رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم نداء علي

 


 رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الواحد والعشرون بقلم نداء علي


💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮

خاطبوا الناس على قدر افئدتهم وما تسكبه لكم من عشق وهوى، وإياكم والصد عمن سكن إليكم دون البشر، ولا تهجروا محراب الوفاء فإن اغُلقت أبوابه فلا عودة ولا سبيل إليه من جديد

تساءلت رباب قائلة

وناويين على ايه، يعني هتعملوا فرح اهنه ولا عند العروسة؟

تحدث سلمان بحماس

ان شاء الله كتب الكتاب نعملوه في الچامع، أبو العروسة طلب نعمله في بيت ربنا وجالنا انتوا حرين في الفرح اعملوه مطرح ما يعچبكم، بس أنا طبعاً هسأل سما الاول واخد رأيها.

تنهدت رباب قائلة بشيء من المزاح

يابوي عالحب يا ولاد، شايفة يامه، الدكتور سلمان هيجول ايه، سامع يا سي چاد.

تمتم جاد قائلاً : سامع، أخويا مغفل ورايح عالنكد برچليه

حذره نوح قائلاً

هتجول ايه يا چاد.

جاد : يا واد عمتي بدعيله، ده هيشوف أيام عناب.

فهد وقد بدا متعبا يهفو إلى بعض الراحة

هجولك ايه يانوح، اتصرف انت في ليلة الفرح والمعازيم، أنا اخر فرح حضرته كان فرح چاد ورباب، ووجتها عمك نعمان الله يرحمه كان شايل الليلة وعازم البلد جبلي وبحري، دلوك هيعملوا حاچات غريبة، شوف اللازم واعمله يابني

نوح باحترام : ان شاء الله كل االي تطلبه هيتعمل وزيادة، بس الدكتور يحدد معاد وعلى أساسه نشتغل.

سلمان دون تردد : نعملوا الفرح آخر الشهر

اعترضوا جميعا وقد علت ملامحهم دهشة ورفض فالمدة التي حددها قصيرة للغاية

استشعر هو تسرعه فأوضح بحرج

اجصد يعني ان كل حاچة ممكن تخلص بسرعة فأيه لزمته التأجيل؟

لم يرق لفهد ما يفعله سلمان وتحدث بحدة

وبعدين معاك، خدتنا على ملا وشنا وروحنا لأبوها وحددنا كتب الكتاب، هو سلج بيض إياك، اركز حبتين يا داكتور.

دافعت عنه نوارة قائلة

خبر ايه يا فهد، انت رايد تنكد عالواد ليه، اعملوله اللي هو رايده

ابتسم فهد باستسلام قائلاً

يا نوارة احنا لو علينا نعملوا كل حاچة في يوم، بس أهل العروسة مش من حجهم يچهزوا هما كمان، اكده احنا بنضغطهم وكل انسان وله ظروفه

سلمان : أنا معاوزش أي حاچة، وبالنسبة لسما ممكن اكلمها و.....

فهد : خبر ايه ياواد انت، كانك مسحور يابن نوارة، الله يرحم فضلنا سنين نحايل ونجولك اتچوز وانت تجول لاه، دلوك رايد تطير وتخطفها، شايف يا نوح الواد وعمايله

نظر نوح إلى سلمان ونكس رأسه بحزن مصطنع قائلاً

خلاص يا خال، نچوزوه ونفضها سيرة لحسن يومين ويجولوا مچنون سما

امتعض وجه سلمان ووقف بحنق

تحب اروح دلوك واچبلك ميادة يا نوح باشا

أوما نوح قائلاً

لاه، كله إلا ميادة، انت طلباتك أوامر ياواد خالي.

قهقه جاد بشماته قائلاً

شكلها مسيطرة جوي البت ميادة

صحح له نوح قوله بحب

دي توأم روحي يا مغفل، لسه بدري عليك على ما تفهم

ابتسمت نوارة بسعادة داعية له ولطفلتها بدوام المودة بينهما بينما سلمان ينظر إليهم بترقب ليعاود طلبه قائلاً

ها يا أبو چاد، هتعملوا الفرح بعد شهر ولا لاه؟

ضرب فهد كفيه ببعضهما فلا سبيل أمامه سوى الموافقة ليبتسم سلمان وقد اقترب مراده كثيراً وباتت سماء على مقربة منه.

💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮

استمعت سماء إلى والدتها بعقل شارد، تود أن تراه الآن، لم يخذلها وقد اعتادت طوال حياتها أن يخذلها الجميع فكيف به يغير ما اعتادت عليه

لوحت أمام وجهها قائلة

سمسمة، انتِ مش معايا خالص

سماء بتردد : حضرتك رأيك ايه، تفتكري هقدر افتح بيت وابني حياة صح ولا هفضل فاشلة

نهرتها رحاب بحدة وقلبها يحترق من أجلها، ضمتها إليها باكية تعتذر بصدق

عمرك ما كنتي فاشلة، ليه بتقولي كده، بتحملي نفسك فوق طاقتها ليه، احتضنتها وجهها بين راحتيها وتحدثت بألم

أنا حياتي كملت واستمرت علشانك يا سما، لو في حد فاشل فهو أنا، انا مقدرتش اتنازل علشان خاطرك، اخدت قرار وكرامتي كانت عندي أهم من أي حاجة ونسيت ان في طفلة ملهاش ذنب.

صدقيني يا سما أنا واثقة فيكي، متأكدة انك هتقدري تعملي حياة تستحقيها وانتِ تستحقي كتير ياقلب ماما، المهم عندي متحاوليش تقارني بين علاقتي بوالدك وعلاقتك بسلمان، عيشي حياتك بطريقتك لأن كل انسان وله ظروفه وتفكيره، فاهمه ياقلبي.

تنهدت سماء قائلة

ان شاء الله يا ماما، هحاول وربنا يكتبلنا الخير.

🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼

كما الليل المظلم قاتل السكون تتسلل إلى بعض النفوس قسوة وجحود فتستوطن دواخلهم وتحجب عنها عبير الصباح وضوء النهار.

كاد أن يجن، لم يترك منفذ ولم يبحث به عن ابنه وشقيقته، عليه أن يصل إليهما مهما كلفه الأمر، بينما شقيقته تستمع إليه في صمت مريب أثار قلقه

اقترب منها قائلاً

خبر ايه يا حياة، كانك معچبكيش كلامي

حياة بملل : هجولك ايه، ركز في شغلك وهمل العيال في حالهم، اللي يشوفك يفكرك ياما هنا ياما هناك، ده انت كنت ساجيهم من كعيانهم

كشر عن انيابه وصاح بغضب

وااه، وايه تاني يابت أبوي، أهمل العيال وماله ولما الناس تشم خبر ويعرفوا ان الواد هرب ومعاه اخته الفاچرة اجولهم نفسيتهم تعبانة ومتحملوش عمايل أبوهم، عچبك اكده

حياة بصوت خافت

اسمعني زين يا سعد، حامد ناوي لعيالك الشر، وعشان تكون على نور، كان مشيع وراهم رچالته من يومين وعتروا فيهم

فغر فاهه بسعادة قائلاً

صوح يابت الكلام ديه، يا فرچ الله

جذبته بقوة فوقع جالسا إلى جوارها ناظراً إليها بتوجس

في ايه يا حياة، شكلك رايدة تجولي حاچة وخايفة

ابتلعت ريقها بخوف قائلة

حامد رايد يخلص على آثر، وصدجني لو طاله مهيرحموش، انسى العيال يا حامد واوعاك تحسس حامد انك عرفت،حامد كيه الحية لدعته والجبر ولو شم خبر اني جولتلك هيخلص عليا وعليك

سعد بحزن : يعني ايه، ههمل عيالي اكده لا عارف هما فين ولا عايشين كيف، وچوزك ده كمان اللي طلعلنا في البخت وشايف نفسه علينا

حياة بمكر : هيجولوا اصبر على چار السو، يا يغور يا يچيله مصيبة تاخده، حامد واصل جوي واللعب معاه محتاچ تخطيط لو اتسرعنا هيودينا في داهية واحنا دلوك روحنا في يده، فاهم يا سعد.

دار سعد من حولها لا يعلم ما عليه فعله، هي محقة في مخاوفها ولا يمتلك حق الاختيار أو التراجع، لقد أضاع اولاده وعليه الآن الحذر إلى أن يجد مخرجا.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

 تبادلت التهاني مع الجميع، قبلتها والدتها بحب لا مثيل له وتحركت بخفة قائلة 

نسيب العرسان يتعشوا براحتهم بقى 

اعترض هاشم بنظراته فأشارت إليه قائلة 

بعد اذنك يا أبو سما طبعاً. 

هاشم رغماً عنه : اه طبعاً، اتفضلوا يا جماعة نتعشى احنا كمان، اتفضل يا فهد بيه 

تنحى فهد قائلة : بيه ايه بس، احنا أهل دلوك يا عم هاشم، تجولي فهد أو أبو چاد، كيه ما تحب 

هاشم بود : ماشي يا أبو جاد، اتفضلوا يا جماعة، نورتونا والله. 

حذرته ألا يقترب من جلستها فتبسم بمكر 

يابت الناس متخافيش، أنا هصالحك

سماء : حد قالك اني زعلانة. 

تطلع بخفة من حوله وعاد ببصره إليها لتزداد خجلاً ورهبة فيحدثها برفق

جلبي يا سما، جلب المؤمن دليله وأنا خابر ان مرتي حبيبتي زعلانه مني جوي. 

تصاعدت أنفاسها، زوجته، باتت له وملكه وبات هو حقيقة، لها دون سواها. 

تنهدت بخفة ونظرت إليه على استحياء قائلة

اه وعلشان كده قرأت الفاتحة انت وبابا وأنا مش موجودة، حتى الشبكة اختارتها لوحدك، في حد في الدنيا يعمل كده؟ 

اقترب بشدة فشهقت قائلة 

سلمان، انت بتقرب كده ليه، والله اندهلك بابا. 

تحدث بثقة :

ياحبيبتي جولتلك هصالحك، لو الفاتحة هي المشكلة نبدأ من تاني،وبالنسبة للشبكة فدي كانت هدية من أم چاد، وأمي يا سما منجدرش نزعلها واصل، ومن بكرة الصبح هچيلك تختاري الشبكة اللي تعچبك. 

وبالنسبة للفرح فاحنا بإذن المولى هنعملوا فرح محصلش، متنسيش اننا معزمناش حد في كتب الكتاب. 

سماء بصدق : لأ، أنا عجباني الشبكة، أنا بس مش بحب حد يهمشني، وفكرت يعني... 

سلمان بنظرات عاشقة :

بجولك ايه؟ في حضن لكتب الكتاب ولازمني دلوك 

لم تعترض ولم يمنحها فرصة للحديث بل غمرها بين يديه فباتت تستمع إلى نبضه الثائر، أغمض عيناه بسعادة وشعور بالسلام يحتضن حياتهما معاً، مسد فوق رأسها برغبة مهلكة وتحدث بهمس 

الحب ده واعر جوي يا سما، سحرتيني يابت عم هاشم، كانك چنية خطفتي جلبي من اول يوم،ولما حسيت انك هتضيعي من يدي مجدرتش اصبر. 

ابتسمت هي بسعادة وتمتمت تتساءل بصوت لا يسمعه سواه

هو انت معايا فعلاً ولا ده حلم؟! 

تنحنح مجلياً صوته من فرط مشاعره ومازحها 

وااه، كانك دايبة أها وبتحلمي بيا. 

اعترضت بنعومة : سلمان، وبعدين معاك 

سلمان : كل خير والله، بس الله يكرمك بالراحة عليا لحسن أنا ابن ناس وكَتير عليا الدلع ده كله، مهستحملش، هجولك ايه ما تكلمي الحچ هاشم ونتچوز بكرة.

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

كان يراقبها من بعيد، ينظر إلى ابتسامتها الصافية التي يمقتها، بداخلها براءة تدعوه للابتعاد ورغماً عنه ينجذب ويخطو نحوها مقترباً، لا يمتلك مسمى لحاله فلو كان مؤمناً بالحب لأحبها لكنه لا يؤمن بوجوده، وضع نظارته الشمسية واقترب من وقفتها هي وبعض زملاءها، ناداه بصوت هاديء قائلاً

ديمه، يلا بينا.

استأذنت الواقفين معها واقتربت منه

هاي لؤي، في حاجة

لؤي : وحشتيني، في مشكلة

ابتسمت بتوتر هامسة : لأ، مفيش، بس كنت كلمني

لؤي بنظرات غامضة : حبيت اعملك مفاجأة، واطمني يزيد عارف انك معايا

ديمه بحدة طفيفة : يزيد كده بس، على فكرة هو عمك.

نظر إليها بجرأة فتحركت من أمامه مسرعة تود أن تتذكر ولو لمحة عابرة لما مضى بينهما، تشعر بأنه اقتحم عالمها دون ارادة منها لمنها لن تخذل يزيد وسهيلة، عليه أن يكمل ارتباطها بلؤي فعلى ما يبدو أنه يعشقها.

بينما يسيران استوقفها أحدهم قائلاً بفضول

ديمه، رايحة فين، كنت عاوز اتكلم معاكِ.

وقف لؤي إلى جوارها، أحاط خصرها بيده فدفعته هي بلطف بينما الشاب ينظر إليها بترقب ولسان حاله يرجوه ألا تخبره بما وصل إليه

ابتسم لؤي بانتصار قائلاً

مش هتعرفينا يا ديمه

أشارت هي إلى الفتى قائلة : يونس، زميلي وأكتر حد مقرب ليا هنا، ده لؤي يا يونس، ابن عمي وخطيبي

شهق يونس بصدمة : خطيبك، ازاي وامتى

امتعض وجه لؤي وعادت إليه شراسته، أشار إلى يونس بحدة

ازاي وامتى، هتعملها تحقيق ولا إيه، وبعدين انت مالك.

نهرته ديمه : لؤي، ايه الأسلوب ده

لؤي بحدة : انتِ متتكلميش نهائي، اتفضلي اسبقيني على العربية

اعترضت بقوة فجذبها رغماً عنها إلى أن وصل إلى سيارته، ارغمها على الدخول وعاد هو إلى يونس الذي تيبس بمحله، لقد أتى اليوم لرؤيتها، لم ينتظر صدمة كتلك، باغته لؤي بدفعه للخلف قائلاً

لو شفتك بتتكلم معاها تاني هنفخك

دفعه يونس بكره : انت متخلف ولا مجنون، ديمه مستحيل تبعد عني، أنا مش هسمحلها تكمل مع واحد معتوه زيك

لكمه لؤي وتركه ملقي على الأرض وهرول إلى ديمه، بمجرد أن صعد إلى السيارة صاح بجنون

مين الواد ده، وازاي يتكلم معاكِ بالطريقة دي

نظرت إليه بغضب وخلعت خاتم خطبتها بقسوة والقت به إليه قائلة

اعتقد ان كده الموضوع انتهى، مكنتش متخيلة انك همجي بالشكل ده.

💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮

لما تحبو معنا مخاوفنا وتخطو كما نخطو، لما لا تتركنا ننعم بسعادة لا يقهرها شبح الفقد، أما آن لها أن تبتعد عن دربي؟!

انتهت من حديثها إلى زميلاتها بالمشفى ووزعت عليهن الكروت المخصصة للعرس، بادلها البعض الحديث بسعادة من أجلها مع تمنيات صادقة بالخير وبعضهن كان حاقداً فكيف لفتاة بسيطة مثلها أن تحظى بما نالته هي، همت بالذهاب لكن احداهن غلبتها غيرتها فقالت بسخرية 

والله يا سما ما أنا مصدقة، بقى انتِ توقعي الدكتور سلمان في لحظة كده، حقيقي طلعتي ذكية جدا، ده مفيش بنت في المستشفى قدرت حتى تلفت نظره 

وكزتها إحدى الواقفات بعدما تبدلت ملامح سماء التي اهتزت ثقتها بنفسها من جديد وبادرت بقولها

كل شيء نصيب، وبعدين ذكية في ايه مش فاهمه، أنا من يوم ما اشتغلت معاكم وأنا في حالي ومليش علاقة بحد من الدكاترة، وخاصة الدكتور سلمان، اختنق صوتها قليلاً وتحدثت محذرة 

انا بعزمكم لأن مليش اصدقاء وبعتبركم اصحابي وزمايلي متوقعتش إنكم تفكروا فيا بالشكل ده. 

مازحتها احداهن لتهدئة الأجواء قائلة

هتشتغلي معانا بعد الجواز يا سمسم ولا الدكتور سلمان هيرفدك يا جميل 

لوت نفس الفتاة فمها قائلة

وهي هتحتاج الشغل في ايه، دي هتبقى صاحبة المستشفى كلها. 

رمقتها سماء بحدة وتركتهم جميعاً وغادرت في صمت وتفرقن جميعاً بعدما ألقت تلك الفتاة بمخاوف جديدة لم تضعها سماء في الحسبان. 

.............................................................. 

ركبت إلى جواره في صمت، كان ينتظرها أمام المشفى بشوق جارف، انطلق بسيارته ليهمس بعد قليل 

تحبي تتغدي ايه؟ 

سماء بهدوء : أنا عاوزة أروح 

سلمان بتعجب : ليه، مش احنا اتفجنا نتغدى ونروح نشوف العفش 

سماء بحدة : مش عاوزة، قولتلك روحني، وبعدين أنا واقفة قدام المستشفى بقالي اكتر من نص ساعة، كنت فين ولطعني كده، على فكرة دي قلة ذوق

ضرب مقود السيارة بقبضته بغضب ونظر إليها قائلاً 

بت انتِ، إياك تعلي صوتك تاني فاهمه؟! 

صاحت هي برفض :

انا حرة، وملكش دعوة بيا، أقولك أنا نازلة وهاخد تاكسي ومش عوزاك توصلني 

منعها سلمان من الخروج وجذبها إليه بقسوة، حاولت أن تبتعد لكنه لم يمهلها. 

دفعته عنها قائلة :

ابعد عني احسنلك. 

سلمان : رايحة فين، سمعيني تاني. 

سماء : هاخد تاكسي، إيه ممنوع؟ 

سلمان بتحذير : لآخر مرة هجولك صوتك ميعلاش، أنا رايد دلوك اعرف غيرتي رأيك ليه وراچعة من المستشفى مطيجاش روحك

سماء بعناد : نزلني بقولك، أنا مش عاوزة اروح معاك في أي مكان، ومش عاوزة اتجوزك كمان. 

قالتها بصوت خافت يرتعد، وعيناها تدمعان بحزن جعله يرخي قبضته متنهداً بضيق 

سماء، أنا مليش في اللف والدوران وشغل العيال، لما حاچة تزعلك جوليلي طوالي، أنا رايدك تفتحي جلبك وتصارحيني ، وياريت تتكلمي بأسلوب أحسن من اكده.

تحدثت برجاء

من فضلك، خليني اروح البيت ونتكلم بعدين. 

لم يعقب وانطلق في طريقه إلى بيتها، ترجلت هي بعدما وصلا إلى وجهتهما وكادت أن تعتذر إليه لكنه لم يمهلها الفرصة وغادر مسرعاً.

قضى ليلته في تخبط إلى أن استمع إلى أذان الفجر فنهض من فراشه متوجهاً إلى المسجد، التقى بوالده اثناء خروجه فلاحظ فهد ملامحه المتعبة فتساءل

كانك منمتش يا سلمان، انت زين يا ولدي؟

سلمان بهدوء : الحمد لله بخير، اطمن ياحچ فهد.

فهد مبتسماً : ماشي ياواد نوارة، ربنا يطمن جلبك.

سلمان : اللهم آمين

تحركا سويا ودلفا إلى المسجد ليؤديا صلاة الفجر في جماعة، وبعدما انتهت الصلاة عادا إلى البيت الذي لا يفصله عن المسجد سوا خطوات معدودة.

كاد أن يرجع فهد إلى غرفته ليستوقفه سلمان قائلاً بتردد:

هي أمي لما تزعل معاك، بتهمل ايه؟ 

فهد : دلوك ولا زمان؟ 

سلمان مشاكساً والده : زمان لاه، انا رايد اعرف دلوك كيف بتتصرف معاها. 

فهد : دلوك بفهم أمك من غير ما تتكلم، الست غير الراچل، بتحتاچ تتسأل مرة واتنين ولما تطمن هتلاجيها بتحكيلك من نفسها 

أومأ إليه بنظرة تعني ادراكه لما يريده فهد وتوجه كلا منهما إلى مكانه. 

صباحا وكعادته توجه إلى المشفى، تابع شؤون العمل واندمج بين ثنايا الورق وحالات المرضى فغاب عن ذهنه ما حدث بالأمس بينه بين سماء إلى ان انتهى اليوم ونظر الي ساعته فوجدها تقارب التاسعة، جمع أغراضه وهم بالرحيل لكنه تراجع في محاولة اخيرة منه لفهم الأمور 

تطلع إلى شريط الكاميرات وتابع بترقب ما حدث بين سماء وتلك الفتاة، أغمض عيناه لبرهة من الوقت يستجمع خلالها شتاته ويفكر في نهاية لما يدور من حوله عليه أن يمنح كل مخطيء ما يستحقه وعليه ان يبدأ به، إسماعيل. 

💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬

القى إليه نوح ببعض الأوراق التي ما ان قرأ محتواها ارتعد بدنه لكنه ادعى القوة وصاح بوقاحة

محصلش، انت مفكرني هخاف منكم، أنا هخرج من هنا عالشرطة، اوعى تكون مفكرني قليل ولا ضعيف

بصق سلمان بوجهه قائلاً

لاه، انت كلب ولا تسوى ياض، وعزة چلال الله ما تطلع من اهنه غير بعد ما نعلموك الأدب

اسماعيل بتحدي : شكل سمسمة كلمتك وقالتك على الصور، بس تعرف أنا فكرتها جبانه وهتخاف تتصل عليك بس واضح انها واثقة فيك أوي

لم يشعر سلمان بما يفعله، انقض عليه يركله بقسوة، ويلطمه بعنف وكلماته تتردد باذنيه فتصيبه بمزيد من الجنون

رفعه جاد بشق الأنفس عن إسماعيل الذي تبدلت ملامح وجهه وكان يتأوه متألماً لكنه لم يكتفى بما فعله

استند إلى الحائط من خلفه واستقام بصعوبة ناظراً اليه ببغض

صدقني مش هسيبها، ولا هسيبك تتجوزها

ابتسم سلمان بانتصار قائلاً

نسيت اجولك اننا كتبنا الكتاب يا خسيس

زمجر اسماعيل بجنون وتقدم باتجاه سلمان لكن قدماه لم تسعفاه فتوقف قائلاً

طالما اتجوزتها جايبني هنا ليه، عازمني على الفرح

سلمان بهدوء مخيف

جولتلك هنعلمك الأدب، أبوك الله يرحمه اتوكل بدري وشكل الست والدتك نسيت تربيك وتعلمك الأصول، والنتيچة أها، شحت طول بعرض وعامل كيه النسوان داير يأذي في خلج ربنا

اسماعيل بسوقية : متنساش نفسك يا سلمان، ده انت كنت صايع قديم ولا نسيت

سلمان بجدية : المهم دلوك أنا ايه وانت ايه، انت دكتور معدوم الضمير، بايع شرفك وحرامي، ولا نسيت احنا طردناك ليه من المستشفى

تراجع اسماعيل عن حدته ونظر إلى نوح قائلاً 

أنا عاوز أمشي، اعتقد الموضوع خلص والباشا بتاعكم اتجوز حبيبة القلب وخلصنا

نوح باشمئزاز : تمشي فين، مفكرها سهله ولا إيه، انت هتطلع من اهنه على السچن طوالي، سلمان غلط لما رفدك من غير ما تتحاسب، لكن خلاص انت اللي چنيت على روحك 

اسماعيل : اقسم بالله ما هسكت، هخرب بيوتكم، عارف يا سلمان لو اخر يوم في عمري مش هسيبك في حالك لازم ادمرك وهخلي سما تطلق منك، وبكرة تشوف 

تجهم جاد قائلاً 

يخرب بيتك أبوك، انت مخبل ولا ايه، يابجرة أنا لسه شايلك من تحت يده وكان هيخلص عليك، ايه هتعشج الضرب 

اقترب سلمان من نوح متسائلاً بهدوء 

هو الراچل اللي بيخوض في عرض غيره، وبيرمي بنات الناس بالباطل، حكمه ايه يا باشمهندس 

نوح دون تردد : ينچلد يا دكتور، لو بنطبج شرع ربنا مفترض نچلده ٨٠ چلده 

سلمان : وأنا راضي بحكم ربنا 

نظر إليه اسماعيل بفزع وتراجع إلى الوراء 

انت اتجننت اكيد، تجلد مين مفكرها سايبه ولا البلد مفيهاش قانون

سلمان بتأكيد : لاه فيه جانون، وان شاء الله هحبسك بيه ومعايا الادلة ، لكن تهديدك لمرتي وكلامك عليها هدفعك أنا تمنه بيدي ودلوك.

تعليقات



×