رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثانى و العشرون بقلم ميمي عوالى
حاتم بعدم اهتمام : يعنى مش اوى ، بس مش الشهر ده اللى هيفرق يعنى ، و بعدين زى ما قلتلك قبل كده .. اول ما بتتحط على النار خلاص ، كل حاجة بتبقى تمام
مريم : بس مش المفروض و هى مجمدة مايبقالهاش ريحة اصلا
حاتم : ماهو اللى عرفته ان التلاجات فصلت عليها فى الطريق
مريم : يادى المصيبة ، ده معنى كده انها ممكن تكون خلاص كده مش نافعة تانى اصلا
حاتم : يا ستى اهدى بس .. مافيش الكلام ده ، ثم الكمية المرة دى كلها رايحة للمصنعات ، يعنى هتتفرم و تتتبل و كل الريحة اللى انتى شماها دى هتروح تماما ، و اول ما بتتحط على النار هتبقى اكنها لسه واصلة حالا
مريم : خلاص .. طالما انت متطمن كده يبقى تمام
حاتم : عاوزك تكلمى مجدى و تعرفيه ان كله تمام ،
و قوليله ان كده الصفقة الجاية لازم نعلى السعر شوية
مريم : و تفتكر التجار هيوافقوا
حاتم : و مايوافقوش ليه ، دول بياخدوا اللحمة مننا بسعر التراب و شوفى المنيو بتاع مطاعمهم بيقدموا الطبق بكام و اللا حتى سندوتش المصنعات ، لا و مفهمين الناس ان كل منتجاتهم لحمة بلدى و د.بح اليوم
مريم : عندك حق ، يبقى زى ما بيكسبوا من ورانا يدونا نصيبنا فى المكسب ده
اما ماجى فكانت تجلس بمكتب ابيها بشركته امام احد التجار الذى كان يقول موجها حديثه الى ابيها : بس الشهادة لله يا مجدى بيه .. ماجى هانم برضة قدمها علينا قدم الخير كله
ماجى : ميرسى يا سامى بية كلك ذوق
سامى : مش مجاملة ، انا بقول الحقيقة ، و الحقيقة ان خسارة زكريا الخياط فى طلاقك كان اكبر مكسب لينا
ماجى بابتسامة : اشمعنى بقى
سامى : و هى دى فيها اشمعنى برضة ، ده كفاية الطلة فى وشك اللى زى القمر ده ، ما تأخذنيش يا مجدى باشا .. اوعى تفكر انى بعاكسها و اللا حاجة لا سمح الله
مجدى ضاحكا : اومال انت بتعمل ايه دلوقتى يا سامى بية
سامى : انا بطلب القرب
مجدى : قرب مين بس يا سامى بية ، دى حتى عدتها يادوب خلصانة من مدة بسيطة
سامى : و هى ناوية ترجع لجوزها تانى
ماجى : لا يمكن
سامى : اهى قالتلك ، و كمان طالما عدتها خلصت ، يبقى ماحدش له عندنا حاجة ، و اللا ايه يا عروسة
ماجى بدلال : افكر
اما بالمنزل الريفي فكان يونس يجلس بالشرفة بصحبة فاطمة التى كانت تقول : انت مالك يا ابنى النهاردة
يونس : مالى يا ماما ، مانا كويس ، و قاعد عادى خالص اهو
فاطمة : مش شايفاك عادى خالص ، ده انت من وقت ما خرجوا كلهم و انت ما اتكلمتش كلمتين على بعض ، ده انا بسحب الكلام منك سحب ، و اهم داخلين على تلت ساعات اهو من وقت ما خرجوا و انت على حالك ، انت متضايق من حاجه واللا حاسس مثلا انك عايز ترجع القاهره تاني
يونس : ما احنا كده كده كلنا راجعين يا ماما مش زكريا قال ان احنا ممكن نرجع النهارده بالليل
فاطمة : ايوه قال بس ما اعرفش يمكن بدر تحب تقعد هنا شويه ولا حتى سوزان
يونس : وهي سوزان هتحب انها تفضل وتقعد هنا ليه
قاطمة : ما هو اكيد لو امها فضلت يا ابني هتفضل معاها خصوصا ان هي لسه قدامها شويه على ما تبتدي شغلها في الجامعه ، يعني فاضيه ما فيش حاجه تجبرها انها ترجع القاهره دلوقتي ، الوحيد اللي ممكن يبقى عايز يرجع القاهره دلوقتي ومحتاج انه يرجع فعلا هو زكريا عشان شغله ، واكيد زكريا لو رجع زهره هي كمان هترجع معاه واعتقد ان انت كمان بما انك ابتديت انك تنتظم في نزولك للشركه معاهم من تانى بقالك شوية اهو
يونس : مش عارف يا ماما بس زي ما جينا كلنا مع بعض المفروض نرجع برضة كلنا مع بعض
فاطمة : اما يرجعوا بقى من بره ونبقى نشوف هم اتفقوا مع بعض على ايه او هنتفق على ايه
يونس : هي مريم برضه ما حاولتش انها تكلمك او تتصل بيكي الفتره اللي فاتت
فاطمة : ابدا .. من وقت ما كنت عندها ما اعرفش عنها حاجه ولا حتى فكرت انها ترفع عليا سماعه التليفون
واثناء حديثهما يستمعان الى بعض الاصوات القادمه من بعيد ويجد الصغار يهرعون الى المنزل ومن ورائهم زكريا و البقية وهم يتجاذبون اطراف الحديث حتى وصلوا الى امام الشرفة ليلقون التحيه ويدلفون الى الداخل فتقول فاطمة : حمد لله على السلامه ايه اللي اخركم كل ده
بدر : البلد كانت وحشاني اوي حتى شوارعها كانت وحشاني
فاطمة : وعملتوا ايه في الكتاب روحتوا
سوزان ضاحكة : روحنا وكان شويه شويه ماما هتسمع للولاد الصغيرين اللي حفظوه
فاطمة : وانتى يا زهره .. يا ترى اتبسطتي يا بنتي
زهرة : الحقيقة انبسطت اوى ، البلد فعلا جميلة و هادية و تحسى ان كل حاجة فيها ليها ريحة كده لوحدها
زكريا : ريحة الزرع اكيد بيبقى ليها تأثير كبير
زهرة : يمكن .. بس فعلا حاسه ان عمري ما حسيت بالراحه النفسيه دي زي ما انا حساها النهارده وامبارح
فاطمة بمرح : خلاص خليكي هنا على طول
زهرة بفضول : بجد .. هو ينفع
فاطمة : البيت يا بنتي موجود وقت ما تحبي تبقي موجوده فيه .. البيت تحت امرك واللي فيه كله تحت امرك في اي وقت وبعدين ده بيت جدك زيك زي سوزان بالضبط
سوزان : وبعدين يعني يا ست زهره هي بالبساطه دي انت عاوزه تقعدي هنا وتسيبينا احنا قاعدين هناك لوحدينا
زكريا : ده انتى ما عداش لسه على شغلك في الشركه حاجه .. انتى ناويه تقدمي استقالتك من دلوقتي ولا ايه
زهرة باحباط : طب بس بس خلاص مش كلكم عليا كده مره واحده ، بشكركم من كل قلبي حقيقي .. فوقتوني من الحلم اللي كنت عايشه فيه
فاطمة : طب وليه يبقى حلم ، وقت ما تحب تيجي تقضى اجازه هنا او تريحي اعصابك في اي وقت البيت موجود ، ويا ترى بقى الولاد اتبسطوا زيكم كده
بدر : اللا انبسطوا .. دول جريو جري ولعبوا لما قالوا يا بس ، وعشان كده اول ما وصلنا طلعوا على فوق على طول علشان ياخدوا دش حلو كده ويغيروا هدومهم ، احسن زمانها اتملت تراب
زكريا و هو ينظر ليونس : ايه يا يونس مالك ساكت يعني ما بتتكلمش
يونس : عادى .. بسمعكم
سوزان : انا كمان هطلع اخذ شاور واغير هدومي على ما الغداء يجهز ، هتيجي معايا يا زهره انتى و ماما ولا ايه
بدر : لا انا عاوزه استريح شويه .. احسن حاسه ان رجلي وجعتني اوي من المشي اللي مشيته ده كله
سوزان و هى تتجه الى داخل المنزل : طب خلاص هروح انا اخد شاور وانتم بقى وقت ما تحبوا براحتكم ، بس المهم يكون الغداء خلاص قرب يجهز احسن انا جوعت اوي
و بعد انصراف سوزان قال يونس : ناوي نرجع القاهره على امتى يا زكريا
زكريا : زي ما تحبوا .. انا كنت ناوي على النهارده بعد المغرب كده يكون الجو بقى لطيف شويه
يونس : طب كنت عايزه اروح لنور تاني قبل ما نرجع القاهرة
زكريا : ماشي خلينا نتغدى واخدك اوديك حاضر
بدر : خدونى معاكم يا زكريا
زكريا : ما تعبتيش يا خالتي من المشي اللي مشيتيه النهارده
بدر : مش انتو هتروحوا بالعربية
زكريا : ايوة
بدر : خلاص .. يبقى مافيهاش تعب
زكريا : خلاص .. اللى يريحك
و اثناء الغداء .. لاحظ يونس تجاهل سوزان التام له ، فعلم انها لازالت تشعر ببعض الحزن تجاهه نتيجة حديثه بالامس ، و ظل يفكر فى اى حديث يجذب انتباهها اليه حتى يتصافان ، فما لبث ان قال : انا هروج ازور نور بعد الغدا .. حد يحب ييجى معانا غير طنط بدر
فنظرت سوزان الى بدر و قالت بدهشة : مش اتفقنا انك هتروحى معايا بكرة ان شاء الله ، ليه هتروحى كمان النهاردة هيبقى قى تعب عليكى كده
لينتهز يونس الفرصة و يقول : وهي طنط هتروح بكره ازاي واحنا خلاص ماشيين النهارده
سوزان دون ان تنظر له : لا ما انا اتفقت مع ماما ان احنا هنقعد شويه هنا كمان
يونس ببعض الحدة : وهتقعدوا لوحدكم هنا ازاي .. و انا بقول لك احنا كلنا راجعين النهارده
لتنظر له سوزان بجمود و تقول : احنا مش لوحدنا .. معانا عم سعداوي ومراته وكل اهل البلد و اكيد ما فيش علينا اي خوف ولا قلق واحنا موجودين هنا
يونس : بس برضه ما ينفعش .. احنا مش متعودين ابدا ان في ستات او بنات يقعدوا لوحديهم في مكان من غير ما يبقى حد من الرجاله موجود معاهم ، خليها مرة تانية
سوزان : للاسف انا بعد كده مش هيبقى عندي وقت خلاص هبتدي احضر للدراسه وهيبقى معظم وقتي مشغوله في الجامعه وفرصه ان انا هنا اساسا ، ليه ارجع القاهره وانا و ماما لسه عايزين نقعد هنا كام يوم كمان
قاطمة : ما تسيبهم يا يونس البلد امان يا ابني وبعدين زي ما سوزان قالت سعداوي موجود هو وحسنيه ومش هيسيبوهم ابدا هيفضلوا بايتين معاهم ويشوفوا طلباتهم
يونس بعدم رضا : برضه مش كفايه يا ماما مش هبقى مطمن عليهم وهم لوحدهم
زكريا : خلاص يا يونس ما تعملهاش مشكله
يونس : انا اللي بعمل مشكله برضه ، وهي يعني ايه المشكله انها تسمع الكلام وترجع معانا وبعدين وقت ما تبقى عايزه انها تيجي تاني حد مننا يبقى يفضى نفسه و ييجى معاها
لتترك سوزان المائدة و هى تقول بعدم اهتمام : انا هطلع فوق استريح شوية
يونس بحدة : ما تسوقيش فيها يا سوزى ، ما كانوش كلمتين قلتهم وقت ما كنت متنرفز واللا متضايق شويه و اعتذرتلك و خلصنا
فاطمة بدهشة : هو ايه اللى حصل بس يا اولاد ، هو انتو زعلانين من بعض و اللا ايه ، دى عمرها ماحصلت ، ايه اللى حصل بس
يونس : اتنرفزت عليها بكلمتين من غير ما اقصد ، و من وقتها و هى متجنبانى و مش عاوزة حتى تتكلم معايا بربع كلمة اكنها بتعاقبنى
و عارفة كويس انى لا يمكن اوافق على اللى هى عاوزة تعمله ده ، و اكنها متعمدة تضايقني و تخلق مشكلة من مافيش
زكريا : بالراحة بس يا يونس .. الحكاية ما تستاهلش كل النرفزة دى
يونس : يعني ايه ما تستاهلش يا زكريا ، لا طبعا تستاهل وهي عارفه ده كويس لما كنا قاعدين عندي في البيت وكانت عايزه تروح تقعد في بيت بابا لوحدها واحنا رفضنا وقلنا لا ما تقعدش لوحدها و كان مابين بيتى و بيت بابا ربع ساعة بالعربية ، تقوم جايه دلوقتى عاوزه تقعد هنا في البلد لوحدها وبينا وبينها ثلاث ساعات ، يعني لا قدر الله لو حصل اي حاجه لا يمكن نلحقها ، و عاوزانى اوافق ازاى يعنى
ده واحنا جايين بالعربيات هى اللى قسمت التقسيمه ان كل عربيه يبقى فيها راجل ، تقوم عايزانا ان احنا نرجع كلنا وتفضل هي وطنط بدر لوحدهم .. طب تيجي ازاي دي
فاطمة : انت عندك حق
يونس : قوليلها
فاطمة : بس برضة هى كلامها فيه وجهة نظر
يونس : انتى معايا و اللا معاها
فاطمة : ماهو يا ابنى فعلا الدراسة قربت ، و وجودها هنا دلوقتى فرصة كبيرة يمكن ماتعرفش تعوضها من تانى
يونس : و الحل
زكريا : طب ايه رايك تفضل انت معاهم هنا يومين كمان و ترجعوا بعد كده كلكم سوا
يونس و كأنه يوازن الامر بعقله : طب و الشركة
زكريا : ما الشركة مش هتطير يعنى اليومين اللى هتقعدوهم دول ، و سوزى كده كده لازم ترجع القاهرة بعد يومين بالكتير عشان …..
سوزان بلهفة حادة : زكريا
زكريا بلجلجة و هو ينظر لسوزان نظرة خجلة : انا اقصد يعنى عشان الجامعة بتاعتك
يونس بفضول : انتو مخبيين ايه انتو الاتنين
سوزان بانفعال : و هنخبى ايه يعنى
يونس : انتى عاوزة تفهمينى ان عصبيتك دى عادية
سوزان بتردد : انا مش عصبية و لا حاجة ، انتو بس اللى مش عاوزين تتعاملوا معايا على انى كبرت كفاية و اقدر ادبر امورى ، و ناسيين انى كنت قاعدة برة لوحدى سنين طويلة و مش مرة واحدة
بدر : خلاص يا حبيبتى ، هم بس عاوزين يبقوا متطمنين علينا .. مافيهاش حاجة
سوزان و هى تتجه الى الخارج : خلاص يا ماما .. اللى انتو عاوزينه انا هعمله
زكريا : استنى طيب رايحة فين
سوزان : هتمشى شوية .. مش هتاخر
زكريا : طب تحبى اجى معاكى
زهرة : سيبهالى يا زكريا .. انا هروح اتمشى معاها و هنرجع على طول
زكريا : طب انا هودى يونس يزور نور ، عاوز اما ارجع الاقيكى جاهزة انتى و ماما و الولاد عشان نتوكل على الله
زهرة و هى تلحق بسوزان : حاضر
كانت سوزان قد اتجهت لاشجار الموالح المحيطة بالمنزل و بدأت فى الدخول فيما بينها ، لتلحق بها زهرة و هى تقول : استنينى .. انا لو تهت مش هعرف ارجع
لتلاحظ زهرة ان سوزان تهرب بعينيها التى كانت تحاول التخلص من عبراتها فقالت بفضول : انا ملاحظة ان فى اكتر من حاجة انتى مخبياها عننا ، و مش عاوزة افرض نفسى عليكى ، و قلت انك هتحكيلى لوحدك ، و اكيد من غير ما اوعدك انتى عارفة ان اى حاجة هتقوليهالى هتبقى سر ما بيننا ، اومال ايه بقى فايدة اننا عرفنا اننا بقينا اخوات و اللا انتى مش واثقة فيا
سوزان بخفوت : انتى عارفة ان ده مش صحيح
زهرة : اومال ايه .. يا ترى مكسوفة منى مثلا ، و اللا حاسة انى اصغر من الحدث ذات نفسه ، و اللا معتقدة انى ممكن اعتب عليكى
سوزان بانتباه : تعتبى عليا
زهرة : طب اقولك على حاجة .. و انتى قوليلى ان كان احساسى صح و اللا غلط
سوزان : حاجة ايه
زهرة بترصد : يونس
سوزان : ماله
زهرة : بتحبيه
سوزان باستنكار : ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده
زهرة : ده مش كلام .. ده احساس ، و احساسى من يوم ماشفتك و انتى بتتعاملى معاه يوم مارجعتى من برة ، و من قبل حتى ما اعرف انك اختى ، و انا من جوايا متاكدة انك بتحبيه
سوزان ببهوت : متاكدة
زهرة : حبيبتى اى حد هيركز معاكى و انتى بتتعاملى مع يونس و مع اهتمامك بيه .. هيفهم ده من اول لحظة يا سوزى ، انا كمان متاكدة انك خايفة لا حد يفكر انك عاوزة تاخدى مكان نور الله يرحمها
سوزان : انتى مش فاهمة و لا عارفة حاجة
زهرة : طب ماتعرفينى و تفهمينى ، و صدقينى .. هسمعك بصفتى زهرة اختك و صاحبتك كمان ، يعنى هسمعك بقلبى مع عقلى
لتجلس زهرة باسفل احدى الاشجار ، و تسحب سوزان كى تجلس الى جوارها و تقول : انا فتحت عينى على الدنيا .. مالقيتش حد حواليا غير ماما فاطمة و عمى ابراهيم الله يرحمه ، و طبعا زكريا و يونس و مريم
عمرى ما حسيت انى يتيمة .. غير وقت ما كنت بسمع اعتراض مريم فى كل مرة كان عمى او مراة عمى يجيبولنا حاجة زيها
زكريا كان من يومه و هو شايل الحمل مع عمى .. حتى من قبل ما يتخرج ، و يونس .. كنا دايما بنقول عليه راجل البيت الصغير عشان كان دايما عمى و زكريا مشغولين فى الشركة ، فكان يونس هو اللى معانا باستمرار
عاوزة اخرج .. بستاذن يونس ، عاوزة اطلع رحلة بطلب من يونس ، عندى مشكلة مع حد كبير فى النادى بقول ليونس
و اتعلقت بيونس من وقت ما كنت فى ثانوى ، حبيته ، حبيته حب كبير اوى لدرجة انى كنت دايما بتخيل البيت اللى هيجمعنا سوا
و من كتر ما كنت بحس بزحمة مشاعرى جوايا .. كنت بكتب عن حبى ده فى اجندتى اللى كنت دايما بخبيها عشان ماتقعش تحت ايد حد و يشوفها و يعرف مشاعرى دى و اللى كنت دايما بخبيها جوايا
و اما وصلت اولى جامعة .. كان يونس فى البكالوريوس ، و نور كمان و اللى كانت مع يونس فى نفس الكلية و طبعا وقتهم كله كانوا مع بعض مذاكرة و محاضرات
و فى يوم كنت قاعدة فى الجنينة و معايا الاجندة بتاعتى بكتب فيها زى عادتى و ما اخدتش بالى ان زكريا واقف ورايا و بيقرى اللى بكتبه ، كان جاى يتسحب عشان يخضنى زى عادته و لمح اللى انا كاتباه ، فجأة لقيته بيقول .. فلاش باك
زكريا : انتى بجد تقصدى اللى انتى كاتباه ده يا سوزى
سوزان بصدمة : انت واقف كده من امتى ، و ازاى ماتنبهنيش انك واقف ورايا و كمان تسمح لنفسك انك …..
زكريا : بس بس فى ايه ، انا ماقصدتش ابدا ان ده يحصل صدقينى ، انا كنت جاى اهزر معاكى و اخضك زى كل يوم ، ماجاش فى بالى ابدا انى اقرا حاجة تخصك او مش مسموح لحد انه يقراها ابدا
سوزان بخجل : انا اسفة يا زيكو ، بس انت خضتنى و كمان فاجئتنى ، بس ارجوك يا زكريا .. بالله عليك اوعى حد يعرف اى كلمة من الكلام ده من فضلك
زكريا بتردد : انتى عارفة انى مش هعمل كده حتى لو ما وصيتينيش ، بس يونس يا سوزى
سوزان بخجل : مش فاهمة تقصد ايه
زكريا بتعاطف : هو انتى نور ماجابتلكيش سيرة عن اى حاجة
سوزان بفضول : حاجة زى ايه ، هو حصل حاجة
زكريا بحمحمة : يونس طلب ايد نور من بابا ، و بابا سال نور عن رايها و وافقت
سوزان بصدمة : يوتس و نور ، امتى حصل الكلام ده
زكريا بدهشة : الكلام ده عدى عليه دلوقتى حوالى اسبوع ، ازاى ماحدش قال لك
لتأتى عليهم فاطمة و هى تقول : انت جيت امتى يا زكريا
زكريا : من شوية يا ماما
سوزان بجمود : انا هطلع اوضتى استريح شوية
فاطمة : مش هتتغدى معانا ، عمك و اخواتك زمانهم جايين
سوزان : معلش يا ماما مش جعانة ، اما اجوع هبقى اكل
عودة من الفلاش باك
سوزان : سيبتهم وقتها و جريت استخبى ورا اقرب حيطة ، و قبل ما اكمل على اوضتى سمعت زكريا و هو بيقول لماما فاطمة
فلاش باك
زكريا : هو ليه ماحدش قال لسوزان ع موصوع يونس و نور
فاطمة بارتباك : انا قلت باباك او نور يبلغوها
زكريا بذهول : و اشمعنى يعنى
فاطمة بامتعاض : يا ابنى نور اللى قالت ماحدش يجيبلها سيرة و انها هتعملهالها مفاجأة
زكريا باستنكار : مفاجأة ، مفاجأة ايه دى اللى تبقى ليها لوحدها و احنا كلنا عارفين ، و ازاى يعنى يا ماما تطاوعيها
فاطمة بتنهيدة ثقيلة : لو عاوز الحق انا اصلا قلبى ماطاوعنيش ابلغها و اكسر قلبها
زكريا بصدمة : انتى كنتى عارفة
لتصمت فاطمة فيقول زكريا مرة اخرى : طب عرفتى منين .. هى اللى قالت لك
فاطمة : يا ابنى فى حاجات مابنحتاجش ان حد يقول لنا عليها ، هو احنا يعنى مالناش عينين نشوف بيها ، طول عمرها و هى عينها عليه و دايما تعمل الحاجات اللى بيحبها
زكريا : سوزى بتعمللنا كلنا يا ماما مش يونس بس
فاطمة : ايوة يا حبيبى .. من يومها و قلبها سايع الكل ، لكن مش مشغول بحد غير يونس اللى عمره ماحس بحبها ليه و مافيش فى قلبه و لا على باله غير نور و بس
زكريا : طب هى نور عارفة ان سوزى …
فاطمة : لا يا ابنى .. ما اعتقدش ابدا انها عارفة
زكريا : طب ليه خبت عليها لحد دلوقتى ، انا مش مقتنع ابدا بحكاية المفاجأة دى
فاطمة : مش عارفة يا ابنى
زكريا : طب هنعمل ايه مع سوزى دلوقتى بعد ما عرفت
فاطمة بذهول : هى عرفت
زكريا : ايوة .. انا قلتلها دلوقتى
فاطمة بحزن : يا كسرة قلبك يا بنتى
زكريا : برضة ماقلتيليش هنعمل ايه
فاطمة بقلة حيلة : مافيس فى ايدنا حاجة نعملها يا ابنى ، كده كده كان مسيرها تعرف
زكريا : انا اقصد يعنى .. هنجيب سيرة ليونس و نور
فاطمة بلهفة : اوعى يا ابنى .. كده هتبقى كسرة نفس للكل ، و كمان هنكسر سوزى بزيادة ، خلى اللى حصل ده بيننا لوحدنا و كمان لا انا و لا انت هنفتح سيرة الحكاية دى من تانى و لا حتى بيننا و بين بعض
زكريا بتنهيدة حزينة : حاضر يا ماما
عودة من الفلاش باك
سوزان : يوميها رغم الكسرة اللى كانت جوايا .. الا انى قررت افضل بينهم وقت الغدا ، و بعدها قلتلهم ان عندى مشوار مهم و نزلت اشتريت هدية لنور و يونس بمناسبة خطوبتهم و قدمتهالهم قبل العشا قدام عمى و ماما فاطمة و زكريا ، و يومها .. طلبت من عمى انى اكمل دراستى برة
و رغم معارضة عمى و نور .. الا ان مراة عمى و زكريا شجعونى و ساعدونى اقنع عمى اللى طلب منى ااجل سفرى ده لحد ما يونس و نور يتجوزوا و طبعا وافقت لان ماكانش ينفع انى اسيب نور لوحدها فى وقت زى ده
زهرة : انا اول مرة اعرف انك مخلصة جامعتك كمان برة
سوزان بابتسامة : مانا ما اخدتهاش من برة
زهرة : مش بتقولى ان عمى وافق
سوزان : بعدها بمافيش حصلت حكاية زكريا و ماجى و جوازهم بالطريقة اللى حصلت و ماقدرتش اسيبهم وقتها .. خصوصا ان زكريا وقتها ضحى بنفسه علشانا كلنا 😒