رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نداء علي


  رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الثاني والعشرون  بقلم نداء علي


وعندما تعشق جدران السجن وتخشى سماء الحرية فقد فقدت روحك بريق اللهفة ومات بداخلك مذاق الحياة فلا تترك بقايا الأمل يتسرب من بين يديك وعانقه عله يركن إليك من جديد فتحيا أنت ويبقى إلى جوارك.

تحدث إلى والده بعنف وإصرار

مش هيحصل، انا كنت متردد أكمل علاقتي بيها وقولتلك اسيبها ونخلص لكن بعد ما فسخت الخطوبة وكلمتني بالطريقة دي الموضوع بقى حياة أو موت، لو آخر يوم في عمري هتجوزها واخليها تندم على قلة أدبها معايا.

قضم يسري حبة التفاح قائلاً بملل

لؤي، اسمع الكلام وبلاش تسرع، صحيح يزيد وزع ثروته وكتبلي جزء منها بس ممكن في لحظة يتراجع، خليك عاقل لحد ما نسجل العقود وتبقى كل حاجة رسمي وقتها اعمل اللي يعجبك.

اقترب لؤي من والده قائلاً بهدوء

هتجوزها وصدقني مش أنا اللي يستسلم من أول جولة كده

يسري بحدة : هتعمل ايه يعني، يزيد مستحيل يجبرها على حاجة، استكمل بتهكم وكراهية

قلبه حنين مبيقدرش يقولها لأ.

لؤي : عارف وهتشوف بنفسك ان يزيد هيخليها ترجع وغصب عنها

تطلع إليه يسري بترقب

انت ناوي تعمل ايه، هتخطفها؟!

لؤي بهدوء : اخطفها ليه، أنا عامل حساب كل حاجة

يسري بغضب فهو لا يطيق المجادلة

أبو شكلك عيل متعب، ولما انت مخطط لكل حاجة مصدع دماغي ليه

لؤي : لأن لسه متخلقتش البنت اللي تقل ادبها عليا وخصوصاً عيلة زي دي

يسري : خايف من الثقة الزايدة دي، تحبها انت وتتهطل زي عمك يزيد، أصله رومانسي أوي

نظر لؤي إلى والده نظرات تحمل الكثير من التيه قائلاً

لأ اطمن، أمي كانت دايماً تقولي انت شبه أبوك

غادر لؤي، استوقفه يسري

رايح فين!

لؤي : هنزل اشتري هدية تليق بالهانم وأروح اصالحها

قهقه يسري قائلاً

متنساش تجيبلها ورد ياض، وهات لسهيلة، أصل النسوان دول مخهم فاضي وبيحبوا الورد

ابتسم لؤي بخفوت وغادر وبداخله نية واحدة.

،،،،،،،. ،،،،،،،،،.،،،،،،،،،،.،،،،،،،.،،،،،،،.،،،،،،،،،،.،،،،،،،،،،،.،،،،،،،،،،،،،.،،،،،،،،

ارتشف القهوة بهدوء وبصره لا يحيد عنها، تحدثت هي بضيق قائلة

ممكن أعرف انت جيت ليه، خلاص أنا مش هكمل خطوبة

نهرها يزيد بحدة طفيفة

ديمه، اتكلمي بأسلوب أحسن من ده، اسمعي لؤي الأول واتفاهموا وبعدين قرري

كادت أن تتحدث فاقتربت منها سهيلة قائلة

اسمعي كلام بابا، ومتقلقيش مهما كان رأيك مفيش حد هيجبرك على حاجة.

تحركت سهيلة ومن خلفها يزيد الذي تراجع خطوتان قائلاً

لؤي، طول بالك عليها وبلاش خناق، وعلى فكرة حتى لو ديمه تفهمت تصرفاتك أنا ليا كلام تاني معاك.

تركهما يزيد وبقيت ديما بعيداً عن لؤي إلى أن اعتذر إليها

أنا آسف، رغم اني مش غلطان.

رفعت وجهها تطلع إليه دون تصديق، يعتذر دون أن يبدي إعتذاراً

وقفت هي ناظرة إلى وجهه بثبات

ولما انت مش غلطان، بتعتذر ليه

لؤي : لأنك فهمتي تصرفي غلط، انا يمكن اتسرعت شوية لكن ده حقي

ديمه : انت مش ليك عندي أي حق، خطوبة وخلاص انتهت، وحب بتتكلم عنه وأنا مش قادرة افتكره أو احس بيه

ضم كفيه في محاولة منه لتهدئة غضبه، تحرك فبات مقابلاً لها، نظر إلى وجهها المجهد

ممكن نتكلم الأول من غير انفعال.

أولاً الولد ده حيوان، كان بيبصلك بطريقة مش هيفهما غير راجل زيه، انتِ نقية ومستحيل تفكيرك يوصل لهدفه

ديمه : يونس ولد مهذب، وزميلي من سنين

لؤي : وعجب بحضرتك

توترت قائلة : ولو، طالما مش بيتخطى حدوده يبقى مش حقك تضربه بالطريقة الهمجية دي

جذبها إليه بحركة مفاجئة فباتت بين يديه، شهقت بتوتر قائلة

لؤي، انت مجنون؟!

حذرها هو بحدة : تاني مرة تقولي عني همجي، صدقيني لولا اني بحبك كنت هعاقبك بأسلوبي

ديمه بخوف

لو مش بعدت هنده بابا يا لؤي، وعلى فكرة أنا مبخفش منك

لؤي بمكر : أنا مش عارف اعمل ايه علشان ترجعي ديمه بتاعت زمان، حبيبتي انتِ مكنتيش كده، بالعكس كنتي بتقدري غيرتي عليكي، مكنتيش شيفاها همجية، بالعكس كان غيرتي عليكي بتسعدك

تراجعت إلى الوراء وكأنها تستعيد مالا تذكره، تنهدت بحزن وابتسم هو بخفوت، جلس بالقرب منها مادداً يده بباقة الورد قائلاً

ممكن تقبلي أسفي واوعدك هحاول اتحكم في نفسي علشان خاطرك

ترددت قليلاً فمد يدها ساحباً كفها برقة، قبل باطن يدها بحميمية، نظرت إليه وحيرتها تغزو أفكارها

استمر هو في نثر كلماته المعسولة قائلاً

حبيبتي، ديمه ارجوكِ أنا مقدرش أبعد عنك

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

وقفت أمامه تحمل بين يديها اثنين من الفساتين، تساءلت بترقب

ها يا نوح، الأسود ولا الأزرق؟

نوح بهدوء وصوته يغلبه النعاس : ولا ده ولا ده.

ميادة : يوووة، انت هتجنني، عاوزني البس ايه يعني؟

نوح : اللي يعچبك طبعاً، المهم فستان واسع وحشمة

ميادة : حشمة، طيب يا ابن شهيرة لما نشوف اخرتها معاك.

القى بجسده إلى الوراء وتحرك قليلاً يريح جسده المتعب فتأوه بخفة، هرولت هي إليه بعدما ألقت بثيابها أرضا، تطلعت إليه بلهفة وخوف قائلة

انت كويس يا نوح، في حاجة بتوجعك؟

نوح مبتسماً، اطمني يا ديدا، چسمي هلكان من السهر، بجالي يومين منمتش ولا ارتحت صبح ولا ليل.

ابتسمت هي بود : ربنا يباركلنا فيك، عقبال ما تعمل لولادنا يا نوح، ياه الايام بتجري زي البرق، تخيل سلمان بقى عريس وهيتجوز.

نوح : هجولك ايه، ما تسيبك دلوك من الفرح والفساتين وتريحي چاري اهنه، بذمتك مش أنا أهم.

جلست إلى جواره تداعب لحيته بشقاوة هامسة

شعرك بقى أبيض يا نوح، كبرت ولا إيه يابن السياف

نوح بثقة : ده الشعر الأبيض ده مچنن البنات، معرفاش انتِ اللي بيحصل.

ميادة : ايه اللي بيحصل يا قلبي

نوح : هيجولوا تزوچيه أربعيني يغزو شعره الشيب.

ازاحت شعرها إلى الوراء قائلة :

أها، بس هما بيقولوا أربعيني مش خمسيني ياخويا.

دفعها نوح بخفة : هجولك، روحي شوفي فستانك وهمليني أنام ساعتين اكده، الليلة الحنة ومفروض اصحصح وأروح اتابع مع خالي.

ميادة : اطمن انت ونام براحتك، أنا شيعت رائد ورحيم الدار عند أمي.

نظر إليها نوح بترقب

الواد رحيم أخباره ايه يا مياده، حاسس انه غريب الفترة دي.

ميادة : مفيش حاجة، هو كويس متقلقش انت وسيبه يتصرف على طبيعته

نوح : وأنا عملت ايه دلوك، مش من حجي اطمن عليه يعني

ميادة بحب : حقك يا نوح، بس بلاش تخنقه

نوح : ساحب مبلغ كبير من حسابه يا ميادة، خايف يكون.....

منعته عن استكمال حديثه هامسة

بلاش يا نوح، علشان خاطري متكملش ولا تسمح للهواجس دي تتمكن منك، رحيم ان شاء الله أد ثقتنا وهتشوف بنفسك

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

انتظرها باشتياق اخفاه خلف عبوس مصطنع أراد به أن يعاقبها، لن يسمح لها بالهرب خوفاً من الموج، بل عليها أن تتشبث به، أن تحارب من أجله، فلا شيء أسهل من الوقوع في الحب وما اعتى تلك الأمواج التي تأتي إليك تكشر عن انيابها لتغرق سفينته فمت تمسك بمجداف القوة استكمل رحلته ومن أصابه الوهن وفزع من هول الأمواج بات خاسراً.

جلست إلى جواره تود الإعتذار لكنها خائفة

همست بهدوء

صباح الخير

اجابها بجدية : صباح النور، هنطلع دلوك عالبيوتي سنتر وأول ما تخلصي كلميني هرچعلك، متروحيش لوحدك.

ابتسمت برقة هامسة

انت هتفضل مكشر كده كتير، على فكرة ده فال مش حلو

التفت إليها قائلاً بحدة طفيفة

انبارح أنا سألتك كام مرة عن اللي مضايجك، مجولتليش ليه ان زمايلك في المستشفى السبب، ورايد دلوك أعرف هتفضلي اكده حتى بعد ما نتچوز ولا إيه؟

سماء بحزن

ممكن متعليش صوتك

صاح بغضب : يابوي، يابت الناس متخلنيش اتعصب وتچنني اللي خلفوني، يعني الغلط راكبك وهتعاندي، أي كلمتين تسمعيهم تعيطي وتهربي بدال ما تردي وتاخدي حجك.

سماء : أنا مش بهرب بس أنا مبحبش المشاكل وبعدين عاوزهم يقولوا شايفه نفسي علشان جوزي بيمتلك المستشفى

راقه وقع الكلمة فتبسم رغم عبوسه وتلعثمت هي بعدما نظر إليها وهمست

أنا طول عمري اتعودت ابقى في حالي.

احتضن كفها بين يديه وتحدث بهدوء قدر استطاعته

يابت الناس أنا رايد اكمل معاكِ عمري اللي چاي ان شاء الله، بتمنى من ربنا يرزجني منك بالخلف الصالح، عيال نربيهم صح، ولاچل ما الانسان يحافظ على عياله ويحميهم لازمن يبدأ بنفسه، يجويها وميسمحش لحد مهما كان يهينه، أنا رايد ست تساندني، تصارحني بأي حاچة تحصلها.

نكست رأسها فرفع وجهها إليه، قبل وجنتيها بحب قائلاً

وبعدهالك يا سما، هتبكي ليه، ياحبيبتي انا ممكن أروح المستشفي دلوك وارفدهم كلياتهم، بس أنا متعودتش اجطع عيش حد.

اعترضت حديثه قائلة

لأ، اوعى تأذيهم يا سلمان، أنا خلاص سامحتهم والله، وبعدين الموضوع بسيط أنا بس اعصابي متوترة و...

عضت شفتيها بتوتر فمال بالقرب من اذنها هامساً

متوترة ليه يا سما، خايفة مني إياك.

دفعته برقة قائلة

ابعد بس شوية كده لحسن حد يشوفنا

اقترب كثيراً فلم يعد من فاصل بينهما ومال بجسده فشهقت سماء بخجل سرعان ما تبدل بنظرات حانقة بعدما قهقه هو بمرح

ياعم فاهمني غلط والله، كان فيه ناموسة واجفة وراكِ وبهشها

لوت فمها بغيظ واعتدلت في جلستها بعيداً عنه هامسة

ظريف اوي، ماشي يادكتور شكلك مش سهل خالص

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

ساعده جاد على ارتداء سترته قائلاً بفخر

برنس ياواد السياف، رايدك تشرفنا الليلة ياواد.

ابتسم سلمان قائلاً بسخرية

حاضر ياخويا، هشرفكم جوي بس خلصني هنتأخر عالعروسة

جاد : واه، خايف ولا إيه، اتأخر براحتك يا عريس، وادبحلها جطة ولا معزة يتيمة اكده من أولها.

وكزه سلمان بمرح قائلاً

حل عني دلوك يابن الحلال، أنا رايد أهرب ياواد ياچاد

تعالت ضحكات جاد إلى أن ادمعت عيناه وتحدث بصوت متقطع

جولتلك يا واد فهد، اهرب مسمعتش الكلام، معلهش ياخوي كلنا لها وأنا جدامك أها متحمل وعندي صبر وعزيمة

سلمان بحب

رباب بت حلال وصاينة بيتك وعيالك ربنا يباركلك فيهم ويحفظهم

جاد بجدية : وان شاء الله عروستك تبجي أحسن كمان، ربنا يسعدك يا حبيبي، خابر يا سلمان أنا مبسوط كاني هچوز حد من عيالي، اوعاك تكون شايل مني يا خوي، أنا لما اتكلمت وجولتلك بلاها الچوازة ديه كان كل همي انت وبس

احتضنه سلمان بقوة

خابر يا چاد، انت طول عمرك صاحبي جبل ما تكون اخويا الكَبير، ادعيلي انت وسيبها عالله.

دلف نوح إلى الجناح الفندقي المخصص للعريس ومن خلفه مصفف الشعر قائلاً

ها يا عريس، چاهز ولا إيه!

أومأ إليه سلمان قائلاً

كله تمام يا باشمهندس

................................

اقتحمت ميادة غرفة رحيم قائلاً بغيظ

انت لسه مجهزتش يا رحيم

اجابها بحب

خلصت من بدري يا ست الكل، لسه ابنك العايج هو اللي مأخرنا

ابتسمت ميادة بسعادة بينما قلبها يتراقص في مسكنه، نظرت إلى رحيم ومن ثم إلى رائد قائلة

بسم الله ماشاء الله، ايه الجمال ده، ربنا يحرصكم من العين

اقترب رائد متسائلاً

ها، ايه رأيك يا ديدا، بذمتك مش أحلى من نوح باشا

حركت رأسها قائلة

انت حلو لأنك شبهه يا قلبي، قولتلك مفيش حد زي نوح السياف

ضرب كفيه ببعضهما ووجه حديثه إلى رحيم

عچبك الكلام ده يابني، احنا چايين نتهزأ ولا ايه، طب وبالنسبة لرحيم، شبه مين

ترددت قليلاً لتهمس بحزن

بيقولوا شبه والدته الله يرحمها، كانت جميلة يا رحيم، قمر وهي قمر والدليل قدامي أها.

اقترب رحيم مقبلاً رأسها بود إلى أن دلفت سهيلة بفستان من المخمل الازرق يشبه فستان ميادة لكنها تركت لشعرها الأسود الغجري شديد الطول عنانه فبدا كلوحة مرسومة لليل مظلم يختطف الأبصار من فرط جماله.

صفق رائد بحماس قائلاً

صلاة النبي أحسن، شكلنا النهاردة هنشتغلوا بودي جارد للست سهيلة السياف

ابتسمت بخجل قائلة

يلا يا ماما، بابا بيقول ان خالي سلمان چهز ونازلين من فوج

تمتمت ميادة باعتراض

مش فاهمه كان لزمته ايه نبات هنا في الفندق ماكنا فضلنا في البيت ووصلنا عالفرح علطول، بسبب الفندق معرفتش أنام خالص، مش متعودة اغير مكان نومي

اقترب رحيم قائلاً

هي ليلة وتعدي ان شاء الله، يلا خلونا نطلع جبل ما بابا يسمعنا كلمتين حلوين.

انضم إليهم جواد الذي بدا هو الآخر في أوج وسامته، تعمدت سهيله تجاهله ولم يهتم هو كثيراً لكن فضوله دفعه لاختلاس النظر إليها ليهمس بداخله بصدمه

ايه الحلاوة ديه، يخرب بيت شيطانك يا سهيلة. 

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

حفل أسطوري، يجمع بداخله الكثير من الطبقات المختلفة، وكالعادة ينضم كل حزب لمن يشابهه، بعض من أقارب سلمان وفهد يجتمعون في منتصف القاعة، رجال أعمال كثر، دبلوماسيين تربطهم بنوح وجاد علاقات حسنة، تخير هاشم طاولة متطرفة يلتف حولها بصحبة زوجته وأولاده وبعض أقاربه، بينما رحاب واقفة إلى جوار سما تبتسم إليها بحنو وتحدثها من حين لآخر.

جلست رباب بصحبة ميادة ونوارة التي حضرت رغماً عنها فقد طلبت إليهم البقاء في البيت واكتفت بليلة الحنة التي كانت كما الحلم ولم يكن لديها رغبة في السفر، وربما اعتادت هي البعد عن الصخب والاضواء المخفية.

مالت رباب تهمس إلى ميادة

شايفة اخوكِ، رايح چاي والست اللي اسمها موني عينها عليه كيه البومة

كتمت ميادة ضحكاتها بصعوبة تتساءل بدهشة

وإيه عرفك انها موني

رباب بثقة : ياختي حطي صورتها عالواتس، ولما اتصلت على اخوكِ جبل اكده دخلت على الملف بتاعها وشفت صورها

ميادة بهدوء : اطمني، ولو ملاحظة جاد أساساً مرفعش عينه ناحيتها

رفعت رباب حاجبيها بغيظ

وااه، يعني انت واخدة بالك أها.

ميادة بهدوء : الحذر واجب يا بنت عمتي

لوت رباب فمها قائلة

أول ما تجوليلي يابت عمتي هحس انك رايدة تفطسيني.

ابتسمت ميادة بخفة قائلة

ذكية انتِ يا رباب، ماهو بصراحة مش وقت كلامك ده خالص، خلينا نفرح ونتفرج عالعرسان، وبعدين نبقى نشوف جوزك ومعجباته.

نفخت رباب بملل قائلة

تفتكري أفضل جاعدة اهنه ولا أروح وراه

ميادة بجدية : اقعدي مكانك واركزي حبتين، جاد هو هيجيلك ويطلب منك تقفي جنبه.

صفقت رباب بحماس قائلة

بصي يا ميادة، رحيم وجاد هيحطبوا، هيرجصوا سوا

انتبهت ميادة وترقبت رحيم الذي بدا حلماً في سبيله للاكتمال، سوف يمسي رجلاً يتجسد بصفاته جهد لم يذهب هباء.

.................................... .................................... 

بالخارج تسللت هي، لقد حظيت بما تمنت، كانت تطمح إلى حريتها التي سلبها إياها هاشم لكنها أدركت أن قيود عشقه مازالت كما هي، تحيطها من كل جانب، لم تستطع أن تبقى بالحفل الذي يؤكد لها أن حب العمر بات كما الشجرة المحرمة القرب منه خروج من الجنة.

بقيت هي بعيداً عن الأنظار، لقد غلبتها عاطفتها وخوفها من الأيام وما تحمله في جعبتها من آلام، تمتمت بصوت متعب

يارب، تمم فرحت بنتي على خير، يارب أنا مليش غيرها في الدنيا

تنحنح هاشم بخفوت فشهقت هي فلم تتوقع أن يترك عرس ابنتهما ويتبعها إلى الخارج

همس هو بود

سايبة بنتك وواقفة هنا تعيطي، ادخلي جوة يا رحاب الجو برد عليكِ، ادخلي بدل ما تاخدي برد

كان صوتها مختنقاً فهمست

معلش سيبني لوحدي، عشر دقايق وهدخل، بس سما لو شافتني ببكي هتزعل، وأنا مش عوزاها تفكر في أي حاجة النهاردة غير نفسها وفرحتها

أشار بيده إلى ركن هاديء، موضوع به طاولة صغيرة ومقعدين 

طب تعالي نقعد هناك شوية، بلاش تقفي هنا لوحدك، كفاية الناس جوة عينهم عليكِ بسبب فستانك، مش عارف لابسة ضيق كده ليه! 

جحظت عيناها، لحظات وتبدلت حالتها من البكاء إلى ضحكات متتالية كما أمواج البحر، تعلو إلى القمة وتعبط إلى قاع الألم 

عاتبته بجدية قائلة 

ادخل لمراتك يا هاشم، ارجوك متزودش همي ووجعي وابعد، ابعد على أد ما تقدر لأن قربك بيحرق روحي، غيران عليا يا هاشم؟! 

مبقاش ينفع ولا بقى من حقك، الحمد لله سما اتجوزت وانتهى الخيط الوحيد اللى بينا. 

ابتلع ريقه بصعوبة ونظر إليها يتشرب ملامحها عاجز عن الرد، نعم يغار، منذ أن التقى بها تتهادى في ثوبها الذي منحها جمالاً مضاعف وعقله شارد، يرفض العودة الى الحاضر فتعلق بسراب الماضي، توجه إليها يلقي بنيران غيرته لكنها جذبته عنوة والقت به إلى حقيقة الواقع، لم يعد له من حق، لقد فقده عندما فقدها وانتهى الأمر. 

غادر بخطوات مثقلة تهفو روحه الي العودة لكنه لن يعود فبعض الخطوات كما اللغم إن أخطأت بالسير إلى جواره يدمر عالمك بأكمله. 

لكنه تراجع عدة خطوات بعدما خلع عنه معطفه، مده إليها برجاء هامساً 

البسيه يا رحاب، الجو برد وانتِ بتتعبي بسرعة

هزت رأسها بعنف قائلة بلهجة لا تقبل النقاش 

صدقني مقدرش، كان زمان بيدفيني، بيحميني، لو لمسني دلوقت هحس بشوك، هيزود إحساسي بالبرد لأنه ببساطة مش ملكي، بقى حق لست تانية، إحساس الدفا بقى من نصيب مراتك وبس. 

وكنت فيما مضى استمع إلى قولها، انا وانت ظلمني الحب بأيدينا، وابتسم ساخرة، فمن بإمكانه أن يظلم الحب، وها أنا المس بيدي ما فعلناه سوياً، لقد أزهقنا روحه إلى أن فقد فقد بريقه وفرَ هارباً

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

بالداخل كان الحضور يعلو وجوههم نظرات تتحدث إعجاباً برحيم الذي يجمع في تصرفاته بين جنون الشباب الممزوج برزانة ورجولة تسبق سنه 

انتهى من تحطيبه بالعصا مع جواد وابتعد قليلاً لتقف إلى جواره فتاة تقاربه في العمر ملامحها هادئة وملابسها تنم عن ذوق راقي، ابتسمت إليه قائلة 

بجد يا رحيم بترقص حلو جدا

تنحنح بحدة طفيفة قائلاً 

ده تحطيب مهواش رجص وكلام فاضي 

ابتسمت من جديد قائلة 

شكلك مش فاكرني 

غض بصره بحرج قائلاً 

لاه والله، مين حضرتك

مدت يدها تصافحه قائلة 

أنا رنا حسن، مش فاكرني برده 

أومأ راسه متذكراً إياها ليعتذر بأدب 

آه، اكيد افتكرت، أهلا يا رنا، اخبارك ايه وفين عمي وأخواتك؟ 

أشارت باصبعها تجاه والدها قائلة 

بابا وماما هناك مع عمو نوح وطنط، واخواتي هتلاقيهم في أي مكان، مش عارفة.

تعليقات



×