رواية الارث ( صراع الاباء والابناء ) الفصل الواحد و العشرون بقلم مروة البطراوي
ليه فسخ خطوبتنا.
ابتسمت مريم بسخريه و أرادت تفهميها حتي لا يخيل لها أنه لها
-تمام مصطفي خطبك لما سالم رفض انه يبقي أعزب وسطهم .
تعالت ضحكات نوال بسخريه عندما فهمت أنها كانت مجرد سلمه
-حلو قوى الا قوليلي تعرفي الزباله أنا أزبل منها أنا بجد حقيرة و أستاهل.
هزت مريم رأسها تنفي وصف نوال عن نفسها هي لم تكن تقصد اهانتها
-منين جالك الاحساس ده بعدين اللي أقوله ليكي دلوقتي اني كل اما بشوفك بتتغيرى بنسي.
نظرت اليها نوال باستغراب أحقا مريم تتناسي أخطائها يالها من محظوظه فهذا القلب الطيب من حقها
-مش معقول هو انتي ممكن ترجعي صاحبتي زى الأول.ياريت يا مريم و أنا اقسملك هتعدل و مش هبص للي في ايد غيرى .
نظرت لها مريم لتلمح الصدق في عينيها و لكن كان يتنابها القلق فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين ترددت أن تصارحها بما في قلبها
-أنا مين يا نوال.أنا صاحبتك اللي جيتي عليها زمان افتكرى دي أوى و افتكرى اني ممكن أفعصك تحت رجلي لو اتعدلتي يبقي خير لينا.
ارتبكت نوال
-ها لا أبداهتعملي ايه في سالم؟
ابتسمت مريم لها بخبث و غمزت
-الخطوة الجايه عندك انتي يا نوال.
اتسعت حدقه عيني نوال بخوف و هلع
-انتي مش ناويه تقابليه تاني طب كده هيشك.
تعالت ضحكات مريم و الشر يرتسم علي وجهها
-و ايه يعني أنا عايزاه يشك و يحس ان كلنا خداعين.
هزت نوال رأسها بمكر و أصرت أن توعي مريم جيدا
-انتي لازم تعتذرى له عن اللي حصل و تبيني انك مظلومه.
تعصبت مريم فهي مررت المشهد الأخير بصعوبه و لن تتحمل
-انتي مجنونه يا نوال انا عمرى ما هعتذر ليه افهمي بقي هو اللي لازم يطيب خاطرى.
جحظت نوال بعينيها فهي لن تتخيل أن سالم سيعتذر عن ذنب لم يقترفه خاصه لمريم طليقته
-يا مريم انتي قلتي قدامه ليها انه مش فارق معاكي و ده ممكن يخليه يحس انك مش عايزاه اسمعي مني.
هزت مريم كتفيها بعدم اكتراث كأنها كانت متشوقه لقول هذا الكلام أمامه لكي يعرف مقداره امامها انه لا يساوى
-يلا خلينا نشوفه و هو مذلول و مكسور و اتنين ستات مش لازمهم انا عارفه انها مش عايزاه هي عايزة الارض و بس

اتسعت حدقه عيني نوال بذهول فدائما مريم تفاجئها بتغيرها المطلق الغير متوقع يوما ما و أنها لا تبالي غضب سالم بل تذلذه
-يخرب عثلك يا مريم ده انتي كده ضربتيه بالجزمه القديمه بس تعرفي يستحق قال بيقول عليا خرابة بيوت علي أساس انه ديما عامر.
مطت مريم شفتيها بلا مبالاه و رفعت كتفيها بعدم أهميه فهو لا يعني لها شئ حتي لم تعتبره يوما أنه والد ابنها و تشعر أن ابنها كذلك لم يقبله
-عادي يا نوال ها هتروحي له و لا لا؟
هزت نوال رأسها باذعان لطلب مريم
-و أنا مجنونه أقول لا حاضر يا مريم .
ربتت مريم علي رجلي نوال بامتنان قائله
-تسلميلي يا نوال عمرى ما هنسي ليكي ده.
انشرح قلب نوال حيث ذكرتها مريم بأيامهم
-مريم أنا نفسي أكل بط من ايدك هتأكليني زى زمان.
تعالت ضحكات مريم بصخب لأنها أدركت أن نوال تغيرت
-ماشي يا نوال بس كده أحلي دكر بط هيتعمل علشانك كمان .
😂😂 #الارث_صراع_الاباء_والابناء بقلمي #مروه_البطراوى
في المكتبه كانت تقف شارده لدرجه لفتت انتباه بهيره و هي تمر من جوارها
-مالك يا ولاء شكلك تعبانه.طب تعالي أنا راحه أطمن علي البيبي تعالي معايا .
هزت ولاء رأسها و دموعها تتدفق بين مقلتيها تضرب علي قلبها تحاول ايقافه
-منك لله منك لله مش بتعرف تسكت أبدا خسرتني قوتي خليته يمرمطني علشان بحبه.
قطبت بهيرة جبينها تحاول أن تفهم ما تقصده ولاء و هي تجلد قلبها و هو يدق من أجله
-ليه كل ده عمل فيكي ايه ممكن يكون زهق منك بالسهوله دي ما أعتقدش استهدي بالله.
تنهدت ولاء بتعب و حزن تعلم أنها ظنت به خطئا و لكن تشعر بالخزى من نفسها أمامه
-انتي عمرك جربتي تحبي حد و أخيرا يحبك بس تفضلي شاكه فيه و لما تواجهيه تطلعي غلطانه.
فهمت بهيرة ما ترنو اليه ولاء و ما تشعر بها ذكرها بموقفها مع محمد يوم ما وجدته يربت علي مريم
-هيحصل ايه بعد كده أكيد هيعتذر و انتي لازم تقبلي و تبطلي تشكي فيه انتي حاطه في دماغك انه بتاع بنات.
شعرت ولاء أن حديث بهيرة صحيح و لكنها ترفض مصالحته لأنها متوقعه عتابه و الذي سينتج عنه قرارات
-بجلد نفسي من امبارح يا بهيرة عارفه انه بقي محترم و عايز يتجوزني بس خايفه أقوله خلاص يعاتبني اني معملش كده تاني.
استمعت ياسمين الي صراخ ولاء حيث كانت في مخازن الكتب و ركضت نحوها تحاول أن تفهم ما بها لأن عادل لم يخبرها بما حدث

-مالك يا ولاء انتي كويسه؟حتي عادل جه امبارح متأخر أوى و دخل نام ملحقتش أعرف أخر الأخبار و صحيت الصبح لقيته نزل هو في ايه؟
اتسعت عيناها
-ايه يا ياسمين رجع متأخر؟
استغربت ياسمين سؤال ولاء
-مالك؟زعلتي ليه لما عرفتي انه رجع متأخر؟
-لا طبعا و أنا هزعل ليه؟طب نزل الصبح بدرى ليه ؟
قطبت ياسمين جبينها
-ليه شاغله نفسك مش يمكن علشان موضوع حلاوتهم؟
-لا لا طبعا أكيد في حاجه تانيه أنا مش هبله أنا فاهمه و عمرى ما هضعف و أروح أصالحه.
نظرت ياسمين لولاء باستغراب أما عن بهيرة فقد زفرت بحنق علي رأس ولاء اليابس و من ثم تركوها لتطلق العنان لأفكارها العنيده
💃💃 #موكا_سحر_الروايات رواية #الارث_صراع_الاباء_والابناء
كان سبب خروج عادل مبكرا هو سالم حيث هاتفه
-عاوز حاجه يا حاج سالم استغربت انك بتقول عايزني.
فاجئه سالم بطلب جعل عادل يفتح عينيه علي مصرعيهم
-كنت بسأل علي شقه جمب شقه الست ثريا يا ترى في فاضي.
قلق عادل من سؤاله و قرر أن يرواغه لكي يخرج ما برأسه
-انت عاوز شقه الست ثريا نفسها و لا اللي جمبها علشان اللي جمبها اتأجرت.
ابتسم سالم بخبث علي سؤال عادل كأنه يفهم ما يجول برأسه و لكنه تريث قائلا
-أنا بقي عاوز الشقه اللي اتأجرت حاول تفضيها و ليك الحلاوة عارف انك مصلحجي.
بالرغم من عادل و مساؤه الا انه في هذه النقطه لا يبالي و لا يهمه المال يحب مساعده الغير
-ما تحترم نفسك يا سالم انت مفكر كل الناس زيك انا يهمني مين هيسكن و جمب مين علشان المشاكل.
نظر سالم الي عادل بكل غضب و كاد أن يهرسه أرضا و لكنه تماسك حتي لا يصدر ضوضاء يكفيه ما حدث
-أنا محترم غصبن عنك يا زباله انت أنا عارف انك مش راضي تأجرلي علشان تفضل جمبها بس ده بعدك دي بتاعتي.
اتسعت حدقه عيني عادل و تدلت شفتيه الي الأسفل علي ثقه سالم المفعمه بأن مريم ملكه ليشعر أن مصطفي كان صائبا
-زباله مين ده انت اللي زباله صحيح اللي خلفك مقدرش يربيك زى ما ربي اخواتك و لما هي بتاعتك رمتها هي و ابنك ليه؟
هنا لم يتحمل سالم و انقض عليه خاصه عندما قارن بينه و بين أشقائه الذين هم سبب معاناته في الحياه دائما يوقرون و يحترمون
-انت اتجننت يا عادل هي حصلت انت مفكر نفسك مين انت مجرد صاحب بيت و اتقي شرى يا اما هتشوف لون عمرك ما شفته.

ابتسم عادل بسخريه فسالم من الشخصيات التي تهدد ببزخ لطالما لم ينفذه تهديده و عادل لم يكن يوما من الشخصيات التي تخاف من أحد
-هتعملي ايه يعني مثلا؟
تعالت النيران في صدر سالم
-هفرجك هريدي الحمش رباني ازاي.
فتح عادل صدره بكل أريحيه بكل شجاعه
-فرجني كرامات الحاج هريدي عليك يا أخويا.
تفاجئ سالم من جرأه عادل ليمسكه عادل من ياقه قميصه يهدده
-انت عاوز من مريم ايه يا سالم قبل ما تجاوب افتكر انت بالنسبه ليها ايه.
أنزل سالم يد عادل يحاول تمالك أعصابه حتي لا ينفلت غضبه و يخسر معركته
-هرجع مريم كان ممكن ما أحتاجش الشقه بس بعد اللي حصل النهارده بقي صعب.
هنا جاء مصطفي حيث أن عادل اخبره بمقابلته مع سالم من قبل أن تحدث.اختنقت الدماء بعيني سالم ليصيح قائلا
-ربنا ياخدك انتي ايه مش بتغور بعيد عننا أبدا مريم هتبقي مراتي أنا و لو قربت منها تبقي جنيت علي روحك يا سالم.
استغرب سالم من وجود مصطفي في هذا التوقيت لأنه لم ينتهي عمله بعد فنظر الي عادل بشك ليبتسم الأخر بخبث ليصيح
-مراتك ازاي يعني هي مجنونه دي لسه الصبح مواجهه حلاوتهم قدام عيني و حلفت انها هترجعلي و هترجعلي يا مصطفي .
نظر مصطفي و هو مفتح العينين باتساع رهيب يمتلكهم الغضب فلم يتصور أن الأمر سيتم بهذه السرعه فأخرص سالم بصفعه
-اخرس قطع لسانك و اياك أشوف خلقتك تاني هنا في الشارع و الله لو حصل لأكون رازعك علقه ترقدك في الجبس سنه قدام.
و من ثم نزع مصطفي حزام بنطاله الذي كان يرتديه ليرفعه في وجه سالم لتكون رده فعل سالم هو أنه أسرع بالخروج من مدخل العمارة قائلا
-خلاص خلاص يا مصطفي بس افتكر الحق هيكون لمين فينا.
لم يتحمل مصطفي برود سالم أكثر من ذلك انتزعه من ملابسه
-هو ايه اللي خلاص خلصت روحك انت شكلك عايزة تقضي عليها.
أزاحه سالم بعيدا عنه بكلتا يديه و بكل غضب ليختفي بروده قائلا بقوة
-شكلي هقضي علي روحك انت يا مصطفي اصبر عليا شويه أيام و هخلصك.
تدخل عادل لأن سالم مازال يزيد العيار و لا يرحل و يخشي أن يرتكب مصطفي شيئا
-ما تغور بقي من هنا ايه انت ما صدقت انت مش عندك ست روحلها بدل ما تقلق عليك.
خرج سالم من مدخل العمارة ليصعد مصطفي بخطوات سريعه نحو منزل مريم بينما يراقبه عادل يشعر بانتصار عظيم يعود الي المكتبه و معه كل التسجيلات لهذا المشهد.أما في الأعلي و بالتحديد أمام شقه مريم طرق مصطفي الباب
💞💞 #مروه_البطراوى جروب #موكا_سحر_الروايات
علي الجانب الأخر كانت تقف في المكتبه تلهي حالها لتجده يدلف عليها فتصنعت أن معها اتصالا هاما

-حاضر يا بنتي حاضر ما تطولي بالك بقي يا غتته قلتلك الكتب هتكون عندك بعد بكره ايه مفيش صبر ؟
انتزع الهاتف من علي أذنها ليضعه علي أذنه ليجد أنه تمثيلا فابتسم بسخريه و نظر اليه لتشيح بوجهها جانبا
-مفيش حد معندوش صبر قدك بس أنا عندي يا ترى هتنفع تصبرى معايا و لا مش هينفع كنت مفكر نفسك طويل.
احمرت وجنتي ولاء تنظر الي الأرض سريعا بضيق ليقترب بيده من وجهها و يرفعه لكي تكون النظرات مقابله بينهم
-يعني أنا جايلك لحد عندك و قلت التليفون مش هيقرب ما بينا علشان تودي وجهك الناحيه التانيه بصيلي و واجهيني بعينيكي.
من أول ما وقعت عينيها في عينيها و كأنها سكنت و هدأت و تناست كل شئ افتعلته و افتعله ودت أن تحضنه بعينيها فقد اشتاقت له
-مشتاقه ليك أوى يا عادل.عادل أنا عارفه اني غلطانه بس صدقني غصبن عني و أوعدك مش هتكرر بس بليز قلل من مقابلاتك ليها.
يعلم كم الغيره التي تقطع نياط قلبها و لو كان الأمر بيده لكان ابتعد عن الأخرى و بات ساكنا في أحضان معشوقته التي تمناها يوما بنفس الصورة. رد بهيام
-عادل مقدرش يتحمل أكتر من كده.
شعرت أنها ترى عادل أخر غير الذي كان بالأمس
-حاسه اني أعرفك لأول مرة.حاسه انك غايب و وحشتني.
ود أن يحتضنها غير مكترث بمن حولهم تهمه هي فقط
-أنا من امبارح تايه كاره نفسي علي اللي عملته فيكي .
فاق كلا منهما علي صوت ياسمين و هي تمصمص شفتيها
-طب ما أجبلكم بوليس الأداب و لا حرام هو المأذون يلم الليله.
التفت اليها عادل و ابتسم بمرح و هو يغمز الي ولاء بكل حب قائلا
-الله انتي طلعتي منين و الله ما حاسس انك هنا أصلا ياريت المأذون فورا.
تعالت ضحكات ياسمين و هي ترفع حاجبيها لولاء كأنما تحدثها أخيرا هدأتي
-أومال ايه العكننه اللي احنا فيها من الصبح دي يا ولاء ده قربت أقطع شرايني.
🍃🍃 #الارث_صراع_الاباء_والابناء بقلمي #مروه_البطراوى
علي الجانب الأخر فتحت مريم الباب لتجد مصطفي أمامها ينظر اليها بغضب فابتلعت ريقها
-هنفضل واقفين قدام بعض كتير ادخل يا مصطفي ده حتي انت وحشت محمد خالص و بينده عليك.
دلف مصطفي لداخل الشقه ليجلس بالصالون تقدم له ثريا واجب الضيافه و هو يلاعب محمد حتي تأتي مريم
-هتفضلي عندك كتير يا مريم.انت بتعملي ايه تعالي هنا أهي بهدله هتاكليها و السلام أنا موجوده متخافيش تعالي.
كانت في هذه الاثناء تحادث ولاء تسرد لها لتخبرها ولاء بما حدث بين عادل و سالم و مصطفي لتصرخ صرخه مكتومه
-انتي هتستهبلي يا مريم و لا ايه انتي يا دوب رمتيله الطعم و هو جه جرى و جبتي التانيه علشان تخلصي منهم اخرجي كده و خليكي أسد.
غضب مصطفي
-و الله عال عماله تقويها يا مرات عمي و أنا اللي فاكرك هتعقليها يالا استحملوا هبل الزفت سالم لما يعملك فيها حاجه.
رفعت ثريا حاجبيها فهي ظنت أنه جاء عندما علم من عادل و لكنها تأكدت أن الموضوع أكبر من كل هذا فسألته بتوجس
-مين المجنون اللي ممكن يقرب منها و أنا عايشه اسمع يا مصطفي مريم ما غلطتش و كان لازم تعمل كده و من زمان أوى.
زفر مصطفي بغضب و وضع الطفل جانبا لينهض و هو يضغط علي رأسه التي كادت أن تفور من الغيظ يتذكر سالم و وقاحته و تهديده المقزز.