رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل العشرون بقلم نداء علي
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
دليلنا نحو الحياة بات متشابكاً يخبرنا تارة أن نتبع إشارات الهوى فنطيعه بلا تردد وعندما نصل لا نجد سوى سراب فنرجع إليه طالبين العون فيدعونا نحو العقل وحكمته ونتبعه رغبة في السعادة فنراها نحو مفترق الطرق ونكاد أن نبلغها لكن الحنين يصرخ بأقصى قوته قائلاً فلنحاول من جديد.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
تطلع نوح بريبة إلى المبلغ المالي الضخم الذي قام رحيم بتحويله إلى جهة غير معلومة، أراد أن يتغاضي عن الأمر لكن هناك هاجس يخبره أنه لا بأس من بعض المتابعة، نفخ بضيق، كيف له أن يسأل رحيم دون أن يصطدم به، ما السبيل إلى معرفة الحقيقة، استمع إلى وقع خطواتهم، دس بجيبه تلك الورقة عازماً أمره على تقصي الأمر فيما بعد
دلفت ميادة بحماس ومن خلفها رحيم ورائد وسهيلة التي اقتربت بحب من والدها قائلة
نوح باشا، منور يا عمنا
نظرت إليها ميادة بغيظ وابتسم نوح فهمست سهيلة
هتغيري مني يا ديدا ولا إيه، على فكرة بابا بيحبني اكتر منك.
وكزتها ميادة بخفة وازاحتها قليلاً لتقف هي إلى جوار نوح قائلة
لا في حد قبلي ولا بعدي يا بنت نوح.
عضت سهيلة شفتيها بغيظ وهمست
ربع الغرور ده يارب، حاچة اكده محصلتش ولا تتوصف.
ابتسمت ميادة قائلة
ثقة مش غرور يا هبلة، ولا إيه يا نوح؟
نظر نوح إليها قائلاً :
وهي ميادة هتجول حاچة غلط؟!
قاطع مزاحهم رائد الذي طلب إلى والده دون تردد
بابا، انا عاوز اشتري عربية.
نظر إليه نوح بطرف عينه وتساءل :
اممم، ويا ترى محتاچ سواج ولا هتشتريها بحمار يچرها؟!
قهقت سهيلة لكنها كتمت ضحكاتها بعدما رمقها رائد بتحذير، أوضح رائد مطلبه قائلاً
وفيها ايه لما اشتري عربية، زمايلي معاهم بدل الواحدة اتنين وأنا أحسن منهم كلهم.
اقترب منه نوح، وأشار إليه بتحذير
أحسن منهم في ايه، دكتور ولا عالم ذرة، ولا تكونش موحد الجطرين.
امتعض وجه رائد واعرب عن رفضه لما يقوله نوح
يا بابا حضرتك محبكها جوي، كل حاچة لاه، بعدين ، أنا من حجي اعيش سني و...
نوح بهدوء: وانت يا رحيم، مارايدش عربية انت التاني
رحيم بحرج : لاه، متشكر يا بابا
حك نوح رأسه قليلاً ووجه حديثه إلى ثلاثتهم
مفيش واحد فيكم أحسن عندي من التاني، ولا عندي بنت وولد، كلكم زي بعض، مفيش حد هيشتري عربية ويركبها إلا بعد ما يخلص الچامعة واظن ان في عربية وسواج معاكم مكان ما هتروحوا
رائد بغضب
يا بابا اكده هتصغرنا جدام زمايلنا.
نوح بحزم : حسك عينك ترفع صوتك يا رائد
سهيلة بتردد :
يا بابا ماهو فعلاً كل زمايلنا معاهم عربيات، وبعدين حضرتك أغنى منهم كلهم.
نوح بهدوء بعض الشيء
وأنا لما أخاف عليكم يبجى غلط، اكلكم ولبسكم ومدارسكم، كل سنه بتسافروا بلد شكل تصيفوا، حياتكم مرفهة ياست سهيلة، ومش معنى ان ربنا كرمني من فضله اسيبكم طايحين في الدنيا، أنا مسؤول عن كل واحد فيكم لحد ما تكبروا وتعرفوا توزنوا الأمور وجتها يحلها الحلال، أول واخر مرة هنتكلم في الموضوع ده، مفهوم؟
تحدثوا في صوت واحد رغم عدم اقتناعهم : حاضر.
أرادت ميادة أن تحادثه بشيء يصرف ذهنه عن حديثهم فقالت بحماس
مش هتصدق يا نوح، تخيل ماما سهيلة كلمتني النهاردة، بقالي فترة طويلة مشغولة عنها وفي نفس الوقت كنت محرجة اكلمها بعد حادثة ديمه
نوح : أخبارهم ايه دلوك
ميادة : كويسين الحمد لله، بس فجأتني بخبر كده.
التفت إليها الجميع بترقب بينما ادعى رحيم انشغاله بهاتفه
ميادة : قالتلي ان ديمه هتتخطب للولد اللي اسمه لؤي.
نوح بتعجب : تتخطب؟! كانها لسه صغيرة يا ميادة، والواد ده شكله كَبير عليها.
ميادة بتوضيح : يعني هو تقريبا ٢٨ سنه وفعلاً اكبر منها بكتير بس قالتلي انه بيحبها وطلب ايدها اكتر من مرة وبابا يزيد رفض بس أخوه أتدخل وفضل يلح عليه ووعدوه انها تكمل تعليمها الأول وبعدين يتجوزوا.
💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮
غزلت لروحي بوتقة من خيوط عنكبوتيه واختبأت بداخلها ظناً أنها ملاذ آمن وبعد سنوات اطاحت بها أولى عواصف الدهر القاسية.
استمعت إلى نصيحة والدتها، تطلب إليها بالحاح أن تتخلى عن عزلتها وتخرج من سكونها، استجابت سماء لما قالته وتاقت روحها لبعض النسيم العليل، وقفت مغمضة العينين يلاطفها نسيم البحر ويغرد بأذنيها أسراب الطيور إلى أن همس إليها بصوته الذي تبغضه
مش معقول، ايه المفاجأة الجميلة دي يا سما.
التفت إليه وتراجعت خطوات مبعثرة تنظر إليه دون تصديق، كادت أن تتركه واقفا وتبتعد لكنه اعترض طريقها
ايه لعب العيال ده، بقى أنا سايب شغلي وجايلك تقومي تمشي وتسبيني
تحدثت إليه برجاء قائلة
أرجوك سيبني في حالي، أنا بلغتك رفضي قبل كده ومستحيل أوافق اتجوزك
تحدث بغل وإصرار : وأنا مش هسيبك، دخلتي دماغي وهتجوزك يا سما، ولو مفكرة ان سلمان باشا هيقدر يعمل حاجة تبقى موهومة، أقولك سر، على فكرة انتِ مخدوعة زيك زي ناس كتير، سلمان ده كان عيل صايع وأهله كلهم مجرمين، لولا بس الفلوس بتداري مصايب كتير
عنفته بتحذير هامسة بصوت كاره لقربه رافض لحديثه
أولا رفضي ليك كان من قبل ما الدكتور سلمان يتقدملي، ثانياً بلاش أسلوب العيال الصغيرة ده، انت دكتور محترم وأنا بقولك للمرة الألف مش عاوزاك، خلي عندك كرامة وابعد عن طريقي.
امسك معصمها فسارعت بلطمه بقوة، تبدلت ملامحه ودفعها قائلاً
حسابك تقل أوي، أنا منستش أول قلم منك صدقيني هدفعك التمن وهتشوفي
شهقت بفزع عندما القى بوجهها بعض الصور المفبركة لها مع سلمان في أوضاع مخلة، ارتعد فؤادها وزاغ بصرها، تنفست بصعوبة وهمست
حسبي الله ونعم الوكيل فيك، انت اكيد مريض نفسي، اكيد مش طبيعي
ابتسم بنشوة واغمض عيناه بسعادة
لأ أنا طبيعي جدا، بس تقدري تقولي كده حقي مستحيل اسيبه، وأنا عمري ما هنسي ان واحدة زيك مدت ايدها عليا قدام زمايلي وبسببك حبيب القلب طردني من المستشفى، هخلي سيرتك على كل لسان، هخليكِ تتمشي تتلفتي حوالين نفسك، سلام يا ريسة.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
صفعها حامد بقسوة فدفعته بشراسة تناسب شخصيتها المتمردة وصاحت بغضب
هتضربني يا حامد، چنيت إياك
جذبها إليه يحركها بقسوة ناظراً إليها بوجه لم تلمحه من قبل
هجولك ايه يابت انتِ، اني هحبك ومدلعك وطلباتك كلياتها مچابة، معيشك عيشة أهلك ميحلموش بربعها بس كله إلا شغلي ومنصبي، ما بعد روحي روح .
بكت هي بتوسل
حرام عليك، هتجتل عيل كيه ابنك، ده واد اخوي يا حامد ومهما عمل ميهونش عليا.
حامد : يولع يا حلوة، ابن اخوكي هرب وبجى خطر علينا بعد ما اخوكي الغبي كشف شغلنا، رايداني احط رجبتي تحت يده واسكت.
حياة : أحب على يدك بلاش تاذيه، خلي رچالتك يضربوه، اجولك هددوه وهو هيخاف بس يموت لاه، ده وحيد وأبوه طلعش من الدنيا غير بيه.
حامد بشر
روحه جصاد روحك انتِ واخوكِ، هتختاري ايه؟
كادت أن تتوسله من جديد لكن اندفاع احد الرجال إليه جعله يدفعها بعيداً عنه، أشار إلى الرجل قائلاً
حوصل ولا لاه يا فايز
نكس فايز رأسه بخوف قائلاً
هرب يا باشا، الواد شكله ناصح وأول ما وصلت للمكتبة أنا والرجالة لجيناه فص ملح وداب
لطمه حامد ووبخه بسيل من الشتائم بينما حياة تبتسم بارتياح قائلة
الحمد لله، يا ما انت كريم يارب
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
عاد من عمله ووجهه يبوح بارتياح وسعادة جعلت زوجته تتعجب فمنذ مدة وعقله شارد وقلبه حزين، ابتسمت إليه بود
حمد الله على السلامة يا هاشم، شكلك مبسوط النهاردة خير ان شاء الله
أكد حديثها قائلاً
حضريلي الغدا الأول على ما اغير هدومي وتعالي هحكيلك واحنا بناكل
انتهت من تجهيز المائدة، وجلسا سويا إلى أن سألها، العيال فين؟
ناولته طبق محمل بكل ما يشتهيه، وشرع في تناوله واجابته هي :
مروة راحت تجيب جدول المحاضرات وخدت أخوها معاها، أصلها خايفة ومتوترة.
هاشم : لأنها أول سنه بكرة تتعود ان شاء الله
حنان بفضول : قولي بقى موضوع ايه اللي مخبيه عني
هاشم بجدية : لا والله ولا مخبيه ولا حاجة، أنا في وسط الشغل والدنيا مأزمة معايا على الآخر لقيت عبدالهادي زميلي بيقولي تعالى نتكلم بعد الشغل كلمتين عالقهوة، خلصنا الشغل وطلعنا شربنا كوبايتين شاي ولقيته بيطلب مني يجيب المدام وابنه، عاوز يخطب سما لهيثم ابنه.
حنان بترقب : هيثم ده شغال ايه
هاشم : موظف في الجمارك وولد محترم وابن حلال
ترددت حنان قليلاً وانتابها القلق فتساءلت
شكلك موافق ومرحب بيه
هاشم متناولاً طعامه : اه، وبلغت والده اني موافق، ان شاء الله هيجوا نهاية الأسبوع، أهو تكون سما ارتاحت شوية واكلمها تنزل من اسكندرية
مفروض مكنتش تعشم الراجل بموافقتك قبل ما تكلم سما يا هاشم، افرض بنتك رفضت.
عاشم بغضب
أنا أبوها وادرى بمصلحتها
تطلعت إليه زوجته تستنكر حديثه فلم ينظر إليه واكتفى بمضغ طعامه بغيظ في محاولة منه للهرب من المواجهة فلم تتركه هي وجلست إلى جواره قائلة
البت مش صغيرة ومن حقها تعرف وتوافق أو ترفض، وبعدين انت كده بتصغر نفسك مع الراجل افرض مرضيتش تنزل وفضلت عند أمها، هيبقى موقفك ايه ساعتها؟
القى بالملعقة فوقعت أرضا ً، انحنت هي والتقطتها، تنهدت بيأس من أفعاله إلى أن قال
سما مستحيل تصغرني أو تكسر كلمتي.
حنان دون تردد
وانت علشان ضامن حبها ليك وخوفها على زعلك تكسر بخاطرها، كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق.
هاشم بحدة
خليكِ في حالك يا حنان، أنا خايف على بنتي وبدور على مصلحتها مش هستنى لما واحد معتوه زي اللي اسمه اسماعيل يأذيها ولا اللي اسمه سلمان ده يتجوزها يومين ولو حصل حاجة يرميها، انا هجوزها لواحد من توبنا، شبهنا وعلى أد ايدينا
لوت فمها ولم يرق لها حديثه لكنها اكتفت بقولها
انت حر، انا عملت اللي عليا بدل ما طليقتك تقول إني مشجعاك، اعمل اللي يريحك ياخويا، انت من امتى بتسمع كلام حد.
🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼
بكت بحرقة وضياع، تتمنى أن تحتمي بأحد ولكن ما من مغيث فرفعت بصرها إلى السماء قائلة بقهر
يااارب، أنا تعبت سنين وأنا مصاحبه وجعي وخوفي وساكته، طول عمري ببكي من غير صوت بس تعبت، خايفة ومليش حد غيرك، خايفة وموجوعة أوي، انا لو بأيدي الحب عمري ما كنت حبيت بس غصب عني فلو كان نصيبي فراق وألم ابعدني عنه وخليني انسى ولو نصيبي معاه بلاش يتأذى بسببي، يارب استرني وابعد عني شر اسماعيل واللي زيه
لم يشعر قلبها بأن نبضه ملازم له إلا بعدما شق سكون الليل رنين هاتفها، لم تسجل اسمه لكنها تحفظه عن ظهر قلب، همست بأمل
سلمان!
التقطت هاتفها بلهفة وتحدثت إليه بصوت باكي
دكتور سلمان
صوتها المنهزم وضعفها انتقل إليه فلم يستطع الصمود وتحدث بعشق
هتبكي ليه يا سما،؟
قصت عليه ما فعله إسماعيل فاشتعلت بداخله مشاعر كراهية ورغبة قوية في الاطاحة به نهائياً، ابتلع ريقه وحدثها بحب :
مفيش إنسان يچرؤ يمسك بسوء، اطمني ومتشغليش روحك بأي حاچة، ان شاء الله هتصرف ونحلوا المشكلة من أساسها.
خشيت عليه من الأذى فهمست
اوعى تتهور وتاذيه يا دكتور سلمان
تبدلت لهجته وعلا صوته بحدة طفيفة
خايفة عليه إياك؟!
منحته سعادة الكون بأكمله عندما قالت دون تردد
لأ طبعاً، أنا خايفة عليك انت.
ابتسم هو بسعادة ومن فرط توترها وخجلها انهت الإتصال فقهقه بقوة ثم ما لبث أن تذكر ما يفعله اسماعيل فعاد لشراسته وعزم أمره أن ينتهي الأمر إلى الأبد.
................................
يومان قضتهما سماء بين ثنايا النوم، تتقلب فوق جمرات الخوف واليقين وكلما لاح لها مخرج تلاشى سريعاً، حدثها والدها واخبرها بأمر العريس المنتظر وانتهى الأمر بشجار عنيف بين رحاب وهاشم لكن سماء تحدثت إلى والدها قائلة
يعني حضرتك كده هترتاح، هتحس ان عقابك ليا انتهى
صُدم هاشم وكذلك رحاب التي اقتربت تحتضن ابنتها لكن سماء ابتعدت قائلة
كفاية بقى، بتعاقبني على ايه،بفكرك بماما ولا بتنتقم منها فيا، طول عمري ماشية جنب الحيط بسببك بخاف اغلط ووقتها مش هلاقي حد يسندني، تعالى يمين يا سما حاضر، روحي شمال حاضر، ابعدي عن اابلد وروحي لأمك، لأ تعالي أصل أنا هجوزك، وأنا ايه، معنديش احساس مبتفكرش فيا؟!
هاشم بصدق
بس أنا خايف عليكي
انهات تماماً والقت إليه بما جعله يستشعر مدى عجزه
طيب ايه رأي حضرتك ان اسماعيل جه ورايا اسكندرية ومفبرك صور ليا أنا ودكتور سلمان وبيهددني، اما اتجوزه واما يفضحني، قولي بقى يا بابا ابن صاحبك هيقبل يتجوزني لو اسماعيل نفذ تهديده، هيقدر يحميني منه ولا المهم عندك انك تخلص من وجودي وبس.
اعتذر إليه بكلمة واحدة واكتفى بها ربما لأنه لم يقصد ايذائها وربما لأن الكلمات لن تفيد، أخبرها بأسفه وغادرت هي إلى غرفتها وبقيت رحاب باكيه من أجل ثلاثتهم.
💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮💮
مد نوح كفه إلى هاشم فتردد هاشم قليلاً لكن ابتسامة نوح وثقته جعلته يتحدث إليهم بود قائلاً
يا مرحب يا باشمهندس، خير ان شاء الله
نوح بود : كل خير يا عم هاشم، سمعنا انك زعلان من الدكتور ورافض تچوزه بتك، فجولتله ان الحاج هاشم راچل واد أصول وحتى لو ابننا مزعله هنراضيه ونحب على راسه كمان
ابتسم هاشم بحرج وتحدث إليه
العفو يابني، ربنا يكرمك أصلك، أنا راجل طول عمري مبحبش المشاكل ولو الجوازة دي هتسبب أذى لبنتي خلونا في حالنا الله يكرمك
نوح بجدية
بنتك هتبجى في عصمة راچل يفديها بروحه، واحنا كمان يا حج هاشم، معندناش حريم تتأذى واحنا على وش الدنيا، انت وافج ووعد مني، كلمة من نوح السياف ان بتك هتعيش معززة مكرمة طول العمر
هاشم بتردد : واللي اسمه إسماعيل، ده مفبرك صور و...
نوح بثقة : كان ممكن أبلغ الحكومة وبكلمة واحدة يروح ورا عين الشمس، بس احنا هنأدبه الاول
هاشم بتوجس : هتقتلوه؟
لم يفلح نوح في كبت ضحكاته وكذلك سلمان وجاد، ابتسم جاد إلى هاشم يطمأنه قائلاً
نجتله ليه يا عم الحچ، شكلك واخد فكرة عفشة جوي عننا، كل الحكاية انه واحد أهله معرفوش يربوه فاحنا هنجوم بالواچب، ويومين وهتلاجيه مهمل المحافظة كلياتها وبلا رچعة، العيب على الداكتور سلمان كان لازمن يحبسه من أول يوم اشتغل معاه في المستشفى وعرف انه حرامي ومعدوم الضمير، بس كل شيء بأوان
بقى هاشم حائراً حذرا فلم تستطع نوارة الصمت وروح ابنها معلقة بكلمة من هاشم لذا نظرت إلى فهد تستأذن بالحديث فابتسم إليها بود
فتحت حقيبة يدها واخرجت علبة من المخمل كبيرة الحجم فخمة الهيئة وابتسمت إلى هاشم قائلة
صلي عالنبي يا عم هاشم وخد شبكة العروسة
أخذها منها وتحدث إلى زوجته قائلاً
سمعيني زغروطة بقى يا أم أحمد، ان شاء الله النهاردة نقرأ الفاتحة ولما العروسة توصل نعمل الخطوبة
نوح : كتب كتاب ان شاء الله، بعد اذنك طبعا.
هاشم بهدوء : خلاص أنا هسلمكم بنتي وان شاء الله ربنا مش هيخيب ظني فيكم، نكتب الكتاب الأسبوع الجاي