بكره تعملك مسخ زى ما عملتني .
  
كانت تقف خارج الغرفه و لم تجرؤ علي الدخول خوفا من مصطفي . مر الوقت سريعا ليقذف سالم بكلماته و من ثم يرحل .خرج من غرفه والده و عيناه تتجول في أنحاء الشقه تبحث عنها بينما اختبئت بغرفه مصطفي لحين خروج سالم و لكنه توقف عند باب الشقه و استدار
-بعينك لو شفتها مرة تانيه.
ابتسم سالم بسخريه من مصطفي
-محسسني انها عروسه جديده و ان عمرى ما شوفتهاش انت مفكر ان هحرق روحي علشان أبص ليها و الله ده انت غلبان أوى علم علي كلامي.
ابتسم مصطفي بخبث
-اتكلم براحتك ما هو ببلاش.
استهزء به سالم و هو يهينه
-ماشي يا خاين ياللي كنت بتحبها و هي علي ذمتي.
لم يستطع مصطفي أن يتحمل كل هذا فقام بلكمه في أنفه
-احترم نفسك لأحسن اقسم بالله أروح أفتح قبرك و أدفنك حي.
وضع سالم يده علي أنفه يتحسسه ويرى الدماء تسيل منه ليغضب
-هي حصلت ماشي يا مصطفي أنا ماشي بس بمزاجي و مسيرى راجع.
أغلق مصطفي الباب خلف سالم ليعاود الجلوس معهم و ينتبه أنها غير موجوده
-الحلو اللي عملته النهارده كتير أوى يا هريدي ربنا يخليك لينا و يشفيك يا أخويا.
كانت بهيرة شارده في ملكوت أخر تتذكر نظرات سالم المسمومه الي بطنها تشعر بالخطر
-جايب منين الجبروت ده شفتوا كان بيبص لبطني ازاي زى ما يكون هيعمل فينا حاجه مريم كانت معاشراه ازاي؟
الجميع انشغل بكلمات بهيرة و أخذوا يطمأنونها حتي هريدي هو الأخر و لكن مصطفي كان يتسائل أين هي أين ذهبت
-ايه اللي مشي مريم و يا ترى مشيت قبل ما أبويا يطلبها ليا ؟ و لا بعدها. و ليه مقالتش انها ماشيه ايه لعب العيال ده أستغفر الله.
هزت عائشه رأسهابتـاكيد تنفي خروج مريم من المنزل حيث رأتها و هي تركض الي غرفه مصطفي ففكرت أن تبوح له لكي يدخل لها
-مفيش حد خرج من البيت يا ابني أكيد مستخبيه في أوضتك ساعه ما خرج .روح شوفها علي بال ما أشوف بهيرة و الهسهس اللي جالها .
دلف اليها
-شكلك حبيتي القعده هنا و لا ايه؟
ابتسمت مريم بخجل خاصه بعد رؤيه صورتها
-الله مش دي أوضه ابن عمي المحترم ليه فيها صور بنت؟
هز مصطفي رأسه بخبث و التقط الصورة من يدها ليضعها بقلبه
-اممم البنت دي حبيبتي بس للأسف مبقتش تسمع كلامي بقت متمرده.
تنهدت مريم بملل و زفرت بحنق من كثرة معاتبته لها فلكزته في ذراعه
  
-بطل بواخه بقي بدل و الله ما أروح أقول لعمي هريدي و هو ياخد لي حقي .
رفع حاجبيه باندهاش من جرأتها معه و من ميوعتها للمرة الأولي في الحديث معه
-الله الله نسيتي نفسك و بقيت تمدي ايدك عليا ناقص تسرقي مني بوسه و أنا تحت أمرك اللي تعوزيه.
كان يتحدث و هو يقترب من شفتيها لعله ينعم بدفئها حتي و ان لم تقبله زمت شفتيها بحزن مصطنع
-هتاخد بوسه مني و بعدين تسيبني و تمشي تقول اني عطيتك بوسه بس بعينك يوم الدخله هعطيك بوسات كتير.
ابتسم اليها بحنو بالغ يعشق فيها التزامها بأخلاقها حتي لو كانت تعشقه و تضمن حبه الا أنها لا تخالف الحدود معه
-أنا أسيب كل حاجه في حياتي و لا اني أسيبك انتي ثانيه ده أنا ماصدقت أبويا نطقها النهارده أحلي حاجه حصلت ليا .
قلقت عائشه من وجودهم سويا في غرفه واحده نعم تثق بهما و لكنها لا تثق في شيطانهم فنهضت و ذهبت اليهم و دلفت
-ايه يا سي مصطفي في ايه و انتي يا مريم استحليتي القعده عندك اخرجوا بقي ما يصحش كده و بعدين هانت و تبقوا سوا .
تعالت ضحكات مريم و عائشه تغمز لهم و تشعرهم أنهما حبيبان مثل الأساطير التي يحكي عنها .تعلقت برقبه عائشه تعبث بذقنها
-ملحقناش نعمل حاجه و ربنا يا مرات عمي و بعدين ده أنا مريم و معايا مصطفي انتي لازم تكوني مطمنه حتي لو متجوزين هنحترم المكان.
ابتسم مصطفي
-علشان كده هنقعد في شقه لوحدنا.
❄️ #الارث_صراع_الاباء_والابناء بقلمي #مروه_البطراوى
علي الجانب الأخر بعد هبوطه من منزل والده استقل سيارته و انطلق عائدا لمنزله. كانت حلاوتهم تراقبه منذ لحظة ذهابه و شاهدت فمه بالدماء كادت أن تصعد لهم و لكنها لمحت شوقي و تذكرته فأوقفته تسأله عن عادل فهي لم تجد له أحدا يعرفه سوى ياسمين شقيقته ،أيضا لم تراه لمده ثلاث أيام في البدايه أنكر شوقي أنه يتذكرها و لكنها عندما أخرجت صورة نوال من حقيبتها و مدتها اليه فرد عليها مؤكدا
-أنا أخوه في الرضاعه .عادل عايش مع أخته هتتجوز الاسبوع الجاي عادل انسان ملتزم أنا كنت جاي مع نوال بس مش علشان أفضحه أنا كنت هقولك الحقيقه.
انشرح صدرها لما قاله عن عادل لتقرر تلقين سالم درسا لن ينساه أبدا
💚 #موكا_سحر_الروايات رواية #الارث_صراع_الاباء_والابناء
في منزل مريم
-ليه كده يا مصطفي ليه؟
تعجب مصطفي من موقف ثريا
-من غير ليه الله يخليكي انا بحبها.
تنهدت مريم بتعب و ربتت علي يد والدتها
  
-احنا عارفين يا ماما سالم ممكن يعمل ايه و عشان كده عم هريدي طلبني لمصطفي.
كانت ثريا مصرة علي موقف أن الاستعجال سيجعل سالم يحترق و يحرقهم معه و لن يصمت
-حتي انتي يا مرات عمي مستخسرة فيا الفرحه اللي أبويا عطاها ليا قلتلك خلاص العمليه قربت .
هزت ثريا رأسها تنفي ظنه هي لن تقصد ذلك كل ما قصدته التروى تشعر أن هريدي ما زال خائنا
- و الله ما قصدي يا مصطفي بس بالعقل كده منين سالم هيسكت الا اذا كان خلاص خسر كل حاجه .
ضحك مصطفي بسخريه فهي لم ترى سالم اليوم و بالفعل خسر كل شئ و دفعه واحده خاصه الأرض
-بكره تسمعي انه موت نفسه بعد ما حلاوتهم تضيع اللي وراه و اللي قدامه و يفضل لوحده و كله يرجع لينا.
هزت ثريا رأسها بتمني حدوث ذلك حتي تقف أمام قبر والد مريم و تخبره أنه كل شئ عاد مثل ما كان و لو كانت معه
-ربنا يسهل يا مصطفي بس هريدي أبوك عقدها أوى بصراحه لسه بخاف منه و من دماغه السو و عمرى ما هطمن ليه .
أخذ مصطفي يدها و انحني ليقبلها و يطمأنها لأنه اليوم ازدادت ثقته بوالده عن ذي قبل حتي محمد بات مطمأنا هادئا أملا في غد أجمل
-ربنا يشفيه يا مرات عمي و بعدين كفايه انه اتنازل عن الأرض لمريم عقد بيع و شرا متوثق بالشهر العقارى يعني خلاها أغني مننا كلنا.
🍀 #مروه_البطراوى جروب #موكا_سحر_الروايات
في منزل عادل يجلس يتذكر ولاء و عنادها و كبريائها الذي لا يقهر يشعر أن قلبه ظل متوقفا عن النبض الي أن أتت هي و أشعلت الحرب بداخله
-عادل عادل.
ابتسم بضيق
-عايزة حاجه؟
هزت رأسها
-أه عايزة أدلع زى ولاء.
مط شفتيه بضيق يسألها
-مين بقي اللي هيدلعك يا ختي؟ لا يكون اللي في بالي.
ابتسمت اليه ببلاهه فهي تريد من ضياء أن يفعل معها ذلك
-أيوه يا عادل البنت مننا محتاجه ان حبيبها يتمسح فيها فروح قوله علشان ميقولش عليا نو كرامه.
تعالت ضحكات عادل و أخذ يضرب علي رأسه بقلة حيله من غبائها هو لا يعلم أغباء أم عدم فهم
-ياااسمين.هو لسه هيقول انك نو كرامه يا بت ده ناقص تروحي تجبيه من قفاه و تتجوزيه يا بت اعقلي.
كان يتحدث و هو ينقض عليها و يقوم بربطها في رجل المقعد التي تجلس عليها حتي لا تتحدث أكثر و تغضبه
-كح كح كح حقك عليا و الله أنا بهزر لما لقيتك سرحان مش قصدي حاجه و لا عمرى أعملها يعني هو أنا اتجننت ؟
نظر اليها بتشكيك فهو لا يضمن تصرفاتها الغريبه يعرف أن ضياء شخص جادا و هي دائما تستخف بجميع الأمور
-علاقتك بضياء وصلت لحد فين يا ياسمين.بصي اعتبريني ولاء و قوليلي علشان لما أتكلم معاه تبقي عيني مليانه مش مخبل.
ارتجفت ياسمين من سؤال و ظنه بها الظن السوء نعم هي شخصيه لا مباليه و لكنها في مثل هذه الأمور تحفظ كرامتها جيدا
-و الله احنا و لا اللي لسه بنتعرف علي بعض من جديد اوعي تبعده عني أنا بحبه أوى و الله عادل و الله انت فاهمني غلط احنا زى الاصحاب.
ارتد بظهره
-علاقتك بيه تبقي بحدود و اياكي أشوفك معاه لوحدكم فاهمه؟
تذمرت ياسمين كالأطفال و نهضت تدب برجلها في الأرض تعترض
-ليه بس يا عادل دي ديكتاتوريه أوى و الله اشمعنا انت و ولاء كل ليله.؟
كانت معها الحق و هي تقارن بين تهاونه مع ولاء و منعها من نفس الشئ
-دي مش ديكتاتوريه و أكيد ولاء قالتلك اننا مش بنعمل حاجه غلط و هنتجوز قريب.
شعرت ياسمين أنها زمت في شقيقها و ولاء في أن واحد هي لا تريد أن تكون مثلهم و لكنها تضايقت
-و أكيد انت عارف اني عمرى أبدا ما هقبل ان أي واحد يقرب مني و لا أخلي سيرتك علي كل لسان يا عادل أن كل اما أشوف ضياء نتشاكل.
لوى ثغره
-بتتشاكلوا بسبب طولة لسانك و قلة أدبك و أنا هربيكي من اول وجديد.
هربت من أمامه تختبئ خلف باب غرفتها ترتجف منه و من رده فعله عليها
-علشان خاطرى يا عادل بلاش تزعلني و الله ده أنا غلبانه أوى و لما تعرف سبب شكلنا هتغير رأيك.
أخذ يحاول فتح الباب لكنه مغلق باحكام عليها و هي تتراقص من الداخل قذفت بالقنبله و أرادت النجاه منها
-بت انتي انتي هطيرى برج من نافوخي قلتله أنا مستعد أدفع في جوازتكم من جنيه لألف و لولا انه رفض اقتراحي كان فات عقد العمل راح عليه حلم حياته انه يشتغل في بلد تانيه. كان فات شوقي هو اللي مسافر بداله يعني في الأخر كله لحسابك.
في هذه الأثناء أتاهم ضياء ففتح له عادل الباب فدلف ليجد عادل يبدو عليه ملامح التعصب
-في ايه مالك يا أبو نسب ؟هو أنا جيت في وقت غير مناسب؟أومال فين ياسمين؟قلتلها علي الخبر؟
تنهد عادل بتعب حيث أنهكت قواه و هو يخبرها من خلف بابها المغلق عن فرصه عمل ضياء .زفر بحنق
-أبدا يا ضياء.اختي غبيه عمال أفهمها قافله الباب عليها و مش راضيه تفتح بص يا ابن الناس لو انت متمسك بالعقد يبقي كل شئ قسمه و نصيب.
نظر ضياء الي ياسمين التي خرجت من الغرفه تحمل الهموم فوق رأسها و تنظر اليه ببلاهه
-ها أيوه فعلا انت جاي دلوقتي تقولي صح؟رغم انك متفق مع عادل من زمان بس معلش اتلهيت .
نظر اليها ضياء باستغراب و هي تتهمه أنها أخر اهتماماته و لكنه أراد أن شقيقها يسألها و علي أساس رأيها تنفذ القرارات
اتلهيت.التهيت في ايه أنا و لا اتلهيت و لا حاجه أنا اتفاجئت زى زيك وبعدين أنا جيت دلوقتي علشان أخد رأيك يا أه يا لا .
شعر عادل أن ضياء سيتخلي عنها ان رفضت فلعن غبائها و طريقتها المستفزة في التحدث معه

تعليقات



×