رواية تنهيدة عشق الجزء الثالث (عودة سفراء العبث) الفصل الثالث والعشرون بقلم روزان مصطفى
" چل ما أبحث عنهُ هو الراحة والسكون، لا أبحث عن سعادة غامِرة تجعلني أقفِز فرحًا مُنتشي، أود أيام روتينية بحتة لكِن هادِئة، خالية مِن العِراك.. الصُراخ
وضيق الصدر والألم."
كان واقِف عزيز وِسط الطابور وهو مستني دورُه وشايف المُقنع بيغرز شيء في دراعهُم وبيعمل صوت عن طريق الجهاز اللي معاه، مفيش رجعة لإن في ناس بالفِعل وقفِت وراه، ولا ينفع ينسحِب هيثير الشكوك والأنظار، بلع ريقُه من التوتُر ودورُه عمال يقرب لغاية ما وِصل للراجل اللي ماسِك الجِهاز، الراجل نزل دراعُه اللي ماسِك الجهاز وفضل واقِف زي الصنم بيبُص لعزيز دون أي حركة، عزيز من التوتُر كان هينطق يقوله خلص لكِن الراجل شدُه من دراعُه ودخلُه الحديقة دي من دون ما يمرر الجهاز عليه، دخل عزيز هو بينهج مِن شِدة التوتُر كإنُه كان بيجري سباق، وبعدها بدأ يستوعِب هو فين..
حديقة فيها أشخاص رايحين جايين بنفس الماسك اللي هو لابسُه، ورغم إن مفيش شيء مُعين بيعملوه إلا إن الوضع كان مُريب ويخوف، حتى هدوئهُم فيه شعور بالرهبة..
بدأ يتقدم بخطوات حاول تكون ثابتة وسطهُم، لغاية نا لقاهُم واقفين ناحية بوابة من الجهة التانية بتطُل على بحر ومفتوحة، وهُما واقفين جوة الحديقة بطريقة مُنظمة وكإنهُم مستنيين شيء ما!، ضيق عزيز نظرُه وهو شايفهُم واقفين دون حراك أمام البحر دا ومفيش أي جديد بيحصل، إبتدى الجو يبقى أبرد وأسقع لدرجة رعشة خفيفة سرت في جسم عزيز، حاول يدفي جسمُه بإيديه قبل ما يلاحِظ دخول أرانِب بشرية من نفس الباب اللي دخل منهُم، تجاهلهُم وبص على البوابة اللي قُدام البحر لغاية ما سمع صوت بيقول: إخواتي، أنا مبحبش في اللحوم غير الفراخ، بس جاتلي صفقة أرانِب أقول لا؟
لف عزيز وبصلُه لقاه واحِد ماشي على عُكاز فقال عزيز: هُما لبسوكُم كدا ليه ***؟
نوح بتعب: مش عارِف سابولنا الهدوم دي وخرجوا، وواحِد مِنهُم سابلي العكاز دا عشان أعرف أمشي بس مش قادر حاسس بدوخة وخنقة.
عيسىى من ورا الماسك: كان باين أصلًا إن فيه مغزى مِن إنهُم مقتلوناش بل جابونا لغاية هِنا.
عزيز وهو بيتنهد براحة بعد ما بقوا معاه: كويس أنا برضو إستغربت إزاي الراجِل محطش الجهاز على دراعي.
لقى أمير كُرسي راح سحبُه وهو بيقول للرايق: تعالى إقعُد إنت شكلك مش قادِر.
قعد نوح على الكرسي اللي حطهوله أمير وهو بيبص على البوابة اللي بتطُل على البحر اللي باصص عليها عزيز ومراقبها وبعدين سال عزيز وقال: مالك مركز معاهم كدا ليه؟ ما انت عارف ان هُما ناس مش طبيعيين وتصرفاتهُم غريبة؟
عزيز وهو لازال مركز معاهم لانهم بقالهُم مُدة طويلة: فتحوا البوابة دي ووقفوا صف كدا وكإنهُم مستنيين حاجة جاية من البحر، أنا عايز أعرف إيه اللي هُما مستنيينُه بالظبط وليه يوافقوا إن إحنا نشتغل معاهُم بالذات!
أعتقد إن هُما ناس خطيرة مبيشغلوش معاهُم أي حد إشمعنى إحنا؟ أنا توقعت إن هُما هيقتـ| لونا!
بدأ أمير يركِز برضو معاهُم وقال: مظبوط كلام عزيز صحيح ومنطقي لازم نعرف هُما مستنيين إيه ويا ترى نروح نوقف معاهُم ولا لا..
نوح بإرهاق وهو قاعد على الكُرسي: روحوا إنتوا وشوفوا أنا مش قادِر أقف على رجلي ومكانش لازِم أقوم أساسًا مِن السرير، أنا قومت عشان الوضع اللي إحنا فيه دا، وفوقوني من البنج بطريقه بشِعة
عيسى وهو بيدقق التركيز قال: أنا شايف مركِب جاية مِن نُص البحر وبتقرب على البوابة بتاعة الحديقة
ضيق عزيز عينُه وبص هو كمان وقال: فعلًا، يا ترى السفينة دي فيها إيه؟ مُخدرات ولا أسلحة ولا أعضاء بشرية هيصفوها من الناس!
*داخِل المشفى
كان بدر الكابِر في قمة توتُره وخوفه وهو مستني أي خبر عن بنته سيليا، وكينان بيواسي سيلا ومياسةو بيحاول يهدي الأوضاع شوية
رن فون بدر ولقاها مُكالمة دولية من قاسم، رد عليه وهو بيقول: كُنت مستني مُكالمتك.
قاسِم بقلق: سيليا عاملة إيه دلوقتي؟
بدر بحُزن حاول يداريه ويتماسك: مش عارف هي جوة في العمليات، عرفت حاجة؟
قاسم بعد تنهد: التليفونات بتاعتهُم ثابتة في مكان في أميريكا إسمُه ***
الإشارة مبتتحركش من هناك ودا ليه معنى من إتنين، يا إما اللي خطفوهُم صفوهُم وسابوا الجُـ| ثث مع التليفونات في المكان دا، يا إما هُما كويسين ومحتفظين بتليفونات جوز بنتك وصحابه في حتة وهُما في حتة.
بدر بضيق: جُـ| ثث إيه يا عم متفولش، إبعتلي إسم الشارع اللي في التليفونات تاني.. وأنا هروح أدور عليهُم بالعربية.
قاسم بهدوء: خلي بالك، هُما مُش طالعين سفاري دول مخطوفين وأكيد الخاطفين واخدين إحتياطاتهُم، يعني مينفعش تروح تدور عليهم كإنك واقِع منك حاجة.
كشر بدر من اللي بيحصل وقال: مفهوم مفهوم، إبعتلي بس اللوكيشن زي ما قولتلك وسيب الباقي عليا ومتقلقش.
* داخِل المشفى الأُخرى.
وقفت الطبيبة النفسية جنب صِبا وهي بتحاول تتصل على سيليا والرقم كُل مرة يديها مشغول!
قفلت صِبا بضيق فبصتلها الطبيبة وقالِت: محدش بيرُد برضو؟
صِبا بقلق وخوف: لا! هُما أخدوا جوزي فين؟ مين دول وأخدوهُم فييين.
الطبيبة النفسية وهي بتحاوِل تتمالك أعصابها: إهدي بس يا صِبا العصبية مش هتفيدك في حاجة.
صِبا وهي بتعدل نفسها قالت: أنا لازِم أروح البيت أبلغ عزيز وعيسى باللي حصل، لازم يلحقوهُم طالما مش عارفين نوصلهُم بالتليفون.
الطبيبة النفسية وهي شايلة إبن صِبا قالِت: روحي إنتي وأنا هخلي بالي من رفيف والولد.
جريت صِبا على برا عشان تلحقهُم لقت البوليس في وشها والظابط بيقول: عُذرًا سيدتي، ممنوع مُغادرة المشفى قبل أن يتم التحقيق في مقتـ| ل حارِس الأمن الذي يُتابِع الكاميرات.
صِبا وهي بتنهج: نعم، لقد قاموا بخطف زوجي أيضًا، وصديقهُ المريض، أرجوك أن تُساعدني في العثور عليهُم أرجوك.
الظابط وهو بيسحبها لجوة بهدوء ولُطف: لا تقلقي سنقوم بعمل اللازم.
* داخِل المكان المجهول.
جِه واحِد مِن المُقنعين وقف جنب نوح وهو بيبُصله عشان قاعد على كُرسي فرفع نوح راسُه وقال بصوت القرموطي: إيه يا أرنب في إيه؟
أمير من ورا الماسك: الراجل تعبان قايم من عملية سيبُه يقعُد.
نوح بسُخرية: شكلهُم متعودين إن الأرانِب بيتنططوا بس.
إتحرك المُقنع دا من عند نوح ووقف قُدام عزيز حجب عنُه الرؤية، عزيز بطبعُه عصبي فكشر وقال: غور يالا من قُدامي بدل ما أجيبك من ودان أ| مك دي.
عيسى متنح باصص على البحر مستني يعرف المركِب دي فيها إيه.
وصلت المركب، وبدأ المُقنعين يطلعوا من البوابة اللي بتطُل على البحر عشان يستلموا اللي فيها.
قرب عزيز وعيسى مع بعض ناحية البوابة دي، ولقوا ناس بتنزل من المركب متغطي وشوشهُم بأقمشة سودا، وبيترعشوا من البرد ومبلولين.
إستلموهُم المُقنعين عشان يدخلوهُم من البوابة اللي بتطُل على البحر للحديقة، رجع عزيز وعيسى لورا وهُما بيبصوا على الناس اللي نزلت من المركب والمُقنعين ماسكينهُم بيدخلوهُم، دخلوا لجوة وقفلوا البوابة اللي بتطُل على البحر.. وبدأوا يشيلوا القُماشة السودا عن وشهُم..
برق عزيز وهو باصص بصدمة وقال: يا نهار إسود!
عيسى بتكشيرة: إيه دا! هيعملوا بيهُم إيه؟
كانوا أطفال وبيعيطوا من الرُعب وفيه اللي عملها على نفسُه من الخوف.. بدأ واحد من المُقنعين يدخلهُم لجوة في نُص الحديقة وبيأمرهُم يوقفوا صف، عزيز حس بشعور سيء لإنه عندُه ولاد وقلبه ضعيف من ناحية النُقطة دي.
عزيز رد على عيسى وقال من بين سنانُه: مش عارِف، بس أكيد حاجة مش تمام والموضوع كدا مُريب، والناس دول يارب ما يطلعوا اللي في بالي.
* داخِل المشفى / بدر الكابر.
كينان بصدمة: دا لما حصل تاتش بيني وبينهُم بالغلط إنت هزقتني ثلاث ساعات زمان وقولتلي دول خطر ومش خطر، ومش هينفع نشتبك معاهُم هنعمل دا إزاي دلوقتي؟
وقف بدر قُدام كينان وقال بقوة وثقة: دي بنتي، حتة مني، كُل حاجة ليا وهُما مش بس مسوا شعرة منها، دي هتصحى تلاقي البيبي راح، وبطنها متقطعة، دا إذا تجاوزت مرحلة الخطر.
كينان وهو بيغمض عينُه قال: هتتجاوزها يا زعيم، متقلقش.
بدر بحزم: وكمان عزيز وصحابُه هناك لازم نخرجهُم.
كينان بتساؤل: بالمُحايلة؟
بدر بشدة: مُحايلة إيه أنا من إمتى بحايل حد؟؟ يا يقعدوا يتفقوا ونشوف يا نطيح فيهُم.
كينان برفض: مينفعش فتحة الصدر دي دول ناس مش سهلة، وأعتقد الفيديوهات اللي بتتنشر عن طريقهُم أكبر دليل، إسمع مني يا زعيم متخليش غضبك يوقعنا في مشاكل أكبر من اللي إحنا فيها، خلينا في الحل الأول لإن أكيد واحد من صُحاب نسيبك وقع فيهُم ونكش فيهُم ومش بعيد يكون عزيز ذات نفسُه.
نفخ بدر بضيق وقال: طيب دلوقتي قاسِم بعتلي عنوان فيه التليفونات بتاعة الشباب، وأنا بقول هنمشي بالعربية في المكان دا لغاية ما نلاقي بيت مثلًا أو مكان ما قد يكونوا فيه.
كينان وهو بيبِل شفايفُه بلسانُه: مش جايز ما| توا؟
بدر وهو بيتنهد: أتمنى لا، لإن بجد المسألة مش ناقصة حُزن وتعب أعصاب.. أنا كلمت الرجالة بتوعي هنا هييجوا يحرسوا المُستشفى عشان أمن المُستشفى خايب زي ما إنت شايف، بمُجرد ما ييجوا هنتحرك.
سيلا وعينيها مليانة دموع وقفت قُدام بدر وقالت بلوية بوز: عاوزة بابا وماما.
إنحنى بدر وشالها وقال: بابا أنا هروح أجيبُه متخافيش وماما الدكتور بيحُطلها دوا وهتخرُج، فـ إحنا البنات العسلية نعمل إيه؟
بصتلُه سيلا ومردتش فقال بدر: منعيطش ونجمد قلبنا كدا، ماشي؟
حركت راسها لفوق وتحت فباسها بدر ونزلها وهو بيقول: يلا روحي إقعُدي مع طنط في أوضتها ومتتحركيش من جنبها، يلا.
جريت سيلا على أوضة المُستشفى اللي فيها مياسة، جابوا سريرين أطفال في أوضتها لبدر إبن سيليا وقمر بنتها، والدكتورة كانت بتكشف عليها، دخلت سيلا وقفلت الباب وقعدت على الكنبة الجلد الصُغيرة اللي تحت الشباك، والدكتورة جايبة جهاز وبتبُص فيه.
الدكتورة بإبتسامة: أراه يتحرك داخِلك الأن.
مياسة وعينيها باهتة من العياط: هل هو بخير؟ هل كُل شيء طبيعي وعلى ما يُرام؟
الدكتورة بإبتسامة وهي بتشيل الجهاز من على بطنها وبتغطيها تاني: نعم في أفضل حال، لكِن نصيحتي الطبية هي أن تبتعدي عن الأجواء المتوترة والخلافات والضغط العصبي، سيؤثرون سلبًا على الجنين داخِل رحِمك.
حطت مياسة إيديها على بطنها وهي بتقول: شُكرًا لكِ.
خرجت الدكتورة فإتعدلت مياسة وفي إيديها محلول وشعرها الأشقر حوالين وشها، إتنهدت وهي باصة على سيلا الخايفة اللي معيطة فقالت مياسة بهدوء: تيجي تنامي في حُضني يا سيلا؟ متقلقيش يا صغنن ماما هتبقى كويسة بخير.
سيلا بعياط: فين بابا.
عضت مياسة شِفتها السُفلية وقالت: ممم بابا بخير، جماعة صحابُه كانوا بيهزروا معاه ومع عمو عيسى وعمو نوح وعمو أمير.
سيلا بعياط طفولي زيادة: طب هُما بيهزروا معاهُم، إحنا إستخبينا في الدولاب ليه؟
مياسة بتفكير: عشان ممم.. عشان منبوظش اللعبة والهزار، شوية وهييجوا.
دخلت مُمرضة معاها عربية أكل وحطتها جنب سرير مياسة وخرجت تاني، مياسة شمت ريحة الأكل حطت إيديها على مناخيرها وبوقها وهي بتحاول مترجعش من ريحته بسبب دوخة الحمل، بس بصت لسيلا وصعبت عليها فشالت الغطا عن الطبق وهي بتقول: الله، مكرونة وفراخ بالصوص، وسلطة الله الله، مدلعينا على الأخر، يلا مين هياكُل؟
سيلا بعياط: أنا عايزة بابا وماما.
مياسة بتعب وهي باصة للمحلول: طب تعالي يا صغنن مش عارفة أقوملك من المحلول، تعالي متخافيش.
قامت سيلا وقربت لمياسة فرفعت مياسة الغطا وغطت سيلا معاها وهي بتقول: هوباا، هناكُل الأول وننام شوية ولما نصحى هنلاقي بابا وماما هنا، إتفقنا؟
حركت سيلا راسها لتحت وفوق بمعنى أوك وبدأت مياسة تأكلها.
* داخِل المشفى الأُخرى
الظابط وهو بيخلص التحقيق: سيتم مُراجعة الكاميرات للتأكُد من ما حدث ومن أقوالكُم، وجاري البحث عن الرجال المخطوفين.
عيطت صِبا وهي بتقول: هل من المُمكِن أن يُصيب أحدهُم مكروه؟
الظابط بأسف: من الصعب التنبؤ بِذلِك سيدتي، سنُغادر الأن.
خرج الظابط ومعاه بقية الظُباط، وبصت الطبيبة النفسية من الشباك الكبير بتاع الممر اللي بيطِل على مدخل المُستشفى لقت عربيات شُرطة واقفة، فقالت لصِبا: هُما سابوا عربيات تأمين للمُستشفى أهو.
صِبا وهي شايلة إبنها قالت بضيق بعد ما إتنـ| حرت عياط: بعد إيه؟ يارب يكونوا بخير أنا مش هستحمل أسمع خبر وحش.
الطبيبة النفسية بعدت عن الشباك وقعدت جنب صِبا وهي بتقول: وليه نتشائم أو نقول حاجة وحشة وإحنا منعرفش حصلهُم إيه؟
سكتت صبا شوية، ودخل برد من الشباك حرك خُصلات شعرها.. وشفايفها جفت من التوتُر بعدها قالت بصوت رايح: كُنتي قولتي مرة، إن هُما لازم يتعالجوا في أسرع وقت عشان نلحقهُم، هو المرض اللي عندهُم ليه مُضاعفات؟
شبكت الطبيبة النفسية إيديها في بعض وقالت: بُصي، اللي عندهُم أمراض مش مرض واحِد، وبيتفاقم زي العدوى في خلايا مُخهُم.. ودا ليه سلبيات.
بصتلها صِبا وهي بتسمعلها بإهتمام..
* مكان مجهول / أميريكا.
كُل الوقت دا كانوا في الحديقة لسه، حط عزيز إيدُه في جيبُه وهو مُلتزِم بماسك الأرنب زيه زي بقية السُفراء، نوح كان ملازم الكُرسي مش قادر يوقف على رجليه لإن الضربة اللي ضرب بيها المُقنع جوة وجعتلُه الجرح
أمير بهمس لعزيز: أنا برضو مش فاهم ليه خلونا جُزء منهُم؟ ليه مصفوناش.
عزيز وهو متوتر من الجو المُريب: من رحمة ربنا بينا، إلحق يالا دول بيوزعوا أكل!
قرب واحد من المُقنعين ناحية عزيز وإدالُه أربع علب، بعدها مشي.
بص عزيز للعلب من الورق المقوى وبعدها قال: خايف يكون فيها مُتفـ|جرات ولا حاجة مُقر| فة!
نوح بتعب: معتقدش لو في نيتهُم يمو| تونا كانوا عملوها من بدري.
فتح عزيز علبة من العلب ولقى فيها ساندوتش، إعتلى وشه نظرة سُخرية ووزع العلب على السُفراء، فتح نوح الساندوتش من باب الحرص إنُه ميكونش لحـ| م بشري.
لقاه ساندوتش جبنة عادي راح قطم منُه وأكلُه..
شاف عزيز واحد من المُقنعين ساحِب بنت طفلة وهي بتكحت في الأرض برجليها خايفة تروح معاه، راح إتحرك ناحيتهُم، برق نوح وهو بيقول لأمير وعيسى: إلحقوا المجنون دا هيودي نفسُه في داهية!
جه عيسى عشان يجري يلحق عزيز، وقِف بصدمة وهو بيترعش من ورا الماسك وباصص على نُقطة مُعينة!
نوح وأمير إتفاجئوا بيه وهو بيشيل ماسك الأرنب وبيقول بنبرة حنين: الحج الغُريبي.
كان شايف أبوه قُدامه، بالجلابية، بإبتسامتُه البسيطة، وقق الحج الغُريبي وهو باصص لعيسى، وعيسى مركز في عيونُه.
عزيز لاحِظ إن عيسى شال الماسك فراح ناحيتُه وتجاهل البنت، وهو بيقول بصوت واضح: عيسى إلبس الماسك، هيمو|توك!
عيسى مركز نظره على أبوه، عينُه في عين أبوه..
نوح بهمس: عيسى أبوك ما | ت.. اللي قُدامك دا وهم.
عيسى مركز نظرُه على أبوه قبل ما يفوق وهو بيقول: عارِف، خليني أشبع منُه
رفع المُقنعين أسلحتهُم بعد ما لاحظوا إن عيسى شايل الماسك، وعزيز بيقول من بين سنانُه: إلبسس الماسك يا عيسى! هيصفووووك
عيسى عينيه إحمرت وبدأت تدمع وهو مش عاوز يشيل نظرُه عن أبوه عشان ميروحش من قُدامه، كان واحشُه..
وفي الخلفية بيتردد صوت " لا شيء يوجعني.. بعد هذا الرحيل ".
عيسى حاااااسب!!